جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

في الرابع عشر من مايو/ أيار 1948، أعلن دافيد بن غوريون قيام دولة "إسرائيل" على أرض فلسطين، ليتحول الوجود الصهيوني على الأرض العربية إلى دولةٍ يهودية متكاملة الأذرع والنُظم، لكن إعلان بن غوريون نفسه -الذي يُعرف بالنكبة- لم يكن انطلاقة الإعلام الإسرائيلي، بل إنه انطلق قبلها بـ 29 عامًا على الأقل، (1) من خلال مجموعة صحفٍ من بينها هآرتس ويديعوت أحرونوت وجيروزاليم بوست -وقد كان اسمها Palestine Post- وغيرها، التي صاغت سردًا يمهد لـ"إعلام على مقاس العسكر"، عبر تقاطع جذري بين الكلمة وأداة القوة (الإعلام والجيش) محليًا وغربيًا، وتاليًا عربيًا.

من هذا التقاطع الذي ازداد وضوحًا مع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تنطلق السطور التالية في تقصي جذور الإعلام العسكري الإسرائيلي منذ النكبة، عبر تتبّع نشأة منصب المراسل العسكري وأدواره خلال الحروب، وتحول هذا الدور إلى نموذج عالمي في الصحافة المدمجة "استُنسخ" غربيًا بدايةً من حرب العراق 2003 وحتى الحرب الروسية على أوكرانيا سنة 2022، متتبعًا القالب العسكري الإسرائيلي في بناء الرواية وصياغة الخبر الحربي.

 

جُندي برتبة مراسل

بالتزامن مع تنامي الهجرة اليهودية إلى فلسطين والمساهمة الصهيونية في كتائب الاستعمار البريطاني (الكتائب 38، 39، 40)، ظهرت جُملة صحفٍ ناطقة بالعبرية تنقل إلى جمهورها أخبار هذه الكتائب ومساهمتها في الاحتلال البريطاني، كان من بينها صحيفة هآرتس التي يصدرها مُنَظِّر الجدار الحديدي زئيف جابوتنسكي، بتغطيته دخول الكتيبتين 38 و39 والفيلق اليهودي إلى الجزء الجنوبي من فلسطين، ثُم السيطرة على معابر نهر الأردن والمناطق المحيطة.

وفيما وازنت هآرتس بين السياسي والعسكري، جاءت صحيفة يديعوت أحرونوت لتضيء منذ يومها الأول على العمليات الحربية والعسكرية لكلٍ من العصابات الصهيونية وسلطات الانتداب البريطاني بحق العرب الفلسطينيين، فحمل عددها الأول نهاية الثلاثينيات عنوانَ "البريطانيون يشنون هجومًا على الجبهة الغربية"، (2) قبل أن ينفرد اليهودي الأوكراني جوزيف تامير بلقب "المراسل العسكري" لكلٍ من هآرتس ويديعوت أحرونوت ومعاريف وهابوكر ودفار وفلسطين بوست، من الأعوام 1935 حتى نهاية العام الأول من النكبة مُغطيًا عمليات الهاجاناه وإعلان الدولة وأحداث حرب 1948 بأسلوبٍ احترافي.

أما على المستوى الرسمي، فعشية إعلان دافيد بن غوريون عن دولته، عيّن صديقه الكاتب اليهودي الإنجليزي الأصل موريس بيرلمان  -عُرف لاحقًا باسم موشيه بيرلمان - المتحدثَ باسم الهاجاناه حينها،(3) عيّنه مديرًا لوحدة "الاتصال الصحفي" قبل أن يتطور المنصب لاحقًا للمتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، ويؤسس بيرلمان أول مكتب صحافة حكومي إسرائيلي، ويؤدي دورًا تأسيسيًا في المنظومة الإعلامية الرسمية، مضطلعًا بتهذيب خطابات بن غوريون باللغة الإنجليزية وتجويدها بما يناسب الطبيعة الغربية لجمهور الولايات المتحدة وبريطانيا.

تقاطع العسكر بالإعلام الذي بدأ على يد جابوتنسكي ثم أصبح مهنةً احترافية بقلم جوزيف تامير، قبل أن يتحول إلى مهمة إعلامية رسمية تتحكم بالمقروء والمسموع، هذا التقاطع تحوّرَ مع حرب الأيام الستة إلى نموذجٍ طبيعي للإسرائيلي الذي بإمكانه رفد ميدانه المهني والعسكري في مهمةٍ واحدة، فرغم تجاوز بيرلمان عمر الشباب إبان النكسة إلا أنه خدم في الجيش بالتوازي مع دوره متحدثا رسميا باسمه، كما فعل العشرات من الصحفيين الإسرائيليين مثل زئيف شيف، وجدعون شوكن الذي حصل على منصب رائد خلال خدمته في عصابات الهاجاناه، ثُمّ منصب لواء في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

عشية إعلان دافيد بن غوريون عن دولته، عيّن صديقه الكاتب اليهودي الإنجليزي الأصل موريس بيرلمان المتحدثَ باسم الهاجاناه حينها، مديرًا لوحدة "الاتصال الصحفي" قبل أن يتطور المنصب لاحقًا للمتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي.

