التسريبات.. ضيف ثقيل في غرف الأخبار

التسريبات.. ضيف ثقيل في غرف الأخبار

كشفت المعطيات المنشورة مؤخرا حول الأعمال الداخلية لـفيسبوك - التي أصبح يطلق عليها "ملفات فيسبوك" -، عقب تسريب هائل للمعلومات لصحيفة وول ستريت جورنال، عن الدور المتزايد الذي تلعبه تسريبات البيانات في الصحافة اليوم.
في هذه القصة الحديثة التي تدور حول التسريبات، أبرزت صحيفة وول ستريت جورنال أنها توصلت بـ "وثائق داخلية متعلقة بفيسبوك بما في ذلك تقارير بحثية ومناقشات للموظفين عبر الإنترنت ومسودات من العروض التقديمية للإدارة العليا".
ومن أبرز ما كشفت عنه الصحيفة خلال هذا الشهر هو أن فيسبوك أجرى عددا كبيرا من الأبحاث حول تأثير منصته إنستغرام، وقد كان على معرفة كاملة بالبيئة السامة التي خلقتها للفتيات المراهقات.
لقد كتبت صحيفة وول ستريت جورنال في تقريرها: "في الفضاء العام، استخف موقع فيسبوك باستمرار من الآثار السلبية للتطبيق، ويشمل ذلك التعليقات المقدمة إلى الكونجرس"، كما أنه لم يجعل أبحاثه متاحة للعامة أو للأكاديميين أو المشرعين الذين طلبوا ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، كشفت التسريبات أن فيسبوك يعفي بعض مستخدميه البارزين من قواعد السلوك المعتادة.
ينفي فيسبوك أنه تعمد إخفاء معلومات حول منصاته. كتب نائب رئيس الشؤون العالمية في الشركة، نيك كليج - والذي صادف أنه شغل منصب نائب رئيس الوزراء السابق للمملكة المتحدة - ردا على ذلك: 
"يوجد في قلب هذه السلسلة ادعاء خاطئ تماما: أن فيسبوك يجري بحثا ثم يتجاهله بشكل منهجي ومتعمد إذا كانت النتائج غير ملائمة للشركة. وهو ما يطعن في الدوافع والعمل الجاد لآلاف الباحثين وخبراء السياسات والمهندسين في فيسبوك الذين يسعون جاهدين لتحسين جودة منتجاتنا وفهم تأثيرها الواسع (الإيجابي والسلبي). إنه ادعاء لا يمكن تقديمه إلا عن طريق اختيار اقتباسات انتقائية من مواد فردية مسربة بطريقة تعرض قضايا معقدة ودقيقة كما لو كان هناك إجابة واحدة صحيحة".
ومع ذلك، فإن أحد القضايا التي أبرزتها القصة هو الاعتماد المتزايد على التسريبات من قبل وسائل الإعلام للقصص الإخبارية الكبيرة.

تحول مصطلح "التسريبات" إلى عملة رائجة في الصحافة، بشكل لم يعهده المشهد الإعلامي عبر التاريخ، فنحن اليوم أمام تدفق هائل للمعطيات والمعلومات على شكل تسريبات صحفية، تتعدد جهاتها وطبيعتها وحتى الهدف منها، وهو ما وضع الصحافة عموما وصحافة التحقيق خصوصا أمام تحديات غير مسبوقة، في زمن الأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة والادعاءات، واتجاه الحكومات نحو التضييق على الحق في الوصول إلى المعلومة.

 في هذه البيئة المليئة بالشك والحذر، بين الإعلام كسلطة رابعة والحكومات باعتبارها المحتكر الرئيسي للمعلومات السرية، يتواصل تدفق الملايين من البيانات على وسائل الإعلام، تدفق يدفعه ويزيد من زخمه تحفُّزُ عدد من الأشخاص لتسريب المعلومات التي يرون أنه من حق الرأي العام معرفتها.. قدوتهم في ذلك كل من جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، وإدوارد سنودان صاحب التسريبات عن برنامج تجسس المخابرات الأميركية "بريسم" على العالم.

