تشات جي بي تي والذكاء الاصطناعي والأخبار

في الكثير من الحالات لم يبدُ أكثر تعقيدًا من تجارب سابقة مزودة ببرمجيات محادثة معتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل روبوت تاي سيئ السمعة الذي أنتجته مايكروسوفت عام 2016 وتحول بسرعة من ابتكار جديد إلى فضيحة عنصرية قبل أن يلغى. أو حتى مثل إليزا، أول برنامج محادثة آلي على الإطلاق، إذ قدم للمرة الأولى عام 1966. ولكن منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر أثار تشات جي بي تي وأشباهه جدلًا لم يتناول مدى الثقة التي علينا أن نمنحها لهذا النوع من التكنولوجيا الناشئة فحسب، بل تناول أيضًا مدى قربنا لما يطلق عليه الخبراء "الذكاء الاصطناعي العام" (AGI) الذي يحذرون من أنه قد يغير شكل المجتمع بطرق لا نفهمها بعد. فقد كتب بيل غيتس - الملياردير المؤسس لمايكروسوفت - مؤخرًا أن الذكاء الاصطناعي "يعد ثورة شأنه شأن الهواتف النقالة والإنترنت".

 

إن الموجة الجديدة من روبوتات المحادثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي كانت سببًا في أخطاء وخدع انتشرت على شبكة الإنترنت، ناهيك عن حدوث وفاة واحدة على الأقل.

 

 

إن الموجة الجديدة من روبوتات المحادثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي كانت سببًا في أخطاء وخدع انتشرت على شبكة الإنترنت، ناهيك عن حدوث وفاة واحدة على الأقل، إذ نشرت صحيفة لا ليبر البلجيكية أن رجلًا انتحر بعد حديثه مع برنامج محادثة يدعى تشاي، إذ إنه وفقًا لأقوال أرملته ولسجل المحادثات، فقد شجعه البرنامج - على ما يبدو -على قتل نفسه.

كتب موقع مذربورد أنه عندما جرب أحد صحفييه التطبيق الذي يستخدم محرك بحث معتمد على الذكاء الاصطناعي ويتم تشغيله باستخدام نسخة مفتوحة المصادر من تشات جي بي تي، قدم "طرقًا مختلفة للانتحار مع القليل من التشجيع عليه". وعندما استخدم براناف ديكست، الصحفي في باز فيد، فريدم جي بي تي، وهو برنامج آخر يعتمد على النسخة مفتوحة المصادر من تشات جي بي تي، وليست لديه قيود فيما يتعلق بالمواضيع الحساسة، فقد "مجّد (روبوت المحادثة) هتلر وكتب مقال رأي يروج لقتل المشردين في سان فرانسسكو من أجل حل أزمة المشردين في المدينة، كما استخدم كلمة (زنجي/nigger) المحظورة".

في المقابل، نشرت الواشنطن بوست خبرًا ذكرت فيه أن تشات جي بي تي الأصلي أتى بفضيحة تحرش جنسي من العدم، متهمًا أستاذ القانون في جامعة جورج واشنطن، جوناثان تورلي، وذلك بعد أن طلب منه محامٍ في كاليفورنيا أن يعد قائمة بأسماء أكاديميين لا تزال مقامة ضدهم شكاوى بالاعتداء الجنسي. وقد ذكر البرنامج مقالة قال إنها نشرت في الواشنطن بوست عام 2018، لكن لا وجود لمثل هذه المقالة في الواقع في الصحيفة. كما قال تورلي إنه لم يتهم على الإطلاق بالتحرش بأي من الطلاب. وعندما حاولت البوست أن تطرح السؤال ذاته على روبوت بنغ الذي أنتجته مايكروسوفت والمعتمد على جي بي تي 4، كرر الادعاء الخاطئ نفسه عن تورلي ولكنه هذه المرة ذكر مصدرًا تمثل في مقال رأي نشره تورلي في موقع "يو إس إيه توداي" كتب فيها عن الاتهام الكاذب الذي اختلقه تشات جي بي تي.

