الانتخابات الأميركية.. رحلة الصحفي عكس التيار

بعد ساعات قليلة فقط من إغلاق صناديق الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كانت الصحافة العالمية منشغلة بالنتائج التي ستحسم مستقبل البلاد سياسيا واقتصاديا. صحيفة "واشنطن بوست" حاولت الذهاب في مسار مختلف لمتابعة التغطية المدفوعة بالبيانات، عوضا عن استعراض التحليلات والآراء، ولجأت إلى محرك البحث "غوغل" للتعرف على أكثر ما يشغل المواطنين البريطانيين.

كان السؤال الأكثر بحثا بعد إغلاق صناديق الاستفتاء: "ماذا سيحدث إذا غادرنا الاتحاد الأوروبي؟".. يبدو السؤال منطقيا وعاديا حتى الآن، مثل "كلب عض رجلا". لكن الخبر يكمن في السؤال الذي احتل المرتبة الثانية في محرك البحث داخل بريطانيا: "ما هو الاتحاد الأوروبي؟".. حتما هنا "الرجل عض الكلب" بقوة. 

المعلومة الصادمة التي لم تتطلب مشقة كبيرة سوى تفقد محركات البحث، تفصح عن حقيقة الأجواء التي واكبت الاستفتاء، وتشي بأن كثيرين لا يعرفون شيئا عن الاتحاد الأوروبي، وماذا يعني خروج أو بقاء بريطانيا فيه. والنتيجة: التصويت لصالح خيار لا يدرك مآلاته كثيرون ممن شاركوا في التصويت.

ربما يفسر هذا لماذا تعالت الأصوات لاحقا لإعادة الاستفتاء بحجة أن النتيجة لا تعبّر حقيقة عن توجهات البريطانيين. فكرة بسيطة، لكنها مكّنت صحيفة "واشنطن بوست" من مقاربة موضوع الاستفتاء على غير المألوف. وهذا يضعنا أمام سؤال مع اقتراب الانتخابات الأميركية: كيف يمكن للصحفي أن يذهب في الاتجاه المعاكس لتيار التغطيات الإخبارية، والتدفق المحموم للمعلومات على المنصات الرقمية؟

قد تبدو الصورة الأكثر أهمية للمراسل الصحفي في الولايات المتحدة هي الظهور على الشاشة من أمام البيت الأبيض مركز السلطة في العالم، فسطوة حضوره على الشاشة قد تجعله في مركز التغطية أكثر من الانتخابات نفسها. وإذا تطلب الأمر بعض العناء، ظهر المراسل الصحفي من أمام تجمع انتخابي هنا أو هناك، مستعرضا التحليلات المدفوعة بالرأي حينًا أو بالمعلومات التي توردها المصادر الأجنبية حينًا آخر. 

التعميم أو التجني على المراسلين الصحفيين غير مقصود بالطبع، لكن الصورة المنقولة للجمهور العربي تبدو تقليدية وتغلب عليها صحافة الرأي، في حين لا مكان في عصر السرعة لأي ثرثرة غير ضرورية. 

 

الجمهور والصحفيون والانتخابات

أصوات الناخبين الأميركيين التي تسقط في صناديق الاقتراع، يدوّي صداها في العالم العربي.. هل يفوز دونالد ترمب الجمهوري بدورة ثانية؟ هل يتمكن جو بايدن الديمقراطي من إزاحته؟ تُعقد الآمال على استطلاعات الرأي، ويميل البعض إلى تصديق ما ينسجم مع تلك الآمال، إلى أن يأتي يوم الحسم.

المواطن العربي الذي حرمته الدكتاتوريات من الانتخابات النزيهة في أرضه، يودع صناديق الانتخابات الأميركية أمنياته، يميل إلى أحد المرشحين بقدر ما تميل مواقفه من القضايا العربية. وبين من يؤيد هذا المرشح أو ذاك، ثمة من يعتقد أنْ ليس هناك ما يعوّل عليه بفوز أي منهما، فالسياسة الأميركية تجاه العالم العربي واحدة وظالمة. وإذا استثنينا أولئك الذين يتمتعون بقدر من الموضوعية، يمكن للصحفي هنا أن يمعن في مخاطبة عاطفة الجمهور العربي، وفي أغلب الأحيان تبعا لموقف المؤسسة التي يعمل بها، مع أو ضد ترمب أو بايدن. 

