تشات جي بي تي والذكاء الاصطناعي والأخبار

في الكثير من الحالات لم يبدُ أكثر تعقيدًا من تجارب سابقة مزودة ببرمجيات محادثة معتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل روبوت تاي سيئ السمعة الذي أنتجته مايكروسوفت عام 2016 وتحول بسرعة من ابتكار جديد إلى فضيحة عنصرية قبل أن يلغى. أو حتى مثل إليزا، أول برنامج محادثة آلي على الإطلاق، إذ قدم للمرة الأولى عام 1966. ولكن منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر أثار تشات جي بي تي وأشباهه جدلًا لم يتناول مدى الثقة التي علينا أن نمنحها لهذا النوع من التكنولوجيا الناشئة فحسب، بل تناول أيضًا مدى قربنا لما يطلق عليه الخبراء "الذكاء الاصطناعي العام" (AGI) الذي يحذرون من أنه قد يغير شكل المجتمع بطرق لا نفهمها بعد. فقد كتب بيل غيتس - الملياردير المؤسس لمايكروسوفت - مؤخرًا أن الذكاء الاصطناعي "يعد ثورة شأنه شأن الهواتف النقالة والإنترنت".

 

إن الموجة الجديدة من روبوتات المحادثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي كانت سببًا في أخطاء وخدع انتشرت على شبكة الإنترنت، ناهيك عن حدوث وفاة واحدة على الأقل.

 

 

إن الموجة الجديدة من روبوتات المحادثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي كانت سببًا في أخطاء وخدع انتشرت على شبكة الإنترنت، ناهيك عن حدوث وفاة واحدة على الأقل، إذ نشرت صحيفة لا ليبر البلجيكية أن رجلًا انتحر بعد حديثه مع برنامج محادثة يدعى تشاي، إذ إنه وفقًا لأقوال أرملته ولسجل المحادثات، فقد شجعه البرنامج - على ما يبدو -على قتل نفسه.

كتب موقع مذربورد أنه عندما جرب أحد صحفييه التطبيق الذي يستخدم محرك بحث معتمد على الذكاء الاصطناعي ويتم تشغيله باستخدام نسخة مفتوحة المصادر من تشات جي بي تي، قدم "طرقًا مختلفة للانتحار مع القليل من التشجيع عليه". وعندما استخدم براناف ديكست، الصحفي في باز فيد، فريدم جي بي تي، وهو برنامج آخر يعتمد على النسخة مفتوحة المصادر من تشات جي بي تي، وليست لديه قيود فيما يتعلق بالمواضيع الحساسة، فقد "مجّد (روبوت المحادثة) هتلر وكتب مقال رأي يروج لقتل المشردين في سان فرانسسكو من أجل حل أزمة المشردين في المدينة، كما استخدم كلمة (زنجي/nigger) المحظورة".

في المقابل، نشرت الواشنطن بوست خبرًا ذكرت فيه أن تشات جي بي تي الأصلي أتى بفضيحة تحرش جنسي من العدم، متهمًا أستاذ القانون في جامعة جورج واشنطن، جوناثان تورلي، وذلك بعد أن طلب منه محامٍ في كاليفورنيا أن يعد قائمة بأسماء أكاديميين لا تزال مقامة ضدهم شكاوى بالاعتداء الجنسي. وقد ذكر البرنامج مقالة قال إنها نشرت في الواشنطن بوست عام 2018، لكن لا وجود لمثل هذه المقالة في الواقع في الصحيفة. كما قال تورلي إنه لم يتهم على الإطلاق بالتحرش بأي من الطلاب. وعندما حاولت البوست أن تطرح السؤال ذاته على روبوت بنغ الذي أنتجته مايكروسوفت والمعتمد على جي بي تي 4، كرر الادعاء الخاطئ نفسه عن تورلي ولكنه هذه المرة ذكر مصدرًا تمثل في مقال رأي نشره تورلي في موقع "يو إس إيه توداي" كتب فيها عن الاتهام الكاذب الذي اختلقه تشات جي بي تي.

