عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

 تواجه العديد من وسائل الإعلام - خاصة الأمريكية - معضلة كبيرة في تغطيتها للتصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروف بتقديم معلومات مضللة وأخبار غير دقيقة.

وسائل الإعلام ضد الطغاة
في عام 2018، وقبل يوم واحد من زيارة الرئيس الأميركي الأخيرة إلى بريطانيا، وتحديداً في الحادي عشر من يوليو/ تموز أُطلِق كتاب للصحفي والمؤرخ البريطاني ديريك ج. تايلور بعنوان "أخبار زائفة.. وسائل الإعلام ضد الطغاة من هنري الثامن وحتى دونالد ترامب".

يؤصل الكتاب - عبر مسار متشعب بين أروقة التاريخ - للحرب الطويلة والمستمرة بين وسائل الإعلام والممسكين بالسلطة، منتقلا بين ضفتي المحيط الأطلسي، لينقل أجواء المعارك بين وسائل الإعلام وأصحاب السلطة في بريطانيا والولايات المتحدة، ويقدم الحقائق التي لم يَصدُق فيها لا أصحاب السلطة ولا أولئك الذين يمتشقون الأقلام، على حد وصف المؤلف.

ويورد الكاتب أن الإهانات والشتائم والعبارات من شاكلة "أخبار زائفة" و"صحافة غير شريفة" و"عنصري" و"غير مستقر عقلياً" المتبادلة بين معظم وسائل الإعلام الأمريكية والرئيس ترامب في الوقت الراهن، ليست وليدة اليوم بل ثمة سلسلة من الأحداث والأمثلة المشابهة؛ ففي إنكلترا، وإبان عهد الملك ثيودور الثامن (1491 - 1547) وصفت الأوراق المطبوعة التي مثلت صحافة ذلك الزمان الملكَ بأنه "وحش فظيع"، أما هو فقد اتهمها بأنها تنشر "خرافات زائفة".

وتُنسب للسياسي فليبو دي ساراتا (جمهورية البندقية سابقاً) مقولة "القلم بتول والمطبعة عاهرة"، وفيها ذم للمطبعة التي اخترعها غوتنبرج وأتاحت المعرفة للعامة بعد أن كانت حكراً على النبلاء ووجهاء القوم.
ويشير تايلور إلى أن اختراع الطباعة مثّل مرحلة مهمة في المعارك بين وسائل الإعلام وأصحاب السلطة في بريطانيا؛ فمنذ ذلك التاريخ نظر أصحاب السلطة إلى الاتصال الجماهيري - الذي سمحت به الطباعة آنذاك - باعتباره تهديداً يحدّ من سلطتهم في السيطرة على الجماهير، بل بصفته قادراً على إثارة سخط الناس وصولاً إلى مرحلة التمرد.

هجوم بلا هوادة
ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه ولكن بسياقات جديدة؛ فالرئيس الأميركي عاد مرة أخرى إلى المشهد وإلى عاداته القديمة: إطلاق التصريحات غير الدقيقة والمليئة بالمعلومات المغلوطة والمضللة، مع مهاجمة وسائل الإعلام الأمريكية البارزة وغيرها بلا هوادة.

راجعتْ تقاريرُ موثقة لأسوشيتد برس وشبكة سي أن أن عشراتِ التصريحات لدونالد ترامب للتحقق من مصداقية الأرقام الواردة فيها والأحكام الناتجة عنها والأخطاء المعلوماتية التي تتضمنها، وخلصت إلى أنها تفتقر للدقة ولا تقوم على الحقائق.
وتحت عنوان" التحقق من الحقائق: سلسلة الأكاذيب التي أطلقها ترامب بشأن زيلينسكي وأوكرانيا" ترصد تلك التقارير عددا من تصريحات ترامب بصفته رئيسا للولايات المتحدة منذ أدائه اليمين الدستورية، وأشهرها التصريحات الخاصة بالحرب الروسية على أوكرانيا.

