الصحافة كوسيلة للدعاية الإيديولوجية

مع الحرية النسبية التي يتمتع بها لبنان، ونشوء أحزاب سياسية متعددة ومتنوعة، أسست هذه الأحزاب صحفا ناطقة باسمها. وتمرس في هذه الصحف كتّاب تحولوا فيما بعد إلى مناضلين حزبيين خاضوا غمار السياسة في مختلف وجوهها، وتعرضوا للاضطهاد والملاحقة، وبعضهم للسجن وحتى القتل. 

وشكلت تجربة لبنان في الإعلام الحزبي حالة خاصة، حيث أثر في مجرى الحياة السياسية في الداخل وفي المحيط، كما أن المناضلين السياسيين في الأحزاب اللبنانية، مؤثرين بدورهم في صناعة الجدل السياسي القائم، لبنانيًّا وعربيًّا، وبات ذلك مصدر ثراء فكري للصحافة والعمل الصحفي عموما.    

اتسم الصحفيون الحزبيون -ونحن نتحدث في الواقع عن قادة حزبيين- بالقدرة على التأثير الكبير في الرأي العام، إلى درجة كانت تخشاهم السلطات، فلجأت إلى التضييق عليهم بالقمع والاعتقال والتعذيب.

منذ البدء، كان المناضل الحزبي لصيقا بمهنة الصحافة رغم المتاعب التي كان يتعرض لها. وكثيرًا ما كانت السلطة تتعلل بمقال معين لقيادي حزبي من أجل اعتقاله وإخضاعه للمحاكمة.

وتجلّى ذلك في حالة الحزبين الشيوعي والسوري القومي الاجتماعي، إذ كانت السلطة ترد على الانتقادات القاسية التي تخرج بها الصحافة التابعة لهما، باعتقال صاحب المقال وتعطيل الصحيفة التي نشرته بأمر من المحكمة.   

هذا التماهي بين النضال الحزبي السياسي والصحافة، لم يزعج السلطات اللبنانية وحدها، بل أيضا في سوريا بسبب الانتقادات التي كان يوجهها قادة حزبيون في لبنان وعبر الصحف اللبنانية، للحكم في سوريا أو في مصر، خصوصا أيام الوحدة بين سوريا ومصر. 

وأبرز مثال ساطع على ذلك، كان اعتقال رئيس المخابرات السورية عبد الحميد السراج للقيادي في الحزب الشيوعي فرج الله الحلو وتعذيبه حتى الموت، وهو الذي كان صاحب قلم مزعج للسلطة.

كما تعرضت قيادات في الحزب السوري القومي الاجتماعي للاعتقال والسجن بسبب مقالات كانوا ينشرونها في صحف حزبية أصدروها في مراحل مختلفة. ومن مؤسس الحزب أنطون سعادة إلى قياديين آخرين أمثال جورج عبد المسيح وأسد الأشقر وعبد الله قبرصي وعبد الله سعادة وإنعام رعد، كل هؤلاء تعرضوا لعقوبات مختلفة بسبب مقالات كتبوها في الصحافة الحزبية.

ويد الرقيب على الصحافة الحزبية لم تكتف فقط بالمضايقات، بل إن غسان تويني صاحب جريدة "النهار" المستقلة تعرض للسجن ثلاثة أشهر لكتابته مقالا انتقد فيه حكم الإعدام الذي نُفذ بحق أنطون سعادة يوم 8 يوليو/تموز 1949. وكان تويني من القيادات القومية في السابق. 

لا شك أن العلاقة عضوية لا تنفصم بين أن تكون مناضلا حزبيا وأن يكون القلم وسيلة تعبير تستوعب النضال والعمل السياسي. 

في ذروة النضال الحزبي دفع صحفيون ثمنا غاليا بسبب مواقفهم، دون أن يكونوا منخرطين في أحزاب بعينها، لكنهم تبنوا مواقف جريئة أو حادة حيال زعماء في السلطة، مثل نسيب المتني صاحب جريدة "التلغراف" الذي عارض الرئيس كميل شمعون عام 1958، وكان اغتياله من الأسباب التي أدت إلى اندلاع "ثورة 1958". كما اغتيل الصحفي كامل مروة عام 1966 وهو المعروف بمعارضته للمدّ الناصري آنذاك. واختطف الصحفي سليم اللوزي وعثر على جثته في مارس/آذار 1980. كما اغتيل صحفيون عرفوا بمعارضتهم للوجود السوري في لبنان، وأبرزهم رئيس مجلس إدارة صحيفة "النهار" النائب جبران تويني وسمير قصير عام 2005. 

