تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل كبير على جميع المستويات: في النصوص والصور والصوت. 

معنى ذلك أننا نتجه نحو تقنيات تزييف عميقة أكثر احترافية مما سبق، إذ برز تحول جديد ظهرت ملامحه خلال النصف الأول من العام 2025 حمل معه تحديات جديدة لمدققي المعلومات تتعلق بقدرتهم على التأثير والتحقق؛ ذلك أنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الذكاء الاصطناعي بعدما تجاوز الأمر مجرد "تلاعب"   خوارزمي فيما يتم عرضه وحجبه من حقائق، إلى تزييف متعمد، تماما مثلما حدث مع كشف زيف الروايات الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة عبر منصات ميتا.

من مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية - حيث أقيم أكبر تجمع لمدققي الحقائق حول العالم - لفت انتباهي تساؤل محوري شغل أذهان الحضور في جميع الجلسات: من يملك سلطة التحقق في عصر الذكاء الاصطناعي؟  

ويتزامن هذا التساؤل مع سعي كبرى شركات التقنية غوغل وميتا وإكس وتيك توك، إلى إفراد مساحة أوسع للذكاء الاصطناعي تتداخل مع عمل مدققي المعلومات. لكن يبدو أن هذه المساحة قد تسببت بتكلفة دفع ثمنها مدققو المعلومات أنفسهم.

فمنذ مطلع العام الجاري اتخذت "ميتا" موقفًا قاسيًا ضد مدققي المعلومات المشاركين في برنامجها للتحقق، حيث قامت بإلغاء شراكاتها معهم، واستبدلتها بنظام يستنسخ ميزة "ملاحظات المجتمع" المعروفة في منصة إكس. كما أوقفت دعمها المالي، الذي بلغت قيمته 100 مليون دولار منذ 2016، وفق ما ذكرته صحيفة الغارديان
 

بعد هذا القرار وقّعت 70 منظمة لتدقيق المعلومات عريضة تطالب "ميتا" بالتراجع عن قرارها، لكنّ مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي للشركة لم يستجب للأمر، رغم المعارضة الشديدة حتى من شريكه المؤسس في موقع "لينكد إن"، والذي عبر عنه في تصريح خلال قمة باريس  للذكاء الاصطناعي قائلاً: "إن وجود مساحة "للحوار المدني" أمر "مهم للغاية"؛ لكنه لا يعني بالضرورة السماح بزيادة المنشورات التي تروّج لمعلومات مضللة، مثل تلك المناهضة للّقاحات".

لقد شكّل هذا القرار بداية لسلسلة إجراءات اعتبرت - بشكل مباشر أو غير مباشر - استهدافًا لمدققي المعلومات. ففي يونيو/ حزيران الماضي قررت غوغل تقييد ظهور مراجعات الادعاءات المنتجة بواسطة مدققي المعلومات في محرك البحث، من خلال إيقاف عرض المقتطفات التوضيحية للادعاءات المفنّدة والمعلومات المرافقة لها والتي كانت تظهر سابقًا ضمن نتائج البحث المرتبطة بميزة "التحقق من صحّة الأخبار" (Claim Review). 
 عمليا، انعكس هذا القرار سلبًا على عمل مدققي المعلومات؛ إذ أدى إلى تراجع ظهور تحقيقاتهم ضمن نتائج البحث حيث تسبب في انخفاض عدد الزيارات لمواقع التحقق بعد أن كانت تحظى سابقًا بمئات آلاف الزيارات. ومن الأمثلة البارزة على ذلك موقع فريق التحقق بوليتي فاكت Politifact وفق ما صرح به مؤسس الموقع البروفيسور بيل أدير، خلال إحدى جلسات القمّة.

 

نموذج ميزة "التحقق من صحّة الأخبار" (Claim Review).
نموذج ميزة "التحقق من صحّة الأخبار" (Claim Review).

ترافق هذا التقييد  خلال العام نفسه مع خطوة أخرى  اتخذتها غوغل تمثَّلت في توسيع إطلاق ميزة "ملخصات الذكاء الاصطناعي" AI Overviews- لجميع مستخدمي محرك البحث في أمريكا؛ بهدف تقديم إجابات شاملة على الأسئلة التي تتطلب عمليات بحث مركبة.

لكن بعد أن جرّب المستخدمون هذه الخاصية، تفاجؤوا بإجابات بعيدة تماما عن المنطق أو الحقيقة، وصلت في بعض الأحيان حد السخرية. ومن ذلك سؤال: كم صخرة يجب أن أتناولها يوميًا؟ فجاءت الإجابة: "صخرة واحدة يوميًا على الأقل".   وبالتالي بدا جليا أن هذه الميزة لم تسعف غوغل في تقديم نتائج دقيقة وموثوقة كما كانت تأمل لأنها تعتمد على المعلومات المنشورة على الإنترنت دون فهم السياقات.  