 وفي سياق مشابه، ادعى تشات جي بي تي مؤخرًا أن أحد السياسيين الأستراليين قضى وقتًا في السجن بتهمة الرشوة، وهو ادعاء كاذب أيضًا، وقد هدد السياسي الذي يشغل منصب محافظ برفع قضية ضد أوبن إيه آي بتهمة التشهير، لتعد تلك القضية الأولى في العالم التي ترفع ضد روبوت معتمد على الذكاء الاصطناعي.

 

نشرت الواشنطن بوست خبرًا ذكرت فيه أن تشات جي بي تي الأصلي أتى بفضيحة تحرش جنسي من العدم، متهمًا أستاذ القانون في جامعة جورج واشنطن، جوناثان تورلي.

 

ذكر تقرير نشر على مذربورد أن برنامج محادثة مختلفاً يدعى ريبليكا، وهو يعتمد أيضًا على نسخة مصادر مفتوحة من تشات جي بي تي، لاقى مؤخرًا انتقادات عنيفة بسبب إرساله رسائل جنسية لمستخدميه حتى بعد أن قالوا له إنهم غير مهتمين بذلك. من ناحيتها، وضعت ريبليكا قيودًا على قدرة الروبوت على تقديم محتوى جنسي، لكن بعض المستخدمين الذين أصبحوا يعتمدون على علاقتهم مع البرمجية واجهوا عندها أزمات صحية نفسية، الأمر الذي دفع الشركة وفقًا لمذربورد إلى إعادة تفعيل خاصية تقديم المحتوى الجنسي لبعض المستخدمين.

أشار موقع آرس تيكنيكا مؤخرًا إلى أن تشات جي بي تي أتى بكتب غير موجودة، وأوراق بحوث أكاديمية لأساتذة لم يكتبوها أصلًا، واستشهادات قانونية خاطئة، وأصبح حقلًا للمحتوى الوهمي. تقول كيت كراوفورد، الأستاذة في جامعة سوذرن كاليفورنيا، في حديثها مع واشنطن بوست: بسبب أن برامج الذكاء الاصطناعي "ترد بثقة، فإنه يغدو من المغري افتراض أنها تستطيع فعل كل شيء، وهكذا يصير من الصعب تمييز الحقائق عن الأكاذيب".

ضمن مقال على موقع مؤسسة "بوليتين أوف ذا أتوميك ساينتستس"، تقول جون دونوفان، مديرة البحوث في مركز شورنستين التابع لكلية كينيدي في جامعة هارفارد، إن قضية تقديم معلومات مغلوطة يعد من المخاوف المرتبطة بالتحديد بروبوتات المحادثة بسبب افتقار برامج الذكاء الاصطناعي إلى "أية طريقة للتمييز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة." وتضيف دونوفان إنه عندما جرب فريق الباحثين لديها نسخة مبكرة من تشات جي بي تي، وجدوا أنه بالإضافة إلى مصادر مثل ريديت وويكيبيديا، فإن البرنامج يقدم بيانات من موقع فور تشين، وهو منتدى إلكتروني يطفح بنظريات المؤامرة والمحتوى المسيء، بل إن إيميلي بيل، مديرة مركز تاو للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا، كتبت في الغارديان أن محركات البحث الخاصة بالمحادثة والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تخلق "زوبعة لا تنتهي من الأخبار الكاذبة".

كما كتبت في موقع كولومبيا جورناليزم ريفيو في شهر شباط/ فبراير، أن خبراء يقولون إن المشكلة الأكبر في "نموذج اللغة الكبير" (LLM) في مثل هذا النموذج الذي يستند إليه تشات جي بي تي هي أنه بينما أن المحركات يمكنها أن تنتج نصوصًا مقنعة، فإنه لا يتوفر لديها فهم حقيقي لما تكتب عنه، ولذلك فهي غالبًا ما تُضمِّن ما يعرف بـ "الهلوسات" أو الفبركات الكلية. والأمر لا ينطبق على النصوص فحسب، إذ إنه في الوقت الذي ظهر فيه تشات جي بي تي وبرامج أخرى، ظهرت أيضًا سلسلة برامج مشابهة مختصة بإنتاج صور بالذكاء الاصطناعي، من بينها ستابل ديفيوجن وميدجورني، وهي قادرة على توليد صور معقولة مثل تلك الأخيرة لدونالد ترامب أثناء اعتقاله، والتي ابتكرها في الواقع إليوت هيغنز، مؤسس مجموعة الصحافة الاستقصائية "بيلينغ كات"، ومثل تلك الصورة الشهيرة للبابا وهو يرتدي معطفًا أبيض منفوخًا. وقد تحدث فريد ريتشن، محرر الصور السابق في النيويورك تايمز، مطلع هذا العام مع أماندا داراك من موقع كولومبيا جورناليزم ريفيو، عن مخاطر الصور المنتجة بالذكاء الاصطناعي.

