عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

لم يبدأ الوعي بتحيّز الإعلام الغربي السائد لإسرائيل ولمشاريع الهيمنة والتوسّع الغربيّة في السابع من أكتوبر الماضي، غيرَ أنّ ما تكشّف على نحو صارخٍ هو مقادير ذلك التحيّز المرصود منذ عقود، والذي تبيّن أنّه يتزايد طرداً مع حجم الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال. واليوم، وبعد انقضاء عامٍ على الحرب، يتواصل هذا السلوك الصريح وتتطوّر آلياته، مع التزامٍ تامٍّ ومنهجيّ بالرواية الإسرائيلية، وهذا ما يكشفه اثنان من أبرز العناوين الجديدة التي صدرت في هذا السياق؛ الأول من وكالة رويترز، والثاني من صحيفة نيويورك تايمز.

 

رويترز.. "تعقيدات سياسيّة"

في الخامس من تشرين أول/أكتوبر الجاري، نشرت وكالة رويترز حلقة بودكاست بمناسبة الذكرى الأولى لما بات يعرف عربياً باسم "طوفان الأقصى". كان عنوان الحلقة: "7 أكتوبر: الألم المتواصل و[تعقيدات] السياسة"، ونُشرت ضمن تأطيرٍ متّسق ومحدّد بدقّة عالية، إذ جاء في الوصف المكتوب للحلقة: "بعد عام من هجمات حماس المفاجئة نتحدث إلى نساء من إسرائيل وغزّة عن آلامهنّ التي لم تنقطع". أمّا بداية الحلقة نفسها، فجرعةٌ مكثّفة من السرد الصحفي الدراميّ عن رسائل أخيرة تلقّتها أمّ إسرائيليّة من ابنها قبل أن يُختطف ويؤخذ رهينة إلى غزّة. هذه السيّدة معروفة الاسم بالنسبة إلى رويترز. إنها "إيناف"، أمّا ابنها، فهو "ماتان".
 

1

في مقابل هذه الصورة الدراميّة الحيّة المليئة بالتفاصيل في المقطع الأول من الحلقة، سنسمعُ جملة ثانويّة باهتة عن "سيّدة أخرى"، لم ترَ الوكالة البريطانية ألمها إلا عبرَ مرآة تلك السيّدة الإسرائيلية ومأساتها مع ابنها. هذا ما تقوله الحلقة حرفياً، قبل أن تبدأ بسرد تفاصيل معاناتها، عبر حديث لها مع مراسل الوكالة في القدس المحتلّة، مايان لوبيل، والذي راح يسرد القصّة للضحيّة الأساسية المستحقّة للعزاء غير المشروط في الجزء الأول والأطول من الحلقة.

 في مقابل الصورة الدراميّة الحيّة المليئة بالتفاصيل في المقطع الأول من الحلقة، سنسمعُ جملة ثانويّة باهتة عن "سيّدة أخرى"، لم ترَ الوكالة البريطانية ألمها إلا عبرَ مرآة تلك السيّدة الإسرائيلية ومأساتها مع ابنها.

سينتظر المستمع دقائق كثيرة حتى يستمع إلى القصّة المقابلة ويعرف من هي الضحيّة الأخرى. كان المقصود هو السيّدة الفلسطينية إيناس أبو معمر، والتي انتشرت صورة لها في مستشفى ناصر في خان يونس، وهي تدفن وجهها في كفن ابنة شقيقها، سالي، بعد أن استشهدت في قصف إسرائيلي في الأيام الأولى للحرب. في البودكاست، سنسمع قصّتها ضمن التأطير المحدّد الآتي: "كانت تلك الصورة واحدة من أقوى صور المعاناة الفلسطينية خلال عام من القصف على غزّة، والذي كان ردّ إسرائيل على هجمات حماس في السابع من أكتوبر"، في صياغة تترك الباب موارباً للمستمع الغربيّ ليحكم فيما إذا كان مقتل تلك الطفلة الصغيرة ثمناً معقولاً ما دام أنّه حصل في سياق مطاردة جناة بدأوا بالاعتداء، وفق السياق الذي بدأت به الحلقة وتوقّفت عنده. أمّا اختيار تلك الصورة تحديداً، على فجاعتها، فيدلّ أيضاً على العدسة التي ينظر من خلالها الإعلام الغربيّ إلى الفلسطيني؛ فهو بعيدٌ ومُبهمٌ وغير مفهوم ولا مألوف، تغطّي وجهه حجبٌ وأكفان، والأهمّ من ذلك أنّه لا يتكلّم، أو ممنوعٌ من الكلام. على المقلب الآخر، يتصوّر المستمع للبودكاست تلك الأمّ الإسرائيلية، في صورة هي أيضاً صورةٌ "ثقافية"، بمعنى أنّها نمطيّة ومتحيّزة. فتلك السيّدة ذات صوتٍ وذات فاعليّة، وهي "تتحدث بانتقادات جريئة"، كما أنّها "تتظاهر دوماً وتقطع الطرقات وتشعل النيران، وتلف جسدها بالسلاسل".
 

