عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

 تواجه العديد من وسائل الإعلام - خاصة الأمريكية - معضلة كبيرة في تغطيتها للتصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروف بتقديم معلومات مضللة وأخبار غير دقيقة.

وسائل الإعلام ضد الطغاة
في عام 2018، وقبل يوم واحد من زيارة الرئيس الأميركي الأخيرة إلى بريطانيا، وتحديداً في الحادي عشر من يوليو/ تموز أُطلِق كتاب للصحفي والمؤرخ البريطاني ديريك ج. تايلور بعنوان "أخبار زائفة.. وسائل الإعلام ضد الطغاة من هنري الثامن وحتى دونالد ترامب".

يؤصل الكتاب - عبر مسار متشعب بين أروقة التاريخ - للحرب الطويلة والمستمرة بين وسائل الإعلام والممسكين بالسلطة، منتقلا بين ضفتي المحيط الأطلسي، لينقل أجواء المعارك بين وسائل الإعلام وأصحاب السلطة في بريطانيا والولايات المتحدة، ويقدم الحقائق التي لم يَصدُق فيها لا أصحاب السلطة ولا أولئك الذين يمتشقون الأقلام، على حد وصف المؤلف.

ويورد الكاتب أن الإهانات والشتائم والعبارات من شاكلة "أخبار زائفة" و"صحافة غير شريفة" و"عنصري" و"غير مستقر عقلياً" المتبادلة بين معظم وسائل الإعلام الأمريكية والرئيس ترامب في الوقت الراهن، ليست وليدة اليوم بل ثمة سلسلة من الأحداث والأمثلة المشابهة؛ ففي إنكلترا، وإبان عهد الملك ثيودور الثامن (1491 - 1547) وصفت الأوراق المطبوعة التي مثلت صحافة ذلك الزمان الملكَ بأنه "وحش فظيع"، أما هو فقد اتهمها بأنها تنشر "خرافات زائفة".

وتُنسب للسياسي فليبو دي ساراتا (جمهورية البندقية سابقاً) مقولة "القلم بتول والمطبعة عاهرة"، وفيها ذم للمطبعة التي اخترعها غوتنبرج وأتاحت المعرفة للعامة بعد أن كانت حكراً على النبلاء ووجهاء القوم.
ويشير تايلور إلى أن اختراع الطباعة مثّل مرحلة مهمة في المعارك بين وسائل الإعلام وأصحاب السلطة في بريطانيا؛ فمنذ ذلك التاريخ نظر أصحاب السلطة إلى الاتصال الجماهيري - الذي سمحت به الطباعة آنذاك - باعتباره تهديداً يحدّ من سلطتهم في السيطرة على الجماهير، بل بصفته قادراً على إثارة سخط الناس وصولاً إلى مرحلة التمرد.

هجوم بلا هوادة
ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه ولكن بسياقات جديدة؛ فالرئيس الأميركي عاد مرة أخرى إلى المشهد وإلى عاداته القديمة: إطلاق التصريحات غير الدقيقة والمليئة بالمعلومات المغلوطة والمضللة، مع مهاجمة وسائل الإعلام الأمريكية البارزة وغيرها بلا هوادة.

راجعتْ تقاريرُ موثقة لأسوشيتد برس وشبكة سي أن أن عشراتِ التصريحات لدونالد ترامب للتحقق من مصداقية الأرقام الواردة فيها والأحكام الناتجة عنها والأخطاء المعلوماتية التي تتضمنها، وخلصت إلى أنها تفتقر للدقة ولا تقوم على الحقائق.
وتحت عنوان" التحقق من الحقائق: سلسلة الأكاذيب التي أطلقها ترامب بشأن زيلينسكي وأوكرانيا" ترصد تلك التقارير عددا من تصريحات ترامب بصفته رئيسا للولايات المتحدة منذ أدائه اليمين الدستورية، وأشهرها التصريحات الخاصة بالحرب الروسية على أوكرانيا.

