كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

استمع إلى المقالة

مما لاشك فيه أن الحديث عن تطوير كليات الصحافة وتمكينها لتواكب العصر الرقمي حديث لايتوقف، يتجدد ويتنامى آخذاً أبعاداً وأشكالاً مختلفة، فإثراء النقاش حول تطوير مناهج الصحافة في وطننا العربي يأتي أيضاً في سياق استمرار حركة الإغلاقات التي تطال كليات الصحافة ودمجها في كليات أخرى، خاصة الأدب أو العلوم السياسية والإدارية. يأتي ذلك بعد تراجع ملحوظ لأداء الجامعات نتيجة تخلف مناهج تطبيق تلك الفلسفات والنظريات في علوم الصحافة، وهي مناهج يغيب عنها البعد التطبيقي وتوقفت عند الجانب الفلسفي والنظري، لأسباب يمكن حصرها بضعف التمويل وتراجع الإقبال على دراستها من الطلبة الجدد، وأخيراً قلة الاهتمام بتطويرها مع وجود الفجوة بين ما يدرس في قاعاتها والواقع الذي تعيش فيه دولنا العربية من كبت للإعلام وغياب للحريات الإعلامية.

إذاً، فإن كليات الصحافة في بلد مثل الصومال شحيح الإمكانات والقدرات المالية ويعاني ندرة في الكفاءات بتخصصات الصحافة، فمن الصعب أن تشهد نهضة دراماتيكية، فإذا فشلت جامعات عربية عريقة في تطوير مناهج كليات الصحافة، فإن قاع الفشل ومستواه يكون عميقاً بالنسبة لكليات الصحافة في الصومال، والتي لم تشهد تطوراً يذكر، بل ظل الصحفيون فيها ولمدة عقود يدفعون ثمن الكلمة، وضحاياها يتجاوز سبعين قتيلاً أو أزيد منذ عام 2007.

 

كليات الصحافة بين التقليدي والرقمي

يعود تاريخ إنشاء أول كلية للصحافة إلى عهد الراحل سياد بري سنة 1979. حينها كانت القومية الصومالية هي السائدة والطاغية، ولهذا حققت بعض النجاحات، فيعود الفضل إليها في تخريج النخبة الصحفية من الجيل الإعلامي الأول، لكن انهيار الجامعة الوطنية عام 1990 حلت محلها معاهد صغيرة لدراسة الصحافة، وهي التي لم تتوفر لديها مناهج علمية لدراسة الصحافة، بل كانت مجرد محاولات متواضعة لملء الفراغ فقط.

وتعد جامعة مقديشو أول جامعة بعد الحرب الأهلية أدخلت دراسة الصحافة وعلومها ضمن كلياتها، ودشنت كلية العلوم السياسية والإعلام عام 2004، وتخرج منها حتى الآن سبع دفعات، وبعدها جامعة هرمود التي أنشأت قسم الصحافة عام 2018 وتخرج منها دفعتان، لتعود من جديد الجامعة الوطنية التي تخرج منها حالياً ثلاث دفعات بعد أن أعادت دراسة الصحافة عام 2017 بعد توقف قرابة ثلاثة عقود.

لكن طريقة التدريس لعلوم الصحافة متشابهة في تلك الجامعات وإن اختلفت أسماؤها، حيث لاتتوفر بيئة مناسبة لدراسة الصحافة وتعاني من تحديات كثيرة، مما جعل طلبة الصحافة يفكرون في البحث عن تخصصات أخرى. إنه تفكير قاد الكثير من طلابها إلى الالتحاق بجامعات أخرى بحثاً عن تخصصات تضمن لهم مستقبلاً يحمل فرصاً واعدة في سوق العمل، بينما يصمد القليل من الطلبة إلى نهاية المشوار الدراسي، حيث تبدأ الفصول في السنة الدراسية الأولى بعدد يتراوح مابين ثلاثين وخمسين طالباً، ويتناقص هذا العدد مع انكشاف عيوب دراسة الصحافة والخلل في مناهجها، فضلاً عن غياب الجانب التطبيقي للنظريات والمعارف الصحفية التي يتلقاها الطالب في قاعات الدراسة.