والملاحظ في السنوات الأخيرة أنه كلما اشتدت الصراعات السياسية الدولية زاد نشاط سوق التسريبات، ولنا في الانتخابات الأميركية الأخيرة وما تلاها من لغط إعلامي، خير مثال. وهنا يصبح الصحفي كمن يمشي في حقل ألغام؛ فالتعامل مع التسريبات يعتبر "ممارسة صحفية عالية المخاطر"، والوصف هنا لمؤسسة "نيمان" للصحافة التابعة لجامعة هارفارد.

فلماذا يعتبر التعامل مع التسريبات مهمة خطيرة بالنسبة للصحافة؟ وما هي الضوابط المهنية للتعامل معها؟ وهل نحن فعلا في العهد الذهبي لصحافة التحقيق بفضل التسريبات؟ ألم تقع الصحافة أكثر من مرة ضحية الصراعات السياسية بنشرها تسريبات تخدم مصلحة جهة سياسية معينة؟

 التسريبات.. المهنية تقتضي الحذر

 تعرف الموسوعة الصحفية التسريبات بأنها "عندما يكشف عنصر داخلي معلومات سرية لصحفي، هذه المعلومات يمكن أن يكون مصدرها حكوميا أو ماليا وحتى من أفراد عاديين. ولكل هؤلاء أسباب مختلفة للكشف عن معلومات ليس لهم الحق في الكشف عنها. ومن بين هذه الأسباب، الإيمان بحق الرأي العام في المعلومة، أو الحصول على تعويض مادي أو إزعاج جهة أو شخصية معينة". وتضيف الموسوعة بأن بعض الموظفين الحكوميين يلجؤون إلى تسريب المعطيات لتنبيه الرأي العام إلى قرار خطير قادم، أو من أجل جس النبض، أو التأثير في طريقة التغطية الإعلامية لحدث معين.

ومن خلال هذا التعريف يظهر أن هدف من يقوم بالتسريب ليس دائما تنوير الرأي العام، أو القناعة بالحق في الوصول إلى المعلومة، ولكن هناك دوافع ذاتية وسياسية وحتى مالية للقيام بهذه العملية، وهو ما يفترض من الصحفيين عدم التعامل بحسن نية مع كل ما يصلهم من معطيات على شكل تسريبات ممهورة بختم "سري للغاية"، وهي عبارة مغرية لأي صحفي يبحث عن السبق والتفرد بنشر خبر حصري.

لكن هذه الرغبة المشروعة في عالم الصحافة تحُدّها عدة ضوابط، فأول ما يجب القيام به هو التأكد من أن هذه المعطيات صحيحة، والبحث عن مدى مصداقيتها من أكثر من جهة. بعد ذلك على الصحفي أن يسأل عن الجهة السياسية التي يمكن أن تستفيد من نشر هذه التسريبات، خصوصا في فترات الانتخابات أو الأزمات السياسية. فالصحفي لا ينبغي أن يكون طرفا في أي صراع سياسي، وألا يميل مع جهة على حساب أخرى، وذلك تحقيقا لمبدأ الموضوعية، حتى لا نقول الحياد. وإذا ظهر للصحفي أن المعلومات صحيحة وتخدم الصالح العام، فلا بد من نشرها وإن كانت ستخدم جهة بعينها. وتفرض هذه الوضعية على الصحفي أن يكون واعيا بالسياق السياسي، فاهما للتوجهات السياسية في بلاده أو على الساحة الدولية، حتى لا يخدم -عن غير قصد- حزبا أو شخصية سياسية، فقط لأنه توصل بتسريبات سرية.

