الإسلاموفوبيا: أيادي الإعلام الغربي الملطخة في صناعة قاتلة

"نيوزيلندا توجد على الطرف الآخر من العالم. والأشخاص الذين يطلقون النار على بشر مثلهم في دور العبادة هم مجانين حتى وإن كانوا يخططون لأعمالهم بدقة متناهية، كما أظهرت واقعة كرايست تشيرتش. مع ذلك، فإن كل أوروبي يقول إن جريمة تورط فيها أفراد في مكان بعيد عنا أمر لا يعنينا يكذب على نفسه. في كل المجتمعات الغربية يتنامى العداء للإسلام". مقتطف من مقال بعنوان "رهاب الإسلام القاتل" لكاتب ألماني يدعى أندرياس روس نشر على موقع صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ الألمانية.

 

مأساة نيوزيلندا تعني الغرب بطبيعة الحال، تعنيه من أقصى يمينه إلى أقصى يساره وتعني إعلامَه على وجه الخصوص!

 

عندما قال كريستيان فولف رئيس ألمانيا الأسبق جملته الشهيرة "الإسلام جزء من ألمانيا" سنة 2010، قامت الدنيا ولم تقعد. هوجم وأُلبسَ عمامةً بيضاء في غلاف مجلة ألمانية وفي صور أخرى أُلبس الطربوش الأحمر وبجانبه سيف، وظهر أحياناً أخرى بلحية... ببساطة، أطلقت كل جهة (في الصحافة وعلى الإنترنت) العنان لمخيلتها في تصويره "مسلماً مندساً" بالرموز التي تعتقد هي أنها تمثل الإسلام. ومع كل هذا اللغط والتضخيم، ساد الشعور في الرأي العام بأن فولف قال "على ما يبدو" جملة مرفوضة وخطيرة. فما الذي يمكن فهمه من جملة فولف؟ أن الإسلام بات فعلاً جزءاً من ألمانيا مع وجود حوالي أربعة ملايين مسلم على أراضيها، يحمل عدد كبير منهم الجنسية الألمانية؟ أم أن أعلى سلطة في البلاد (بصرف النظر عن حجم صلاحيات الرئيس في ألمانيا) يعتبر ديناً "مرتبطاً بمبادئ وطقوس تعارض وتهدد القيم والثقافة المسيحية" جزءاً من ألمانيا؟ الإعلام في نهاية المطاف هو من حدد في أي الاتجاهين فهم الجمهور الجملة وتفاعل معها. جملة فولف هذه فتحت نقاشا كبيراً حول موقع الإسلام في ألمانيا، وبحذر أكبر، أدلى يواخيم غاوك الرئيس السابق لألمانيا بدلوه في هذا النقاش، قائلاً "المسلمون الذين يعيشون في ألمانيا جزء من ألمانيا..."  

 

انقسام حاد حول الإسلام

 

عندما أعادت ميركل في العام 2015 استخدام الجملة الشهيرة لفولف كان وقعها أخف ربما لأن عامل الصدمة تلاشى مع أول مرة. مع ذلك وبشكل مشابه لما حصل مع فولف، انتُقدت ميركل بشكل كبير وظهرت على الإنترنت صور لميركل بالحجاب منها على إحدى المدونات الإلكترونية صورة تُظهرها بحجاب أسود وفي الخلفية علم تنظيم الدولة الإسلامية وقد كُتب شعاره، عوضاً عن اللون الأبيض، بألوان العلم الألماني. وكان لافتاً أن المستشارة أعادت استخدام الجملة مرة أخرى في 2018 مُعارضة بها تصريحات هورست زيهوفر وزير داخليتها وهو أيضاً شريكها في الحكم وخصمها اللدود المعروف بخلافاته معها بسبب سياستها للهجرة، فقد كان لزيهوفر كذلك رأي في هذا الموضوع، ولم يفوت الفرصة للتشديد عليه في العام 2018، في عز أزمة تواجهها الأحزاب الكبرى في ألمانيا لصالح التيارات اليمينية المتطرفة، ليصرح في مقابلة لصحيفة "بليد" الواسعة الانتشار بأن "الإسلام ليس جزءاً من ألمانيا... المسلمون الذين يعيشون بيننا جزء من ألمانيا بالطبع. لكن هذا لا يعني بالطبع أن نتخلى بذلك عن تقاليدنا وعاداتنا المميزة لبلدنا من منطلق مراعاة خاطئ". يأتي هذا في وقت دخل فيه موضوع اللاجئين والإسلام بشكل واضح حسابات السياسيين وحملاتهم الانتخابية، ويستمر اليمين في حصد النجاحات، مستفيداً من استياء فئات اجتماعية عريضة من طريقة تدبير أزمة اللاجئين. استياء غذاه بالطبع الإعلام من خلال تضخيم بعض الأحداث والتركيز على حالات اعتداءات أو جرائم ارتكبها مهاجرون أو لاجئون غالبيتهم مسلمون. ويبقى المثال الأهم في هذا السياق حادثة ليلة رأس السنة 2016 عندما تعرضت حوالي عشرات النساء لعمليات سلب وتحرش جماعي أثارت ضجة إعلامية وجدلا كبيرين. الإعلام وقتها نقل عن شهود عيان أن المتورطين في هذه الاعتداءات، يحملون سمات عربية أو من شمال افريقي، ورغم تحذير وزير العدل الألماني وقتها من ربط الجرائم بقضية اللاجئين والمهاجرين، إلا أن ذلك حدث بالفعل وأصبحت كلمة "شمال إفريقي" تذكر بحادثة التحرش الشهيرة. ورغم الغموض السائد وتضارب الأنباء حتى يومنا هذا حول ملابسات ما حدث بالضبط، أدت الضجة الإعلامية -التي استفاد منها كثيراً حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي- إلى ممارسة ضغوط كبيرة على الحكومة لدرجة فتح موضوع تصنيف الدول المغاربية دولاً آمنة، وهو الذي سيصعّب حصول طالبي اللجوء من المغرب والجزائر وتونس على اللجوء في ألمانيا. الهدف كان امتصاص غضب الرأي العام بسبب حادث لم يتأكد حتى ما إذا كانت جنسيات المتورطين فيه تقتصر على المهاجرين العرب والمسلمين ونسبة المغاربيين من مجموع المتورطين (وعددهم كبير) في الاعتداءات.

