"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

استمع إلى المقالة

بدأت رحلتي في الصحافة الورقية منذ السنة الثانية بالمرحلة الجامعية. كنت أراها مهنة رسالية، مشغولة بقضايا الجمهور، وتستند إلى قيم مهنية صارمة. لم يكن الدافع وراء انضمامي إليها مجرد بحث عن وظيفة، بل كان التزاما أخلاقيا تجاه نقل الحقيقة وصناعة الوعي، ولكن طموحي سرعان ما اصطدم بواقع المؤسسات الصحفية التي عملت بها، حيث كانت النظرة إلى الصحافة بوصفها مشروعا اقتصاديا، في الوقت الذي كنت أراها فيه رسالة ومسؤولية.

لم أكن وحدي التي عاشت هذا الصراع؛ فقد ظل كثير من الصحفيين مخلصين للمهنة حتى وإن كان العائد المادي زهيدا، ولكن هذا الطموح يقابله في المرحلة الحالية الموسومة بالصراع المسلح تراجع الصحافة عموما، ولا سيما الصحافة المكتوبة.

شهدت الصحافة الورقية السودانية تراجعا حادّا خلال العقد الأخير؛ ففي ذروة انتشارها، كانت بعض الصحف المؤثرة توزع 100 ألف نسخة، وكان ينظر إليه بأنه رقم كبير، ليتقلص فيما بعد ليتراوح بين 10-15 ألف نسخة.

قبيل سقوط نظام البشير، كان المشهد الصحفي يعج بأكثر من أربعين صحيفة، بين سياسية ورياضية، على الرغم من قلة إمكانياتها وما واجهته من قمع ومصادرة واعتقالات ورقابة قبلية أسهمت في تغيير النظام. بعد لحظة السقوط سنة 2019، تقلص العدد إلى ثماني صحف فقط، في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي وتراجع الصحافة الورقية عالميا.

هكذا، باتت المؤسسات الصحفية تعاني للحفاظ على استمراريتها، فقد اضطر معظمها إلى تقليص كوادره لإصدار أعداد صغيرة. 

مع اندلاع الحرب، في الخامس عشر من أبريل/ نيسان 2023 توقفت الصحافة الورقية كليا وتحول بعضها إلى نُسَخPDF، واحتفظت الصحف الورقية بالنشر في مواقعها الإلكترونية ملتزمة بمبادئ المهنة وأخلاقياتها. لم يكن أمام الصحفيين سوى اللجوء إلى الإعلام الإلكتروني سواء من خلال العمل لدى الآخرين أو إنشاء منصات خاصة بهم. كنت جزءا من هذه الموجة، وشَهِدت كيف أصبح إنشاء موقع إلكتروني أمرا سهلا وغير مكلف، ولكنه في الوقت نفسه ليس أكثر أمانا للصحفيين، بل أشد خطورة أمام انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي وغياب التمويل الكافي لعمل المواقع.

 لم يكن أمام الصحفيين سوى اللجوء إلى الإعلام الإلكتروني سواء من خلال العمل لدى الآخرين أو إنشاء منصات خاصة بهم. كنت جزءا من هذه الموجة، وشَهِدت كيف أصبح إنشاء موقع إلكتروني أمرا سهلا وغير مكلف، ولكنه في الوقت نفسه ليس أكثر أمانا للصحفيين، بل أشد خطورة أمام انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي وغياب التمويل الكافي.

بعد حرب السودان تقطعت السبل بالصحفيين ما بين نازح ولاجئ وعاطل عن العمل، ما جعل عددا كبيرا منهم يعمل على تأسيس مزيد من المواقع الصحفية بصورة منفصلة أو بالشراكة بين مجموعة صحفيين.

تشير إحصاءات جمعية الصحافة الإلكترونية إلى وجود أكثر من 500 موقع صحفي إلكتروني، ولكن الفاعلة منها لا تتعدى العشرات، بعضها حصل على الشرعية عبر التسجيل التجاري أو مراكز الخدمات الصحفية، ولكن معظمها غير مسجل رسميا.

اليوم وأنا أنظر إلى تلك التجربة، أدرك أن الصحافة في السودان لم تفقد فقط شكلها الورقي، بل فقدت أيضا بعض تقاليدها المهنية في ظل "الانفلات الرقمي"، ومع ذلك يظل السؤال مطروحا: كيف يمكننا نحن الصحفيين استعادة دورنا المهني وسط هذا القطاع؟

 

إعادة تأهيل؟

منذ ظهور الصحف الإلكترونية السودانية مطلع الألفية الثالثة، رافقتها تحديات بنيوية ظلت متلازمة معها تتعلق بضعف التطور التكنولوجي وعتاقة المناهج الدراسية وعدم قدرة الصحفيين خاصة المنتمين للصحافة المكتوبة على التحول الرقمي، ولكنها تفاقمت بصورة غير مسبوقة خلال العامين الماضيين؛ لذلك فإنها بحاجة إلى عملية تأهيل شاملة، لأن كثيرا من العاملين في المواقع الصحفية يفتقرون إلى الخبرة الصحفية، خصوصا على مستوى مهارات التحرير الأساسية والتمكّن من أدوات السرد الصحفي والتحقق من المعلومات. 

