الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

في مطلع عام 2025، تلقت الصحافة المتأنية "خبرا سعيدا"؛ إذ توقّع مختبر نايمن أن تكون هذه السنة بمثابة فرصة لإحياء هذا النمط الصحفي وصعوده من جديد، الذي قد يبدو عصيّا على القراء والصحفيين معًا، لِمَا يتطلبه من تعقيدٍ وتركيبٍ وصياغة مقالات مطوّلة (Longform). كما يتطلب من الصحفي جهدا مضاعفا في البحث والتحقق والاستقصاء وسبر خلفيات القضايا والقصص، وهو ما يجعله بين كماشة ضغط الأخبار اليومية وروتينها، والحاجة إلى التفرغ الزمني والمهني لإنتاج مادة عميقة ومتأنية تستلزم متطلبات دقيقة.

بالموازاة مع هذه التحديات التي يواجهها الصحفي الذي يشتغل على القصص المتأنية، برز الذكاء الاصطناعي فاعلا جديدا يعيد رسم ملامح صناعة الأخبار والأجناس والأنماط الصحفية الأخرى مما يثير أسئلة حقيقية حول مستقبل الصحافة المتأنية مثل: ما هو حال الصحافة المتأنية في زمن تتسارع فيه الخوارزميات وتتصاعد فيه شهية الجمهور للمحتوى الفوري والسريع وفق الأرقام الموثقة؟ وهل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداةً تعزز حضور هذا النمط الصحفي أم خصما يحول دون بقائه؟

 

حالُ صحافةِ التأني في ظل السرعة

تَرسَّخ مصطلح "الصحافة المتأنية" في الأدبيات الإعلامية من خلال مقال للصحفية سوزان غرينبرغ نُشر في مجلة بروسبكت عام 2007؛ إذ استعانت بمفهوم اقتصادي حديث حول "نهاية الوسط" وأسقطته على المجال الصحفي، لتصف به توجهاً يسعى إلى مقاومة هيمنة الإيقاع الخاطف للأخبار. ويشير هذا النمط إلى مقاربة إعلامية تقوم على العمق والرصانة بدل اللهاث وراء السرعة والسبق. فهو يناهض ما يسميه محمد خمايسة في مقال منشور بمجلة الصحافة بالوجبات السريعة. "الوجبات السريعة" من الأخبار التي تمنح شبعا معرفيا زائفا لكنها تضعف وعي المتلقي. ويعتمد على "الطهي البطيء"؛ أي إتاحة الوقت الكافي للتحقق والتحليل وإنتاج محتوى عميق ودقيق. كما أنه يعتبر مكملا للأخبار العاجلة عبر تقديم سياق شامل للتطورات، وليس مجرد مستجدات سطحية. 

وبالرغم من تغول وهيمنة أشكال النشر الإعلامي السريع والجاهز في شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الصحفية، فإن هذا التوجه الصحفي مازال يحظى باهتمام بعض المؤسسات الصحفية الكبرى وثقة القراء.

 

رسَّخ مصطلح "الصحافة المتأنية" في الأدبيات الإعلامية من خلال مقال للصحفية سوزان غرينبرغ نُشر في مجلة بروسبكت عام 2007؛ إذ استعانت بمفهوم اقتصادي حديث حول "نهاية الوسط" وأسقطته على المجال الصحفي، لتصف به توجهاً يسعى إلى مقاومة هيمنة الإيقاع الخاطف للأخبار.

بيد أنه من البديهي أن نجد قطاعا مهما من القراء يميلون أكثر للمحتوى الصحفي السريع، وهذا يدل على أن نسبة قراء الصحافة المتأنية ليست كبيرة، لكنها حاضرة بشكل نسبيّ، والشاهد على ذلك أن القرّاء في 46 دولة موزعين على ست قارات ممن شملهم تقرير لرويترز ما زالوا يجدون قيمة في المضمون الصحفي العميق والمتأني؛ فقد أظهرت دراسة متخصصة صادرة عن مؤسسة "رويترز" خلال عام 2023 أن 39 بالمئة من المستجوبين أعربوا عن اهتمامهم بقراءة تقارير تفسيرية عميقة بدلا من الأخبار السطحية. 

