الصحفي السوري بين المنفى والميدان

خلال السنواتِ العشرِ الماضية، وجد الصحفي السوري نفسه أمام خيارينِ لا يقل أحدهما صعوبةً عن الآخر، فإما البقاء في الميدان بما يحمله من اعتقالٍ وتصفياتٍ وملاحقات أمنية وأخطار ميدانية، أو الخروج إلى المنفى حيث الغربةُ التي لا تقل قسوةً عن الرصاص.

هكذا عاش الصحفيون السوريون ضمن معادلةٍ صعبة ليدفعوا ثمناً باهظاً من حياتهم ومهنتهم وهويتهم في سبيل الاستمرار. وفي ظلِّ نظامٍ ديكتاتوري حوّل الصحافة إلى أداةِ دعاية تخدم سلطته، أصبح الصحفي المستقل عدواً مباشراً يُستهدف بالإقصاء أو النفي. ومع سقوط نظام الأسد في نهاية عام 2024 برزت أسئلةٌ جديدة وملحّة: هل انتهت مرحلةُ التضييق على الصحافة السورية فعلاً؟ هل تغيّر المشهد فعلاً أم أن المعاناة ما زالت تلاحق مهنة الحقيقة؟

 

المنفى فقدان للهوية

مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، أدرك الكثير من الصحفيين السوريين أنهم يعملون في أكثر البيئاتِ عداءً للصحافة والمهنة من خلال التهديدِ المباشر والملاحقاتِ الأمنية والاعتقالات والرقابةِ المحكمة على القلمِ الحر والصورةِ كذلك، وهو ما دفع غالبيتهم إلى الهجرة خصوصاً أنّ خيار البقاء كان أقرب إلى الانتحار المهني أو الشخصي، فكانت الهجرة القسرية هي الخيار المحتوم وليس بحثا عن فرصة أفضل.

لم يكن المنفى - سواء في أوروبا أو في دولِ الجوار - حلاً فعالا للصحفي السوري؛ فالهجرة إلى أوروبا التي بدت في البداية ملاذاً يضمن حرية التعبير ويوفر حمايةً قانونية، كشفتَ سريعاً عن تحدياتٍ يومية تتعلقُ بلغةٍ جديدة، وإجراءاتٍ بيروقراطية معقدة، وصعوباتٍ في الاندماج داخلَ بيئات إعلامية مختلفة. في المقابل، وجد الصحفيون الذين لجؤوا إلى المنافي الإقليمية أنفسهم أمامَ واقع لا يقل قسوة؛ إذ واجهوا تضييقاً سياسيا وضغوطاً أمنية تحدّ من حركتهم، إضافة إلى هشاشة الوضع القانوني الذي يجعل عملهم عرضة للتقييد أو الإيقاف.

لم يكن المنفى حلاً فعالا للصحفي السوري؛ فالهجرةُ إلى أوروبا التي بدت في البداية ملاذاً يضمن حريةَ التعبير ويوفر حمايةً قانونية، كشفتَ سريعاً عن تحدياتٍ يومية تتعلقُ بلغةٍ جديدة، وإجراءاتٍ بيروقراطية معقدة، وصعوباتٍ في الاندماج داخلَ بيئات إعلامية مختلفة.

أمام هذه التبدلات، سادت معاناة مشتركة تتمثل في فقدانِ الميدان الذي شكّل هوية الصحفي الأساسية؛ فالصحفي الذي كان يعيشُ الأحداث مباشرةً في شوارع دمشق أو أزقة حلب أو مخيمات إدلب، تحوّل إلى متابع من بعيد، محروم من ملامسة تفاصيل الواقع ومن الشهود المباشرين على ما يوثق.

لقد ولّد هذا الغياب عن الميدان شعورا بالاغتراب المهني والإنساني معاً، حيث وجد الصحفي نفسه في عزلة مزدوجة: عزلة جغرافية عن بلده، وأخرى مهنية عن أدوات عمله الأساسية.

يشير مصطفى قرة علي - وهو مخرج أفلام وثائقية من مدينة بنش بمحافظة إدلب - إلى أن الانتقال من سوريا إلى تركيا أعطاه بعض الأمان، لكنه لم يكن كافيًا لإعادةِ بناءِ هويته المهنيّة بالكامل، أما في فرنسا ففقد حياتهُ الشخصية ومهنته كليًا رغم امتلاكه معداته وخبراته الطويلة في الإنتاج الصحفي والأفلام الوثائقية. وجد نفسه مضطرًا للبدء من الصفر؛ يواجه حاجز اللغة ومتطلبات شهادات فرنسية في الصحافة وإجراءات بيروقراطية معقدة.

