بايدن والصِّحافة.. هل هي حِقْبَةٌ جديدة؟

 

نجح الرئيسُ الأمريكيُّ "جو بايدن" في أنْ ينشُرَ الابتسامةَ على مُحَيّا الصّحفيّين الحاضرين في المؤتمر الصحفيّ بالبيت الأبيض بواشنطن، وهو يُجيبُ المراسلَ الصحفيَّ لقناة "فوكس نيوز" بيتر دووسي -عندما سأله عن فحوى مكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- بالقول: "تحدثنا عنك، يرسل لك الرئيس تمنياته".

وهي خطوةٌ ربّما تأتي لإذابة الجليد المتراكم طيلةَ السّنوات الأربع الماضية بين السلطة التنفيذية والسلطة الرابعة، بعدما وصلت الأمورُ إلى مستوياتٍ سيّئةٍ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

الابنُ البارُّ للمنظومة السياسية الأمريكية التقليدية التي قضى بين مؤسساتها نصفَ قرن من عمره، والمعروفُ بقدرته البالغة على استمالة الناس إليه، سارَعَ إلى نزع فتيل الاحتقان، وطمْأَنَة جُلِّ وسائل الإعلام.

ساعاتٌ قليلةٌ بعد تنصيبِه، تعهَّدت المتحدثةُ باسم البيت الأبيض جين ساكي بمشاركة "معلومات دقيقة" مع الصحفيين، وبتأسيس علاقات أفضل مع المؤسسات الصحفية، وهي الشخصية المخضرمة التي تحظى باحترام كبير لدى الصحفيين؛ لتجربتها المميزة في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، واشتغالها في وزارة الخارجية أيضا في عهد جون كيري.

 

ترامب.. ضد التيار

في الصورة المعاكسة، نجد ترامب الذي دشَّنَ يومَ رئاسته الأول يوم 21 يناير 2017، بهجوم لاذع وحادٍّ على وسائل الإعلام الأمريكية التقليدية خصوصا، على خلفية خلاف حول تقديرات أعداد مَن حَضَرَ وشاهَدَ حفلَ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.

حينذاك، زعم السكرتيرُ الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر في أول تصريح له في مؤتمر صحفي "أنّ تنصيب ترامب حضَرَه أكبرُ جمهور على الإطلاق.. نقطة على السطر". وكانت صورٌ جوية أظهرت أنّ حفل تنصيب الرئيس الأسبق باراك أوباما جَذَبَ جمهورا أكبر بكثير، كما أظهرت تصنيفاتُ شركة نيلسن الأمريكية لأبحاث الإعلام وقياسات المشاهدة أنّ حفل تنصيب أوباما استقطب عددا أكبر من المشاهدين عبر التلفزيون (38 مليونا) مقارنة بحفل تنصيب خلفه ترامب (30.6 مليونا).

وتوقَّع مراقبون أنّ خلافاتِ ترامب مع الصحفيين ستنتهي بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، لكنْ يبدو أنّها كانت فقط بدايةَ جولةٍ أكثر تصعيدا مع الإعلام، حيث لم يتوانَ في أيِّ مناسبة عن نعْتِ وسائل الإعلام بشتّى الصفات مثل: "عدو للشعب الأمريكي" وأنها تنشر "أخبارا كاذبة. كما شكّك في نزاهة الإعلام الأمريكي وحياديّته، موجِّهًا أنصارَه لمشاهدة محطة فوكس نيوز الإخبارية فقط. 

صحيحٌ أنّ ترامب هزَّ علاقتَه بالجميع حتى مع المقرّبين منه خلال فترة رئاسته الوحيدة، التي شهدت استقالاتٍ رفيعةَ المستوى؛ كاستقالة "شون سبايسر" والمستشار "ستيف بانون" ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) "جيمس كومي".

كما دخل في حربٍ أكثرَ شراسةً مع عدد من القنوات التلفزيونية منها "سي أن أن" و"سي بي إس" و"آي بي سي" و"إن بي سي"، بالإضافة إلى يوميتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، بل وصلت الأمورُ إلى حدِّ سحب تصاريح مراسلين بالبيت الأبيض؛ كما حدث مع الصحفي "جيم أكوستا" من شبكة "سي إن إن" الذي ربح المعركة ضد ترامب. 