تدل هذه الأرقام على وجود شريحة مهمة من القراء تطمح إلى عمق وتوازن في معالجة القصص والقضايا لا سيما المعقدة منها.

على الرغم من ذلك، لا تزال صحافة العمق تواجه تحديات في مواكبةٍ آنيةٍ لوتيرة التطور الصحفي الرقمي؛ إذ حلّ الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الجديدة باعتبارها عوامل ضاغطة تجعل الاهتمام بالمختصرات والملخصات أمرا سهلاً، ما يضع مزيدا من التحديات على المؤسسات الصحفية التي تتبنى صحافة العمق، وهي التي تحاول أيضا أن تكسب قراءً ينقسمون إلى جَمْعٍ يميل إلى متابعة محتوى التأني والعمق وآخر تستهويه السرعة والتبسيط.

 

ما يطلبه القراء: السريع أم المتأني؟

 أكدت استطلاعات الرأي الحديثة أن شريحة ليست بالهينة من الجمهور قد تملّ من الأخبار السريعة وتبحث عن المقالات المطولة؛ فالقراء الأكبر سنا المعتادون على الصحف التقليدية يحافظون على ولاءٍ أكبر للأخبار المفصّلة والدقيقة وبالتالي يميلون للصحافة المتأنية.

في المقابل، أفاد تقرير معهد رويترز 2023 أن نسبة كبيرة من المشاركين ما زالوا يُقدّرون الأخبار المختصرة والأكثر إيجازا؛ فقد أوضح التقرير السنوي حول الصحافة الرقمية لمعهد رويترزعام 2023 أن نحو نصف الأمريكيين مثلاً قد يشعرون بأن الأخبار التي "تتناول فقط الأساسيات" كافية لهم، بينما يشعر بعضهم بالإرهاق من الأخبار "السلبية". 

ويُستشف مما سبق أن عينة هذه الدراسات تؤكد أن قراء الصحافة ليسوا أحادِيِي التفضيل؛ ففئات منهم تبحث بجدية عن تغطية أكثر عمقًا وتفسيرًا، بينما تنجذب فئات أخرى نحو السبق والخبر "الترند" خاصة من الأجيال الشابة. هذا التنوع في تفضيلات القراء يتطلب من وسائل الإعلام تقديم أنواع متعددة من المحتوى الصحفي؛ من أخبار الترند السريعة إلى إنتاج القصص الصحفية العميقة والتحقيقات المطولة بشكل متوازن دون الاستهانة بأحدهما. 

 

الذكاء الاصطناعي: شريك أم خصم؟

على نحو تدريجي، باتت نماذج الذكاء الاصطناعي عنصرا مهما في تحسين سير عمل الصحفيين وتيسيره، فتُستخدم اليوم في مهام عديدة كالمساعدة على التحرير الآلي للمقالات وتدقيقها، واستخراج المعطيات والبيانات من الملفات المعقدة، علاوة على توليد الصور أو تصميمها على شكل إنفوغرافيك وتسهيل العمليات التقنية المرتبطة بإنتاج الفيديو وإعداده.  ويرى قطاع مهم من الصحفيين أن الذكاء الاصطناعي بمنزلة شريك لهم في إنجاز هذه المهام وليس خصما؛ إذ يخفف العبء عنهم في الأعمال الروتينية، وهو ما يسمح لهم بالتركيز على مهام إبداعية معقدة ومركبة. 

في هذا السياق، طوّرت وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس استخداما آليّا لكتابة تقارير الأرباح المالية المدرجة على سبيل المثال، مؤكدة أنه يتيح لصحفييها التركيز على المواد الصحفية العميقة والمتأنية كالتحقيقات الاستقصائية.

لكن، للذكاء الاصطناعي جانب مظلم يتجسد في تكريسه للتحيزات والأجندات في الخوارزميات الذكية، بحكم أنه يوصف بـ "الصندوق الأسود" المعقد؛ فهو يحمل معه انحيازات تقنية قد تنبع من خلفيات مطوّريه وبياناته، وهو ما قد يُعمِّق تأثيرها في السردية الإعلامية المعتمدة وحقائقها دون إدراك من المستخدم (الصحفي). 