 ولأن التحقيق الصحفي يعتبر من الأجناس الصحفية النبيلة أو الكبرى، فهو يعتبر مطلب كل صحفي، خصوصا لو كان مطعّما بمعطيات حصرية ومعلومات لم يسبق نشرها، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الحصول على تسريبات معينة. ومع ذلك فعلى الصحفي أن يحذر من ظاهرة "الضجر لدى القارئ" من كثرة التسريبات والمعطيات التي يمكن أن يحملها أي تحقيق معين، فالقارئ العادي ليس مستعدا للتعامل مع الآلاف من الأرقام والمعلومات دفعة واحدة، كما أنه لن يكون قادرا على المواكبة وبنفس الإيقاع إن طالع كل يوم تسريبا جديدا، فهذا يمكن أن يخلق لديه حالة من الملل أو السأم، وبالتالي تفقد التسريبات قيمتها. فكما أن القارئ يشعر أحيانا بحالة من الإجهاد من متابعة حالات المعاناة الإنسانية بشكل يومي، فكذلك يكون حاله إن وجد أمامه يوميا وجبة دسمة من التسريبات والمعطيات التي تكون أحيانا معقدة وتحتاج إلى تحليل وقراءة متأنية، فدور الصحفي هنا أولا تقديم عصارة التسريبات في قالب واضح، وثانيا أن يكبح رغبته في نشر كل ما تحت يده من معطيات سرية؛ دفعة واحدة، وترتيبها حسب الأهم ثم المهم، وغير الصالح للنشر، فلا تغلب ذاتية الصحفي على مصلحة القارئ.

باتت المسؤولية أكبر على الصحفي مع انتقال مدى انتشار مقالاته من البعد الوطني إلى الدولي، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتسريبات السياسية والأمنية. في بداية القرن العشرين، كانت هناك تسريبات هزت الحكومات، ولكن بقيت في بعدها الوطني، كما حدث في قضية "بروفومو" في بريطانيا خلال ستينيات القرن الماضي، وكذلك فضيحة "ووترغيت". أما بعد مرحلة "ويكيليكس" فقد باتت التسريبات عابرة للقارات وموجهة للرأي العام العالمي، وليس المحلي، وهو ما يجعلها أكثر تأثيرا وأشد وقعا وقدرة على إحداث التغيير، كما حدث في تسريبات "أوراق بنما" التي قادها الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية، وشاركت فيه أكثر من ثمانين مؤسسة إعلامية للتعامل مع 11.5 مليون وثيقة. وكانت الحصيلة هي إقالة واستقالة زعماء، وفتح تحقيقات قضائية مع آخرين، وإنهاء الحياة السياسية للبعض الآخر.

 الوافد الجديد على غرف الأخبار

 ظلت وسائل الإعلام العريقة وصاحبة الانتشار الكبير وإلى وقت قريب، تتجنب نشر الأخبار المجهولة المصدر، تطبيقا لميثاق أخلاقيات المهنة لتجمع الصحفيين المهنيين في الولايات المتحدة، الذي ينص على "ضرورة تحمل الصحفيين لمسؤوليتهم والأخذ بعين الاعتبار حساسية وظيفتهم، في التحقق من أي معلومة قبل نشرها". بيد أن ثقافة "fast news" وانتشار الأخبار الزائفة، وتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات إخبارية لا تميز بين الغث والسمين في الأخبار، كلها عوامل أدت إلى انتشار قاعدة جديدة في التعامل مع التسريبات، وهي "انشر الآن وتأكد من صحتها فيما بعد"، خصوصا مع ارتفاع عدد الوثائق والمعلومات المسرَّبة منذ وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.

 وهي قاعدة تتعارض في الصميم مع تعريف الصحافة والصحفي، فدور الأخير هو الحصول على المعلومة، وتحليلها، ثم التأكد من صحتها، وبعد ذلك تقديمها للرأي العام. أما أن يُسقط الصحفي مهمة التثبت من صحة الخبر فهذا تخلّ منه عن مهمته. ولعل هذه النقطة بالذات هي من يرفع الرأسمال المهني والرمزي لأي وسيلة إعلامية، ولهذا نجد صحيفة واشنطن بوست ترفع شعار "لا ننشر إلا الحقائق أو المعلومة الأقرب إلى الحقيقة". أما شبكة الإذاعة الوطنية العمومية (NPR) فقد وضعت عددا من الأسئلة التي على الصحفي طرحها أثناء التعامل مع أي تسريب يحصل عليه، وهي: من أين جاءت هذه المعلومات؟ وما مدى معرفة الشخص الذي سرّبها بموضوعها؟ هل لديه صلة مباشرة بهذه المعطيات؟ هل هناك أي وثيقة يمكن للصحفي أن يطلع عليها قبل نشر المعلومة؟ وهل هناك مصدر ثان للتأكد من صحة المعلومة؟ وعمليا تبقى هذه الأسئلة هي قاعدة للتعامل مع أي خبر، لولا أن وتيرتها باتت أسرع مع الإنترنت، وسرعة انتشار الأخبار.