هناك أيضًا داني روبنشتاين الذي خدم جنديًا في الكتيبة الأولى التي احتلت الضفة الغربية عام 1967، ثم شغل منصب محلل الشؤون العربية في هآرتس، ورافائيل أمير مراسل صوت إسرائيل. وميرون مدزيني مدير الصحافة الحكومية والمتحدث السابق باسم رئيسة الحكومة غولدا مائير. وكارييل غاردوش الصحفي الذي وثق حرب النكسة من خلال رسوماته الكرتونية لشخصية "سروليك" الجندي المدجج الذي يحقق انتصارات سريعة خلال النكسة، وغيرهم الكثير.

وفي الواقع فإن ترسخ موقع المراسل العسكري خلال حرب عام 1967، لم يكن عشوائيًا بل جاء نتيجة مزاوجة بين الرقابة والتعبئة وتوحيد الرواية ثُم تدويلها، فقد تم التحكم فيما يمكن نقله ونشره عبر الرقابة العسكرية فيما اتسع المدى الجغرافي لما يقدمه المراسلون العسكريون عبر وحدة الناطق باسم الجيش، وأسبغ عليها الطابع القانوني عبر منظومة إعلامٍ مستقل تتبع الجيش وتدعمه مثل إذاعة الجيش ومجلاته، وهو ما حوّل عمل المراسل من ناقلٍ وسيط للمعلومات مُدمجٍ داخل مؤسسة الدولة إلى ناطق باسمها.

 

مُراسلٌ يحمل قذيفة: من حرب لبنان إلى حرب غزة

أما التحول من ناطق إلى وجهٍ دولي للرواية الأمنية الإسرائيلية، فقد اتخذ بُعده الأول باجتياح لبنان سنة 1982، حين ظهرت النسخة الإسرائيلية الأولى من "المراسل المرافق للوحدات العسكرية" أو ما عُرف لاحقًا باسم Embedded Journalist، عبر جيلٍ من المراسلين العسكريين الذين ترسخت مكانتهم محليًا ودوليًا، كمُحللِّي الأمن أو خبراء في شؤون الجيش والشؤون العسكرية، كان من أبرزهم: إيتان هابر، ورام أورن، وآدم باروخ، وأوري دان الصحفي المقرب من أرئيل شارون،  وزئيف شيف  الذي نُشرت تغطيته في صحفٍ أوروبية وأمريكية بصفته محللًا ومراسلًا عسكريًا يجمع بين الصحافة والعلاقة المتينة مع الجيش، وموشيه فيردي الذي نقل مجريات معركة بيروت وتفاصيل عمليات المقاومة الفلسطينية إلى وسائل إعلام دولية.

ترسخ موقع المراسل العسكري خلال حرب عام 1967، لم يكن عشوائيًا بل جاء نتيجة مزاوجة بين الرقابة والتعبئة وتوحيد الرواية ثُم تدويلها، فقد تم التحكم فيما يمكن نقله ونشره عبر الرقابة العسكرية فيما اتسع المدى الجغرافي لما يقدمه المراسلون العسكريون عبر وحدة الناطق باسم الجيش.

هناك أيضًا روني دانيال  الذي أجرى مقابلات مع كبار ضباط الجيش ووفر للقناة الإسرائيلية الثانية -القناة 12 لاحقًا- تغطية متتابعة للعمليات العسكرية، ورون بين يشي الذي تنقل بين الأزقة مبرزًا تأثير الحصار الإسرائيلي على سُكان بيروت، وعمليات الجيش في المناطق الحدودية.

التقاطع والشراكة بين الإعلام والعسكر، أهل مراسلي وصحفيي حرب لبنان لاحقًا لتصدُّر موقعِ كُتاب ومؤرخي حرب لبنان 1982على مستوى دولي وإقليمي؛ وذلك نتيجة تماسهم المباشر مع الأحداث الميدانية وانخراطهم مع وحدات الجيش في الخطوط الأمامية، وقدرتهم على تفسير القرارات العسكرية والسياسية، وما أُتيح لهم من صلاحيات استثنائية للوصول إلى المعلومات الميدانية من خرائط وخطط وتقييمات.

