التسريبات.. ضيف ثقيل في غرف الأخبار

كشفت المعطيات المنشورة مؤخرا حول الأعمال الداخلية لـفيسبوك - التي أصبح يطلق عليها "ملفات فيسبوك" -، عقب تسريب هائل للمعلومات لصحيفة وول ستريت جورنال، عن الدور المتزايد الذي تلعبه تسريبات البيانات في الصحافة اليوم.
في هذه القصة الحديثة التي تدور حول التسريبات، أبرزت صحيفة وول ستريت جورنال أنها توصلت بـ "وثائق داخلية متعلقة بفيسبوك بما في ذلك تقارير بحثية ومناقشات للموظفين عبر الإنترنت ومسودات من العروض التقديمية للإدارة العليا".
ومن أبرز ما كشفت عنه الصحيفة خلال هذا الشهر هو أن فيسبوك أجرى عددا كبيرا من الأبحاث حول تأثير منصته إنستغرام، وقد كان على معرفة كاملة بالبيئة السامة التي خلقتها للفتيات المراهقات.
لقد كتبت صحيفة وول ستريت جورنال في تقريرها: "في الفضاء العام، استخف موقع فيسبوك باستمرار من الآثار السلبية للتطبيق، ويشمل ذلك التعليقات المقدمة إلى الكونجرس"، كما أنه لم يجعل أبحاثه متاحة للعامة أو للأكاديميين أو المشرعين الذين طلبوا ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، كشفت التسريبات أن فيسبوك يعفي بعض مستخدميه البارزين من قواعد السلوك المعتادة.
ينفي فيسبوك أنه تعمد إخفاء معلومات حول منصاته. كتب نائب رئيس الشؤون العالمية في الشركة، نيك كليج - والذي صادف أنه شغل منصب نائب رئيس الوزراء السابق للمملكة المتحدة - ردا على ذلك: 
"يوجد في قلب هذه السلسلة ادعاء خاطئ تماما: أن فيسبوك يجري بحثا ثم يتجاهله بشكل منهجي ومتعمد إذا كانت النتائج غير ملائمة للشركة. وهو ما يطعن في الدوافع والعمل الجاد لآلاف الباحثين وخبراء السياسات والمهندسين في فيسبوك الذين يسعون جاهدين لتحسين جودة منتجاتنا وفهم تأثيرها الواسع (الإيجابي والسلبي). إنه ادعاء لا يمكن تقديمه إلا عن طريق اختيار اقتباسات انتقائية من مواد فردية مسربة بطريقة تعرض قضايا معقدة ودقيقة كما لو كان هناك إجابة واحدة صحيحة".
ومع ذلك، فإن أحد القضايا التي أبرزتها القصة هو الاعتماد المتزايد على التسريبات من قبل وسائل الإعلام للقصص الإخبارية الكبيرة.

تحول مصطلح "التسريبات" إلى عملة رائجة في الصحافة، بشكل لم يعهده المشهد الإعلامي عبر التاريخ، فنحن اليوم أمام تدفق هائل للمعطيات والمعلومات على شكل تسريبات صحفية، تتعدد جهاتها وطبيعتها وحتى الهدف منها، وهو ما وضع الصحافة عموما وصحافة التحقيق خصوصا أمام تحديات غير مسبوقة، في زمن الأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة والادعاءات، واتجاه الحكومات نحو التضييق على الحق في الوصول إلى المعلومة.

 في هذه البيئة المليئة بالشك والحذر، بين الإعلام كسلطة رابعة والحكومات باعتبارها المحتكر الرئيسي للمعلومات السرية، يتواصل تدفق الملايين من البيانات على وسائل الإعلام، تدفق يدفعه ويزيد من زخمه تحفُّزُ عدد من الأشخاص لتسريب المعلومات التي يرون أنه من حق الرأي العام معرفتها.. قدوتهم في ذلك كل من جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، وإدوارد سنودان صاحب التسريبات عن برنامج تجسس المخابرات الأميركية "بريسم" على العالم.

