أنا وآزاد ومعركة الأفكار المسبقة

أنا وآزاد ومعركة الأفكار المسبقة

كانت المرة الأولى التي أركب فيها طائرة، ولم أكن أعرف ما الذي سأفعله بالضبط حين تهبط في مطار مهر آباد الدولي بالعاصمة الإيرانية طهران.. سرحت بي أفكاري المسبقة فوجدت نفسي أذهب إلى مكان لا يشبهني في شيء، فلم تكن إيران يوما على خارطة خياراتي شبه المعدومة.

في سن ما قبل العشرينات بعام فقط، كنت شابا يتبنى اليسار أيدولوجيا ومنهج حياة.. شابا ينتمي إلى المعرفة أولا ويفضل الحديث عن أخطاء وخطايا الأرض لا عن غيبيات وروحانيات السماء. باختصار كنت على نقيض مباشر وحاد مع المكان الذاهب إليه. هكذا قادتني أفكاري المسبقة إلى الاستنفار لخوض ما أسميته يومها مغامرة مجنونة.

لم أكن أعرف أني سأستقر في طهران، وأن المدينة ستعجبني وسأصبح فيها صحفيا عربيا متخصصا بشؤونها، وأني سأخترق تاريخ هذا البلد الجدلي ثقافيا وحضاريا وسياسيا ودينيا واجتماعيا، والأهم أني سأخوض تجربة الأفكار المسبقة بأقسى صورها وأكثرها عنصرية تجاه قوميتي وتاريخي وحضارتي، وأني سأجلس يوما -كما أفعل الآن- لكتابة هذه التجربة الصحفية التي تحمل من التناقض الكثير، مما يجعلها إحدى أهم تجاربي كصحفي عربي مقيم في إيران.

كنت قد تخرجت حديثا من الجامعة لأحمل شهادة في الصحافة والإعلام، واعتدت التردد عليها للتجول في مكتبتها وحضور محاضرات غير ملزمة لأحد مستشاري الرئيس محمد خاتمي يومها حول حوار الحضارات وتأثيرها في السياسات الدولية والإقليمية لإيران. وفي الجلسة الأولى لهذه المحاضرات، بدأ المستشار الرئاسي بالتعرف إلينا واحدا واحدا، وحين وصل إلي دار بيننا هذا الحوار:

- أهلا.. إذا أنت لست إيرانيا يا عبد القادر.

- كلا لست إيرانيا.. أنا فلسطيني الجنسية يا دكتور.

- لماذا اخترت إيران لدراسة الصحافة؟         

- صحيح أني من اختار الصحافة، لكني لم أختر إيران بل كانت أحد خياراتي الإجبارية التي تصالحت معها وألفتها وألفتني.

فجأة ودون أي مقدمات، دوى صوت في القاعة بنبرة لغمت المحاضرة بالكامل:

- من سيستقبل عربيا فلسطينيا للدراسة مجانا دون مقابل غير إيران؟.. للأسف هذه هي حالنا يا دكتور.

كان ذلك شابا يدعى آزاد (وتعني الكلمة في اللغة الفارسية: الحُرّ)، وكان كلامه قاسيا وعنصريا بشكل فج ومباشر، مما اضطر الدكتور للتدخل وإسكاته وتغيير الموضوع كليا. للحقيقة لم تزعجني كلمات آزاد ولم تستفزني، حتى إني لم أتفوه بكلمة واحدة. من باب الفضول فقط أدرت رأسي ونظرت إليه لأعرف من هو.. لم يزعجني آزاد لأني لم أقدم يوما نفسي على أني عربي أو فلسطيني أو مسلم أو سني، وهذا جعل معركة الأفكار المسبقة أسهل علي قليلا من زملاء لي كان أغلبهم من "الإسلاميين" الذين اصطدموا بالمجتمع الإيراني من جهتين: الأولى قومية لها علاقة بالعرب، والثانية مذهبية لها علاقة بثنائية السنة والشيعة والأحقية التاريخية بتمثيل الإسلام كدين.

