أنا وآزاد ومعركة الأفكار المسبقة

أنا وآزاد ومعركة الأفكار المسبقة

كانت المرة الأولى التي أركب فيها طائرة، ولم أكن أعرف ما الذي سأفعله بالضبط حين تهبط في مطار مهر آباد الدولي بالعاصمة الإيرانية طهران.. سرحت بي أفكاري المسبقة فوجدت نفسي أذهب إلى مكان لا يشبهني في شيء، فلم تكن إيران يوما على خارطة خياراتي شبه المعدومة.

في سن ما قبل العشرينات بعام فقط، كنت شابا يتبنى اليسار أيدولوجيا ومنهج حياة.. شابا ينتمي إلى المعرفة أولا ويفضل الحديث عن أخطاء وخطايا الأرض لا عن غيبيات وروحانيات السماء. باختصار كنت على نقيض مباشر وحاد مع المكان الذاهب إليه. هكذا قادتني أفكاري المسبقة إلى الاستنفار لخوض ما أسميته يومها مغامرة مجنونة.

لم أكن أعرف أني سأستقر في طهران، وأن المدينة ستعجبني وسأصبح فيها صحفيا عربيا متخصصا بشؤونها، وأني سأخترق تاريخ هذا البلد الجدلي ثقافيا وحضاريا وسياسيا ودينيا واجتماعيا، والأهم أني سأخوض تجربة الأفكار المسبقة بأقسى صورها وأكثرها عنصرية تجاه قوميتي وتاريخي وحضارتي، وأني سأجلس يوما -كما أفعل الآن- لكتابة هذه التجربة الصحفية التي تحمل من التناقض الكثير، مما يجعلها إحدى أهم تجاربي كصحفي عربي مقيم في إيران.

كنت قد تخرجت حديثا من الجامعة لأحمل شهادة في الصحافة والإعلام، واعتدت التردد عليها للتجول في مكتبتها وحضور محاضرات غير ملزمة لأحد مستشاري الرئيس محمد خاتمي يومها حول حوار الحضارات وتأثيرها في السياسات الدولية والإقليمية لإيران. وفي الجلسة الأولى لهذه المحاضرات، بدأ المستشار الرئاسي بالتعرف إلينا واحدا واحدا، وحين وصل إلي دار بيننا هذا الحوار:

- أهلا.. إذا أنت لست إيرانيا يا عبد القادر.

- كلا لست إيرانيا.. أنا فلسطيني الجنسية يا دكتور.

- لماذا اخترت إيران لدراسة الصحافة؟         

- صحيح أني من اختار الصحافة، لكني لم أختر إيران بل كانت أحد خياراتي الإجبارية التي تصالحت معها وألفتها وألفتني.

فجأة ودون أي مقدمات، دوى صوت في القاعة بنبرة لغمت المحاضرة بالكامل:

- من سيستقبل عربيا فلسطينيا للدراسة مجانا دون مقابل غير إيران؟.. للأسف هذه هي حالنا يا دكتور.

كان ذلك شابا يدعى آزاد (وتعني الكلمة في اللغة الفارسية: الحُرّ)، وكان كلامه قاسيا وعنصريا بشكل فج ومباشر، مما اضطر الدكتور للتدخل وإسكاته وتغيير الموضوع كليا. للحقيقة لم تزعجني كلمات آزاد ولم تستفزني، حتى إني لم أتفوه بكلمة واحدة. من باب الفضول فقط أدرت رأسي ونظرت إليه لأعرف من هو.. لم يزعجني آزاد لأني لم أقدم يوما نفسي على أني عربي أو فلسطيني أو مسلم أو سني، وهذا جعل معركة الأفكار المسبقة أسهل علي قليلا من زملاء لي كان أغلبهم من "الإسلاميين" الذين اصطدموا بالمجتمع الإيراني من جهتين: الأولى قومية لها علاقة بالعرب، والثانية مذهبية لها علاقة بثنائية السنة والشيعة والأحقية التاريخية بتمثيل الإسلام كدين.

