الترجمة الأمينة للمقالات الصحفية لا تعني الاحتفاظ بالنص الأصلي كما هو (تصوير: طيبة صادق - رويترز)

الترجمة الصحفية.. البحث عن أفضل خيانة تحريرية ممكنة

"للأسف، ترجمتك ليست دقيقة يا عزيزي"، بادرَني بها رئيس تحرير المجلة التي كنت قد قُبِلتُ للعمل فيها أواخر العام 2016، كانت ترجمتي الأولى هناك، والأخيرة! "ليس لك أن تحذف كلمة من النص الأصلي حتى لو لم تكن ذات أهمية، عملُنا هنا ترجمة المقالات وليس تلخيصها!". كانت جملة في النص تقول إن الجمارك رفضت إدخال شحنة من القمح مرة واثنتين وخمسا وعشرا. ترجمتها "مرة وخمسا وعشرا"، حذفت كلمة اثنتين، ولم أقف صامتا، حاولت إقناعه بصحة ترجمتي: "إن كاتب النص صحفي متخصص بالاقتصاد، وهو إسباني، من الطبيعي عند العدّ أن يستحضر أرقام الفئات النقدية في بلاده، يورو واثنين وخمسة وعشرة، أما أنا فاستحضرت الفئات النقدية التي يعرفها من سيقرأ مقالي هنا"، رأيت ملامح الدهشة على وجهه، أظنه تعلم شيئا جديدا آنذاك، وأظنني أفلحت في الترجمة فحسب. أما في الوظيفة تلك فلم أقبض دينارا ولا اثنين ولا خمسة ولا عشرة!

يقول بيتر نيومارك، أحد أبرز مؤسسي دراسات الترجمة في العالم: "إن وظيفة المترجم هي إيصال "الرسالة" التي أرادها كاتب النص الأصلي و"بالإحساس" ذاته"؛ أي إن المعنى وحده لا يكفي. على المترجم أن يتغلغل في صميم الكاتب، بمَ كان يفكر في تلك اللحظة؟ وأي دلالة أراد أن يودعها هذه الكلمات؟ لا ننسى أن طبيعة عمل المترجم تفرض عليه أن يكون رسولا بين أمة وغيرها، بين ثقافة وأخرى بعيدة، فإلى أي مدى هو صعب حمل هذه الرسالة؟

تقوم الترجمة عمليا على خطوتين رئيستين؛ قراءة نص بلغته الأصلية، وكتابة نص جديد باللغة الهدف؛ لذلك يشترط في المترجم - بحسب نيومارك - أن يكون على دراية بلغة النص الأصلي وثقافة الناطقين بها، وأن يكون كذلك على دراية تامة بلغة النص الهدف وثقافة الناطقين بها. لن نستغرب، إذن، حين نعلم أن أحمد الصافي النجفي - عراقي الأصل - كان قد ارتحل إلى إيران وقضى فيها ثماني سنوات قبل أن يترجم رباعيات الخيام، ثم لن يكون مُستغرَبا أن تكون ترجمته من أفضل الترجمات للرباعيات المعروفة، بعد معاشرته للناطقين باللغة الفارسية ومخالطته إياهم سنين طويلة! أما اللغة، التي هي عماد تفكير الإنسان، ومرآته في الفكر والثقافة والاجتماع وغير ذلك، فربما من المستحيل أن يتطابق فيها لسانان من بلد واحد، فكيف إذا كانا من ثقافتين إحداهما في مشارق الأرض والأخرى في مغاربها؟ وإذا كانت اللغات ذاتها تختلف فيما بينها من حيث قواعدها النحوية والصرفية ودلالات كلماتها وأساليب الصياغة وحتى في تأثير أصواتها على المتلقي من كلا الجانبين، فهل يشمل عمل المترجم تلك القواعد والأساليب كي يكون أمينا على هذه الرسالة؟ هل عليه أن يلتزم قواعد الإنجليزية مثلا لكتابة نص عربي؟ يبدو ذلك ضربا من الجنون، فلننقل المعنى وحده بأمانة، ولتذهب القواعد والمفردات إلى الجحيم! من هنا جاء المثل الإيطالي المعروف "traduttori traditori" "المترجمون خونة".