والملاحظ في السنوات الأخيرة أنه كلما اشتدت الصراعات السياسية الدولية زاد نشاط سوق التسريبات، ولنا في الانتخابات الأميركية الأخيرة وما تلاها من لغط إعلامي، خير مثال. وهنا يصبح الصحفي كمن يمشي في حقل ألغام؛ فالتعامل مع التسريبات يعتبر "ممارسة صحفية عالية المخاطر"، والوصف هنا لمؤسسة "نيمان" للصحافة التابعة لجامعة هارفارد.

فلماذا يعتبر التعامل مع التسريبات مهمة خطيرة بالنسبة للصحافة؟ وما هي الضوابط المهنية للتعامل معها؟ وهل نحن فعلا في العهد الذهبي لصحافة التحقيق بفضل التسريبات؟ ألم تقع الصحافة أكثر من مرة ضحية الصراعات السياسية بنشرها تسريبات تخدم مصلحة جهة سياسية معينة؟

 التسريبات.. المهنية تقتضي الحذر

 تعرف الموسوعة الصحفية التسريبات بأنها "عندما يكشف عنصر داخلي معلومات سرية لصحفي، هذه المعلومات يمكن أن يكون مصدرها حكوميا أو ماليا وحتى من أفراد عاديين. ولكل هؤلاء أسباب مختلفة للكشف عن معلومات ليس لهم الحق في الكشف عنها. ومن بين هذه الأسباب، الإيمان بحق الرأي العام في المعلومة، أو الحصول على تعويض مادي أو إزعاج جهة أو شخصية معينة". وتضيف الموسوعة بأن بعض الموظفين الحكوميين يلجؤون إلى تسريب المعطيات لتنبيه الرأي العام إلى قرار خطير قادم، أو من أجل جس النبض، أو التأثير في طريقة التغطية الإعلامية لحدث معين.

ومن خلال هذا التعريف يظهر أن هدف من يقوم بالتسريب ليس دائما تنوير الرأي العام، أو القناعة بالحق في الوصول إلى المعلومة، ولكن هناك دوافع ذاتية وسياسية وحتى مالية للقيام بهذه العملية، وهو ما يفترض من الصحفيين عدم التعامل بحسن نية مع كل ما يصلهم من معطيات على شكل تسريبات ممهورة بختم "سري للغاية"، وهي عبارة مغرية لأي صحفي يبحث عن السبق والتفرد بنشر خبر حصري.

لكن هذه الرغبة المشروعة في عالم الصحافة تحُدّها عدة ضوابط، فأول ما يجب القيام به هو التأكد من أن هذه المعطيات صحيحة، والبحث عن مدى مصداقيتها من أكثر من جهة. بعد ذلك على الصحفي أن يسأل عن الجهة السياسية التي يمكن أن تستفيد من نشر هذه التسريبات، خصوصا في فترات الانتخابات أو الأزمات السياسية. فالصحفي لا ينبغي أن يكون طرفا في أي صراع سياسي، وألا يميل مع جهة على حساب أخرى، وذلك تحقيقا لمبدأ الموضوعية، حتى لا نقول الحياد. وإذا ظهر للصحفي أن المعلومات صحيحة وتخدم الصالح العام، فلا بد من نشرها وإن كانت ستخدم جهة بعينها. وتفرض هذه الوضعية على الصحفي أن يكون واعيا بالسياق السياسي، فاهما للتوجهات السياسية في بلاده أو على الساحة الدولية، حتى لا يخدم -عن غير قصد- حزبا أو شخصية سياسية، فقط لأنه توصل بتسريبات سرية.

