رفعت الحكومة الراية البيضاء أمام الصحافيين: نحن لا نستطيع حمايتكم (تصوير: هنري روميرو - رويترز).

الصحفيون وعصابات المخدرات.. "كلماتنا في وجه رصاصكم"

"كلماتنا في وجه رصاصكم"، هي العبارة الأكثر انتشارا في احتجاجات الصحفيين، كلما اغتيل لهم زميل في المكسيك. تحولت الجملة/اللازمة إلى صرخة استنفار، على اليافطات واللوحات الكرتونية والمنشورات، حتى على صفحات الإنترنت. هي صرخة تنشد العدالة، العدالة التي لا تتحقق أبدا، ليس في هذا المكان فحسب.

وفقا لمنظمة "المادة 19"، اغتيل 135 مراسلا صحفيا خلال العقدين الماضيين، بينما لا يزال أكثر من 24 صحفيا في عداد المفقودين. لقد كانت الفترة الأشد دموية تجاه الصحفيين هي السنوات الست الماضية.

 

 

2
جزء من الصحفيين الغربيين يعتقدون أن الكلام عن موضوع المخدرات في أمريكا الجنوبية نزهة (تصوير: جيم لوبيز - غيتي).  

 

جريمة بلا عقاب 

اعتاد مكتب المدعي العام للجمهورية توجيه أصابع الاتهام إلى مهربي المخدرات في معظم جرائم القتل المرتكبة بحق الصحفيين، قليلا جدا ما كانت الحكومة المكسيكية تذكر في مَحاضِرها أن خيوط الجريمة في العديد من تلك الجرائم المنظمة تتشابك مع مسؤولين حكوميين أو رجال أمن أو أعضاء في البرلمان أو رؤساء بلديات.

في الثاني من كانون الثاني/يناير الماضي، أقدم خورخي سانشيز على كتابة كلمة "الإفلات من العقاب" بطباشير بيضاء وبخط كبير الحجم في ساحة "ليردو" مقابل مبنى رئاسة الحكومة. كانوا قد قتلوا والده مويسس سانشيز سيريزو، الذي عمل محررا في صحيفة "لا أونيون" قبل ست سنوات، وهي إحدى الصحف المحدودة الانتشار في منطقة حمراء على خليج المكسيك. حينها أشارت لائحة الاتهام إلى ستة من متقاعدي الأمن الذين تركوا وظيفتهم ليلتحقوا بعصابة "خاليسكو/الجيل الجديد" كقتلة مأجورين، حيث أقدموا على "رفع" مويسس سانشيز وتعذيبه بعنف مفرط داخل منزله. عُثر على جثته بعد 19 يوما، مُقطَّعة إلى أجزاء صغيرة في أكياس سوداء، داخل إحدى الملكيات العقارية في بلدة مجاورة.

توصلت تحقيقات النيابة العامة، وقتئذ، إلى أن العقل المدبر للجريمة هو عمدة "ميديجين"، أومار كروز. لقد مرت ست سنوات وما زال فارّا من وجه العدالة. واحد فقط من بين الستة المشتركين في الجريمة أُودع السجن، فيما تأتي حكومات وتذهب وأخرى تمضي، ويبدو أنه لن يأتي من "يقتصُّ لقتل أبي ويحقق العدالة التي أنشدها" يقول خورخي.

"قَتْلُ الصحفيين لن يقتل الحقيقة"، برنامج وثائقي أعده الصحفي والكاتب تيموريس غريكو، الذي عاد إلى المكسيك بعد عمله في تغطية النزاعات المسلحة في بلدان مثل سوريا وليبيا والصومال، ليجد بلاده تعيش حربا خفية، صامتة، تستهدف تدمير الصحافة بشكل كامل. تواصلتُ معه، فشهادته تبدو لي مهمةً لهذا المقال: "نعيش ظروفا محفوفة بالمخاطر، النشاط الصحفي يجري دون أدنى ضمانات أمنية، إن لم تسحقك الحكومة، تجار المخدرات سيفعلون، إنهم يقومون بذلك في أنحاء واسعة من البلاد بحس من المسؤولية والمقاومة".

