البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

استمع إلى المقالة

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماضي والحاضر ويُشرِّحان الوقائع والتجارب بانطباعات ذاتية وموضوعية، تبلغ بينهما الحميمية في النقاش ذروتها وتصبح الاعترافات في خانة المُباح. 

هذا المشهد قد توثِّقه عدسات الكاميرات أو يُكتفى بالصوت فقط. ربما يحيلك هذا الوصف إلى حوار دائر بين شخصين أو أكثر على ظاهرة غَزت المشهد الإعلامي ومنصات البث في السنوات الأخيرة، بل يمكن القول إنها استقت من بعض أجناسه قواعد لكنها حادت عن أخرى وانحرفت عنها، لتُنتج لنا "البودكاست" في هيئته المُتعارف عليها الآن. 

وُلِد "البودكاست" في شكله الأول من رَحِم الإذاعة، حينما شرعت المحطات سنة 2004 في نشر حلقات برامجها وإتاحتها للعموم على الإنترنت بغرض تحميلها والاستماع إليها. وتعود جذور هذا المسمى إلى دمجِ اسم جهاز "Ipod" الصوتي الذي أنتجته شركة "آبل" آنذاك وكلمة "Broadcast" أي الإذاعة، وقد جرى تبنِّي هذا اللّقب من طرف الصحفي في جريدة "الغارديان" بين هاميرسلاي (1).

امتد الانتشار الواسع لـ "البودكاست" إلى الإعلام بميادينه كافة، ونشط فيه أفراد لا علاقة لهم بالمهنة ويصطبغ ما يُنتجونه من حلقات بلمسة شخصية بحتة؛ إذ يكفي أنهم يشتغلون في مجال مُعين مما يمنحهم إمكانية مناقشته انطلاقا من تجاربهم الشخصية.

الصّحافة الرياضية أو المنتوج الإعلامي الرياضي لم يزِغ بدوره عن القاعدة، وانصهر في بوتقة "البودكاست"، الذي يُعد حاليا من أكثر الإنتاجات الصحفية استهلاكا من طرف المتلقي؛ إذ تشير إحصاءات حديثة إلى أن عدد البرامج المُندرجة في جِنس "البودكاست" في العالم يصل إلى أربعة ملايين منها النشطة والمتوقفة، بينما يناهز عدد الحلقات الصادرة المُحصاة مئتي مليون(2). 

 

"الحميمية" 

في العقود السابقة، حين كانت الإذاعات في أوْجِها وعُنفوانها قبل انتشار الإنترنت، طفت على المشهد برامج تنتجها محطات "الراديو" وتتيح المجال للمستمعين كي يشاركوا تجاربهم، كان الأمر يجري في نطاق خاص وحميمي للغاية، مع حجب هُويات المتصلين وتحريفها، مما يعطي لهؤلاء الحرية شبه الكاملة للبوح ومشاركة همومهم ومعاناتهم. 

هذه "الحميمية" التي كانت تتميز بها بعض البرامج الإذاعية ظلَّت عنصر جذب سحري للمستمعين، الذين يملكون الفضول للاطلاع على ما يعيشه الآخرون، وقد اشتهرت هذه البرامج على نطاق واسع في العالم العربي، خصوصا في بداية الألفية الثالثة. 

في سنة 2023، أنجزت منصة "أوفيرلاب" الرياضية حوارا مع الدولي الإنجليزي ولاعب توتنهام هوتسبر السابق، ديلي آلي. كانت الحلقة حافلةً بالاعترافات وذات منسوب مرتفع من البوح(3)، وقد نقلت المنصة إلى مستوى آخر من الانتشار محقق حتى الآن أكثر من ستة ملايين مشاهدة عبر موقع يوتيوب وحده، فضلا عن ملايين أخرى في منصات البث والإذاعة الأخرى. 