تبدأ الفصول في السنة الدراسية الأولى بعدد يتراوح مابين ثلاثين وخمسين طالباً، ويتناقص هذا العدد مع انكشاف عيوب دراسة الصحافة والخلل في مناهجها، فضلاً عن غياب الجانب التطبيقي للنظريات والمعارف الصحفية.

وإذا كانت الصحافة لها كلية خاصة وتخصصات مختلفة كالإذاعة والتلفزيون والصحف، والتثميل السينمائي والإخراج، فإن دراسة الصحافة في الجامعات الصومالية هي بمنزلة شأن مختلف، فلا تتوفر فيه تخصصات مختلفة لكليات الصحافة، وتدرس فقط من خلال نظريات عامة عن الصحافة، وعدداً لا بأس به من مواد ومقررات المتطلبات والملحقات الأخرى الجامعية من معارف اللغة والقانون والاقتصاد، كما أن تلك الكليات غيبت دراسة البعد الأخلاقي والمهني للصحفي، كما لا تتضمن دروس سلامة الصحافيين في زمن الأزمات وأساليب تغطيتها، حتى لا يصبح الصحفي مادة دسمة للأخبار، ما يجعل الطالب في كليات الصحافة يدور في  حلقة مفرغة الداخل فيها مفقود.

ولهذا فإن كليات الصحافة تواجه تحديات مركبة تعيق استمرارها مستقبلاً، وهي كالتالي:

1.  غياب الكفاءات في تدريس مناهج الصحافة: لا يتعدى عدد الأساتذة الذين يحملون درجة الدكتوراه والماجستير في علوم الصحافة في الصومال إصبع اليد الواحدة، ما يعيق فعلاً عملية تطوير مناهج الصحافة وكلياتها، ولهذا تعتمد أغلب الجامعات في دراسة الصحافة الطلبة الذين يتخرجون فيها على دراسة الصحافة ولا يحملون شهادات عليا غير بكالوريوس الصحافة، ويفتقرون إلى سنوات الخبرة في دراسة معارف وعلوم الصحافة، وهو مشكل أيضاً ينال من مخرجات تلك الكليات ويؤثر على أداء منتسبيها بعد التخرج.

2.  غياب مراكز التدريب الرقمية لكليات الصحافة: لا تتوفر للجامعات الصومالية التي تمنح تخصصات الصحافة مراكز التدريب لتطبيق النظريات وعلوم الصحافة، ما يمثل أيضاً تحدياً آخر تواجهها كليات الصحافة، وتحتاج إلى قاعات تطبيقية وغرف مجهزة بأحدث التكنولوجيا لتطبيق مناهج الصحافة عملياً، لكن إدارة تلك الجامعات لا تحمل حتى عناء التفكير في تأسس حقول تطبيقية لمناهج الصحافة، أو البحث عن شراكات للمعاهد المتخصصة التي لديها مجالات تطبيقية لمناهج الصحافة.

3.  غياب التمويل وضعف الإقبال على تخصصات الصحافة: تعد معظم الجامعات في الصومال (يفوق عددها أكثر من مئة جامعة ) من القطاع الخاص، وهي ربحية بامتياز، ولهذا فإن تمويل كليات الصحافة ينظر إلى العوائد المرجوة من هذا التخصص، فإذا كان الإقبال عليها ضعيفاً، فإن التمويل المالي يسخر لكليات أخرى، مثل الطب والهندسة وعلوم الحاسوب، ولهذا فإن تخصصات الصحافة والأداب والدراسات الإسلامية وما يعرف أيضاً بـ"العلوم الإنسانية" تواجه بشكل عام مشكلة ضعف تمويلها وتطويرها، ما يجعل تلك الجامعات تلجأ إلى خيار البحث عن منح مالية لتلك التخصصات من جمعيات خيرية محلية وعربية، لتوفير منح تعليمية للطلبة الراغبين في دراسة هذه التخصصات.

معظم الجامعات في الصومال من القطاع الخاص، وهي ربحية بامتياز، ولهذا فإن تمويل كليات الصحافة ينظر إلى العوائد المرجوة من هذا التخصص.

