إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

دخلتُ مع زميلي المصوّر - صُدفةً - قرية "شطنا" التي تقع شمال الأردن، وبدا الأمر غريبًا للوهلة الأولى؛ فقد خلت القرية من السيّارات والمارّة، ولم يكن فيها دكاكين مع انتشار الكثير من البيوت - خاصة القديمة منها - وأربع كنائس، ومركز صحيّ، ومدرسة ابتدائيّة، وكان واضحا أن القرية موجودة منذ قرن، لكن أين ذهب الناس؟
كان هذا سؤال القصة الصحفيّة التي سنعمل عليها لاحقًا. 

عدنا إلى المكتب وعثرنا في الأرشيف على الأخبار التي تمتدح هدوء القرية المعزولة في الريف، وتستعرض جمال البيوت المبنيّة على طراز بناء بدايات القرن العشرين، وخبرا وحيدا عن هجرة سكان القرية إلى المدن.

عدنا مرّة أخرى يقودنا  دليلٌ؛ هو فنيّ تمديدات صحيّة يعمل في القرية من أجل البحث عن إجابة للسؤال التالي: لماذا هاجر أهل القرية؟

أجاب أحد المخاتير - وكان أبناؤه قد هاجروا قبل سنوات - على أسئلة الصحافة التقليدية التي طرحناها عليه، لكنّ السياق الأوسع للإجابة ظل لغزًا؛ إذ بدا أن الإجابات كانت محكومة بظرف شخصيّ، ولا تقدم تصورًا أوسع لأسباب الهجرة. بالإضافة إلى ذلك، كانت تلوح كفرضيّة للبحث فكرةُ تزايد هجرة المسيحيين من بلاد الشام، ثم تناسلت أسئلة أخرى: متى ولماذا جاء الناس للسكن في القرية بالأصل، وما الذي طرأ حتى هجروها؟

 لم نجد أي إجابة ناجزة في كتب التاريخ، وكلّ ما كان بين يدينا هو تخمينات بعض السكّان أن أسلافهم قدموا للسكن في القرية أواخر حكم الدولة العثمانية للمنطقة؛ أيّ أن فرصة الوصول إلى شاهدٍ يروي قصّة بداية الاستيطان في القرية كانت معدومة.  

هكذا سيصبح السؤال التالي مهما: ما طبيعة العلوم الاجتماعية التي يمكن أن تكون مفيدة في العمل على هذه القصة؟  

كان تاريخ بلاد الشام في الفترة العثمانية قد كُتب بمجمله من وجهة نظر السلطة أو المركز أو طبقة الأعيان، وأُقصي تبعًا لذلك تاريخ أماكن كثيرة بعيدة عن ولايات الدولة الرئيسية، وتاريخ أُناس كثيرين ليسوا من طبقة الأعيان، وكانت منطقة جنوب سوريّة العثمانية، التي تضمّ الآن الأردن ومنها قرية «شطنا»، واحدة من المناطق التي لم يؤرخ لها بشكل وافٍ.
لكن، ومنذ التسعينيّات ظهر في الأردن جيل مؤرخين أردنيين وثقوا تاريخ الحياة الاجتماعيّة في فترة نهايات الحكم العثماني للمنطقة وبدايات تأسيس الدولة، متناولين مناطق صغيرة مثل: تاريخ مدينة، أو مجموعة قرى، أو ناحية، ومعتمدين على مقابلات شفهية مع كبار السن، وقوائم جباية الضرائب للدولة العثمانية، ودفاتر ديون التجّار، وسجلات الكنائس والمحاكم الشرعية. (1)

أجاب أحد المخاتير، وكان أبناؤه قد هاجروا قبل سنوات، على أسئلة الصحافة التقليدية التي طرحناها عليه، لكنّ السياق الأوسع للإجابة ظل لغزًا؛ إذ بدا أن الإجابات كانت محكومة بظرف شخصيّ، ولا تقدم تصورًا أوسع لأسباب الهجرة.