قررت خوض التجربة لا لشيء إلا لأرى جدية وتماسك أفكارنا المسبقة كصحفيين بشكل خاص وكبشر بشكل عام، لهذا اقتربت أكثر من آزاد، خاصة حين علمت أنه صحفي مميز ومثقف له كتابات يستشهد بها طلاب الصحافة في الكلية الجامعية. كان آزاد يمثل الشق الأكثر سوءا في مساحة الأفكار المسبقة التي يمكن لها أن تشوش الفرد بشكل دائم، فقد كان سلبيا تجاه كل ما يخص العرب لغة وثقافة وأدبا وحضارة، وكان يسعى جاهدا للمجاهرة بذلك ويجتهد في تشويه هذه القومية بشكل مستفز ومتعمد.

في أول تماس لغوي غير مقصود مع آزاد حين مررت به في أحد ممرات الجامعة، نظرت إليه ودون تردد قلت له:

- هل ما زال كلب أصفهان يشرب الماء البارد؟

- ماذا تقصد يا عبد القادر؟

- ألم تسمع ما قاله الشاعر الفارسي الكبير أبو القاسم الفردوسي عن العرب يوما يا آزاد؟

عرب در بيابان آب ندارد      وسك أصفهان آب سرد مى خورد

(العرب في الصحراء بلا ماء     وكلب أصفهان يشرب الماء البارد)

كان آزاد من الصحفيين الشباب الذين يثقون بلغتهم وحضارتهم وثقافتهم وقوميتهم، فلم يتردد في الرد:

- نعم ما زال كذلك.

- إذًا دعنا نذهب سوية إلى أصفهان لنشرب الماء البارد هناك مع كلب الفردوسي، وفي الطريق سأحدثك عن الصحراء وجمالها وأسرارها، سأحدثك أيضا عن ذئب الفرزدق، فليس بالماء البارد وحده يحيا الإنسان يا صديقي.

كان آزاد يتجاوزني وعلى وجهه علامات دهشة، حين اقتربت منه وهمست قرب أذنه قائلا:

- بالمناسبة ألا تقرأ الصحف يا آزاد، فالحديث يتزايد عن جفاف نهر أصفهان حتى إن بعض التقارير تشير إلى أنه لم يعد موجودا.. يا لكلب الفردوسي المسكين.

كان آزاد صحفيا بلغة راقية في الكتابة، يعرف ويقدّر جيدا ما يسمعه.. هكذا بدأنا حربا باردة عنوانها الأفكار المسبقة عن بعضنا البعض.. لقد كانت حربا باردة جدا أسلحتها أدوات الصحافة، لكنها لم تكن قذرة.

في قادم الأيام سيرفع آزاد السقف ليهاجمني علانية في قوميتي وعروبتي وأمام الجميع.. لم أكن أرغب في منحه ما يريد، كأن يستفزني لأهاجم بدوري الفرس والحضارة الفارسية ليظهر هو أمام العامة كمن يدافع عن قوميته وبلاده وحضارته، الأمر الذي يعني الكثير في مجتمع كالمجتمع الإيراني، لهذا كنت أتجاهله جدا في العلن وأقترب منه جدا حين يكون وحده.

أحسَّ آزاد بذلك، لهذا ترك الباب مواربا كي أدخل ولو قليلا إلى مساحات عنصريته وأفكاره المسبقة عن العرب، جيران إيران التاريخيين وشركائهم في الحضارة والتاريخ والدين والجغرافيا والاقتصاد.