قبل ثلاثة أسابيع وفي خضم كل هذه المخاوف، خرجت علينا منظمة تطلق على نفسها اسم "مؤسسة مستقبل الحياة"، وهي منظمة غير ربحية تقول إن مهمتها هي "تقليل المخاطر الكارثية والوجودية العالمية الناتجة عن التقنيات القوية". ونشرت هذه المنظمة "عريضة" تدعو فيها إلى تجميد تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لمدة ستة شهور. وقد أشارت الرسالة المفتوحة في تلك العريضة إلى أننا قد نشهد قريبًا تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قوية بالقدر الكافي لتشكل خطرًا على المجتمع بطرق عديدة، وأضافت أن هذه الأنواع من الأنظمة يجب أن تُطور "فقط عندما نكون متأكدين من أن آثارها ستكون إيجابية ومخاطرها ستكون قابلة للاحتواء". الرسالة وقع عليها أكثر من عشرين ألف شخص، من بينهم باحثون في مجال الذكاء الاصطناعي وإيلون ماسك. مؤسسة ماسك الخيرية (Musk Foundation) هي أضخم المتبرعين للمنظمة إذ قدمت لها أكثر من 80% من ميزانية التشغيل الخاصة بها، علمًا أن ماسك نفسه كان من الممولين الأوائل لشركة أوبن إيه آي التي أنتجت تشات جي بي تي، لكنه نأى بنفسه عنها بعد فشل محاولة له للاستحواذ على الشركة، وفقًا لتقرير لسيمافور. وقد ظهرت مؤخرًا تقارير تفيد بأن ماسك يجمع خوادم سيستخدمها لبناء نموذج لغة ضخم في شركة تويتر التي يديرها.

بعض الخبراء وجدوا الرسالة مبالغًا فيها، إذ إن إيميلي بندر، أستاذة اللغويات في جامعة واشنطن ومؤلفة مشاركة لورقة بحثية عن الذكاء الاصطناعي ذكرتها منظمة مستقبل الحياة في رسالتها المفتوحة، قالت في تغريدة على حسابها على تويتر إن الرسالة أساءت تقديم فكرتها والمحاججة عنها وكانت "غاصّة بالمبالغات ضد الذكاء الاصطناعي".

على خلاف ما ذكرت الرسالة من إِشارات مبهمة عن نوع من ذكاء اصطناعي بشري خارق قد يحدث مخاطر عميقة على المجتمع والإنسانية، تقول بندر إن بحثها يركز على مدى إمكانية إساءة استخدام نماذج اللغة مثل تلك التي تشغل تشات جي بي تي، من قبل أنظمة وحكومات قمعية موجودة، وقد نشرت الورقة البحثية التي شاركت بندر بتأليفها بعنوان "عن مخاطر الببغاوات التصادفية: هل يمكن لنماذج اللغات أن يكون مبالغًا في ضخامتها؟"، وقد طرحت تساؤلًا عما إذا أخذت المخاطر المحتملة لمثل هذه النماذج بعين الاعتبار بالقدر الكافي.

بعد نشر الورقة البحثية طرد اثنان من المؤلفين المشاركين فيها من فريق ذكاء اصطناعي تابع لغوغل، ويعتقد البعض أنها اتخذت هذا القرار لأنها ستركز على الذكاء الاصطناعي تركيزًا كبيرًا في المستقبل.

كما قالت كلوي شانغ لمذربورد، فإن أرفيند نارايانان، أستاذ علم الحاسوب في برينستون ومؤلف مجلة تدعى "إيه آي سنيك أويل"، انتقد كذلك الرسالة المفتوحة لأنها جعلت "التعامل مع مضار الذكاء الاصطناعي أصعب"، كما وصفت الكثير من التساؤلات التي طرحتها الرسالة بـ "السخيفة".