وفي خضم هذه المخاوف المفترضة يُطرح سؤال ملح: هل تستطيع آليات الذكاء الاصطناعي توليد مقال صحفي مطول يمتثل لمتطلبات الصحافة المتأنية؟ 

عمليا، تظل كفاءة الذكاء الاصطناعي محدودة في إنتاج أو مسايرة العمل الصحفي المطول العميق والمتأني؛ إذ خلصت دراسة حديثة أنجزها الباحثون إيبان ألبازو ريفاس وسونيا بارات وونستي ميرا فيرنانديز  إلى أن المساعي الحالية لتحسين أدوات توليد النصوص لا تزال عاجزة عن تحسين نوعية السرد الطويل. فبالرغم من أن النماذج اللغوية تستطيع تعديل نص أو اختصاره، فإنها ما زالت بحاجة إلى  اعتماد آليات التحليل البشري وفهم وتفسير السياق المعقَّد الذي يجري تناوله ومعالجته في التحقيقات المعمقة، وبالتالي يصعب على الذكاء الاصطناعي أن يحاكيه أو أن يولده بالكامل.

من ناحية أخرى، يمكن للصحافة المتأنية استغلال الذكاء الاصطناعي لتعزيز انتشارها. فمثلا، يمكن لأدوات التلخيص الآلي أن ترفع فرص جذب القراء؛ فقد رصدت صحف نرويجية وأفريقية زيادة ملحوظة في الوقت الذي يقضيه القراء بالموقع عند إضافة ملخصات آلية للمقالات الطويلة مما قد يدل على أن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والصحافة المتأنية لا تشوبها الخصومة بالأساس، بقدر ما تشي بحضور شراكة محتملة تؤشر على أن الآلة يمكن أن ترفع من كفاءة الإنتاج والانتشار، شريطة إدماجها بحذر وتحت إشراف بشري يحافظ على دقة الحقائق وجودة السرد الصحفي العميق.

 

ما تحتاجه صحافة "العمق"

تحتاج صحافة "العمق"(الصحافة المتأنية والتفسيرية والاستقصائية والبحثية والقصص الصحفية العميقة...) إلى آليات عملية ومنظومات تقنية تساعدها على الانتشار والترويج وكسب أكبر قدر من القراء وبالتالي ضمان بقائها واستدامتها في ظل واقع رقمي يزداد توغلا ويأتي على مساحة الصحافة.

في هذا السياق، يظل البحث التقليدي عبر محركات البحث أهم الآليات التقنية التي تساعد على انتشار واكتشاف محتوى الصحافة المتأنية، غير أن التوظيف المكثف لآليات البحث في نماذج الذكاء الاصطناعي يهدد هذه الوضعية وفق تقديرات بحثية تشير إلى أن واجهات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تقلص حركة البحث المباشر نحو المنصات الصحفية بنسبة قد تصل من 20 إلى 60%، وهو ما يعرّض إيرادات الإعلانات لخسائر كبيرة.

تحتاج صحافة "العمق"(الصحافة المتأنية والتفسيرية والاستقصائية والبحثية والقصص الصحفية العميقة...) إلى آليات عملية ومنظومات تقنية تساعدها على الانتشار والترويج وكسب أكبر قدر من القراء وبالتالي ضمان بقائها واستدامتها في ظل واقع رقمي يزداد توغلا ويأتي على مساحة الصحافة.

بالموازاة، تراجع الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي بصفتها مصادر لترويج المحتوى الصحفي حسب نتائج دراسة تحليلية صادرة عن مؤسسة "رويترز" أظهرت انخفاض نسب الاستناد على إحالات فيسبوك إلى 21 %، وإكس بنسبة 34 %.

في المقابل، بدأت منصّات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT توليد إحالات بسرعة؛ حيث نمت إحالاته إلى مئات الآلاف في ديسمبر من عام 2024، رغم أنها لا تزال قليلة مقارنة بمنصات التواصل الاجتماعي التقليدية.

استثمرت جهات غربية في أدوات وآليات ذكية تنظم المحتوى العميق؛ فعلى سبيل المثال طوّرت مجموعة Reach البريطانية أداة "Neptune" للتوصية بالمقالات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما أدى إلى زيادة وقت بقاء القراء على الموقع وتفاعلاتهم. 