كان مفاجئا جدا ذلك الاتصال الهاتفي حين رد الشخص على الطرف الآخر من الخط:

- مرحبا عبد القادر.. معك آزاد.. ما رأيك في فنجان قهوة وبعض الحديث، أو لنقل فصلا جديدا من المجابهة الحضارية؟

لم أتردد في قبول دعوة آزاد حيث كنت سأراه للمرة الأولى خارج أسوار الجامعة وبدعوة منه أيضا.. ما إن انتهت المكالمة حتى شعرت بأن المعركة انتهت أيضا، وأن الحرب الباردة بيني وبين الأفكار المسبقة قد وضعت أوزارها، والأهم أني انتصرت في هذه المعركة كصحفي وإنسان، وأن كل ما تبقى هو عملية إخراج هذا النصر بطريقة لا تستفز آزاد، بل تجعل منه صديقا ولو بحذر.

دلفت إلى داخل المقهى الذي اختاره آزاد بعناية..كان في جانب من المدينة يظهر مفاتن البلاد وحضارتها وتاريخها العريق، وكان مليئا بالصحفيين والسينمائيين والكتاب والشعراء وغيرهم ممن يسميهم البعض النخبة الثقافية، مع تحفظي على هذا المصطلح غير الدقيق. حين وقع نظري على آزاد، كان يجلس في ركن منزو قليلا، كمن قرر وقف كل العمليات الاستعراضية وفي يديه ديوان مترجم للشاعر العراقي مظفر النواب.. ألقيت عليه السلام ودون مصافحة جلست قبالته مباشرة عن عمد مسبق، متجاهلا سؤاله عن سبب قراءته لشعر النواب.

كان ذلك عام 2007 حين بدأ آزاد كلامه بسؤال ملغم لا يخرج إلا من صحفي متمرن ومتابع ويعرف أين يقف وماذا يقول:

- ما الذي يجري في غزة يا عبد القادر؟ لماذا يقتل الفلسطينيون بعضهم البعض؟ حماس تقتل الفتحاويين وفتح تقتل الحمساويين؟ ماذا بشأن عدوكم إسرائيل؟ ما الفائدة من أن نبقى ندعمكم وأنتم لا ترحمون بعضكم بعضا؟

للحقيقة أقول اليوم بأن سؤال آزاد هذا فاجأني ووضعني في وضع محرج كصحفي يشق طريقه في المهجر، وللأمانة أقول بأني لم أمتلك جوابا مقنعا يومها، وليس لدي جواب مقنع اليوم أيضا يفسر ما جرى، لكن وبشيء من الحيلة وسرعة البديهة التي لا أعرف من أين داهمتني حينها رددت:

- هو التاريخ يعيد نفسه يا آزاد لكن بشكل مختلف وأمام عدسات المصورين وعلى الهواء مباشرة.. ألم يقتل رستم سهراب في الأسطورة الفارسية في الشهنامه؟ ألم يفعل ذلك حين اندلعت الحرب، يومها قتل الأب ابنه من حيث لا يدري.. ولو كانت هناك فضائيات وقتها لبقي هذا الخبر عنوانا رئيسيا لأيام كما هو حال الفلسطينيين اليوم.. لسنا استثناء يا صديقي.

ابتسم آزاد وكانت هذه المرة الأولى التي أراه فيها مبتسما وهو يحدّق فيّ بعينين تخلوان تماما من أي تحدٍّ، وبصوت عادي جدا لا يبشر بمعركة جديدة قال:

- يا لك من أجنبي يا عبد القادر، تعرفنا جيدا وبشكل عميق أيضا.

- هي اللغة يا آزاد، منذ تعلمت الفارسية باتت تشكل جزءا لا بأس به من أحلامي ليلا. مُذَّاك، وضعت كل أفكاري المسبقة جانبا وتعرفت إلى إيران كتجربة شخصية بالمعنيين المعرفي والتجريبي.

وكمستغل لفرصة ربما لا تتكرر باغته قائلا:

- لماذا لا تفعل الشيء ذاته يا آزاد؟.. تتعلم اللغة العربية جيدا وتغدو قادرا على تقديم نماذج حقيقية لعنصريتك ودعم أفكارك السلبية عنا بأمثلة حية من تاريخنا كعرب، فنحن أمة لها أخطاء أيضا وبعضها كبير جدا، وسيحلو لك أن تتغزل بها أينما ذهبت.

