من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

 

البوسنة ورواندا: إبادة مباشرة وإبادة دون صور(1)

في الخامس من شهر أغسطس/آب 1992، وبعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب في البوسنة، تمكنت مجموعة من الصحفيين الأجانب مكونة من مراسل الغارديان، إيد فوليامي (Ed Vulliamy) وفريق من تلفزيون ITN البريطاني، بينهم الصحفية بيني مارشال (Penny Marshall) وزميلها أيان وليامز (Ian Williams) من الدخول إلى معسكر "أومارسكا" (Omarska) (2) سيئ الصيت قرب مدينة برييدور (Prijedor) التي شهدت إحدى أفظع المجازر في الحرب البوسنية.

بعد يومين، تصدر عنوان "عار معسكر أومارسكا" صفحات صحيفة "الغارديان" (3) ، وأجرى فوليامي -كما يقول (4)- 54 مقابلة تلفزيونية وإذاعية في اليوم الذي تلا الكشف عن معسكر التعذيب.

ومن العاصمة المحاصرة سراييفو، أثارت كريستيان أمانبور (Christiane Amanpour) جدلا واسعا في 3 مايو/ أيار 1994، حينما أجرت مداخلة عبر الفيديو اتهمت فيها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بـ "الافتقار إلى الخطة" و"التذبذب المستمر" في تعامله مع الوضع المتطور بالبوسنة، ليُصدم كلينتون محاولا الدفاع عن سياسته دون جدوى (5) حتى إن "جزار البوسنة" راتكو ملاديتش لم يخفِ غضبه من تقارير أمانبور حينما قابلته وجها لوجه في شهر يوليو/تموز من عام 1993(6).

لاحقا، بعد توقّف الحرب إثر توقيع اتفاقية "دايتون" عام 1995 وتقسيم البوسنة إلى فيدراليتين(7) ومقاطعة صغيرة (8)، وافق عدد من الصحفيين على الإدلاء بشهاداتهم في محكمة يوغوسلافيا السابقة. كان في مقدمتهم فوليامي الذي يتذكر تلك اللحظات قائلا: "تخليتُ عن أي ادعاء بالحياد وذهبت إلى لاهاي. أعطيتُ النيابة في قضية تاديتش(9) كل دفاتري وأخبرتهم بكل ما أعرفه"(10).

وهكذا أصبح إيد فوليامي أول صحفي يدلي بشهادته في محكمة مختصة بجرائم حرب دولية منذ محاكمات "نورنبرغ" التي تلت الحرب العالمية الثانية.

الإشادة بدور الصحفيين الأجانب لا يقضي بعدم وقوع عدد منهم بأخطاء وتبسيطات اختزالية من قبيل القول إن ما كان يجري في البوسنة ما هو إلا صراع إثني وحضاري عمره مئات السنوات أو أنها حرب أهلية، فضلًا عن تساهل صحفيين في إتاحة المجال لمتورطين في الإبادة للظهور وممارسة التحريض.

في رواندا، جرت الإبادة الجماعية خلال 100 يوم بينما كانت حرب البوسنة ما تزال قائمة لكن على عكس التغطية الإعلامية المكثفة نسبيًا للبوسنة لم تحظ رواندا باهتمام كبير من قبل الصحافة الأجنبية.

ثمة قضايا أخرى تصدرت وسائل الإعلام الأمريكية في تلك الفترة، مثل محاكمة لاعب كرة القدم الأمريكية، أو جيه سيمبسون، وفضيحة اعتداء المتزلجة تونيا هاردينغ على بطلة التزلج نانسي كاريغان قبل أسابيع من انطلاق الألعاب الأولمبية، وانتخاب نيلسون مانديلا رئيسا لجنوب أفريقيا، عدا عن مجريات الأحداث الدائرة في البوسنة.

صحيح أن الصور الفظيعة لجثث الضحايا المتعفنة في العاصمة كيغالي ملأت وسائل الإعلام لاحقا، لكن صور عمليات القتل نفسها معدومة تقريبا. لم يوثق سوى فيديو من دقيقتين فقط، سُمي لاحقا بـ "فيديو الإبادة"(11)(12)، للصحفي البريطاني، نك هيوز (Nick Hughes)، عمليات القتل في 11 أبريل/ نيسان 1994، أي بعد 5 أيام من إسقاط طائرة الرئيس الرواندي السابق جوفينال هابياريمانا وبدء عمليات الإبادة. 