 

بعد أن جرّب المستخدمون خاصية AI Overviews، تفاجؤوا بإجابات بعيدة تماما عن المنطق أو الحقيقة، وصلت في بعض الأحيان حد السخرية. ومن ذلك سؤال: كم صخرة يجب أن أتناولها يوميًا؟ فجاءت الإجابة: "صخرة واحدة يوميًا على الأقل". 

خاصية AI Overview من جوجل. المصدر: منشور على حساب مستخدم على إكس
خاصية AI Overview من غوغل. 

على خلاف ما سلكته منصات كبرى مثل ميتا التي أنهت شراكاتها مع مدققي المعلومات، اختارت تيك توك أن تسلك طريقًا أكثر انفتاحًا - وإن كان شكليًا- في سياق جهود مكافحة التضليل. ورغم استلهامها لنهج "ملاحظات المجتمع" الذي ظهر أولًا على إكس؛ فإن  إعلانها  عن إطلاق تجربة خاصية جديدة في أبريل/ نيسان 2025 تحت اسم "الملاحظات التوضيحية" (Footnote)، يعكس محاولة لتقديم مقاربة تفاعلية مختلفة، تتيح للمجتمع إضافة سياقات دقيقة عن الفيديوهات المتداولة.

بيد أن اللافت في هذه التجربة كان الخطاب الإيجابي الذي تبنّته تيك توك تجاه مدققي المعلومات، فقد كشفت في ورشة عمل تفاعلية شاركت فيها في قمة التحقق الدولية "Global Fact"، عن نيتها إشراكهم في تطوير خاصية "Footnote ".
 

ووفقًا لإيريكا روزيك مديرة النزاهة والأصالة في المنصة فإن تيك توك تسعى إلى فهم الدور الذي يمكن أن يؤديه المدققون المتخصصون في ضمان موثوقية ودقة المعلومات التي ستظهر في هذه الملاحظات، خصوصًا في ظل اعتماد الميزة على مساهمات المستخدمين أنفسهم. وتُمثّل هذه الخطوة محاولة للجمع بين مساهمات المجتمع والخبرة المهنية، ولا سيّما أنّ الميزة الجديدة تقوم أساسًا على تفاعل المستخدمين لإضافة سياقات تصحيحية إلى مقاطع الفيديو.

تعيد هذه المقاربة إلى الأذهان التجربة التي أطلقتها إكس عام 2021 تحت اسم "Birdwatch "، ثم عرفت لاحقًا باسم "ملاحظات المجتمع. وهدفت إلى تمكين المستخدمين من مواجهة المعلومات المضللة بإضافة توضيحات وسياقات إلى المنشورات، دون أن يكونوا مدققي معلومات مختصين. 

وفي خطوة حديثة أعلنت عنها إكس مطلع شهر يوليوز/ تموز من هذه السنة، بدأت في طور تجريبي لإدماج الذكاء الاصطناعي في عملية إعداد خاصية "ملاحظات المجتمع" عبر تمكين النماذج اللغوية من كتابة تقييمات أولية لادّعاءات "التغريدات".  ومع ذلك تؤكد المنصة أن القرار النهائي بشأن اعتماد هذه التقييمات يظل بيَد المستخدمين البشر؛ وهو ما يبين أن خطوة إشراك الذكاء الاصطناعي في تدقيق الادعاءات تبقى محاولة حذرة في إطار التجربة.

 

ورغم تزايد اعتماد المنصات الرقمية على أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى وتقييمه، إلا أن التجارب العملية كشفت عن ثغرات واضحة في دقة هذه الأدوات، خصوصا عند استخدامها في مجال التحقق من المعلومات. وفي كثير من الحالات أظهرت النماذج اللغوية قصورًا في فهم السياق أو تمييز السخرية من الواقع؛ فتعيد نشر ادعاءات مضللة، أو تقدم إجابات غير منطقية، إضافة إلى أن بعضها يعكس تحيزات خفية؛ ناتجة عن طبيعة البيانات التي تدربت عليها. وهذا يجعل التوقف عند تجارب بعينها - مثل أداء أدوات التحقق في منصة إكس أو   نموذجها غروك - أمرًا ضروريًا لاختبار مدى موثوقيتها في مواجهة المعلومات الكاذبة.