 هذه السرعة باتت تزيد الضغط على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، مع اشتداد المنافسة بين الشبكات الإعلامية التي تشتغل على مدار الساعة لإنتاج أخبار جديدة، ولهذا باتت بعض وسائل الإعلام تتساهل مع نشر المعلومات وإن لم تكن متأكدة تماما من صحتها، وهنا أيضا يقول تجمع الصحفيين المهنيين في الولايات المتحدة، إنه بالنظر إلى ضغط السرعة فمن الواجب على الصحفي إخبار القارئ بأنه غير متأكد تماما من هذه المعلومة أو لم يستطع التحقق منها عبر أكثر من مصدر، وفي هذا التنبيه ما قد يجعل القارئ يتعامل مع الرواية بحذر، خصوصا أن التجربة أظهرت أن عددا من التسريبات لم يكن صحيحا.

 ومن الظواهر الجديدة التي انتشرت مع كثرة التسريبات، أنها أصبحت متاحة للعموم، وما عادت تنتقل فقط بين الصحفي والمصدر، كما فعل موقع ويكيليكس عام 2016 عندما نشر أزيد من 44 ألف رسالة من البريد الإلكتروني للمرشحة الرئاسية آنذاك هيلاري كلينتون، وعرضها بالمجان للجميع، بل وصنَّف تلك الرسائل الإلكترونية. وضعٌ كهذا يزيد من حجم المسؤولية على الصحفي، فإن اكتفى بإعادة نشر جميع التسريبات فلن يختلف عن أي شخص عادي، ولهذا يجب عليه العودة إلى دوره الأساسي في التأكد من المعلومات الواردة في التسريبات، ثم تمحيصها وترتيبها حسب سلم الأولويات بالنسبة للرأي العام، وبعد ذلك نشر المعلومات في قالب صحفي يمزج بين الخبر والتحليل. وإذا ما تخلى الصحفي عن هذه المهمة، فسيحمل القارئ على التوجه إلى قاعدة البيانات التي تعرض التسريبات، وربما قد يسيء فهمها أو استعمالها، أو أنه سيلجأ إلى مصادر أخرى قد تحشر العديد من المعطيات الخاطئة بين التسريبات لتوجيه الرأي العام.

 صراع مفتوح بين الحكومات ووسائل الإعلام

 هذه التسريبات العملاقة التي باتت تصل إلى المعلومات السرية المالية والأمنية -وهي أثمن معلومات يمكن أن يحصل عليها أي صحفي- فتحت الباب على مصراعيه أمام مواجهة جديدة بين الحكومات التي صارت تضيق بشكل كبير على طرق الحصول على المعلومة، وبين المؤسسات الصحفية التي فتحت التسريبات شهيتها لإنجاز المزيد من التحقيقات. أمرٌ يدفع كل طرف إلى تطوير وسائله في مواجهة الآخر، وهي وضعية عادية وليست جديدة، فجدلية العلاقة بين الصحافة والحكومات ما زالت مستمرة. فمن جهة يسعى كل طرف للاستفادة من الطرف الآخر على المدى الطويل، وهو ما يقتضي المواجهة. ومن جهة ثانية تسعى كل جهة للحفاظ على شعرة معاوية في العلاقة مع الطرف الآخر على المدى البعيد، وهكذا لا يحصل أي منهما على كل ما يريده من الثاني، ومع ذلك تستمر العلاقة التي يحكمها الاحتكاك ومواجهة مستمرة وذات أمد طويل، لولا أن التسريبات جعلت الحكومات في موقف لا تحسد عليه، بفقدانها احتكار المعلومات السرية، وهكذا كان عليها التحرك لمواجهة هذه الظاهرة.

