المبلّغون عن المخالفات.. الحبر السري لمهنة الصحافة

"لا أريد أن أعيش في عالم يتم فيه تسجيل كلِّ ما أقوله، وكل ما أفعله، وكل شخص أتحدث إليه، وكل تعبير عن الإبداع والحب أو الصداقة".. عبارة قالها الضابط السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، المتهم بسرقة وتسريب معلومات ووثائق استخباراتية إلى صحيفتي "الغارديان" البريطانية و"واشنطن بوست" الأميركية عام 2013، تفيد بوجود برامج للمراقبة الجماعية على الشعب الأميركي.

ربما تكشف عبارة سنودن هذه عن الدوافع الأخلاقية التي قد تحثّ المُبلِّغين عن المخالفات (Whistleblowers) على القيام بتلك الخطوة وتعريض حياتهم الشخصية والمهنية للخطر، بل وتجعلهم مطارَدين خارج أوطانهم في كثير من الأحيان. كما تلقي الضوء على القيم المشتركة بين المبلّغ عن المخالفات ومهنة الصحافة من حيث الولاءُ للشعوب والرقابة على أصحاب السلطة والنفوذ.

قد يكون التبليغ عن الفساد في البلدان العربية بالتعاون مع موظفين مطّلعين داخل شبكات السلطة والنفوذ، ما يزال بكرًا بسبب عدم وجود قوانين تحمي المبلغين من البطش بهم، ولإشكاليات تعاني منها مهنة الصحافة في علاقتها بالأنظمة العربية. أما الدول الديمقراطية فقد عرّفت دور المبلّغ بأنه "الإفصاح لوسائل الإعلام عن معلومات يُعتقد بشكل معقول أنها دليل على انتهاك أي قانون أو قاعدة أو لائحة، أو سوء إدارةٍ جسيم، أو إهدار للأموال، أو إساءة استخدام للسلطة، أو خطر كبير فيه تهديد على صحة وسلامة الجمهور".

فالمبلّغ عن المخالفات هو شخص -عادة ما يكون موظفًا- يكشف عن معلومات أو نشاط غير قانوني داخل المؤسسة التي يعمل فيها، سواء كانت خاصة أو حكومية، حيث تشير تلك المعلومات إلى هدر أو احتيال أو إساءة استخدام أموال دافعي الضرائب وغيرها.

 

مارك فيلت.. فضيحة ووترغيت
يعد مارك وليام فيلت من أبرز المبلّغين عن المخالفات، وقد استطاع بكشفه عن الانتهاكات التي كانت تدور في كواليس السياسة الأميركية أن يفجّر ما يعرف إعلاميًّا بفضيحة "ووترغيت" التي أطاحت بالرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون عام 1974. 

كان فيلت يعمل ضابطا في مكتب التحقيقات الفدرالي، وساعد مراسليْ صحيفة "واشنطن بوست" بوب وودورد وكارل برنشتاين على الكشف عن اقتحام مكاتب الحزب الديمقراطي في مبنى "ووترغيت"، وزرع أجهزة تنصت للتجسس على أعضاء لجنته القومية. وتسببت هذه الفضيحة في جعل موقف نيكسون أثناء معركة التجديد للرئاسة صعبًا جدًّا، وتفجرت أزمة كبيرة في البيت الأبيض دفعته للاستقالة في أغسطس/آب 1974. وظلت هوية فيلت غامضة وسرية حتى تم الكشف عنها عام 2005.

 

دانيال إلسبرغ.. حرب فيتنام
سرّب موظف في وزارة الخارجية الأميركية عام 1971 وثائق خاصة بالبنتاغون، وهي سرد سرّي للوقائع المتعلقة بكيفية خوض الولايات المتحدة لحرب فيتنام. وكان إلسبرغ تواصل مع صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و17 صحيفة أخرى للمساعدة في وقف الحرب هناك، حيث صوّر الدراسة التي تبلغ 7000 صفحة وقدَّمها إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. 

طلبت إدارة نيكسون مساعدة المحكمة العليا في منع صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" من نشر الأوراق، لكن تم رفضها. كما تم رفض محاكمته في 12 تهمة جنائية قد تصل عقوبتها إلى السجن 115 سنة. بعد انتهاء الحرب في فيتنام، أصبح إلسبرغ محاضرًا وباحثًا وكاتبًا وناشطا حول مخاطر السلاح النووي، والتدخلات الأميركية الخاطئة، والحاجة الملحة للإبلاغ الوطني عن المخالفات.