  وفي أيامه الأولى من عودته الأخيرة إلى البيت الأبيض أطلق ترامب ذخيرة من العبارات المشينة بحق أبرز وسائل الإعلام الأميركية والعالمية؛ إذ كتب في منشور على منصته تروث سوشيال في فبراير/ شباط الماضي عن قناة إم إس إن بي سي أنها "تمثل تهديدا لديمقراطيتنا، ومليئة بالأكاذيب والتشويه، ويديرها أشخاص سيّئون"، متهما القناة بأنها منحازة للديمقراطيين ولقبها باسم "إم إس دي إن سي" في إشارة إلى اختصار اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي "دي إن سي" (DNC).
كما زعم ترامب أن رويترز، وموقع بوليتيكو، وصحيفة نيويورك تايمز تتلقى دعما ماليا من المؤسسات الفيدرالية الأميركية، مشيرا إلى أن هذه المدفوعات تهدف إلى التأثير على محتوى الأخبار.

 لماذا يكذب ترامب؟
لقد كُتب الكثير عن الأسباب التي تجبر ترامب على إطلاق معلومات مضللة، لدرجة أن البعض وصفوه بـ"الرجل الكاذب" ويتحرى الكذب  ضمن إستراتيجية سياسية متعمدة تخدم عدة أهداف مثل السيطرة على ما يعرف بدورة الأخبار، وتحفيز قاعدته السياسية، وتقويض خصومه، وتحويل اللوم عن نفسه.

 لقد كُتب الكثير عن الأسباب التي تجبر ترامب على إطلاق معلومات مضللة، لدرجة أن البعض وصفوه بـ "الرجل الكاذب" ويتحرى الكذب ضمن إستراتيجية سياسية متعمدة تخدم عدة أهداف مثل السيطرة على ما يعرف بدورة الأخبار، وتحفيز قاعدته السياسية، وتقويض خصومه، وتحويل اللوم عن نفسه.

فيما يتعلق بالسيطرة على دورة الأخبار ترى "سي أن أن"  أن هذه الإستراتيجية تمكّن ترامب من تحديد أجندة المشهد الإعلامي وتحويل الانتباه عن القضايا التي قد تكون سلبية بالنسبة إليه، مشيرة إلى أن تلاعبه بالحقيقة هو سمة دائمة في مسيرته السياسية، مما يمنحه قدرة على السيطرة على الرواية الإعلامية.

وحسب مجلة نيويوركر فإن خطاب ترامب يجد صدى لدى قاعدته من خلال تصويره بطلا يحارب مؤسسة فاسدة، يحدث ذلك عبر تحدي الحقائق الراسخة والترويج لسرديات بديلة لتعزيز حالة من الشك تجاه المؤسسات الإعلامية الأميركية الرئيسية؛ تساهم هذه الإستراتيجية في تعزيز الشعور بالهوية الجماعية، وتقديم ترامب بصفته شخصية تتحدى "النخبة" نيابة عن "الناس العاديين".

وتعتقد صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن ترامب يستخدم ما يعرف بإستراتيجية توجيه اللوم لصرف الانتباه وتفادي المساءلة؛ أي 
عندما يواجَه بانتقادات أو نتائج سلبية فإنه غالبا ما يُحوّل اللوم عن نفسه بادعاءات كاذبة أو بما يعرف بنظريات المؤامرة. فعلى سبيل المثال، ساعدت مزاعمه - التي لا أساس لها من الصحة - بشأن تزوير الانتخابات على إعفائه من المسؤولية عن خسارته، مع زرع الشك في شرعية العملية الديمقراطية بكاملها.

أما واشنطن بوست، فتؤكد أن ترامب يلجأ إلى ما يعرف بالاستخدام الإستراتيجي للتكرار؛ حيث يُعد تكراره للمزاعم الكاذبة خطوة محسوبة لتعزيز سردياته. وتضيف أن الادعاءات الكاذبة التي تُكرر بشكل مكثف تصبح راسخة في الوعي العام، رغم أنها دُحضت مرارًا. تستثمر هذه الإستراتيجية ظاهرة نفسية تشير إلى أن التكرار يزيد من قابلية تصديق المعلومات.
لا يُعد استخدام ترامب للمعلومات المضللة مسألة عرضية، بل هو عنصر أساسي في إستراتيجيته السياسية؛ فمن خلال التلاعب بالمعلومات يتمكن من التحكم في الخطاب العام، وتحفيز قاعدته، وإضعاف خصومه، وتحويل اللوم بعيدا عنه، وتمثل هذه الإستراتيجية تهديدا حقيقيا للمؤسسات الديمقراطية ولسلامة المعلومات العامة.