- لماذا أتعلم اللغة العربية وأنا لا أحبها؟ وكيف سأتعلمها أصلا وأنا لا أشعر بحب تجاهها؟

- ولماذا لا تحبها يا آزاد؟ هذا موقف مسبق مبني على جهل، فأنت لا تعرفها أصلا حتى تكرهها أو تحبها، لم لا تجرب؟

- لا أحبها لأني أحب نقيضها (أي الفارسية)، خاصة أن العربية لوثت لغتنا بالكثير من المفردات! أحب الفارسية الأصيلة وأولئك الشعراء الكبار الذين أنصفوها.

- إذن أنت تحب الفردوسي وسعدي وحافظ الشيرازي والخيام وصائب والتبريزي.. (عن قصد عددت له عددا كبيرا من الشعراء الكبار والتاريخيين).

- نعم أحب هؤلاء طبعا وبدأت أحب معرفتك لهم أيضا.

- إذن اسمع يا آزاد ما قاله حافظ الشيرازي حين قرر أن يكتب شعرا جميلا:

ألا أيها الساقي أدر كأسا وناولها    كه عشق آسان نمود أول ولى أفتاد مشكلها

كيف بإمكانك أن تحب الشطر الثاني فقط وتكره الشطر الأول من بيت الشعر هذا؟ أنت عالق فقط في حب الشطر الثاني ولديك أفكار مسبقة حول الشطر الأول، وتمارس كل أنواع السلبية لشيطنة لغة أراد لها الشيرازي أن تكون فاتحة لشعره.. لا أفهم كيف تحب الشيرازي وتكره شعره؟

لم يجب آزاد على كرة الأسئلة التي رميتها في وجهه، بل اكتفى بالنهوض.. ابتسم وهمَّ بالمغادرة قبل أن يدعوني لدفع الحساب.

تكررت الجلسات مع آزاد حتى باتت أسبوعية تقريبا، وباتت أكثر عمقا وأكثر عنصرية وتحديا وأكثر صراخا، وصاحبها غضب مني ومن آزاد حتى بات يعرض علي كتاباته العنصرية عن العرب التي كان ينشرها باسم مستعار في مواقع فارسية وصحف أغلبها نخبوية وتعتني بالنقد والتحليل أكثر منه بالأخبار اليومية.

في إحدى الجلسات كان آزاد أكثر هدوءا وأقل عنصرية وأكثر إصغاء، وبدأ يبدي إعجابه ببعض الكتاب العرب وبعض الشعراء وبعض الكتب التي كنت قد زوّدته بها ولم أكن أتوقع أنه سيقرؤها أصلا، كما أنه أسرّ لي يومها بأنه يفكر في زيارة دمشق وبيروت والقاهرة وأنه بدأ يفكر جديا في تعلم العربية كلغة فقط.

خلال عام تقريبا أثبت آزاد أنه قادر على التعلم بسرعة رهيبة وبشكل لم أره من قبل، ففي منتصف العام 2008 كان يتقن العربية بشكل جيد، وكنت أنا أستعد لمغادرة إيران نهائيا إلى دبي للعمل هناك في الشق الإخباري من تلفزيون دبي.. في أحد شوارع العاصمة وقف آزاد يحدثني بالعربية العامية قائلا:

"عن جد عبد القادر كانت تجربة عاصفة وجميلة، أنا مسرور الآن لخوضها، اليوم أنا بحكي عربي بس انتبه هذا لا يعني أني أحب العرب، فللأمانة أنا أحب عبد القادر العربي والعربية كلغة فقط، أما العرب كعرق وحضارة فذلك شيء آخر".

قلت له: لا بأس يا آزاد فهذا يكفي.. يومها غادرت البلاد وأقمت في دبي وانقطع الاتصال معه إلا من سلام عابر بين حين وآخر دون الخوض في أية تفاصيل.