يقول غريكو إن نبأ مقتل صحفيٍّ في المكسيك، وعلى يد مهرِّبي المخدرات، يجعلك تحس لدى سماعه كأن "دلوا من الماء المثلج انسكب على رأسك"، يجعلك تدرك الفوضى التي تنجرّ إليها البلاد، "يجعلك تفتح عينيك على اتساعهما، وتقول لنفسك: هذا أسوأ بكثير مما كنا نتوقع".

 

4
الصحفيون في المكسيك صاروا أكثر اقتناعا أن الصراع مع مافيا المخدرات ينتهي غالبا في المقابر  (تصوير: تويا سارتو جاردان - غيتي). 

 

مرحبا سيدي مهرّب المخدرات، هل يمكنني مقابلتك؟

مراسلان من أحد التلفزيونات السويدية سافَرا أكثر من عشرة آلاف كيلومتر عبر رحلتين جويتين، وبعدها قطَعَا مسافة أربعمئة كيلومتر عبر البر، كان هدفهما أن يعرفا كيف تُمارَس الصحافة في المكسيك تحت ضغط مهربي المخدرات. بإنجليزية/إسبانية ركيكة، كانت المراسِلة تصر على مقابلة أحد قادة عصابة "لوس زيتاس"، أجبتُها أنا بصفتي مرشدا لها هناك: "ليس الأمر بتلك البساطة، لا يمكنك الذهاب هكذا ثم.. مرحبا سيدي مهرب المخدرات، هل لي بمقابلتك؟". ظلت تُلِحّ عليَّ في البحث عن مهربي المخدرات في مرفأ "فيراكروز"، ومن ثَمّ حاولَت مع القائد الميداني لإحدى العصابات في "خالابا".

 كانت تسأل في وسط العاصمة عما إذا كانت هنالك شروط معينة ينبغي القيام بها لإقناع مهرب المخدرات بالجلوس أمام الكاميرا. شيئا فشيئا بدأ الإحباط يتسلل إلى نفسها، وفي اليوم الثالث من المهمة وبينما كنا على وشك دخول أحد الأحياء المهمَّشة، بدأت مجموعة من "الرّماة" -تسمية لبائعي المخدرات بالتقسيط- بملاحقتنا. كانوا يلتقطون لنا صورا بهواتفهم، ربما بَدَونا لهم زبائنَ محتمَلين للماريوانا أو الكوكايين. لم ينتبهوا أننا كنا عبارة عن صحفيَّين أوروبيَّين وسائق أجنبي وصحفي مكسيكي يقوم بدور الدليل. بدأت المراسلة السويدية تصيح بالسائق وعيناها ممتلئتان بالدمع: "لا أريد أن أموت"، حتى استطعنا الهرب من هناك. في الأيام التالية، لم تعد تطلب مقابلة مهربي مخدرات، اكتفَت بسؤال دليلها وتكرار السؤال: "ألم تكن خائفا أن تموت هناك؟".

في المكسيك، شعرةٌ رفيعة جدا تفصل بين الجريمة المنظَّمة والصحافة. إن مصطلحات مثل التعاون المشترك، وتهديدات كـ "المال أو الرصاص؟"، والترهيب المتكرر: "أنا من يقرر هنا ما يُنشَر وما لا يُنشَر"، تنتشر في الجبال والسواحل المكسيكية، وفي البلدات القصية. زعماء التهريب وصغار التجار -عادة ما يتنكّرون بزي رعاة المواشي- هم من يفرض الأوامر.

في هذا البلد، ثلاثة من الصحفيين فقط تمكنوا من إجراء مقابلات مع مهربي مخدرات من "المستوى الرفيع": خوليو شيرر غارسيا، رئيس التحرير السابق لمجلة "بروسيسو"، الذي خاطر بزيارة إلى الجبل للقاء إسماعيل إل مايو سامبادا، واحد من كبار القادة في عصابة "سينالاو"، إحدى أكبر عصابات الجريمة في البلاد، وأنابيل إيرنانديز، مؤلفة كتاب "إل ترايدو/الخائن"، بعد أن تمكنت من الاطلاع على مذكرات بيسنته سامبادا نييبلا، الذي كان يقبع في سجن بالولايات المتحدة ضمن أقصى درجات الحراسة المشددة، وخافيير فالديز، صحفي من سينالاو ومقيم في "كولياكان"، عاصمة الجريمة المنظمة في العالم، والذي استطاع التواصل مع محامِين وقتلة مأجورين وسياسيين متورطين في التهريب، تمكن عبر تواصله معهم من جمع معلومات نشرَها في العمود الذي كان يتولى كتابته بعنوان "عشبة الشرّ"، وفي تقاريره لمجلة "ريو دوسِّه"، وفي عمله كمراسل لـ"لا خورنادا"، هذه الأخيرة تعتبر أهم صحف اليسار في البلاد.