موفد الجزيرة إلى الولايات المتحدة محمد معوض نجح إلى حد كبير في المواءمة بين ما ينبغي أن يقدمه للجمهور كصحفي يعي مسؤوليته، وبين ما يتطلع إليه هذا الجمهور في فهم تقاطعات السياسة الأميركية مع العالم العربي، والخلفيات التي تؤثر في مشهد الانتخابات، بعيدا عن كومة الأرقام واستطلاعات الرأي والتخندق السياسي.  

يفسر معوض مقاربته بأن "الانتخابات عبارة عن اختيار إنسان لإنسان ليمثله ويسهر على راحته، ولهذا فإن عملية التصويت عملية عاطفية بالأساس، وإن كانت ممارسة سياسية في الإطار العملي للديمقراطية. وهنا مربط الفرس، فالمشاهد الذي يتابع في الشرق الأوسط يهمه في هذه القصة بُعدُها الإنساني، يهمه أن يرى الناس العاديين مثله ويسمع قصصهم الإنسانية.. هذا ما ينبغي على الصحفي ألا يغفله، فلا ينبغي أن ينجر إلى سجالات السياسة ويصبح ناقلا لها، بل ينبغي أن يوظف رغبة مشاهده وتطلعاته في التغطية حتى يغتنم متابعته". 

يبدأ معوض أول تقاريره عن الجالية المسلمة وأسئلة الهوية في الولايات المتحدة من خلال قصة أول مسجد بناه مهاجرون عرب من سوريا ولبنان في ولاية داكوتا الشمالية مطلع القرن العشرين. لم يقفز معوض مباشرة إلى الأرقام وأهمية تأثير أصوات الناخبين المسلمين في الانتخابات الأميركية، بل اختار الذهاب في رحلة طويلة إلى أقصى الشمال لتعريف المشاهد بالمسجد الذي لا يعرف قصته كثيرون -وأنا منهم- ويطلّ على إحدى مراحل تاريخ العرب والمسلمين في البلاد. 
 

 

عندما تستمع إلى أحفاد أولئك المهاجرين من الجيل الثالث في التقرير، تدرك مدى تجذر الإسلام، وحرص الأجيال الجديدة على الاندماج ضمن هوية جامعة للمجتمع الأميركي باعتبار الإسلام أحد مكوناتها اليوم. "كانت القصة عن المسجد مثل راية للمهاجرين المسلمين من العرب، فأنت من بعيد ترى المسجد، لكن وراءه حكاية تتجاوز أركانه ومساحته الصغيرة.. إنها قصة الهجرة والهوية كمعنى ومضمون، ولهذا كان اهتمامنا بها". ثم يحكي معوض عن حضور الجالية المسلمة وحجم تأثيرها في المشهد الانتخابي، حيث يمكن أن توظف الأرقام في مكانها الصحيح.   

في قصته الثانية يتناول معوض سيدات الضواحي، "قصة انتخابية من واقع السجال، لكنها في الأساس عن دور المرأة في المجتمع الأميركي وحضورها في العملية السياسية. إنها عن الإنسان الفاعل وليست عن الناخب". اختار شخصياتِه في التقرير بعناية تُمكّن المشاهد من فهم المواقف المتناقضة، لا من خلال تصريح عابر، وإنما عبر حوارات بإحدى هذه الضواحي، في سرد لا تنفصم فيه الصورة عن الحوار في رسم المشهد. 