في منتصف العام 2010 كنت أستعد للعودة إلى طهران للعمل مع شبكة الجزيرة كمراسل لها في إيران، يومها تواصلت مع آزاد وعرفت أنه في أستراليا وأنه يستعد لقضاء إجازته السنوية في طهران.. هكذا اتفقنا على اللقاء.

حين رأيته قال لي ما لم أتوقع سماعه بتاتا، قال لي بعربية واضحة ولكنة رائعة:

- لقد غيرتُ رأيي يا صديقي، نعم أنا الآن أحب العربية لغة وحضارة وثقافة وأدبا أيضا، فأنا أقرأ لمحمود درويش ونازك الملائكة وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي وأنسي الحاج وأدونيس وغيرهم، وأسمع الطرب لأم كلثوم وأحب أغاني نانسي وإليسا وكاظم.. وعرّج على أسماء لا أعرفها ولم أسمع بها من قبل، كما قال لي بأنه يكتب في بعض الصحف العربية، ومد إلي بآخر مقالة كتبها.. مقالة مطبوعة عنوانها "صديقي العربي".

كنت فرحا بانتصار آزاد على عنصريته وأفكاره المسبقة عني وعن عروبتي، لكن ما لم أكن أعرفه هو أن سنوات عجافا كانت تستعد لإعلان حضورها.. سيكون أغلب العرب والإيرانيين خلالها على طرفي النقيض تماما في صراع سياسي استعملت فيه كل أدوات الحضارة والتاريخ والدين والثقافة والأدب لتشويه الآخر، والأهم: كم سيولد في طهران والعالم العربي من مئات من أمثال آزاد قبل أن ينتصروا على أفكارهم المسبقة؟

أخطر ما في الأفكار المسبقة أنها تعيد بناء التاريخ بسوداوية لا حدود لها، وتصنع الحاضر بأدوات الأيدولوجيا المقيتة، وتتوقع مستقبلا قائما على هاتين النقطتين. والأكثر خطورة أن يكون مصدر هذه الأفكار المسبقة الصحفيَّ نفسه، فهنا تنجح هذه الأفكار في ارتداء ثوب المعلومة وأقنعة الحقائق لتصبح مسلمات تحدد مفاصل العملية الإعلامية برمتها، فبدلا من أن تكون مهمة الصحافة والصحفيين تعديل هذه الأفكار وتصحيحها في ذهنية المجتمع وأفراده، تصبح الصحافة ووسائلها أكبر مروج لتلك الأفكار. وهكذا نكون قد فخخنا ساحاتنا الإعلامية بألغام الأيدولوجيا وسممنا الجمهور بأفكار مضلّلة، وخلقنا مجتمعا يبحث عن واقع يطابق أفكاره المسبقة، لا عن أفكار تعبّر عن الواقع الحقيقي.

وقتها نكون قد خسرنا كصحفيين وخسرنا كمجتمع، والأهم أننا سنكون قد فشلنا في معركة الآخر.. الآخر الذي شوَّهْناه وشوَّهَنا.

More Articles

In The Cross Fire: The Perils of Rural Journalism in India's Conflict Zones

In India’s conflict-ridden regions like Bastar and Manipur, local journalists—especially freelancers and women—risk their lives daily to report on corruption, displacement, and state violence, often without institutional support or protection. Their work, largely invisible to national media, exposes a stark reality where telling the truth can cost them everything, even their lives.

Quratulain Rehbar
Quratulain Rehbar Published on: 10 Apr, 2025
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 3 Apr, 2025
Western Media Bias and Complicity with Israel is Beyond Borders

Once again, Western media framed civilians within the context of "collateral damage" while covering Israeli attacks on Syria. The language of international law was absent, and the tragedy of civilians affected by military strikes was completely obscured, while justifications and cover for the occupation prevailed under the banner of "maintaining national security."