ويعتقد مصطفى أن "أكبر التحديات تمثلت في البحث عن فرصة عمل في الصحافة بفرنسا، فمع كل هذه القيود المتعلقة باللغة والشهادات المطلوبة والبيروقراطية شعرت بالإحباط.. وفوق ذلك، لدي عائلة وأعباء يومية تتطلب متابعة التعليم والتأمين الصحي والاستقرار، وهو ما جعل الضغط النفسي والجسدي مضاعفًا".

 

أظهرت الثورة جيلاً جديداً من الشباب في قلب الميدان الإعلامي من دون تدريبٍ أو تأهيلٍ مهني؛ كانَ الشغف والرغبة في توثيقِ الحقيقة هما المحرّك الأساسي لهم، فتحوّلت الصحافة بالنسبة لهم من مهنةٍ لها قواعد ومظلّة حماية إلى تجربةٍ فردية محفوفةٍ بالخطر، يحددُها الاجتهاد الشخصي أكثر مما تُحددها المعايير المهنية.

في بداية المظاهرات عام 2011 ضد نظام الأسد، كان الصحفي المستقل يعتبر سوريا ساحةَ معركة بالنسبة له بكل ما تعنيهِ الكلمة من معنى: اعتقالات وتعذيب وقصفٌ عشوائي بمختلف الأسلحةِ وغيابٌ لأيِّ حمايةٍ مؤسساتيّة، وهو الأمر الذي جعل التغطيّة ونقل صوت السوريين مهمة شاقة جداً ومحفوفة بالخطر. إنّ تحليلَ التجربة يُظهر أنّ ساحات الميدان في حُكم الأسد وخلال الثورة السوريّة لم يكن مجرّد مكان للعمل، بل جغرافيا للخطرِ المستمر لتتحول إلى معركة وجوديّة؛ فنقل الحقيقة هو تحدٍّ وجودي بين حياة معرضة للخطر وهوية مهنيّة معرضة للزوال.

يقول الصحفي ميلاد شهابي في تصريح لمجلة الصحافة: "رحلتي مع العمل الصحفي لم تكن سهلة؛ إذ منذ عام 2014 اضطررت لمغادرة سوريا بعد أن اختطفني تنظيم داعش، وتعرّضتْ أسرتي لتهديدات مباشرة، فكان خيار الخروج إلى تركيا حماية لنا جميعًا، وهناك واصلت عملي الإعلامي لسنوات، غطيت خلالها قضايا السوريين في الداخل والمخيمات الحدودية، وكان أبرزها تجربتي في متابعة تداعيات الزلزال، لكنْ رغم حرصي على البقاء قريبًا من الحدود السورية لمتابعة القضايا، واجهت في تركيا صعوبات وضغوطًا قانونية انتهت بي إلى طلب اللجوء في فرنسا".

يحكي ميلاد أنه بعد عام ونصف من الإقامة بفرنسا "كنت أواصل نشاطي عبر مؤسسة إعلامية تطوعية تعنى بالشأن السوري، نتناول فيها قضايا الفساد والمعيشة، ونعمل مع شبكة من الصحفيين داخل البلاد، بالنسبة لي يظل دور الإعلاميين السوريين في الخارج مكملًا وضروريًا، فهو يتيح لنا نقل قضايا الداخل بحرية وأمان، في وقت يواجه فيه الصحفيون داخل سوريا تهديدات تمنعهم من التصريح بأسمائهم الحقيقية."

خلال سنوات الثورة السوريّة وقبل سقوط الأسد، لم يكن الصحفي السوري يواجه القمع في الميدان فحسب، بل عانى من مؤسسات كان من المفُترض أن تحميهِ وتؤطر عمله؛ فمؤسساتُ الإعلام حينها كانت بوقاً وأدوات دعائيّة يستخدمها نظام الأسد لصياغة السردِ الرسمي فقط حاجبةً الحقيقة عن الجمهور.