 لم يسلم من التضييق حتى الدول الديمقراطية التي تعتبر حرية الرأي والتعبير حقا دستوريا، حيث كشف المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي (أف.بي.آي) جيمس كومي أن الرئيس الأميركي طلب منه حبس كل من يتورط في تسريب معلومات سرية. ومبرر ترامب هو حماية الأمن القومي، وبالفعل فقد اعتُقِل موظف اتحادي بتهمة تسريب معطيات أمنية. وفي الحقيقة، فإن سجل ترامب لحد الآن أفضل من سلفه باراك أوباما الذي يُعد أكثر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة سُجِن في عهده الكثيرون بتهم تسريب معطيات حكومية، حيث أُدين ثمانية أشخاص بتهمة التسريب بموجب بند التجسس لعام 1917.

 ولعل ما زاد من تشنج الحكومات وخصوصا في واشنطن، أن التسريبات ما عادت فقط مرتبطة بالقضايا الكبرى، بل انتقلت إلى القضايا العادية، خصوصا ما يحدث في البيت الأبيض، وما يصدر عن الرئيس الأميركي من تصريحات وتصرفات، وبالتالي بات التسريب سلوكا عاديا بل ومحببا لعدد من السياسيين في واشنطن، وهو ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" التي قالت إن عدد من يريد تسريب المعطيات مع الحفاظ على سرية هويته في ارتفاع مستمر. وحتى بالنسبة للمقابلات الرسمية، بات المسؤولون الأميركيون يفضلون التصريح بمعطيات مهمة ولكن دون ذكر هويتهم في المقال.

 وهكذا أصبح المسؤولون الحكوميون يمارسون نوعا من التناقض في السلوك، فمن جهة يحاربون التسريبات، ومن جهة يسربون المعلومات تحت وصف "مصدر رفض كشف هويته" تجنبا لأي مساءلة، الأمر الذي يضع وسائل الإعلام في مأزق حقيقي؛ فكثرة الأخبار التي تقف وراءها مصادر مجهولة قد تضرب مصداقية الصحيفة. ولهذا تعالت المطالب من وسائل الإعلام للمسؤولين الحكوميين بالقيام بواجبهم ومهمتهم التي يتقاضون عليها أجورهم، خصوصا المتحدثين الرسميين باسم المؤسسات، وعدم الركون إلى التصريحات السرية أو اللجوء إلى التسريبات. ومرد امتعاض وسائل الإعلام من هذا السلوك، هو ما كشف عنه استطلاع لصحيفة "تايمز" أظهر أن معظم قرائها يعتبرون عبارة "المصادر المجهولة" من أكثر ما يزعجهم في المقالات.

 لقد تحولت التسريبات إلى ما يشبه جنسا صحفيا جديدا يفرض تحديات جديدة على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، والتعامل بحذر معها، وتطبيق كل القواعد المهنية الضرورية للتأكد من صحة المعطيات، رغم تحديات السرعة، حتى يسقط الصحفي في فخ نشر أخبار زائفة، أو أن يصبح أداة في يد جهة سياسية يخدم مصالحها دون قصد. ومع ذلك فهذه التسريبات فتحت الباب على مصراعيه لتحقيقات صحفية عالمية هزت أنظمة وحكومات، وساعدت في تحقيق مبدأ الشفافية وحق الرأي العام في الوصول إلى المعلومة.

More Articles

Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Fact or Fiction? Quantifying the 'Truth' in True-Crime Podcasts

Over the centuries, true crime narratives have migrated across mediums—from tabloids and books to documentaries, films, and, most recently, podcasts. Despite these evolutions, one constant endures: the storytellers’ drive to detail the darkest corners of human behaviour and the insatiable curiosity of their audiences.