 ولأن التحقيق الصحفي يعتبر من الأجناس الصحفية النبيلة أو الكبرى، فهو يعتبر مطلب كل صحفي، خصوصا لو كان مطعّما بمعطيات حصرية ومعلومات لم يسبق نشرها، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الحصول على تسريبات معينة. ومع ذلك فعلى الصحفي أن يحذر من ظاهرة "الضجر لدى القارئ" من كثرة التسريبات والمعطيات التي يمكن أن يحملها أي تحقيق معين، فالقارئ العادي ليس مستعدا للتعامل مع الآلاف من الأرقام والمعلومات دفعة واحدة، كما أنه لن يكون قادرا على المواكبة وبنفس الإيقاع إن طالع كل يوم تسريبا جديدا، فهذا يمكن أن يخلق لديه حالة من الملل أو السأم، وبالتالي تفقد التسريبات قيمتها. فكما أن القارئ يشعر أحيانا بحالة من الإجهاد من متابعة حالات المعاناة الإنسانية بشكل يومي، فكذلك يكون حاله إن وجد أمامه يوميا وجبة دسمة من التسريبات والمعطيات التي تكون أحيانا معقدة وتحتاج إلى تحليل وقراءة متأنية، فدور الصحفي هنا أولا تقديم عصارة التسريبات في قالب واضح، وثانيا أن يكبح رغبته في نشر كل ما تحت يده من معطيات سرية؛ دفعة واحدة، وترتيبها حسب الأهم ثم المهم، وغير الصالح للنشر، فلا تغلب ذاتية الصحفي على مصلحة القارئ.

باتت المسؤولية أكبر على الصحفي مع انتقال مدى انتشار مقالاته من البعد الوطني إلى الدولي، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتسريبات السياسية والأمنية. في بداية القرن العشرين، كانت هناك تسريبات هزت الحكومات، ولكن بقيت في بعدها الوطني، كما حدث في قضية "بروفومو" في بريطانيا خلال ستينيات القرن الماضي، وكذلك فضيحة "ووترغيت". أما بعد مرحلة "ويكيليكس" فقد باتت التسريبات عابرة للقارات وموجهة للرأي العام العالمي، وليس المحلي، وهو ما يجعلها أكثر تأثيرا وأشد وقعا وقدرة على إحداث التغيير، كما حدث في تسريبات "أوراق بنما" التي قادها الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية، وشاركت فيه أكثر من ثمانين مؤسسة إعلامية للتعامل مع 11.5 مليون وثيقة. وكانت الحصيلة هي إقالة واستقالة زعماء، وفتح تحقيقات قضائية مع آخرين، وإنهاء الحياة السياسية للبعض الآخر.

 الوافد الجديد على غرف الأخبار

 ظلت وسائل الإعلام العريقة وصاحبة الانتشار الكبير وإلى وقت قريب، تتجنب نشر الأخبار المجهولة المصدر، تطبيقا لميثاق أخلاقيات المهنة لتجمع الصحفيين المهنيين في الولايات المتحدة، الذي ينص على "ضرورة تحمل الصحفيين لمسؤوليتهم والأخذ بعين الاعتبار حساسية وظيفتهم، في التحقق من أي معلومة قبل نشرها". بيد أن ثقافة "fast news" وانتشار الأخبار الزائفة، وتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات إخبارية لا تميز بين الغث والسمين في الأخبار، كلها عوامل أدت إلى انتشار قاعدة جديدة في التعامل مع التسريبات، وهي "انشر الآن وتأكد من صحتها فيما بعد"، خصوصا مع ارتفاع عدد الوثائق والمعلومات المسرَّبة منذ وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.

