فيسبوك وفلسطين.. التكرار في مواجهة اغتيال المعنى

كثيرا ما عملت قوة الاستعمار على طمس ثقافة وحضارة ولغة المستعمر، وسلب الهوية الحضارية والثقافية، وكثيرا ما كانت القوى المستعمِرة تستخدم القوة للسيطرة على أهم الموارد الملموسة للشعوب المقهورة.

في عصر الرقمنة اختلفت المعايير، وأصبحت السيطرة على الفضاء والوسيط هي أساس اللعبة، وتحديدًا بعدما تطورت أدوات الاتصال واتضحت قدرة هذه الأدوات على خلق وفرض واقع جديد كما حدث في الثورات العربية عام 2010.

عملت إسرائيل ومنذ عام 2016 بالتزامن مع اشتداد وتيرة عمليات الطعن في فلسطين على فرض سيطرتها على أهم الموارد المعاصرة في صناعة الفعل، وهي منصات التواصل الاجتماعي. في تلك الفترة استطاعت الحكومة الإسرائيلية عقد العديد من الاجتماعات مع إدارة منصة فيسبوك لأنها الأكثر استخدامًا في فلسطين والمنطقة. لقد ضغطت بقوة ليتم تقييد الحسابات والصفحات الفلسطينية التي تتفاعل مع أخبار عمليات الطعن، تحت ذريعة "التحريض" حيث وجدت أجهزة الأمن الإسرائيلية بفيسبوك الشماعة المناسبة لتعليق خيبتها في السيطرة على الأوضاع الميدانية المتصاعدة حينها. كما أنها اعتقلت عشرات الفلسطينيين، وقتها، بمبرر التحريض عبر فيسبوك، وتزامن ذلك مع إغلاقه لقرابة 200 حساب وصفحة لمستخدمين فلسطينيين، واجهوا ذلك بحملة لمقاطعة فيسبوك شارك فيها الملايين من حول العالم، مما دفعه إلى إعادة تفعيل جزء كبير من الصفحات والحسابات التي أغلقت.

لا يمكن حقيقة دحض أو تأكيد الزعم الإسرائيلي، وهو صعب القياس في مجتمع يقبع تحت الاحتلال، هل كانت دوافع منفذي العمليات تتأثر بحالة الإشادة والالتفاف الشعبي التي ظهرت عبر منصات التواصل الاجتماعي أم لا، كما لا يمكننا هنا تناول هذا الموقف دون التطرق لوجهة نظر عامل الاتصال للكندي مارشال ماكلوهان الذي قال في نظريته الشهيرة "الوسيط هو الرسالة"، ومن هنا بدأت معركة جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للاستفادة من هذا الوسيط الذي اسمه فيسبوك، فمن ملك الوسيط ملك الرسالة، ومن ملك الرسالة ملك المعنى، ومن ملك المعنى استمال آراء الناس.

لم تتوقف المعركة، من عام 2016 وحتى اليوم أغلقت منصة فيسبوك آلاف الحسابات والصفحات للفلسطينيين، ومنعتهم من استخدام مصطلحات تنتمي لصلب قضيتهم، مثل كلمة شهيد، وأسماء الفصائل الفلسطينية المختلفة، وأسماء العديد من القيادات الفلسطينية السياسية والعسكرية، الأحياء منهم والأموات، ووصل الأمر به أن منع الفلسطينيين من الإشادة بأبنائهم أو تهنئتهم بأعياد ميلادهم إن تصادف أن اسم الطفل يطابق اسم قيادي أو شهيد، كما حدث عدة مرات مع من يحملون اسم قسام. فقد تم توثيق العديد من الحالات لإزالة صور أطفال عن صفحات ذويهم لأنهم يحملون هذا الاسم.
بلغ حينها مستخدمو الإنترنت في الضفة الغربية وشرقي القدس ما يقارب 1.7 مليون مستخدم، الرقم الذي يمثل ما نسبته 58% من السكان، وغالبية مستخدمي الإنترنت يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بواقع 1.2 مليون مستخدم، وكان جل المستخدمين يتفاعلون مع أحداث هذه الموجة من العمليات.

في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل وبأعلى مستوياتها السياسية تحرض على قتل العرب والفلسطينيين، لم تعر فيسبوك ذلك أهمية كبيرة، فوزيرة القضاء السابقة إيليت شاكيد صرحت بشكل واضح ومباشر بخطابات تحمل دعوات تحريضية على قتل الفلسطينيين، وفي كل دورة لانتخابات الكنيست كان التحريض على العرب والفلسطينيين مادة انتخابية رابحة بالنسبة للمرشحين، ورصدت الأبحاث منشورًا واحدًا على الأقل كل دقيقة من قبل المستخدمين الإسرائيليين ضد العرب.

بعد 5 سنوات من بداية المعركة وعديد من جولات التقييد والاحتجاجات بالحملات الرقمية تارة والبيانات والمراسلات تارة أخرى جاءت مواجهة مايو/أيار 2021 لتعيد تصعيد المعركة الرقمية بين الفلسطينيين وإسرائيل وساحة النزال كانت مجددًا فيسبوك والعالم الرقمي ككل.