في سنة 2023، أنجزت منصة "أوفيرلاب" الرياضية حوارا مع الدولي الإنجليزي ولاعب توتنهام هوتسبر السابق، ديلي آلي. كانت الحلقة حافلةً بالاعترافات وذات منسوب مرتفع من البوح وقد نقلت المنصة إلى مستوى آخر من الانتشار محقق حتى الآن أكثر من ستة ملايين مشاهدة عبر موقع يوتيوب وحده.

أقرَّ ديلي آلي، وقتذاك، بأسرار غير مسبوقة تكسر الصورة النمطية عن الرياضيين، سَردَ رحلته مع الإدمان والمعاناة النفسية التي عاشها، وعَاد كذلك لينبش في الماضي ويتحدث عن تجربته المريرة مع الاعتداء الجنسي الذي تعرض له في سن السادسة، مفصحا عن خضوعه لإعادة التأهيل النفسي في الصيف الفارط بإحدى المصحات في الولايات المتحدة الأمريكية. 

لقد انتشرت الحلقة على نحو واسع، دار الحوار بين اللاعب الإنجليزي السابق ومُدربه غاري نيفيل (لاعب مانشستر يونايتد السابق) وديلي آلي من دون تكلف أو اصطناع، كانت الكلمات تندفع بتلقائية وتحدث تأثيرا مباشرا لدى الكثيرين، متخذة هيئة حصة بين معالج نفسي وشخص يُدلي بما يشكو منه، حيث لا مجال في الأمر لأي إضافات أخرى.

 

"التلقائية"

لا يقتصر "البودكاست" على حوار بين شخصين فقط، بل يمكن أن يشمل عدة أشخاص يتجاذبون الحديث في تلقائية بالغة، وبوسع أي منتوج إعلامي أن يكتسب صفة "البودكاست" بشرط إتاحته للاستماع أو حتى المشاهدة عبر منصات البث والإذاعة. وهنا نَذكر مثالا على ذلك برنامج "CBS champions league" الذي يديره النجم الفرنسي السابق تييري هنري واللاعبان الإنجليزيان سابقا جيمي كاراغر وميكا ريتشاردز (4). 

هذا البرنامج يُنجَز بصيغة أقرب إلى ما هو تلفزيوني داخل أستوديو مختلف تماما عن الإطار المكاني الذي يتميز به "البودكاست" من خصائص على مستوى موقع التصوير، لكنه يُصنَّف أيضا في هذه الخانة لإمكانية اندراجه ضمن منصة "بارامونت"، وأهم ما يسم هذا البرنامج هو التّلقائية التي يُدار بها النقاش بين مختلف الحاضرين، إلى درجة تبادل القفشات بينهم والتنمر "المشروع" على بعضهم، وقد لا يتضمن هذا النمط عنصر "الحميمية" كما الصنف الأول. 

بات لقب "البودكاست" عُرفا وجائز الاستعمال حاليا على برامج رياضية حتى لو لم تكن متوفرة صوتيا في منصات البث والإذاعة، وإنما تكتسب هذا الوصف إذا اكتست بالتلقائية والخروج عن القواعد الصحفية الصارمة لإدارة الحوار، التي يجد فيها الإعلامي نفسه مقيدا بعدة ضوابط أهمها التخطيط والحيادية والتجرد. 

في المشهد المغربي، ذاع صيت برنامج يُعِدُّه نبيل بنشقرون، وهو إعلامي اشتغل في عدة منابر صحفية، يستضيف فيه اللاعبين المغربيين السابقين حمزة بورزوق وسعيد فتاح. يُناقش الضيوف الأحداث الرياضية بتلقائية وحرية قد يجد فيها المتلقي نفسه متحررا من القواعد الإعلامية الصارمة والمُتكلّفة في بعض الأحيان (5). 

نجاح البودكاست يتأسس في وجهة نظري بحسب درجة القرب من المتلقي، كلما ابتعدت عن الرّسمية واعتمدت معايير متطابقة مع ما يطلبه مستهلكي الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، كان البودكاست أكثر نجاحا وانتشارا. 