أعلنت شركة إكس عن إنشاء خاصية "ملاحظات المجتمع" عبر تمكين النماذج اللغوية من كتابة تقييمات أولية لادّعاءات "التغريدات".  ومع ذلك تؤكد المنصة أن القرار النهائي بشأن اعتماد هذه التقييمات يظل بيَد المستخدمين البشر.

وبالنسبة "لغروك" فإنه منذ إطلاقه استخدم على نطاق واسع في التحقق من معلومات المنشورات على المنصة، وهو ما زاد من شعبيته بطبيعة الحال، غير أن التدقيق في نتائجه يكشف عن أخطاء فادحة أدّت إلى تضليل المستخدمين. 

وفي هذا الصدد، انتقد أحد مستخدمي "إكس" ترديد "غروك" لما وصفه "بأخبار كاذبة ذات ميول ليبرالية". وردَّ النموذج عليه بأنّه استند إلى مصادر مثل Media Matters و Rolling Stone. وهو ما دفع إيلون ماسك، في تعليق على سلسلة المنشورات، إلى الإعراب عن إحباطه من أداء "غروك" والتعهد بتحديثه.

نموذج يوضح نشر "غروك" للأخبار المضللة عبر منصة "إكس".
نموذج يوضح نشر "غروك" للأخبار المضللة عبر منصة "إكس".

وفي مثال آخر للتحقق، يوضح التناقض بين ميزتي إكس، نشر مستخدم على منتديات "ريديت" الشهيرة، صورة لمقطع فيديو ادعى ناشره أنه من باكستان، مذيل بملاحظة من ميزة "ملاحظات المجتمع" تشير إلى أنه مقطع قديم يرجع إلى 3 شهور مضت، لكن غروك يرى أن المقطع حديث (صور قبل يوم واحد)، في تناقض غريب سوّغه بمنهجية مضللة. 

وبناء على ما تقدم، فإن المنصّات الرقمية الكبرى تسعى إلى تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، لكن التحدّي أمام الباحثين ما زال معقّدًا؛ فالنصّ قد يكون صحيحًا حرفيًّا، ومع ذلك يضلّل القارئ إذا استُخدم في سياق ساخر مثلًا، ولأن نماذج التعلّم الآلي المعيارية تعتمد على تصنيف المحتوى بناء على ثنائية "صحيح/خطأ"؛ فهي غير قادرة على رصد هذه الفوارق الدقيقة.

 

البيانات مجهولة

ما دامت بيانات التدريب التي تعتمدها أنظمة الذكاء الاصطناعي مجهولة المصدر، فإن موثوقية هذه الأنظمة تبقى موضع شك. ويُفاقم هذه المشكلة أنّ النماذج تُبنى أساسًا على معلومات يجري جمعها آليًّا من محركات البحث، وهو ما يطرح تحديين أساسيين: الأول، الاعتماد على كل ما هو متاح على الإنترنت بما قد يحويه من معلومات غير دقيقة، أو قد يتضمن نظريات وآراء متباينة. والثاني ما تقوم به نماذج الذكاء الاصطناعي من سحب آلي لكل ما هو متاح من محتوى محميّ - بما فيه إنتاجات مدققي المعلومات - من دون إذن أو تعويض، ما يُعدّ سرقة فكرية. 
وفي خطوة عملية لمعالجة هذه السلبيات، بدأت تظهر مبادرات تستند إلى بيانات تدقيق موثوقة تُدار بشفافية أكبر. من بين هذه المبادرات، يبرز مشروع "بوت فاطيما" التابع لمنظمة التحقق البرازيلية "Aos Fatos"، الذي يستفيد من نماذج اللغة الكبيرة لتحويل قاعدة بيانات التحقيقات إلى دردشة تفاعلية ذكية. فعندما يطرح المستخدم سؤاله، يقوم النظام باسترجاع التحقيقات ذات الصلة، ويقدّم إجابة مخصصة توضّح بدقة مدى صحة الادعاء.

 وبالمنطق نفسه الذي تقوم عليه مبادرة "بوت فاطيما"، يتفق خبراء علم البيانات على أن قواعد البيانات المنظمة واسعة النطاق تمثل كنزا ثمينا لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي. وكما تصبح النتائج خالية من "الهلوسة" إذا جمعت بين التنظيم والتحقق، لتزويد الصحفيين والباحثين بمخرجات قيّمة ودقيقة. 
هكذا تبنت وكالة التحقق الإخبارية "سند" التابعة لشبكة الجزيرة الإخبارية - التي أنشئت عام 2019 - نفس المبادئ في إنتاج الأخبار معتمدة على منهجية تحقق شفافة تقوم على عرض الادّعاء ومصدره الأصلي مع إرفاق كل مصدر ببيانات وصفية.

