الانتهاكات ضد الصحفيات.. "جرائم" مع سبق الإصرار

كنّ عائدات إلى البيت بعد انتهاء الدوام، ثلاث (1) خريجات جديدات أعمارهن تتراوح بين 20 و25 عاماً، بدأن مشواراً في مؤسسة إعلامية محلية بجلال أباد، قبل أن تُنهي بضع رصاصات مجهولة كل شيء.

لم تتناول تقارير "مرسال وحيدي" و"سعدية السادات" و"شهناز روفي" أسماء ذوي النفوذ ولم يكن بصدد الكشف عن قضية فساد كبرى، كن فقط يقمن بدبلجة البرامج الأجنبية.

زميلتهن ملاله ميوند (26 عاماً) كانت قد لاقت نفس المصير قبلهن ببضعة أشهر (2)، بينما أعلنت القناة التي كانت تعمل فيها أنها لن توظف المزيد من النساء حتى يتحسن الوضع الأمني في البلاد. مثل هذه الأخبار تتكرر على اختلاف الأماكن والأسباب والجناة، وفي كل مرة تنخفض أصوات المنددين مع مرور الوقت، وتستمر الظاهرة. ولما كان التغيير عملية تراكمية، فإن أول ما يحفزه هو الإحاطة بالمشكلة وتقييم المعطيات.

 

ماذا يقول الواقع؟

 

هي "مهنة المتاعب" بالنسبة للذكور، أما عند الإناث فالمتاعب مضاعفة وأكثر تعقيدا. منظمات (3) حقوقية وإنسانية وعمالية ومئات التقارير والحوادث والشهادات تتحدث عن عنف جسدي ونفسي وجنسي يجعل أي أنثى تختار العمل في مجال الإعلام غير بعيدة عن شتى أنواع ودرجات الاستهداف المدفوع بالتحيز الجنساني. إنه استهداف لا يرتبط بالضرورة بالقضايا التي تغطيها الصحفية أو بمدى تمكنها من إيصال القصة لشريحة كبيرة من الجمهور، ولكن أحياناً لمجرد أنها تتحدى أعرافاً مجتمعية لا تستسيغ رؤية "تاء التأنيث" في الشأن العام. هو مشهد تتداخل فيه كراهية النساء بالعنصرية والتعصب الديني والسياسي وغير ذلك من أشكال التمييز، وهو عنف يرتدي أحياناً ثوباً مؤسساتياً يُمارس على مرأى من العدسات، كما حدث مع مراسلة الجزيرة بفلسطين جيفارا البديري أثناء أدائها لواجبها المهني في حي الشيخ جراح.

الأسوأ من ذلك هو أن الخطر يمتد أحياناً إلى مقر العمل حيث يفترض أن تنعم الصحفيات ببيئة آمنة. فحسب تقرير (4) لمنظمة "مراسلون بلا حدود" جمع بيانات (5) من صحفيات في 112 دولة، فإن 84% من الإجابات أكدت أن التحرش الجنسي يؤثر على الصحفيات وأن أشكال العنف المختلفة مصدرها المديرون التنفيذيون حسب تقدير 51٪ من المشاركات في الاستطلاع، بينما رأى آخرون أن مصدرها زملاء المهنة (46%) أو كيانات ذات سلطة (50 %) أو أطراف  مجهولة (44%) أو أطراف  أجريت معهم مقابلات (35%). كما وجد التقرير بأن الصحفيات المتخصصات في مجالات حقوق المرأة والرياضة والسياسة من بين الأكثر عرضة للعنف وأن عدد الصحفيات المحتجزات ارتفع (6) بما لا يقل عن 35٪ عام 2020 مقارنة بعام 2019.

 

عنف افتراضي لكنه حقيقي 

 

"في المرة الأولى التي قيل لي فيها إنه يجب أن أموت موتاً بطيئاً ومؤلماً، كان ذلك بسبب كتابتي عن الممثلة كريستين ستيوارت عبر مدونة صغيرة على WordPress، ولم  ترق لإحدى  معجبات ستيوارت الطريقة التي حللت بها الصورة الفنية للنجمة"، تقول الكاتبة ومراسلة BuzzFeed News آن هيلين بيترسن (7).

