كيف يؤثر التنوع على القرار التحريري؟

ينظر البعض لمهنة الصحافة على أنها مهنة فردية بامتياز، وأن الصحفي كائن مهموم بذاته ومنشغل بفتوحاته ونجاحه الشخصي، ويبدو أنها تخيلات تنقصها المعرفة بمطبخ الصحافة وطبيعة العمل الجماعي الجبار من أجل إخراج مادة صحفية؛ سواء أكانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية.

وسوء الفهم الآخر في مهنة الصحافة يتعلق بالتعددية الثقافية، والجغرافية (إن جاز التعبير)، والمعرفية داخل غرفة التحرير. وهو سوء فهم مهجر من حقل المجتمع والتراث المنتج داخله، الذي يعلي من شأن الوحدة والانسجام بصفتهما منبعين للقوة والكفاءة والجودة. 

لكن طبيعة العالم تغيرت، ولم تعد قيم المجتمعات البسيطة الأولى تصلح لإدارة علاقات العمل داخل عالم يتوزع فيه موظفو الشركة الواحدة بين قارات العالم المختلفة، ومع ذلك يعملون ويتواصلون بشكل سلس وفعال من أجل إنجاز مهمتهم وتقديم منتجهم النهائي؛ سواء أكان سلعة أو خدمة.

في منتصف العام 2008 أعادت إذاعة هولندا العالمية خدمة البث باللغة العربية، واختيرت نخبة من الناطقين بها لاستهلال البث الإذاعي. كنا مجموعة متنوعة في خلفياتها الدراسية وفي الانتماء الجغرافي؛ شبابا من العراق، ولبنان، وسوريا، والمغرب، وتونس، والجزائر، وليبيا، والسودان.

بحسب سوء الفهم السائد، أو التصور السلبي الشائع عن روح التعاون بين العرب (على المستوى السياسي تحديدا)، يحق للمرء أن يتصور أن مثل هذا الفريق سيقضي يومه في الخلاف والشجار حول كل شيء فيما يتعلق باتخاذ القرارات داخل هيئة التحرير، خاصة أن مجال الصحافة هو مجال خيارات ووجهات نظر واختلاف في زوايا التناول.

ولكن حين أنظر للخلف لتلك الفترة، أراها من أجمل الفترات في حياتي المهنية من جهة الاستمتاع بالعمل وكَمّ الخبرات والمعرفة التي اكتسبتها من خلال العمل داخل هذا الفريق المتنوع.

لست هنا بصدد امتداح زملائي القدامى بالقسم العربي في إذاعة هولندا الدولية، بل بتقديم تشريح للعناصر التي كانت تحكم عملنا، والتي أسهمت في تطوير قدراتنا في اتخاذ القرارات وتصريف المهام اليومية للعمل الإذاعي بشكل سلس وفعال.

الوجود في الغرب عموما وفي بلد مثل هولندا خصوصا، يؤثر في الفرد على الصعيدين الخاص والعملي. ذلك أن المباشرة في إبداء الرأي دون المقدمات الطويلة والالتواءات كانت من الخصائص التي لا نعرفها في ثقافة مجتمعاتنا التي ننحدر منها، وقد ننظر للشخص المختلف في طرح وجهة نظره على أنه شخص عدواني أو فظ. استغرق تعلم هذه المهارة بعض الوقت والكثير من قدرة المعايشة وتفهم الآخر؛ بحيث يكون الموضوع مثار النقاش هو الأساس، وتكون العواطف والانفعالات الشخصية المصاحبة أمرا ثانويا قليل الأهمية.

ولأن موضوعنا هو تأثير التنوع على القرار التحريري، أشير إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بتنوع الخلفيات الجغرافية والثقافية فحسب، ولكن كذلك بالخلفيات الدراسية والأكاديمية للمجموعة التي تتوزع بين التخصص في اللغة العربية والتاريخ مرورا بالصحافة والمسرح والعلوم السياسية. هذا العامل كان بمثابة مخزون معرفي متكامل استفدنا منه في الإجابة عن الأسئلة الصغيرة والكبيرة التي تواجه الصحفي في عمله اليومي والقرارات الفردية والجماعية التي يتم اتخاذها. 

إن الاستعانة بزميل يتوفر على خلفية أكاديمية مختلفة يعطيه الإحساس بالأهمية بصفته فردا داخل الفريق، ويعزز الثقة بين الطرفين ويصب في النهاية في صالح تقديم منتج بجودة أعلى. كان يحدث ذلك في الغالب الأعم أثناء الانشغال بعملنا: زميل ضليع في اللغة العربية ومسائل النحو والصرف نستعين به للتدقيق في محتوى النصوص قبل إرسالها بشكلها النهائي للنشر، وبمرور الزمن كان هذا الزميل هو السلطة الفعلية المعترف بها بشكل صامت بين الجميع، وتوكل إليه عملية مراجعة النصوص قبل إخراجها في صورتها النهائية.