وبالنسبة للمؤسسات الإعلاميّة المعارضة أو المستقلّة، اضطُر الكثير منها للعمل من الخارج أو واجهت حتميّة الإغلاق النهائي، أو تعرضت لاستهدافها بالملاحقة على الأقل؛ فغياب المؤسسات الإعلاميّة القويّة والمستقلّة عرّض الممارسةَ الصحفيّة للفراغِ المهني واللوجستي سواء كان ذلك في المنفى أو الداخل، فلم تكن هناك شبكات دعم للصحفيين في سنوات الثورة الأولى، كما سُجّل غياب واضحٌ للحمايةِ القانونيّة أو الاجتماعيّةِ فتراجعت الممارسة الصحفية خاصة المرتبطة بالتوثيق.

رغم سقوط نظام الأسد الدكتاتوري الذي كان يقمع الصحافة والرأي، بقي الصحفي السوري عالقاً بين مأساةِ هشاشةِ المؤسسات وقسوةِ الميدان والمنفى؛ جيلٌ كامل دخل المهنة بالشغفِ لا بالتدريب، وحملَ الكاميرا على اعتبارها هويةً لا أداة، ومع كل شهادة أو صورة أو فيديو تظهر الحاجة إلى صحافةٍ تحمي الحقيقة والذاكرة معاً.

ظهرت الحاجة الملّحة لتغطية أحداث الثورة السورية منذ البدايات، وخصوصاً أنّ نظام الأسد استخدم السلاح في وجه صوت الشعب، وهو ما أظهر جيلاً جديداً من الشباب في قلب الميدان الإعلامي من دون تدريبٍ أو تأهيلٍ مهني؛ كان الشغف والرغبة في توثيقِ الحقيقة هما المحرّك الأساسي لهم، فتحوّلت الصحافة بالنسبة لهم من مهنةٍ لها قواعد ومظلّة حماية إلى تجربةٍ فردية محفوفةٍ بالخطر، يحددها الاجتهادُ الشخصي أكثر مما تحددها المعايير المهنية.

في مدينة معرّة النعمان جنوب إدلب، يروي الصحفي الشاب بشار قيطاز جانبًا من تجربتهِ في العملِ الإعلامي في سنوات الثورة الأولى؛ بدأَ مساره الصحفي من دونِ أي تدريبٍ أو خبرة مهنية مكتفيًا بشغف التوثيق وكاميرا حملها لتكون نافذته الوحيدة نحو العالم. هذا النقص في التأهيلِ أشعره أن المسؤوليةَ المُلقاة على عاتقهِ أكبر بكثير من إمكانياته، خصوصًا حين أدرك أن صورةً أو مقطعَ فيديو قد يصبح الدليلَ الوحيد على حقيقة إجرام الأسد.

الأخطار لم تقتصر على القصف أو المداهماتِ الأمنيّة، بل تمثلتْ في لحظاتٍ كان يقف فيها أمام خيار مصيري: أن يرفع الكاميرا مخاطراً بحياته، أو أن ينجو بصمت، وكثيرًا ما دفع ثمن هذا الخيار برؤية زملاء وأصدقاء يسقطون أمامه، فتركَ هذا في داخله ندبةً لا تُمحى، ورسّخ لديه تساؤلاتٍ عميقة حول معنى الهوية الصحفية، وهل هي مجرّدُ مهنة أم رسالة وجودية.

مع مرور الوقت، تحولت تجربته إلى ما يشبه دفاعًا عن الذاكرةِ الجمعيّة لسوريا الممزقة. بالنسبة له، لم تكن الصحافة بطاقة اعتمادٍ أو انتماءٍ إلى مؤسسة، بل كانت قدرةً على أن يكون شاهدًا صادقًا مهما كان الثمن.

رغم سقوط نظام الأسد الدكتاتوري الذي كان يقمع الصحافة والرأي، بقي الصحفي السوري عالقاً بين مأساة هشاشة المؤسسات وقسوة الميدان والمنفى؛ جيلٌ كامل دخل المهنة بالشغف لا بالتدريب، وحمل الكاميرا على اعتبارها هويةً لا أداة، ومع كل شهادة أو صورة أو فيديو تظهر الحاجة إلى صحافةٍ تحمي الحقيقة والذاكرة معاً؛ فالتحّدي يكمنُ في بناءِ بيئة مهنيّة تعيد للصحفي مكانته وللقلم قدرته على الفعل.

وسوم

مقالات ذات صلة

إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025

المزيد من المقالات

تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025