وفي سياق مماثل، طورت فوربس "شات بوت" يحمل اسم "Adelaide" بهدف الرد على استفسارات المستخدمين وتوجيههم إلى مقالات مناسبة. وعمل فريق إكسلور التابع لمؤسسة جورناليهويس الهولندية على تجريب تقنيات تلخيص آلي للنصوص، فأتاح ذلك تقديم ملخصات مبدئية للمقالات الطويلة لزيادة جاذبيتها وسهولة الوصول إليها. وهذا ما يعكس سعيَ منابر الإعلام إلى جعل المحتوى العميق أكثر سهولة في التناول، دون التضحية بجوهره.

طورت فوربس "شات بوت" يحمل اسم "Adelaide" بهدف الرد على استفسارات المستخدمين وتوجيههم إلى مقالات مناسبة. وعمل فريق إكسلور التابع لمؤسسة جورناليهويس الهولندية على تجريب تقنيات تلخيص آلي للنصوص، فأتاح ذلك تقديم ملخصات مبدئية للمقالات الطويلة لزيادة جاذبيتها وسهولة الوصول إليها. وهذا ما يعكس سعيَ منابر الإعلام إلى جعل المحتوى العميق أكثر سهولة في التناول، دون التضحية بجوهره.

علاوة على ما سبق، يتجه الناشرون لاستكشاف قنوات جديدة لعرض المحتوى الصحفي المتأني. فمثلاً، أطلقت بعض المؤسسات نشرات بريدية (نيوزليتر) متخصصة تروّج للتقارير الطويلة والتفسيرية، كما هو الحال مع تجربة صحيفة El Periódico de España 

في المحصلة، تقف الصحافة المتأنية عند مفترق طرق حاسم: بين قراء يميلون إلى الأخبار الفورية، وآخرين ما زالوا متشبثين بالقصص المطولة والقراءات العميقة. وفي قلب هذا المشهد، يبرز الذكاء الاصطناعي أداةً تحمل دورين مزدوجين؛ إذ يمكن أن يتحول إلى مساعد يمنح لهذا النمط الصحفيِّ فرصًا جديدة للانتشار والتجديد، أو قد يشكل -في الوقت نفسه- خصما له فيزيد من صعوبة بقائه في المستقبل. فهل يمكن اعتبار هذه السنة فعلا سنة صعود الصحافة المتأنية أم هي مؤشر على بوادر أفولها؟

في الحقيقة، لا يمكن أن نجيب على هذا السؤال على نحو جاهز، والإجابة مرهونة بقدرة هذا النمط الصحفي على إعادة ابتكار أدواته وأساليبه في مواجهة عالم سريع الإيقاع، غير أن المؤكد أن الصحافة المتأنية لن تنقرض ما دام هناك قارئ يبحث عن القصة الكاملة خلف العنوان، وعن المعنى العميق والمركب الذي يتجاوز اللحظة السريعة والعاجلة.

المزيد من المقالات

كما في رواندا.. هل يمكن ملاحقة الصحافة الإسرائيلية بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية؟

"إرهابيون"، "وحوش"، "منتمون إلى حماس يجب قتلهم"، وتوصيفات أخرى لاحقت الصحفيين الفلسطينيين في الإعلام الإسرائيلي. أنس الشريف، صحفي الجزيرة، كان واحدا ممن تعرضوا لحملة ممنهجة انتهت باغتياله في غزة. ماهي أنماط التحريض الإعلامي ضد الصحفيين الفلسطينيين في إعلام الاحتلال؟ وهل يمكن متابعة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية أمام العدالة الدولية كما حدث في رواندا؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 2 نوفمبر, 2025
البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

حين فكرت وسائل الإعلام في صياغة مواثيق التحرير والمدونات المهنية، كان الهدف الأساسي هو حماية حرية التعبير. لكن التجربة بينت أنها تحولت إلى "سجن كبير" يصادر قدرة الصحفيين على مواجهة السلطة بكل أشكالها. وهكذا يلبس "الأخ الأكبر" قفازات ناعمة ليستولي على ما تبقى من مساحات لممارسة مهنة الصحافة.

فرح راضي الدرعاوي Farah Radi Al-Daraawi
فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 15 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025