 

أرقام وحقائق

ومع تراجع أداء كليات الصحافة في الصومال وضعف مخرجات العملية التعليمية، أثر ذلك سلباً على مستوى الطلبة، فالكثير منهم بعد تخرجهم، بدأوا العمل في وظائف ومهن أخرى، نظراً لعدم وجود فرص وظيفية توائم تكوينهم الأساسي، فمعظم وسائل الإعلام المحلية يحركها كادر غير مؤهل وبعضها أسس من أجل الربح وليس من أجل تغيير القناعات وخلق الرأي العام، ولهذا يفضل الخريجون الجدد من كليات الصحافة العمل في شركات خاصة، بينما يعاني الكثير منهم البطالة، التي تقدر في أوساط الخريجين في الصومال بنحو 70 في المئة.

اللافت، أن الإقبال على دراسة الصحافة ضعيف جداً، ولم تجدِ محاولات الجامعات في توفير منح دراسية لطلبة كليات الصحافة نفعاً لجذب الطلبة، وأظهرت دراسة أجريتها، شملت خمسين طالباً أكملوا دراستهم الثانوية حديثاً أن دراسة الصحافة ليست تخصصاً علمياً يتطلب الدراسة لمدة أربع سنوات بنسبة 48%، وعدَّ آخرون أن ندرة فرص العمل لطلبة كلية الصحافة يعد عائقاً كبيراً بنسبة 22%، وهذا مايعكس نظرة طلبة حديثي التخرج من الثانويات العامة حول دراسة كليات الصحافة.

بينما أظهرت دراسة أخرى شملت 30 خريجاً أن غياب البعد التطبيقي لكليات الصحافة في الصومال، يمثل بنسبة 55%، ويشكل ضعف مخرجات العملية التعليمية بنسبة 27%، مايعكس الفجوة الكبيرة الموجودة بين الجانبين الفسلفي والتطبيقي في كليات الصحافة، بالإضافة إلى أن غياب الكادر المتخصص في تدريس علوم الصحافة ومعارفها وصل إلى نسبة 18%.

ووفقاً لهذه الأرقام فإن أعداد الخريجين في كليات الصحافة في الصومال وفي ثلاث جامعات مرموقة شملتها الدراسة، أضحى دون المستوى، إذ بلغ عدد خريجي جامعة مقديشو التي دشنت كلية الصحافة عام 2004، 98 خريجا  (82 ذكور و 16 إناث)، أما الجامعة الوطنية التي أعادت تدريس الصحافة ضمن كلياتها عام 2017 بعد إعادة افتتاحها عام 2014، وصل عدد الخريجين من ثلاث دفعات 66 خريجاً، (39 ذكور و27 إناث)، أما جامعة هرمود التي بدأت تدريس الصحافة عام 2018، فخرجت دفعتين فقط بلغ عددهما42 خريجا (29 ذكور و 13 إناث). 

 

كليات الصحافة في الصومال: مستقبل مجهول

تعيش كليات الصحافة في الصومال مرحلة الموت السريري، وتتجه نحو مستقبل غامض، إذا لم تتظافر الجهود المحلية والإقليمية لدعمها، ويمكن أن تتجه إلى واحد من السيناريوهات التالية:

1- شبح الإغلاق: وهو السيناريو الراجح حالياً؛ حيث عمدت بعض الجامعات إلى إغلاق كلية الصحافة بعد نفور الطلبة من الالتحاق بها، لكنها عاودت نشاطها، وحولتها إلى قسم ثم إلى كلية قائمة بذاتها.

2- البقاء على الهامش: وهو وضع تعتمد عليه حالياً أغلب الجامعات في الصومال، دون أن تسعى لإنشاء كلية صحافة قائمة بذاتها، ولهذا باتت ملحقة وضمن قسم الأداب أو كلية العلوم السياسية والإدارية أو الإنسانية، وهو ما يضعف موقعها من بين الكليات في البلاد.

