السرد الصحفي في الميدان

تُشير لي بيدها نحو أشرطة الكاسيت قائلةً: "مش هيدا يا ستّي. إللي وراه". أُقلّبها بخفّة بين أصابعي، ومع عبور شريط جديد، ألتفت نحوها لملاحظة إيماءات وجهها. كانت جدّتي شغوفة بالتلاوات القرآنية، حافظة للكثير منها وصاحبة صوت بديع. أحببتُ، قبل رحيلها، قضاء الوقت معها. لم تكن كثيرة الكلام، ولكن متى ما بدأت الحديث لفّ المكان سحرٌ هائل. في نهاية يوم طويل، كنتُ أساعدها على التمدّد فوق السرير بينما أرمي بالقليل من جسدي إلى جانبها، تاركةً الباقي منه لتحكّم أسرع بالراديو. نستمع معا إلى القصص والتلاوات القرآنية. علّمتني الإنصات وحسن الاستماع، فصار القرآن أجمل، وصارت تحكي لي قصصاً بديعة عن حبّها الأبدي للتلاوة.

عرفت هذه المرأة كيف تروي، بارعة وممتلئة شغفًا، قبل موتها بأشهر، وكانت قد بدأت تفقد ذاكرتها تدريجيا. سألتها من أين أتت بكلّ تلك القصص التي سردت لنا؟  

أشارت لي بيدها إلى جبل ممتدّ أمام شرفة منزل أهلي. كانت أمّي جالسة بيننا.

"الدني كبيرة يا ستّي. تفرّجي والقصص بتيجي".

المشاهدات.. بين المُخزّن والمُكثّف

الميدان، بالنسبة للصحفي هو مفهوم دائم أبديّ مستمرّ لا يرتبط بساعات عمل أو بمكان جغرافيّ مُحدّد. يعيش الصحفي في حالة من التخزين الدائمة، لمشاهد ومحادثات قد تبدو عاديّة أو روتينيّة في كثير من الأحيان. كلّ ما يجري من حوله حدث كامل، أو مشروع موضوع صحفي. بحثٌ مستمرّ عن قصّة مقبلة، أو تخزين لمشاهد ستسند يومًا ما قصّة صحفية لا ارتباط مباشر بينها وبين الموضوع الأصلي في أغلب الأحيان. يصير الأمر، مع الوقت، فعلاً أوتوماتيكيًّا لا واعيًا. أمّا الفارق بين الميدان الآني وذاك الدائم، فهو التكثيف.

لهذا تبدأ عمليّة بناء القصّة الصحفية قبل الذهاب/الوصول إلى الميدان، من اللحظة التي يتّخذ فيها الصحفي قراره بالعمل على موضوعه. يبدأ بناءه العشوائيّ لقصته، مُستعينًا بكل ما تيسّر له من مشاهدات وأحداث مُخزّنة. مخزن المشاهدات العبثيّة هذا كنز، لا بُدّ من تقليبه للخروج بشيء استثنائيّ. أمّا شكل توظيفها فسيأتي في مراحل لاحقة.

في مرحلة ما بعد تحديد الموضوع الصحفي، فلا محدوديّة جغرافية للمشاهدات. كل ما يسبق وما يلي الوصول إلى نقطة الحدث قد يكون جزءاً من الموضوع. سائق التاكسي وسيارته، المخبز في أول الحيّ أو حتى النسوة اللواتي ينشرن الغسيل. يلتقط الصحفي كلّ ما يدور من حوله، يُراقب ويُدوّن بشكل مُكثّف. تفاصيل لا بُدّ منها لبناء أي سرديّة. السؤال المحوريّ أساسي، ولكنه لا يكفي لصنع سرديّة صحفية متينة قابلة للقراءة أو المشاهدة. قد يبدو في مرحلة ما أنّ الكثير من المشاهدات، غير ذات فائدة أو في غير محلّها. تبدو كأشياء عادية يُمكننا رصدها يوميًّا. لا بأس، لأنه سيخضع لاحقا للترتيب وتاليًا للإقصاء. في مرحلة الكتابة، ستجتمع المشاهدات بتلقائية وتحذف تلك غير المفيدة ذاتها بذاتها. ولكن كيف يوظّف الصحفي مشاهداته؟ وكيف يتمكّن من الربط بين أشياء قد تبدو متباعدة؟ كيف ستكون هذه الرحلة التي سينتهي بها المطاف في عدد محدود من الكلمات؟

 

تبدأ عمليّة بناء القصّة الصحفية قبل الذهاب/الوصول إلى الميدان، من اللحظة التي يتّخذ فيها الصحفي قراره بالعمل على موضوعه.