 

كل الطرق تؤدي إلى الخيانة

 

كثيرة هي المناحي اللغوية والثقافية التي يلجأ فيها المترجم الصحفي مضطرا إلى الخيانة بهدف إيصال رسالة كاتب النص الأصلي، وأخص هنا الترجمة إلى العربية، والفوارق الكبيرة بينها وبين اللغات الغربية. على سبيل المثال، فإن الإنجليز يبدؤون جملتهم بالفاعل ثم يأتون على الفعل، وكأن كلامهم كله جمل اسمية، بينما تُنوع العربية في استخدام الجملتين الفعلية والاسمية مع رجاحة كفة الفعلية في غالب النصوص، ولكلتا الجملتين دلالات معينة؛ فالفعلية تُبرز الفِعلة ذاتها، والاسمية تُبرز الشخوص. على كل حال لن يلتزم المترجم بقواعد الإنجليزية، وسيصوغ جملا فعلية كثيرة، فاستبشروا بالخيانة!

القمر في الإسبانية مؤنث، والشمس مذكرة، كثير من المذكرات العربية مؤنثة في الإسبانية، والعكس كذلك صحيح، ماذا سيصنع المترجم أمام مجتمع مدني وآخر محافظ؟ هل يرضي التيارات التقليدية أم يجنح صوب النسوية؟ في النهاية سيقرأ الإسبان المقال تحت ضوء قمرة أنثى، وسيقرؤه العرب تحت ضوء قمر ذكر! كما أن الإنجليز يقولون Friend، كيف نترجم هذه؟ صديق أم صديقة؟ هل يؤمن المترجم بوجود جنس ثالث غير هذين؟

ماذا عن الملكية في عالم رأسمالي؟ الإنجليزية واللغات اللاتينية في العموم تقدم ضمير الملكية على الاسم، على عكس العربية التي تذكر الاسم ابتداء ثم تلحق به ضمير الملكية مهملا متصلا. يعرف الدارسون في علوم اللغة واللسانيات أن ما يتقدم من كلمات في الجمل تكون له الأهمية في المقال، ليس أمامك هنا سوى الخضوع لقواعد العربية وإهمال الملكية في أواخر الأسماء ضميرا متصلا لا يتجاوز الحرف أو الحرفين، حتى وإن لم تكن شيوعيا!

ماذا عن الأرقام في عالم رقمي؟ وماذا عن الأعداد في عالم بات القتلى فيه أرقاما يومية لا أسماء؟ اللغات الغربية تذكر الرقم قبل الاسم، العدد قبل المعدود، بينما العربية تتيح لك أن تضع الاسم قبل العدد، أن تنوّه بالاسم وأن تعطيه حقه ولو في اللغة؛ قُتل أربعة مدنيين، أم قُتل مدنيون أربعة؟!

كل ذلك يضع المترجم الصحفي أمام مفترقات عديدة، تتفرع منها طرق عديدة، كلها تؤدي إلى الخيانة، لكن، ماذا إذا كان الطريق مسدودا بالأساس؟

 

طرق مسدودة في الترجمة

 

 في بعض الأحيان يجد المترجم في الصحافة نفسه أمام حاجز لا منفذ فيه، كلمة لا أصل لها في اللغة المترجم إليها. قبل أشهر قليلة ترجمتُ نصا لكاتب من المكسيك لفائدة "مجلة الصحافة"، أتى على ذكر نبتة اسمها (Chayote)، بحثتُ عنها في موسوعات النباتات ولم أجد لها أصلا في العربية، ذهبتُ إلى مشتل في الشمال، سألتُ المزارعين هناك، لم يعرفها أحد، آخر الأمر أدركتُ أنها نبتة تنتشر في أمريكا اللاتينية فقط. لم يعرفها أجدادنا هنا، للوهلة الأولى رأيت أن أضع اسم نبات آخر من الفصيلة النباتية ذاتها، يكون قريبا من خصائصها وصفاتها، أحسست أني أبالغ في الخيانة، في آخر الأمر وضعت اسمها كما هو؛ "تشايوته"، وتركت ملاحظة للقارئ في الهامش لا تتجاوز السطر، وضعت فيها نبذة عامة عن تلك النبتة اللعينة!

