عمل المراسل الصحفي هو أن يسأل الناس، لا أن يملي عليهم

 خصصت صحيفة الإيكونوميست الأسبوعية البريطانية العريقة صفحتها الأولى للانتخابات التركية المقبلة، التي وصفتها بالانتخابات الأهم في عام 2023. لكن الإيكونوميست نشرت أيضًا دعوة للتصويت، ونشرت العبارة  التالية: "أردوغان يجب أن يرحل"، وهو ما صدمني لأنه يخالف أخلاقيات الصحافة.

"ضوء وكُتّاب" هما أساسا الديمقراطية، كما اشتُهر عن رئيس الوزراء الإسباني أنتونيو ماورا، أنه قال في العقود الأولى من القرن العشرين، إذ يعني بالـ "كتاب" موظفي البرلمان الذين توكل إليهم أعمال تدوين كافة الخطابات التي يلقيها السياسيون خلال الجلسات لكي يتمكن الناس من التحقق من تنفيذ المقترحات والوعود التي يقدمها النواب المنتخبون ومحاسبتهم عليها، وهكذا فإن هذا المفهوم هو كناية عما يعرف في زماننا بالصحافة الحرة القادرة على نقل ما يحدث في حقل السياسة بدقة.

ومع وجود الكثير من الدول حول العالم التي تحكمها أنظمة ليست ديمقراطية تمامًا، غالبًا ما يجد المراسلون الصحفيون الأجانب أنفسهم وقد أصبحوا يؤدون دور الكتاب، وتقع عليهم مسؤولية تسليط الضوء على مجال السياسة وإخبار جمهورهم بما يحدث فيه بالضبط، وهذا هو الواقع، حتى في دولة ديمقراطية مثل تركيا التي يعمل فيها الكثير من الصحفيين المحليين الماهرين الذين يؤدون بالفعل هذا الدور. فرغم تصنيف تركيا المنخفض على سلم مؤشر حرية الصحافة العالمي الذي ينشر سنويًا من قبل "مراسلون بلا حدود"، إذ تحتل المرتبة 165 من بين 180 دولة، فإنه لا تزال هناك صحافة حرة في البلاد، إذ إن الصحف المعارضة الجريئة ليست بازدياد فقط، بل تباع على منصات بيع الصحف في الشوارع، ولكن قراءها قلة، إذ إن 90% من المؤسسات الإعلامية يسيطر عليها رجال أعمال مقربون من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يسعى إلى أن يعاد انتخابه، ولا داعي للإشارة إلى أن وسائل الإعلام هذه تكرر كل ما يقوله الرئيس حتى من دون التحقق من صحة تفاصيل ما قيل.

للأسف فإن وسائل الإعلام التابعة للمعارضة أيضًا لا تتحقق كثيرًا من المعلومات، وغالبًا ما تكون محاولاتها لمواجهة رواية الحكومة مدفوعة بالمشاعر عوضًا عن كونها مدفوعة بالتحليلات. 

 

 

إن الحياد، أو على الأقل محاولة إظهاره، سيكون دائمًا مهمة صعبة، ولكن في المقابل، يجب على المراسلين الصحفيين الذين يؤدون مهمات قصيرة أن يكونوا دائمًا منفتحين لتغيير آرائهم عندما تتضح لهم معلومات إضافية.

 

وهذه هي نتيجة انقسام المجتمع اليوم انقسامًا عميقًا، بين مؤيدي أردوغان ومن سينتخبون المعارضة، إذ بالكاد تتبقى مساحة للنقاش العقلي، فأنصار الرئيس سيرفضون التشكيك في أقواله، في حين أن الخصوم لن يكلفوا أنفسهم بفصل الحقائق عن الأكاذيب في رواية يعتبرونها في جميع الأحوال دجلًا مطلقًا، وهذا بالطبع يجعل وسائل إعلام المعارضة مصادر غير ذات مصداقية في عيون من هم في المنتصف بين الطرفين، أو المتشككين.

في هذه الحالة ينظر إلى المراسلين الأجانب غالبًا على أنهم محايدون، أو على الأقل وسطاء متوازنون، حتى من قبل الكثير من الأتراك الذين لا يعلمون فيمن سيضعون ثقتهم.