 

لا تقترب من "عشبة الشر"

كانت قصة فالديز عجيبة بعض الشيء. على مدى عشرين عامًا قام بتغطية جرائم قتل منظم، وكشف شبكات القوة بين الشرطة والمهربين. بالنصوص التي كان ينشرها اعتبره صحفيو الجيل الجديد مُعلّما ومُلهِما، لكن في المقابل، فإن خلافا داخليا في عصابات سينالاو أودى بحياته. الصحاي السينالاوي قُتل في 15 أيار/مايو 2017، قاتله الفعلي إيربيرتو بيكوس بارّاسا أو كما يعرف بـ "إل كوالا"، ترصَّده خلسةً خارج مبنى صحيفة "ريو دوسِّه" إلى أن غادر مقر عمله. أجبره على الترجل من سيارته وأن يجثو على ركبتيه، أطلق النار على رأسه، ثم أتبعها بطلقات عدة في أجزاء متفرقة من جسده. العقل المدبر للجريمة لم يُكتشف حتى الآن، كانت من آخر أعمال فالديز مقابلة تمت عبر طرف ثالث مع رجل الأمن المتقاعد الذي تحول إلى مهرب مخدرات، داماسو لوبيز - إل ليسنسيادو، والذي كان على عداوة مع عصابة سينالاو. أثار نشر المقابلة غضب أبناء خواكين إل تشابو غوسمان، المعتقل في الولايات المتحدة، والذي صنّفته مجلة فوربس واحدًا من أغنى الشخصيات في العالم.

بين كلا الطرفين؛ إل تشابو غوسمان وإل ليسنسيادو، هناك العديد من الأصدقاء المتهمين كذلك بمقتل الصحفي. في السياق ذاته، صدر الحكم على الجاني الفعلي "إل كوالا" بالسجن خمسة عشر عاما.

غريسيلدا تريانا، أرملة خافيير فالديز، منذ أربعة أعوام وهي تطالب بالقِصاص العادل للجريمة الجبانة التي ارتكبت بحق زوجها، اضطرت إلى الانتقال من بلدتها الأم مع أبنائها لتجنُّب أي اعتداء محتمل. عبر الفيسبوك تُذكّر تريانا بمنشورات شهرية لها بمدى صعوبة المطالبة بالعدالة في المكسيك، لكنها في الوقت ذاته، تُذكّر بمقدار الحاجة إلى وجود صحفيين يمتلكون من الشجاعة ما كان يمتلكه خافيير فالديز وغيره من الذين سُلبوا حياتهم بغير ذنب سوى أنهم تكلموا بحقيقة ما يجري في بلادهم.

"غالبية أهالي الصحفيين الذين قتلوا، والمفقودين كذلك -دعونا لا ننسى أن هنالك صحفيين مفقودين- تُركوا في النهاية وحدهم يطالبون بالعدالة، لم يساندهم أحد، ربما كانت حالتي مختلفة، فقد تلقيت دعما من المؤسسات التي عمل فيها خافيير، خرجت من سينالاو لانعدام الأمن فيها ولجأت إلى ناحية أخرى من البلاد، واليوم ها أنا أقف على قدميّ وأكرر مطالبتي بالعدالة".

 

"سنواصل الكلام"

بدعم من منظمات "المجتمع المدني" غير الحكومية، أُطلقت حملة "سنواصل الكلام"، والتي تقوم على إعادة خلق فالديز افتراضيا، بهدف تجريم القضاء المكسيكي، في اغتياله، وإفلات الجناة من العقاب في حوادث متكررة: "لقد أثار جدلا كبيرا، حيث يَظهر فالديز في أحد المقاطع التي نشرتها الحملة، عائدا من البعيد، ويطالب الرئيس نفسه بالعدالة في قضيته".