 

تشلسي مانينغ.. ويكيليكس
مررت المقاتلة في الجيش الأميركي تشلسي مانينغ -المولودة باسم "إدوارد مانينغ"- إلى موقع ويكيليكس قرابة 750 ألف وثيقة سرية وغير سرية، تتعلق بأمور عسكرية ودبلوماسية. أدانت المحكمة مانينغ عام 2013 وحكمت عليها بالسجن 35 سنة لانتهاكها قانون التجسس وغيرها من الجرائم. 

تضمنت عمليات الكشف مقاطع فيديو لغارة جوية في بغداد يوم 12 يوليو/تموز 2007، وأخرى في أفغانستان عام 2009، استهدفتا مدنيين بشكل عشوائي وممنهج. كما تضمنت برقيات دبلوماسية أميركية وتقارير للجيش أصبحت تُعرف باسم سجلات حرب العراق ومذكرات الحرب الأفغانية. وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قالت مانينغ إنها أصدرت الوثائق "لإظهار التكلفة الحقيقية للحرب".

نُشرت المادة من قبل ويكيليكس وشركائها الإعلاميين "نيويورك تايمز" الأميركية، و"الغارديان" البريطانية، و"دير شبيغل" الألمانية، في الفترة ما بين أبريل/نيسان 2010 وأبريل/نيسان 2011، حيث جذب نشر المواد المسرّبة تغطية عالمية واسعة النطاق. ولكن في يناير/كانون الثاني 2017، خفف الرئيس باراك أوباما عقوبة مانينغ إلى نحو سبع سنوات بدءًا من تاريخ اعتقالها.

 

الحق في المعرفة
يهتم الصحفيون بشكل خاص بالمبلّغين عن المخالفات، لأنهم غالبًا ما يلعبون دورًا فعالا في الكشف عن القصص التي تهم قطاعا كبيرا من الجمهور. وتعتمد مؤسسات إعلامية على هؤلاء المبلغين لاكتساب نظرة ثاقبة حول كيفية إدارة الحكومة والقطاع الخاص ورجال الأعمال للملفات المختلفة التي تؤثر بشكل كبير على الأفراد.

 في بعض الأحيان، يرغب المبلغون في عدم الكشف عن هويتهم، وتبذل وسائل الإعلام قصارى جهدها لحمايتهم، وفي أوقات أخرى قد تكون الهويات علنية منذ البداية. وفي الحالتين يتعرضون لانتقادات وتهديدات كبيرة، ويمتد الهجوم إلى الصحفيين الذين ينقلون القصص.

صحفي "الغارديان" غلين غرينوالد الذي كشف قصة سنودن مع وكالة الأمن القومي الأميركية، اتهمته بعض الأوساط "بمساعدة وتحريض" موظف المخابرات السابق، وطالب بعض السياسيين الأميركيين بمحاكمته إلى جانب سنودن. كما طالته حملة شرسة لنشر تلميحات حول جوانب من ماضي غرينوالد، قد تجعل من صحافته محل تساؤل.

وكتب غرينوالد في الغارديان: "عندما اخترتُ الإبلاغ عن برامج وكالة الأمن القومي شديدة السرية، علمتُ أنني سأكون حتما هدفًا لجميع أنواع الهجمات الشخصية والتشهير.. أنت لا تتحدى أقوى دولة على وجه الأرض وتتوقع أن تفعل ذلك دون أن تتعرض للهجوم". 

وهناك مثال آخر وهو تعرض دانيال إلسبرغ للتشهير، حتى إن ضباط المخابرات الأميركية اقتحموا بشكل غير قانوني مكتب طبيبه النفسي للعثور على معلومات تشوّه سمعته.

 

بين السبق الصحفي وحماية المصادر
يعمل الصحفيون مع المُبلغين عن المخالفات حين يتعلق الأمر بإنجاز التحقيقات الاستقصائية، نظرًا لتوافر شروط العمل الصحفي الاستقصائي مع هذا النوع من المعلومات التي تنطوي على مخالفات وكشف للفساد. لهذا، على الصحفي الذي يشرع في التعرض لهذا النوع من التحقيقات، أن يتعرف على القوانين المختلفة مهما كانت بديهية، ليتمكن من حماية هوية وخصوصية المبلغين وإبعادهم عن المُساءلة القانونية.