يقول الصحفي الكندي، ألان ثومسون (Allan Thompson)، محرر كتاب "الإعلام والإبادة الجماعية في رواندا" (The Media and the Rwanda Genocide)، إنه بالاستناد إلى معظم الروايات، لم يكن هناك سوى صحفيَيْن أجنبيَيْن في رواندا في 6 أبريل/ نيسان 1994، عندما أُسقطت طائرة "هابياريمانا"، هما: كاترين فان دير شوت (Katrin van der Schoot)، وهي مراسلة مستقلة تعمل في الإذاعة البلجيكية، وليندسي هيلسوم (Lindsey Hilsum) التي كانت مراسلة مستقلة تعمل مع الـبي بي سي والغارديان والأوبزيرفير(13).

في فترة لاحقة، دخل صحفيون آخرون إلى رواندا من بوروندي، لكن عدد الصحفيين الأجانب لم يتجاوز الـ 15 طوال شهر أبريل/نيسان(14)، أي في ذروة عمليات الإبادة الجماعية.

وخلال الأسابيع الأولى من الإبادة لم تكن هناك أي تغطيات مباشرة من رواندا؛ نظرا لخطورة إرسال أجهزة البث باهظة الثمن، ولم تنقل الصورة مباشرة من رواندا سوى في أواخر مايو/ أيار (15).

لا يتوانى  قائد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة رواندا، روميو داليير (Roméo Dallaire)،  باتهام الصحفيين الأجانب بالتقصير في إيصال ما يجري على أرض رواندا لما كان قد يشكل ذلك من تحرك سريع من صناع القرار. ويعترف: "فشلت وسائل الإعلام، كغيرها في رواندا، وفشلت قوى العالم، وفشلنا نحن كأفراد.

رافق غياب الصحفيين عن ميدان الجريمة جهل بحقيقة ما يجري وتفسير لعمليات القتل بشكل مبسط وسطحي بوصفها "صراعا قبليا" أو "صراعا في عمق أفريقيا" أو "وسط اللامكان" بل إن إحدى المؤسسات الإعلامية الدولية وظفت عضوا في الحركة الرواندية المتطرفة مراسلا محليا، ما أدى إلى بث معلومات كاذبة، قبل أن يتدخل مراسل بي بي سي، مارك دويل (Mark Doyle)، الذي ذهب إلى رواندا، ليضع الأمور على مسارها الصحيح (16).

لا يتردد قائد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة رواندا، روميو داليير (Roméo Dallaire)، في اتهام وسائل الإعلام المحلية والدولية في الضلوع بالإبادة الجماعية في رواندا (17). ولطالما ردد أنه كان بإمكانه إيقاف الإبادة لو توفرت بين يديه قوة من خمسة آلاف عنصر (18)، ولذلك فإنه لا يتوانى عن اتهام الصحفيين الأجانب بالتقصير في إيصال ما يجري على أرض رواندا لما كان قد يشكل ذلك من تحرك سريع من صناع القرار. ويعترف: "فشلت وسائل الإعلام، كغيرها في رواندا، وفشلت قوى العالم، وفشلنا نحن كأفراد"(19).

ولم تتدخل الأمم المتحدة إلا بعد إبادة ما بين 800 ألف ومليون إنسان في رواندا، من خلال "عملية تركواز" بقيادة الجيش الفرنسي،  فهل كان دخول الصحفيين الأجانب مبكرا ليعلو على صوت راديو RTLM وكتابات جريدة Kangura اللذيْن شكلا منبر الإبادة الجماعية؟ هل كان دخول الصحفيين ليساهم في وقف "الإبادة التي كان من الممكن منعها" (The Preventable Genocide) كما توصف؟ وإلى أي مدى كان تقصير الصحفيين الأجانب عاملا مؤخرا للتدخل الدولي؟ قد نجد بعض الأجوبة من البوسنة نفسها.

فمنذ عام 1992، نجح عدد من الصحفيين في الكشف عن معسكرات التعذيب في البوسنة، إلا أن الجرائم ظلت مستمرة حتى أواخر عام 1995، أي بعد ثلاث سنوات من الجرائم المتواصلة. لم تردع التغطيات اليومية مرتكبي الجرائم الذين تقوقعوا داخل غرف صدى التي لا يتردد فيها سوى سرديات منظري الإبادة وصوت الأيديولوجيا المتطرفة، كما غابت الإرادة السياسية للمجتمع الدولي لوقف تلك الجريمة رغم التغطية الصحفية المهنية. 