 وهي قاعدة تتعارض في الصميم مع تعريف الصحافة والصحفي، فدور الأخير هو الحصول على المعلومة، وتحليلها، ثم التأكد من صحتها، وبعد ذلك تقديمها للرأي العام. أما أن يُسقط الصحفي مهمة التثبت من صحة الخبر فهذا تخلّ منه عن مهمته. ولعل هذه النقطة بالذات هي من يرفع الرأسمال المهني والرمزي لأي وسيلة إعلامية، ولهذا نجد صحيفة واشنطن بوست ترفع شعار "لا ننشر إلا الحقائق أو المعلومة الأقرب إلى الحقيقة". أما شبكة الإذاعة الوطنية العمومية (NPR) فقد وضعت عددا من الأسئلة التي على الصحفي طرحها أثناء التعامل مع أي تسريب يحصل عليه، وهي: من أين جاءت هذه المعلومات؟ وما مدى معرفة الشخص الذي سرّبها بموضوعها؟ هل لديه صلة مباشرة بهذه المعطيات؟ هل هناك أي وثيقة يمكن للصحفي أن يطلع عليها قبل نشر المعلومة؟ وهل هناك مصدر ثان للتأكد من صحة المعلومة؟ وعمليا تبقى هذه الأسئلة هي قاعدة للتعامل مع أي خبر، لولا أن وتيرتها باتت أسرع مع الإنترنت، وسرعة انتشار الأخبار.

 هذه السرعة باتت تزيد الضغط على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، مع اشتداد المنافسة بين الشبكات الإعلامية التي تشتغل على مدار الساعة لإنتاج أخبار جديدة، ولهذا باتت بعض وسائل الإعلام تتساهل مع نشر المعلومات وإن لم تكن متأكدة تماما من صحتها، وهنا أيضا يقول تجمع الصحفيين المهنيين في الولايات المتحدة، إنه بالنظر إلى ضغط السرعة فمن الواجب على الصحفي إخبار القارئ بأنه غير متأكد تماما من هذه المعلومة أو لم يستطع التحقق منها عبر أكثر من مصدر، وفي هذا التنبيه ما قد يجعل القارئ يتعامل مع الرواية بحذر، خصوصا أن التجربة أظهرت أن عددا من التسريبات لم يكن صحيحا.

 ومن الظواهر الجديدة التي انتشرت مع كثرة التسريبات، أنها أصبحت متاحة للعموم، وما عادت تنتقل فقط بين الصحفي والمصدر، كما فعل موقع ويكيليكس عام 2016 عندما نشر أزيد من 44 ألف رسالة من البريد الإلكتروني للمرشحة الرئاسية آنذاك هيلاري كلينتون، وعرضها بالمجان للجميع، بل وصنَّف تلك الرسائل الإلكترونية. وضعٌ كهذا يزيد من حجم المسؤولية على الصحفي، فإن اكتفى بإعادة نشر جميع التسريبات فلن يختلف عن أي شخص عادي، ولهذا يجب عليه العودة إلى دوره الأساسي في التأكد من المعلومات الواردة في التسريبات، ثم تمحيصها وترتيبها حسب سلم الأولويات بالنسبة للرأي العام، وبعد ذلك نشر المعلومات في قالب صحفي يمزج بين الخبر والتحليل. وإذا ما تخلى الصحفي عن هذه المهمة، فسيحمل القارئ على التوجه إلى قاعدة البيانات التي تعرض التسريبات، وربما قد يسيء فهمها أو استعمالها، أو أنه سيلجأ إلى مصادر أخرى قد تحشر العديد من المعطيات الخاطئة بين التسريبات لتوجيه الرأي العام.

 صراع مفتوح بين الحكومات ووسائل الإعلام

 هذه التسريبات العملاقة التي باتت تصل إلى المعلومات السرية المالية والأمنية -وهي أثمن معلومات يمكن أن يحصل عليها أي صحفي- فتحت الباب على مصراعيه أمام مواجهة جديدة بين الحكومات التي صارت تضيق بشكل كبير على طرق الحصول على المعلومة، وبين المؤسسات الصحفية التي فتحت التسريبات شهيتها لإنجاز المزيد من التحقيقات. أمرٌ يدفع كل طرف إلى تطوير وسائله في مواجهة الآخر، وهي وضعية عادية وليست جديدة، فجدلية العلاقة بين الصحافة والحكومات ما زالت مستمرة. فمن جهة يسعى كل طرف للاستفادة من الطرف الآخر على المدى الطويل، وهو ما يقتضي المواجهة. ومن جهة ثانية تسعى كل جهة للحفاظ على شعرة معاوية في العلاقة مع الطرف الآخر على المدى البعيد، وهكذا لا يحصل أي منهما على كل ما يريده من الثاني، ومع ذلك تستمر العلاقة التي يحكمها الاحتكاك ومواجهة مستمرة وذات أمد طويل، لولا أن التسريبات جعلت الحكومات في موقف لا تحسد عليه، بفقدانها احتكار المعلومات السرية، وهكذا كان عليها التحرك لمواجهة هذه الظاهرة.