أما الصحفية البرازيلية باتريشيا كامبوس ميلو (8) فدخلت حرباً محمومة إثر اشتغالها على سلسلة استقصائية حول تورط الرئيس جايير بولسونارو ومناصريه في تمويل مخطط يهدف لتشويه معارضيه، لتتعرض بعدها إلى حملة تنمر وتهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي وتضطر لمقاضاة الرئيس وابنه بسبب طعنهما في مصداقيتها ومهاجمتها بتصريحات مهينة.

لا يحتاج أحدنا سوى فتح أي منصة اجتماعية ليجد الخطاب الميزوجيني (الكراهية ضد النساء) يحاصر الإعلاميات لأبسط الدوافع: اتهامات وتهديدات وشخصنة ونعوت بذيئة وهجمات سيبرانية حوّلت الفضاء الافتراضي إلى خط المواجهة الجديد لهذه "الظاهرة العالمية" كما يصفها غيلهيرم كانيلا، (9) رئيس قسم حرية التعبير وسلامة الصحفيين في اليونسكو. وأظهر تقرير (10) أُعد بتكليف من اليونسكو ونفذه المركز الدولي للصحفيين، أن 3 من كل 4 صحفيات جرى استطلاع آرائهن تعرضن للعنف عبر الإنترنت، وأن الصحفيات العربيات (11) ضمن الفئات الأكثر تعرضاً للعنف الرقمي، فيما صُنف فيسبوك الأقل أماناً من بين 5 تطبيقات هي الأكثر استخداماً من قبل المشاركات.
 

انعكاسات تتجاوز الضحية

 

سواء آثرت الضحية الصمت أو المقاومة، تبقى المعركة ثقيلة ومن الصعب القول إن هناك دائماً خياراً صحيحاً وآخر خاطئاً فيها. لكن الأكيد أن الآثار الجسدية والنفسية المباشرة على الصحفيات، عادة ما تمتد لتقوّض جودة العمل وثقة الجمهور في الصحافة الناقدة، ناهيك عن تراجع فرص التوظيف وإحباط أي مساع لتحقيق التوازن بين الجنسين في المشهد الإعلامي، ودفع النساء إلى الانسحاب (12) من الخطوط الأمامية والمحادثات العامة لا سيما إذا تقاطع التحيز الجنساني مع حالات الاستقطاب السياسي وانتشار المعلومات المضللة وتحول إلى حملات استهداف منظمة على مستويات أعلى.

هذا ما تؤكده نتائج استبيان منظمة "مراسلون بلا حدود"، التي أوضحت أن العنف القائم على نوع الجنس يدفع الصحفيات إلى إغلاق حساباتهن على منصات التواصل الاجتماعي إما مؤقتاً أو بشكل دائم بنسبة 43%، وإلى ممارسة الرقابة الذاتية بنسبة 48%، وتغيير التخصص بنسبة 21%، عدا عن أنه يسبب حالة من الخوف من فقدان الوظيفة (54%) والخوف على الحياة (49%).

 

قراءة في بعض التوصيات

 

تكشف الدراسات أن الاعتداءات الجسدية على الصحفيات كثيراً ما تسبقها تهديدات عبر الإنترنت أو هجمات سيبرانية، لذلك تشدد التوصيات على أخذ أي تهديد على محمل الجد.

اللجوء إلى منظمات ومنصات موثوقة توفر المساعدة عبر نشر توجيهات (13) أو توفير فرص لبناء شبكة علاقات ومشاركة الخبرات قد يفتح آفاقا كثيرة.

الرابطة (14) الدولية للمرأة في الإذاعة والتلفزيون تدعو الصحفيات للتصرف دوماً بثقة وفخر بدورهن المهني والتحدث لأشخاص موثوقين في حال التعرض لأي مضايقات مع الاحتفاظ بسجل مكتوب يتضمن أكبر قدر من التفاصيل والأدلة.