 

خصوصية لبنان

في مرحلة ما بعد الانتداب الفرنسي، شكل لبنان موئلا لحرية نسبية مقارنة بدول الجوار العربي التي لم تدم فيها التجارب الديمقراطية إلا سنوات معدودة قبل أن تخرج الجيوش من الثكنات لتتسلم الحكم تحت شعارات براقة، أكثرها رواجا كان الإعداد لتحرير فلسطين. وحتى الآن، لا فلسطين تحررت، ولا العالم العربي عرف الديمقراطية، بينما اقتصادات دوله تزداد سوءًا. 

الحرية التي أتيحت للبنان رافقها تأسيس أحزاب حتى في مرحلة الانتداب الفرنسي التي تلت زوال الحكم العثماني في الشرق إثر الحرب العالمية الأولى والهزيمة التي لحقت بالإمبراطورية العثمانية المتحالفة مع ألمانيا. وكما ازدهرت الصحافة المستقلة في لبنان، أتاحت الحرية النسبية تأسيس الأحزاب، منها الموالي للسلطة ومنها المعارض ومنها اليساري ومنها اليميني. 

وعمدت الأحزاب إلى إصدار الصحف الخاصة بها، وتكونت بذلك نواة الإعلام الحزبي في لبنان، الذي كان يعبر عن مواقف الأحزاب من الأحداث السياسية الجارية من جهة، ويخدم كمادة للتوجيه السياسي والمعنوي للمتحزبين من جهة ثانية. وبصيغة أخرى، كانت الأحزاب تعتبر أن إصدار مطبوعة باسمها جزءًا لا يتجزأ من تكوين الحزب نفسه. فالحزب لا يصير حزباً مكتمل التكوين، من دون صحيفة تنطق باسمه.

مرت على لبنان فترة ازدهرت فيها الصحافة الحزبية على قدم المساواة مع الصحافة المستقلة، واجتذبت صحفيين جمعوا بين الخلفية المهنية والثقافية. والصحفي الحزبي بطبيعته مشبع بثقافة سياسية نابعة من فهم حزبه للأحداث والتطورات. وعلى هذا الأساس، تسلم الكثير من قادة الأحزاب مهمة رئاسة تحرير الصحف الناطقة باسم أحزابهم.    

الأحزاب اليسارية في لبنان كانت تاريخيًّا أغزر إنتاجا في مجال الصحف، إذا ما قورنت بأحزاب اليمين. ومن رحلة اليسار في الصحافة يقفز إلى الذاكرة دور واسع للحزب الشيوعي وقيادييه في تأسيس الصحف. ومنذ تشكيل الحزب في العشرينيات (سمي آنذاك الحزب الشيوعي السوري اللبناني)، تأسست مجلة "نضال الشعب" السرية في عهد الانتداب، ومن بعدها كانت "صوت الشعب"، وفي وقت لاحق مجلات "الطليعة" و"الطريق" و"الأخبار".

والحال أن رؤساء تحرير هذه الصحف هم أنفسهم القياديون في الحزب، أمثال فرج الله الحلو ونقولا شاوي وأنطوان ثابت. والتصق النضال الحزبي بالعمل الثقافي والتوعوي عبر المواقف التي كان يكتب عنها هؤلاء، فباتت الصحافة جزءًا لا يتجزأ من صنع صورة المناضل الحزبي.

ولا يشذ عن تلك القاعدة رئاسة محسن إبراهيم لمجلة "الحرية" الناطقة باسم القوميين العرب، قبل أن يؤسس لاحقا منظمة العمل الشيوعي. وتولى فواز طرابلسي رئاسة تحرير مجلة "بيروت المساء" التي كانت تصدر عن المنظمة.

