في اليوم العالمي لتدقيق الحقائق.. "يجب إنقاذ الصحافة الجادة"

في اليوم العالمي لتدقيق الحقائق.. "يجب إنقاذ الصحافة الجادة"

قد تكون مقولة الكاتب والمثقف الفرنسي إدوي بلونيل بأن "الإخبار يجسد الحماية الحقيقية للشعب" هي العبارة الأكثر تكريسا وتجسيدا للأهمية المطلقة التي تحظى بها منظومة إعلام الجمهور بالوقائع الصحيحة والدقيقة في زمن "ما بعد الحقيقة".

جال إدوي بلونيل أركيولوجيًّا في كتابه المعنون "حماية الشعب la sauvegarde du peuple"، في الأصول الفكرية والتاريخية لهذه العبارة المفتاحية؛ مستعينا بحفريات احترافية معرفية متمثلة في "التحقيق الاستقصائي التاريخي".

غير أن الاستحقاق الأبرز لهذا المصنف -والذي تمكن بلونيل من بلوغه- كامن في تعبيره عن حاجة الشعوب للمعلومة الصحيحة والدقيقة، وعن الأدوار الرمزية الأساسية التي تلعبها المعلومة الموثوق بمصداقيتها في حماية الجماهير من الخداع الناعم والمراوغات الدعائية؛ عبر أدوات "قصف العقول".

ولئنْ اختار الإعلاميون يوم الثاني من نيسان/أبريل من كل سنة يوما عالميا لتدقيق الحقائق، فهذا يرجع إلى وعيهم بحاجة الجماهير إلى الحقائق الثابتة، ولتمثلهم لأدوارهم كحارسي بوابة المعطى الدقيق، ولتمثلهم العميق، أيضا، لاستعصاء استنبات مجال عمومي ديمقراطي وتعددي دون الاستناد إلى الحقائق الصحيحة. 

 

يجب إنقاذ الصحافة الجادة 

 

في مقالته المرجعية، والمعنونة بـ "يجب إنقاذ الصحافة الجادة"، يربط الفيلسوف الألماني يورغان هابرماس بشكل تلازمي بين ثلاثية "الديمقراطية التشاورية" في بعدها التفاعلي والجدلي، وصحافة الجودة في بعديْها المتمثلين في الرأي القويم والمعلومة الدقيقة، والجمهور الذي يجد، دائما، في الإعلام الجاد والجيّد ملاذه المرجعي للإحاطة بالمعلومات الآنية وصناعة الرأي المسؤول. 

ومن خلال الجدلية الترابطية بين هذه الأبعاد الثلاثة، ينشأ ما يسميه هابرماس بـ "الوسيط المسؤول"، أي الوسيط الإعلامي المحترف والأمين والأخلاقي في مستوى النقل والنقد.

وإذا عُدنا إلى جوهر فكرة المجال العمومي الديمقراطي والتعددي؛ فإن صاحبها هابرماس يشترط جملة الآراء الحجاجية والعقلانية لصناعة الرأي العام التوافقي، ويشترط أيضا لينسحب توصيف المحاججة والتعقل على الرأي أن ينبني الأخير على الصحة والدقة. أي بعبارة أدق: أن ينطلق الحُكم من الحقيقة ويؤسَّس الإقرارُ على الواقع.

والحقيقة أن مهنة الصحافة تتمحور حول "نقل الواقع والحقيقة"، ومن هذه العبارة المفتاحية نشأت مقولات أكاديمية ومهنية كبرى على غرار "الخبر مقدس والتعليق حر"، وانبثقت مواثيق تحريرية عالمية على غرار "ميثاق شرف الاتحاد الدولي للصحفيين"، أو "ميثاق شرف الصحفيين التونسيين" وهو ميثاق النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.

ولئن احتفت الفلسفة ببحثها عن الحقيقة المعرفية والعقلانية، فإن الصحافة كهياكل مهنية وكمؤسسات إعلامية وتكوينية كثيرا ما روجت لحرصها الدؤوب على الوصول إلى حقيقة الخبر وجوهر الواقع الذي يهم الرأي العام، والذي قد يكون غائبا أو مغيبا عنه. 

