حرب السودان.. حين يُجرَّد الصحفيون من المهنة

لم ينجُ الصحفيون السودانيون من الحرب التي جردتهم من العمل والمهنة، وحتى من القدرة على تغطية النزاع نفسه؛ فقد خسر كثيرون مساكنهم بسبب النزوح، وتوزعوا بين النزوح الداخلي واللجوء إلى دول الجوار، وسط انهيار كامل للمؤسسات الصحفية والإعلامية في العاصمة الخرطوم.

لقد توقّفتْ نحو 20 صحيفة ورقية منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرب، وتعطّلت الإصدارات التي كانت تملأ "أرصفة الخرطوم" بالأحداث السياسية. ومع اندلاع القتال قرب مقارها تحولت أجزاء من هذه المؤسسات إلى "مواقع عسكرية قتالية" في قلب العاصمة صباح السبت 15 نيسان/أبريل 2023.

لم يكن النزوح من الخرطوم فرصة نجاة متاحة لغالبية الصحفيين؛ إذ اضطر كثيرون للبقاء في منازلهم داخل المدن التي شهدت اشتباكات مسلحة متواصلة خلال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، بما في ذلك العاصمة نفسها.

في أقصى شمال الخرطوم - بمدينة "الوادي الأخضر" - عاش عشرات الصحفيين والصحفيات ظروفا قاسية بعد أن فقدوا فرص العمل والأجور. وفي هذا السياق، قدّمت نقابة الصحفيين السودانيين بإمكانياتها المحدودة العون لنحو 900 صحفي وصحفية تأثروا بالحرب، بينما عانى كثيرون من شحّ المياه النظيفة والأمراض، وواجهوا خطر الاعتقال أو التهديد بالقتل لمجرد الإفصاح عن كونهم صحفيين.

إذا كانت ثمّة منطقة تسمى "قطعة من الجحيم" فهي تلك التي تضمّ المؤسسات الصحفية وسط الخرطوم، الواقعة بين شوارع "المك نمر" و"البلدية" و"السيد عبد الرحمن" و"القصر"؛ فمنذ اليوم الأول للقتال امتلأت المنطقة بالآليات الثقيلة وسيطرت عليها قوات الدعم السريع حتى آذار/مارس 2025، وقد أدّى ذلك إلى توقّف عمل 20 صحيفة، قبل أن تستعيدها القوات السودانية. وتكمن أهميتها في كونها محاذية لوزارة الدفاع والقصر الرئاسي ومجلس الوزراء.

نزح مئات الصحفيين تاركين العاصمة التي غرقت في نزاع عسكري مروّع بين الجيش وقوات الدعم السريع. وكانت مدينة ود مدني محطة رئيسية لتجمعهم وجمع شتات النزوح الشاقّ. لكن سرعان ما تبدّد الأمل عندما هاجمت قوات الدعم السريع المدينة في كانون الأول/ديسمبر 2023، فاضطرّ الصحفيون إلى نزوح جديد نحو المجهول عبر طرق تنتشر فيها نقاط التفتيش التابعة للطرفين.

لاحقت الحرب الصحفيين من مدينة إلى أخرى، وكأنها تلعن من يذكّرها بالحقائق الصادمة حول الجرائم والانتهاكات؛ فقد أدى الصحفيون السودانيون دورا بارزا في كشف التقارير المتعلقة بالإبادة والعنف الجنسي في دارفور والخرطوم وجبال النوبة.

لاحقت الحرب الصحفيين من مدينة إلى أخرى، وكأنها تلعن من يذكّرها بالحقائق الصادمة حول الجرائم والانتهاكات؛ فقد أدى الصحفيون السودانيون دورا بارزا في كشف التقارير المتعلقة بالإبادة والعنف الجنسي في دارفور والخرطوم وجبال النوبة.

يقول عضو سكرتارية شبكة الصحفيين السودانيين خالد أحمد إن الصحفيين هم أكثر الفئات تعرضا للاستهداف الأمني في حرب السودان، مشيرا إلى ظاهرة الاختفاء القسري، وآخرها اختطاف الصحفي معمر إبراهيم مراسل قناة الجزيرة في مدينة الفاشر، عقب دخول قوات الدعم السريع إليها في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2025.