رغم تزايد اعتماد المنصات الرقمية على أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى وتقييمه، إلا أن التجارب العملية كشفت عن ثغرات واضحة في دقة هذه الأدوات، خصوصا عند استخدامها في مجال التحقق من المعلومات.

الذكاء الاصطناعي.. هل هو بديل؟
في تجربة حديثة أجريت الشهر الماضي توصل موقع "بيلنغكات" - المتخصص في الصحافة الاستقصائية المعتمدة على المصادر المفتوحة - إلى أن نماذج شركة "أوبن إي آي" كانت الأعلى دقة في التحقق من الصور. وشملت نماذج تشات جي بي تي "03” و "04- mini" "04- mini- high". وشملت التجربة 500 اختبار لمجموعة مكونة من 25 صورة، أظهرت فيها نماذج “OpenAI” تفوقها على غيرها من النماذج في التحقق منها. ومع ذلك كشفت الدراسة أن جميع النماذج ارتكبت أخطاء واضحة في مرحلة ما من الاختبار، خاصة عند التحقق من صور لمواقع تغيّرت مع مرور الزمن. 

إذا أردنا الحكم بموضوعية يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصًا واعدة في مجال التحقق، فقد بدأ المهتمون باستكشاف أساليب جديدة للتحقق عبر المصادر المفتوحة مستفيدين من تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة؛ مثل استخدامه في العصف الذهني وآليات التفكير لحل ألغاز تحديد المواقع الجغرافية انطلاقا من صور المباني والطرق غير المعروفة، أو في تحليل صور الأقمار الصناعية باستخدام نماذج التعلم الآلي.

المنصّات الرقمية الكبرى تسعى إلى تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، لكن التحدّي أمام الباحثين ما زال معقّدًا؛ فالنصّ قد يكون صحيحًا حرفيًّا، ومع ذلك يضلّل القارئ إذا استُخدم في سياق ساخر مثلًا، ولأن نماذج التعلّم الآلي المعيارية تعتمد على تصنيف المحتوى بناء على ثنائية "صحيح/خطأ"؛ فهي غير قادرة على رصد هذه الفوارق الدقيقة.

الثقة المفرطة في الذكاء الاصطناعي التوليدي تقوّض أحد أبرز أسس التحقق: التفكير النقدي. فكلما تراجعت قدرة المستخدم على التساؤل والتشكيك، زادت قابليته لتقبّل المعلومات دون تمحيص. هذا ما كشفت عنه دراسة لمايكروسوفت في مطلع العام الجاري، حيث أظهرت وجود علاقة بين ارتفاع الثقة بالذكاء الاصطناعي وانخفاض مستويات التفكير النقدي. كما بيّنت أن المستخدمين يبذلون جهدًا أقل في تحليل القضايا واتخاذ القرارات، ما يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في فخ الأخطاء والمعلومات المضللة.

إن الجواب على سؤال: "هل يستبدل الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات؟" يرتبط بعاملين حاسمين هما: انحياز الخوارزميات، وانعدام الأصالة في الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ ذلك أنه في نتائج أشهر نماذج الذكاء الاصطناعي يصعب تحديد الأسس التي تنتقى على أساسها المعلومات، أو الادعاءات التي تبنى عليها الإجابات. فرغم أن هذه النماذج قد تشير إلى مصادر المعلومة، فإنها نفسها قد تكون عرضة لما يُعرف بـ الهلوسة" التي تضلل النتائج، وهذا ما يبرز الحاجة الملحّة إلى وجود مدقق معلومات مختص قادر على تقييم موثوقية المصدر، وصلته الفعلية بالادعاء المطروح.
ولا يعني ذلك دعوة مدققي المعلومات إلى العزوف عن الابتكار؛ بل على العكس من ذلك، فلا خيار أمامهم سوى تبنّي أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل خلّاق، ضمن إطار تحريري صارم يضمن تماسك المحتوى ودقته، ويحول دون الوقوع في فخ التضليل أو الانحياز.

مقالات ذات صلة

تشات جي بي تي والذكاء الاصطناعي والأخبار

نشرت كولومبيا جورناليزم ريفيو مقالا عن النقاش الدائر اليوم عن استخدامات الذكاء الاصطناعي وحدود استعماله في مجال الصحافة ومخاطره على الملكية الفكرية ونشر الأخبار الزائفة.

ماثيو إنغرام نشرت في: 30 أبريل, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023

المزيد من المقالات

نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025