فلسطين.. صحفيون في سرادق العزاء

فلسطين.. صحفيون في سرادق العزاء

الصحفيون أدمنوا الفجيعة ودجَّنوا الموت، هكذا ببساطة. دون أن نشعر، أو حتى سبق لغيرنا وشعر أنّنا صرنا مجرّد حكاية طويلة بائسة، نتناولها - نحن الفلسطينيّين - قبل غيرنا في وسائل الإعلام المحليّة والدوليّة على نحو إعلامي منقوص، على نهج انتقائي غير موضوعي. غالبًا ما يبحث الصحفي عن القصص المخضّبة بالدم ومرهقة بالدموع، القصص القاتلة والتي يفضّل أن يكون ختامها "بس معلش، فدا الأرض".

"ما شعورك؟ هل أنت حزين/ة بفقدان ابنك؟ أم أنك سعيد/ة بتقديم روحه إلى فلسطين؟" أسئلة نمطية يستهوي عدد لا بأس به من الصحفيون توجيهها لذوي الشهداء. ثمّة أجزاء أخرى أساسيّة يبتعد عنها هؤلاء، كونهم لا يجدون تلك الخاتمة المنشودة. قصص النّاس، الصابر منهم والمنفعل، تعني الصحفي وكأنّه طرف أساسي فيها.. قصص تهمّه من منطلق كيف سيخرج بها كمادّة لجمهور مستهدف ينتظر ما يتوقّعه مسبقًا بسبب النمطيّة التي يسير عليها هذا الكاتب. بينما الأجزاء الأخرى التي كانت إحدى نماذجها "يلعن أبوكوا ع ابو فلسطين بدّي إبني" إنّما تشكّل كواليس نراقبها بصمت، إمّا من خوف الكتابة عنها والضعف أمامها، أو أنّها لا تعبر عنا كوننا مصدر "القوّة" في هذا العالم.

اليوم، تستعرض مجلّة الصحافة قصصا وقع أصحابها فريسة لأسئلة وعدسات الصحفيّين، وقصص أخرى لصحفيين يتعاملون بحذر شديد مع المواد التي تكتب عن الشهيد، وعائلته، وعن انتهاك خصوصيتهم في لحظات الوداع الأخيرة بينهم بصورة ما، أو كلمات يمكن أن تتحوّل إلى "تهمة" تحاسبهم دولة الاحتلال الإسرائيلي عليها.

ابتسام العبد، هي والدة الأسير عمر العبد منفذ عملية "حلميش" من بلدة كوبر قضاء رام الله، اعتقلتها الاحتلال في تمّوز/يوليو 2017، بعد أيّام من تنفيذ العملية بذريعة "ممارسة التحريض والتفاخر بالعملية عبر وسائل الإعلام"، مستخدمين ضدّها صورة تظهر فيها أنها "توزّع حلوى البقلاوة" بحسب ما قرأها الإعلام العبري، نقلًا عن صحفيين، لكن الحقيقة أن أقاربها فعلوا ذلك.

ونقلًا عن مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، فقد أفرج عن ابتسام بعد أيام على اعتقالها، بغرامة مالية بلغت قيمتها عشرة آلاف شيقل (3 آلاف دولار تقريبًا) وإصدار قرار بفرض غرامة مماثلة في حال التصريح لوسائل الإعلام عن اعتقالها وفترة التحقيق التي خاضتها بالتهمة المزعومة، فيما لا يزال عدد من شبّان العائلة معتقلا لدى الاحتلال بذات التهمة "تصريحات للإعلام أظهرت علما مسبقا بنوايا الأسير في تنفيذ العملية".

وفي الـ21 من حزيران/يونيو العام ذاته، ألقت قوات الاحتلال القبض على زينب عنكوش 46 عاما، والدة الشهيد عادل عنكوش أحد منفذي عملية "وعد البراق" في القدس المحتلّة، إثر اتهامها بـ "تقديم الدعم والمناصرة لتنظيم "إرهابي" والتحريض على تنفيذ عمليات ضد الاحتلال، من خلال التصريحات التي أدلت بها في أعقاب استشهاد ولدها عادل"، وفق شروط تمثلت بكفالة مالية بقيمة 6000 شيقل (2000 دولار تقريبًا) بحيث تُدفع لإتمام الإفراج عنها، إضافة إلى توقيع كفالة طرف ثالث بقيمة 20 ألف شيقل (6 آلاف دولار) لضمان حضورها للمحكمة، وعدم إعطائها أي تصريحات كما وصفتها المحكمة بـ "التحريضية".

