الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

في سوريا يجد الصحفيون المستقلون أنفسهم مجرّدين من أيّ ضمانات مهنية تحمي حقوقهم، أو توفر لهم الاستقرار في مواجهة تهديدات أمنية وصعوبات مالية وضغوط سياسية تقيّد تجربتهم الصحفية، كما تسلب بعض المؤسسات الإعلامية الصحفيين المستقلين حقوقهم القانونية مثل عدم إدراج أسماء المراسلين أو المصورين على المواد الصحفية وبيع بعض المواد الإعلامية أو إعادة استخدامها دون العودة إلى منتجها الأصلي؛ وهذا يقوض شعور الصحفيين بالأمان المهني.

يقول محمد العلي - وهو صحفي مستقل من سوريا -: "العمل الصحفي يصبح أكثر صعوبة مع غياب العقود الرسمية وحقوق الصحفيين، وفي كثير من الأحيان نجد أنفسنا مضطرين للعمل دون أي ضمانات، ومع ذلك نواصل رسالتنا رغم كل التحديات".

يواجه الصحفيون تحديًا آخر يتمثل في تغيير متطلبات العمل الصحفي وغياب برامج التدريب؛ فعلى سبيل المثال: أصبحت مهارات التحقق من الأخبار ومكافحة خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي ضرورة لمواكبة هذا العصر، ولعل  معهد الجزيرة للإعلام والمعهد العربي من بين الجهات القليلة التي توفر تدريبًا للإعلاميين السوريين، لكن معظم هذه الدورات تُعقد في مراكز المدن الكبرى، حيث يصعب الوصول إليها بسبب العوائق المادية المتمثّلة في تكاليف التنقل المرتفعة، ويرى العلي أنّ "معظم الفرص غير متاحة للجميع؛ حيث تتركز في أماكن بعيدة عن الصحفيين المستقلين الذين يعملون في الميدان".

 

الإعلام السوري بين الاستقلالية والقيود

رغم التغيرات التي تشهدها سوريا خلال الفترة الأخيرة، تقف عقبات كثيرة في وجه بناء منظومة إعلامية حرة ومستقلة؛ إذ يعمل الصحفيون السوريون في بيئة غير مستقرة تتشابك فيها التحديات الأمنية مع الضغوط السياسية، وهذا يجعل الاستقلالية الصحفية أمرًا صعب التحقيق، لكنّ الثورة الرقمية تفتح آفاقًا جديدة تتيح للصحفيين نشر الأخبار والتواصل مع الجمهور بشكل أسرع، رغم استمرار المخاطر التي تحيط بعملهم.

في ظل هذه الظروف، يلجأ الصحفيون إلى أدوات جديدة لمحاولة تجاوز هذه التحديات، وتوفر الثورة الرقمية لهم مساحة أكثر استقلالية لنقل الأخبار دون الحاجة إلى المرور عبر المؤسسات التقليدية.

تعتقد منيرة بالوش - صحفية في موقع سوريا 24 - أنّ "التكنولوجيا غيّرت طريقة عملنا كصحفيين، أصبح بإمكاننا نشر الأخبار بسرعة، والتواصل المباشر مع الجمهور دون الخضوع للرقابة التقليدية، كما أن التوثيق الفوري للأحداث ساعد في إيصال الحقيقة رغم كل محاولات التعتيم".

تشكل وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من عمل الصحفيين المستقلين السوريين؛ حيث يعتمدون على منصات مثل فيسبوك وإكس وتيليجرام ليس لنشر الأخبار فقط، بل أيضا لمتابعة الأحداث والبحث عن مصادر جديدة.

هكذا تشكل وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من عمل الصحفيين المستقلين السوريين؛ حيث يعتمدون على منصات مثل فيسبوك وإكس وتيليجرام ليس لنشر الأخبار فقط، بل أيضا لمتابعة الأحداث والبحث عن مصادر جديدة؛ إذ تمنح هذه المنصات مساحة أوسع للتعبير، إلا أنها تجعل الصحفيين عرضة لمخاطر الاختراقات الأمنية، فضلًا عن ضعف البنية التحتية للإنترنت في بعض المناطق، وارتفاع تكاليف الأجهزة والتدريبات اللازمة لمواكبة التطورات الرقمية.

يحاول الصحفيون المستقلون تجاوز هذه التحديات من خلال بناء هويات رقمية قوية، والعمل على إنتاج محتوى موثوق ومهني بعيدًا عن الضغوط السياسية، والتفاعل المستمر مع الجمهور واستخدام تقنيات البث المباشر مما يساعد في تعزيز المصداقية والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة. ووفق منيرة فإنه ""رغم المصاعب، يظل الأمل قائما لتطوير إعلام قادر على تقديم الحقيقة باستقلالية، والاستفادة من التكنولوجيا لبناء مستقبل أكثر شفافية ومهنية".