يبقى كل ما ذكر أعلاه مجرد أمثلة لظاهرة عامة تتنامى بشكل كبير في العقود الأخيرة. ويمكن القول إن تناول معظم وسائل الإعلام للإسلام في ألمانيا والغرب عموماً يعطي مثالاً حياً لنظرية الإعلام الشهيرة "وضع الأجندة" (Agenda Setting) أو "ترتيب الأولوليات" كما يسميها البعض، والتي تفترض أن المواضيع التي تركز عليها وسائل الإعلام هي التي تنال اهتمام الجمهور بحيث تصبح أجندة الإعلام هي أجندة الجمهور. وهكذا ففي ظل كل هذا التضخيم والتهويل في الأحداث والمواضيع التي لها علاقة بالمهاجرين والمسلمين من طرف التيارات اليمينية مستفيدة من الإعلام، لا عجب أن الألمان باتوا يعتقدون بأن عدد المسلمين في ألمانيا وصل إلى 17 مليون! (في حين أن عددهم الحقيقي لا يتجاوز 5 ملايين حسب أكثر التقديرات مصداقية) حسب ما جاء في استطلاع رأي نشر مؤخراً وشارك فيه 30 ألف شخص من ولايات ألمانية مختلفة.

استطلاع آخر للرأي أجرته مؤخراً مؤسسة "يوغوف" البريطانية وشمل عدة دول غربية، خلص بدوره إلى أن الإسلام هو الدين "الأقل تفضيلاً" في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، وعندما سُئل المستجوَبون من أربع دول (هي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا) إن كانوا يعتقدون أن هناك صداماً بين الإسلام والقيم الغربية، أجاب 47 في المئة من الألمان بنعم مقابل 46 في المئة في فرنسا و38 في المئة في بريطانيا و36 في المئة في الولايات المتحدة الأميركية.

ونقلاً عن كاي حافظ البروفيسور في جامعة "إرفورت" والمتخصص في مجال الإسلام في الإعلام، فإن الدراسات أظهرت أن "ما بين 60 إلى 80 في المئة من المواد التي تعرضها الصحافة غير المحلية وكذلك التلفزيون العمومي حول الإسلام في ألمانيا، تتمحور حول العنف الجسدي أو تتناول مواضيع سلبية أخرى كالإرهاب وقمع المرأة والتعصب والأصولية والتخلف"، كما جاء في مقال له نشر على موقع صحفية "دي تسايت" الألمانية.

