الصحافة والأكاديميا.. حدود التماس

 

إذا كنت قد عملت يوماً في مجال الصحافة، فلا بد أنك سمعت هذه الجمل أو مثيلاتها، إذ ثمة شعور بأن على الصحفيين أن يخففوا من التعمق المعلوماتي في منشوراتهم، ذلك التعمق الذي يتسم به العمل البحثي.

فالعمل البحثي مصنوع أساساً لجمع المعلومات وترتيبها، ومشاهدة الظواهر وتحليلها، والتعمق في الرصد والتحليل بلغة جافة غرضها الرئيسي حفظ المعلومة دون بهرجتها. أما الصحافة فمهمتها عرض الخبر بلهجة سلسلة ميسورة، ودون الخوض في المسائل المتخصصة.

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، زادت هذه الحالة رغبة المنصات الصحفية في البعد عن المعرفة المعمقة، حيث الشعور الدائم بأن جمهور "السوشيال ميديا" يميل إلى الـ "تيك أواي" ويَمَلّ من "المعرفة المتأنية أو المعمقة". كل ذلك جعل الصحفي العربي -محصورا في أغلب الوقت بين مواد الترافيك والتراند، أو بين مواد بسيطة سهلة الفهم لا تحتاج إلى تعمق وإعادة رسم من جديد.    

ومع وسائل التواصل الاجتماعي، تخطى الأمر مجرد الصحافة، وأصبحت بشكل عام تُمثل عائقا أمام "القراءة الطويلة التي كانت في يوم من الأيام أسلوبًا أساسيا للتعليم والترفيه، حتى صارت هي الاستثناء وليست القاعدة، وأجبر انتشار المعلومات المجانية على التخلي عن نماذج الأعمال ذات الجودة على حساب كمية المعلومات".

لكن الأمر سيختلف نسبياً في السنوات الأخيرة، إذ شهد المحتوى العربي طفرة نوعية في البعد المعرفي الجاد نوعا ما داخل الصحافة. وقد حققت هذه الطفرة حالة من النجاح نسبيا، وهو ما أعاد الجدل إلى المسلّمات حول جمهور "السوشيال ميديا" والوجبة المعرفية التي ينبغي أن يتناولها، وتعالت الأصوات بالحديث عن تجسير الهوّة بين "البحث" و"الصحافة".

والسؤال الآن: كيف يمُكننا تجسير هذه الهوة؟ وما الصفات اللازمة داخل العمل الصحفي للسعي قدُما في هذا النمط من الصحافة؟

 

كسر المألوف وأهمية الأكاديميا

ترصد عدد من الإحصائيات الصحفية الحديثة إقبالا كبيرا بين القراء على الصحافة ذات النمط الطويل أو الصحافة المتأنية، تلك التي تحوي معلومات أكثر ثراء من الصحافة العادية من جهة، وتكون أطول في عدد كلماتها من جهة أخرى. كما أن محركات البحث تساهم في زيادة انتشار مواد "النمط الطويل" أكثر من المواد القصيرة لإمكانية ظهورها في البحث أكثر من غيرها، وهو ما يجعل معدل انتشارها أوسع.

"والنمط الطويل شكل من أشكال الكتابة الصحفية يتوخى العمق وإشباع القارئ. وفي العادة يتّسم هذا الأسلوب بالعمق، واللغة السردية، والمنظور الجديد لقضية ما، سواء كانت تجري في الوقت الحقيقي، أو حين تناول قضية يعتقد الجميع أنها قد انتهت، لكن من منظور مختلف".

ولا نهدف في هذا المقال إلى التفصيل في ماهية صحافة "النمط الطويل" أو "الصحافة المتأنية"، وإنما نريد الإشارة إلى أن حضور هذا النمط عزز من حضور الأشكال البحثية بين يدي القراء، إذ تعتمد الصحافة المتأنية أصالةً على تتبع الموضوع محل البحث وتشابكاته المتنوعة، وأبعاده المجتمعية والسياسية، فضلا عن التاريخية والفكرية، بما يتطلبه من مطالعة للمراجع والأعمال البحثية السابقة، وهو ما يتقاطع بالضرورة مع طريقة الأبحاث الأكاديمية.