حقّق هذا البرنامج الذي يُبَث على منصة يوتيوب نسبا عالية من المشاهدة، وحصد انتشارا واسع النّطاق، ويقول بنشقرون في هذا الصّدد ضمن تصريح لـ"مجلة الصّحافة": "نجاح البودكاست يتأسس في وجهة نظري بحسب درجة القرب من المتلقي، كلما ابتعدت عن الرّسمية واعتمدت معايير متطابقة مع ما يطلبه مستهلكي الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، كان البودكاست أكثر نجاحا وانتشارا". 

 

هل أصبح البودكاست شعبويا؟

اشتهر الإعلام منذ عقود بجِنس/ نمط الحِوار، الذي يجري في نطاق مؤطر بما هو رسمي وجاد، مع بعض الاستثناءات لأصناف حوارية تنصَبٌّ على الترفيه وتستجلي الجوانب الثانوية للمُحاوَر. جاء "البودكاست" ليكسر هذه القاعدة ويتجاوز هذه الخطوط التي كانت مرسومة من قبل، مُولِّدا إحساسا لدى المتلقي بأن ما يستهلكه يشبه ربما نقاشات بين أصدقاء في مكان غير رسمي. 

جرت هذه التلقائية التي يتميز بها "البودكاست" انتقادات من بعض الأطراف له، التي وصفت هذا النمط الحواري بـ"الشعبوي"، عبر "مخاطبة عواطف المتلقين" و"المغالاة في التجرد مما هو رسمي"، من خلال تبادل القفشات والمناكفات الهزلية بين الضيوف، وإنتاج مادة إعلامية لا تُناقش عُمق الأشياء وصميم الأحداث وخلفياتها وفق رأي هذا التيار. 

النقاش الذي يَقرن المنتوج الإعلامي بالشعبوية كان ولا يزال متناميا في السنوات الأخيرة، ولا سيما بعد انتعاش ما هو شعبوي في الحقل السياسي وصعود تيارات تستند إلى هذا المبدأ في أوروبا وغيرها.

يرفض نبيل بنشقرون هذا الطّرح الذي يتهم "البودكاست" بتفريخ المُنتَج الشعبوي، بقوله: "لا يُمكن أن أرى في ذلك شعبوية، البودكاست ينبغي أن يكتسب هوية ظاهرة حينما تنتجه لصالح مواقع التواصل الاجتماعي، عليه أن يتميز بالابتعاد عن الرسمية والقرب من العامة باعتماد لغتهم وأسلوبهم، فليس هناك حواجز أو خطوط حمراء في هذا الجنس الصحفي". 

النقاش الذي يَقرن المنتوج الإعلامي بالشعبوية كان ولا يزال متناميا في السنوات الأخيرة، ولا سيما بعد انتعاش ما هو شعبوي في الحقل السياسي وصعود تيارات تستند إلى هذا المبدأ في أوروبا وغيرها. الجدل الذي يتحرك بشأن أسلوب الخطاب ومستوى اللغة اللذين يجب أن يُخاطِب بهما الصحفي جماهيره يحدث بدوره انقساما في وجهة النظر بين عدة مدارس.

تختلف الرؤى بشأن "ظاهرة" البودكاست الذي فرض نفسه جنسا جديدا ضمن الأجناس الصحفية في حقبتنا الحالية، لكن يكاد يجمع كثيرون على أن هذا النَّمط لامس أهواء فئة كبيرة من الجماهير وتطابق مع ما يميلون إليه في عملية استهلاكهم للمنتج الإعلامي. 

 

المراجع 

(1): https://www.listennotes.com/top-podcasts/ben-hammersley/ 
(2): https://www.listennotes.com/podcast-stats/
(3): https://www.youtube.com/watch?v=LyDL9EUIdy0&ab_channel=TheOverlap
(4): https://www.youtube.com/watch?v=BTDdT4whpRQ&ab_channel=CBSSportsGolazo
(5): https://www.youtube.com/watch?v=lfqNa-VmLNE&ab_channel=Korax90%D9%83%D9…

المزيد من المقالات

ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024