 إلا أن الرئيس الخامس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة، نجح في منح الثقة للمواطن الأمريكي من خلال عدد من  الإنجازات، تمثلت في تحقيق أعلى معدل لنمو الاقتصاد الأمريكي (فوق 3%) لفترة وجيزة، كما حققت البورصة الأمريكية أرباحا كبيرة خاصة مؤشر "داو جونز " الصناعي، وانخفض معدل البطالة في أمريكا إلى 4.7% وهو ما وعد به ترامب أثناء حملته الانتخابية الأولى.

 

ديمقراطية أمريكا على المحكّ!

في السادس من يناير 2021 دفع ترامبُ أنصارَه إلى اقتحام مبنى الكابيتول، في الوقت الذي كان فيه الكونغرس مجتمِعا من أجل اعتماد فوز بايدن في الانتخابات بشكل رسمي. وقد عبث المقتحمون بمحتويات المبنى الذي يرمز إلى تاريخِ أعرقِ الديمقراطيات في العالم وأكبرها، في صورةٍ هزّت سُمْعَةَ أمريكا، ربما أكثر من هجمات 11 سبتمبر.

هنا دخلت العلاقة بين ترامب والإعلام مُنعطَفا آخر مختلفا، ففي ذلك اليوم منَحَ ترامبُ المؤسساتِ الإعلاميةَ فرصةً من ذهب، وهو في آخر أيامه الرئاسية، كي تُجْهِزَ عليه وعلى مستقبله السياسي ربّما، بل حتّى الصحافة المحافِظة وجدَتْ حَرَجًا وصعوبةً حينَها في الدفاع عنه، فاختارَت اللّاموقف.

وإنْ أجهضَ الجمهوريون بمجلس الشيوخ الأمريكي مساعيَ خصومهم الديمقراطيين لإدانة "ترامب" بتهمة تحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس، إلا أن زعيم الجمهوريين بالمجلس "ميتش ماكونيل"، وجَّهَ انتقاداتٍ شديدةَ اللهجة لترامب؛ معتبرًا إيّاه هو "المسؤول" عن الهجوم عمليًّا وأخلاقيًّا.

وصحيح أنّه بدأت الآن مرحلةُ ما بعد ترامب، وإنْ حملَتْ رؤيةً وتصوُّرًا جديدين، إلّا أنّها مُثقَلَةٌ بالانقساماتِ الدّاخليّةِ العميقةِ التي تشهدُها أمريكا حاليًّا.

الرئيس الأسبق "باراك أوباما" الذي هنأ رفيق حزبه بالفوز، أكد أن التحديات التي تواجه "بايدن" لم يواجهها أي رئيس جديد على الإطلاق، وأن مغادرة الرئيس "ترامب" للبيت الأبيض لن تمحو أخطاء المرحلة السابقة ولن تصوّبها.

 "أوباما" الذي عاش فتراتِ المداعبة والدلال من طرف الإعلام الأمريكي، وصلَت إلى درجةِ الصمت عن أخطائه، والتي اعترف بها شخصيًّا من خلال كتابه "أرض الميعاد". إذ أقرَّ بالنقد الذي وُجِّه إليه بشأن طريقة معالجته للأزمة المالية العالمية، والتي أثّرت على حياة المواطنين العاديين، وأيضا قراره تعزيز القوات الأمريكية في أفغانستان سنة 2009، والغارات الجوية على ليبيا 2011.

إذا تأمَّلْنا الوقائعَ جيّدًا؛ فسنرى أنّ الإعلام الأمريكي سقط جَهْلًا أو عَمْدًا في فخّ الانحياز لأوباما وضَغَطَ بقوّة على ترامب؛ من خلال البحث عن أخطائه بالمجهر. ليُطرَحَ السؤالُ الجوهريُّ الآن: هل سيتعاملُ الإعلامُ مع "جو بايدن" الرئيس السادس والأربعين على أساس أنّ ولايته هي الولاية الثالثة لأوباما؟

 

ثقةُ الأمريكيين في وسائل الإعلام؟

على ما يبدو، فإنّ وسائل الإعلام الأمريكية فطنت نسبيًّا، لضرورة التموقع خارج دائرة الحسابات السياسية، وأن تلتزم الحياد والشفافية؛ كي لا تفقد مصداقيتها أكثر أمام متابعيها.