وما اختلاف الأجناس الصحفية وتنوّع الأسئلة المتوقع الإجابة عنها، وتعدّد الفنون الصحفية التحقيقية (انطلاقا من الريبورتاج المعمق، إلى التحقيق، وانتهاء بالاستقصاء)؛ إلا دليلا على السعي الحثيث للقائمين على صناعة المضامين الإعلامية إلى استيفاء الواقع من كافة جوانبه، وتقديم القصص الصحفية عن قصص واقعية لم تروَ بعد.

وعلى الرغم من الطابع التوافقي الذي قد توحي به هذه الأسس والمقومات في طابعها الأكاديمي المعرفي، الأخلاقي، والمهني الاحترافي؛ إلا أن واقع الممارسة الإعلامية يصطبغ -في بعض الأحيان- بترويج الإشاعات ونشر الأكاذيب والترويج للمعطيات المغلوطة والمضامين غير الصحيحة.

وكثيرا ما يتحول الاحتفاء بـ "اليوم العالمي لتدقيق الحقائق" والدورات التدريبية المكثفة في هذا المجال وتدريس هذا المساق في معاهد الصحافة، إلى نوع من الاحتفاء المناسباتي، مع التأكيد أن ظاهرة الإشاعات والمعطيات المغلوطة لم تعد منتشرة بشكل مفضوح على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل باتت موظفة سياسويا وإيديولوجيا في مجال الصراعات النيابية والانتخابية في الديمقراطيات الهشة. والأكثر من ذلك أن بعض الحوامل الإعلامية لا تكون بعيدة عن الترويج "لأنصاف الحقائق". 

فعلى الرغم من تسجيل المشهد الإعلامي التونسي عددا من المحاولات الجادة لإنشاء مواقع إلكترونية في مجال التحقق من المعطيات والحقائق على غرار مواقع "النواة" و"بيزنس نيوز" ومنظمة "أنا يقظ"، وإذاعة "الديوان أف إم"، إضافة إلى إصدار "مركز دعم الإعلام" لدليل متكامل في في موضوع تدقيق الحقائق وإدراج صحافة التحري ضمن المساقات البيداغوجية لمعاهد الصحافة، وإحداث نقابة الصحافيين التونسيين لمرصد تحري الأخبار الزائفة بعنوان "تونس تتحرى"، إلا أن الإشاعات والمعطيات المغلوطة وغير الدقيقة لا تزال تجد رواجا لها على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى في وسائل الإعلام الجماهيرية التي تقع -في الكثير من الأحيان- ضحية عدم التثبت وعدم التحري من مصداقية المضامين المنشورة.

   

"وباء الإشاعات" 

 

في هذا الإطار، جسدت تجربة التغطية الإعلامية التونسية لمختلف أطوار انتشار وباء كوفيد-19، مثالا حيّا على الانحرافات الممكنة في مستوى النقل الإخباري وخطورة "الاستقالة المهنية" للصحفي تحت وابل المعطيات غير معروفة المصادر من شبكات التواصل الاجتماعي، وانخراطه في سباق محموم مع حسابات الفيسبوك ضمن "الزمن الاتصالي الحيني والفوري".

ولأن الإشاعة تحتاج إلى مناخ من الفوضى والريبة والهلع الجماعي، لأجل الانتشار السريع والمهول في فضاءات اجتماعية متسمة بالسرعة وقليلة القيود وكثيرة التعاليق؛ فإن الأشهر الأولى للحجر الصحي الشامل في تونس (مارس/ آذار- نيسان 2020)، كانت المرحلة الأشد في مستوى القصف المعلوماتي للرأي العام الافتراضي.

وبالمقابل، عرفت هذه المرحلة صعودا لافتا لبعض المنصات الإعلامية والإلكترونية للتحري في المعطيات، مؤسسة على شعار "كي لا تكون الحقيقة ضحية من ضحايا كورونا". 

وإذا كانت هذه المنصات تمكنت -نسبيا- من إعادة الاعتبار الجزئي للتوازن الإعلامي  في مواجهة وباء كوفيد-19، من خلال تفنيد أو تأكيد المعطيات المروجة في الفضاء الافتراضي، فإن الكثير من القضايا ذات العلاقة بالوباء وبغيرها لم تتمكن هذه المواقع من البت فيها بشكل جازم وحازم. 