 

القصة الثالثة التي اختارها معوض هي من أكثر القصص الشائكة في الولايات المتحدة بعد صعود حركة "حياة السود مهمة"، وتنامي اعتداءات الشرطة على أميركيين أفارقة. "قدمت القصة مقاربة بين الماضي والحاضر ونضال لم يتوقف.. قرّبنا المشاهدَ إلى المكان وأعدناه إلى الزمان عبر وسيط إنساني، إنسان مثله، لا عبر محلل أو قارئ تاريخ، بل عبر شاهد عيان على واقعة جسر سيلما". هذا الجسر الذي عبَر منه السود يوما للحصول على حقهم في الانتخاب أسوة بالبيض، يأملون اليوم عبورَه مجددا نحو المساواة دون تمييز وعنصرية في القرن العشرين. يقول جيكوب جيكوب بليك الأب، والد الشاب الأسود الذي أردته الشرطة بسبع رصاصات: "هناك نظامان للعدالة في الولايات المتحدة: عدالة للبيض وعدالة خاصة للسود.. إننا في العام 2020.. هل تصدق ذلك؟".

 

في التقرير الرابع، يستكمل معوض الشطر الآخر من موجة العنف والعنصرية والتطرف في الولايات المتحدة.. ينجح بعد محاولات امتدت لأشهر في مقابلة توماس روب الأب الروحي والمنظر الأساسي لجماعة "كو كلوكس كلان" (كي.كي.كي) التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض. في بداية الأمر كان معوض مترددا في لقاء روب، قبل أن يقرر مواجهته بعد أن عادت جماعته إلى الظهور مجددا في السنوات الأخيرة، بالتزامن مع مناسبات سياسية مختلفة.

ويفسر معوض قراره بأن "هذه القصة تعقد مقاربة تختصر الشر والخير والكراهية والحب في شخصين (إنسانيْن)، فهي لا تمنح منصة لأعضاء كي.كي.كي ولا تمنحهم الضوء، وإنما تضعهم في مقاربة مع من يكرهون". أما الإنسان الآخر فهو الموسيقي الأسود داريل ديفيس الذي أخذ على عاتقه مناهضة العنصرية. 

وضع معوض روب في مواجهة ديفيس الذي استطاع بالموسيقى تضميد جراح العنصرية، وإقناع العديد من أبناء جماعة "كو كلوكس كلان" في عقر دارهم بالخروج منها. 

 

جميع القصص التي اختارها محمد كجزء من مهمته في تغطية الانتخابات الأميركية يعدها "إنسانية، تمثل الوجه الحقيقي لمعركة بايدن وترمب. إن سر عظمة الديمقراطية يتجلى في أن مجموعة من الناس في ضاحية أو ريف أو منطقة بعيدة في ولاية هامشية، قد يغيرون كل هذا ويتحكمون بدفة الأمور، فلماذا لا تكون موضوعاتنا عنهم، ولكل موضوع قصة؟".

القصص الأربع -أو التقارير- أعدت في الأساس للمنصات الرقمية، وناهزت مدتها سبع دقائق أو أكثر، في تحدٍّ للخوارزميات التي تعطي أفضلية للمقاطع القصيرة. كما أنها قُدمت كقصص متأنية ومعمقة لا تعبأ بالأخبار السريعة والمسطحة، فأخذ معوض المعلومات من أفواه الشهود الذين التقاهم، وقدمها في سرد محكم ومعزز بعناصر بصرية ليست فائضة عن حاجة القصة، وإنما تساعد على فهمها. 

يصف معوض هذا المنتج الصحفي -الذي يبدو مختلفا على نحوٍ ما عما يقدم على الشاشة- بأنه سريع الإيقاع، يتناغم مع مشاهد اليوم. "وهذه الخصائص الأساسية تحقق ذلك: الإمتاع، الجانب الإنساني، العمق، المباشرة". "وبناء على ذلك فإنني لم أخض مغامرة، بل لم أشك للحظة أنني إذا أنتجت منتجا متلفزا بهذه المواصفات سيكون عابرا للقوالب والمنصات وسيحقق رواجا عليها جميعا، وهذا ما يفسره ردة فعل الوسط الصحفي عليها.. لقد شعر زملائي أن هذا النمط يمنحهم قوة أكبر في الوصول إلى الناس. ولا أحبذ هنا كلمة كسر القوالب، فنحن لم نكسر قوالب، وليس هناك قوالب للصحافة المتلفزة.. هناك قاعدة واحدة أساسية: الكتابة للصورة، وعليك أن تكون حاذقا قدر المستطاع في استخدام كل الأدوات المتاحة عصريا لتفعل".

 

 

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023