 

من يسرد القصة؟

المشاهدات هي بوصلة الوصول إلى صانعي القصّة الصحفية، أبطالها ومجموع الساردين لها. يأتي الإنصات مُرافقًا لرحلة صنع القصة الصحفية. الإنصات إلى الصمت (أو ملاحظته)، تمامًا كما الاستماع إلى القصص التي ستُروى على طول الطريق. وهنا يأتي الطريق بمعناه الذي يقطعه الصحفي وصولاً إلى/وفي الميدان. أبطال القصّة، ليسوا بالضرورة شخصيات الحدث المباشرين. قد تكون القصة على الضفاف، لهذا يجب تفادي الوقوع في فخّ "محوريّة الأبطال"، فالحدث قد يكون هناك حيث نظنّ ألاّ وجود له.

 السرد الصحفي رحلة من المفاجآت، صندوق فرجة، لا سبيل إلى اكتشافه إلاّ بعينٍ وأذن لا تغيبان. شخصيات السردية الصحفية كُثر، ومع هؤلاء سيأخذ السؤال المحوري أشكالا كثيرة. مع كلّ تحوّل في السؤال سيُعاد توزيع أبطال الميدان، ما بين كومبارس وشخصيات أساسية وأخرى سنعتذر لها أثناء الكتابة عبر الاستبعاد. وخلال هذه المرحلة أيضًا، سيتمّ اكتشاف الشخصيات التي يحتاج الصحفي إلى محاورتها والتعمّق في سؤالها. يسقط كثيرون مع فعل الاستماع، بينما يطفو كثيرون على السطح وتلحّ على الصحفي الحاجة إلى محاورتهم. تتضمّن المقابلات بدورها فعل الاستماع، ولكنها تحتاج في الوقت ذاته إلى أرضيّة أكثر صلابة وثباتًا من مجرّد حديث عشوائي. تحتاج المقابلة إلى مركزيّة، يدور حولها الصحفي بأسئلته ويجرّ معها محاوريه إلى الدوران في لبّ ما يبحث عنه.. تأتي المقابلات لملء الفراغات أو تقديم إجابات واضحة ومباشرة عن أسئلة الصحفي، وكذلك لتُساعد على الربط بين حلقات هذه الأحجية/السردية، التي تقوم على كل ما سبق. ولكن كيف تتركّب عناصر هذه السردية؟ كيف يقوم الصحفي بجمع أوصالها ومن أين يبدأ بالبحث؟ وكيف يعرف أين يتوقّف؟

 

يحتاج كلّ سرد صحفيّ إلى خروجٍ عن الآنيّة. زيارة الأرشيف، قبل وبعد العودة من الميدان، وجهة ضرورية. معرفة الصحفي لميدانه وفهمه والتعمّق في قراءته، سيجعل المشاهدات والشخصيات أكثر فعاليّة ودقة، كما أنّ الأرشيف قد يلعب دوراً مهما في عملية الكتابة. إذا كان الصحفي محظوظاً، سيقع في الأرشيف على خبر سيصير مدخلاً لقصّته الصحفية لأن استحضاره حرفة سردٍ قائمة بذاتها، ودعامةٌ متينة لأيّ سرد صحفي.

بعد زيارة الأرشيف، والاكتفاء من الميدان، كيف يسرد الصحفي قصّته؟ كيف يفرز معطياته بين الأهمّ والأكثر أهميّة؟ ربّما يجب، بدايةً، التسليم بأنّ كُلّ قصّة صحفية تنطلق من الأنا. لا يُمكن تغييب الذات، ومن المهمّ تعلّم ترويضها لتسند أي نصّ بذكاء وخفّة. تتفاوت درجات حضور الأنا، وأشكالها، ولكن الثابت الوحيد أنّها هُنا ومن حولها يحدث كلّ شيء. الأنا محوريّة في صناعة القصّة الصحفية. وهنا لا ينحصر الحديث عن "أنا" الصحفي، بل يشمل أنواع أخرى من "الأنا" تتصارع (أو تجتمع) على صناعة القصة. وحده وعي الصحفي بحضورها، قادرٌ على لجمها ورسم حدود تدخّلها.