 والآن بعد أن استعرضنا شيئا من مواضع الخيانة في الترجمة، ماذا عن المترجم الأمين؟ ماذا لو طبقنا الترجمة الحرفية حتى على قواعد اللغة وصياغاتها؟ هنا ستكون الكارثة!

 

2
إن وظيفة المترجم هي إيصال "الرسالة التي أرادها كاتب النص الأصلي و"بالإحساس" ذاته" (تصوير: محمد حامد - رويترز).

الترجمات الحرفية اليوم.. أخطاء لغوية شائعة غدا

 

 كثير من الصياغات اللغوية الرديئة سببها ترجمات رديئة بالأساس، حتى إن بعضها يحرف المعنى عن القصد تماما، مثال ذلك الصياغة المستخدمة بكثرة اليوم في الصحافة والإعلام حين نقول مثلا: "ثلاث ساعات بعد خطاب الرئيس، اندلعت مواجهات..."، فبينما يقصد الكاتب أن المواجهات اندلعت بعد الخطاب بثلاث ساعات، فإن هذه الجملة تشير بصياغتها هكذا إلى أن المواجهات اندلعت بعد الخطاب مباشرة ولمدة ثلاث ساعات فقط، ثم توقفت! هذه الصياغة ترجمة حرفية من الإنجليزية “Three hours after the president speech…”، والأصل أن نقول: "بعد ثلاث ساعات من خطاب الرئيس، اندلعت مواجهات..."، كما نرى فإن ترجمة حرفية واحدة حرَّفت المعنى كله، وسلِم المترجم من الخيانة!

يستخدم الصحفيون العرب في شمال أفريقيا كلمة "يفقد" في التقارير الرياضية: "منتخبنا الوطني يفقد مباراته أمام..."، منذ متى نستخدم الفعل يفقد في هذا السياق؟ معروف في العربية أن الفقد يكون للشيء أو الشخص الذي كان بين يديك أصلا، في متناولك، أما في التنافس فهي خسارة، "خسر المنتخب ...". هذه أيضا ترجمة رديئة عن الإيطالية والإسبانية من الفعل (Perder)، ولربما يتفوق علينا الأوروبيون في الرياضة؛ لأن ضمير لسانهم يَعُدّ المنافسات بين أيديهم في الأساس، فيحرصون على ألا يفقدوها، بينما نحن نعدّها ربحا وخسارة!

ما يهمنا هنا ألا يخسر المترجم أبدا.

 

3
مهما كان المترجم دقيقا وملما باللغات وبالسياقات الثقافية، فإنه "سيخون" النص الأصلي في نهاية المطاف (تصوير: كمران جبريلي - أسوشيتد برس).

 

ما الذي ينبغي للمترجم فعله

 

قبل أن أدخل عالم الترجمة، كنت أعمل موظف كاشير في مطعم شعبي، كانوا يسمون الكاشير هناك في نبوءة مستعجلة "الحرامي"، والحقّ أن كل الظروف كانت مُهيأة لذلك؛ عمل بغير عقد رسمي ولا ضمان اجتماعي ولا تأمين صحي، وبأجر يومي لا يتجاوز عشرة دولارات، بينما أنت تحرس صندوقا فيه الآلاف. وظيفتك أن تكون رسولا بين الزبون وبقية العمال، تنقل رسالته على قصاصات من ورق، كل ما عليك أن تكون أمينا في نقل طلبات الزبون، وأن تكون لبقا وحريصا في لصوصيتك.

أمضيت هناك تسع سنوات، واليوم أجدني أفعل الشيء ذاته! كل الظروف مهيأة للخيانة في الترجمة، والمنافذ كلها مسدودة، كل ما عليك أن توصل رسالة الكاتب بأمانة مهما كان الثمن اللغوي، الجميع يعلم أنك خائن، والكاتب زبونك الأصيل، افهم طلبه جيدا، واحرص على نقله سليما إلى القراء، بكل ما استطعت إليه الوصول من مفردات، قلت أو كثرت، في النهاية أنت تخون بأمانة مطلقة يا عزيزي.

 

 

4
الصحافة مهنة سريعة، والترجمة تحتاج إلى تأمل وتفكير (تصوير: حمد محمد - رويترز).

 

المزيد من المقالات

إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

Shaimaa Al-Eisai
شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

Said El Hajji
سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

Shaimaa Al-Eisai
شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024