Zainab Afifa
Zainab Afifa Published on: 23 Mar, 2025
Rise and Fall of Kashmir’s First Independent Magazine, Kashmir Walla

Jailed, silenced, and erased—how a fearless journalist built Kashmir’s most vital independent news platform, only to see it brutally shut down by the state. The Kashmir Walla, known for its bold coverage of politics, conflict, and human rights, became too powerful to ignore—so they ensured it disappeared.

Safina
Safina Nabi Published on: 15 Mar, 2025
Misinformation in Syria: Natural Chaos or Organised Campaign?

Old videos inciting “sectarian strife,” statements taken out of context attacking Christians, scenes of heavy weaponry clashes in other countries, fabricated stories of fictitious detainees, and a huge amount of fake news that accompanied the fall of Bashar al-Assad’s regime: Is it the natural chaos of transition or a systematic campaign?

Farhat Khedr
Farhat Khedr Published on: 11 Mar, 2025
Journalists in DR Congo Face New Threats, Censorship in a Decades-long Conflict

Countless journalists have been arbitrarily arrested, kidnapped or have disappeared in the fog of the protracted war tearing the eastern Democratic Republic of Congo apart. The renewed M23 offensive augurs a more uncertain future for these ‘soldiers of the pen’.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 3 Mar, 2025
The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Charged with Being a Journalist in Sudan

Between the barricades of the conflicting parties, sometimes displaced, and sometimes hiding from bullets, journalist Iman Kamal El-Din lived the experience of armed conflict in Sudan and conveyed to Al-Sahafa magazine the concerns and challenges of field coverage in a time of deception and targeting of journalists.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
Eman Kamal El-Din Published on: 2 Feb, 2025
Sports Photojournalism in Cameroon: A Craft at Risk in the Digital Age

Sports photojournalists in Cameroon face growing challenges, from the rise of mobile photography and content creators to financial struggles, piracy, and a widespread expectation for free images. Despite these obstacles, professionals emphasise the need for innovation, investment in training, and greater respect for their craft to ensure the survival of photojournalism in a rapidly evolving digital landscape.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jan, 2025
The Occupation’s War on Journalism in the West Bank

Every day here is a turning point; every moment, every step outside the house could mean returning safely—or not. A journalist may be injured or arrested at any time.” This statement by journalist Khaled Bdeir succinctly captures the harsh reality of practicing journalism in the West Bank, particularly after October 7.

Hoda Abu Hashem
Hoda Abu Hashem Published on: 26 Jan, 2025
From Journalism to Agriculture or “Forced Unemployment” for Sudanese Journalists

How did the war in Sudan push dozens of journalists to change their professions in search of a decent life? In this article, colleague Muhammad Shaarawi recounts the journey of journalists who were forced by war conditions to work in agriculture, selling vegetables, and other professions.

Shaarawy Mohammed
Shaarawy Mohammed Published on: 23 Jan, 2025
Fake Accounts with Arab Faces: "A Well-Organized Cyber Army"

Israel has launched a digital war against Palestinians by flooding social media with fake accounts designed to spread disinformation, distort narratives, and demonize Palestinian resistance. These accounts, often impersonating Arabs and mimicking regional dialects, aim to create fake public opinion, promote division among Arab nations, and advance the Israeli agenda in the digital space.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 29 Dec, 2024
Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024
A Survivor Interview should not be Considered a Scoop

Do ethical and professional standards allow for interviewing survivors while they are in a state of trauma? How should a journalist approach victims, away from sensationalism and the pursuit of exclusivity at the expense of their dignity and right to remain silent?

Lama Rajeh
Lama Rajeh Published on: 23 Dec, 2024
Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Fact or Fiction? Quantifying the 'Truth' in True-Crime Podcasts

Over the centuries, true crime narratives have migrated across mediums—from tabloids and books to documentaries, films, and, most recently, podcasts. Despite these evolutions, one constant endures: the storytellers’ drive to detail the darkest corners of human behaviour and the insatiable curiosity of their audiences.

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 28 Nov, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024