الإعلام في لبنان بين الارتهان السياسي وسلطة رأس المال

في عام ٢٠١٩، شهد لبنان سلسلة من الاحتجاجات عرفت باسم "انتفاضة ١٧ تشرين" على قرار حكوميّ بزيادة التعرفة على الاتصالات. بالطبع، لا يمكن إنكار عفوية وصدق شريحة لا بأس بها من اللبنانيين الذين شاركوا بالتظاهرات للتعبير عن رفضهم للانهيار الاقتصادي الذي كان في مراحله الأولى آنذاك، إلا أنه نتيجة للانقسام السياسي والطائفي والمذهبي في لبنان، سرعان ما دخلت السياسة لاستغلال هذه التظاهرات. ومن الاعتراض على الوضع الاقتصادي والاجتماعي سرعان ما رفعت عناوين سياسية كتغيير النظام ومحاسبة الفاسدين تحت شعار "كلن يعني كلن". غير أن التصويب الأوحد ربما في كل التظاهرات والتحرّكات التي تلت هو على رئيس الجمهورية وحلفائه وتحميلهم المسؤولية كاملة للانهيار.

إلا أن ثمّة لاعبا أساسيّا شكّل إطار هذا المشهد وشارك الساسة في صنعه وصياغته، وهو الإعلام في لبنان وتحديدا المرئي.

 لم تكتف محطات التلفزيون في نقل التظاهرات على شاشاتها، بل كان المراسلون على الأرض يوجّهون المتظاهرين بأسئلة سياسية معيّنة خدمة لتوجّه المحطة السياسي. وأحيانا كثيرة كانوا يوجّهون محتوى إجابات المتظاهرين ومطالبهم إمّا بالاتفاق المسبق مع بعضهم أو بتصويب بعض الإجابات التي لا تتوافق مع سياسة المحطة. أما في البرامج الحوارية، فانقسمت المحطات التلفزيونية كلّ حسب توجّهها السياسي على حساب المهنية بحيث كانت كل شاشة تستضيف الجهة السياسية التي تؤيّدها. كما في الشكل، فإنه في المضمون أيضا، غاب الدور الرقابي الذي يتوجّب على الإعلام القيام به، لتغيب المساءلة المهنية على الشاشات على حساب الانتماء السياسي لكلّ ضيف ضد الفريق الخصم الذي لا يدور في فلك سياسة المحطة.

 

لمحة تاريخية للإعلام في لبنان

 

لا يمكن فهم واقع الإعلام في لبنان دون الإضاءة على الارتباط العضوي في تبدّل صيغته ودوره منذ انتهاء الحرب الأهلية، وتحديدا مع إقرار قانون عام 1994 وبين صيغة النظام اللبناني بشكله الحاليّ. هذا الارتباط دفع بالإعلام إلى التخلّي بشكل كبير عن دوره الرقابيّ للسلطة ليتماهى في أكثر من قضية أو حدث مع الطبقة السياسية بما يخدم سيرورة النظام القائم على الفساد والمحاصصة بين زعماء الطوائف.

 في عام 1994، أقرّت الحكومة اللبنانية قانون الإعلام المرئي والمسموع، حيث كان الهدف المعلن منه هو تنظيم وجود وسائل الإعلام في لبنان لا سيّما بعد انتشار وسائل إعلام مناطقية غير مرّخصة طيلة مدة الحرب الأهلية. شكّلت هذه المحطات المناطقية آنذاك وسيلة للمجموعات والأحزاب المتقاتلة للتواصل مع جمهورها ولنشر البيانات ولترويج المواقف السياسية الخاصة بكل مجموعة وحزب.

 في الشكل، ادعّى القيّمون على القانون أنه يهدف لإنهاء الانتشار غير القانوني لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة ولتنظيم وجود وسائل الإعلام بطريقة قانونية وللانتهاء من الطابع الطائفي والمناطقي، إلا أنّه بجوهره أسس للطائفية والزبائنية السياسية في الإعلام. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تمّ الترخيص بموجب القانون لعدد محدّد من محطات التلفزيون تحت ذريعة التنظيم، غير أنها جميعها مملوكة من رؤساء الطوائف والسياسيين. ولأن القانون يمنع حصرية الملكية لشخص واحد، كان من السهل جدا الالتفاف وإدخال رجال المال والأعمال وأفراد من العائلات السياسية ومستشارين وموظفين لدى زعماء الطوائف والسياسيين كشركاء من خلال امتلاك بأسهم متفاوتة غير أنها لمالك واحد. وفي حين نصّ قانون الإعلام على تعددية الملكية، فهو لم يقر أية مادة تمنع سيطرة طائفة أو مذهب معيّن على هوية الوسيلة.