لكننا، وبمقارنة المحتوى الصحفي العربي بنظيره الإنجليزي فيما يخص الصحافة البحثية، نجد فقر المحتوى العربي مقارنة بنظيره الإنجليزي في هذا الباب. ونقصد بالصحافة المعرفية البحثية هنا "تحويل المعلومات البحثية والخلاصات الأكاديمية من أروقة المكتبات والأوراق البحثية، إلى لغة صحفية مبسطة يمكن للجمهور العادي التعاطي معها والاستفادة منها، دون الإخلال بها نتيجة الإيغال في التبسيط".

وفي وسط هذا العمل المتشابك بين البحث والصحافة، فإن أمانة الكلمة تدفع الصحفي الجاد إلى تحمل مسؤوليته كاملة أمام قرائه فيما يتعلق بالمعلومات المعرفية التي يعرضها عليهم، لا سيما وقد باتت وسائل التواصل أحد المصادر الأساسية في الحصول على المعلومة لدى قطاع كبير من الشباب، وهو ما جعلها مليئة بالمعلومات الخاطئة والأفكار الزائفة كذلك.

 

من الأكاديميا إلى الهاتف الذكي

من أشد العقبات التي تواجه الصحفي المشغول بالعمل الصحفي البحثي، محاولة كتابة نصه بلغة سلسة ميسورة، وهي بالضرورة تختلف عن الكتابة البحثية التي لا تضيع المضامين العلمية المعمقة بالتبسيط، في اختلاف مع رؤية العمل الصحفي. 

وهذا الأمر لا يعني بالطبع أن تتحول الصحافة إلى عمل بحثي أكاديمي خال من روح الكتابة الصحفية السلسلة، وإلا فقدَت أهم ما يميزها. ولا يعني كذلك، كتابة الأعمال البحثية الأكاديمية على الطريقة الصحفية التي تميل إلى التبسيط والاستهلاك، وإنما يعني محاولة تجسير الفجوة بين البحث والصحافة حتى يتسنى استهداف أكبر فئة من الجمهور. 

 

لنحاول إيضاح أبرز الملامح التي تحسن مراعاتها لتحديد هوية تحريرية للصحافة البحثية:
 

"الشريحة المستهدفة"، وهي في هذا النمط لن تكون -غالبا- من فئة الباحثين عن المعلومة السريعة، وإنما من فئة القراء المدققين خلف المعلومة المجردة، والراغبين في معرفة ما وراء الأحداث. 

 

"العمل المتأني"، فليس شرطا أن يخرج الموضوع في يوم وليلة كما في صحافة الخبر مثلا، ولا ينبغي أن يخرج مع كل خبر سريع "تراند" معالجة جاهزة في اللحظة ذاتها، بل قد يستغرق العمل أسبوعا أو أكثر لإعداد مادة واحدة، وقد يمتد لشهر كامل حسب الموضوع، والوقت اللازم لإنضاجه.

 

"اللغة"، إذ ينبغي أن تكون وسطا بين لغتيْ البحث والأكاديميا، فلا تخل بالمعنى الأكاديمي، ولا تُصعّب من المفهوم لدى القارئ العادي، وهو ما يتطلب تدريبا على هذا النمط الجديد من الكتابة. ومن غير المحبذ الإكثار من استخدام المصطلحات الموغلة في التخصصية في النص الصحفي العادي، وهو ما يقع فيه الصحفيون من ذوي الخلفيات البحثية بصورة خاصة. لكن، إذا استدعت الضرورة استخدامه فينبغي شرحه بعبارة مختصرة وسهلة.

 

"الإحالة المرجعية"، فغالبا ما يكون اهتمام الصحفي بالإحالة إلى المراجع أقل من اهتمام الباحث، لكن الأمر في الصحافة البحثية سيختلف، إذ نتحدث هنا عن حقائق علمية، بما يعني أن الرأي الشخصي للصحفي ينبغي أن يظل محدودا للغاية، ولا يشترط التدقيق الشديد في نمط كتابة الهوامش كما في الأبحاث الأكاديمية حال الإحالة، فيكفي مجرد الإحالة إلى هامش أو ذكر المعلومة في النص الأساسي.