بالنسبة لصلاح باب الله، رئيس تحرير موقع "توتيل نيوز"، فإن بعض المواقع تركز على الإثارة على حساب الحقيقة والحيادية، كذلك فإن غياب الخبرة الصحفية لدى بعض العاملين أسهم في نشر خطاب الكراهية من دون إدراك لخطورة ذلك، خصوصا خلال الحرب الحالية.

الصحفي أحمد حمدان، سبق له العمل في عدة بمواقع إلكترونية، ومن واقع تجربته فإن بعض المواقع تعمل بلا ضوابط مهنية أو قانونية؛ إذ إنها تنافس وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى المنشور وما يتضمنه من تضليل وتحريض وإثارة كراهية.

والملحوظ أن عددا كبيرا من المواقع شغّل عاملين لم يسبق لهم أن مارسوا الصحافة، متوسلين بالنسخ واللصق ونشر الشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي من دون اتباع آليات التحقق لقلة الخبرة والتحيز. بيد أن مواقع أخرى اختارت أن توظف صحفيين بأجور زهيدة، مع ملاحظة أن القائمين عليها لا ينشرون بيانات شفافة عن المنح التي يتلقونها. 

معضلة ضعف الأجور، تنعكس وفق أحمد القاسم، مدير قسم الأخبار بموقع "تسامح نيوز"، على جودة المحتوى المنشور، في ظل انعدام الرقابة الذاتية وغياب جسم مهني ينظم عمل الصحفيين.

الملحوظ أن عددا كبيرا من المواقع شغّل عاملين لم يسبق لهم أن مارسوا الصحافة، متوسلين بالنسخ واللصق ونشر الشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي من دون اتباع آليات التحقق لقلة الخبرة والتحيز. بيد أن مواقع أخرى اختارت أن توظف صحفيين بأجور زهيدة، مع ملاحظة أن القائمين عليها لا ينشرون بيانات شفافة عن المنح التي يتلقونها. 

 عبد العزيز النقر، نائب رئيس تحرير صحيفة السوداني الدولية، يرى أن خروج عدد من الصحفيين الغاضبين على حال المهنة دفعهم إلى إنشاء مواقع إلكترونية مجاراة للتطور التكنولوجي، ولكن "بعضها انحرفت عن المهنية ولجأت إلى الابتذال الصحفي لوجود أجندات متعددة وراء تأسيسها". وليس غريبا أن تتفرخ ظاهرة موقع "الرجل الواحد" المسؤول عن كل شيء بسبب غياب معايير وشروط تؤطر قانونيا ومهنيا عملية إنشاء المواقع كالتي تلزم ملاك الصحافة المكتوبة بتشغيل 15 صحفيا على الأقل.

يتصف عمل هذه المواقع بغياب تعدد القوالب الصحفية مكتفية بالأخبار التي تشكل العمود الفقري، تليها بعض التقارير غير المنتظمة، بينما يختفي التحقيق الصحفي وتظهر المقالات ومقالات الرأي غير المستندة إلى اشتراطات مهنية وموضوعية يكتبها غير مزاولي المهنة ولا تخضع لمراجعة محتواها.

ولمجابهة تلك التحديات، تركز نقابة الصحفيين في برامجها على تدريب الصحفيين على الالتزام بأخلاقيات المهنة. ويرى نقيب الصحفيين   السودانيين، عبد المنعم أبو إدريس، أن النقابة تعمل على تدريب الصحفيين العاملين بالصحافة الإلكترونية وإلزامهم بميثاق شرف مهني يضمن الالتزام بأخلاقيات المهنة، كذلك بدأت حوارات مع ملاك بعض المواقع بشأن تحسين الأجور ووضع لائحة تتضمن عقودا تحفظ حقوق الصحفيين".

ورغم أن مجلس الصحافة والمطبوعات رفض منذ البداية وضع تشريع ينظم الصحافة الإلكترونية، فإن جمعية الصحافة الإلكترونية قادت مجهودات، ولكنها لم تكلل بالنجاح؛ فالقانون بالنسبة للجمعية ليس أداة قمعية لعقاب الصحفيين وفي يد جهات معينة، بل وسيلة لتعزيز مصداقية المواقع الإلكترونية، وحمايتها من التدخلات، وتنظيم النزاعات المهنية وضمان حقوق العاملين فيها.