تقول ساشا لتشوني، الباحثة في شركة هغنغ فيس المختصة بالذكاء الاصطناعي، في مقالة لصالح وايرد، إن تجميد بحوث الذكاء الاصطناعي مستحيل لأنها جارية بالفعل في جميع أنحاء العالم، وذلك يعني أنه "لا يوجد زر سحري يمكنه إيقاف بحوث الذكاء الاصطناعي "الخطيرة" والسماح بالأنواع "الآمنة فقط". كما أن براين ميرشانت قال في لوس أنجلوس تايمز إن كل التنبؤات المتشائمة عن مخاطر الذكاء الاصطناعي قد تكون نابعة من دوافع خفية، إذ إن "النظرة المتشائمة عن القوة المرعبة للذكاء الاصطناعي" تجعل التقنيات التي تنتجها أوبن إيه آي تبدو مهمة وذات قيمة كبيرة.

فهل نحن حقًا نواجه خطرًا يفرضه الذكاء الاصطناعي الذي يشغل خدمات مثل تشات جي بي تي، أم أننا نقنع أنفسنا فقط بذلك؟ (كنت لأسأل تشات جي بي تي بنفسي عن ذلك لكنني لا أعتقد أنني سأحصل على إجابة مباشرة). وحتى لو كان الخيار الأخير هو الصحيح، فإن من يقنعون أنفسهم بذلك يشملون مشرعين في الولايات المتحدة وحول العالم.

في مطلع الأسبوع الماضي، نشرت وول ستريت جورنال تقريرًا أشار إلى أن إدارة بايدن بدأت دراسة ما إذا كانت هنالك حاجة لتطبيق نوع من القوانين الناظمة على أدوات مثل تشات جي بي تي بسبب مخاوف من أن التكنولوجيا يمكن استخدامها في تهديد السلم المجتمعي أو نشر معلومات مؤذية، كما منع مسؤولون إيطاليون تشات جي بي تي بالفعل بسبب انتهاكات مزعومة للخصوصية، ثم قالوا لاحقًا إنه يمكن لروبوت المحادثة أن يفعل مجددًا في حال ضمان الالتزام بمعايير معينة. وهكذا فإن هذه النماذج تواجه احتمالية فرض قوانين عليها في عدد من الدول الأوروبية.

وكما أن الحكومات تعمل على محاولة فهم هذه التقنيات الحديثة ومخاطرها فإن شركات الإعلام تفعل ذلك أيضًا، وهي غالبًا ما تفعل ذلك من وراء الكواليس، ولكن موقع وايرد نشر مؤخرًا بيان سياسات عن الكيفية والتوقيت الذي ينوي فيه استخدام أداة الذكاء الاصطناعي، وقد قال غيديون ليتشفيلد، مدير التحرير في وايرد، لبولتن أوف ذا أتوميك ساينتستس، إن التعليمات مصممة من أجل "تقديم تصور أوضح لكتابنا ومحررينا عن الاستخدام المسموح به للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية وليعرف قراؤنا نوعية المعلومات التي نقدمها لهم".

التعليمات تشير إلى أن المجلة لن تنشر مقالات مكتوبة أو محررة بواسطة الذكاء الاصطناعي "ما لم يكن المحتوى المنتج بالذكاء الاصطناعي هو العنصر الأساسي للقصة."

في المقابل، تبدو مؤسسات إخبارية أخرى أكثر قلقًا حيال نماذج الذكاء الاصطناعي وكونها تسرق المعلومات منها، إذ نشرت ذا جورنال تقريرًا حديثُا أشارت فيه إلى أن الناشرين "يجرون تجارب لمعرفة إلى أي مدى استُخدم محتواهم لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي، وكيف يجب تعويضهم وما هي خياراتهم القانونية".

 

أشار موقع آرس تيكنيكا مؤخرًا إلى أن تشات جي بي تي أتى بكتب غير موجودة، وأوراق بحوث أكاديمية لأساتذة لم يكتبوها أصلًا، واستشهادات قانونية خاطئة.