عندما أغطي الحملات الانتخابية، بل حتى قبل ذلك بوقت طويل، -إذ إن الأجواء في تركيا باتت في السنوات القليلة الأخيرة بمثابة حملة انتخابية مطولة- عادة ما تطرح علي أسئلة عن رأيي الشخصي بمجرد أن أسأل المواطنين عن آرائهم. وأنا دائمًا لا أجيب إجابات مباشرة، وذلك ليس لأنني لا أريد من الناس أن يجيبوا على سؤالي بإجابات يفترضون أنني أود سماعها فحسب، بل لأنه لا يتوافق مع أخلاقيات المهنة، إذ إنني بصفتي صحفيًا، وبالتحديد صحفيًا أجنبيًا، لا يجب أن أؤثر على الوضع الذي أراقبه وأصفه.

 

 

3
(رويترز)

 

 

وهذا لا يكون دائمًا يسيرًا، لأن كونك مراسلًا صحفيًا لفترة طويلة يختلف إلى حد ما عن تغطية انتخابات بصفتك مراسلًا حددت لك مهمة تؤديها مرة واحدة فقط. وبالطبع، فإنه عند الذهاب إلى دولة أجنبية لتغطية الانتخابات سيكون جميع من ذهبوا قد اختاروا مواقفهم بالفعل، حتى وإن كان ذلك من دون أن يدركوا. لذلك فإن الحياد، أو على الأقل محاولة إظهاره، سيكون دائمًا مهمة صعبة، ولكن في المقابل، يجب على المراسلين الصحفيين الذين يؤدون مهمات قصيرة أن يكونوا دائمًا منفتحين لتغيير آرائهم عندما تتضح لهم معلومات إضافية، الأمر الذي ينفي تأثرهم بالأحداث، حيث إنهم بعد أن تحسب الأصوات وتعلن نتائج الانتخابات سيعودون من حيث أتوا.

أما بالنسبة لمراسل صحفي يعمل في البلاد لفترة طويلة فإن الأمر يختلف، فربما لا يوجد "موطن" آخر للذهاب إليه، أو على الأقل لا يمكن الذهاب إلى مكان آخر من دون الدخول في تعقيدات تغيير العمل. إنني أعيش في تركيا منذ ما يزيد عن العقد، شأني شأن العديد من الصحفيين الأجانب في اسطنبول. ويمكننا نظريًا أن نتقدم للحصول على الجنسية التركية، لكن جميع الصحفيين الذين أعرفهم تجنبوا فعل ذلك، لأن أحد مزايا كونك صحفيًا أجنبيًا هو أنك أجنبي. بالطبع، جميعنا سنتأثر بما يحدث في البلاد التي نحب والتي اخترناها للعيش، وهذا لا يحمل بعدًا عاطفيًا؛ لأن انتصار هذا الطرف أو ذاك يمكن أن يجعل حياة الصحفيين جميعهم، الأتراك والأجانب، أسهل أو أصعب فحسب، بل هو كذلك أيضًا لأن كونك صحفيًا لا يعني كونك غير حساس وغير مهتم لما يحدث حولك، بل يعني أنك فقط لا تظهر هذا الاهتمام أثناء عملك، لكنك ستفهم بعد فترة وجيزة أن كلمة "عمل" تتضمن كل شيء تكتبه أو تفعله بالعلن.

 

 

أعيش في تركيا منذ ما يزيد عن العقد، شأني شأن العديد من الصحفيين الأجانب في اسطنبول. ويمكننا نظريًا أن نتقدم للحصول على الجنسية التركية، لكن جميع الصحفيين الذين أعرفهم تجنبوا فعل ذلك، لأن أحد مزايا كونك صحفيًا أجنبيًا هو أنك أجنبي.

 

عندما كنت في بلدي إسبانيا، اعتدت على المشاركة في المسيرات بصفتي مواطنًا لكي أؤدي واجبي بالمشاركة السياسية في نظام ديقراطي، لكنني لم أشارك في أي مسيرة في تركيا بصفتي متظاهرًا. لقد ذهبت إلى مئات المظاهرات حاملًا كاميرا في يد ودفتر ملاحظات في الأخرى، لأطرح الأسئلة وأكتب الأخبار، إلا أنني لم أهتف أي هتاف على الإطلاق، وهو أمر يحتاج في بعض الأحيان إلى ضبط للنفس.

