التسريبات.. ضيف ثقيل في غرف الأخبار

التسريبات.. ضيف ثقيل في غرف الأخبار

كشفت المعطيات المنشورة مؤخرا حول الأعمال الداخلية لـفيسبوك - التي أصبح يطلق عليها "ملفات فيسبوك" -، عقب تسريب هائل للمعلومات لصحيفة وول ستريت جورنال، عن الدور المتزايد الذي تلعبه تسريبات البيانات في الصحافة اليوم.
في هذه القصة الحديثة التي تدور حول التسريبات، أبرزت صحيفة وول ستريت جورنال أنها توصلت بـ "وثائق داخلية متعلقة بفيسبوك بما في ذلك تقارير بحثية ومناقشات للموظفين عبر الإنترنت ومسودات من العروض التقديمية للإدارة العليا".
ومن أبرز ما كشفت عنه الصحيفة خلال هذا الشهر هو أن فيسبوك أجرى عددا كبيرا من الأبحاث حول تأثير منصته إنستغرام، وقد كان على معرفة كاملة بالبيئة السامة التي خلقتها للفتيات المراهقات.
لقد كتبت صحيفة وول ستريت جورنال في تقريرها: "في الفضاء العام، استخف موقع فيسبوك باستمرار من الآثار السلبية للتطبيق، ويشمل ذلك التعليقات المقدمة إلى الكونجرس"، كما أنه لم يجعل أبحاثه متاحة للعامة أو للأكاديميين أو المشرعين الذين طلبوا ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، كشفت التسريبات أن فيسبوك يعفي بعض مستخدميه البارزين من قواعد السلوك المعتادة.
ينفي فيسبوك أنه تعمد إخفاء معلومات حول منصاته. كتب نائب رئيس الشؤون العالمية في الشركة، نيك كليج - والذي صادف أنه شغل منصب نائب رئيس الوزراء السابق للمملكة المتحدة - ردا على ذلك: 
"يوجد في قلب هذه السلسلة ادعاء خاطئ تماما: أن فيسبوك يجري بحثا ثم يتجاهله بشكل منهجي ومتعمد إذا كانت النتائج غير ملائمة للشركة. وهو ما يطعن في الدوافع والعمل الجاد لآلاف الباحثين وخبراء السياسات والمهندسين في فيسبوك الذين يسعون جاهدين لتحسين جودة منتجاتنا وفهم تأثيرها الواسع (الإيجابي والسلبي). إنه ادعاء لا يمكن تقديمه إلا عن طريق اختيار اقتباسات انتقائية من مواد فردية مسربة بطريقة تعرض قضايا معقدة ودقيقة كما لو كان هناك إجابة واحدة صحيحة".
ومع ذلك، فإن أحد القضايا التي أبرزتها القصة هو الاعتماد المتزايد على التسريبات من قبل وسائل الإعلام للقصص الإخبارية الكبيرة.

تحول مصطلح "التسريبات" إلى عملة رائجة في الصحافة، بشكل لم يعهده المشهد الإعلامي عبر التاريخ، فنحن اليوم أمام تدفق هائل للمعطيات والمعلومات على شكل تسريبات صحفية، تتعدد جهاتها وطبيعتها وحتى الهدف منها، وهو ما وضع الصحافة عموما وصحافة التحقيق خصوصا أمام تحديات غير مسبوقة، في زمن الأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة والادعاءات، واتجاه الحكومات نحو التضييق على الحق في الوصول إلى المعلومة.

 في هذه البيئة المليئة بالشك والحذر، بين الإعلام كسلطة رابعة والحكومات باعتبارها المحتكر الرئيسي للمعلومات السرية، يتواصل تدفق الملايين من البيانات على وسائل الإعلام، تدفق يدفعه ويزيد من زخمه تحفُّزُ عدد من الأشخاص لتسريب المعلومات التي يرون أنه من حق الرأي العام معرفتها.. قدوتهم في ذلك كل من جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، وإدوارد سنودان صاحب التسريبات عن برنامج تجسس المخابرات الأميركية "بريسم" على العالم.