بالطبع قطاع غزّة ليس أفضل حالًا، بل على العكس؛ يوم تشييع جثمان الشهيد محمّد بكر، 28 عامًا، في السّادس عشر من أيار/مايو إثر إعدامه من قبل قوات البحرية الإسرائيليّة في عرض بحر غزة، تهاتف المصورون على الذهاب إلى بيته لالتقاط صور الأهل ومواكبة لحظات الوداع الأخيرة إلا أنهم لم يقابلوا بصدر رحب، ومنعوا من الدخول، ولم يحترموا رغبة العائلة بل انتظروهم أمام المنزل إلى أن خرجوا بالجثمان وأخذوا بتصوير عائلته والتركيز على النساء وهي تبكي ما أدى إلى مهاجمتهم من قبل العائلة خلال الجنازة وإجبارهم على حذف الصور.

الشهداء مادة خصبة للصحفيين

أذكر جيّدًا وصايا الشهيد بهاء عليان حينما أوصانا بأن لا نرهق أمّه بأسئلتنا التي يرى أنّ الهدف منها استعطاف مشاعر المشاهدين، وليس أكثر. كما أن لا نبحث كـقرّاء وشعب عن ما كتبه قبل الاستشهاد، بل البحث عما وراء استشهاده. بهاء وغيره من الشّهداء ماتوا وهم يدركون سيناريوهات تداول قصصهم ومعظم الأهداف الصحفيّة من خلفها. تُرعبني فكرة الكتابة عن أحد الشّهداء أو حتّى تلقف ردود أفعال ذويهم ولحظات وداعهم خوفًا من ابتذال الشّوائب المرة التي عاشوها أو شكّلت عمليات استشهادهم.

تستهلّ الصحفية ميرفت صادق حديثها بالقول "إن الأسئلة العاطفية، التي غالبا تتحدث عن المشاعر هي أسئلة توريطية لعائلة الشهيد تدفع باعتقالهم، خاصة في الأيام الأولى حيث لا يتحدثون بوعي وإدراك، وإنما يعبرون عن فقدهم بأي طريقة، بالضعف وبالقوة، إلا أنهم يقعون فريسة لصحفيين أرادوا إشباع رغبات جمهورهم في إثارة المشاعر"، وتؤكّد أن بعض الصحفيين يصرون على اجترار عواطف الشهداء كما حدث مع عائلة الشهيد محمد صالح الذي كانت والدته تحكي عنه بهدوء، حتى سألها صحفي "ما شعورك بهذه اللحظة؟" فأجبرها على البكاء.

توضح ميرفت أن الحزن هو أمر طبيعي مع الفقد، وأن توجّه سؤالًا كهذا لأم شهيد، فهو إهانة له ولها، فالأصل أنك تشاهد وتروي.

وعن تجاربها الشخصية تقول "من حيث المبدأ، لا أحب التحدث مع الأهالي خصوصا في اليوم الأوّل من الفقد. فهم ليسوا في وقت مناسب للحديث لأنهم يعانون الحزن والفجيعة، يمكن أن أذهب لأعزيهم وأستعين بأقارب للحديث معهم، وأصف المكان والمشهد". وفي حالات أخرى، تذهب بعد الدفن ومرور الأيام الأولى، يكونوا قد عادوا لوعيهم وأدركوا ما أصابهم، والتزاما بالأخلاق واحترام الظرف، تسأل أولًا "هل من مجال للحديث مع الصحفيين أم لا؟"، وفي حال الرفض، تعمّم على زملائها أنهم لا يرغبون وبالتالي يجب احترام طلبهم.

"إنتوا بتيجوا تحولونا لقصص وتتقاضوا المال على ظهورنا"، جملة وجهتها والدة الشهيد حسين أبو غوش من قلنديا، في اليوم الثاني من استشهاد ابنها، للصحفيين المتواجدين، حيث تداركت ميرفت الأمر بإلقاء السلام عليها والاعتذار عن التواجد، وتدارك الأمر بمعلومات من بنات عم الشهيد وخالته اللاتي رحّبن بالحديث عنه.

ترى ميرفت أن مشاركة هذه العائلات أحزانها واجبٌ يسبق ممارسة المهنة، فمن المهم أن تقرأ الناس قصصهم، لكن احترام رغبتهم أهم، وغالبًا ما تفضل التركيز على المعلومات كالعمر والأنشطة التي كان يمارسها وحلمه الذي تمناه، ثم تلقائيا تتجاوب الأهالي.