ويواجه الصحفيون معضلات أخلاقية عندما يشرعون في العمل مع المُبلغين، فهم بحاجة إلى تحقيق التوازن بين قصة إخبارية رائعة قد تحقق لهم المجد الصحفي، وبين التدمير المحتمل لحياة المبُلغين.

وللخروج من هذا المأزق، على الصحفي أن يوازن بين أمرين: إنجاز السبق الصحفي له ولمؤسسته الإعلامية، وتحقيق المبدأ الأهم في الصحافة وهو حق الجمهور في المعرفة. ولتحقيق المعادلة الصعبة، على الصحفي أن يسأل نفسه قبل أن يمضي قُدما في تحقيقه: هل ستساعد القصة في إنقاذ حياة عامة الناس أو صحتهم أو الحفاظ على أمنهم وسلامتهم؟

عندما يجد الصحفي نفسه قادرًا على الإجابة عن هذا السؤال، سيكون قادرًا على تحديد نقطة البداية لقصته بمجرد اتخاذ قرار العمل مع المبُلغين وفحص جميع العواقب مقدّمًا، وحينها يبدأ العمل الحقيقي.

هنا، على الصحفي تبني مجموعة من الإستراتيجيات لبدء العمل، ومنها:

مسؤولية الصحفي تجاه المبلّغ

الصحفي ليس خبيرًا إستراتيجيًّا أو مقدم نصائح في العلاقات العامة، لذا لا يمكنه -بأي حال من الأحوال- أن يكون محامي المبلّغين. ولكن من خلال تطوير الثقة بينه وبين المبلّغ، عليه إظهار بعض الاعتبارات النوعية التي قد تترتب على الإبلاغ عن المخالفات، وذلك من منطلق تشجيعه على الإبلاغ عن المعلومات القيّمة التي بحوزته، وفي الوقت نفسه توفير وسائل حماية المصدر إلى أقصى حد.

تعدّ الكلمة السحرية لتطوير العلاقة بين الصحفي والمبلّغ هي "الثقة"، فغالبًا ما يكون المبلغون في حيرة من أمرهم وخائفين، ليس فقط من المخاطر التي تترتب على كشفهم، ولكن أيضا بسبب تعاملهم الجديد مع مجموعة من الغرباء، وكذلك السياقات الجديدة والقواعد غير المألوفة التي أصبحوا يتعاملون وفقها، فعادة ما يكون هذا عالمًا جديدًا تمامًا للأشخاص الذين لا يعتبرون أنفسهم مُسربي معلومات أو مخبرين، وليس لديهم خبرة في التنقل في عالم الأخبار أو السياسة أو خبرات النشطاء المناصرين للقضايا العامة.

فيما يلي بعض النصائح التي تساعد الصحفيين على كسب الثقة مع المبلّغ:

قوانين حماية المُبلغين 

يواجه المُبلغون عن المخالفات بعض الممارسات الانتقامية التي قد تبدأ بالفصل من العمل وتشويه السمعة، وقد لا تنتهي عند الابتزاز الشخصي سواء بالتهديد في دوائر العلاقات القريبة كالأهل والأصدقاء، ووصولا إلى الاضطرابات النفسية التي تنتج عن هذا النوع من الضغوط. لهذا، سعى عدد من مؤسسات المجتمع المدني التي تراقب أداء الحكومات وأصحاب الأعمال الذين تؤثر أعمالهم على حياة الناس وصحتهم؛ إلى تشكيل مظلة حماية للدفاع عن المبلغين. 

في العام 2003، تم الاعتراف بالدور الحيوي الذي يلعبه المبلغون، والحاجة إلى حمايتهم كجزء من القانون الدولي، وذلك عندما اعتمدت الأمم المتحدة اتفاقية مكافحة الفساد. ووقّعت على هذه الاتفاقية 140 دولة، وصادقت عليها رسميًّا أو وافقت عليها أو انضمت إليها 137 دولة، بما فيها الولايات المتحدة وكندا. 

كما يمكن تتبع بعض القوانين لحماية المُبلغين في القانون الدولي في اتفاقية الاتحاد الإفريقي بشأن منع الفساد ومكافحته. كما تم الضغط من أجل اعتماد دولي أكبر لقوانين المُبلغين، بما فيها مجموعة العشرين (G20)، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (APEC).