 وفي سياق مشابه، ادعى تشات جي بي تي مؤخرًا أن أحد السياسيين الأستراليين قضى وقتًا في السجن بتهمة الرشوة، وهو ادعاء كاذب أيضًا، وقد هدد السياسي الذي يشغل منصب محافظ برفع قضية ضد أوبن إيه آي بتهمة التشهير، لتعد تلك القضية الأولى في العالم التي ترفع ضد روبوت معتمد على الذكاء الاصطناعي.

 

نشرت الواشنطن بوست خبرًا ذكرت فيه أن تشات جي بي تي الأصلي أتى بفضيحة تحرش جنسي من العدم، متهمًا أستاذ القانون في جامعة جورج واشنطن، جوناثان تورلي.

 

ذكر تقرير نشر على مذربورد أن برنامج محادثة مختلفاً يدعى ريبليكا، وهو يعتمد أيضًا على نسخة مصادر مفتوحة من تشات جي بي تي، لاقى مؤخرًا انتقادات عنيفة بسبب إرساله رسائل جنسية لمستخدميه حتى بعد أن قالوا له إنهم غير مهتمين بذلك. من ناحيتها، وضعت ريبليكا قيودًا على قدرة الروبوت على تقديم محتوى جنسي، لكن بعض المستخدمين الذين أصبحوا يعتمدون على علاقتهم مع البرمجية واجهوا عندها أزمات صحية نفسية، الأمر الذي دفع الشركة وفقًا لمذربورد إلى إعادة تفعيل خاصية تقديم المحتوى الجنسي لبعض المستخدمين.

أشار موقع آرس تيكنيكا مؤخرًا إلى أن تشات جي بي تي أتى بكتب غير موجودة، وأوراق بحوث أكاديمية لأساتذة لم يكتبوها أصلًا، واستشهادات قانونية خاطئة، وأصبح حقلًا للمحتوى الوهمي. تقول كيت كراوفورد، الأستاذة في جامعة سوذرن كاليفورنيا، في حديثها مع واشنطن بوست: بسبب أن برامج الذكاء الاصطناعي "ترد بثقة، فإنه يغدو من المغري افتراض أنها تستطيع فعل كل شيء، وهكذا يصير من الصعب تمييز الحقائق عن الأكاذيب".

ضمن مقال على موقع مؤسسة "بوليتين أوف ذا أتوميك ساينتستس"، تقول جون دونوفان، مديرة البحوث في مركز شورنستين التابع لكلية كينيدي في جامعة هارفارد، إن قضية تقديم معلومات مغلوطة يعد من المخاوف المرتبطة بالتحديد بروبوتات المحادثة بسبب افتقار برامج الذكاء الاصطناعي إلى "أية طريقة للتمييز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة." وتضيف دونوفان إنه عندما جرب فريق الباحثين لديها نسخة مبكرة من تشات جي بي تي، وجدوا أنه بالإضافة إلى مصادر مثل ريديت وويكيبيديا، فإن البرنامج يقدم بيانات من موقع فور تشين، وهو منتدى إلكتروني يطفح بنظريات المؤامرة والمحتوى المسيء، بل إن إيميلي بيل، مديرة مركز تاو للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا، كتبت في الغارديان أن محركات البحث الخاصة بالمحادثة والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تخلق "زوبعة لا تنتهي من الأخبار الكاذبة".

كما كتبت في موقع كولومبيا جورناليزم ريفيو في شهر شباط/ فبراير، أن خبراء يقولون إن المشكلة الأكبر في "نموذج اللغة الكبير" (LLM) في مثل هذا النموذج الذي يستند إليه تشات جي بي تي هي أنه بينما أن المحركات يمكنها أن تنتج نصوصًا مقنعة، فإنه لا يتوفر لديها فهم حقيقي لما تكتب عنه، ولذلك فهي غالبًا ما تُضمِّن ما يعرف بـ "الهلوسات" أو الفبركات الكلية. والأمر لا ينطبق على النصوص فحسب، إذ إنه في الوقت الذي ظهر فيه تشات جي بي تي وبرامج أخرى، ظهرت أيضًا سلسلة برامج مشابهة مختصة بإنتاج صور بالذكاء الاصطناعي، من بينها ستابل ديفيوجن وميدجورني، وهي قادرة على توليد صور معقولة مثل تلك الأخيرة لدونالد ترامب أثناء اعتقاله، والتي ابتكرها في الواقع إليوت هيغنز، مؤسس مجموعة الصحافة الاستقصائية "بيلينغ كات"، ومثل تلك الصورة الشهيرة للبابا وهو يرتدي معطفًا أبيض منفوخًا. وقد تحدث فريد ريتشن، محرر الصور السابق في النيويورك تايمز، مطلع هذا العام مع أماندا داراك من موقع كولومبيا جورناليزم ريفيو، عن مخاطر الصور المنتجة بالذكاء الاصطناعي.