1
السيّدة الفلسطينية إيناس أبو معمر وهي تحتضن كفن ابنة شقيقها

بدا إصرار الوكالة على استحضار هذا الإطار السياقيّ المشوّه هوسياً وغير إنسانيّ، حتى في سياق الحديث عن قصّة مأساة إنسانيّة من القطاع، وهو أمر يتّضح المدى الأبعدُ لفداحته المهنيّة وازدواجيّته الأخلاقية عند ملاحظة إمعان الوكالة، على غرار سواها من وسائل الإعلام الغربية المهيمنة، في إسقاط السياق الذي حصلت فيه  هجمات السابع من أكتوبر، وهو سياقٌ معلومٌ وموثّقٌ ومديدٌ من الاحتلال والقهر وسلب الكرامة الإنسانيّة والعقاب الجماعيّ، الواقع على سكّانٍ يقبعون في قطاع محتلّ يمثل أكبر سجن مفتوحٍ عرفته البشريّة، بحسب توصيفات كبرى المنظمات الإنسانية العالميّة، قبل أن يتحوّل إلى أكبر مقبرة، للكبار وللصغار معاً، بحسب ما تؤكّد اليونيسيف.

إلى جانب هذا التأطير الانتقائي، اتّكأت الحلقة تحريرياً على أساليب أخرى للتخفيف من اتهام الطرف الإسرائيليّ بأي مسؤوليّة عن الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين في قطاع غزّة. فالطفلة سالي "قُتلت مع أمّها"، أمّا عمّتها إيناس فعادت إلى بيتها "الذي لحقه الدمار"، ثم تتكرر الأفعال غير المسندة إلى فاعلٍ محدد، مع التذكير المستمر باللازمة التأطيرية: "بعد عام من هجمات السابع من أكتوبر"، وكأنّه إعلانٌ من المحرّر بإخلاء المسؤولية أمام الرقيب الإسرائيلي، أو تعبيرٌ عن تماهٍ طبيعيّ مع سرديّته، وفي تخلٍّ فجّ حتّى عن تلك الشفافية الموضوعية التي تدّعي الوكالة تقليدياً التقيّد بها وتعتبرها جزءاً من تعريفها وهويّتها المهنيّة.

اتّكأت الحلقة تحريرياً على أساليب أخرى للتخفيف من اتهام الطرف الإسرائيليّ بأي مسؤوليّة عن الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين في قطاع غزّة. فالطفلة سالي "قُتلت مع أمّها"، أمّا عمّتها إيناس فعادت إلى بيتها "الذي لحقه الدمار"، ثم تتكرر الأفعال غير المسندة إلى فاعلٍ محدد، مع التذكير المستمر باللازمة التأطيرية: "بعد عام من هجمات السابع من أكتوبر".

نيويورك تايمز.. "الحرب التي لا تكفّ عن الانتهاء"!

على ذات المنوال، بدأت نيويورك تايمز تقريرها الرئيسي عن سنويّة الحرب على غزّة، بتصدير قصّة إنسانيّة عن رجل إسرائيلي، فرّ من منزله في السابع من أكتوبر بعد "اجتياح إرهابيين من غزّة جنوبي إسرائيل"، قبل أن تنتقل إلى قصّة رجل فلسطيني، فرّ هو الآخر من منزله، بعد أن "ردّت القوات الجوية الإسرائيلية بقصف على شمالي غزّة". يحدث ذلك في حربٍ هي الأطول "بين الإسرائيليين والعرب" على حدّ وصف التقرير، الذي يستلهم هنا لغة التأريخ والدعاية الإسرائيلية الرسميّة للحديث عن الفلسطينيين، بوصفهم مجرّد "عرب"، ليست فلسطين أرضَهم، وأنّ التهجير لو حصل، فإنه يحصل بحقّ "عربٍ" ينتقلون إلى دول عربيّة في الجوار.

 

1

جاء التقرير بعنوان لافت يرسم الإطار العامّ لكل ما حصل: "الحرب التي لا تكفّ عن الانتهاء: كيف أشعل 7 أكتوبر عاماً من الصراع". أما متن التقرير فيحاول ضمن هذا الإطار الحاسم الإيحاء باتزانٍ موضوعي بين الطرفين، مع إسقاط حقبةٍ بأكملها من فارق التشبيه، وسقوط في التضليل الذي يوهم القارئ بأن الهجمات الفلسطينية "إرهاب محض" وأنّها قد حدثت في فراغ، وأن الحرب إنما تقع بين جهتين متكافئتين في القوّة والإمكانات.

أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، قال بوضوح بعد شهرٍ تقريباً من إعلان إسرائيل حربها المدمّرة على القطاع المحاصر منذ قرابة عقدين، إنّه "من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث في فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزّة"، إلا أنّه حتّى هذا الحدّ الأدنى من الحقيقة الموضوعية يغيب تماما في تقرير نيويورك تايمز.