قررت خوض التجربة لا لشيء إلا لأرى جدية وتماسك أفكارنا المسبقة كصحفيين بشكل خاص وكبشر بشكل عام، لهذا اقتربت أكثر من آزاد، خاصة حين علمت أنه صحفي مميز ومثقف له كتابات يستشهد بها طلاب الصحافة في الكلية الجامعية. كان آزاد يمثل الشق الأكثر سوءا في مساحة الأفكار المسبقة التي يمكن لها أن تشوش الفرد بشكل دائم، فقد كان سلبيا تجاه كل ما يخص العرب لغة وثقافة وأدبا وحضارة، وكان يسعى جاهدا للمجاهرة بذلك ويجتهد في تشويه هذه القومية بشكل مستفز ومتعمد.

في أول تماس لغوي غير مقصود مع آزاد حين مررت به في أحد ممرات الجامعة، نظرت إليه ودون تردد قلت له:

- هل ما زال كلب أصفهان يشرب الماء البارد؟

- ماذا تقصد يا عبد القادر؟

- ألم تسمع ما قاله الشاعر الفارسي الكبير أبو القاسم الفردوسي عن العرب يوما يا آزاد؟

عرب در بيابان آب ندارد      وسك أصفهان آب سرد مى خورد

(العرب في الصحراء بلا ماء     وكلب أصفهان يشرب الماء البارد)

كان آزاد من الصحفيين الشباب الذين يثقون بلغتهم وحضارتهم وثقافتهم وقوميتهم، فلم يتردد في الرد:

- نعم ما زال كذلك.

- إذًا دعنا نذهب سوية إلى أصفهان لنشرب الماء البارد هناك مع كلب الفردوسي، وفي الطريق سأحدثك عن الصحراء وجمالها وأسرارها، سأحدثك أيضا عن ذئب الفرزدق، فليس بالماء البارد وحده يحيا الإنسان يا صديقي.

كان آزاد يتجاوزني وعلى وجهه علامات دهشة، حين اقتربت منه وهمست قرب أذنه قائلا:

- بالمناسبة ألا تقرأ الصحف يا آزاد، فالحديث يتزايد عن جفاف نهر أصفهان حتى إن بعض التقارير تشير إلى أنه لم يعد موجودا.. يا لكلب الفردوسي المسكين.

كان آزاد صحفيا بلغة راقية في الكتابة، يعرف ويقدّر جيدا ما يسمعه.. هكذا بدأنا حربا باردة عنوانها الأفكار المسبقة عن بعضنا البعض.. لقد كانت حربا باردة جدا أسلحتها أدوات الصحافة، لكنها لم تكن قذرة.

في قادم الأيام سيرفع آزاد السقف ليهاجمني علانية في قوميتي وعروبتي وأمام الجميع.. لم أكن أرغب في منحه ما يريد، كأن يستفزني لأهاجم بدوري الفرس والحضارة الفارسية ليظهر هو أمام العامة كمن يدافع عن قوميته وبلاده وحضارته، الأمر الذي يعني الكثير في مجتمع كالمجتمع الإيراني، لهذا كنت أتجاهله جدا في العلن وأقترب منه جدا حين يكون وحده.

أحسَّ آزاد بذلك، لهذا ترك الباب مواربا كي أدخل ولو قليلا إلى مساحات عنصريته وأفكاره المسبقة عن العرب، جيران إيران التاريخيين وشركائهم في الحضارة والتاريخ والدين والجغرافيا والاقتصاد.

كان مفاجئا جدا ذلك الاتصال الهاتفي حين رد الشخص على الطرف الآخر من الخط:

- مرحبا عبد القادر.. معك آزاد.. ما رأيك في فنجان قهوة وبعض الحديث، أو لنقل فصلا جديدا من المجابهة الحضارية؟

لم أتردد في قبول دعوة آزاد حيث كنت سأراه للمرة الأولى خارج أسوار الجامعة وبدعوة منه أيضا.. ما إن انتهت المكالمة حتى شعرت بأن المعركة انتهت أيضا، وأن الحرب الباردة بيني وبين الأفكار المسبقة قد وضعت أوزارها، والأهم أني انتصرت في هذه المعركة كصحفي وإنسان، وأن كل ما تبقى هو عملية إخراج هذا النصر بطريقة لا تستفز آزاد، بل تجعل منه صديقا ولو بحذر.