   تعتقد صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن ترامب يستخدم ما يعرف بإستراتيجية توجيه اللوم لصرف الانتباه وتفادي المساءلة؛ أي عندما يواجَه بانتقادات أو نتائج سلبية فإنه غالبا ما يُحوّل اللوم عن نفسه بادعاءات كاذبة أو بما يعرف بنظريات المؤامرة.

مؤسسات الإعلام والشراكة في التضليل
يرى كثير من المهتمين أن المؤسسات الإعلامية تعتبر شريكة في نشر المعلومات المضللة إذا فشلت في التحقق من صحة التصريحات الكاذبة أو المضللة وتقييمها بشكل نقدي، خاصة تلك الصادرة عن شخصيات مؤثرة مثل دونالد ترامب؛ فالنزاهة الصحفية تتطلب تدقيقا صارما للحقائق وتقديم تغطية مسؤولة لمنع انتشار الأكاذيب.

وبحسب تقرير لصحيفة غارديان البريطانية يمكن أن تؤثر الاعتبارات الاقتصادية على القرارات التحريرية، وهو  ما قد يؤدي إلى نشر المعلومات المضللة. ومن الأمثلة التي أوردها تقرير غارديان على ذلك حالة قناة فوكس نيوز؛ حيث كشفت الاتصالات الداخلية عن مخاوف من أن التحقق من ادعاءات ترامب الكاذبة قد ينفّر جمهورها ويؤثر سلبا على نسب المشاهدة، كما أنه يلقي الضوء على التوتر بين المسؤولية الصحفية والمصالح التجارية.

وخلاصة القول، تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية مسؤولية التحقق من المعلومات والطعن في المعلومات الكاذبة؛ إذا لا يؤدي عدم القيام بذلك إلى الإضرار بالنزاهة الصحفية فحسب، بل يساهم أيضًا في تآكل الخطاب العام المستنير.

تمثّل تغطية تصريحات دونالد ترامب تحديا صعبا للمؤسسات الإعلامية؛ بسبب استخدامه المتكرر للتصريحات الكاذبة أو المضللة، وخطابه الاستفزازي، وتلاعبه بديناميكيات الإعلام. ولتغطية ترامب (أو أي شخصيات سياسية مماثلة) بمسؤولية، ينبغي على المؤسسات الإعلامية الإعلاء من شأن الحقيقة والسياق والمصلحة العامة على حساب الإثارة.

وقد صدرت إرشادات كثيرة عن عدد من الجامعات والمراكز والمنظمات الأمريكية تشرح كيفية التعاطي مع تصريحات ترامب، ونذكر منها على سبيل المثال: كلية إدوارد مورو للإعلام، مركز بيو للأبحاث، مركز حرية التعبير. ولعل أبرز الإرشادات تتمثل في إعطاء الأولوية للحقيقة؛ أي تقديم قيم الدقة والمصداقية والشمول على السبق (To value being right above being first)، أي نتجنّب تضخيم الأكاذيب باسم الحياد أو الرأي والرأي الآخر، فإذا أدلى ترامب بتصريح كاذب أو مضلل، يجب وصفه بوضوح على هذا النحو قبل نشره كما هو.  ثم إن السياق أهم من التصريح وبالتالي ينبغي تجنب العناوين أو المقدمات التي تكرّر تصريحات ترامب دون تقديم السياق الذي قيلت فيه، ولنبدأ بالحقائق المثبتة، ثم نوضّح ما قاله ترامب وكيف يتناقض مع الواقع.
فعلى سبيل المثال إذا قال ترامب خلال خطاب جماهيري: "إن الانتخابات سُرقت" فينبغي ألا نكرر ما قاله في تغطيتنا، ولكن يمكن أن يكون عنواننا: "لا توجد أدلة على حدوث تزوير انتخابي واسع، رغم مزاعم ترامب". ويسمح هذا التأطير في كشف الاستخدام الإستراتيجي للمعلومات المضللة أي فهم متى يستخدم ترامب الأكاذيب سواء لصرف الانتباه عن قضايا قانونية، أو لحشد قاعدته، أو لتقويض المؤسسات.