قبل ثلاثة أسابيع وفي خضم كل هذه المخاوف، خرجت علينا منظمة تطلق على نفسها اسم "مؤسسة مستقبل الحياة"، وهي منظمة غير ربحية تقول إن مهمتها هي "تقليل المخاطر الكارثية والوجودية العالمية الناتجة عن التقنيات القوية". ونشرت هذه المنظمة "عريضة" تدعو فيها إلى تجميد تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لمدة ستة شهور. وقد أشارت الرسالة المفتوحة في تلك العريضة إلى أننا قد نشهد قريبًا تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قوية بالقدر الكافي لتشكل خطرًا على المجتمع بطرق عديدة، وأضافت أن هذه الأنواع من الأنظمة يجب أن تُطور "فقط عندما نكون متأكدين من أن آثارها ستكون إيجابية ومخاطرها ستكون قابلة للاحتواء". الرسالة وقع عليها أكثر من عشرين ألف شخص، من بينهم باحثون في مجال الذكاء الاصطناعي وإيلون ماسك. مؤسسة ماسك الخيرية (Musk Foundation) هي أضخم المتبرعين للمنظمة إذ قدمت لها أكثر من 80% من ميزانية التشغيل الخاصة بها، علمًا أن ماسك نفسه كان من الممولين الأوائل لشركة أوبن إيه آي التي أنتجت تشات جي بي تي، لكنه نأى بنفسه عنها بعد فشل محاولة له للاستحواذ على الشركة، وفقًا لتقرير لسيمافور. وقد ظهرت مؤخرًا تقارير تفيد بأن ماسك يجمع خوادم سيستخدمها لبناء نموذج لغة ضخم في شركة تويتر التي يديرها.

بعض الخبراء وجدوا الرسالة مبالغًا فيها، إذ إن إيميلي بندر، أستاذة اللغويات في جامعة واشنطن ومؤلفة مشاركة لورقة بحثية عن الذكاء الاصطناعي ذكرتها منظمة مستقبل الحياة في رسالتها المفتوحة، قالت في تغريدة على حسابها على تويتر إن الرسالة أساءت تقديم فكرتها والمحاججة عنها وكانت "غاصّة بالمبالغات ضد الذكاء الاصطناعي".

على خلاف ما ذكرت الرسالة من إِشارات مبهمة عن نوع من ذكاء اصطناعي بشري خارق قد يحدث مخاطر عميقة على المجتمع والإنسانية، تقول بندر إن بحثها يركز على مدى إمكانية إساءة استخدام نماذج اللغة مثل تلك التي تشغل تشات جي بي تي، من قبل أنظمة وحكومات قمعية موجودة، وقد نشرت الورقة البحثية التي شاركت بندر بتأليفها بعنوان "عن مخاطر الببغاوات التصادفية: هل يمكن لنماذج اللغات أن يكون مبالغًا في ضخامتها؟"، وقد طرحت تساؤلًا عما إذا أخذت المخاطر المحتملة لمثل هذه النماذج بعين الاعتبار بالقدر الكافي.

بعد نشر الورقة البحثية طرد اثنان من المؤلفين المشاركين فيها من فريق ذكاء اصطناعي تابع لغوغل، ويعتقد البعض أنها اتخذت هذا القرار لأنها ستركز على الذكاء الاصطناعي تركيزًا كبيرًا في المستقبل.

كما قالت كلوي شانغ لمذربورد، فإن أرفيند نارايانان، أستاذ علم الحاسوب في برينستون ومؤلف مجلة تدعى "إيه آي سنيك أويل"، انتقد كذلك الرسالة المفتوحة لأنها جعلت "التعامل مع مضار الذكاء الاصطناعي أصعب"، كما وصفت الكثير من التساؤلات التي طرحتها الرسالة بـ "السخيفة".