  وفي أيامه الأولى من عودته الأخيرة إلى البيت الأبيض أطلق ترامب ذخيرة من العبارات المشينة بحق أبرز وسائل الإعلام الأميركية والعالمية؛ إذ كتب في منشور على منصته تروث سوشيال في فبراير/ شباط الماضي عن قناة إم إس إن بي سي أنها "تمثل تهديدا لديمقراطيتنا، ومليئة بالأكاذيب والتشويه، ويديرها أشخاص سيّئون"، متهما القناة بأنها منحازة للديمقراطيين ولقبها باسم "إم إس دي إن سي" في إشارة إلى اختصار اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي "دي إن سي" (DNC).
كما زعم ترامب أن رويترز، وموقع بوليتيكو، وصحيفة نيويورك تايمز تتلقى دعما ماليا من المؤسسات الفيدرالية الأميركية، مشيرا إلى أن هذه المدفوعات تهدف إلى التأثير على محتوى الأخبار.

 لماذا يكذب ترامب؟
لقد كُتب الكثير عن الأسباب التي تجبر ترامب على إطلاق معلومات مضللة، لدرجة أن البعض وصفوه بـ"الرجل الكاذب" ويتحرى الكذب  ضمن إستراتيجية سياسية متعمدة تخدم عدة أهداف مثل السيطرة على ما يعرف بدورة الأخبار، وتحفيز قاعدته السياسية، وتقويض خصومه، وتحويل اللوم عن نفسه.

 لقد كُتب الكثير عن الأسباب التي تجبر ترامب على إطلاق معلومات مضللة، لدرجة أن البعض وصفوه بـ "الرجل الكاذب" ويتحرى الكذب ضمن إستراتيجية سياسية متعمدة تخدم عدة أهداف مثل السيطرة على ما يعرف بدورة الأخبار، وتحفيز قاعدته السياسية، وتقويض خصومه، وتحويل اللوم عن نفسه.

فيما يتعلق بالسيطرة على دورة الأخبار ترى "سي أن أن"  أن هذه الإستراتيجية تمكّن ترامب من تحديد أجندة المشهد الإعلامي وتحويل الانتباه عن القضايا التي قد تكون سلبية بالنسبة إليه، مشيرة إلى أن تلاعبه بالحقيقة هو سمة دائمة في مسيرته السياسية، مما يمنحه قدرة على السيطرة على الرواية الإعلامية.

وحسب مجلة نيويوركر فإن خطاب ترامب يجد صدى لدى قاعدته من خلال تصويره بطلا يحارب مؤسسة فاسدة، يحدث ذلك عبر تحدي الحقائق الراسخة والترويج لسرديات بديلة لتعزيز حالة من الشك تجاه المؤسسات الإعلامية الأميركية الرئيسية؛ تساهم هذه الإستراتيجية في تعزيز الشعور بالهوية الجماعية، وتقديم ترامب بصفته شخصية تتحدى "النخبة" نيابة عن "الناس العاديين".

وتعتقد صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن ترامب يستخدم ما يعرف بإستراتيجية توجيه اللوم لصرف الانتباه وتفادي المساءلة؛ أي 
عندما يواجَه بانتقادات أو نتائج سلبية فإنه غالبا ما يُحوّل اللوم عن نفسه بادعاءات كاذبة أو بما يعرف بنظريات المؤامرة. فعلى سبيل المثال، ساعدت مزاعمه - التي لا أساس لها من الصحة - بشأن تزوير الانتخابات على إعفائه من المسؤولية عن خسارته، مع زرع الشك في شرعية العملية الديمقراطية بكاملها.