منذ عام 1992، نجح عدد من الصحفيين في الكشف عن معسكرات التعذيب في البوسنة، إلا أن الجرائم ظلت مستمرة حتى أواخر عام 1995، أي بعد ثلاث سنوات من الجرائم المتواصلة. لم تردع التغطيات اليومية مرتكبي الجرائم الذين تقوقعوا داخل غرف صدى التي لا يتردد فيها سوى سرديات منظري الإبادة وصوت الأيديولوجيا المتطرفة، كما غابت الإرادة السياسية للمجتمع الدولي لوقف تلك الجريمة رغم التغطية الصحفية المهنية. 

 

غزة: هل كان دخول الصحفيين الأجانب فارقا؟

في مقابلة مع برنامج جون ستيوارت (Jon Stewart) الشهير The Daily Show، قللت "أمانبور" من مصداقية الصحفيين المحليين، قائلة: "مشكلتنا الرئيسية في تغطية إسرائيل وغزة حاليا.. هي أننا لا نستطيع الوصول إلى هناك. هذا وضع غير مسبوق. الصحفيون ليسوا على الأرض في غزة" ليبادر ستيوارت على الفور إلى مقاطعتها قائلا: "حسنا، هناك صحفيون على الأرض... لكنهم يُقتلون هناك". 

لم تجد أمانبور حينها بدا من الإقرار بذلك مع التقليل من دور الصحفيين المحليين: “أنت محق.. لكنني أتحدث عن الصحفيين الغربيين المستقلين الذين لا يستطيعون الوصول إلى هناك أو إلى أي شخص آخر، باستثناء أولئك الذين يخاطرون بحياتهم كل يوم... نذهب إلى هناك لنكون عيون وآذان كل من لا يستطيع الذهاب، ومن ليس محليا"(20).

إذا أردنا أن نجمل دور الصحفيين الأجانب في البوسنة، فإنه يمكن تأطيره في ثلاثة سياقات مترابطة: 

- الأول: الكشف عن معسكرات التعذيب التي أقامها الصرب. 

- الثاني: الضغط على صناع القرار لوقف الإبادة.

- الثالث: الإدلاء بالشهادات أمام "المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة"، التي أنشأتها الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب التي أعقبت تفكك يوغوسلافيا. 

يكشف لنا تاريخ التغطية الصحفية للإبادة وجرائم التطهير العرقي في البوسنة ورواندا أن ثمة مبالغة مزمنة ذات طبيعة عنصرية في تقدير "أثر" الصحفي الأجنبي، وهي مبالغة يمكن تعقب أصلها في تلك الصورة السائدة عن "التفوق المهني" للصحافة الغربية على مثيلاتها في السياقات المحلية، وهو تفوق متخيل أسهمت الحرب الجارية على غزة في تفكيكه وزعزعته.

 

أما في رواندا، انتبه الصحفيون بشكل متأخر إلى المجازر ، ولم يكن التدخل سوى رد فعل على المجازر، إذ دخلوا بعد انتشار تفاصيل عن أخبار الإبادة على لسان الروانديين الفارين إلى الدول المجاورة. كما لا يمكن إغفال حقيقة أن "فيديو الإبادة" الوحيد كان قد التقطه صحفي بريطاني من مبنى تابع لإحدى القوات الدولية.

ولو أسقطنا تلك الأدوار على الواقع في قطاع غزة، يمكن القول إن الصحفيين المحليين، والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، يتمثلونها جميعا، فهم يوثقون وقائع الإبادة بشكل يومي منذ أكثر من سنة ونصف، وكشفوا عن المقابر الجماعية أو عمليات القتل والتعذيب التي يتعرض لها الفلسطينيون. أما من استطاع الخروج حاول الضغط على صناع القرار من خلال التأكيد على السردية الفلسطينية وإثبات حقائق موضوعية بشأن نطاق الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. هذا العمل الصحفي التوثيقي، شكل مادة أساسية للملف الذي قدّم أمام محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، وهو ما قد يفتح نظريًا الباب لمحاكمة الجناة ومحاسبتهم، كما حدث في البوسنة ورواندا.

لا شك أن دخول الصحفيين الأجانب ربما سيضيف إلى عمل الصحفيين المحليين في غزة ويخفف من حجم الضغط عليهم ويحدّ من استهدافهم، لكن هل سيحدث ذلك فارقا في التغطية؟ وهل كان توصيف الإبادة بكلمات وعبارات أجنبية ليلقى تفاعلا من المجتمع الدولي غير الذي نشهده اليوم؟ وهل كانت الجريمة ستتوقف عند حدّ ما لو شارك في تغطيتها صحفيون يتبعون لمؤسسات صحفية أجنبية مؤثرة؟ 

يكشف لنا تاريخ التغطية الصحفية للإبادة وجرائم التطهير العرقي في البوسنة ورواندا أن ثمة مبالغة مزمنة ذات طبيعة عنصرية في تقدير "أثر" الصحفي الأجنبي، وهي مبالغة يمكن تعقب أصلها في تلك الصورة السائدة عن "التفوق المهني" للصحافة الغربية على مثيلاتها في السياقات المحلية، وهو تفوق متخيل أسهمت الحرب الجارية على غزة في تفكيكه وزعزعته.