يبدو أن تعلّق هذه المواقع بالمعطيات والمضامين التي بالإمكان البت في مصداقيتها من خلال الرجوع إلى المصادر الأساسية، أو اعتماد تقاطع الشهادات، جعلها مرتبطة بـ "المُعطى" الذي تكون مصادره مفتوحة ومتاحة، سواء أكانت بشرية أم توثيقية. غير أن العديد من القضايا ذات المصادر المغلقة أو المستعصية، أو التي يصعب معاينتها تحقيقا، بقيت عالقة دون أجوبة واضحة على صحتها من عدمها.

 

الاستثمار في أنصاف الحقائق

 

إن قضية محاولة اغتيال الرئيس قيس سعيد عبر ما يوصف بـ "الطرد المسموم" إلى حين كتابة هذه الأسطر لا تزال موضع تساؤل. وقضية مؤامرة تسميم الرئيس عن طريق دسّ السم في عجين خبز يقتنيه قصر الرئاسة، وموضوع "الغرفة السرية" التابعة لحركة النهضة في وزارة الداخلية، و"الحكومة الموازية" –حكومة الظل- التي سبق للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي التطرق إليها أكثر من مرة، و"تسريبات الغرف المظلمة"، والثروة الحقيقية لرؤساء الأحزاب السياسية؛ ولا سيما قادة الأحزاب الكبرى في تونس، وليس انتهاء بملابسات وصول الدفعة الأولى من التطعيمات الإماراتية إلى قصر الرئاسة التونسية… إلخ، كلُّها قضايا لا تزال تسبح بين منزلتي التكذيب والتصديق، وفي رمادية الصحة والنفي. 

قد لا يكون من العدل أن نحكم بمحدودية تقنية "تدقيق الحقائق" من خلال طرح مجموعة من الملفات الصعبة والتي قصرت حتى الصحافة الاستقصائية التونسية الوليدة عن ملامستها. وقد لا يكون من العدل، أيضا، أن نتجاوز مجال عمل وفضاء "سلطة" هذه التقنية من "المعلومة" إلى "القضايا الكبرى". ولكننا في المقابل لن نجانب الصواب إن قلنا: إن استعصاء الاستقصاء أو محدودية التثبت من المعطيات، نابع من ذات الأسباب؛ ومن بينها قلة المصادر المفتوحة، أو انغلاق المؤسسات المفترض عليها الإبلاغ، أو ضعف الجهاز الاتصالي، وعدم رسوخ ثقافة النفاذ إلى المعلومة كما ينبغي.

هنا بالضبط، نقف عند مفارقة جلية؛ قوامها التباين بين خطاب حوكمة الإدارة والحق في النفاذ إلى المعلومة -وهو الخطاب الرسمي للحكومات المتعاقبة- وبين انغلاق المصادر والتردد في تقديم المعلومة والتلعثم في السماح بالنفاذ إلى الوثائق الإدارية، وهو ما يرصده أي صحفي يحاول توظيف قانون الولوج إلى المعلومة.   

المفارقة الإدارية إن صح التعبير متلازمة مع مفارقة إعلامية اتصالية، متجسدة في استمرار انتشار الإشاعات والحقائق المغلوطة في الفضاء الإلكتروني وتسرب البعض منها إلى وسائل الإعلام  "الاحترافية"، في مقابل النمو المطرد لـ "منصات التحقق".

ليس هذا فحسب، بل تصل الأمور إلى حد استمرارية توظيف المعطيات غير الثابتة في المضامين الإعلامية، على الرغم من تأكيد هذه المنصات لمجانبتها للحقيقة والصواب.

فعلى الرغم من تأكيد منصة التحقق من المعطيات التابعة لموقع نواة بأن مذكرات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خالية تماما من مؤامرة إسقاط نظام بن علي في 2011، إلا أن الكثير من السياسيين خلال مداخلاتهم الإعلامية لا يزالون -إلى اليوم- يحاجون بمذكرات كلينتون خلال معارضتهم لثورات الربيع العربي، دون أي تدخل من الصحفيين.

وعلى الرغم من تصويب منصات التحقق لشكر منظمة الصحة العالمية لأداء وزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي في الحرب على كوفيد-19، إلا أن مواقع إلكترونية ووسائل إعلام جماهيرية معروفة بقربها من حركة النهضة استمرت في استحضار هذه النقطة.   

 

بيئة ضد التحقق

 

حيال هذه المقدمات، قد يكون من الواجب أن نبحث معرفيا -وبشكل أوسع وأعمق- في الأسباب العميقة لاستمرار "كارتيلات السياسة والإعلام" في الاستثمار في أنصاف الحقائق وأنصاف الإشاعات، وهي أسباب قد تفتح لنا الطريق لفهم أعمق لمشكلات توطين "صحافة التحري" في البيئة الإعلامية التونسية.