يتوسّط الصحفي تفاصيل قصّته. تكمن الموضوعية في شكل تعامله مع الأنا، فهو في النهاية جسر عبور للسرديّة وليس الأرض التي تقوم عليها. هو من يختار أسئلته، وهو من يختار شخصيّاته ومشاهداته وهو من سيقوم بتركيب تلك السردية. لذلك، من الضروري اعتماد مجموعة من القواعد (لا تنازل عنها تحت أي ظرف) لتأمين نقل دقيق وواقعيّ لكل ما عاينه في الميدان لأن قرارا واحدا بإسقاط بعض المعطيات، ورفع بعضها كفيل بتشويه القصّة الأصلية. ومن أجل حماية السرد الصحفي من الغرق في جدل الموضوعية، يحتاج الصحفي إلى الإدراك التامّ بأن القصّة ليست رحلته إلى الميدان، بل هي الميدان نفسه.

 

تتفاوت درجات حضور الأنا، وأشكالها، ولكن الثابت الوحيد أنّها هُنا ومن حولها يحدث كلّ شيء. 

 

 

الكتابة أو الغربلة

ما يحمله الصحفي في طريقه ذهابًا إلى الميدان، ليس بالضرورة هو ما سيرافقه في مرحلة الكتابة ذلك أن محاولة اكتشاف الميدان من بعيد لا تُعادل تجربة اكتشافه المباشرة والحيّة. ستسقط الأسئلة أو يُعاد تركيبها بمجرّد الاحتكاك بالحدث، ومن المُفيد أن يترك الصحفي نفسه للميدان، وألاّ يتمسّك بسرديته التي رسمها قبل وصوله من دون التخلّي عن ثوابت مركزيّة، تختلف من موضوع إلى آخر. ولكن الميدان، أو الاحتكاك المباشر بالقصة، قادرٌ على رسم الأسئلة الأكثر آنيّة وأهمية، وكذلك على خلق تراتبية خاصة، وبالتالي سيحتاج الصحفي إلى جمع أقصى ما يمكنه جمعه. هذه المعطيات ستمرّ عبر مرحلة من الغربلة تسبق أو ترافق الكتابة. بعد العودة من الميدان، سيحمل الصحفي معه كومة من مشاهدات ومقابلات وأحاديث عشوائية. لنقل شبه وضوح في الرأس بينما في الواقع وجودٌ لمواد كثيرة تحتاج الى المعالجة. هي إذن، أحجية، يحتاج الصحفي فيها الى اختيار ما يُمكن له أن يسرد مجموع ما رآه وسمعه ودوّنه. هي سردية صحفية، لا دليل وعظيّا أو إرشاديا فيها، بل تراكميّة وتكثيف يتيحان للقارئ فهمًا تلقائيًا ومُعمّقًا للقصة المُراد سردها.

 

 أبطال القصّة، ليسوا بالضرورة شخصيات الحدث المباشرين. قد تكون القصة على الضفاف، لهذا يجب تفادي الوقوع في فخّ "محوريّة الأبطال"، فالحدث قد يكون هناك حيث نظنّ ألاّ وجود له.

 

حكت لي جدّتي مرارًا قصة رجل من ضيعتنا، قتله الاحتلال الإسرائيلي بدمٍ بارد بينما كان يتوجّه إلى حقله ذات صباح باكر. في كلّ مرة كانت تُعيد سرد القصة، كانت تُضيف إليها تفصيلاً صغيراً جديداً. في كلّ مرة، كنتُ أقول إنّ القصة الآن اكتملت: صراخ الزوجة، الدم الذي تناثر على وجهها وعلى أوراق التبغ، صراخ الزوجة الذي ملأ المكان، كلمات الجنود الإسرائيليين بعد تصفيته، توجّه أهالي الضيعة إلى المكان وغير ذلك. في كلّ مرة تفصيل، وفي كلّ مرة ظننت أنّي حصلتُ على كامل القصة. ماتت جدّتي، وإلى اليوم ما زالت أمي تُضيف أحداثًا على القصة ذاتها وتجعلها أكثر دراميّة ومأساويّة.

هكذا هي القصص. لا نهايات ولا حصر لها. تفاصيلٌ وتشعّبات وكلام وصور...

وحده الراوي قادرٌ على كتابة القصّة. وحده بمعطياته التي يملك، يعرف أين يبدأ وكيف ينتهي.

 

 

 

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023