وترصد أن بحالة الشهيد باسل الأعرج، كانت العائلة قد اتخذت موقفا من بعض القنوات التي لم تغط بالأساس قصّة اعتقاله بسجون أجهزة السلطة الفلسطينيّة برام الله، ولم يتعاونوا مع الأهل في إيصال صوته قبل الاستشهاد حيث أضرب عن الطعام، على عكس القنوات التي تعاونت منذ البداية، إذ رحبوا بهم وكانوا يمدوهم بالتفاصيل والمعلومات.

وتؤكّد الصحفية أن العديد من آباء الشهداء وأمهاتهم وقعوا فريسة أحاديثهم مع الصحفيين، ولعل العبد وعنكوش أبرز مثالين في العام الحالي، خصوصًا مع الصحفيين "الإسرائيليين" الذين باتوا محققين معهم من خلال توجيه أسئلة "كنت على علم بالعملية؟ هل شعرتم بنية ابنكم في تنفيذها؟" وهنا يدفع ارتباك العائلات بإجابات عن غير إدراك توقعهم بالفخ.

وفي آذار/مارس 2017، تداول مواطنون صحفيون، صورة لوالد الشهيد محمد الحطاب من مخيم الجلزون، تظهر الأم بحالة هذيان من باب التعاطف، إلا أنها في الحقيقة لا أخلاقيات تتيح انتهاك خصوصيتها وكان لزاما احترام وتقدير الظرف، وبعد صحوة الأهل عبروا عن رفضهم التام لهذه الصورة وأخذوا بالمطالبة بحذفها، وفق ميرفت.

وتروي الصحفية شذا حماد، وهي من أبرز الصحفيات اللاتي يكتبن قصص الشهداء للتأكيد على أنهم ليسوا أرقاما فحسب، أن التعامل مع أهالي الشهداء، أمر مؤلم وليس بالهيّن، وأن قرار الذهاب إلى منزل عائلة شهيد يحتاج الكثير من القوة والحذر.

سبق صحفي مؤجل..

الأمر الطبيعي لدى شذا أنها لا تحاول الكتابة عن الشهيد قبل مرور أسبوعين -على الأقل- على استشهاده وأحيانا بعد شهر، ولا يعنيها السبق الصحفي، بل الأهم أن تبقى قصة الشهيد حية، كما لا تخفي أنها تكتب عن شهداء استشهدوا منذ سنوات عدة، وفق الحاجة والظروف لتسليط الضوء على الجثامين المحتجزة أو إحياء الانتفاضة، أو وجود معلومات جديدة ترغب بإيصالها للجمهور.

استكشافًا للظرف؛ تقول إنها تحرص دائما قبل الذهاب إلى منازل أهالي الشهداء أن تطلع على مقابلاتهم في الإعلام المرئي، والتعرف على شخصياتهم لمعرفة الأمور التي يتقبلوها والأمور التي لا يتقبلوها، ثم التنسيق قبل الذهاب وإعطائهم حرية اختيار الوقت المناسب، وهنا تجدهم متعطشين للحديث ورواية التفاصيل.

وتركّز الصحفية غالبا على طرح الأسئلة التي وجهّت لهم سابقًا، فيما يتعلق بظروف الاستشهاد، ومن ثم تعرّج على طرح الأسئلة التي تتعلق بتاريخ الشهيد، شخصيته، وحياته الاجتماعية.

وتضيف "أحيانا من أسباب رفض التعامل مع الصحفيين هو بسبب استعلائهم، وهذه مشكلة لا يلاحظها الصحفي على نفسه، وتظهر بطريقة غير مباشرة لعائلة الشهداء، مثلا عندما تذهب الصحفية بملابس غير مناسبة من ناحية الألوان ووضع المكياج لا يشعرون أنها قريبة من مصابهم، وبهذا يدركون أنها لا تحترم ظرفهم وألمهم، وتعيشه معهم، أما حينما تشعر والدة الشهيد أن الصحفي قادم لمواساتها والوقوف معها، فالتعامل يصبح مريحا وبسيطا جدا".

في حالة بكاء والدة الشهيد تحرص شذا على إيقاف تسجيل المقابلة وإزاحته جانبا، لتبدأ بالطبطبة عليها والإمساك بيدها، وانتظارها حتى تهدأ ثمّ تسألها "نستكمل المقابلة أم أنك لا ترغبين؟" ما يشعرها أن هذا التصرف يريح والدة الشهيد ويطمئنها.