والملاحظ في السنوات الأخيرة أنه كلما اشتدت الصراعات السياسية الدولية زاد نشاط سوق التسريبات، ولنا في الانتخابات الأميركية الأخيرة وما تلاها من لغط إعلامي، خير مثال. وهنا يصبح الصحفي كمن يمشي في حقل ألغام؛ فالتعامل مع التسريبات يعتبر "ممارسة صحفية عالية المخاطر"، والوصف هنا لمؤسسة "نيمان" للصحافة التابعة لجامعة هارفارد.

فلماذا يعتبر التعامل مع التسريبات مهمة خطيرة بالنسبة للصحافة؟ وما هي الضوابط المهنية للتعامل معها؟ وهل نحن فعلا في العهد الذهبي لصحافة التحقيق بفضل التسريبات؟ ألم تقع الصحافة أكثر من مرة ضحية الصراعات السياسية بنشرها تسريبات تخدم مصلحة جهة سياسية معينة؟

 التسريبات.. المهنية تقتضي الحذر

 تعرف الموسوعة الصحفية التسريبات بأنها "عندما يكشف عنصر داخلي معلومات سرية لصحفي، هذه المعلومات يمكن أن يكون مصدرها حكوميا أو ماليا وحتى من أفراد عاديين. ولكل هؤلاء أسباب مختلفة للكشف عن معلومات ليس لهم الحق في الكشف عنها. ومن بين هذه الأسباب، الإيمان بحق الرأي العام في المعلومة، أو الحصول على تعويض مادي أو إزعاج جهة أو شخصية معينة". وتضيف الموسوعة بأن بعض الموظفين الحكوميين يلجؤون إلى تسريب المعطيات لتنبيه الرأي العام إلى قرار خطير قادم، أو من أجل جس النبض، أو التأثير في طريقة التغطية الإعلامية لحدث معين.

ومن خلال هذا التعريف يظهر أن هدف من يقوم بالتسريب ليس دائما تنوير الرأي العام، أو القناعة بالحق في الوصول إلى المعلومة، ولكن هناك دوافع ذاتية وسياسية وحتى مالية للقيام بهذه العملية، وهو ما يفترض من الصحفيين عدم التعامل بحسن نية مع كل ما يصلهم من معطيات على شكل تسريبات ممهورة بختم "سري للغاية"، وهي عبارة مغرية لأي صحفي يبحث عن السبق والتفرد بنشر خبر حصري.

لكن هذه الرغبة المشروعة في عالم الصحافة تحُدّها عدة ضوابط، فأول ما يجب القيام به هو التأكد من أن هذه المعطيات صحيحة، والبحث عن مدى مصداقيتها من أكثر من جهة. بعد ذلك على الصحفي أن يسأل عن الجهة السياسية التي يمكن أن تستفيد من نشر هذه التسريبات، خصوصا في فترات الانتخابات أو الأزمات السياسية. فالصحفي لا ينبغي أن يكون طرفا في أي صراع سياسي، وألا يميل مع جهة على حساب أخرى، وذلك تحقيقا لمبدأ الموضوعية، حتى لا نقول الحياد. وإذا ظهر للصحفي أن المعلومات صحيحة وتخدم الصالح العام، فلا بد من نشرها وإن كانت ستخدم جهة بعينها. وتفرض هذه الوضعية على الصحفي أن يكون واعيا بالسياق السياسي، فاهما للتوجهات السياسية في بلاده أو على الساحة الدولية، حتى لا يخدم -عن غير قصد- حزبا أو شخصية سياسية، فقط لأنه توصل بتسريبات سرية.