 

 سمح هذا التداخل بين المال والسياسة بتحويل المحطات الإعلامية إلى منصات سياسية ذات هوية طائفية مملوكة من زعماء الطوائف، وأدى إلى "تشريع" التدخلّات الدولية في رأس المال الإعلامي لأهداف تخدم مصالحهم السياسية. لذلك، بدل توعية وتثقيف الرأي العام من خلال بثّ محتوى إعلاميّ مهنيّ، تحوّلت المحطات لمنصات للسياسيين لبثّ سردياتهم وللتعمية عن قضايا كثيرة تهمّ الرأي العام.

 

مراحل تطوّر الإعلام في لبنان

 

يمكن تقسيم الإعلام المرئي في لبنان بعد الحرب الأهلية إلى 3 مراحل وهي: فترة التسعينيات وتعرف بمرحلة السلم الأهلي وإعادة الإعمار، اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري 2005 وصولا إلى الحرب على سوريا 2011-2018 والانهيار الاقتصادي والسياسي في لبنان وانفجار مرفأ بيروت 2019-2022.

 في تسعينيات القرن الماضي، طغت البرامج الفنية والترفيهية في الإعلام اللبناني على الأخبار السياسية. ولم يكن هذا التوجّه صدفة، بل كان نتيجة قرار سياسيّ في الدولة لا سيّما في رئاسة الحكومة بأن على الإعلام التركيز على الإيجابيات والإضاءة على مسيرة إعادة الإعمار، وبالتالي الامتناع عن كلّ ما يعيد إلى الذاكرة مآسي الحرب الأهلية أو الانقسامات الطائفية في البلاد. تحت هذا العنوان، فرضت السلطة السياسية أجندتها التي تبناها الإعلام المملوك من رجال السياسة المشاركين في الحكم أو غير المعارضين بالحدّ الأدنى.

وانعكس هذا القرار السياسيّ على المحتوى الإعلاميّ، حيث تراجعت نسبة التغطيات والبرامج التي تتناول المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتطغى على الفضاء المرئي البرامج الترفيهية والفنية بشكل مكثّف.

في 2005، شكّل اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري نقطة تحوّل في عمل وطبيعة دور المؤسسات الإعلامية. كان الإعلام اللبناني المتراس الأوّل للأحزاب السياسية المنقسمة والمتحاربة فيما بينها بخطاب طائفيّ ومذهبيّ متطرّف. من هنا، تحوّل الإعلام إلى شريك أساسيّ في تغذية النعرات الطائفية والمذهبية لدى اللبنانيين عبر المصطلحات المستخدمة في نشراته الإخبارية والمطالعات التي تتهّم الخصوم السياسيين للقيّمين على المحطة ومموّليها أو عبر الخطاب المتطرّف في البرامج الحوارية حتى أصبحت المنابر الإعلامية على شاشات التلفزيون المحرّض الأول والمساهم الأول في نقل هذا الخطاب الطائفي إلى الشارع على شكل فوضى أمنيّة متنقّلة بين المناطق. بالطبع، لا يمكن فصل هذا الدور الذي لعبته المؤسسات الإعلامية عن الانقسام السياسي الذي طغى على السلطة في لبنان لا سيّما بعد انسحاب الجيش السوري منهيا بذلك عقودا من التحكّم بالمفاصل السياسية الأمنية التي كانت توظّف لحماية ما يعرف بالـ status-quo الذي أفرزه اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية. هكذا، تحوّلت المحطات التلفزيونية إلى منصات للتراشق السياسيّ لخلق حالة من الفوضى المطلوبة لإلهاء الرأي العام عن التبدّلات السياسية التي كانت تحدث آنذاك وصولا إلى الحرب على سوريا في 2011 وما تلاها من أحداث أرخت بظلالها على المشهد اللبناني السياسي والاقتصادي.