كانت هذه المصادر الأقل أهمية في كتابة التاريخ من قبل المؤرخين في العالم، لكن منذ العقد السابع من القرن الماضي توسع الاعتماد عليها في بعض فروع  التاريخ مثل: "التاريخ المصغّر" أو "التاريخ من الأسفل" وهي حقول تهتم بكتابة تاريخ الناس لا السلطة، وتاريخ مجموعة صغيرة من الناس في منطقة صغيرة، وتاريخ الهوامش لا مراكز الحكم، وتعتمد على «البحث عن إجابات الأسئلة الكبيرة في أماكن صغيرة»، و«حمل المجهر بدل التلسكوب» وعلى عدم اعتبار الأفراد مجرد دمى مهما قلّت أهمية أدوارهم داخل المجتمع؛ إذ يمكن أن تخرج الإجابات الكبيرة من الأدوار الصغيرة. (2)

هكذا لعبت واحدة من دراسات المؤرخين الأردنيين هؤلاء دورًا حاسمًا في تقديم معلومات حول وقت وسبب استيطان الناس قرية "شطنا"، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر؛ حيث جاؤوا بحثًا عن المراعي لمواشيهم التي شكلت واحدة من ركائز نمط إنتاج أهالي المنطقة في تلك الفترة.

وقدّم بحثٌ غير منشور وموجود في قسم الأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك شمال البلاد - حيث تقع القرية - شرحًا مفصلًا حول التركيبة الاقتصادية لسكان القرية، وتوثيقًا لبدايات هجرة سكّانها منذ منتصف القرن الماضي.

أنجز البحث طالب ماجستير قبل أكثر من ثلاثين سنة، وأقام في القرية أيّامًا من أجل إحصاء عدد السكّان، والمهاجرين منهم، وتوثيق أماكن سكن المهاجرين في المدن والعاصمة.

بعد الكثير من المقابلات، وفحص المعلومات الواردة في كتب التاريخ والدراسة غير المنشورة توصلنا إلى سرد قصّة أكثر من قرن من عمر القرية، منذ بداية الاستيطان ثم هجرتهم إلى العاصمة والمدن الكبيرة ليكونوا قريبين من أماكن أعمالهم الجديدة في الوظائف الحكوميّة والجيش والقطاع الخاص، بعدما تركوا مهنة الأسلاف في الزراعة وتربية المواشي.

بعد الكثير من المقابلات، وفحص المعلومات الواردة في كتب التاريخ والدراسة غير المنشورة توصلنا إلى سرد قصّة أكثر من قرن من عمر القرية، منذ بداية الاستيطان ثم هجرتهم إلى العاصمة والمدن الكبيرة ليكونوا قريبين من أماكن أعمالهم الجديدة في الوظائف الحكوميّة والجيش والقطاع الخاص، بعدما تركوا مهنة الأسلاف في الزراعة وتربية المواشي.
إنه تحول يمثل جزءا من تغير نمط الإنتاج في المجتمع الريفي الأردني من الإنتاج الزراعي إلى الإنتاج الخدمي الذي بدأ مع تأسيس الكثير من مؤسسات الدولة الحكوميّة، والكثير من شركات القطاع الخاص ومصانعه. 

لا يتعلق الأمر فقط بتقديم معلومات أولية للقصة الصحفية، بل استخدام أحد أدوات البحث التاريخي للمساعدة في بناء الكثير من القصص والبروفايلات الصحفيّة، وبدت إمكانيّة حمل مجهر يظهر التفاصيل الصغيرة بشكل أكبر من أجل التمحيص والبحث في حيز أضيق من مجتمع قرية، ممكنة.
نقبت في تعليقات ناصر الدين الأسد التي دوّنها على هوامش كتب قرأها قبل نصف قرن، وقلّبت لساعات طويلة في دفتر يوميات أبو الموسيقى الشعبية الأردنية توفيق النمري، وساهمت المعلومات المدونة في دفتر تخرّج مدرسة ثانوية في قرية نائية في الغور الأردني في الوصول إلى عناوين الخريجات في سنوات سابقة، ثم الكشف عن سبب حصولهن على المراتب الأولى في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة على مستوى المملكة متجاوزات نتائج طالبات مدارس عريقة وحديثة في المدن والعاصمة لسنوات.
أما الأهم فقد حدث السنة الماضية في قرية «عنجرة» الموجودة في محافظة عجلون.

نقبت في تعليقات ناصر الدين الأسد التي دوّنها على هوامش كتب قرأها قبل نصف قرن، وقلّبت لساعات طويلة في دفتر يوميات أبو الموسيقى الشعبية الأردنية توفيق النمري، وساهمت المعلومات المدونة في دفتر تخرّج مدرسة ثانوية في قرية نائية في الغور الأردني في الوصول إلى عناوين الخريجات في سنوات سابقة، ثم الكشف عن سبب حصولهن على المراتب الأولى في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة. 