فبمجرد أن غرّدَت الصحفيةُ الأمريكية لورين وولف من صحيفة نيويورك تايمز على تويتر، بأنها شعرت بـ "قشعريرة" عندما شاهدَت طائرةَ "بايدن" تهبط في قاعدة "أندروز"، حتى وجَّهَ عددٌ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ومِنصّاتٍ إخبارية يمينية اتهاماتٍ للصحيفة بالتحيُّز الإعلامي.

من جانبها، ردت الصحيفة على الانتقادات بطرد الصحفية من عملها، تجنُّبًا لأيّ لبسٍ في موقفها، وإن كانت تعرَّضَتْ مرّةً أُخرى لانتقادات من طرف عدد من الصحفيين الذين اعتبروا أن هذه الخطوة خاطئة، وكان بإمكان الصحيفة أن تجد حلًّا وسطا لهذه الواقعة.

وتكشف الإحصائيات التي وضعتها مؤسسة غالوب وهي شركة تحليلات واستشارات أمريكية، أن 18% فقط من الأمريكيين لديهم "قدْرٌ كبير" أو "كثير جدًا" من الثقة في الأخبار التلفزيونية.

أما بالنسبة للصحف، فالرقم لا يتجاوز 24%، وأن الجمهوريين والديمقراطيين يضعون ثقتهم في بيئتين إعلاميتين متناقضتين تقريبًا.

وحسَب البيانات، فإنّ عدم ثقة الأمريكيين في وسائل الإعلام سبقت دخول ترامب للبيت الأبيض، لكنّ الرئيس الجمهوري قلَّصَ من رصيد ثقة الأمريكيين في صاحبة الجلالة حين امتهن الترويج للأخبار الزائفة خلال ولايته الرئاسية، والتي وصلت إلى 30.573 حسب صحيفة واشنطن بوست.

وأظهر التقرير الأخير لمركز بيو للدراسات 2020، أنه -رغم انتشار المعلومات المضلّلة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي؛ في قضايا مثل الانتخابات وجائحة كورونا- إلا أن قرابة 53% من الأمريكيين يعتمدون على هذه المنصات للحصول على الأخبار، وخاصة فيسبوك.

في حين طالَبَ الرئيس الأمريكي جو بايدن، حسب موقع "بيزنس إنسايدر"، بإلغاء القسم 230 وهو قانونٌ اتحادي ينصّ على أنّ شركات الإنترنت ليست مسؤولة عن المحتوى المنشور على منصاتها، مبديًا رغبتَه الشديدة في محاسبة موقع فيسبوك على "الأخبار الزائفة" التي ينشرها.

بايدن الذي لا يُدوِّنُ كثيرا في وسائل التواصل الاجتماعي عكْس ترامب"، يسابقُ الزمنَ الآن ليبنيَ سياسةً مختلفةً تحسِّنُ علاقةَ البيت الأبيض بغرف تحرير المؤسسات الإعلامية، من خلال اتخاذ عدد من الخطوات الجِدّيّة، كتجديد الاشتراك لصحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، وجدولة ثلاث إجازات أسبوعيًّا للصحفيين كحدٍّ أدنى، وأُدخلت لغة الإشارة على المؤتمرات الصحفية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأمريكيين.

خطواتٌ يرى مراقبون أنّها تشكّل سيفا ذا حدين، إذ يسود تخوُّفٌ من أن تعود الصِّحافة إلى أسوأ أساليب التغطية في أخبار الرؤساء والمبالغة في الاحترام، مطالبين بإبقاء بايدن تحت الضغط وعدم التراخي والتراجع، على أمل أن يُصْلِحَ الأمورَ.

بمجرد انتهاء "الأيّام المئة" المعتادة، والتي يمرّ فيها الرؤساءُ الجدد بفترة ما يُعرَف بشهر العسل مع الصحافة، سيتضح توجُّهُ المؤسسات الإعلامية التقليدية الأمريكية التي تعيش الآن تحت ضغطِ تضاؤلِ عائداتِ الإعلاناتِ وصعودِ المِنصّاتِ الرّقْمِيّة والاجتماعية التي تستحوذ على أكبر عدد من المتابعين الأمريكيين.  

 

المزيد من المقالات

كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023