 ويبرز التحقق الفوري من الحقائق بصفته أداة فعالة لمواجهة التضليل، ويجب أن تحرص المؤسسات الإعلامية على التحقق الفوري مما يقال من معلومات مضللة أثناء اللقاءات المباشرة أو الخطابات أو المقابلات، وقد استخدمت مؤسسات إعلامية أميركية مثل CNN هذا الأسلوب في الحملة الرئاسية 2020 لتقديم توضيحات فورية للجمهور.

 يبرز التحقق الفوري من الحقائق بصفته أداة فعالة لمواجهة التضليل، ويجب أن تحرص المؤسسات الإعلامية على التحقق الفوري مما يقال من معلومات مضللة أثناء اللقاءات المباشرة أو الخطابات أو المقابلات، وقد استخدمت مؤسسات إعلامية أميركية مثل CNN هذا الأسلوب في الحملة الرئاسية 2020 لتقديم توضيحات فورية للجمهور.

وهكذا، يجب على المؤسسات الإعلامية في سعيها للتصدي لأكاذيب ترامب ألا تتردد في استخدام كلمات مثل "كاذبة"، "لا أساس لها"، "معلومة مضللة"، عندما يكون ذلك مناسبا؛ لأن الكلمات المخففة مثل "مثيرة للجدل" أو "غير دقيقة" قد تسهم في إضعاف الحقيقة. إنّ استخدام الكلمات الصريحة عند الحديث عن التضليل غايتُه الأساسية ليس وصف التضليل بأنه خطأ فحسب، بل خطر حقيقي أيضا، خاصة عندما يهدد المؤسسات والقيم الديموقراطية؛ مثل الانتقال السلمي للسلطة وسيادة القانون، كما أنه يبيّن بوضوح تأثير الأكاذيب على الناخبين والسياسات والمعايير.

في معركتها لتثبيت الحقيقة، وسائلُ الإعلام مطالبة بأن توازن الحضور الإعلامي الطاغي لترامب بإبراز أصوات الخبراء، والمجتمعات المهمّشة، ومدققي الحقائق، والمتضررين من تصريحاته الكاذبة.

إن غرف الأخبار وعلى اختلاف مشاربها ينبغي أن تتعاون لإنشاء قاعدة موحدة للتغطية القائمة على الحقيقة بشأن ترامب. وسيساعد تعاونها مع بعضها - خاصة في مشاريع تدقيق الحقائق، وحملات التوعية الإعلامية، والاتفاق على مدونات سلوك مهنية - في حماية الخطاب العام.

المزيد من المقالات

عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

 تواجه العديد من وسائل الإعلام - خاصة الأمريكية - معضلة كبيرة في تغطيتها للتصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروف بتقديم معلومات مضللة وأخبار غير د

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. كيف يصبح الإعلام شريكا في الإبادة

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025
الإعلام المساند للثورة في سوريا.. سياقات النشأة وإكراهات الاستدامة

كيف نشأ الإعلام السوري المساند للثورة؟ وماهي مراحل تطوره ومصادر تمويله الأساسية؟ وهل استطاع الانتقال من النضال السياسي إلى ممارسة المهنة بمبادئها المؤسسة؟

ميس حمد نشرت في: 3 أبريل, 2025
هل تحتاج ليبيا إلى إعلام حكومي؟

في ليبيا تزداد مخاوف الصحفيين وشريحة كبيرة من الرأي العام من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لـ "إصلاح" الإعلام الحكومي. وبين التوجس من أن تصبح مؤسسات الإعلام تابعة لهيكل الدولة والآمال في مسايرة تطور المجتمع يطرح السؤال الكبير: هل تحتاج ليبيا ما بعد الثورة إعلاما حكوميا؟

عماد المدولي نشرت في: 27 مارس, 2025
لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025
شيرين أبو عاقلة.. الحضور والغياب

اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة كما اغتال مئات الصحفيين في غزة، لكنها لا تزال مؤثرة في المشهد الصحفي الفلسطيني والعالمي، ولا تزال تغطياتها الميدانية على مدار سنوات، تشكل درسا مهنيا للصحفيين، ووثيقة تدين الاحتلال إلى الأبد.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 23 فبراير, 2025