 ولأن التحقيق الصحفي يعتبر من الأجناس الصحفية النبيلة أو الكبرى، فهو يعتبر مطلب كل صحفي، خصوصا لو كان مطعّما بمعطيات حصرية ومعلومات لم يسبق نشرها، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الحصول على تسريبات معينة. ومع ذلك فعلى الصحفي أن يحذر من ظاهرة "الضجر لدى القارئ" من كثرة التسريبات والمعطيات التي يمكن أن يحملها أي تحقيق معين، فالقارئ العادي ليس مستعدا للتعامل مع الآلاف من الأرقام والمعلومات دفعة واحدة، كما أنه لن يكون قادرا على المواكبة وبنفس الإيقاع إن طالع كل يوم تسريبا جديدا، فهذا يمكن أن يخلق لديه حالة من الملل أو السأم، وبالتالي تفقد التسريبات قيمتها. فكما أن القارئ يشعر أحيانا بحالة من الإجهاد من متابعة حالات المعاناة الإنسانية بشكل يومي، فكذلك يكون حاله إن وجد أمامه يوميا وجبة دسمة من التسريبات والمعطيات التي تكون أحيانا معقدة وتحتاج إلى تحليل وقراءة متأنية، فدور الصحفي هنا أولا تقديم عصارة التسريبات في قالب واضح، وثانيا أن يكبح رغبته في نشر كل ما تحت يده من معطيات سرية؛ دفعة واحدة، وترتيبها حسب الأهم ثم المهم، وغير الصالح للنشر، فلا تغلب ذاتية الصحفي على مصلحة القارئ.

باتت المسؤولية أكبر على الصحفي مع انتقال مدى انتشار مقالاته من البعد الوطني إلى الدولي، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتسريبات السياسية والأمنية. في بداية القرن العشرين، كانت هناك تسريبات هزت الحكومات، ولكن بقيت في بعدها الوطني، كما حدث في قضية "بروفومو" في بريطانيا خلال ستينيات القرن الماضي، وكذلك فضيحة "ووترغيت". أما بعد مرحلة "ويكيليكس" فقد باتت التسريبات عابرة للقارات وموجهة للرأي العام العالمي، وليس المحلي، وهو ما يجعلها أكثر تأثيرا وأشد وقعا وقدرة على إحداث التغيير، كما حدث في تسريبات "أوراق بنما" التي قادها الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية، وشاركت فيه أكثر من ثمانين مؤسسة إعلامية للتعامل مع 11.5 مليون وثيقة. وكانت الحصيلة هي إقالة واستقالة زعماء، وفتح تحقيقات قضائية مع آخرين، وإنهاء الحياة السياسية للبعض الآخر.

 الوافد الجديد على غرف الأخبار

 ظلت وسائل الإعلام العريقة وصاحبة الانتشار الكبير وإلى وقت قريب، تتجنب نشر الأخبار المجهولة المصدر، تطبيقا لميثاق أخلاقيات المهنة لتجمع الصحفيين المهنيين في الولايات المتحدة، الذي ينص على "ضرورة تحمل الصحفيين لمسؤوليتهم والأخذ بعين الاعتبار حساسية وظيفتهم، في التحقق من أي معلومة قبل نشرها". بيد أن ثقافة "fast news" وانتشار الأخبار الزائفة، وتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات إخبارية لا تميز بين الغث والسمين في الأخبار، كلها عوامل أدت إلى انتشار قاعدة جديدة في التعامل مع التسريبات، وهي "انشر الآن وتأكد من صحتها فيما بعد"، خصوصا مع ارتفاع عدد الوثائق والمعلومات المسرَّبة منذ وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.

 وهي قاعدة تتعارض في الصميم مع تعريف الصحافة والصحفي، فدور الأخير هو الحصول على المعلومة، وتحليلها، ثم التأكد من صحتها، وبعد ذلك تقديمها للرأي العام. أما أن يُسقط الصحفي مهمة التثبت من صحة الخبر فهذا تخلّ منه عن مهمته. ولعل هذه النقطة بالذات هي من يرفع الرأسمال المهني والرمزي لأي وسيلة إعلامية، ولهذا نجد صحيفة واشنطن بوست ترفع شعار "لا ننشر إلا الحقائق أو المعلومة الأقرب إلى الحقيقة". أما شبكة الإذاعة الوطنية العمومية (NPR) فقد وضعت عددا من الأسئلة التي على الصحفي طرحها أثناء التعامل مع أي تسريب يحصل عليه، وهي: من أين جاءت هذه المعلومات؟ وما مدى معرفة الشخص الذي سرّبها بموضوعها؟ هل لديه صلة مباشرة بهذه المعطيات؟ هل هناك أي وثيقة يمكن للصحفي أن يطلع عليها قبل نشر المعلومة؟ وهل هناك مصدر ثان للتأكد من صحة المعلومة؟ وعمليا تبقى هذه الأسئلة هي قاعدة للتعامل مع أي خبر، لولا أن وتيرتها باتت أسرع مع الإنترنت، وسرعة انتشار الأخبار.