 

المقال مترجم عن كولومبيا جورناليزم ريفيو:

https://www.cjr.org/the_media_today/chatgpt_ai_fears_media.php

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

دراسات الجمهور الإعلامي العربي ومأزق المقاربة السوسيولوجيّة

قد تسعف القراءة السوسيولوجية لمفهوم الجمهور في وسائل الإعلام في فهم العلاقة بين الصحافة والجمهور، بعدما سيطرت المقاربة الرقمية الإحصائية على الدراسات الخاصة في هذا الموضوع. 

وفاء أبو شقرا نشرت في: 31 مايو, 2023
السلبية والغضب والانتشار.. هل هي معايير كافية لتقييم المحتوى الصحفي؟

من هو حارس البوابة في الصحافة؟ الجمهور أم غرف الأخبار؟ ما الذي يمنح القيمة الصحفية لحدث ما؟ قوة الانتشار أم قوة التأثير؟ كيف توجِه الأرقام والمنصات الرقمية العمل الصحفي؟ وهل على الصحفيين الاستسلام لسياسات المنصات الرقمية؟ أسئلة تشكل أساس هذه الورقة حول معايير تقييم المحتوى الصحفي والتغيرات التي طرأت عليها.

محمد الشاذلي نشرت في: 21 مايو, 2023
عمل المراسل الصحفي هو أن يسأل الناس، لا أن يملي عليهم

هل على المراسل الصحفي أن يعبر عن قناعاته السياسية وينخرط في الصراع الانتخابي؟ تظهر التغطية الصحفية للانتخابات التركية انتهاكات للمعايير المهنية والأخلاقية تضرب في العمق مبدأ الحياد.

إيليا توبر نشرت في: 14 مايو, 2023
الصحفي والسلطة.. وجها لوجه

تلجأ السلطة إلى أساليب مختلفة لإخضاع الصحفي وتطويعه، باستنزاف قضائيا، وتعقب حياته الخاصة، وتنمية الإحساس بالرقابة الذاتية… باختصار، يجب أن "تجعله يعاني" كما قال جورج أورويل. 

منتصر مرعي نشرت في: 3 مايو, 2023
علمتني تغطية مونديال قطر "التحقق  حتى من رواية أمي"!!

قبل بداية مونديال قطر 2022، قادت الصحافة الغربية حملة غير مسبوقة على دولة قطر، لكن النزول إلى الميدان جعل مؤسسات كبرى تراجع تغطياتها. الصحفي المكسيكي نوا زافاليتا الذي، بسبب تلك التغطية، كان يتوقع "جلده في الساحة العامة" يسرد كيف إن تجربته في قطر بينت له تهافت الصحافة الغربية.

نوا زافاليتا نشرت في: 10 أبريل, 2023
"ميتافيرس".. الصحافة تكتشف "هذا الشيء الجديد اللامع" 

مع كل تقنية جديدة تُطرح في وادي السيليكون، تدخل الصحافة في فرط من الحماسة لاستكشاف إمكانية استغلال هذه التقنية في قصصها الصحفية، دون استراتيجية واضحة تضمن الحفاظ على قيم الصحافة الجوهرية وتنظر لخدمة الجمهور كمعيار أساسي. والحماس تجاه تقنية "ميتافيرس" المرتقبة ليس استثناءً، فهل من مكان للصحافة هناك؟ وما الدروس التي يمكننا تعلمها من التجارب السابقة؟

محمد خمايسة نشرت في: 2 أبريل, 2023
مونديال قطر 2022.. هل أخفق الإعلام العربي؟

كانت فرصة تنظيم مونديال قطر مثالية للإعلام العربي لتقديم سردية تناقض مبادئ الاستشراق، لكنه فضل أن يكتفي فقط بنقل الخبر بلغة أقل ما يمكن أن توصف به بأنها "شاعرية وغنائية".   

حياة الحريري نشرت في: 28 مارس, 2023
"أساطير" حول الصحافة الرقمية

كثيرة هي الفرضيات التي تحاول تفسير الظواهر الجديدة المحيطة بتطور ظروف وبيئة الأخبار في الفضاء الرقمي، لكن بعض هذه الفرضيات باتت تترسّخ بين أوساط الصحفيين كأنها حقائق مُسلّمة رغم ضعف حجّتها، وأصبحت تؤثر في عادات الصحفيين عند إنتاج المحتوى الرقمي. 