لقد استطاع عددٌ منهم تقديم سردٍ إعلامي موثق بالصور والخرائط عن واقع الحرب وأسرارها العسكرية والميدانية، ناهيك أن قربهم العسكري من كبار الضباط -نتيجة خدمتهم في وحدات الجيش- وفر لهم الوصول إلى شهادات ومقابلات غنية بالتفاصيل، فأصبح المراسل العسكري محللًا ومؤرخًا وشاهدًا على لحظة تاريخية، مثل كتاب "حرب لبنان الإسرائيلية: حرب الخداع"  لزئيف شيف الذي أضحى مرجعًا أكاديميًا وإعلاميًا هامًا للباحثين، وكتابه الآخر "حرب لبنان 1982" مع إيهود يعاري، وهُناك أيضًا "حرب لبنان: حسابات شخصية وتحليلية" للصحفي رون بن يشاي الذي كان من أوائل الصحفيين الإسرائيليين الذين دخلوا صبرا وشاتيلا بعد المذبحة، وجمع تجاربه الميدانية عن العمليات والوحدات العسكرية والمعارك في لبنان خلال الاجتياح.

التقاطع والشراكة بين الإعلام والعسكر، أهل مراسلي وصحفيي حرب لبنان لاحقًا لتصدُّر موقعِ كُتاب ومؤرخي حرب لبنان 1982على مستوى دولي وإقليمي؛ نتيجة تماسهم المباشر مع الأحداث الميدانية وانخراطهم مع وحدات الجيش في الخطوط الأمامية، وقدرتهم على تفسير القرارات العسكرية والسياسية، وما أُتيح لهم من صلاحيات استثنائية للوصول إلى المعلومات الميدانية من خرائط وخطط وتقييمات.

جاء التتويج العملي للعلاقة بين العسكر والإعلام مع الحرب الإسرائيلية على غزة 2014، حين تعاظم توجيه الوصول الميداني عبر الناطق العسكري والرقابة في جولات صحفية محدَّدة للطواقم الصحفية برفقة وحدات من الجيش على حدود غزة وداخلها، واستُبقت إصداراتها الإعلامية بقيود رقابية على التفاصيل العملياتية، وهو ما حول المراسل إلى مروجٍ لحظيّ لسردية الجيش وعملياته، بالتزامن مع تضييق أكبر على طواقم الصحافة الدولية التي وجدت في ترجمة الإعلام الإسرائيلي نافذة لتعريف الحرب ومنطِقها.

فعليًا، منذ اللحظة الأولى لتحرك الصهيونية نحو فلسطين، وجد الإعلام دائمًا موطئ قدمٍ له في المنتصف؛ بين ما يدعوه الغرب “حرية التعبير والنقل"، وما تراه المنظومة الإسرائيلية حاجة لـ "التعبئة الوطنية بدون شوائب" و "السمعة الدولية لإسرائيل". على هذ وَقْع الموازنة تأسس إعلامٌ إسرائيلي بعدة وجوه، لكنها جميعًا بمقاسٍ واحد.

إحدى هذه الوجوه تتمثل في مساحات النقل الحُر للرواية العسكرية الإسرائيلية ما دامت تُرسخ القوة والهيمنة واليد الطولى التي لا تهاب البطش، أما الوجه الآخر فهو تجسير الفجوات بين الجُهد العسكري والإنجاز -الذي لا يكون مُتحققًا دومًا- بما يدعم التعبئة والتوحد خلف الجيش، بينما يبرز الوجه الثالث في الحفاظ على الأسرار العسكرية في حدود المستطاع.

بهذه الأوجه، أثبت الإعلام الإسرائيلي أنه يتبع الجيش أولًا وأخيرًا، وأن اختلاف الآراء وحرية التعبير تنتفي أمام الأوامر والرقابة العسكرية، وأن لكل دولةٍ جيشٌ وإعلام، أما في إسرائيل فهناك جيشٌ يعمل الإعلام والدولة وفق بوصلته.

 

النسخة الغربية للمراسل العسكري

النتائج المباشرة للمزاوجة بين العمل الإعلامي والانغماس الحربي في الميدان، لفتت أنظار الخبراء العسكريين الغربيين الذين وجدوا في التجارب الإسرائيلية مرشدًا لهم، ما شجع وزارة الدفاع الأمريكية عام 2003 على تأسيس وحدة خاصة بالصحفيين المدمجين مع القوات المسلحة، تؤسس لتمكين إستراتيجي في صنع السياسة الخارجية الأمريكية، وتُضفي شرعية على عملياتها العسكرية في العراق، وضمت لها ما بين 600-700 صحفي تم إخضاعهم لتدريب مسبق.