كما أسس الحزب الاشتراكي مجلة "الأنباء" التي كان يكتب فيها مؤسس الحزب كمال جنبلاط مواقف الحزب وتوجيهاته ويشرح أفكاره، وبعدها احتضنت افتتاحيات الوزير السابق وليد جنبلاط. ولعل من أشهر رؤساء تحرير "الأنباء" الدكتور سامي ذبيان.

1
الصحافة كانت دائما منصة للتدافع الإيديولوجي بين الأحزاب والتيارات (تصوير: محمد عزاقير - رويترز).

 

وعلى جبهة الأحزاب اليمينية، أصدر حزب الكتائب جريدة "العمل" التي ارتبط اسمها إلى حد بعيد باسم رئيس تحريرها جوزف أبو خليل الذي يعتبر من الشخصيات المقربة من بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب. ومن أبرز كتابها إلياس ربابي أحد كبار شخصيات الحزب. واشتهر أيضا من كتابها فؤاد حداد المعروف بلقب "أبو الحن".

وأصدر حزب الأحرار الذي كان يترأسه رئيس الجمهورية السابق كميل شمعون جريدة "الأحرار". وحاليا يصدر حزب "القوات اللبنانية" مجلة "المسيرة-النجوى"، ويملك إذاعة "لبنان الحر". 

وفي فترة ما، أصدر حزب النجادة الذي أسسه رئيس الوزراء السابق عبد الله اليافي جريدة "صوت العروبة". وكانت الجماعة الإسلامية (تنظيم الإخوان المسلمين في لبنان) تصدر مجلة "الشهاب"، وهي تصدر من وقت إلى آخر مجلة باسم "الأمان". 

وفي السياق نفسه، أصدرت حركة "أمل" برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الثمانينيات والتسعينيات مجلة "العواصف". وتعود ملكية تلفزيون "أن.بي.أن" للحركة الآن. أما حزب الله فيصدر مجلة "الانتقاد" إلكترونيًّا، ويملك تلفزيون "المنار".

هذه الباقة المتنوعة من وسائل الإعلام، هيمنت في يوم من الأيام على مساحة واسعة من الساحة الثقافية في لبنان، واستحوذ كتابها على النصيب الأكبر من الجدل القائم، والتصقت أسماء كتابها بصفة النضال الحزبي.

وعلى هذا الأساس، اتخذت صحف اليسار موقفا داعما للقضية الفلسطينية منذ أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، وصولا إلى الحرب الأهلية عام 1975 وما بعدها. أما صحف اليمين فالتزمت موقفا مضادّا اعتبر العمل الفدائي الفلسطيني خطرًا على لبنان.

وقد ذوت الصحافة الحزبية في لبنان بعد الحرب الأهلية بسبب افتقارها إلى التمويل، بالإضافة إلى أن الأحزاب نفسها ضعفت وافتقدت الزخم العقائدي والمحفزات الأيدولوجية. ولجأت أحزاب كثيرة إلى الإعلام الرقمي لكونه غير مكلف ماديًّا مقارنة مع إصدار صحيفة.

وفي الوقت الحاضر يضغط الانهيار الاقتصادي في لبنان على مجمل وسائل إعلامه من مطبوع ومسموع ومرئي. ومن غير المعروف مآل الكثير من الوسائل الإعلامية التي تعاني صعوبات مادية خانقة بفعل النقص الفادح في الإعلانات.

ربما يشكل لبنان تجربة فريدة في خوض تجربة الإعلام الحزبي في زمن استأثرت فيه الأيدولوجيا بحيز واسع في المجتمع. أما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة، فإن الكثير من الأحزاب التي كانت تتغذى من الصراع الأيدولوجي بين الشرق والغرب، دخلت في مرحلة المراجعة الذاتية، وبعضها انتفت الحاجة إليه.

ومع زحف عصر العولمة بفعل ثورة الاتصالات، باتت فكرة الجدوى من تأسيس حزب بحد ذاتها موضع إعادة نظر. والكثيرون يسألون في عصرنا الحالي: هل ما يزال المناضل الحزبي قادرا على ممارسة الصحافة بقواعدها المعروفة؟

 

 

المزيد من المقالات

كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023