ولعلّ المثال الأبرز على غياب الدور الرقابي الإعلامي في لبنان وارتهانه السياسيّ هو الأداء الإعلامي عقب انفجار مرفأ بيروت ودخول الانهيار الاقتصادي مرحلة متقدّمة نتيجة الفساد السياسي ومحاولة المنظومة السياسية حماية مصالحها المالية على حساب المواطنين. في هذه المرحلة، أي منذ 2019 إلى حدود اليوم، يتجلّى الارتباط العميق بين السلطة السياسية وبين الإعلام عبر تولي مهمّة الدفاع عن النظام المالي السياسي في لبنان من خلال استضافة السياسيين ومديري المصارف بذريعة المساءلة بينما يتحوّل الهواء إلى منبر للدفاع عن سياساتهم ونشر وتعميم سردياتهم، فالمساحة المعطاة لمن هم سبب الأزمات في لبنان تتخطى بكثير مصلحة الناس وتساهم في منع تشكيل رأي عام قادر على المحاسبة.

 

الصحفي والأضواء والسلطة

 

في الحديث عن الارتباط بين الإعلام ورجال السياسة والمال، تحضر شخصية الصحفيّ ودوره في تعزيز هذه العلاقة البعيدة عن المهنيّة. ففي السنوات القليلة الماضية، بات الصحفيّ نفسه هو حلقة الوصل بين تراجع المهنية في العمل الإعلاميّ خاصة تمثل الدور الرقابي وبين خدمة المصالح الشخصية والسياسية. هذه الحلقة لم تكن لتكتمل دون وقوع إعلاميين في فخ الشهرة والأضواء المتواطئة في أحيان كثيرة مع الطبقة السياسية، حيث حادوا عن دورهم بما يخدم سيرورة النظام الملتوي المتحكّم بالناس.لقد وقعوا في فخّ الاستعراض الذي يضرب كل أصول المهنة حتى باتت الأغلبية تتسابق لإبراز الرأي الشخصي على حساب المهنية والمحتوى والضيوف.

تطغى شخصية الإعلامي الاستعراضية على المحتوى الإعلامي ومعها بات "الرايتينغ" هو المقياس للنجاح أو للفشل، ولتحقيق ذلك، تستغلّ الوسائل الإعلامية الأحداث السياسية بما يخدم السلطة السياسية في تضليل الرأي العام من خلال العمل على زيادة الشرخ في المجتمع واللعب على الوتر الطائفي والمذهبي. فكم من جدران نفسية وطائفية ومذهبية بنيت بين أبناء المناطق وربما الحيّ نفسه لمعلومة مغلوطة مضللة أو حتى في تسريب أو بثّ معلومات أو محتوى على شكل "سكوب" بينما تقتضي المسؤولية الإعلامية الإحجام عن ذلك لتأثيرها السلبيّ على المجتمع لا سيّما في الأوضاع الاستثنائية.

 هذا اللعب على العواطف والاحتقانات المذهبية يغذّيه تدخّل المذيع المباشر في مضمون الحلقة والنقاش عبر الاستعراض اللغوي السياسي الموجّه بلغة فوقية وبفائض من القوة في اتهام الفريق الخصم على حساب المهنية الإعلامية والدور الذي يفترض أن يلعبه في إعطاء المعلومة الصحيحة دون تدخّل مباشر منه للجمهور.

 الإعلام يخدم الطبقة السياسية في لبنان، وهو الوسيلة الأكثر تأثيرا في تبادل الرسائل بين الزعماء والسياسيين، إذ أصبحت البرامج الحوارية عدّة الدعاية للسياسيين ورؤوس الأموال في ظلّ غياب دور المجلس الوطني للإعلام الذي تأسس في تسعينيات القرن الماضي لمراقبة عمل الوسائل الإعلامية ومحاسبة خرق القوانين والأخلاقيات الإعلامية لجهة المهنية والفساد والارتهان المالي والمحتوى الطائفي والمذهبي. للمفارقة، يتألف أعضاء المجلس من ممثّلين عن الكتل النيابية أي ممثلين عن السلطة السياسية في لبنان.

 

 من هنا، يتطلّب إصلاح الواقع الإعلامي مراجعة لثغرات قانون الإعلام فيما يخصّ الملكية والإعلانات، وإلى العمل على توفير شبكة أمان اقتصادية للصحفيين تحرّرهم من الارتهان السياسيّ المالي وإلى تفعيل دور المجلس الوطني للإعلام وضمان استقلاليته من السلطة السياسية.

 

 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023