تعاطف عدد كبير من مشاهير التواصل الاجتماعي مع   الفلسطينيين، ونشروا عن الجرائم الإسرائيلية بحقهم مما لاقى رواجًا كبيرًا صنفه مختصون على أنه نجاح مميز للرواية الفلسطينية في الساحة الرقمية، وقوبل ذلك بهجمة كبيرة على المحتوى الفلسطيني قاربت 700 انتهاك من قبل منصات التواصل الاجتماعي المختلفة خلال فترة قصيرة.

وفي هذه الحرب تستخدم إسرائيل أكثر من وسيلة، فبالإضافة للمستوى الرسمي والضغوطات السياسية على فيسبوك واستخدام نفوذها في أمريكا، هناك وحدة متخصصة في الحكومة الإسرائيلية تعمل على متابعة منصات التواصل الاجتماعي ورصد تفاعل الفلسطينيين وإرسال بلاغات بالجملة ضد أي محتوى فلسطيني يفضح جرائم الاحتلال أو يشيد بنضالات الشعب الفلسطيني، بالإضافة للعديد من المجموعات التطوعية التي تعمل على إرسال بلاغات بشكل منظم ضد صفحات فلسطينية بعينها.

هناك تغير بنيوي طرأ في عهد الرقمنة على تركيبة المجتمع من الفرد إلى المؤسسة مرورًا بالعائلة، فالوحدة المشتركة لم تعد هي القاعدة في تعريف المجتمع هنا إنما الأداة، والتصنيف لم يعد وفقًا للإمكانيات الأولية من العيش، إنما أصبح هو صناعة الذات وتأطير الصورة وهيمنة الرواية وصولًا لسيادة الخطاب الذي تملكه الأداة أو يملكها.

لا تسعى إسرائيل من خلال فهمها لطبيعة هذا التغير أن تسيطر على الخطاب الفلسطيني الرقمي فقط، إنما يتعدى ذلك ليصل إلى تغيير المعنى وامتلاك مساحة الخطاب مما سيؤثر في آلية تفكير المستخدمين الذين يخشون على إرثهم الرقمي من الضياع، فلن يعودوا ينشرون ويكتبون ويصنعون المحتوى المرتبط بنضالات الشعب الفلسطيني.

لم يكتف الفلسطينيون باعتراف مجلس الإشراف الخاص بفيسبوك بوجود تمييز بإدارة محتواهم بالمقارنة مع المحتوى الإسرائيلي، وبيان هيومن رايتس ووتش الذي اعتبر ما يقوم به تقييدًا للحريات، ولا رسائل الموظفين الذين اعترفوا فيها بكمية التوجيه في محاربة المحتوى الفلسطيني، بل إنهم ابتكروا طريقتهم الخاصة في مواجهة سياسات فيسبوك عبر إطلاق حملة إلكترونية جديد تحت مسمى "فيسبوك يحجب القدس".  وتأتي هذه الحملة تأكيدا جديدا من قبل الفلسطينيين بأنهم سيواجهون إسرائيل في ساحة النزال ذاتها مسلحين بعلم الاتصال، فمحاولات السيطرة على الوسيط من قبل إسرائيل تواجه بعمليات التكرار من قبل الفلسطينيين.

من جهتها تعبر فيسبوك عن سياساتها بربطها بالقانون الأمريكي الذي يصنف العديد من نضالات وقيادات الشعب الفلسطيني بأنها إرهابية، وهو المبرر الذي تحاجج به الشركة لإزالة المحتوى الفلسطيني وإغلاق آلاف الصفحات والحسابات التي تنشر حول القضية الفلسطينية، بما فيها صفحات المؤسسات الإعلامية وحسابات الصحفيين الشخصية. ذلك أن أكثر من 30% من الانتهاكات الرقمية ضد المحتوى الفلسطيني مورست ضد صحفيين ومؤسسات إعلامية خلال 2021، الأمر الذي يشكل تحديًا كبيرًا لحرية العمل الصحفي والإعلامي المعاصر الذي يتخذ من منصات التواصل الاجتماعي وتحديدًا فيسبوك وسيلة نشر تربطه بشريحة كبيرة من الجمهور الذي أصبح يتابع الأحداث والأخبار عبر هذه المنصات. وحتى كبرى المؤسسات الإعلامية أصبحت تعتمد في رفع حجم مشاهداتها على هذه المنصات، لذلك يوجه الفلسطينيون والمؤسسات الحقوقية المعنية بحرية التعبير عمومًا وعبر فضاء الإنترنت هذا السؤال لفيسبوك وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي: كيف لمنصة رقمية بهذا الحجم والأهمية اليوم ألا تتوفر على معايير أكثر موضوعية واستقلالية للتعامل مع القضايا الحساسة مثل القضية الفلسطينية؟

 

المصادر:

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023