لا يجب أن يُنظَر إلى التنوع بصفته مفهوما ثابتا، بل ينبغي النظر إليه على أنه ضرورة لتطوير عمل الفريق وجعله أكثر مهنية ودقة. هذه التفاصيل الصغيرة التي أتعرض إليها تعود لما يعرف بديناميكا الفريق، التي تحوي مسائل أساسية غير ظاهرة للعيان؛ من مثل الإحساس بالأمان داخل الفريق. الإحساس بالأمان يسمح بارتكاب الأخطاء والتعلم منها ويسمح بتقبل النقد والمبادرة بانتقاد الذات إذا لزم الأمر. 

 

التنوع مهم، ولكن...

الفريق المتنوع جغرافيا وثقافيا يكون أكثر عرضة للمشاحنات وسوء الفهم المؤجج لها، وما يبطل مفعول مثل هذا التشاحن هو الطبيعة الإدارية الأفقية التي كانت تحكم عملنا بصفتنا فريقا متساويا في الحقوق والواجبات والدرجات الوظيفية، وليست هناك مناصب فرعية يتطلع إليها الشخص؛ هناك فريق، وهناك رئيس للتحرير. 

توجد الكثير من العوامل المحيطة بعملية الممارسة الصحفية يمكن أن نضعها في خانة البنية التحتية؛ من مثل المكان وطريقة ترتيبه وإمكانية التواصل العفوي بين الزملاء أثناء العمل؛ ففي غرفة تحرير مفتوحة بمساحة معقولة، يمكن لأي مجموعة تحويل النقاش بينها إلى اجتماع عفوي دون التسبب في إزعاج الآخرين. هكذا يكون التنوع مفيدا.

أما فيما يتعلق بالمحتوى الصحفي وعلاقته بالجغرافيا السياسية، فالأمر يخضع باستمرار لنقاشات مستمرة تطرح من خلالها العديد من الأسئلة التي تفتح العديد من الخيارات. لنفترض، مثلا، أن حدثا بعينه وقع في مصر، هل نتركه ليعالج من قبل صحفي مصري، أم أن الأفضل تكليف زميل من بلد آخر لمعالجة الموضوع أو الخبر؟ وهل التوتر بين البلدين يؤثر على خيارات الصحفيين المنتمين لهذين البلدين؟ ثمة  توترات أيضا بين الجزائر والمغرب، أو السودان ومصر حول مياه النيل، فهل نعهد لصحفي مصري بتناول هذا الموضوع، أم أن الأفضل أن نوكل الأمر لصحفي لا علاقة له بالبلدين؟

هذه التساؤلات لا تنفي ولا تطعن في احترافية الصحفي ونزاهته المهنية، ولكن عوامل مثل الانتماء الجغرافي (إلى دولة ما كوحدة سياسية) يمكن أن تلقي بظلالها على المعالجة الصحفية حتى وإن لم يقصد الصحفي ذلك.

هناك أمر آخر يتعلق بالحساسيات في استخدام تسميات أو مصطلحات بعينها، مثلا: هل نستخدم تسمية الصحراء المغربية أم الصحراء الغربية؟ إن وجود صحفي مغربي ضمن الفريق يوفر فرصة جيدة للنقاش حول جذور الحساسيات السياسية المختلفة وإمكانية تلافيها باستخدام التسميات التي لا تثير حفيظة طرف من الأطراف.

تنسحب هذه الإشكالات على الترجمات أيضا. في إذاعة هولندا، درج القسم العربي على ترجمة بعض القطع المهمة التي تُنتَج بواسطة هيئات تحرير لغات أخرى داخل الإذاعة مثل الفرنسية، والإسبانية... إلخ. وكما هو معلوم تختلف لغة الترجمة بين المشرق والمغرب الكبير؛ فكلمة "مسطرة" تعني منظومة في المغرب أو مجموعة حسب علمي، وكلمة المخزن تعني المنتسبين للديوان الملكي أو النخبة الحاكمة، فإذا استُخدِمَت في سياق ترجمة ما، قد لا يفهمها المتلقون في أرجاء جغرافية أخرى غير المغرب.

لذلك، فإن وجود هيئة تحرير متنوعة يسهم، وبشكل يومي، في تمحيص المحتوى وإعادة صياغته بشكل مستمر كي يناسب الشرائح الأعرض من الناطقين بالعربية.