دلفت إلى داخل المقهى الذي اختاره آزاد بعناية..كان في جانب من المدينة يظهر مفاتن البلاد وحضارتها وتاريخها العريق، وكان مليئا بالصحفيين والسينمائيين والكتاب والشعراء وغيرهم ممن يسميهم البعض النخبة الثقافية، مع تحفظي على هذا المصطلح غير الدقيق. حين وقع نظري على آزاد، كان يجلس في ركن منزو قليلا، كمن قرر وقف كل العمليات الاستعراضية وفي يديه ديوان مترجم للشاعر العراقي مظفر النواب.. ألقيت عليه السلام ودون مصافحة جلست قبالته مباشرة عن عمد مسبق، متجاهلا سؤاله عن سبب قراءته لشعر النواب.

كان ذلك عام 2007 حين بدأ آزاد كلامه بسؤال ملغم لا يخرج إلا من صحفي متمرن ومتابع ويعرف أين يقف وماذا يقول:

- ما الذي يجري في غزة يا عبد القادر؟ لماذا يقتل الفلسطينيون بعضهم البعض؟ حماس تقتل الفتحاويين وفتح تقتل الحمساويين؟ ماذا بشأن عدوكم إسرائيل؟ ما الفائدة من أن نبقى ندعمكم وأنتم لا ترحمون بعضكم بعضا؟

للحقيقة أقول اليوم بأن سؤال آزاد هذا فاجأني ووضعني في وضع محرج كصحفي يشق طريقه في المهجر، وللأمانة أقول بأني لم أمتلك جوابا مقنعا يومها، وليس لدي جواب مقنع اليوم أيضا يفسر ما جرى، لكن وبشيء من الحيلة وسرعة البديهة التي لا أعرف من أين داهمتني حينها رددت:

- هو التاريخ يعيد نفسه يا آزاد لكن بشكل مختلف وأمام عدسات المصورين وعلى الهواء مباشرة.. ألم يقتل رستم سهراب في الأسطورة الفارسية في الشهنامه؟ ألم يفعل ذلك حين اندلعت الحرب، يومها قتل الأب ابنه من حيث لا يدري.. ولو كانت هناك فضائيات وقتها لبقي هذا الخبر عنوانا رئيسيا لأيام كما هو حال الفلسطينيين اليوم.. لسنا استثناء يا صديقي.

ابتسم آزاد وكانت هذه المرة الأولى التي أراه فيها مبتسما وهو يحدّق فيّ بعينين تخلوان تماما من أي تحدٍّ، وبصوت عادي جدا لا يبشر بمعركة جديدة قال:

- يا لك من أجنبي يا عبد القادر، تعرفنا جيدا وبشكل عميق أيضا.

- هي اللغة يا آزاد، منذ تعلمت الفارسية باتت تشكل جزءا لا بأس به من أحلامي ليلا. مُذَّاك، وضعت كل أفكاري المسبقة جانبا وتعرفت إلى إيران كتجربة شخصية بالمعنيين المعرفي والتجريبي.

وكمستغل لفرصة ربما لا تتكرر باغته قائلا:

- لماذا لا تفعل الشيء ذاته يا آزاد؟.. تتعلم اللغة العربية جيدا وتغدو قادرا على تقديم نماذج حقيقية لعنصريتك ودعم أفكارك السلبية عنا بأمثلة حية من تاريخنا كعرب، فنحن أمة لها أخطاء أيضا وبعضها كبير جدا، وسيحلو لك أن تتغزل بها أينما ذهبت.

- لماذا أتعلم اللغة العربية وأنا لا أحبها؟ وكيف سأتعلمها أصلا وأنا لا أشعر بحب تجاهها؟

- ولماذا لا تحبها يا آزاد؟ هذا موقف مسبق مبني على جهل، فأنت لا تعرفها أصلا حتى تكرهها أو تحبها، لم لا تجرب؟

- لا أحبها لأني أحب نقيضها (أي الفارسية)، خاصة أن العربية لوثت لغتنا بالكثير من المفردات! أحب الفارسية الأصيلة وأولئك الشعراء الكبار الذين أنصفوها.