 

"المسلم متهم حتى تثبت براءته"

 

وإلى جانب مسألة التضخيم والتهويل في المواضيع المتعلقة بالمسلمين والتركيز على الجوانب السلبية في تغطيتها، تمر أخطاء وأحكام قيمة وعمليات تنميط كبيرة في طريقة التغطية نفسها. مثلاً عبارة "الإرهاب الإسلامي" المستعملة بكثرة في الإعلام الغربي خصوصاً تطرح في حد ذاتها إشكاليات، فعندما يدعي تنظيم "داعش" بأنه يمثّل الإسلام، يدخل ذلك ضمن الـ"بروبغندا" التي يسعى لنشرها ويساعده الإعلام، عن قلة وعي أو لمصالح وأهداف معينة، في نشرها. وعندما يصرّح شخص كمهاجم نيوزيلندا بأنه ارتكب فعله تأثراً بمتطرفين محسوبين على الثقافة المسيحية، لا نجد الإعلام الغربي يتبنى مصطلح "الإرهاب المسيحي" لتصنيف هذا الحادث. بينما يضرب "داعش" كل الناس في كل مكان بمن فيهم المسلمين! فمن يمثل الإسلام هنا لنربطه به؟ لماذا يختار الإعلام الجلاد ليمثل الإسلام بينما هو خطر مشترك لدى الجميع؟

موضوع التصنيفات هذا يساهم كذلك في تورط الإعلام الغربي في زيادة العداء لفئة المسلمين، حتى أصبح الإرهاب مرتبطاً بالإسلام وبات المسلمون مطالبين بتسجيل مواقفهم من الهجمات التي يرتكبها مجرمون باسم دينهم.

أوتريخت الهولندية شهدت يوم الإثنين الماضي اعتداءاً نفذه شخص داخل ترام مخلفا ثلاثة قتلى وخمسة مصابين. منذ البداية أعلنت الشرطة أنها لا تستبعد الدافع الإرهابي للجريمة دون إيضاح السبب، مع أنه الهجوم لم يتبناه أي تنظيم. وبقيت الشرطة تحقق، وانتشر الحديث عن إمكانية وجود دوافع أخرى عائلية أو شخصية وراء الهجوم، وعن أن المتهم معروفه بسجله الجنائي لدى الشرطة، لكنها بقيت متمسكة بفرضية الدافع الإرهابي، إلى أن أعلنت أمس أنها وجدت في سيارة المعتدي ما يدل على أن الدافع الإرهابي موجود! فلماذا بقي الدافع الإرهابي وارداً طيلة أربعة أيام قبل العثور على ما يثبته في سيارة المعتدي يوم الخميس؟ شخصياً، وبعيداً عن أي تقمص لدور الضحية، لم أجد أي منطلق لذلك سوى أن الرجل تركي مسلم. أي أنه في هذه الحالة وعكس المفترض، تصبح القاعدة كالآتي: المسلم متهم حتى تثبت براءته!

على النقيض من ذلك، يتم "التروي" عندما يتعلق الأمر بمهاجم غربي، ونصبح أمام تصنيفات أخرى من قبيل "إطلاق نار عشوائي" أو "هجوم انتحاري" أو "هجوم نُفذ من شخص يعاني اختلالات نفسية" أو وغير ذلك.

 

عندما يصبح الإعلام منبراً ووسيلة دعاية للتطرف

 

من الواضح أن معظم مرتكبي الهجمات "الإرهابية" على اختلاف أيديولوجياتهم وأهدافهم يشتركون في هدف واحد هو الرغبة في تحقيق الشهرة، فتجدهم يتفننون في خلق أساليب جديدة غير معهودة في تنفيذ جرائمهم لتحقيق أكبر انتشار لفعلهم الذي يعتبرونه إنجازاً ويريدون أن يتحولوا من خلاله إلى قدوة لآخرين تماماً كما وجدوا هم في متطرفين آخرين قدوة لهم، وهكذا تكبر كرة الثلج... ومن يساعدهم في ذلك؟ الإعلام طبعا!

مرتكب هجوم نيوزيلندا نجح في جعل نفسه مادة دسمة ومسيلة للعاب بالنسبة للإعلام: تصوير حي وبطريقة ألعاب الفيديو القتالية وأسلحة مليئة بالرموز والرسائل المشفرة التي تستدعي لوحدها مقالات وتحليلات شأنها شأن بيانه الطويل حول دوافع الهجوم، والذي انكبت عليه وسائل الإعلام ليصبح المعتدي أشهر شخص في العالم يوم 15 مارس 2019 وتنتَشرَ صوره في كل مكان، بل ويعيدَ إلى دائرة الضوء أشخاصاً اشتهروا في السابق بارتكاب اعتداءات مشابهة.