 هذه السرعة باتت تزيد الضغط على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، مع اشتداد المنافسة بين الشبكات الإعلامية التي تشتغل على مدار الساعة لإنتاج أخبار جديدة، ولهذا باتت بعض وسائل الإعلام تتساهل مع نشر المعلومات وإن لم تكن متأكدة تماما من صحتها، وهنا أيضا يقول تجمع الصحفيين المهنيين في الولايات المتحدة، إنه بالنظر إلى ضغط السرعة فمن الواجب على الصحفي إخبار القارئ بأنه غير متأكد تماما من هذه المعلومة أو لم يستطع التحقق منها عبر أكثر من مصدر، وفي هذا التنبيه ما قد يجعل القارئ يتعامل مع الرواية بحذر، خصوصا أن التجربة أظهرت أن عددا من التسريبات لم يكن صحيحا.

 ومن الظواهر الجديدة التي انتشرت مع كثرة التسريبات، أنها أصبحت متاحة للعموم، وما عادت تنتقل فقط بين الصحفي والمصدر، كما فعل موقع ويكيليكس عام 2016 عندما نشر أزيد من 44 ألف رسالة من البريد الإلكتروني للمرشحة الرئاسية آنذاك هيلاري كلينتون، وعرضها بالمجان للجميع، بل وصنَّف تلك الرسائل الإلكترونية. وضعٌ كهذا يزيد من حجم المسؤولية على الصحفي، فإن اكتفى بإعادة نشر جميع التسريبات فلن يختلف عن أي شخص عادي، ولهذا يجب عليه العودة إلى دوره الأساسي في التأكد من المعلومات الواردة في التسريبات، ثم تمحيصها وترتيبها حسب سلم الأولويات بالنسبة للرأي العام، وبعد ذلك نشر المعلومات في قالب صحفي يمزج بين الخبر والتحليل. وإذا ما تخلى الصحفي عن هذه المهمة، فسيحمل القارئ على التوجه إلى قاعدة البيانات التي تعرض التسريبات، وربما قد يسيء فهمها أو استعمالها، أو أنه سيلجأ إلى مصادر أخرى قد تحشر العديد من المعطيات الخاطئة بين التسريبات لتوجيه الرأي العام.

 صراع مفتوح بين الحكومات ووسائل الإعلام

 هذه التسريبات العملاقة التي باتت تصل إلى المعلومات السرية المالية والأمنية -وهي أثمن معلومات يمكن أن يحصل عليها أي صحفي- فتحت الباب على مصراعيه أمام مواجهة جديدة بين الحكومات التي صارت تضيق بشكل كبير على طرق الحصول على المعلومة، وبين المؤسسات الصحفية التي فتحت التسريبات شهيتها لإنجاز المزيد من التحقيقات. أمرٌ يدفع كل طرف إلى تطوير وسائله في مواجهة الآخر، وهي وضعية عادية وليست جديدة، فجدلية العلاقة بين الصحافة والحكومات ما زالت مستمرة. فمن جهة يسعى كل طرف للاستفادة من الطرف الآخر على المدى الطويل، وهو ما يقتضي المواجهة. ومن جهة ثانية تسعى كل جهة للحفاظ على شعرة معاوية في العلاقة مع الطرف الآخر على المدى البعيد، وهكذا لا يحصل أي منهما على كل ما يريده من الثاني، ومع ذلك تستمر العلاقة التي يحكمها الاحتكاك ومواجهة مستمرة وذات أمد طويل، لولا أن التسريبات جعلت الحكومات في موقف لا تحسد عليه، بفقدانها احتكار المعلومات السرية، وهكذا كان عليها التحرك لمواجهة هذه الظاهرة.