أما خلال التغطيات الميدانية، فبالإضافة إلى الالتزام بالإرشادات العامة التي تهم الصحفيين من الجنسين، تنصح الرابطة بتخيل قائمة من المخاطر المحتملة ذات البعد الجنساني والتفكير المسبق في الاستجابات الأنسب مع الحرص على تعلم مهارات الدفاع عن النفس إن أمكن. زيادة على ذلك، تدعو إلى تجنب لفت الانتباه وعدم ارتداء أية مجوهرات واصطحاب زميل أو مرافق ذكر مع الحرص الشديد على عدم مشاركة أية معلومات شخصية أو تفاصيل عن التحركات.

الاطلاع على تقاليد البلد وقواعد اللباس والالتزام بالقوانين المحلية أمر ضروري، كما أنه أحياناً يتعين مراعاة المناخ السياسي والاجتماعي. فالصحفيات المحجبات مثلاً يجب أن يكنّ على دراية بالمناطق التي تنتشر فيها ظاهرة الإسلاموفوبيا أو التوجهات اليمينية المتطرفة خاصة إذا واكبت هذه المعطيات تطورات حديثة ذات صلة.

من جهة أخرى، فإن المؤسسات ملزمة بحماية موظفيها الدائمين والمستقلين حتى لا يقع ثقل الرد والوقاية على الهدف فقط. من أجل هذه الغاية، فعلى المؤسسات توفير وسائل السلامة الجسدية والدعم النفسي والقانوني والمشورة والتدريب، بإضافة إلى التوعية بمظاهر التحيز الجنساني وإيجاد آليات إدارية للتعامل معه بشكل جدي وشفاف.

في هذا السياق، سيكون من الضروري العمل على إرساء بيئة آمنة لكسر الصمت والإبلاغ، مع الحرص على محاربة بعض التصورات النمطية التي تلقي عبئاً على الضحية كالقول بأن الصحفيات بحاجة إلى التحلي بقوة ومرونة أكبر وبأن هذه الانتهاكات ضريبة مهنية متوقعة أو مقبولة.

وأخيراً، فإن الاكتفاء بالحظر والإبلاغ وحذف المضايقات الرقمية قد يكون في بعض الأحيان مجرد ضمادة موضعية أو مرهما يؤخر معالجة المشكلة بشكل جذري. شركات التكنولوجيا يجب أن تتحمل مسؤولية أكبر في تطوير آليات استجابة أفضل وتقييد المحتوى الذي يحرض ضد الصحفيات. 

 

مصادر: 

1-https://www.nytimes.com/2021/03/02/world/asia/afghanistan-women-journalists-killed.html

2-https://cpj.org/2020/12/journalist-malalai-maiwand-shot-dead-in-afghanistan/

 

3-https://www.hrw.org/news/2021/04/01/afghanistan-taliban-target-journalists-women-media

 

4- https://rsf.org/ar/news/-323 

5-https://rsf.org/sites/default/files/le_journalisme_face_au_sexisme.pdf

6- https://rsf.org/ar/news/-304

7-https://www.cjr.org/special_report/reporting-female-harassment-journalism.php

8- https://cpj.org/awards/patricia-campos-mello-brazil/

9-https://www.aljazeera.com/news/2021/4/30/female-journalists-facing-growing-online-attacks-unesco

10-https://www.icfj.org/our-work/icfj-unesco-global-study-online-violence-against-women-journalists

11-https://en.unesco.org/sites/default/files/the-chilling.pdf

12-https://www.aa.com.tr/en/asia-pacific/killing-spree-forces-women-afghan…

13-https://cpj.org/2019/09/physical-safety-mitigating-sexual-violence/

14-https://aijc.com.ph/wp-content/uploads/2020/09/IAWRT-SAFETY-HANDBOOK-FO…

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023