أحمد أبو حمد نشرت في: 27 مارس, 2023
الإعلام وقضايا الطفولة... انتهاكات أخلاقية ومهنية مع سبق الإصرار

تثير التغطية الصحفية لقضايا الطفولة أسئلة مهنية وأخلاقية في مقدمتها انتهاك مبادئ مواثيق الشرف. في الأردن، ركزت الكثير من وسائل الإعلام على الإثارة دون حماية حقوق الأطفال المحمية بقوانين دولية، بل إنها تخلت عن دورها الرقابي في متابعة النقاش حول قصور المنظومة التشريعية الضامنة لكرامتهم.

نهلا المومني نشرت في: 27 مارس, 2023
هل تراجعت قيم الصحافة في العصر الرقمي؟

أحدثت المنصات الرقمية ما يشبه القطيعة مع الصحافة التقليدية، وبالتزامن مع "عولمة" المعلومات، أصبح التأثير أكثر من أي وقت مضى. بيد أن أسئلة كثيرة تطرح عن تراجع قيم الصحافة الثابتة المتمثلة في ممارسة الرقابة ومساءلة السلطة وتنوير الرأي العام.

إسماعيل عزام نشرت في: 26 مارس, 2023
نقاش حول آفاق محتوى الحوار في البودكاست العربي

تقول الإحصائيات إنه من بين 10 مواطنين ثمة 3 منهم ينصتون للبودكاست في العالم العربي، وهذا رقم دال يؤشر على التطور الكبير الذي عرفه في السنوات الماضية. لكن أسئلة السرد والاستقصاء والحوار والبحث عن المواضيع الجذابة والملفتة ما تزال مطروحة بقوة.

سمية اليعقوبي نشرت في: 20 مارس, 2023
صحافة "الباراشوت" ومعضلة الصحفي الأجنبي

من الجيد أن تقدر شبكة بي بي سي أهمية تنويع خياراتها عند تكليف مراسلين لتغطية شؤون محلية في دول أخرى، وعدم الاقتصار على الصحفي البريطاني الأبيض. لكن ما الذي يسوّغ تكليف مراسل أفريقي لمهمة صحفية في باكستان؟

أنعام زكريا نشرت في: 19 مارس, 2023
النموذج الاقتصادي للمنصات الرقمية.. طوق نجاة لقيم الصحافة

لا تستطيع الصحافة الرقمية أن تحافظ على قيمها المتمثلة بالأساس في البحث عن الحقيقة بعيدا عن أي ضغط تحريري دون الاعتماد على نموذج اقتصادي يستلهم التجربة الغربية للقراءة مقابل الاشتراك.

إيهاب الزلاقي نشرت في: 16 مارس, 2023
أي قيمة للخبر في العصر الرقمي؟

ما الذي يمنح القيمة لخبر ما في العصر الرقمي؟ هل تفاعل الجمهور، أم الترند أم استحضار مبادئ مهنة الصحافة؟ لقد اتسعت دائرة الضغوط لتشمل الخوارزميات والجمهور، وفي ظل سيادة قيم "الأكثر تفاعلا" و"الأكثر مشاهدة" تواجه الصحافة تحديات كبيرة في العصر الرقمي.

محمد خمايسة نشرت في: 14 مارس, 2023
الأرقام.. العدو الجديد للصحافة 

ماهو المعيار الذي يحكم تقييم جودة المحتوى في العصر الرقمي: الأرقام أم حجم التأثير، قيمة الأعمال الصحفية أم حجم الانتشار؟ وكيف تحافظ المؤسسات الصحفية على التوازن بين تفضيلات الجمهور وبين ممارسة دورها الأساسي في البحث عن الحقيقة. 