 لم يسلم من التضييق حتى الدول الديمقراطية التي تعتبر حرية الرأي والتعبير حقا دستوريا، حيث كشف المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي (أف.بي.آي) جيمس كومي أن الرئيس الأميركي طلب منه حبس كل من يتورط في تسريب معلومات سرية. ومبرر ترامب هو حماية الأمن القومي، وبالفعل فقد اعتُقِل موظف اتحادي بتهمة تسريب معطيات أمنية. وفي الحقيقة، فإن سجل ترامب لحد الآن أفضل من سلفه باراك أوباما الذي يُعد أكثر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة سُجِن في عهده الكثيرون بتهم تسريب معطيات حكومية، حيث أُدين ثمانية أشخاص بتهمة التسريب بموجب بند التجسس لعام 1917.

 ولعل ما زاد من تشنج الحكومات وخصوصا في واشنطن، أن التسريبات ما عادت فقط مرتبطة بالقضايا الكبرى، بل انتقلت إلى القضايا العادية، خصوصا ما يحدث في البيت الأبيض، وما يصدر عن الرئيس الأميركي من تصريحات وتصرفات، وبالتالي بات التسريب سلوكا عاديا بل ومحببا لعدد من السياسيين في واشنطن، وهو ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" التي قالت إن عدد من يريد تسريب المعطيات مع الحفاظ على سرية هويته في ارتفاع مستمر. وحتى بالنسبة للمقابلات الرسمية، بات المسؤولون الأميركيون يفضلون التصريح بمعطيات مهمة ولكن دون ذكر هويتهم في المقال.

 وهكذا أصبح المسؤولون الحكوميون يمارسون نوعا من التناقض في السلوك، فمن جهة يحاربون التسريبات، ومن جهة يسربون المعلومات تحت وصف "مصدر رفض كشف هويته" تجنبا لأي مساءلة، الأمر الذي يضع وسائل الإعلام في مأزق حقيقي؛ فكثرة الأخبار التي تقف وراءها مصادر مجهولة قد تضرب مصداقية الصحيفة. ولهذا تعالت المطالب من وسائل الإعلام للمسؤولين الحكوميين بالقيام بواجبهم ومهمتهم التي يتقاضون عليها أجورهم، خصوصا المتحدثين الرسميين باسم المؤسسات، وعدم الركون إلى التصريحات السرية أو اللجوء إلى التسريبات. ومرد امتعاض وسائل الإعلام من هذا السلوك، هو ما كشف عنه استطلاع لصحيفة "تايمز" أظهر أن معظم قرائها يعتبرون عبارة "المصادر المجهولة" من أكثر ما يزعجهم في المقالات.

 لقد تحولت التسريبات إلى ما يشبه جنسا صحفيا جديدا يفرض تحديات جديدة على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، والتعامل بحذر معها، وتطبيق كل القواعد المهنية الضرورية للتأكد من صحة المعطيات، رغم تحديات السرعة، حتى يسقط الصحفي في فخ نشر أخبار زائفة، أو أن يصبح أداة في يد جهة سياسية يخدم مصالحها دون قصد. ومع ذلك فهذه التسريبات فتحت الباب على مصراعيه لتحقيقات صحفية عالمية هزت أنظمة وحكومات، وساعدت في تحقيق مبدأ الشفافية وحق الرأي العام في الوصول إلى المعلومة.

More Articles

Daughters of Data: African Female Journalists Using Data to Reveal Hidden Truths

A growing network of African women journalists, data scientists, and tech experts is amplifying female voices and highlighting underreported stories across the continent by producing data-driven projects and leveraging digital technologies in storytelling.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 23 Jul, 2024
Are Podcasts the Future of African Broadcasting?