ويحمّل أحمد قوات الدعم السريع مسؤولية سلامة الصحفي المختطف الذي ظهر مؤخرا في فيديو لا يعرف أين صور وهو يخضع للتحقيق، لكنه يوضح أن الوضع في بورتسودان - حيث الحكومة المدعومة من الجيش - ليس أفضل حالا؛ إذ تفرض الأجهزة الأمنية رقابة واستدعاءات واحتجاز للصحفيين والمراسلين. ويرى أن مئات الصحفيين اضطروا للعمل في مهن بسيطة في الأسواق ومحلات البقالة داخل السودان وخارجه بعد فقدان وظائفهم، داعيًا المنظمات الدولية إلى توفير ملاذات آمنة للصحفيين السودانيين المعرّضين للقتل أو الاختفاء القسري أو الفقر المدقع.

لم تقتصر الحرب على تدمير البنية التحتية والمرافق العامة، بل تسببت أيضا في فقدان مئات الصحفيين لوظائفهم في المؤسسات الإعلامية، دون الحصول على مستحقاتهم المالية، وسط الانهيار الاقتصادي ونهب المقرات.

لقد توقف معظم العمل الصحفي في البلاد؛ حيث لم يعد بمقدور المؤسسات الوطنية تغطية النزاع بسبب تدمير المكاتب والمعدات، وهجرة الكفاءات إلى الخارج، وفرض القيود الأمنية على من تبقى داخل السودان. كما بات التصنيف السياسي خطرا يهدد حياة الصحفيين في ظلّ الاستقطاب الحادّ بين الجيش وقوات الدعم السريع.

خلال الحرب، لجأ نحو 90 صحفيا سودانيا إلى أوغندا، لكن الغالبية لم يتمكنوا من العمل في مجال الصحافة؛ إذ لا يتجاوز عدد العاملين فعليا 30%، وغالبيتهم في مواقع إلكترونية تعاني من ضعف التمويل وتدني الأجور.

يقول عز الدين أرباب رئيس المكتب التنفيذي لرابطة الصحفيين السودانيين في أوغندا إن عشرات الصحفيين يعيشون أوضاعا مأساوية في مخيمات اللاجئين شمال البلاد بعد أن فقدوا وظائفهم. ويضيف أن بعض المؤسسات قدمت دعما محدودا توقف لاحقا بسبب تقليص تمويل المانحين، مؤكدا أن العودة إلى السودان محفوفة بالمخاطر، سواء في مناطق سيطرة الجيش أو الدعم السريع، بسبب الاعتقالات والاغتيالات والاختفاء القسري.

أما في مصر فيقيم نحو 300 صحفي سوداني معظمهم في القاهرة، ويواجهون تحديات قاسية تتعلق بتكاليف المعيشة وصعوبة إيجاد فرص عمل في المؤسسات الإعلامية. وغالبا ما يضطر الصحفيون إلى إخفاء هويتهم المهنية، خشية الملاحقة أو الترحيل بسبب التعاون الأمني بين بعض دول الجوار وأطراف الحرب في السودان.

 

     يُلقي الصحفيون السودانيون باللوم على المنظمات الدولية المعنيّة بِحرّيّة الصحافة، متهمين إياها بالتقاعس عن دعمهم والاكتفاء بتقديم مساعدات محدودة في الأسابيع الأولى للحرب، ثم تُرِك نحو 500 صحفي سوداني يصارعون ظروفا معيشية قاسية بلا دخل ثابت.

 

يُلقي الصحفيون السودانيون باللوم على المنظمات الدولية المعنيّة بِحرّيّة الصحافة، متهمين إياها بالتقاعس عن دعمهم والاكتفاء بتقديم مساعدات محدودة في الأسابيع الأولى للحرب، ثم تُرِك نحو 500 صحفي سوداني يصارعون ظروفا معيشية قاسية بلا دخل ثابت. كما تراجعت برامج الحماية الدولية، وسقط بعض الصحفيين ضحايا رصاص الطرفين وهم في منازلهم، وقد أحصت نقابة الصحفيين السودانيين مقتل نحو 30 صحفيا في مناطق مختلفة كان يمكن إنقاذهم لو تحركت المنظمات الدولية مبكرا. إلى جانب ذلك، وثّقت وحدة الرصد والحماية التابعة للنقابة نحو 600 انتهاك ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية منذ بداية الحرب.