 

"إثراء الواقع"، وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من العاملين في مجال الصحافة البحثية، إذ ينبغي أن يظل غرض العمل الصحفي البحثي نابعا من الواقع أساسا ثم مستندًا إلى الأكاديميا، للعودة وإثراء الواقع نفسه. والعكس لا يمكن أن يصلح في عالم الصحافة، أي أن العمل الصحفي البحثي ليس عملا نظريًّا أكاديميًّا صرفًا بلغة سهلة، وإنما هو عمل يتعاطى مع الواقع باستدعاء الأساليب البحثية.

 

الصحفي الباحث.. الصعوبات والأدوات

المهمة الأساسية للصحفي أو الباحث العامل في حقل الصحافة البحثية هي كيفية إيصال المعلومات البحثية إلى عموم الجمهور، وفي سبيل ذلك تعترضه عقبات كثيرة نتيجة اختلاف الكتابتين: البحثية والصحفية. لذا نستعرض أهم الصعوبات التي قد تُواجه العاملين في هذا النمط، وبعض أدوات التغلب عليها:

 

"الدراية العلمية"، فمهمة الصحفي في مجال الصحافة البحثية لا تتوقف عند التحرير اللغوي وحسب، وإنما تتجاوزه إلى الدراية المتخصصة بالمراجع المعتمدة، والدُربة على القراءة البحثية لفهم الموضوع بشكل أعمق.

 

"عائق اللغة"، إذ معلومٌ أن الأعمال البحثية لا تستخدم اللغة الجمالية والمصطلحات الجذابة، بينما في الصحافة ينبغي استخدام صياغة رشيقة، وهو ما يتحمل الصحفي وحده مسؤوليته في هذه الحالة، إذ عليه أن يحول اللغة الجامدة إلى لغة منسابة دون أن يضيع المعنى العلمي بداخلها.

 

"السردية"، إذ تعتمد الصحافة المتأنية بشكل عام على بناء الموضوع بصورة سردية متكاملة، وتعني حكاية قصة فيها كل المعلومات المطلوبة، أو طرح مجموعة من الأسئلة، لتصل في النهاية إلى بيان المعنى المراد بلوغه في سهولة ويُسر.

 

"التنسيق الجيد"، إذ ينبغي كذلك الاهتمام بالسرد القصصي الرقمي عبر التنسيق الجيد للموضوع، لأن هذه الموضوعات تتميز بعدد كلماتها الكبير نسبيا. وهناك وسائل تعين على حُسن التنسيق مثل البداية بقصة، أو بتلاحق الأسئلة التحفيزية، ثم الدخول إلى الموضوع على صورة فقرات متجانسة من حيث الطول والمعلومات، وكذا تسلسل الفقرات، ليختم بفقرة مناسبة تتضمن خلاصة جذابة.

 

"التلاحم مع صحافة البيانات"، فمن المعايير الواجب توفرها لدى المتخصصين في هذا النمط من الصحافة: التدريب على المهارات المستخدمة في أنواع الصحافة الأخرى مثل الصحافة الاستقصائية وصحافة البيانات، وبالأخص ما يتصل بالإخراج البصري، وصنع الإنفوغراف، وطرق العرض المناسبة لكل موضوع على حدة، وغير ذلك من المهارات الحديثة في مجال الصحافة.

 

"التبسيط غير المخل"، إذ كلما تعلق الأمر بتبسيط العلوم والمعارف، ظهرت أزمة. ولتلافي هذا الخلل ينبغي التوثيق الجيّد، والتوازن في طرح الآراء، وعدم الحدّية في تبني قول ما، خاصة إذا كانت الأطروحات موضع خلاف.

 

تظل المحاولات مستمرة في بناء هذا النمط الجديد من الصحافة، والذي سيصبح مع مرور الوقت بصمة كبيرة في المحتوى الصحفي العربي. 

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023