- إذن أنت تحب الفردوسي وسعدي وحافظ الشيرازي والخيام وصائب والتبريزي.. (عن قصد عددت له عددا كبيرا من الشعراء الكبار والتاريخيين).

- نعم أحب هؤلاء طبعا وبدأت أحب معرفتك لهم أيضا.

- إذن اسمع يا آزاد ما قاله حافظ الشيرازي حين قرر أن يكتب شعرا جميلا:

ألا أيها الساقي أدر كأسا وناولها    كه عشق آسان نمود أول ولى أفتاد مشكلها

كيف بإمكانك أن تحب الشطر الثاني فقط وتكره الشطر الأول من بيت الشعر هذا؟ أنت عالق فقط في حب الشطر الثاني ولديك أفكار مسبقة حول الشطر الأول، وتمارس كل أنواع السلبية لشيطنة لغة أراد لها الشيرازي أن تكون فاتحة لشعره.. لا أفهم كيف تحب الشيرازي وتكره شعره؟

لم يجب آزاد على كرة الأسئلة التي رميتها في وجهه، بل اكتفى بالنهوض.. ابتسم وهمَّ بالمغادرة قبل أن يدعوني لدفع الحساب.

تكررت الجلسات مع آزاد حتى باتت أسبوعية تقريبا، وباتت أكثر عمقا وأكثر عنصرية وتحديا وأكثر صراخا، وصاحبها غضب مني ومن آزاد حتى بات يعرض علي كتاباته العنصرية عن العرب التي كان ينشرها باسم مستعار في مواقع فارسية وصحف أغلبها نخبوية وتعتني بالنقد والتحليل أكثر منه بالأخبار اليومية.

في إحدى الجلسات كان آزاد أكثر هدوءا وأقل عنصرية وأكثر إصغاء، وبدأ يبدي إعجابه ببعض الكتاب العرب وبعض الشعراء وبعض الكتب التي كنت قد زوّدته بها ولم أكن أتوقع أنه سيقرؤها أصلا، كما أنه أسرّ لي يومها بأنه يفكر في زيارة دمشق وبيروت والقاهرة وأنه بدأ يفكر جديا في تعلم العربية كلغة فقط.

خلال عام تقريبا أثبت آزاد أنه قادر على التعلم بسرعة رهيبة وبشكل لم أره من قبل، ففي منتصف العام 2008 كان يتقن العربية بشكل جيد، وكنت أنا أستعد لمغادرة إيران نهائيا إلى دبي للعمل هناك في الشق الإخباري من تلفزيون دبي.. في أحد شوارع العاصمة وقف آزاد يحدثني بالعربية العامية قائلا:

"عن جد عبد القادر كانت تجربة عاصفة وجميلة، أنا مسرور الآن لخوضها، اليوم أنا بحكي عربي بس انتبه هذا لا يعني أني أحب العرب، فللأمانة أنا أحب عبد القادر العربي والعربية كلغة فقط، أما العرب كعرق وحضارة فذلك شيء آخر".

قلت له: لا بأس يا آزاد فهذا يكفي.. يومها غادرت البلاد وأقمت في دبي وانقطع الاتصال معه إلا من سلام عابر بين حين وآخر دون الخوض في أية تفاصيل.

في منتصف العام 2010 كنت أستعد للعودة إلى طهران للعمل مع شبكة الجزيرة كمراسل لها في إيران، يومها تواصلت مع آزاد وعرفت أنه في أستراليا وأنه يستعد لقضاء إجازته السنوية في طهران.. هكذا اتفقنا على اللقاء.