تقول ساشا لتشوني، الباحثة في شركة هغنغ فيس المختصة بالذكاء الاصطناعي، في مقالة لصالح وايرد، إن تجميد بحوث الذكاء الاصطناعي مستحيل لأنها جارية بالفعل في جميع أنحاء العالم، وذلك يعني أنه "لا يوجد زر سحري يمكنه إيقاف بحوث الذكاء الاصطناعي "الخطيرة" والسماح بالأنواع "الآمنة فقط". كما أن براين ميرشانت قال في لوس أنجلوس تايمز إن كل التنبؤات المتشائمة عن مخاطر الذكاء الاصطناعي قد تكون نابعة من دوافع خفية، إذ إن "النظرة المتشائمة عن القوة المرعبة للذكاء الاصطناعي" تجعل التقنيات التي تنتجها أوبن إيه آي تبدو مهمة وذات قيمة كبيرة.

فهل نحن حقًا نواجه خطرًا يفرضه الذكاء الاصطناعي الذي يشغل خدمات مثل تشات جي بي تي، أم أننا نقنع أنفسنا فقط بذلك؟ (كنت لأسأل تشات جي بي تي بنفسي عن ذلك لكنني لا أعتقد أنني سأحصل على إجابة مباشرة). وحتى لو كان الخيار الأخير هو الصحيح، فإن من يقنعون أنفسهم بذلك يشملون مشرعين في الولايات المتحدة وحول العالم.

في مطلع الأسبوع الماضي، نشرت وول ستريت جورنال تقريرًا أشار إلى أن إدارة بايدن بدأت دراسة ما إذا كانت هنالك حاجة لتطبيق نوع من القوانين الناظمة على أدوات مثل تشات جي بي تي بسبب مخاوف من أن التكنولوجيا يمكن استخدامها في تهديد السلم المجتمعي أو نشر معلومات مؤذية، كما منع مسؤولون إيطاليون تشات جي بي تي بالفعل بسبب انتهاكات مزعومة للخصوصية، ثم قالوا لاحقًا إنه يمكن لروبوت المحادثة أن يفعل مجددًا في حال ضمان الالتزام بمعايير معينة. وهكذا فإن هذه النماذج تواجه احتمالية فرض قوانين عليها في عدد من الدول الأوروبية.

وكما أن الحكومات تعمل على محاولة فهم هذه التقنيات الحديثة ومخاطرها فإن شركات الإعلام تفعل ذلك أيضًا، وهي غالبًا ما تفعل ذلك من وراء الكواليس، ولكن موقع وايرد نشر مؤخرًا بيان سياسات عن الكيفية والتوقيت الذي ينوي فيه استخدام أداة الذكاء الاصطناعي، وقد قال غيديون ليتشفيلد، مدير التحرير في وايرد، لبولتن أوف ذا أتوميك ساينتستس، إن التعليمات مصممة من أجل "تقديم تصور أوضح لكتابنا ومحررينا عن الاستخدام المسموح به للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية وليعرف قراؤنا نوعية المعلومات التي نقدمها لهم".

التعليمات تشير إلى أن المجلة لن تنشر مقالات مكتوبة أو محررة بواسطة الذكاء الاصطناعي "ما لم يكن المحتوى المنتج بالذكاء الاصطناعي هو العنصر الأساسي للقصة."

في المقابل، تبدو مؤسسات إخبارية أخرى أكثر قلقًا حيال نماذج الذكاء الاصطناعي وكونها تسرق المعلومات منها، إذ نشرت ذا جورنال تقريرًا حديثُا أشارت فيه إلى أن الناشرين "يجرون تجارب لمعرفة إلى أي مدى استُخدم محتواهم لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي، وكيف يجب تعويضهم وما هي خياراتهم القانونية".

 

أشار موقع آرس تيكنيكا مؤخرًا إلى أن تشات جي بي تي أتى بكتب غير موجودة، وأوراق بحوث أكاديمية لأساتذة لم يكتبوها أصلًا، واستشهادات قانونية خاطئة.

 

المقال مترجم عن كولومبيا جورناليزم ريفيو:

https://www.cjr.org/the_media_today/chatgpt_ai_fears_media.php

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024