"فئات أخرى" و "آخرون"

قبل سنتين، بدأ الآلاف من الشباب الأردنيين يهجرون قراهم في رحلة طويلة تشمل عبور ثلاث قارات وسبع دول، وكانت الرحلة محفوفة بالمخاطر، تتطلب منهم السفر برًا وهم محاطون بأفراد العصابات المسلحين، ربما الأشد فتكًا في أمريكا الوسطى، أما الوجهة النهائية فهي المكسيك، ثم الدخول بطريقة غير  نظامية إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة.
كانت محافظة عجلون التي تقع فيها "عنجرة" وسط البلاد تشهد أعلى نسبة من المهاجرين، ولم يكن الحصول على مقابلات منهم خلال رحلتهم، أو ممن وصلوا إلى الولايات المتحدة سهلًا، لكن الحاجة إلى اختيار القصص المناسبة لوضعها في التقرير حتمت علينا ذلك.

يساعد الجو العام أمام هذه المعطيات على القول - وهذا ما حدث في الأخبار بالفعل - إن البطالة المرتفعة في الأردن تدفع الشباب للهجرة إلى الولايات المتحدة بحثًا عن العمل؛ إذ ارتفعت أرقام البطالة في السنوات الأخيرة، وثمة الكثير من الدراسات الاقتصادية والاجتماعية التي تبحث في موضوع البطالة، تركّز كثيرًا على أرقام المتعطلين عن العمل ونسبتهم وعدم وجود مشاريع لتشغيلهم، مع رسومات بيانية تعتمد على مسوح دائرة الإحصاءات العامة توضح توزيع العاطلين عن العمل من حيث عمرهم وتحصيلهم العلمي وجنسهم.

لكن عجلون لم تكن الأعلى من حيث نسب البطالة مقارنةً ببقية المحافظات الأردنيّة من أجل القول إن البطالة هي السبب الوحيد لهذه الهجرة. (3)  أما الرقم اللافت - الذي نوقش بشكل هامشي في أحد الدراسات الاقتصادية في فقرتين فقط - فيشير بالاستعانة بالمسوح الإحصائيّة إلى وجود أعلى نسبة عاملين بأجور منخفضة في المحافظة مقارنةً بالمحافظات الأخرى. 

وعلى هذا النحو  وإلى جانب قصص معطلين عن العمل، جرى تضمين قصص عن عاملين تركوا وظائفهم في القطاع الحكوميّ والخاص؛ وذلك لتمثيل دوافع الهجرة بشكل أدق.
كانت أداة البحث عن الحالات المختلفة في المسوح هي التقليد العريق لدى المشتغلين في حقل «التاريخ المصغّر»، وبعبارة أخرى، يركز هذا الحقل من العلوم الاجتماعيّة على النسب والأرقام التي تظهر في الرسوم البيانية المضمنة في الدراسات تحت بند: «فئات أخرى».
لقد نشأ «التاريخ المصغّر» كواحدٍ من العلوم الاجتماعية معتمدا في الكثير من الأحيان على الأنثروبولوجيا والاقتصاد، ومرتبطًا بمرحلة تراجع الاستعمار، وظهور أصوات المجتمعات التي لم تحظ بتمثيل جيّد في العالم مثل: السود والنساء والأقليات العرقيّة وسكّان الهوامش، وقد ظهر كمحاولة من هذه الفئات لاكتشاف ماضيها وإعادة بنائه، (4) وهذه أداة مهمّة في العمل الصحفي من أجل البحث في فئة: "آخرون" التي تنتشر كثيرًا. إنهم أولئك الذين ذكّرنا مرّة بهم الروائي الفلسطيني إميل حبيبي في روايته المتشائل: «قلتَ إنَّك لم تحسّ بي أبدًا، ذلك أنَّكَ بليد الحسّ يا محترم، فكمّ من مرّةٍ التقيت اسمي في أمهات الصحف؟ ألم تقرأ عن المئات الذين حبستهم شرطة حيفا في ساحة الحناطير (باريس حاليًا) يوم انفجار البطيخة؟ كلُّ عربيّ ساب في حيفا السفلى على الأثر حبسوه، من راجلٍ ومن راكب، وذكرت الصُحف أسماء الوجهاء الذين حُبسوا سهوًا وآخرين.