 لم يسلم من التضييق حتى الدول الديمقراطية التي تعتبر حرية الرأي والتعبير حقا دستوريا، حيث كشف المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي (أف.بي.آي) جيمس كومي أن الرئيس الأميركي طلب منه حبس كل من يتورط في تسريب معلومات سرية. ومبرر ترامب هو حماية الأمن القومي، وبالفعل فقد اعتُقِل موظف اتحادي بتهمة تسريب معطيات أمنية. وفي الحقيقة، فإن سجل ترامب لحد الآن أفضل من سلفه باراك أوباما الذي يُعد أكثر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة سُجِن في عهده الكثيرون بتهم تسريب معطيات حكومية، حيث أُدين ثمانية أشخاص بتهمة التسريب بموجب بند التجسس لعام 1917.

 ولعل ما زاد من تشنج الحكومات وخصوصا في واشنطن، أن التسريبات ما عادت فقط مرتبطة بالقضايا الكبرى، بل انتقلت إلى القضايا العادية، خصوصا ما يحدث في البيت الأبيض، وما يصدر عن الرئيس الأميركي من تصريحات وتصرفات، وبالتالي بات التسريب سلوكا عاديا بل ومحببا لعدد من السياسيين في واشنطن، وهو ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" التي قالت إن عدد من يريد تسريب المعطيات مع الحفاظ على سرية هويته في ارتفاع مستمر. وحتى بالنسبة للمقابلات الرسمية، بات المسؤولون الأميركيون يفضلون التصريح بمعطيات مهمة ولكن دون ذكر هويتهم في المقال.

 وهكذا أصبح المسؤولون الحكوميون يمارسون نوعا من التناقض في السلوك، فمن جهة يحاربون التسريبات، ومن جهة يسربون المعلومات تحت وصف "مصدر رفض كشف هويته" تجنبا لأي مساءلة، الأمر الذي يضع وسائل الإعلام في مأزق حقيقي؛ فكثرة الأخبار التي تقف وراءها مصادر مجهولة قد تضرب مصداقية الصحيفة. ولهذا تعالت المطالب من وسائل الإعلام للمسؤولين الحكوميين بالقيام بواجبهم ومهمتهم التي يتقاضون عليها أجورهم، خصوصا المتحدثين الرسميين باسم المؤسسات، وعدم الركون إلى التصريحات السرية أو اللجوء إلى التسريبات. ومرد امتعاض وسائل الإعلام من هذا السلوك، هو ما كشف عنه استطلاع لصحيفة "تايمز" أظهر أن معظم قرائها يعتبرون عبارة "المصادر المجهولة" من أكثر ما يزعجهم في المقالات.

 لقد تحولت التسريبات إلى ما يشبه جنسا صحفيا جديدا يفرض تحديات جديدة على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، والتعامل بحذر معها، وتطبيق كل القواعد المهنية الضرورية للتأكد من صحة المعطيات، رغم تحديات السرعة، حتى يسقط الصحفي في فخ نشر أخبار زائفة، أو أن يصبح أداة في يد جهة سياسية يخدم مصالحها دون قصد. ومع ذلك فهذه التسريبات فتحت الباب على مصراعيه لتحقيقات صحفية عالمية هزت أنظمة وحكومات، وساعدت في تحقيق مبدأ الشفافية وحق الرأي العام في الوصول إلى المعلومة.