The surge of podcasts across Africa is a burgeoning trend, encompassing a wide array of themes and subjects, and swiftly expanding across various nations.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 11 Jul, 2024
Video Volunteers: How India’s Marginalised Groups Tell Their Own Stories

Video creators like Rohini Pawar and Shabnam Begum have transcended societal challenges by producing influential videos with Video Volunteers, highlighting social issues within marginalized communities. Their work exemplifies the transformative power of storytelling in fostering grassroots change and empowerment across India.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Jul, 2024
Climate Journalism in Vietnam's Censored Landscape

In Vietnam, climate journalists face challenges due to censorship and restrictions on press freedom, making it difficult to report environmental issues accurately. Despite these obstacles, there are still journalists working to cover climate stories creatively and effectively, highlighting the importance of climate journalism in addressing environmental concerns.

AJR Contributor Published on: 26 Jun, 2024
Challenges of Investigating Subculture Stories in Japan as a Foreign Correspondent

Japan's vibrant subcultures and feminist activists challenge the reductive narratives often portrayed in Western media. To understand this dynamic society authentically, journalists must approach their reporting with patience, commitment, and empathy, shedding preconceptions and engaging deeply with the nuances of Japanese culture.

Johann Fleuri
Johann Fleuri Published on: 24 Jun, 2024
Covering the War on Gaza: As a Journalist, Mother, and Displaced Person

What takes precedence: feeding a hungry child or providing professional coverage of a genocidal war? Journalist Marah Al Wadiya shares her story of balancing motherhood, displacement, psychological turmoil, and the relentless struggle to find safety in an unsafe region.

Marah Al Wadiya
Marah Al Wadiya Published on: 29 May, 2024
Fighting Misinformation and Disinformation to Foster Social Governance in Africa

Experts in Africa are using various digital media tools to raise awareness and combat the increasing usage of misinformation and disinformation to manipulate social governance.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 22 May, 2024
"I Am Still Alive!": The Resilient Voices of Gaza's Journalists

The Israeli occupation has escalated from targeting journalists to intimidating and killing their families. Hisham Zaqqout, Al Jazeera's correspondent in Gaza talks about his experience covering the war and the delicate balance between family obligations and professional duty.

Hisham Zakkout Published on: 15 May, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Elections and Misinformation – India Case Study

Realities are hidden behind memes and political satire in the battle for truth in the digital age. Explore how misinformation is influencing political decisions and impacting first-time voters, especially in India's 2024 elections, and how journalists fact-check and address fake news, revealing the true impact of misinformation and AI-generated content.

Safina
Safina Nabi Published on: 30 Apr, 2024
Amid Increasing Pressure, Journalists in India Practice More Self-Censorship

In a country where nearly 970 million people are participating in a crucial general election, the state of journalism in India is under scrutiny. Journalists face harassment, self-censorship, and attacks, especially under the current Modi-led government. Mainstream media also practices self-censorship to avoid repercussions. The future of journalism in India appears uncertain, but hope lies in the resilience of independent media outlets.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 25 Apr, 2024
The Privilege and Burden of Conflict Reporting in Nigeria: Navigating the Emotional Toll

The internal struggle and moral dilemmas faced by a conflict reporter, as they grapple with the overwhelming nature of the tragedies they witness and the sense of helplessness in the face of such immense suffering. It ultimately underscores the vital role of conflict journalism in preserving historical memory and giving a voice to the voiceless.

Hauwa Shaffii Nuhu
Hauwa Shaffii Nuhu Published on: 17 Apr, 2024
Journalism in chains in Cameroon

Investigative journalists in Cameroon sometimes use treacherous means to navigate the numerous challenges that hamper the practice of their profession: the absence of the Freedom of Information Act, the criminalisation of press offenses, and the scare of the overly-broad anti-terrorism law.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 12 Apr, 2024
The Perils of Journalism and the Rise of Citizen Media in Southeast Asia

Southeast Asia's media landscape is grim, with low rankings for internet and press freedom across the region. While citizen journalism has risen to fill the gaps, journalists - both professional and citizen - face significant risks due to government crackdowns and the collusion between tech companies and authorities to enable censorship and surveillance.