ولم تقتصر تداعيات الحرب على المؤسسات، بل أضعفت الصحافة الوطنية وأفقدت السودانيين مركزية الإعلام المهني، فتصدرت شبكات التواصل الاجتماعي المشهد بنشرخطاب الكراهية والتضليل الإعلامي وإذكاء الصراع. ومع ذلك، نجح بعض الصحفيين في تحدي المستحيل؛ فأنجزوا تقارير وتحقيقات نقلت أهوال الحرب إلى العالم، وأبقوا على "روح الصحافة الوطنية" حيّة وسط الدمار.

ويصف الأمين العام لنقابة الصحفيين السودانيين محمد عبد العزيز المرحلة الحالية بأنها الأسوأ في تاريخ المهنة؛ وذلك لتوقف 20 صحيفة ورقية و32 محطة إذاعية و8 قنوات تلفزيونية، وهو ما أدى إلى فقدان 80% من الصحفيين وظائفهم وتشريد العاملين في قطاع الإعلام.

ويؤكد عبد العزيز استمرار الانتهاكات ضد الصحفيين داخل السودان، مشيرا إلى أن أربعة صحفيين يواجهون ظروفًا بالغة الصعوبة في مناطق سيطرة الدعم السريع غرب البلاد، بينما اختفى أحد الصحفيين قسريًا في الخرطوم.

  لم تقتصر تداعيات الحرب على المؤسسات، بل أضعفت الصحافة الوطنية وأفقدت السودانيين مركزية الإعلام المهني، فتصدرت شبكات التواصل الاجتماعي المشهد بنشرخطاب الكراهية والتضليل الإعلامي وإذكاء الصراع.

ويضيف أيضا وهو يتحدث عن وضعية الصحفيين السودانيين أن نحو 500 صحفي سوداني لجؤوا إلى دول الجوار، أبرزها تشاد ومصر وأوغندا وكينيا وجنوب السودان، واضطرّ العديد منهم إلى تغيير مهنتهم بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وضيق سوق العمل.

ويرى عبد العزيز أن غياب الصحافة الوطنية عن تغطية الحرب جعل الجمهور يعتمد على شبكات التواصل الاجتماعي مصدرا رئيسيا للأخبار، فأسهم هذا في انتشار التضليل. ويستلزم هذا الوضع - وفق عبد العزيز - تضامنا حقيقيا من المجتمَعَين - المحليّ والدولي - لإعادة بناء المشهد الإعلامي وضمان حماية الصحفيين وحقهم في العمل بِحرّيّة وأمان؛ لأن غياب الإعلام المهني يهدد فرص السلام والديمقراطية في السودان.

وسوم

مقالات ذات صلة

وسائل الإعلام والاستقطاب السياسي في السودان

انخرطت وسائل الإعلام في السودان في موجة الاستقطاب السياسي الحاد بين الأطراف المتصارعة. أثبتت الممارسة أنها فقدت قيمة التوازن في تغطياتها الإخبارية مما عمق حدة الانقسام.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 6 أبريل, 2022

المزيد من المقالات

الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
كما في رواندا.. هل يمكن ملاحقة الصحافة الإسرائيلية بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية؟

"إرهابيون"، "وحوش"، "منتمون إلى حماس يجب قتلهم"، وتوصيفات أخرى لاحقت الصحفيين الفلسطينيين في الإعلام الإسرائيلي. أنس الشريف، صحفي الجزيرة، كان واحدا ممن تعرضوا لحملة ممنهجة انتهت باغتياله في غزة. ماهي أنماط التحريض الإعلامي ضد الصحفيين الفلسطينيين في إعلام الاحتلال؟ وهل يمكن متابعة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية أمام العدالة الدولية كما حدث في رواندا؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 2 نوفمبر, 2025
البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

حين فكرت وسائل الإعلام في صياغة مواثيق التحرير والمدونات المهنية، كان الهدف الأساسي هو حماية حرية التعبير. لكن التجربة بينت أنها تحولت إلى "سجن كبير" يصادر قدرة الصحفيين على مواجهة السلطة بكل أشكالها. وهكذا يلبس "الأخ الأكبر" قفازات ناعمة ليستولي على ما تبقى من مساحات لممارسة مهنة الصحافة.

فرح راضي الدرعاوي Farah Radi Al-Daraawi
فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 15 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025