المزيد من المقالات

عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

إيليا توبر نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021
الصحفي وامتحان "الوثائقي"

ما لم تحفز الأفلام الوثائقية المشاهد على "عمل شيء، أو توسيع مدارك المعرفة والفهم الإنسانية"، فإنه لا يضيف أي قيمة للممارسة الصحفية. البعض يعتقد أن صناعة الفيلم الوثائقي ليست مهمة، لذلك يسقطون في أخطاء، يحاول هذا المقال أن يرصد أبرزها خاصة التي تفتقر للحد الأدنى من لغة الوثائقي.

بشار حمدان نشرت في: 16 مارس, 2021
الصحفي.. والضريبة النفسية المنسية

في مرحلة ما، تتشابه مهام الصحفي والأخصائي النفسي الذي يستمع لمختلف القصص ويكون أول من يحلل أحداثها لكن عليه أن يحافظ على مسافة منها وألا ينسلخ عن إنسانيته في ذات الوقت. في هذا المقال، تقدم الزميلة أميرة زهرة إيمولودان مجموعة من القراءات والتوصيات الموجهة للصحفيين للاعتناء بصحتهم النفسي.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 14 مارس, 2021
فيسبوك بلا أخبار في أستراليا.. عن حرب العائدات التي اشتعلت

استيقظ مستخدمو فيسبوك في أستراليا، صباح اليوم الأربعاء، على "فيسبوك دون أخبار"؛ حيث قررت شركة فيسبوك منع مستخدميها في أستراليا من مشاهدة أو نشر الأخبار على منصته.

محمد خمايسة نشرت في: 18 فبراير, 2021
العمل الصحفي الحرّ في الأردن.. مقاومة لإثبات الوجود

أظهرت نتائج الرصد تحيزًا كبيرا إلى الرواية الرسميّة الحكوميّة في تلقي المعلومات وبثها، حتى تحوّلت الحكومة من خلال الناطق الإعلامي والوزراء المعنيين وكبار الموظفين في الوزارات ذات الاختصاص، إلى مصادر محددة للمعلومات التي تتولى وسائل الإعلام تلقيها وبثها.

هدى أبو هاشم نشرت في: 29 ديسمبر, 2020
المبلّغون عن المخالفات.. الحبر السري لمهنة الصحافة

أدى ظهور ما يسمى "المبلغون عن الفساد" إلى إحداث تغيير جوهري في الممارسة الصحافية، فطرحت قضايا جديدة مثل أخلاقيات المهنة وحماية المصادر وتدقيق المعطيات التي يقدمها عادة موظفون في دوائر حكومية.

كوثر الخولي نشرت في: 14 ديسمبر, 2020
صحفيات على خطوط النار

لم يُسأل الصحفيون الرجال يوما وهم يستعدون لتغطية مناطق النزاع: يجب أن تفكر قبل الذهاب.. لديك أطفال، لكنهم يسألون النساء بثوب الناصحين، رغم أن جدارتهن في المناطق المشتعلة لا تحتاج إلى دليل.

نزار الفراوي نشرت في: 2 ديسمبر, 2020
التمويل الأجنبي للصحافة العربية.. مداخل للفهم

التمويل الأجنبي للمؤسسات الإعلامية العربي ليس شرا كله وليس خيرا كله. بعيدا عن التوجه المؤامراتي الذي يواجه به نظرا لأنه أصبح خارج سيطرة السلطة لابد أن يطرح السؤال الكبير: هل تفرض الجهات الممولة أجندات قد تؤثر على التوجهات التحريرية وتضرب في العمق بمصداقية وموضوعية العمل الصحفي؟

مجلة الصحافة نشرت في: 30 نوفمبر, 2020
"هذا ليس فيلمًا".. عن قصة روبرت فيسك

"يجب أن تبحث عن الحقيقة في الميدان"، هذه كانت وصية روبرت فيسك الأخيرة التي خلدها "هذا ليس فيلما" للمخرج بونغ تشانغ. يروي فيسك قصته مع الراغبين في إخفاء الحقيقة وتبني رواية واحدة هي رواية الغرب دون تمحيص ودون مساءلة السلطات.