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 12 مارس, 2023
هل يمكن لـ ChatGPT أن يساعدك في عملك الصحفي؟ 

رغم ظهوره منذ فترة قصيرة فقط، أحدث روبوت الدردشة chatGPT جدلاً كبيراً بين الأوساط المهنية حول إمكانية استخدامه لإنجاز المهمات اليومية، فما هي فرص استخدامه في العمل الصحفي، وما هي المشاكل الأخلاقية التي قد تواجهك كصحفي في حال قررت استخدامه؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 8 مارس, 2023
أساليب الحذف والاختصار، وأدوات البلاغة الصحفية

كيف تسرد قصو صحفية دون استعراض لغوي؟ ماهي المعايير اللغوية والجمالية للبلاغة الصحفية؟ ولماذا يركز بعض الصحفيين على الزخرفة اللغوية بعيدا عن دور الصحافة الحيوي: الإخبار؟ هذه أجوبة عارف حجاوي متأتية من تجربة طويلة في غرف الأخبار.

عارف حجاوي نشرت في: 31 يناير, 2023
"يحيا سعادة الرئيس"

لا تتحدث عن الاستعباد، أنت فتان، لا تثر الشرائحية، أنت عميل، لا تتحدث عن تكافؤ الفرص، سيحجب عنك الإعلان! هي جزء من قصص هذا البلد، يتدخل فيه الرئيس بشكل شخصي ليحدد لائحة الخطوط الحمراء بتوظيف مسؤولين عن الإعلام للحجر على الصحفيين المستقلين.

عبد الله العبد الله نشرت في: 24 يناير, 2023
 السّرد الصّحفيّ وصناعة اللّغة الجديدة

كيف يمكن للصحفي أن يستفيد من تقنيات الأدب في كتابة قصة جيدة؟ وأين تلتقي الصحافة والرواية وأين ينفصلان؟  الروائي العراقي أحمد سعداوي، الحاصل على جائزة البوكر للرواية العربية يسرد كيف أثرى الأدب تجربته الصحفية.

أحمد سعداوي نشرت في: 23 يناير, 2023
  عن ثقافة الصورة وغيابها في النشرات الإخبارية

جاء الجيل الأول المؤسس للقنوات التلفزيونية من الصحافة المكتوبة محافظاً على قاعدة "النص هو الأساس" في غياب تام لثقافة الصورة. لكن مع ظهور أجيال التحول الرقمي، برزت معضلة أخرى تتعلق بالتدريب والمهارات والقدرة على مزج النص بالصورة.

زينب خليل نشرت في: 22 يناير, 2023
بي بي سي حين خذلتنا مرتين!

في نهاية هذا الشهر، ستسدل إذاعة بي بي سي عربية الستار على عقود من التأثير في العالم العربي. لقد عايش جزء من الجمهور أحداثا سياسية واجتماعية مفصلية كبرى بصوت صحفييها، لكنها اليوم تقول إنها ستتحول إلى المنصات الرقمية.. هذه قراءة في "الخطايا العشر" للإذاعة اللندنية.

أمجد شلتوني نشرت في: 17 يناير, 2023
الإعلام في لبنان بين الارتهان السياسي وسلطة رأس المال

باستثناء تجارب قليلة جدا، تخلى الإعلام في لبنان عن دوره الأساسي في مراقبة السلطة ليس فقط لأنه متواطئ مع الطائفية السياسية، بل لارتهانه بسلطة رأس المال الذي يريد أن يبقي على الوضع كما هو والحفاظ على مصالحه. 

حياة الحريري نشرت في: 15 يناير, 2023
مستقبل الصحافة في عالم الميتافيرس

أثار إعلان مارك زوكربيرغ، مالك فيسبوك، عن التوجه نحو عالم الميتافيرس مخاوف كبيرة لدى الصحفيين. كتاب "إعلام الميتافيرس: صناعة الإعلام مع تقنيات الثورة الصناعية الخامسة والويب 5.0/4.0" يبرز أهم التحديات والفرص التي يقدمها الميتافيرس للصحافة والصحفيين.  

منار البحيري نشرت في: 15 يناير, 2023
"جريمة عاطفية" أو قيد ضد مجهول

ساروا معصوبي الأعين في طريق موحشة، ثم وجدوا أنفسهم في مواجهة أخطر تجار المخدرات. إنها قصة صحافيين، بعضهم اختفوا عن الأنظار، وبعضهم اغتيل أو اختطف لأنهم اقتربوا من المنطقة المحظورة، أما في سجلات الشرطة، فهي لا تعدو أن تكون سوى "جريمة عاطفية".

خوان كارّاسكيادو نشرت في: 10 يناير, 2023