حين رأيته قال لي ما لم أتوقع سماعه بتاتا، قال لي بعربية واضحة ولكنة رائعة:

- لقد غيرتُ رأيي يا صديقي، نعم أنا الآن أحب العربية لغة وحضارة وثقافة وأدبا أيضا، فأنا أقرأ لمحمود درويش ونازك الملائكة وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي وأنسي الحاج وأدونيس وغيرهم، وأسمع الطرب لأم كلثوم وأحب أغاني نانسي وإليسا وكاظم.. وعرّج على أسماء لا أعرفها ولم أسمع بها من قبل، كما قال لي بأنه يكتب في بعض الصحف العربية، ومد إلي بآخر مقالة كتبها.. مقالة مطبوعة عنوانها "صديقي العربي".

كنت فرحا بانتصار آزاد على عنصريته وأفكاره المسبقة عني وعن عروبتي، لكن ما لم أكن أعرفه هو أن سنوات عجافا كانت تستعد لإعلان حضورها.. سيكون أغلب العرب والإيرانيين خلالها على طرفي النقيض تماما في صراع سياسي استعملت فيه كل أدوات الحضارة والتاريخ والدين والثقافة والأدب لتشويه الآخر، والأهم: كم سيولد في طهران والعالم العربي من مئات من أمثال آزاد قبل أن ينتصروا على أفكارهم المسبقة؟

أخطر ما في الأفكار المسبقة أنها تعيد بناء التاريخ بسوداوية لا حدود لها، وتصنع الحاضر بأدوات الأيدولوجيا المقيتة، وتتوقع مستقبلا قائما على هاتين النقطتين. والأكثر خطورة أن يكون مصدر هذه الأفكار المسبقة الصحفيَّ نفسه، فهنا تنجح هذه الأفكار في ارتداء ثوب المعلومة وأقنعة الحقائق لتصبح مسلمات تحدد مفاصل العملية الإعلامية برمتها، فبدلا من أن تكون مهمة الصحافة والصحفيين تعديل هذه الأفكار وتصحيحها في ذهنية المجتمع وأفراده، تصبح الصحافة ووسائلها أكبر مروج لتلك الأفكار. وهكذا نكون قد فخخنا ساحاتنا الإعلامية بألغام الأيدولوجيا وسممنا الجمهور بأفكار مضلّلة، وخلقنا مجتمعا يبحث عن واقع يطابق أفكاره المسبقة، لا عن أفكار تعبّر عن الواقع الحقيقي.

وقتها نكون قد خسرنا كصحفيين وخسرنا كمجتمع، والأهم أننا سنكون قد فشلنا في معركة الآخر.. الآخر الذي شوَّهْناه وشوَّهَنا.

More Articles

Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Journalist Mothers in Gaza: Living the Ordeal Twice

Being a journalist, particularly a female journalist covering the genocide in Palestine without any form of protection, makes practicing journalism nearly impossible. When the journalist is also a mother haunted by the fear of losing her children, working in the field becomes an immense sacrifice.

Amani Shninu
Amani Shninu Published on: 15 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Cameroonian Journalists at the Center of Fighting Illegal Fishing

While the EU’s red card to Cameroon has undeniably tarnished its image, it has paradoxically unlocked the potential of Cameroonian journalists and ignited a movement poised to reshape the future. Through this shared struggle, journalists, scientists, conservationists, storytellers, and government officials have united, paving the way for a new era of ocean advocacy.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 21 Aug, 2024
The Gaza Journalist and the "Heart and Mind" Struggle

Inside the heart of a Palestinian journalist living in Gaza, there are two personas: one is a human who wants to protect his own life and that of his family, and the other is a journalist committed to safeguarding the lives of the people by holding on to the truth and staying in the field. Between these two extremes, or what journalist Maram Hamid describes as the struggle between the heart and the mind, the Palestinian journalist continues to share a narrative that the occupation intended to keep "away from the camera."

Maram
Maram Humaid Published on: 18 Aug, 2024
Journalists Recount the Final Moments of Ismail Al-Ghoul

Journalists remembering the slain reporter of Al Jazeera in Northern Gaza, Ismail Al Ghoul. "He insisted on continuing his coverage from the northern part of the Gaza Strip, despite the challenges and obstacles he faced. He was arrested and interrogated by the Israeli army, his brother was killed in an Israeli airstrike, and his father passed away during treatment abroad."