إسكييل فلوريس، صحفي مكسيكي فر هاربا من مقاطعة غيرّيرو، أو الأرض الساخنة كما يسمّونها، تشتهر بزراعة بذور الخشخاش. وفي أيلول/سبتمبر 2016 كان قد اختفى فيها 43 طالبا من معهد أيوتسينابا، بالكاد استطاع فلوريس حزم حقيبتين فقط وضع فيهما ملابسَه، وبرفقة كلب الصيد الذي كان يملكه لجأ إلى العاصمة، وصار يُصدر تقاريره من هناك حول ما يدور في بلدته، عَقِبَ كمٍّ كبير من التهديدات التي وصلته - بعضُها كان من طرف الجيش - وجد فلوريس نفسه مجبرا على تغيير مكان إقامته، والتقدم بطلب لبرنامج "حماية المدافعين عن حقوق الإنسان"، وهو برنامج حكومي يتيح لجوءا مؤقتا إلى أن ينخفض - ما يسمونه - مستوى مخاطر الصحفي.

حال فلوريس هذه كانت حال عشرات من الصحفيين الذين أجبروا على ترك بلداتهم والانتقال إلى أماكن أكثر أمانا بعد تهديدات بالقتل، غالبيتهم استقروا في مكسيكو العاصمة، مدينة يسكنها عشرون مليونا من البشر، حيث من السهل أن تختفي وألا يصل إليك أحد. أما إيسكييل فلوريس، فيتملكه الحنين والاشتياق لبلدته وساحلها المعروف بـ "لا كوستا تشيكا"، واثق من أنه سيعود إليها، لكنه يشعر بالأسى لأن هناك كثيرا من "المناطق الخرساء" في غيرّيرو، بفعل تهديد العصابات المسلحة المتواطئة مع الحكومة، والتي خطفت حياة 14 صحفيا في تلك المقاطعة وحدها.

في بلدان أميركا الوسطى مثل غواتيمالا وهندوراس والسلفادور، تجري عمليات التهديد والقتل ضد الصحفيين بالطريقة ذاتها، لكن مستوى الإفلات من العقاب هنا أكبر بكثير. حتى من داخل السجن يستطيع أفراد عصابة "لا مارا سالفاتروتشا" إرسال التهديدات لأي صحفي في البلاد.

أما عن حالتي كصحفي، فمنذ أربع سنين توقفتُ عن الاستعانة بمرافقين شخصيين. كانت ستة أشهر فحسب، وبالنسبة لي فقد كانت أبديّة كاملة. في ذلك الوقت كان جندي وقبطان متقاعدان، بمسدس في خصر كل منهما، يقومان بحراستي. الحكومة المكسيكية بعد حين وعبر مكتب الأمانة العامة لوزارة داخليتها أقرت بفشلها في ضمان ممارستي لحريتي الصحفية، وفي الحفاظ على سلامتي الجسدية. كانت أياما صعبة، بل معقدة.

أن تشعر بأن هناك شخصين غريبين، ضخمي الجثة، وقبيحي الوجه، لكنهما ودودان، مفروض عليهما واجب حماية صحفي، بينما هو يمارس عمله. تلك العلاقة السامة "الحكومة - الجريمة المنظمة - الصحافة" تنطوي على كثير من الكواليس والممرات الزائفة. هذه الحرب التي تشتعل بملايين الدولارات، بالنزاعات الإقليمية، بالسيطرة والسلطة، كلفتنا آلاف الأرواح في هذا البلد، وكذلك نحن -الصحفيين- لقد نزفنا نصيبنا من الدماء، بالنجاحات وبالإخفاقات كذلك، فكما أن هناك حكومات سيئة، دائما ما يكون هنالك صحفيون رديئون.

لا يكتب الصحفي ليغير العالم، إنما ليروي الأحداث، وفي نفسه القليل، القليل جدا من الأمل، أن نتمكن في مستقبل قريب من الخروج إلى العلن كي نسرد التاريخ، بغيرما خوف من أن ينساق الصحاي - مكرها وبحتمية لازمة - إلى أن يكون هو نفسه بطل القصة.

 

 

 


 

المزيد من المقالات

كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023