لكن المقارنة بلغة الأرقام، وحّتى ضمن سياق السابع من أكتوبر، تكشف عن حالة مزرية من السقوط المهنيّ في المقارنة بين الضحايا الفلسطينيين والإسرائيليين، ويكشف عن أنّ المساواة بينهم ليس إلا غطاء بلاغياً جديداً للتغطية على حجم الكارثة التي حلّت بالفلسطينيين، والتي ترقى إلى إبادة إنسانية اكتملت أركانها الماديّة والقانونيّة.

إنّ انتقاء قصّة إنسانيّة لضحيّة من الطرفين في سياق هذه الإبادة التي دخلت عامها الثاني في قطاع غزّة، يحصل كذلك على حساب الأرقام والإحصاءات الأساسية. تناست نيويورك تايمز في تقريرها – مثلاً - أن عدد القنابل التي تزن ألفي طن وألقيت على الفلسطينيين المدنيين في غزّة منذ السابع من أكتوبر قد تجاوز 10،000 قنبلة، وأن عدد المستشفيات التي دمّرها الاحتلال هو 31 مستشفى من أصل 36، وأن الهجمات الإسرائيلية أتت على ثلثي المباني السكنية للغزّيين. يسقط تقرير التايمز، أيضا، عدد المفقودين الفلسطينيين في الحرب والذي تجاوز 10،000 إنسان، كما يتفادى ذكر عدد الأطفال الشهداء، والذي اقترب من 17،000 شهيد، من بينهم 171 طفلاً رضيعاً. كما لا يذكر التقرير شيئاً البتّة عن 11500 شهيدة من النساء، وحوالي ألفٍ من شهداء الطواقم الطبية. أمّا الصحفيون الشهداء، والذين تجاوز عددهم 175 صحفياً وصحفيّة، فليسوا ضمن هذا الإطار خسارةً يجدر الوقوف عندها في تقرير الصحيفة الأمريكية. أما واجب التأطير الموضوعي الأهمّ الذي لطالما أُسقط في تغطية الإعلام الغربي للحرب على غزّة، فهو أنّ القطاع خاضعٌ لاحتلالٍ كامل وحصار خانق، وأنّ 70 بالمئة من سكانه هم أصلا لاجئون طردوا من أراضيهم وقراهم إبان احتلالها عام 1948. هكذا تتعامى نيويورك تايمز عن الحقيقة الموضوعية التأسيسية لأيّ حديث عن قطاع غزة، الذي هو كذلك جزءٌ وحسب من الأراضي الفلسطينية المحتلّة منذ عام 1967.

المقارنة بلغة الأرقام، وحّتى ضمن سياق السابع من أكتوبر، تكشف عن حالة مزرية من السقوط المهنيّ في المقارنة بين الضحايا الفلسطينيين والإسرائيليين، ويكشف عن أنّ المساواة بينهم ليس إلا غطاء بلاغياً جديداً للتغطية على حجم الكارثة التي حلّت بالفلسطينيين، والتي ترقى إلى إبادة إنسانية اكتملت أركانها الماديّة والقانونيّة.

لم يتوقف هيجان آلة الدعاية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر لتبرير حرب الإبادة الشاملة على الفلسطينيين، كما لم تتوقف وسائل إعلام غربية كبرى عن تقديم إسناد ذي صيغة أكثر "مهنية" للدعاية الإسرائيلية، والتعامل مع جرائم الاحتلال في القطاع إمّا باعتبارها "ردّاً" (من باب التسويغ المبدئيّ)، أو الإصرار على التخفيف من فظاعتها وتجنّب اتخاذ موقف أخلاقي منها، بخلاف عملية طوفان الأقصى. هذا التكامل بين الدعاية الرسمية والإعلام يؤكّد على أن وكالاتٍ إعلامية ووسائل إعلام كبرى هي "ظلال للقوى المهيمنة"، بتعبير الباحث الهنديّ المختص بنقد الإعلام الحديث، دايا توسو (1)، والذي يرى أنّها تعمل ضمن منظومة تسعى إلى تشكيل الخطاب العالمي والتحكّم به لصالحها، وهو خطاب يصوغ الحقّ بالحياة على نحوٍ عنصريٍ غير متساوٍ بين البشر. أمّا الضحيّة وفق هذا الخطاب، فواحدةٌ وأصليّة وقُتلت في فراغ، بينما بقيّة الضحايا فما يزالون حتّى اليوم، أضراراً جانبيّة، في طريق التخلّص من "المخرّبين" والقضاء على "الإرهاب"، ولو كان ذلك يعني سحقاً لواقع جماعة بأكملها من البشر وإبادة لأي مستقبل لهم، كما هو حاصل في فلسطين اليوم.

المراجع 


1) Thussu, Daya Kishan. De-colonizing Global News Flows: A Historical Perspective, pg2

المزيد من المقالات

"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023