فاستمرار الإبادة في قطاع غزّة، رغم التغطية الإعلامية المكثفة والمباشرة وغير المسبوقة في تنوّعها وفي سرعة وصولها بفضل منصات التواصل الاجتماعي، تكشف بوضوح أنّ السؤال الأساسي الذي ينبغي طرحه والتركيز عليه لا يتعلق بهوية الصحافة، محلية كانت أو أجنبية، بل في طبيعة النظام العالمي نفسه الذي أثبت مرارا قدرته على التعايش مع جرائم القتل العام والتغاضي عن الإبادة، بل مواصلة دعمها، وبأقصى ما تتيحه حسابات المصالح وعلاقات القوة.

 


المراجع

  1. كان هذا عنوانا لمقال كتبه الصحفي الفرنسي، إدغار روسكيس، في صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" مطلع شهر أكتوبر 1994 حول فرار غالبية الصحفيين الأجانب مع بداية الإبادة الجماعية في رواندا:
https://genocidearchiverwanda.org.rw/Un_g%C3%A9nocide_sans_images_Blancs_filment_Noirs
  1. للمزيد عن فظائع هذا المعسكر يمكن مشاهدة وثائقي الجزيرة الإنجليزية: “Bosnia 1992: The Omarska Camp” على الرابط التالي:
https://youtu.be/WixrEMS9pnc?si=SZJHNzmq6qPzkViY 
 
  1. https://www.theguardian.com/world/1992/aug/07/warcrimes.edvulliamy
 
  1. وثّق فوليامي ما شهده في البوسنة في كتاب: "Seasons in Hell" الصادر عام 1994.
 
  1. Clinton Global Forum part 1: https://youtu.be/7hBxoxS7yVc 
 
  1. Christiane Amanpour meets Ratko Mladic - the 'Butcher of Bosnia':
https://youtu.be/G2VKpYoYuUY
 
  1. قُسمت البوسنة وفق اتفاقية "دايتون" إلى فيدراليتين: الأولى هي فيدرالية البوسنة والهرسك وتضم أغلبيتين: بوشناقية مسلمة وكرواتية كاثوليكية، والثانية جمهورية صربسكا التي تضم غالبية صربية أرثوذكسية.
 
  1. بقيت مقاطعة "برتشكو" منفصلة عن كل من فيدرالية البوسنة والهرسك وجمهورية صربسكا. كان الهدف من إبقائها حيادية منع اتصال أراضي الفيدرالية الصربية وبالتالي جعلها عائقا أمام أي محاولات انفصالية في المستقبل. 
 
  1.   دوشكو تاديتش، سياسي من صرب البوسنة. كان أوّل متهم من قبل محكمة يوغوسلافيا السابقة عن جرائم حرب ارتكبها في معسكر "أومارسكا".
 
  1.  Ed Vulliamy, Neutrality and the Absence of Reckoning: A Journalist's Account, Journal of International Affairs, Spring 1999, 52, no. 2, p: 604.
 
  1.  يمكن مشاهدة الفيديو على الرابط التالي (قد يحتوي مشاهد مؤذية للبعض): https://vimeo.com/126760724 
 
  1. Jacques Morel, The genocide video shot by Nick Hughes on April 11, 1994, September 14, 2023:
https://francegenocidetutsi.org/NickHughesEn.pdf
 
  1. Allan Thompson (editor), The Media and the Rwanda Genocide, Pluto Press, 2007, p: 5.
 
  1. المصدر نفسه.
  2. المصدر نفسه.
 
  1. Roméo Dallaire, The Media Dichotomy, in The Media and the Rwanda Genocide, edited by Allan Thompson , Pluto Press, 2007, p: 14.
  2. المصدر السابق، ص: 12.
  3. Thompson، مصدر سابق، ص: 4.
  4. Dallaire ، مصدر سابق، ص: 14.
  5. Christiane Amanpour - “The Amanpour Hour” and Covering War in Gaza | The Daily Show:
https://youtu.be/d7JvuQPFG7E?t=93

 

المزيد من المقالات

مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

Shaimaa Al-Eisai
شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

Yaser Ahmed Ali
ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

Said El Hajji
سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

Shaimaa Al-Eisai
شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024