Mohammad Abu Don
Mohammad Abu Don Published on: 11 Aug, 2024
Analysis: Media Disinformation and UK Far-Right Riots

Analysis on the impact of media disinformation on public opinion, particularly during UK riots incited by far-right groups. A look at how sensationalist media can directly influence audience behavior, as per the Hypodermic Needle Theory, leading to normalized discrimination and violence. The need for responsible journalism is emphasized to prevent such harmful effects.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Aug, 2024
Challenges for Female Journalists in Crisis Zones of Cameroon

Testimonies of what female journalists in Cameroon are facing and how they are challenging these difficulties.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jul, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
Daughters of Data: African Female Journalists Using Data to Reveal Hidden Truths

A growing network of African women journalists, data scientists, and tech experts is amplifying female voices and highlighting underreported stories across the continent by producing data-driven projects and leveraging digital technologies in storytelling.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 23 Jul, 2024
Are Podcasts the Future of African Broadcasting?

The surge of podcasts across Africa is a burgeoning trend, encompassing a wide array of themes and subjects, and swiftly expanding across various nations.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 11 Jul, 2024
Video Volunteers: How India’s Marginalised Groups Tell Their Own Stories

Video creators like Rohini Pawar and Shabnam Begum have transcended societal challenges by producing influential videos with Video Volunteers, highlighting social issues within marginalized communities. Their work exemplifies the transformative power of storytelling in fostering grassroots change and empowerment across India.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Jul, 2024
Climate Journalism in Vietnam's Censored Landscape

In Vietnam, climate journalists face challenges due to censorship and restrictions on press freedom, making it difficult to report environmental issues accurately. Despite these obstacles, there are still journalists working to cover climate stories creatively and effectively, highlighting the importance of climate journalism in addressing environmental concerns.

AJR Contributor Published on: 26 Jun, 2024
Challenges of Investigating Subculture Stories in Japan as a Foreign Correspondent

Japan's vibrant subcultures and feminist activists challenge the reductive narratives often portrayed in Western media. To understand this dynamic society authentically, journalists must approach their reporting with patience, commitment, and empathy, shedding preconceptions and engaging deeply with the nuances of Japanese culture.

Johann Fleuri
Johann Fleuri Published on: 24 Jun, 2024
Covering the War on Gaza: As a Journalist, Mother, and Displaced Person

What takes precedence: feeding a hungry child or providing professional coverage of a genocidal war? Journalist Marah Al Wadiya shares her story of balancing motherhood, displacement, psychological turmoil, and the relentless struggle to find safety in an unsafe region.

Marah Al Wadiya
Marah Al Wadiya Published on: 29 May, 2024
Fighting Misinformation and Disinformation to Foster Social Governance in Africa

Experts in Africa are using various digital media tools to raise awareness and combat the increasing usage of misinformation and disinformation to manipulate social governance.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 22 May, 2024
"I Am Still Alive!": The Resilient Voices of Gaza's Journalists

The Israeli occupation has escalated from targeting journalists to intimidating and killing their families. Hisham Zaqqout, Al Jazeera's correspondent in Gaza talks about his experience covering the war and the delicate balance between family obligations and professional duty.

Hisham Zakkout Published on: 15 May, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Elections and Misinformation – India Case Study

Realities are hidden behind memes and political satire in the battle for truth in the digital age. Explore how misinformation is influencing political decisions and impacting first-time voters, especially in India's 2024 elections, and how journalists fact-check and address fake news, revealing the true impact of misinformation and AI-generated content.

Safina
Safina Nabi Published on: 30 Apr, 2024
Amid Increasing Pressure, Journalists in India Practice More Self-Censorship

In a country where nearly 970 million people are participating in a crucial general election, the state of journalism in India is under scrutiny. Journalists face harassment, self-censorship, and attacks, especially under the current Modi-led government. Mainstream media also practices self-censorship to avoid repercussions. The future of journalism in India appears uncertain, but hope lies in the resilience of independent media outlets.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 25 Apr, 2024