أما واشنطن بوست، فتؤكد أن ترامب يلجأ إلى ما يعرف بالاستخدام الإستراتيجي للتكرار؛ حيث يُعد تكراره للمزاعم الكاذبة خطوة محسوبة لتعزيز سردياته. وتضيف أن الادعاءات الكاذبة التي تُكرر بشكل مكثف تصبح راسخة في الوعي العام، رغم أنها دُحضت مرارًا. تستثمر هذه الإستراتيجية ظاهرة نفسية تشير إلى أن التكرار يزيد من قابلية تصديق المعلومات.
لا يُعد استخدام ترامب للمعلومات المضللة مسألة عرضية، بل هو عنصر أساسي في إستراتيجيته السياسية؛ فمن خلال التلاعب بالمعلومات يتمكن من التحكم في الخطاب العام، وتحفيز قاعدته، وإضعاف خصومه، وتحويل اللوم بعيدا عنه، وتمثل هذه الإستراتيجية تهديدا حقيقيا للمؤسسات الديمقراطية ولسلامة المعلومات العامة.

   تعتقد صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن ترامب يستخدم ما يعرف بإستراتيجية توجيه اللوم لصرف الانتباه وتفادي المساءلة؛ أي عندما يواجَه بانتقادات أو نتائج سلبية فإنه غالبا ما يُحوّل اللوم عن نفسه بادعاءات كاذبة أو بما يعرف بنظريات المؤامرة.

مؤسسات الإعلام والشراكة في التضليل
يرى كثير من المهتمين أن المؤسسات الإعلامية تعتبر شريكة في نشر المعلومات المضللة إذا فشلت في التحقق من صحة التصريحات الكاذبة أو المضللة وتقييمها بشكل نقدي، خاصة تلك الصادرة عن شخصيات مؤثرة مثل دونالد ترامب؛ فالنزاهة الصحفية تتطلب تدقيقا صارما للحقائق وتقديم تغطية مسؤولة لمنع انتشار الأكاذيب.

وبحسب تقرير لصحيفة غارديان البريطانية يمكن أن تؤثر الاعتبارات الاقتصادية على القرارات التحريرية، وهو  ما قد يؤدي إلى نشر المعلومات المضللة. ومن الأمثلة التي أوردها تقرير غارديان على ذلك حالة قناة فوكس نيوز؛ حيث كشفت الاتصالات الداخلية عن مخاوف من أن التحقق من ادعاءات ترامب الكاذبة قد ينفّر جمهورها ويؤثر سلبا على نسب المشاهدة، كما أنه يلقي الضوء على التوتر بين المسؤولية الصحفية والمصالح التجارية.

وخلاصة القول، تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية مسؤولية التحقق من المعلومات والطعن في المعلومات الكاذبة؛ إذا لا يؤدي عدم القيام بذلك إلى الإضرار بالنزاهة الصحفية فحسب، بل يساهم أيضًا في تآكل الخطاب العام المستنير.

تمثّل تغطية تصريحات دونالد ترامب تحديا صعبا للمؤسسات الإعلامية؛ بسبب استخدامه المتكرر للتصريحات الكاذبة أو المضللة، وخطابه الاستفزازي، وتلاعبه بديناميكيات الإعلام. ولتغطية ترامب (أو أي شخصيات سياسية مماثلة) بمسؤولية، ينبغي على المؤسسات الإعلامية الإعلاء من شأن الحقيقة والسياق والمصلحة العامة على حساب الإثارة.