حساسية الجغرافيا لا تقتصر على طبيعة الموضوع فقط، ولكن تتعداها إلى مسألة الخيار بشأن معالجة قضية ما أو إهمالها؛ كأن  يتم التغافل عن مسألة حقوق الإنسان في مصر بشكل مستمر والتركيز على انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية أو الخليج، أو التركيز على الخسائر التي يسببها طيران التحالف في اليمن وتجاهل انتهاكات جيش الحوثي مثلا..

إن احتمال تناول المواضيع بطريقة غير متوازنة واردة جدا، لكن داخل فريق متعدد الجنسيات ومدرك لهذه الحساسيات، يتم تحقيق قدر كبير من التوازن في تناول مختلف القضايا داخل الوطن العربي وخارجه. لكن في المقابل، سيكون الأمر مختلفا تماما، لو أن فريق التحرير تهيمن عليه فئة من الصحفيين تعود خلفيتها لبلد واحد أو إقليم واحد داخل نطاق الوطن العربي.

أريد أن أسجل في هذا السياق أن التنوع في غرفة التحرير لا ينحصر فقط في الانتماء الجغرافي، ولكن تلعب الانتماءات السياسية والمذهبية والقناعات الفكرية، أيا كانت، دورها في إثراء التفاعل بين الزملاء وإعطاء بعد أعمق لحواراتهم؛ السني والشيعي يختلفان في خطابهما وطريقة النظر للكثير من القضايا ذات الطابع السياسي والديني، وكذلك الليبرالي والمنتمي للإسلام السياسي يختلفان في طرائق تفكيرهما وتناولهما للقضايا. 

بناء عليه، يمكننا القول إن العنصر الأكثر أهمية في عمل فريق متنوع هو العناية بما يعرف بالأثر المرتد (Feedback)، وفتح باب التعليق والحوار حول القصص الخبرية داخل القسم، بحيث يصبح التنوع في التخصص وفي الخبرات وفي الانتماء لبلد ما، عامل إثراء يدعم ويعزز من جودة المادة المنتجة.

قد تبدو مسألة التعليق وتبادل الآراء حول المواد الصحفية المنتجة مثالية بعض الشيء؛ ففي عالم حقيقي يغضب البعض، ويحس البعض الآخر بالاستهداف، خاصة في وجود أصحاب الذوات المتضخمة الذين لا يقبلون أدنى ملاحظة حول أعمالهم، ولكن فرصة تعلم طرق جديدة في التواصل وتربية الذات على تقبل الرأي الآخر هي من الصفات الأساسية التي لا يستطيع أي صحفي أداء مهنته وواجبه دونها.

هل نخلص إلى أن التعددية في غرفة التحرير عامل حاسم في اتخاذ القرار التحريري، أم هي عامل إثراء داخل المؤسسة الصحفية المعنية؟ 

الجواب عن هذا السؤال يستلزم تأمل وإدراك أن لحظة تلاقي أفراد وجماعات ينتمون لتخصصات وثقافات وانتماءات إثنية مختلفة، هي لحظة الحاجة للهوية بصفتها عامل ثبات وطمأنينة في مواجهة الآخر المجهول. يحدث هذا بشكل عفوي وفي ظروف متباينة؛ مثل ظرف السكن والرياضة والدراسة، ووسط جماعات قد تصغر أو تكبر، أو حتى بين فرد في مواجهة آخر.

والهوية في فكرتها غير مضيافة كما يقولون، أي إنها وُجدت كي تميز شخصا عن آخر ومجموعة عن أخرى وشعبا عن آخر.

ولحل هذه المعضلة وتوجيهها بحيث تكون عامل قوة وثراء، لا بد من تبني هوية جديدة هي هوية مكان العمل، وهي في هذه الحالة المؤسسة الصحفية التي يشتغل فيها فريق التحرير. للإنسان بالطبع عدة هويات بداخله؛ من مثل هوية النوع، أو العمر، أو المهنة، أو الهواية... إلخ، ولكن هوية المؤسسة تصير هي الأهم في ظرف العمل بحيث تتراجع بقية الهويات أثناء الانشغال بأداء المهنة.

كي يتحقق هذا الانصهار في المؤسسة، يجب أن تتحقق نظم المؤسسة الصحفية وتقاليدها المتوارثة غير المكتوبة، وانسجام معاييرها الأخلاقية والقانونية مع القانون العام والمبادئ الأساسية التي تحفظ حرية الإنسان وكرامته وتصون حقوقه الأساسية. 

إذا تحقق هذا الشرط، تتوفر داخل المؤسسة الطمأنينة اللازمة التي تجعل الزملاء يثقون في بعضهم ويتبادلون الآراء في جو صحي شفاف ومفتوح يخلو من الخوف والمحاذير والتخوفات الأخرى غير المنتجة.

المزيد من المقالات

كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023