معهد الجزيرة للإعلام - الدوحة

أصدر معهد الجزيرة للإعلام إصدارًا تدريبيًا جديدًا جاء بعنوان دليل إلى القصة الصحفية الإنسانية، يهدف إلى تعزيز مهارات الصحفيين في إنتاج قصص إنسانية مهنية وأخلاقية، ويضع الإنسان في صميم الاهتمام التحريري ويعيد الاعتبار لسرد معاناته وآماله في سياقات الحروب والنزاعات والكوارث. 

ويتعرّف القارئ في هذا الدليل على البدايات الأولى لاستخدام القصة الصحفية الإنسانية، وأهميتها وأدوارها وطرق تحضيرها، ومعايير هذه القصص الأخلاقية والمهنية، كما يفرد الدليل مساحة للنقاش حول سرد القصة الإنسانية في الحالة الفلسطينية التي تفرض نفسها اليوم قضية أساسية تهم الإنسانيّة.  

يقع الدليل في أربعة محاور رئيسية؛ يقدّم المحور الأول مدخلًا إلى القصة الصحفية الإنسانية من خلال تعريف مفهومها وبيان خصوصيتها وأهميتها، مع توضيح الفروق بين القصة الإنسانية بمفهومها الصحفي وبين الاستخدام الفضفاض لكلمة "الإنسانية"، إضافة إلى عرض الأعمدة الأساسية التي تقوم عليها القصة الصحفية الإنسانية الجيدة.  

ويتناول المحور الثاني ملامح القصة الصحفية الإنسانية عبر تفصيل مكوّناتها الأساسية ومراحل إنجازها من الفكرة حتى النشر، بينما يركّز المحور الثالث على الجانب العملي التطبيقي، من البحث عن الفكرة وتحديد الزاوية الصحفية، مرورًا بالمعالجة التحريرية وجمع المعلومات والتحري الميداني، وصولًا إلى كتابة القصة وتبنّي زاوية نظر القارئ/ة في بنائها السردي.  

ويُفرد الدليل في المحور الرابع مساحة واسعة لموضوع أخلاقيات القصة الصحفية الإنسانية، في ظل ما يشهده العالم من حروب وأزمات، مؤكّدًا على ضرورة احترام كرامة الضحايا وعدم استغلال معاناتهم أو إعادة إنتاج صور نمطية عنهم، مع تشديد خاص على السياقات التي ترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية، وهو ما يُفرد له الدليل ملحقًا خاصًا بعنوان: "القصة الصحفية الإنسانية في زمن الإبادة الجماعية".  

وأعدّ الدليل كلٌّ من محمد أحداد وهشام بوعلي، وتولّى تحريره الصحفي محمد زيدان، ويأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة إصدارات معهد الجزيرة للإعلام المهنية لعام 2025، دعمًا لبرامج التدريب المتخصصة في الصحافة الإنسانية، وسعيًا إلى تمكين الصحفيين والمهتمين من أدوات عملية تساعدهم على إنتاج محتوى يوازن بين قوّة السرد وصرامة التحقّق واحترام المعايير الأخلاقية للمهنة.