الوحدة التي جاءت استجابة لانخفاض فرص الوصول إلى الصحفيين في حروب سابقة مثل حرب الخليج الأولى (1990–1991) وغزو أفغانستان عام 2001، حُكمت بمنظومة أمنٍ عملياتي مختلفة عن بقية وحدات التحالف الدولي، مكنت الصحفيين من الانخراط في مناطق النزاع والدخول إلى ساحة المعارك مقابل قيود على الحركة والمعلومة تُحدِّد ما يمكن وما لا يُمكن نشره.

رغم الانتقادات والاتهامات بالتحيز ومقايضة الحصانة الميدانية بالشفافية المطلقة، إلا أن ذلك لم يمنع الإعلام الغربي من تكرار التجربة مرةً أخرى -ولو بدرجةٍ أقل- خلال الحرب الروسية الأوكرانية، عبر الانضمام إلى صفوف القوات الغربية والأوكرانية بهدف الوصول للميدان والحصول على تغطية مباشرة لأحداثه.

 النتائج المباشرة للمزاوجة بين العمل الإعلامي والانغماس الحربي في الميدان، لفتت أنظار الخبراء العسكريين الغربيين الذين وجدوا في التجارب الإسرائيلية مرشدًا لهم، ما شجع وزارة الدفاع الأمريكية عام 2003 على تأسيس وحدة خاصة بالصحفيين المدمجين مع القوات المسلحة، تؤسس لتمكين إستراتيجي في صنع السياسة الخارجية الأمريكية، وتُضفي شرعية على عملياتها العسكرية في العراق، وضمت لها ما بين 600-700 صحفي أخضعوا لتدريب مسبق.

وخلال السنوات السابقة تجاهل المجتمع الإعلامي الغربي ثنائية العسكر والإعلام بشكلٍ كبير، مفضلًا التركيز على الإنتاج الصحفي والإعلامي، ونتيجة لذلك برز صحفيون مثل جيمس فولي  الذي عمل صحفيًا مدمجًا ضمن الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، ولارا لوغان التي  غطت المعارك ضمن صفوف القوات الأمريكية البريطانية في العراق وأفغانستان ما بين 2002-2005، وبن سولومون الذي رُشح لجائزة إيمي عن فيلمه "The Fight for Fallujah" الذي أعده باستخدام تقنية الواقع الافتراضي (VR) خلال تغطية ميدانية مع الجيش العراقي عام 2016.

بالنظر من زاوية أخرى، فإن نموذج "المراسل العسكري الإسرائيلي" وتاليًا الغربي،  لفت أنظار الميادين الإعلامية والعسكرية والنفسية على حدٍ سواء، ودفعها لإجراء دراسات إعلامية وسيكولوجية تُحلل فيها صياغة الرسالة الإعلامية وتأثيراتها على الجمهور والفوائد العسكرية والسياسية المتوخاة من هذا النموذج، ومقارنة ذلك بالتبريرات السياسية وبالدعاية الإعلامية التي يمكن للحكومات أن تتبناها لتبرير صراعاتها أو صناعة سياستها الخارجية أو حشد الرأي العام نحو تأييدها، وربما نحو ممارسة نفوذها بأشكالٍ أخرى عبر وسائل الإعلام.

بالمحصلة، لم يكن المراسل العسكري يومًا سوى سلاح آخر منضوٍ تحت الراية التي تحميه، أيًا كانت البزة التي يرتديها، وإذا كان الإعلام الغربي قد رآه جنديَّ الحقيقة في قلب الجبهة، فإن التاريخ يُثبت أن الحقيقة نادرًا ما تنطق باسم ضحايا الحروب، بل باسم القوة التي تخوضها.

 


المراجع: 

(1) The National Library of Israel, “The Yishuv and State of Israel Press,” https://n9.cl/o4ov2 .
(2) Press Reference. (n.d.). Israel press, media, TV, radio, newspapers.http://www.pressreference.com/Gu-Ku/Israel.html
(3)  هو تجمع شبه عسكري يهودي نشأ في فلسطين خلال الفترة (1920–1948)، وتلقت الطلائع الأولى من قواته تدريبًا على يد الانتداب البريطاني. مع إعلان قيام دولة إسرائيل، أصبح النواة الأساسية لجيش الدفاع الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

عمل المراسل الصحفي هو أن يسأل الناس، لا أن يملي عليهم

هل على المراسل الصحفي أن يعبر عن قناعاته السياسية وينخرط في الصراع الانتخابي؟ تظهر التغطية الصحفية للانتخابات التركية انتهاكات للمعايير المهنية والأخلاقية تضرب في العمق مبدأ الحياد.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 14 مايو, 2023

المزيد من المقالات

دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025