 

الإطار التشريعي

بعد الإطاحة بنظام البشير بثورة ديسمبر/ كانون الأول 2019، وما رافقها من غياب الإطار القانوني لإنشاء نقابات جديدة، تأسست جمعية الصحافة الإلكترونية السودانية بموجب قانون العمل الطوعي الإنساني في سبتمبر/ أيلول من العام 2020 لتشكل مظلة قانونية للصحفيين العاملين بالصحافة الإلكترونية وتمكنهم من تنظيم أنشطتهم من الورش التدريبية والمشاركة المجتمعية. وفي منتصف العام الماضي، تأسست رابطة الصحافة الإلكترونية التي تضم عشرين موقعا إلكترونيا، وتعمل على دعم الصحفيين.

وكيل وزارة الإعلام السابق، نصر الدين أحمد، يقول لمجلة الصحافة إن عدم استقرار الأوضاع السياسية خلال السنوات الماضية حال دون وضع قانون ينظم عمل الصحافة الإلكترونية، ولكن وزارة الإعلام بصدد القيام بذلك، والمشروع قيد الإعداد.

تأسست جمعية الصحافة الإلكترونية السودانية بثلاثة عشر موقعا "إلكترونيا" وثلاثة وثلاثين صحفيا، بينما يصل عدد أعضائها الحاليين إلى أكثر من 450 صحفيا و70 موقعا إلكترونيا، حسب رئيس الجمعية عبد الباقي جبارة. تتمحور أهداف الجمعية حول تنظيم قطاع الصحافة الإلكترونية وتطويره، من خلال برامج تدريبية نوعية، وبناء شراكات استراتيجيةٍ مع جهاتٍ مختصة.

يواجه الصحفيون تحديات كبيرة في الولوج إلى المعلومات الدقيقة، بسبب عدم تعاون بعض المؤسسات الحكومية وقصور بعض القوانين السودانية المُنظمة للصحافة التي تعرقل عمل الصحفيين وتقيد حريتهم في التعبير، وبسبب التشريعات المتعددة التي تُحاكم الصحفيين، مثل قانون الصحافة لعام 2009، وقوانين الأمن، والقوانين الجنائية، وقانون جرائم المعلوماتية الذي يُثير جدلا بشأن التمييز بين الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

يواجه الصحفيون تحديات كبيرة في الولوج إلى المعلومات الدقيقة، بسبب عدم تعاون بعض المؤسسات الحكومية وقصور بعض القوانين السودانية المُنظمة للصحافة التي تعرقل عمل الصحفيين وتقيد حريتهم في التعبير، وبسبب التشريعات المتعددة التي تُحاكم الصحفيين، مثل قانون الصحافة لعام 2009، وقوانين الأمن، والقوانين الجنائية، وقانون جرائم المعلوماتية الذي يُثير جدلا بشأن التمييز بين الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

 ليست الجمعيات الصحفية سوى كيانات لا تملك سلطة مُعاقبة جنائية، وإنما تقتصر عقوباتها على ما هو مُنصوص عليه في دساتيرها ولوائحها الداخلية، بينما يمارس الجمهور رقابة شديدة على المحتوى سواء بالتقييم أو بالضغط.

استثمرت المواقع الإلكترونية هذا الفراغ لتسهم في نشر معلومات كاذبة وترويج أجندات أطراف معينة، بينما كان لمنصّات أخرى دور إيجابي في فضح جرائم الحرب؛ لذلك لا بد أن تُحاسب الصحافة الإلكترونية على أي دور سلبي لها، خلال فترة الحرب.

ولعل التحدي الأكبر الذي يواجه المواقع الإلكترونية، هو الاستمرارية والالتزام بالمهنية والابتعاد عن التركيز على الصراعات السياسية في المركز فقط مقابل الاهتمام بالقصص الإنسانية.

مقالات ذات صلة

الصحافة الرقمية في السودان والبدايات المتعثرة

ما تزال الصحافة الرقمية في السودان تقاوم من أجل أن تجد لنفسها موطئ قدم أمام استفحال أزمة الصحافة الورقية. وفي سياق سياسي مضطرب، يحتاج البلد إلى صحافة قوية تسائل السلطة، لكن معوقات كثيرة تواجه التحول الرقمي يختصرها سيف الدين البشير في هذا المقال.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 30 نوفمبر, 2021
نظرة على صحافة المواطن في السودان

تحول المشهد الإعلامي في أفريقيا بسرعة إلى السماح بمزيد من مشاركة المواطنين في الصحافة، وهذا يعود إلى النمو السريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وانتشار الإنترنت، وتزايد استخدام الهواتف المحمولة

مصطفى الشيخ نشرت في: 17 يونيو, 2018

المزيد من المقالات

المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة ة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025