كانت أداة البحث عن الحالات المختلفة في المسوح هي التقليد العريق لدى المشتغلين في حقل «التاريخ المصغّر»، وبعبارة أخرى، يركز هذا الحقل من العلوم الاجتماعيّة على النسب والأرقام التي تظهر في الرسوم البيانية المضمنة في الدراسات تحت بند: «فئات أخرى». 

آخرون - هؤلاء أنا - الصُحف لا تسهو عني، فكيف تزعم أنَّك لم تسمع بي؟ إني إنسان فذّ فلا تستطيع صحيفة ذات اطّلاع وذات مصادر وذات إعلانات وذات ذوات وذات قرون أن تُهملني، إنَّ معشري يملؤون البيدر والدسكرة والمخمرة، أنا الآخرون».

على الدوام، مثلما قد حدث في الصحافة حدث في العلوم الاجتماعية؛ هناك أكثر من رواية ومعالجة للحدث، واحدة تأخذ زاوية السُلطة أو الأكثرية أو المركز، وأخرى تبتعد عن كل ذلك وتُحاول معالجة الحدث من زاوية أخرى، زاوية من يعيشون في الهامش، أو من يعيشون في المركز ويصنفون بأنهم هامش، تحت "فئات أخرى".   
لهذا سيكون السؤال التالي دائمًا ضروريًا: أيّ العلوم الاجتماعيّة يصلح لتوظيفه في الصحافة؟

المزيد من المقالات

كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025
الإعلام المساند للثورة في سوريا.. سياقات النشأة وإكراهات الاستدامة

كيف نشأ الإعلام السوري المساند للثورة؟ وماهي مراحل تطوره ومصادر تمويله الأساسية؟ وهل استطاع الانتقال من النضال السياسي إلى ممارسة المهنة بمبادئها المؤسسة؟

ميس حمد نشرت في: 3 أبريل, 2025
هل تحتاج ليبيا إلى إعلام حكومي؟

في ليبيا تزداد مخاوف الصحفيين وشريحة كبيرة من الرأي العام من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لـ "إصلاح" الإعلام الحكومي. وبين التوجس من أن تصبح مؤسسات الإعلام تابعة لهيكل الدولة والآمال في مسايرة تطور المجتمع يطرح السؤال الكبير: هل تحتاج ليبيا ما بعد الثورة إعلاما حكوميا؟

عماد المدولي نشرت في: 27 مارس, 2025
لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025
شيرين أبو عاقلة.. الحضور والغياب

اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة كما اغتال مئات الصحفيين في غزة، لكنها لا تزال مؤثرة في المشهد الصحفي الفلسطيني والعالمي، ولا تزال تغطياتها الميدانية على مدار سنوات، تشكل درسا مهنيا للصحفيين، ووثيقة تدين الاحتلال إلى الأبد.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 23 فبراير, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

لماذا تفلت إسرائيل من العقاب بعد قتلها أكثر من 200 صحفي؟ هل بسبب بطء مساطر وإجراءات المحاكم الدولية أم بسبب فشل العدالة في محاسبة الجناة؟ ألا يشجع هذا الإفلات على استهداف مزيد من الصحفيين وعائلاتهم ومقراتهم؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 16 فبراير, 2025
الصحفيون الفريلانسرز.. تجارب عربية في مواجهة "الحرس القديم"

في الأردن كما في لبنان ما يزال الصحفيون الفريلانسرز يبحثون عن الاعترافيْن النقابي والقانوني. جيل جديد من الصحفيين إما متحررين من رقابة مؤسسات وسائل الإعلام أو اضطرتهم الظروف للعمل كمستقلين يجدون أنفسهم في مواجهة "حرس قديم" يريد تأميم المهنة.

بديعة الصوان, عماد المدولي نشرت في: 12 فبراير, 2025
العنف الرقمي ضد الصحفيات في لبنان

تواجه الصحفيات اللبنانيات أشكالا مختلفة من العنف الرقمي يصل حد التحرش الجنسي والملاحقات القضائية و"المحاكمات الأخلاقية" على وسائل التواصل الاجتماعي. تحكي الزميلة فاطمة جوني قصص صحفيات وجدن أنفسهن مجردات من حماية المنظمات المهنية.

فاطمة جوني نشرت في: 9 فبراير, 2025
الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025