شفيق طبارة نشرت في: 29 نوفمبر, 2020
الانتخابات الأميركية واستطلاعات الرأي.. النبوءة القاصرة

مع بداية ظهور أرقام التصويت في الانتخابات الأميركية، كانت صورة النتائج النهائية تزداد غموضاً، وبدا أن استطلاعات الرأي التي ركنت إليها الحملات الانتخابية والمؤسسات الإعلامية محل تساؤل وجدل. فأين أصابت وأين أخفقت؟

أيوب الريمي نشرت في: 8 نوفمبر, 2020
ذاكرة الزلزال.. الكتابة عن الكارثة

في العام 2004 ضرب زلزال عنيف مدينة الحسيمة شمالي المغرب.. زار كاتب المقال المدينة المنكوبة ليؤمّن تغطية صحفية، باحثا عن قصص إنسانية متفرّدة.

نزار الفراوي نشرت في: 6 أغسطس, 2020
صحافة الهجرة التي ولدت من رحم كورونا

في مواجهة سردية اليمين المتطرف، كان لابد من صوت إعلامي مختلف ينتشل المهاجرين العرب من الأخبار المزيفة وشح المعلومات حول انتشار فيروس كورونا رغم الدعم المالي المعدوم.

أحمد أبو حمد نشرت في: 23 أبريل, 2020
أفلام ومسلسلات يجب على الصحفيين مشاهدتها في Netflix

في هذه المادة نجمع لكم عددا من الأفلام والمسلسلات الصادرة مؤخرا، والتي تعالج أحداثا سياسية وتاريخية بمقاربة تفيد الصحفيين حول العالم، والموجودة عبر خدمة Netflix. هذه الأفلام والمسلسلات لا يتحدث معظمها عن الصحافة بشكل مباشر، إنما تستعرض أحداثا وقضايا تهم الصحفيين حول العالم، كما تثير لديهم العديد من التساؤلات حول تحديات الصحافة في العصر الحالي، وكذلك تؤمن لهم مخزونا جيدا من الأفكار التي يمكنهم تطويرها في قصص صحفية. 

محمد خمايسة نشرت في: 26 مارس, 2020
الصحافة في الصومال.. "موسم الهجرة" إلى وسائل التواصل الاجتماعي

من تمجيد العسكر والمليشيات إلى التحوّل إلى سلطة حقيقية، عاشت الصحافة الصومالية تغيرات جوهرية انتهت بانتصار الإعلام الرقمي الذي يواجه اليوم معركة التضليل والإشاعة، والاستقلالية عن أمراء الحرب والسياسة.

الشافعي أبتدون نشرت في: 23 فبراير, 2020
هل طبّع "الصحفيون المواطنون" مع الموت؟

الموت كان يداهم الناس، لكن المصورين كانوا مهووسين بالتوثيق بدل الإنقاذ. لقد أعاد مشهد احتراق طفلة في شقتها أمام عدسات المصورين دون أن يبادر أحد إلى إنقاذ حياتها، نقاش أدوار" المواطن الصحفي" إلى الواجهة: هل يقتصر دورهم على التوثيق ونقل الوقائع للرأي العام، أم ينخرطون في إنقاذ أرواح تقترب من الموت؟

محمد أكينو نشرت في: 2 فبراير, 2020
يوميات صحفي رياضي في كابل (1)

الطريق إلى كابل ولو في مهمة رياضية، ليست مفروشة بالنوايا الحسنة. صحفي سابق لدى قناة "بي إن سبورتس" الرياضية، زار أفغانستان لتغطية مباراة دولية في كرة القدم، لكنه وجد نفسه في دوامة من الأحداث السياسية.. من المطار إلى الفندق إلى شوارع كابل وأزقتها، التقى قناصي الجيش الأميركي، وكتب هذه المشاهدات التي تختصر قصة بلد مزقته الحرب.

سمير بلفاطمي نشرت في: 26 يناير, 2020