أوّل عقبة قد تواجه مسار تثبيت وتوطين "صحافة التحري"، كامنة في طبيعة النموذج الصحفي الطاغي في الصحافة التونسية، وهو نموذج "صحافة الرأي"، والذي غلب على صحافة الإخبار والمعلومات. ذلك أن تأثُّر البيئة الإعلامية التونسية بالمثال والنموذج الصحفي الفرنسي -خلال حقبة الاستعمار (1881-1956)- المبني على الرأي والتفسير، قبل أن تصير غالبية العناوين الصحفية إلى محامل دعائية صرفة للفاعل الرسمي خلال عهد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، ومن بعدها عهد بن علي، مبنية على التعبئة والتجنيد والحشد الجماهيري لصالح النظام. كلها أسباب جعلت توجه الصحافة التونسية يميل إلى الرأي أكثر من اهتمامه بالمعلومة الدقيقة. 

والمفارقة التاريخية اللافتة أن غالبية العناوين الإعلامية المعارضة للنظام السياسي (سواء ضد بورقيبة أم بن علي) تأسست بدورها على الدعاية المضادة للنظام وصناعة الرأي المعاكس لسردياته السياسية والاقتصادية وتقديم مقاربة مغايرة للرؤية التي يريد تثبيتها لدى الجمهور.

وفي كافة الحالات كان "الرأي" لا "الخبر"، و"النقد" لا "النقل"، هما الأشد سيطرة على المضامين الإعلامية المقدمة للجمهور.

ثانيها، غلبة الطابع "الفُرْجَويّ" على الطابع الإخباري والاستقصائي في المشهد الإعلامي المرئيّ على وجه الخصوص، وهو بالضبط ما أشار إليه بيير بورديو في كتابه "حول التلفزيون sur la télevision"، وقد تُرجم بعنوان "التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول". 

فتركيز غالبية القنوات الفضائية الخاصة، على فكرة "التجلي" في المسرح التلفزيوني سواء من خلال استقدام المعلقين الفنانين والفنانات من صانعي وصانعات المحتوى وصانعي وصانعات الجدل "البوز" الدائم حول تصريحاتهم وتسريحاتهم؛ أم استقطاب المعلقين "المؤدلجين" بعد توصيفهم بعبارة "الخبراء الاستراتيجيين"؛ لنقل صراعات البرلمان وخطاب الكراهية إلى "بلاتو" الفضائيات، يجعل من الصورة غالبة على الصوت والعرض أقوى من المنطق.  

إنها سرديات تحضَّر بشكل دقيق؛ بقصد تحويل النقاش الإعلامي -المفروض منه "أخلقة" الحياة السياسية وتطوير المضامين الفكرية والثقافية- إلى مادة ساخنة وسانحة للمهاترات السياسية التي سرعان ما تنتقل إلى "المعسكرات الافتراضية"، ومنها إلى الصحافة المطبوعة والإذاعات قبل أن تعود إلى ذات البلاتو في عدده القادم، وهكذا تستأسد الفرجة على المعلومة.

أما ثالثها، فيتمثل فيما يطلق عليه بسياق "ما بعد الحقيقة"، Post Truth حيث يرتضي الجمهور أو جزء منه، التعايش مع الأكاذيب وأنصاف الحقائق وتصديقها والتعامل معها على أنها حقائق ثابتة، وسط تجاهل تام ومكابرة راديكالية لـ "الوثائق والحقائق".

وعندما تنغلق دوائر الانتماء السياسي والثقافي والأيديولوجي والديني، تنشأ بذلك "هويات قاتلة" بالمعنى الذي ارتضاه أمين معلوف، ليُعوّض الحشدُ العقلَ، والتعبئةُ الاستدلالَ، و"الإشاعات الحقائق"، والاتهامُ الكيدي النقاش، وخطاب الكراهية مقولات التعايش والاحترام، والديماغوجيا التفكير النقدي الحرّ...