 أذكر احتجاجات غيزي في اسطنبول عام 2013، والتي شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين من الرجال والنساء، ومعظمهم من الشباب، إذ تدفقوا إلى ميدان تقسيم ليتحول اعتصام صغير لأنصار البيئة إلى مسيرة ضخمة لا يسعنا إلا أن نقارنها بثورة الطلبة في باريس عام 1968، أو ربما هكذا بدا الأمر للكثير منا ممن لم يكونوا مولودين في ذلك الوقت لكن كانت لدينا ذاكرة ثقافية لـ "باريس 68" بوصفها كانت نقطة فاصلة في السياسة الأوروبية والحركات الشبابية، وقد بدت احتجاجات غيزي تاريخية بالنسبة لتركيا كذلك، وقد كنت محظوظًا لأنني شهدتها.

ولكن أن "نشهدها" هو المهم، لأننا نحن الصحفيين لسنا جزءًا من المظاهرة، ونحن نختار ذلك، لا نرفع أعلامًا أو يافطات، ونبقي أفواهنا مغلقة في الوقت الذي يتحدث فيه الآخرون. الأمر كله يدور حول المبادئ، فإما أن تغطي المظاهرة تغطية إخبارية أو أن تشارك فيها، ولا يمكنك فعل كلا الأمرين في الوقت ذاته، وستكتشف لاحقًا أنه ليس بإمكانك فعل كلا الأمرين في آن معًا في الأوقات الأخرى كذلك لأنك إن كنت مراسلًا صحفيًا أجنبيًا، لا يمكنك أن تتجاهل هذه الجزئية لساعة واحدة أو يوم واحد.

 

 

4
(رويترز)

 

 

 

نحن الصحفيين غالبًا ما نكون فخورين بأننا نكون على أهبة الاستعداد على مدار اليوم، وبأننا مستعدون للرد على المكالمات الهاتفية بأي وقت من اليوم حرفيًا، بل وكل شخص نقابله يمكن أن يكون مصدرًا للأخبار في المستقبل، وكل محادثة نجريها سواء كانت أثناء التسوق أو الرقص في أحد البارات، ستمثل إضافة إلى معرفتنا بالبلاد وبحدود سياق ما نكتب. فأنت لا تنفصل بتاتًا عن عملك لأن مراقبة الوقائع هو عملك، وعلينا أن ندرك أن الوقائع تراقبنا بدورها أيضًا، وأيًا يكن ما نفعله فسيكون قد تم بصفتنا صحفيين أجانب، ناهيك عن أن وظيفتنا هي أن نخبر الجمهور بحال البلاد، لا أن نخبر البلاد بما عليها أن تفعل.

هذا هو التوجه ذاته الذي أحاول أن أحافظ عليه خلال الانتخابات الأكثر استقطابًا على الأرجح في بلاد بدأت تشهد هذا الاستقطاب منذ عشرة أعوام، وبالتحديد بعد إخماد احتجاجات غيزي. بالتأكيد، أنا أدري جيدًا ما هو الحزب الذي أحب أن أراه منتصرًا لكنني لن أخبركم، بل سأخبركم بآراء الناس في كلا طرفي الطيف السياسي، وسأقدم لكم الحقائق حيال ما يجري في البلاد الآن، وسأتوقف عند ذلك.

لذلك، فإنني أعتقد أن الإيكونوميست ارتكبت خطأ في صفحتها الرئيسية، لأني أدري أن الصحف البريطانية والأمريكية لديها تقليد يتمثل بالإعلان رسميًا عن دعم مرشح واحد في الانتخابات، وربما يكون ذلك جيدًا لأن لكل صحيفة رؤيتها الأيديولوجية المحددة ولا بأس بالتعبير عن ذلك بصراحة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالممارسات الديمقراطية لدولة أجنبية، فإن توجيه مواطنيها لانتخاب أحد ما ليس بالأمر الصحيح، وذلك ليس فقط لأن التحليلات المحايدة في الصحافة الأجنبية ضرورية لأنها محايدة بالتحديد، بل كذلك لأن مثل هذه الممارسة تظهر قلة الاحترام للناخبين الأتراك، فهل هم حقًا بحاجة للمؤسسات الإخبارية البريطانية لتخبرهم بما عليهم فعله ببلادهم؟ 

 

 

أنا أدري جيدًا ما هو الحزب الذي أحب أن أراه منتصرًا لكنني لن أخبركم، بل سأخبركم بآراء الناس في كلا طرفي الطيف السياسي، وسأقدم لكم الحقائق حيال ما يجري في البلاد الآن، وسأتوقف عند ذلك.  

 

 

 

 

المزيد من المقالات

حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023