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 28 Nov, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Journalist Mothers in Gaza: Living the Ordeal Twice

Being a journalist, particularly a female journalist covering the genocide in Palestine without any form of protection, makes practicing journalism nearly impossible. When the journalist is also a mother haunted by the fear of losing her children, working in the field becomes an immense sacrifice.

Amani Shninu
Amani Shninu Published on: 15 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Cameroonian Journalists at the Center of Fighting Illegal Fishing

While the EU’s red card to Cameroon has undeniably tarnished its image, it has paradoxically unlocked the potential of Cameroonian journalists and ignited a movement poised to reshape the future. Through this shared struggle, journalists, scientists, conservationists, storytellers, and government officials have united, paving the way for a new era of ocean advocacy.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 21 Aug, 2024
The Gaza Journalist and the "Heart and Mind" Struggle

Inside the heart of a Palestinian journalist living in Gaza, there are two personas: one is a human who wants to protect his own life and that of his family, and the other is a journalist committed to safeguarding the lives of the people by holding on to the truth and staying in the field. Between these two extremes, or what journalist Maram Hamid describes as the struggle between the heart and the mind, the Palestinian journalist continues to share a narrative that the occupation intended to keep "away from the camera."

Maram
Maram Humaid Published on: 18 Aug, 2024
Journalists Recount the Final Moments of Ismail Al-Ghoul

Journalists remembering the slain reporter of Al Jazeera in Northern Gaza, Ismail Al Ghoul. "He insisted on continuing his coverage from the northern part of the Gaza Strip, despite the challenges and obstacles he faced. He was arrested and interrogated by the Israeli army, his brother was killed in an Israeli airstrike, and his father passed away during treatment abroad."

Mohammad Abu Don
Mohammad Abu Don Published on: 11 Aug, 2024
Analysis: Media Disinformation and UK Far-Right Riots

Analysis on the impact of media disinformation on public opinion, particularly during UK riots incited by far-right groups. A look at how sensationalist media can directly influence audience behavior, as per the Hypodermic Needle Theory, leading to normalized discrimination and violence. The need for responsible journalism is emphasized to prevent such harmful effects.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Aug, 2024
Challenges for Female Journalists in Crisis Zones of Cameroon

Testimonies of what female journalists in Cameroon are facing and how they are challenging these difficulties.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jul, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
Daughters of Data: African Female Journalists Using Data to Reveal Hidden Truths

A growing network of African women journalists, data scientists, and tech experts is amplifying female voices and highlighting underreported stories across the continent by producing data-driven projects and leveraging digital technologies in storytelling.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 23 Jul, 2024
Are Podcasts the Future of African Broadcasting?

The surge of podcasts across Africa is a burgeoning trend, encompassing a wide array of themes and subjects, and swiftly expanding across various nations.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 11 Jul, 2024
Video Volunteers: How India’s Marginalised Groups Tell Their Own Stories

Video creators like Rohini Pawar and Shabnam Begum have transcended societal challenges by producing influential videos with Video Volunteers, highlighting social issues within marginalized communities. Their work exemplifies the transformative power of storytelling in fostering grassroots change and empowerment across India.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Jul, 2024
Climate Journalism in Vietnam's Censored Landscape

In Vietnam, climate journalists face challenges due to censorship and restrictions on press freedom, making it difficult to report environmental issues accurately. Despite these obstacles, there are still journalists working to cover climate stories creatively and effectively, highlighting the importance of climate journalism in addressing environmental concerns.

AJR Contributor Published on: 26 Jun, 2024
Challenges of Investigating Subculture Stories in Japan as a Foreign Correspondent

Japan's vibrant subcultures and feminist activists challenge the reductive narratives often portrayed in Western media. To understand this dynamic society authentically, journalists must approach their reporting with patience, commitment, and empathy, shedding preconceptions and engaging deeply with the nuances of Japanese culture.

Johann Fleuri
Johann Fleuri Published on: 24 Jun, 2024