حينها يصير القائد السياسي والديني نصفَ إله، ويصبح خطابه شبه مقدس، والجمهور حفنة من المشدوهين بالديماغوجيا والأيديولوجيا، يتدافعون بعشرات الآلاف على "المباشر السياسي"، ويتدفقون بالمئات معجبين ومتفاعلين مع المضامين المنقولة والمَشاهد المبثوثة والتعليقات المصاحبة، ومستعدين للسحق الرمزي لأي خصم سياسي يتحفظ على مضامين المنقول بالصورة والصوت.

في مثل هذا الظرف، تصير الأحزاب والتيارات السياسية والحزبية عبارة عن جيوش افتراضية متحصنة في مواقعها وخنادقها. وهنا بالذات يصير فرز الإعلام، لا على أساس المهنية وما يقدمه من حقائق ووقائع، بل على أساس قرب وابتعاد الخط التحريري للوسيلة الإعلامية من هذا الحزب أو ذاك.

وفي مثل هذا الجو من سياق ما بعد الحقيقة، تصبح الحقيقة "نسبية"، بل قل: في محل التشكيك ما لم تتناسق مع مطامح ومطامع هذا الحزب أو ذاك، وتصير الإشاعات والأكاذيب حقائق مسلم بها؛ طالما أنها تصلح لكي تكون معولا في حرب تشويه الآخر.

وبمقتضى كل ما تقدَّم؛ فإن الصراع الرمزي بين عالمي ما "بعد الحقيقة" والحقيقة ذاتها، يقف "إعلام الجودة" في صف الواقع والحقيقة.

يؤكد إيدوي بلونيل أن الإخبار شكل من أشكال ممارسة الشعب لسيادته على وطنه. وأن المعلومة الصحيحة هي حجر الأساس لأي مساءلة أو محاسبة للسلطات الحاكمة في البلاد. ولذا فإعلاميو الجودة سيبقون ملتصقين بالحقيقة؛ لأنها تعبير عن السيادة الشعبية وترسيخ لمبادئ الحوكمة والمساءلة، وإن كان هناك في أوطاننا العربية من لا يؤمن لا بسيادة الشعب ولا بمبادئ المحاسبة.

 

المراجع: 

1) Edwy, Plenel, La sauvegarde du peuple, Presse, liberté et démocratie, Edition La Découverte, Paris, 2020. 

2) بورديو، بيير، التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول، ترجمة درويش الحلوجي، دار كنعان، دمشق، 2004. 

3) يورغان هابرماس، يجب إنقاذ الصحافة الجادة، ترجمة الدكتور جمال الزرن، مجلة علوم الإعلام والاتصال. 

4) Habermas, Jürgen, l’espace public, Archéologie de la publicité comme dimension constitutive de la société bourgeoise, Payot, Paris, 1988. 

5) Nawaat fact- check, Ce que Dévoilent vraiment les mails de Hillary Clinton sur la tunisie, 14 octobre 2020, consulté le 16 avril 2021. Lien https://cutt.ly/cvbuFNJ 

 

More Articles

Revisioning Journalism During a Genocide

Western media’s coverage of the Gaza genocide has revealed fundamental cracks in the notion of journalistic objectivity. Mainstream outlets have frequently marginalized or discredited Palestinian perspectives, often echoing narratives that align with Israeli state interests. In stark contrast, Palestinian journalists—reporting from within a besieged landscape—have become frontline truth-tellers. Through raw, emotional storytelling, they are not only documenting atrocities but also redefining journalism as a form of resistance and a reclaiming of ethical purpose.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 4 Apr, 2025
How Media Drives Collective Adaptation During Natural Disasters in Oman

This paper highlights how Omani media, during times of natural disasters, focused on praising government efforts to improve its image, while neglecting the voices of victims and those affected by the cyclones. It also examines the media’s role in warning against and preventing future disasters.

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 31 Mar, 2025
Systematic Bias: How Western Media Framed the March 18 Massacre of Palestinians

On March 18, Israel launched a large-scale assault on Gaza, killing over 412 Palestinians and injuring more than 500, while Western media uncritically echoed Israel’s claim of “targeting Hamas.” Rather than exposing the massacre, coverage downplayed the death toll, delayed key facts, and framed the attacks as justified pressure on Hamas—further highlighting the double standard in valuing Palestinian lives.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Mar, 2025
Misinformation in Syria: Natural Chaos or Organised Campaign?

Old videos inciting “sectarian strife,” statements taken out of context attacking Christians, scenes of heavy weaponry clashes in other countries, fabricated stories of fictitious detainees, and a huge amount of fake news that accompanied the fall of Bashar al-Assad’s regime: Is it the natural chaos of transition or a systematic campaign?