 

تجربة أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي

في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا ويزداد اعتماد الأشخاص على الإعلام الرقمي، تظهر الحاجة الملحة لتطوير وتحديث مجال الإعلام في العالم العربي. الصومال، كواحدة من الدول التي تسعى للتقدم، قدمت نموذجًا فريدًا من خلال "أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي".

وتأسست أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي في الأول من فبراير/ شباط عام 2017 لسد فراغ غياب المعاهد الصحفية في البلاد جراء الحرب  التي اندلعت في البلاد أوائل تسعينات القرن الماضي، في حين تعاني وسائل الإعلام المحلية نقصا في كوادر صحفية قادرة على مواكبة  التقنيات الإعلام الجديد. وتهدف هذه الأكاديمية إلى تدريب وتأهيل الشباب على مهارات الإعلام الرقمي الحديثة، من خلال دورات في الإعلام متعدد الوسائط، التصوير، الإنتاج التلفزيوني، والتصميم  والتسويق الإلكتروني وغيرها من الدورات المكثفة في مجال الإعلام الرقمي.

 

الأكاديمية وسوق العمل

بفضل تدريباتها التطبيقية، ساهمت الأكاديمية في إدخال الشباب الصومالي إلى سوق العمل، مما يسر لهم البحث عن فرص عمل تتوافق مع مهاراتهم واحتياجات السوق المحلي، ومنذ تأسيسها خرجت الأكاديمية نحو ثلاثة آلاف متدرب ومتدربة شكل فيها العنصر النسوي حوالي الثلث. بينما تركز الكليات التقليدية على الجانب النظري فقط، تأتي الأكاديمية لتملأ الفجوة بين النظرية والتطبيق، مما يجعل منها نموذجًا مثاليًا للتعليم الإعلامي في العصر الرقمي.

 

نماذج من قصص نجاح

هناك قصص ونماذج حية وثقتها أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي عن نجاح المتخرجين منها نعرض جزءا منها

1.  قصة خضرة بيد: تعمل في قناة محلية، كمخرجة برامج أطفال ومصورة تلفزيونية

2.  قصة حنان: منتج في قناة أصل المحلية، مصورة ومنتجة

3.  عبد الرزاق أحمد: مصور تلفزيوني في شركة إنتاج خدمات إعلامية

 

التحديات والتوصيات:

رغم النجاحات التي حققتها الأكاديمية، فإنها تواجه تحديات عدة أبرزها:

1.  مواكبة التطورات السريعة في مجال الإعلام الرقمي.

2.   تحديات مالية تعترض سبيل التطوير.

3.  يصعب على الأكاديمية استقبال عدد كبير من المتدربين غير القادرين على دفع رسوم الكورسات والدورات التدريبية.

4.  الحاجة إلى أستوديوهات عصرية لضمان تقديم تدريب عالي الجودة.

ولمواجهة هذه التحديات، يمكن البحث عن دعم من جهات مانحة تتكفل بمساعدة محدودي الدخل، وبالرغم من ذلك، فإن تقبل السوق للخريجين يظل أمرًا مهمًا لضمان استمرارية الأكاديمية. لذا، يُوصى بتقوية الشراكات بين الأكاديمية والقطاع الخاص، وتحديث المناهج بشكل مستمر.

مقالات ذات صلة

الصحافة في الصومال.. "موسم الهجرة" إلى وسائل التواصل الاجتماعي

من تمجيد العسكر والمليشيات إلى التحوّل إلى سلطة حقيقية، عاشت الصحافة الصومالية تغيرات جوهرية انتهت بانتصار الإعلام الرقمي الذي يواجه اليوم معركة التضليل والإشاعة، والاستقلالية عن أمراء الحرب والسياسة.

الشافعي أبتدون نشرت في: 23 فبراير, 2020
كليات الصحافة في تشاد.. المناهج القديمة ومأساة الخريجين

بمناهج عتيقة، و"تشريد" الخريجين، تستمر كليات الصحافة في تشاد بالانفصال عن واقع التطور الذي عرفته الصحافة، وتستمر كذلك في العبور إلى المستقبل بأدوات الماضي.

محمد طاهر زين نشرت في: 27 ديسمبر, 2020

المزيد من المقالات

ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024