نتيجة هذه الدعاية لن تكون سوى تغذية التطرف على الجهتين: دغدغة مشاعر المتطرفين اليمينيين المتعطشين لمثل هذه المشاهد وتشجيعهم على اتباع قدوة جديدة. ومن جهة أخرى إعطاء أسباب جديدة للمتطرفين الآخرين (الذين يحسبهم الإعلام على الإسلام) للغرق أكثر في دور الضحية وتصوير الغرب كله على أنه العدو الأكبر الذي يجب على "المسلمين" الانتقام منه والدفاع عن أنفسهم منه. وقد بدأت فعلاً حمى الإعلام تُؤْتي أكلها، إذ عرفت مناطق أخرى من العالم اعتداءات على مسلمين وأجانب مباشرة بعد الحادث. صحيفة The Sun البريطانية نشرت مقاطع فيديو يَظهر فيها ما قيل إنه اعتداء ) في نفس يوم هجوم نيوزيلندا) على مصلين قرب مسجد شرق لندن، وقد نعت المهاجمون المصلين بالإرهابيين، بحسب ما نقلته الصحيفة على لسان شاهد عيان. ثم أعلنت الشرطة البريطانية تعرض أربعة مساجد لاعتداءات. وفي نيويورك، تم الاعتداء على امرأة محجبة. وقبل أيام كذلك اعتدى مجهول على امرأة حامل محجبة في برلين!

من جهة أخرى، انتشرت مباشرة بعد الهجوم أوسمة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل وسم #الإرهاب_المسيحي_المتطرف أو #الإرهاب_الصليبي_المتطرف أو #الإرهاب_المسيحي_يقتل_الأبرياء وغيرها، وكما كان متوقعاً تعهد تنظيم الدولة الإسلامية في تسجيل صوتي بالانتقام، وانتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي نُسبت للتنظيم ويظهر فيها علم التنظيم وبندقية سوداء مليئة بعبارات وعيد وتهديد على طريقة منفذ هجوم كرايست تشرتش.  

رئيسة نيوزليندا جاسيندا أردرن، التي أظهرت قدرات هائلة في التواصل واحتواء الأزمة إعلامياً، تعي جيداً هذه النقطة ولهذا خصصت جزءاً من كلمتها أمام برلمان بلادها، عقب الحادث، لتقول إن المعتدي يسعى للشهرة، وهو ما لن تتيحه له ذلك لن تلفظ اسمه. ودعت الإعلام إلى التركيز على ضحايا الهجوم وعائلاتهم والناجين منه.

 

المزيد من المقالات

المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025
الإعلام المساند للثورة في سوريا.. سياقات النشأة وإكراهات الاستدامة

كيف نشأ الإعلام السوري المساند للثورة؟ وماهي مراحل تطوره ومصادر تمويله الأساسية؟ وهل استطاع الانتقال من النضال السياسي إلى ممارسة المهنة بمبادئها المؤسسة؟

ميس حمد نشرت في: 3 أبريل, 2025
هل تحتاج ليبيا إلى إعلام حكومي؟

في ليبيا تزداد مخاوف الصحفيين وشريحة كبيرة من الرأي العام من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لـ "إصلاح" الإعلام الحكومي. وبين التوجس من أن تصبح مؤسسات الإعلام تابعة لهيكل الدولة والآمال في مسايرة تطور المجتمع يطرح السؤال الكبير: هل تحتاج ليبيا ما بعد الثورة إعلاما حكوميا؟

عماد المدولي نشرت في: 27 مارس, 2025
لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025
شيرين أبو عاقلة.. الحضور والغياب

اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة كما اغتال مئات الصحفيين في غزة، لكنها لا تزال مؤثرة في المشهد الصحفي الفلسطيني والعالمي، ولا تزال تغطياتها الميدانية على مدار سنوات، تشكل درسا مهنيا للصحفيين، ووثيقة تدين الاحتلال إلى الأبد.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 23 فبراير, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

لماذا تفلت إسرائيل من العقاب بعد قتلها أكثر من 200 صحفي؟ هل بسبب بطء مساطر وإجراءات المحاكم الدولية أم بسبب فشل العدالة في محاسبة الجناة؟ ألا يشجع هذا الإفلات على استهداف مزيد من الصحفيين وعائلاتهم ومقراتهم؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 16 فبراير, 2025
الصحفيون الفريلانسرز.. تجارب عربية في مواجهة "الحرس القديم"

في الأردن كما في لبنان ما يزال الصحفيون الفريلانسرز يبحثون عن الاعترافيْن النقابي والقانوني. جيل جديد من الصحفيين إما متحررين من رقابة مؤسسات وسائل الإعلام أو اضطرتهم الظروف للعمل كمستقلين يجدون أنفسهم في مواجهة "حرس قديم" يريد تأميم المهنة.

بديعة الصوان, عماد المدولي نشرت في: 12 فبراير, 2025
العنف الرقمي ضد الصحفيات في لبنان

تواجه الصحفيات اللبنانيات أشكالا مختلفة من العنف الرقمي يصل حد التحرش الجنسي والملاحقات القضائية و"المحاكمات الأخلاقية" على وسائل التواصل الاجتماعي. تحكي الزميلة فاطمة جوني قصص صحفيات وجدن أنفسهن مجردات من حماية المنظمات المهنية.

فاطمة جوني نشرت في: 9 فبراير, 2025
الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025