وفقًا لتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2016، فإن "حماية المبلغين عن المخالفات هي خط الدفاع النهائي لحماية المصلحة العامة"، إذ يمكن أن يختلف نطاق الحماية على نطاق واسع. فمثلا، تحمي قوانين المبلغين في بعض البلدان مثل الهند، الموظفين العموميين فقط. وفي بلدان أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية، يتمتع الموظفون في القطاعين العام والخاص بالحماية، بينما في بلدان مثل المكسيك والبرتغال والنرويج، يمكن لمجموعة واسعة من الأفراد -بمن فيهم الموظفون السابقون أو المقاولون أو الموردون- التأهل كمبلغين من القطاع العام. 

 

 

Image removed.https://lh6.googleusercontent.com/f5rzwdjOiJXItXGeCQ0Z4qSFR1Ro6lOHy3Khl…" width="444" />

Figure 1خريطة توضح الدولة التي لديها قوانين لحماية المبلغين عن المخالفات. المصدر: https://www.whistleblowers.org

 

المصادر:

The National Whistleblower Center (NWC)

https://www.whistleblowers.org

J-Source.ca: The Canadian Journalism Project

https://j-source.ca
Government Accountability Project

https://whistleblower.org/

 

 

المزيد من المقالات

عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

إيليا توبر نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021
الصحفي وامتحان "الوثائقي"

ما لم تحفز الأفلام الوثائقية المشاهد على "عمل شيء، أو توسيع مدارك المعرفة والفهم الإنسانية"، فإنه لا يضيف أي قيمة للممارسة الصحفية. البعض يعتقد أن صناعة الفيلم الوثائقي ليست مهمة، لذلك يسقطون في أخطاء، يحاول هذا المقال أن يرصد أبرزها خاصة التي تفتقر للحد الأدنى من لغة الوثائقي.

بشار حمدان نشرت في: 16 مارس, 2021
الصحفي.. والضريبة النفسية المنسية

في مرحلة ما، تتشابه مهام الصحفي والأخصائي النفسي الذي يستمع لمختلف القصص ويكون أول من يحلل أحداثها لكن عليه أن يحافظ على مسافة منها وألا ينسلخ عن إنسانيته في ذات الوقت. في هذا المقال، تقدم الزميلة أميرة زهرة إيمولودان مجموعة من القراءات والتوصيات الموجهة للصحفيين للاعتناء بصحتهم النفسي.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 14 مارس, 2021
فيسبوك بلا أخبار في أستراليا.. عن حرب العائدات التي اشتعلت

استيقظ مستخدمو فيسبوك في أستراليا، صباح اليوم الأربعاء، على "فيسبوك دون أخبار"؛ حيث قررت شركة فيسبوك منع مستخدميها في أستراليا من مشاهدة أو نشر الأخبار على منصته.

محمد خمايسة نشرت في: 18 فبراير, 2021
العمل الصحفي الحرّ في الأردن.. مقاومة لإثبات الوجود

أظهرت نتائج الرصد تحيزًا كبيرا إلى الرواية الرسميّة الحكوميّة في تلقي المعلومات وبثها، حتى تحوّلت الحكومة من خلال الناطق الإعلامي والوزراء المعنيين وكبار الموظفين في الوزارات ذات الاختصاص، إلى مصادر محددة للمعلومات التي تتولى وسائل الإعلام تلقيها وبثها.

هدى أبو هاشم نشرت في: 29 ديسمبر, 2020
صحفيات على خطوط النار

لم يُسأل الصحفيون الرجال يوما وهم يستعدون لتغطية مناطق النزاع: يجب أن تفكر قبل الذهاب.. لديك أطفال، لكنهم يسألون النساء بثوب الناصحين، رغم أن جدارتهن في المناطق المشتعلة لا تحتاج إلى دليل.

نزار الفراوي نشرت في: 2 ديسمبر, 2020
التمويل الأجنبي للصحافة العربية.. مداخل للفهم

التمويل الأجنبي للمؤسسات الإعلامية العربي ليس شرا كله وليس خيرا كله. بعيدا عن التوجه المؤامراتي الذي يواجه به نظرا لأنه أصبح خارج سيطرة السلطة لابد أن يطرح السؤال الكبير: هل تفرض الجهات الممولة أجندات قد تؤثر على التوجهات التحريرية وتضرب في العمق بمصداقية وموضوعية العمل الصحفي؟

مجلة الصحافة نشرت في: 30 نوفمبر, 2020
"هذا ليس فيلمًا".. عن قصة روبرت فيسك

"يجب أن تبحث عن الحقيقة في الميدان"، هذه كانت وصية روبرت فيسك الأخيرة التي خلدها "هذا ليس فيلما" للمخرج بونغ تشانغ. يروي فيسك قصته مع الراغبين في إخفاء الحقيقة وتبني رواية واحدة هي رواية الغرب دون تمحيص ودون مساءلة السلطات.