Farhat Khedr
Farhat Khedr Published on: 11 Mar, 2025
Trump and the Closure of USAID: A Candid Conversation on "Independent Media"

The impact of U.S. President Donald Trump's decision to halt foreign funding through the U.S. Agency for International Development (USAID) on Arab media platforms has largely gone undiscussed. Some of these platforms have consistently labelled themselves as "independent" despite being Western-funded. This article examines the reasons behind the failure of economic models for Western-funded institutions in the Arab world and explores the extent of their editorial independence.

Ahmad Abuhamad Published on: 9 Mar, 2025
The Sharp Contrast: How Israeli and Western Media Cover the War on Gaza

Despite being directly governed by Israeli policies, some Israeli media outlets critically report on their government’s actions and use accurate terminology, whereas Western media has shown complete bias, failing to be impartial in its coverage of Israel’s aggression in Gaza.

Faras Ghani Published on: 5 Mar, 2025
International Media Seek Gaza Access; What Do Palestinian Journalists Say?

As international media push for access to Gaza, Palestinian journalists—who have been the primary voices on the ground—criticize their Western counterparts for failing to acknowledge their contributions, amplify their reports, or support them as they risk their lives to document the war. They face systemic bias and exploitation, and continue to work under extreme conditions without proper recognition or support.

NILOFAR ABSAR
Nilofar Absar Published on: 26 Feb, 2025
Journalism and Artificial Intelligence: Who Controls the Narrative?

How did the conversation about using artificial intelligence in journalism become merely a "trend"? And can we say that much of the media discourse on AI’s potential remains broad and speculative rather than a tangible reality in newsrooms?

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 23 Feb, 2025
The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Culture of silence: Journalism and mental health problems in Africa

The revealing yet underreported impact of mental health on African journalists is far-reaching. Many of them lack medical insurance, support, and counselling while covering sensitive topics or residing in conflicting, violent war zones, with some even considering suicide.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 13 Feb, 2025
Tweets Aren’t News: Why Journalism Still Matters

Twitter, once key for real-time news, has become a battleground of misinformation and outrage, drowning out factual journalism. With major newspapers leaving, the challenge is to remind audiences that true news comes from credible sources, not the chaos of social media.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 10 Feb, 2025
Will Meta Become a Platform for Disinformation and Conspiracy Theories?

Meta’s decision to abandon third-party fact-checking in favor of Community Notes aligns with Donald Trump’s long-standing criticisms of media scrutiny, raising concerns that the platform will fuel disinformation, conspiracy theories, and political polarization. With support from Elon Musk’s X, major social media platforms now lean toward a "Trumpian" stance, potentially weakening global fact-checking efforts and reshaping the online information landscape.

Arwa Kooli
Arwa Kooli Published on: 5 Feb, 2025
October 7: The Battle for Narratives and the Forgotten Roots of Palestine

What is the difference between October 6th and October 7th? How did the media distort the historical context and mislead the public? Why did some Arab media strip the genocidal war from its roots? Is there an agenda behind highlighting the Israel-Hamas duality in news coverage?

Said El Hajji
Said El Hajji Published on: 21 Jan, 2025
Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Decolonise How? Humanitarian Journalism is No Ordinary Journalism

Unlike most journalism, which involves explaining societies to themselves, war reporting and foreign correspondence explain the suffering of exoticised communities to audiences back home, often within a context of profound ignorance about these othered places. Humanitarian journalism seeks to counter this with empathetic storytelling that amplifies local voices and prioritises ethical representation.

Patrick Gathara
Patrick Gathara Published on: 8 Jan, 2025
Mastering Journalistic Storytelling: The Power of Media Practices

Narration in journalism thrives when it's grounded in fieldwork and direct engagement with the story. Its primary goal is to evoke impact and empathy, centering on the human experience. However, the Arab press has often shifted this focus, favoring office-based reporting over firsthand accounts, resulting in narratives that lack genuine substance.

AJR logo
Zainab Tarhini Published on: 7 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Voting in a Time of Genocide

The upcoming U.S. presidential election occurs against the backdrop of the ongoing genocide in Gaza, with AJ Plus prioritising marginalised voices and critically analysing Western mainstream media narratives while highlighting the undemocratic aspects of the U.S. electoral system.

Tony Karon Published on: 22 Oct, 2024