وتذكر لنا أحد المواقف التي لم تتجاوب فيها عائلة الشهيد، في اليوم الأول من استشهاد الطفل محمود شعلان 17 عاما، من بلدة دير ديوان، طلبت جهة العمل من شذا الكتابة عنه، إلا أن عائلته لم تسمح للصحفية بذلك، وطلبت منها المغادرة، فاكتفت بتعزيتها وانسحبت من المكان، ثم استطاعت الوصول إلى أصدقاء الشهيد وأساتذته في المدرسة، ونجحت بعمل مقابلات معهم، ما يعني بحسب شذا أن رفض عائلات الشهداء أحيانا الحديث مع وسائل الإعلام، لا يعني إغلاق الملف وانتهاء التغطية، بل يجب البحث عن مصادر بديلة، وهي متاحة دائما ويكون لديها معلومات تغني المادة الصحفية التي تُكتب عن الشهيد.

تنتقد شذا ممارسات الصحفيين الذين يصلون منازل الشهداء عادة بالتزامن مع وصول موكب التشييع، حيث لا يتوفر وقت لاستئذان العائلة بالتصوير، إذ يبدأ المصورون بالتقاط الصور، وأحيانا تكون منازل الشهداء ضيقة، فلا يراعي المصورون ذلك، بل ويتسببون بفوضى كبيرة في المكان ويتسببون بعدم وداع الشهيد بشكل كاف من قبل عائلته، لكنها لم تنكر أيضا أن آخرين يتحلون بالإنسانية قبل المهنية، ولعلّ المصور الصحفي عباس المومني نموذجَا يحتذى به.

وتنتقي الصحفية المعلومات التي تحصل عليها والتفاصيل الحساسة والخطيرة التي يمكن أن تصدر عن العائلات بانفعال ودون وعي وإدراك، كأن يشتموا البلاد، أو معلومات يمكن أن تضر العائلة بالنشر خاصة أن الاحتلال بات يحاكمهم على كلمة "حمدًا لله" كما حدث مع والدة الأسير عمر العبد بدعوى "التفاخر بالعملية".

في قطاع غزّة، واجهت صعوبة في الحديث مع المصوّرين الصحفيين الذين يريدون تجنب ذكر الأسماء وبالتالي أية حساسيات فيما بينهم.. تمكنت من إقناع أحدهم أخيرا بالإشارة إلى مواقف دون أن نذكر اسمه الحقيقي.

يقول "هيثم الأحمد" (اسمه المستعار) إن مواقف المصورين والصحفيين بحق عائلات الشهداء لا يغتفر لها، فبعضهم يرى أنه ليس بحاجة الاستئذان للتصوير إذا كان الشهيد ابن تنظيم ما، كون أهله يدركون مصير ابنهم مسبقًا، فيحضرون إلى بيته قبل وصول جثمانه ويلتقطون الصور".

الشهداء الأطفال مادة خصبة

ويضيف هيثم أن الشهيد الطفل يلتف حوله الكثير من الأطفال حين وداعه، ما يرى المصوِّرون منها مواد جيدة لانتزاع مشاعر الجمهور وانتشار الصورة التي تحمل اسمه ويتفاخر بها وكأنه نفذ عملًا بطوليا.

ويذكر أحد أبشع المواقف يوم استشهاد الطفلة أمل الجاروشة، حيث تناثرت أشعة الشّمس على جثمانها في المسجد أثناء الصلاة عليها، بالطبع إنه مشهد لافت لم يفوته المصورون، ولكن أن يأتي بعدهم فوج آخر ويقوم بإزاحتها يمينا ويسارا بما يصنع كادرا للصورة، فهذا أمر مريب!

وفي إجابة عن ردة فعل ذويها عند هذا الفعل، يجيب "كانت العائلة مغيبة ولم تدرك الأمر، فتحولت الطفلة لدمية تحرك حسب عدسة هذا المصور وذاك".

في فلسطين، لا نبالغ حين نقول إن "الإعلام" صار المساحة الأقسى ليس بعرض القصص المخضبة بالدماء، وإنما باستهواء الحديث عنها وعن البطولات الفلسطينية، ثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها. هل الصحفيون باتوا يسعون إلى الحصول على أعلى عدد ممكن من المشاركات؟ هل الهدف من نشر الصور أن نعرف، نحن الفلسطينيون خصوصا والعرب عموما، بشاعة الاحتلال؟ وماذا عن كونه احتلالا؟ ألا يكفي هذا؟ يُفترض أننا نعلم.