وقد صدرت إرشادات كثيرة عن عدد من الجامعات والمراكز والمنظمات الأمريكية تشرح كيفية التعاطي مع تصريحات ترامب، ونذكر منها على سبيل المثال: كلية إدوارد مورو للإعلام، مركز بيو للأبحاث، مركز حرية التعبير. ولعل أبرز الإرشادات تتمثل في إعطاء الأولوية للحقيقة؛ أي تقديم قيم الدقة والمصداقية والشمول على السبق (To value being right above being first)، أي نتجنّب تضخيم الأكاذيب باسم الحياد أو الرأي والرأي الآخر، فإذا أدلى ترامب بتصريح كاذب أو مضلل، يجب وصفه بوضوح على هذا النحو قبل نشره كما هو.  ثم إن السياق أهم من التصريح وبالتالي ينبغي تجنب العناوين أو المقدمات التي تكرّر تصريحات ترامب دون تقديم السياق الذي قيلت فيه، ولنبدأ بالحقائق المثبتة، ثم نوضّح ما قاله ترامب وكيف يتناقض مع الواقع.
فعلى سبيل المثال إذا قال ترامب خلال خطاب جماهيري: "إن الانتخابات سُرقت" فينبغي ألا نكرر ما قاله في تغطيتنا، ولكن يمكن أن يكون عنواننا: "لا توجد أدلة على حدوث تزوير انتخابي واسع، رغم مزاعم ترامب". ويسمح هذا التأطير في كشف الاستخدام الإستراتيجي للمعلومات المضللة أي فهم متى يستخدم ترامب الأكاذيب سواء لصرف الانتباه عن قضايا قانونية، أو لحشد قاعدته، أو لتقويض المؤسسات.

 ويبرز التحقق الفوري من الحقائق بصفته أداة فعالة لمواجهة التضليل، ويجب أن تحرص المؤسسات الإعلامية على التحقق الفوري مما يقال من معلومات مضللة أثناء اللقاءات المباشرة أو الخطابات أو المقابلات، وقد استخدمت مؤسسات إعلامية أميركية مثل CNN هذا الأسلوب في الحملة الرئاسية 2020 لتقديم توضيحات فورية للجمهور.

 يبرز التحقق الفوري من الحقائق بصفته أداة فعالة لمواجهة التضليل، ويجب أن تحرص المؤسسات الإعلامية على التحقق الفوري مما يقال من معلومات مضللة أثناء اللقاءات المباشرة أو الخطابات أو المقابلات، وقد استخدمت مؤسسات إعلامية أميركية مثل CNN هذا الأسلوب في الحملة الرئاسية 2020 لتقديم توضيحات فورية للجمهور.

وهكذا، يجب على المؤسسات الإعلامية في سعيها للتصدي لأكاذيب ترامب ألا تتردد في استخدام كلمات مثل "كاذبة"، "لا أساس لها"، "معلومة مضللة"، عندما يكون ذلك مناسبا؛ لأن الكلمات المخففة مثل "مثيرة للجدل" أو "غير دقيقة" قد تسهم في إضعاف الحقيقة. إنّ استخدام الكلمات الصريحة عند الحديث عن التضليل غايتُه الأساسية ليس وصف التضليل بأنه خطأ فحسب، بل خطر حقيقي أيضا، خاصة عندما يهدد المؤسسات والقيم الديموقراطية؛ مثل الانتقال السلمي للسلطة وسيادة القانون، كما أنه يبيّن بوضوح تأثير الأكاذيب على الناخبين والسياسات والمعايير.

في معركتها لتثبيت الحقيقة، وسائلُ الإعلام مطالبة بأن توازن الحضور الإعلامي الطاغي لترامب بإبراز أصوات الخبراء، والمجتمعات المهمّشة، ومدققي الحقائق، والمتضررين من تصريحاته الكاذبة.

إن غرف الأخبار وعلى اختلاف مشاربها ينبغي أن تتعاون لإنشاء قاعدة موحدة للتغطية القائمة على الحقيقة بشأن ترامب. وسيساعد تعاونها مع بعضها - خاصة في مشاريع تدقيق الحقائق، وحملات التوعية الإعلامية، والاتفاق على مدونات سلوك مهنية - في حماية الخطاب العام.