شفيق طبارة نشرت في: 29 نوفمبر, 2020
الانتخابات الأميركية واستطلاعات الرأي.. النبوءة القاصرة

مع بداية ظهور أرقام التصويت في الانتخابات الأميركية، كانت صورة النتائج النهائية تزداد غموضاً، وبدا أن استطلاعات الرأي التي ركنت إليها الحملات الانتخابية والمؤسسات الإعلامية محل تساؤل وجدل. فأين أصابت وأين أخفقت؟

أيوب الريمي نشرت في: 8 نوفمبر, 2020
ذاكرة الزلزال.. الكتابة عن الكارثة

في العام 2004 ضرب زلزال عنيف مدينة الحسيمة شمالي المغرب.. زار كاتب المقال المدينة المنكوبة ليؤمّن تغطية صحفية، باحثا عن قصص إنسانية متفرّدة.

نزار الفراوي نشرت في: 6 أغسطس, 2020
صحافة الهجرة التي ولدت من رحم كورونا

في مواجهة سردية اليمين المتطرف، كان لابد من صوت إعلامي مختلف ينتشل المهاجرين العرب من الأخبار المزيفة وشح المعلومات حول انتشار فيروس كورونا رغم الدعم المالي المعدوم.

أحمد أبو حمد نشرت في: 23 أبريل, 2020
أفلام ومسلسلات يجب على الصحفيين مشاهدتها في Netflix

في هذه المادة نجمع لكم عددا من الأفلام والمسلسلات الصادرة مؤخرا، والتي تعالج أحداثا سياسية وتاريخية بمقاربة تفيد الصحفيين حول العالم، والموجودة عبر خدمة Netflix. هذه الأفلام والمسلسلات لا يتحدث معظمها عن الصحافة بشكل مباشر، إنما تستعرض أحداثا وقضايا تهم الصحفيين حول العالم، كما تثير لديهم العديد من التساؤلات حول تحديات الصحافة في العصر الحالي، وكذلك تؤمن لهم مخزونا جيدا من الأفكار التي يمكنهم تطويرها في قصص صحفية. 

محمد خمايسة نشرت في: 26 مارس, 2020
الصحافة في الصومال.. "موسم الهجرة" إلى وسائل التواصل الاجتماعي

من تمجيد العسكر والمليشيات إلى التحوّل إلى سلطة حقيقية، عاشت الصحافة الصومالية تغيرات جوهرية انتهت بانتصار الإعلام الرقمي الذي يواجه اليوم معركة التضليل والإشاعة، والاستقلالية عن أمراء الحرب والسياسة.

الشافعي أبتدون نشرت في: 23 فبراير, 2020
هل طبّع "الصحفيون المواطنون" مع الموت؟

الموت كان يداهم الناس، لكن المصورين كانوا مهووسين بالتوثيق بدل الإنقاذ. لقد أعاد مشهد احتراق طفلة في شقتها أمام عدسات المصورين دون أن يبادر أحد إلى إنقاذ حياتها، نقاش أدوار" المواطن الصحفي" إلى الواجهة: هل يقتصر دورهم على التوثيق ونقل الوقائع للرأي العام، أم ينخرطون في إنقاذ أرواح تقترب من الموت؟

محمد أكينو نشرت في: 2 فبراير, 2020
يوميات صحفي رياضي في كابل (1)

الطريق إلى كابل ولو في مهمة رياضية، ليست مفروشة بالنوايا الحسنة. صحفي سابق لدى قناة "بي إن سبورتس" الرياضية، زار أفغانستان لتغطية مباراة دولية في كرة القدم، لكنه وجد نفسه في دوامة من الأحداث السياسية.. من المطار إلى الفندق إلى شوارع كابل وأزقتها، التقى قناصي الجيش الأميركي، وكتب هذه المشاهدات التي تختصر قصة بلد مزقته الحرب.

سمير بلفاطمي نشرت في: 26 يناير, 2020
معركة الصحافة مع أنوف السياسيين الطويلة جدًّا

يخوض الصحفيون في الأعوام الأخيرة، واحدة من أشرس معاركهم ضد تصريحات السياسيين الكاذبة. فما هي الأدوات التي استعد بها الصحفيون لمواجهة هذه الموجة من تزييف الحقائق؟

محمد خمايسة نشرت في: 10 ديسمبر, 2019