يحاول الصحفيون المستقلون تجاوز التحديات من خلال بناء هويات رقمية قوية، والعمل على إنتاج محتوى موثوق ومهني بعيدًا عن الضغوط السياسية، والتفاعل المستمر مع الجمهور واستخدام تقنيات البث المباشر مما يساعد في تعزيز المصداقية والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة.

ترى الصحفية المستقلة سلوى عبد الرحمن، التي تعمل في إدلب، أن الإعلام المحلي يواجه تحديات كبيرة، لكنه في الوقت ذاته يملك القدرة على أن يكون أداة تغيير حقيقية قائلة: "الإعلام المستقل قادر على توثيق معاناة الناس، ونقل أصواتهم، وإبراز مشكلاتهم. وبعيدًا عن الاستقطاب السياسي، فنحن الصحفيين لا نملك القوة لحل الأزمات، لكننا نستطيع الإضاءة عليها، وهذا بحد ذاته خطوة نحو الحل".

تبرز أهمية الصحافة المستقلة، حسب عبد الرحمن، خاصة أثناء المرحلة الانتقالية في " إعادة الثقة بين السوريين، وإيصال أصوات الضحايا من جميع الأطراف، وتقديم خطاب يركز على القيم المشتركة، لا على تعميق الخلافات؛ فالإعلام يمكنه أن يكون أداة للإصلاح إذا التزم بالموضوعية ونقل الحقيقة بعدالة".

إن بناء سوريا جديدة لا يمكن أن يتم دون صحافة حرة مستقلة، تنقل الواقع كما هو، وتسهم في فتح مساحات للحوار بين الأطراف. فإذا كانت الحرب قد فرّقت السوريين، فإن الإعلام الصادق قد يكون أحد العوامل التي تعيدهم إلى طاولة الحوار، بعيدًا عن لغة السلاح والخطاب التحريضي.

 

فرص واعدة

يواجه الإعلام السوري تحديات كبيرة منذ تحرير سوريا من قبضة النظام السابق، حيث برزت مشكلات أثّرت على جودة الأخبار وانتشار المعلومات الزائفة، وضعف التمثيل المحلي للمناطق، وانعدام الوصول الإعلامي إليها، الأمر الذي أدى إلى غياب الدقة والمصداقية نتيجة تراكمات الإعلام الحكومي السابق الذي كان يعاني الفساد والانحياز.

في سنوات الثورة، ساد الصراع بين الإعلامين الحكومي والمستقل، فالأول كان يعتمد على الرقابة الصارمة وتمجيد السلطة، بينما الثاني لا يزال حديثا في المناطق المحررة التي لم تعهد إعلامًا مستقلًا من قبل مثل "تلفزيون سوريا" و"عنب بلدي".

ويمكن القول، بناء على ذلك، أن ممارسة الصحافة المستقلة ممارسة حديثة في سوريا انتعشت أكثر خلال سنوات الثورة، وتحتاج اليوم إلى تأسيس حقيقي.

  يعتقد أكرم الأحمد، مدير المركز الصحفي السوري: أن "الإعلام المستقل بحاجة إلى تعزيز مهارات الصحفيين من خلال برامج تدريبية مكثفة؛ إذ هناك فجوة واضحة في الخبرات، خاصة في مجال التصوير الاحترافي، وتقنيات الصحافة الرقمية، وأساليب التحقق من المعلومات، ومن الضروري توفير ورش عمل مستمرة بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية العالمية؛ لضمان قدرة الصحفيين السوريين على المنافسة في المشهد الإعلامي الدولي".

أما من الناحية القانونية فلا تزال البيئة التنظيمية ضعيفة، وهو ما يفسح مجالًا لتصاعد خطاب الكراهية الذي قد يؤثر على الاستقرار الأمني والاجتماعي في البلاد. مع ذلك، تستمر المبادرات التي تهدف إلى تحسين البيئة الإعلامية، مثل هيئات مستقلة لتدريب الصحفيين، وتشجيع الصحافة الاستقصائية والمهنية.

من الناحية القانونية لا تزال البيئة التنظيمية ضعيفة، وهو ما يفسح مجالًا لتصاعد خطاب الكراهية الذي قد يؤثر على الاستقرار الأمني والاجتماعي في البلاد.

وإذا تمكن الإعلام السوري - كما يرى الأحمد - من تعزيز قدراته في مجال التدريب والتطوير، وتحسين مهارات الصحفيين في مجالات التحقيقات الصحفية والأمن الرقمي فسيكون بمقدوره أن يحقق نقلة نوعية في مجاله، و"الحاجة ملحة لمزيد من الدعم الدولي والإقليمي للمؤسسات الإعلامية السورية المستقلة، سواء عبر التمويل أو التدريب أو توفير وسائل الإنتاج المتطورة". 

تبقى الصحافة السورية المستقلة صمام الأمان الذي يحفظ ذاكرة الشعب السوري، ويعزز العدالة والمصالحة الوطنية، و يعيد  بناء وطن كان ولا يزال يتطلع إلى الحرية والسلام.

مقالات ذات صلة

عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025

المزيد من المقالات

المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة ة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025