المزيد من المقالات

المسافة بين البنادق والصحافة في كولومبيا

كيف يعمل الصحفيون والبنادق فوق رؤوسهم؟ ما حدود تحدي عصابات المخدرات والمنظمات الإجرامية؟ وهل المعلومة أهم من سلامة الصحفي؟ من الحدود الكولومبية- الفنزويلية، يروي أيمن الزبير، مراسل الجزيرة، لمجلة الصحافة تجارب صحفيين يبحثون عن الحقيقة "بقدر ما يسمح لها".

أيمن الزبير نشرت في: 29 ديسمبر, 2025
كيف تجعل الصحافة أزمة المناخ قضية الناس؟

بين استيراد منظومة مفاهيم ومصطلحات غربية لا تنسجم مع البيئة العربية، وإنكار الأزمة المناخية أو العجز عن تبسيطها وشرحها للناس، تبرز قيمة الصحافة في تنوير الجمهور وإظهار أن قضايا التغير المناخي تمس جوهر الحياة اليومية للإنسان العربي.

Bana Salama
بانا سلامة نشرت في: 24 ديسمبر, 2025
ليبيا على سلم حرية التعبير.. هل نصدق المؤشرات؟

هل يعكس تحسن تصنيف ليبيا على مؤشرات حرية التعبير وضعية الصحفيين الحقيقية؟ وماذا تخفي الأرقام عن تأثير الانقسام السياسي وغياب التشريعات على المهنة؟ وما التحديات الأساسية لظهور "المؤثرين على المنصات الرقمية؟

عماد المدولي نشرت في: 17 ديسمبر, 2025
كيف يحمينا الشك من التضليل؟

هل تكفي الأدوات التقنية وحدها لإنقاذ الصحفيين من موجات التضليل التي ازدادت تعقيدا وخطورة في عصر الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يمكن أن يتحول الشك المهني والحسّ النقدي إلى آليات أساسية في عملية التحقق من الأخبار؟ وما هي التحديات الجديدة التي تفرضها المنصات الرقمية على مدققي المعلومات في زمن السرعة وتدفق المعلومات؟

إسلام رشاد نشرت في: 14 ديسمبر, 2025
أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
حرب السودان.. حين يُجرَّد الصحفيون من المهنة

"يُلقي الصحفيون السودانيون باللوم على المنظمات الدولية المعنيّة بِحرّيّة الصحافة، متهمين إياها بالتقاعس عن دعمهم والاكتفاء بتقديم مساعدات محدودة في الأسابيع الأولى للحرب، ثم تُرِك نحو 500 صحفي سوداني يصارعون ظروفا معيشية قاسية بلا دخل ثابت". عن وضعية الصحافة والصحفيين السودانيين يكتب محمد سعيد حلفاوي لمجلة الصحافة.

محمد سعيد حلفاوي نشرت في: 9 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
كما في رواندا.. هل يمكن ملاحقة الصحافة الإسرائيلية بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية؟

"إرهابيون"، "وحوش"، "منتمون إلى حماس يجب قتلهم"، وتوصيفات أخرى لاحقت الصحفيين الفلسطينيين في الإعلام الإسرائيلي. أنس الشريف، صحفي الجزيرة، كان واحدا ممن تعرضوا لحملة ممنهجة انتهت باغتياله في غزة. ماهي أنماط التحريض الإعلامي ضد الصحفيين الفلسطينيين في إعلام الاحتلال؟ وهل يمكن متابعة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية أمام العدالة الدولية كما حدث في رواندا؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 2 نوفمبر, 2025
البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

حين فكرت وسائل الإعلام في صياغة مواثيق التحرير والمدونات المهنية، كان الهدف الأساسي هو حماية حرية التعبير. لكن التجربة بينت أنها تحولت إلى "سجن كبير" يصادر قدرة الصحفيين على مواجهة السلطة بكل أشكالها. وهكذا يلبس "الأخ الأكبر" قفازات ناعمة ليستولي على ما تبقى من مساحات لممارسة مهنة الصحافة.

فرح راضي الدرعاوي Farah Radi Al-Daraawi
فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 15 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025