More Articles

Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Fact or Fiction? Quantifying the 'Truth' in True-Crime Podcasts

Over the centuries, true crime narratives have migrated across mediums—from tabloids and books to documentaries, films, and, most recently, podcasts. Despite these evolutions, one constant endures: the storytellers’ drive to detail the darkest corners of human behaviour and the insatiable curiosity of their audiences.

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 28 Nov, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Journalist Mothers in Gaza: Living the Ordeal Twice

Being a journalist, particularly a female journalist covering the genocide in Palestine without any form of protection, makes practicing journalism nearly impossible. When the journalist is also a mother haunted by the fear of losing her children, working in the field becomes an immense sacrifice.

Amani Shninu
Amani Shninu Published on: 15 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Cameroonian Journalists at the Center of Fighting Illegal Fishing

While the EU’s red card to Cameroon has undeniably tarnished its image, it has paradoxically unlocked the potential of Cameroonian journalists and ignited a movement poised to reshape the future. Through this shared struggle, journalists, scientists, conservationists, storytellers, and government officials have united, paving the way for a new era of ocean advocacy.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 21 Aug, 2024
The Gaza Journalist and the "Heart and Mind" Struggle

Inside the heart of a Palestinian journalist living in Gaza, there are two personas: one is a human who wants to protect his own life and that of his family, and the other is a journalist committed to safeguarding the lives of the people by holding on to the truth and staying in the field. Between these two extremes, or what journalist Maram Hamid describes as the struggle between the heart and the mind, the Palestinian journalist continues to share a narrative that the occupation intended to keep "away from the camera."

Maram
Maram Humaid Published on: 18 Aug, 2024
Journalists Recount the Final Moments of Ismail Al-Ghoul

Journalists remembering the slain reporter of Al Jazeera in Northern Gaza, Ismail Al Ghoul. "He insisted on continuing his coverage from the northern part of the Gaza Strip, despite the challenges and obstacles he faced. He was arrested and interrogated by the Israeli army, his brother was killed in an Israeli airstrike, and his father passed away during treatment abroad."

Mohammad Abu Don
Mohammad Abu Don Published on: 11 Aug, 2024
Analysis: Media Disinformation and UK Far-Right Riots

Analysis on the impact of media disinformation on public opinion, particularly during UK riots incited by far-right groups. A look at how sensationalist media can directly influence audience behavior, as per the Hypodermic Needle Theory, leading to normalized discrimination and violence. The need for responsible journalism is emphasized to prevent such harmful effects.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Aug, 2024
Challenges for Female Journalists in Crisis Zones of Cameroon

Testimonies of what female journalists in Cameroon are facing and how they are challenging these difficulties.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jul, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
Daughters of Data: African Female Journalists Using Data to Reveal Hidden Truths

A growing network of African women journalists, data scientists, and tech experts is amplifying female voices and highlighting underreported stories across the continent by producing data-driven projects and leveraging digital technologies in storytelling.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 23 Jul, 2024
Are Podcasts the Future of African Broadcasting?

The surge of podcasts across Africa is a burgeoning trend, encompassing a wide array of themes and subjects, and swiftly expanding across various nations.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 11 Jul, 2024
Video Volunteers: How India’s Marginalised Groups Tell Their Own Stories

Video creators like Rohini Pawar and Shabnam Begum have transcended societal challenges by producing influential videos with Video Volunteers, highlighting social issues within marginalized communities. Their work exemplifies the transformative power of storytelling in fostering grassroots change and empowerment across India.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Jul, 2024
Climate Journalism in Vietnam's Censored Landscape

In Vietnam, climate journalists face challenges due to censorship and restrictions on press freedom, making it difficult to report environmental issues accurately. Despite these obstacles, there are still journalists working to cover climate stories creatively and effectively, highlighting the importance of climate journalism in addressing environmental concerns.

AJR Contributor Published on: 26 Jun, 2024
Challenges of Investigating Subculture Stories in Japan as a Foreign Correspondent

Japan's vibrant subcultures and feminist activists challenge the reductive narratives often portrayed in Western media. To understand this dynamic society authentically, journalists must approach their reporting with patience, commitment, and empathy, shedding preconceptions and engaging deeply with the nuances of Japanese culture.

Johann Fleuri
Johann Fleuri Published on: 24 Jun, 2024