AJR Contributor Published on: 6 Apr, 2024
Silenced Voices: The Battle for Free Expression Amid India’s Farmer’s Protest

The Indian government's use of legal mechanisms to suppress dissenting voices and news reports raises questions about transparency and freedom of expression. The challenges faced by independent media in India indicate a broader narrative of controlling the narrative and stifling dissenting voices.

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 17 Mar, 2024
Targeting Truth: Assault on Female Journalists in Gaza

For female journalists in Palestine, celebrating international women's rights this year must take a backseat, as they continue facing the harsh realities of conflict. March 8th will carry little celebration for them, as they grapple with the severe risks of violence, mass displacement, and the vulnerability of abandonment amidst an ongoing humanitarian crisis. Their focus remains on bearing witness to human suffering and sharing stories of resilience from the frontlines, despite the personal dangers involved in their work.

Fatima Bashir
Fatima Bashir Published on: 14 Mar, 2024
A Woman's Journey Reporting on Pakistan's Thrilling Cholistan Desert Jeep Rally

A Woman's Voice in the Desert: Navigating the Spotlight

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Mar, 2024
Breaking Barriers: The Rise of Citizen Journalists in India's Fight for Media Inclusion

Grassroots journalists from marginalized communities in India, including Dalits and Muslims, are challenging mainstream media narratives and bringing attention to underreported issues through digital outlets like The Mooknayak.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Mar, 2024
Why Journalists are Speaking out Against Western Media Bias in Reporting on Israel-Palestine

Over 1500 journalists from various US news organizations have signed an open letter criticizing the Western media's coverage of Israel's actions against Palestinians. They accuse newsrooms of dehumanizing rhetoric, bias, and the use of inflammatory language that reinforces stereotypes, lack of context, misinformation, biased language, and the focus on certain perspectives while diminishing others. They call for more accurate and critical coverage, the use of well-defined terms like "apartheid" and "ethnic cleansing," and the inclusion of Palestinian voices in reporting.

Belle de Jong journalist
Belle de Jong Published on: 26 Feb, 2024
Silenced Voices and Digital Resilience: The Case of Quds Network

Unrecognized journalists in conflict zones face serious risks to their safety and lack of support. The Quds Network, a Palestinian media outlet, has been targeted and censored, but they continue to report on the ground in Gaza. Recognition and support for independent journalists are crucial.

Yousef Abu Watfe يوسف أبو وطفة
Yousef Abu Watfeh Published on: 21 Feb, 2024
Artificial Intelligence's Potentials and Challenges in the African Media Landscape

How has the proliferation of Artificial Intelligence impacted newsroom operations, job security and regulation in the African media landscape? And how are journalists in Africa adapting to these changes?

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 18 Feb, 2024
Media Blackout on Imran Khan and PTI: Analysing Pakistan's Election Press Restrictions

Implications and response to media censorship and the deliberate absence of coverage for the popular former Prime Minister, Imran Khan, and his party, Pakistan Tehreek-e-Insaf (PTI), in the media during the 2024 elections in Pakistan.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 14 Feb, 2024
Digital Battlegrounds: The New Broadcasting Bill and Independent Journalism in India

New legislation in India threatens the freedom of independent journalism. The draft Broadcasting Services (Regulation) Bill, 2023 grants the government extensive power to regulate and censor content, potentially suppressing news critical of government policies.

Safina
Safina Nabi Published on: 11 Feb, 2024
Pegasus Spyware: A Grave Threat to Journalists in Southeast Asia

The widespread deployment of spyware such as Pegasus in Southeast Asia, used by governments to target opposition leaders, activists, and journalists, presents significant challenges in countering digital surveillance. This is due to its clandestine operations and the political intricacies involved. The situation underscores the urgent need for international cooperation and heightened public awareness to address these human rights infringements.

AJR Contributor Published on: 5 Feb, 2024