حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

أنهك الوقود والخبزُ السودانيين، بينما لا تزالُ المنابرُ الصحفيّةُ تعتبرُ الحديث عنه تَرَفًا نُخبويًّا، ما بعد الإطاحة بنظام البشير. هذه الحالُ الاقتصاديّةُ كان من المفترَض أنْ تجدَ لها صدًى في الصِّحافة، وكان منتظَرًا من هذه الصِّحافة ألّا تتحاشى الخوضَ في حقوق الأكثريّة المأزومة، وأنْ يكونَ لديها توازنٌ في ترتيب الأولويّات؛ فتنحازَ لمطالب هذه الأغلبية.

لكنّ ساحةَ الصِّحافة ضاقَت على حاجات الشارع، ودان لصوت "النخبة" مَن امتلكوا المنابرَ العامة، وتراجعت المساحةُ الصحفية المتاحة للحديث عن مظاهر الحاجات العامة واتساع رُقعةِ الفقر.

هكذا انقسم المشهدُ إلى معسكرين.

"معسكرُ النخبةِ" الذي يتمثّل في مكوِّنين؛ القِوى الفاعلة التي فجّرَتِ الثورةَ وورثت النّظامَ البائد، وخصومُها السياسيّون من معسكراتٍ أخرى. وهؤلاء أمْيَلُ إلى الأُطروحات والسِّجالات التنظيرية النخبوية من خلال منابر المركز.

في المقابل هناك "معسكر العامّة" الذين أرهقهم العجزُ عن إدراك الضروريات وتوفير أدنى احتياجاتهم المعيشية.

ورغم أنّه الصوتُ الأقوى، لم يفلحْ صوتُ الشّارعِ في انتزاع مُتَّسَعٍ مكافئٍ له في الصحف السودانية الورقية والإلكترونية، التي انصرفت إلى الاهتمام بمشاغل "النخبة" وسجالاتها بمختلف المنصات.

وهو واقعٌ يمكن وصفُه بـ "الخَلَل المفاهيميّ" حول وظيفة الصِّحافة؛ ممثَّلةً بالارتقاء بحياة الناس؛ وهي الوظيفة التي وضعها الصحفيُّ والمخرج البريطاني جوشوا أوبنهايمر في المقام الأول من خلال "الكشف عن معلومات جديدة حيوية للمصلحة العامة، ووضع تلك المعلومات في سياقٍ يُمكّنُنا من استخدامها لتحسين أحوال الناس" على حدِّ قوله.

 

قُطْبا الرَّحَى 

 

إنّ أكثرَ ما ميَّزَ التّغييرَ في السُّودان؛ أنّ وَرَثَةَ النِّظامِ البائدِ -عدا العسكريّين- قَدِمُوا من الخارج، مُتأثِّرين بمدارس بلدان المَهْجَر. وفي غُضُونِ عامين تلاحقَتِ الأزمةُ الاقتصادية التي هَوَت بالعُمْلةِ السودانية -دون كابحٍ- إلى أدنى مستوياتِها، ولم يعد المدى الأقصى لأحلام العامّة يتجاوزُ الحصولَ على رغيفِ الخبزِ وقِنِّينةِ الغازِ ونظامٍ صحّيّ، وتأمين خِدْمات الماء والكهرباء.

وفي ظلّ تضارُب الأولويّات كان المنتظَر من الصِّحافة أن تُوازِنَ -في تناوُلها- بين الفريقين؛ عبر منْح حاجات العامة وتمظْهُراتِ الفقر الحَيِّزَ الذي يلائم حجمَ معاناتهم. بيد أنّ ظروفًا عديدة أفضت إلى خَلَلٍ جوهريّ، تشهد به المطالَعةُ اليومية للصحف. فمثلًا؛ من خلال تصفُّح سبعة وسائط صحفية بين الورقيّ والإلكترونيّ بتاريخ 12 فبراير 2020، يتضح أنّ حصيلتَها من الأخبار المهمّة وشبه المهمّة بلغت 44 خبرًا، وكان نصيبُ الواقع العامّ لحاجات الناس 6 أخبار فقط، أي ما نسبته حوالي 14%، فيما عالجت القصصُ الأخرى مواضيعَ النُّخبة.

 

جذور الأزمة

من خلال ذلك يمكنُنا أنْ نعزوَ عدمَ الموازنةِ بين (سِجال نُخبة المركز) و(حاجات العامة ومظاهر الفقر) إلى ثلاثة محاور رئيسة: أوّلُها الواقعُ الاقتصادي للصحف؛ حيث يُجْمِعُ المهتمون في السودان على أنّ الصحف تنتظر النهايةَ الوشيكة؛ جرّاءَ أزمات ارتفاع مُدخَلاتِ الإنتاج وتدنّي التوزيع والإعلان، ما سيؤدّي إلى عجزها عن مواجهة تكاليف الإصدار.

ويصف الصحفيُّ والباحث السوداني ضياء الدين بلال -رئيس مجلس إدارة صحيفة "السودانيّ"- الصِّحافةَ السودانية بأنّها "بلغَت مرحلةَ الاحتضار"، ويؤكِّد معاناتَها جرّاءَ الأوضاع الاقتصادية القاسية، فضلًا عن منافسة وسائل التواصل الاجتماعي، والظروف التي خلَّفَها وباءُ كورونا. ويضيف: "لقد عجزَت الصِّحافةُ عن تطوير نفسها لمواجهة هذه التحديات".

لقد لجأَتِ الكثيرُ من الصحف إلى ما يشبه العملية الجراحية كي تبقى على قيد الحياة. فمنها مَن أوقفَت الصُّدورَ اليوميَّ ورهنَتْه بتوفُّر إعلانٍ يغطّي التكاليفَ. وأخرى قلَّصَت عددَ الصحفيّين العاملين إلى 6 فقط، مِن بينهم مسؤولو التحرير. بينما قلّصت أخرى عددَ صفحاتِها لتصبح 8، فيما آثرت أخرى أن تُوقِف الصدور الورقي، محتفِظةً فقط بواجهتها الإلكترونية.

وممّا فاقَم مِن أزماتِها؛ أنّ كلَّ الصُّحفِ السودانية مملوكةٌ لأفراد، لا لشركات كبيرةٍ تملك هامشًا للمناورة عبر استحداث بدائل ملائمةٍ تسدُّ العجزَ.

أمّا المحورُ الثاني، فهو الجانبُ الاجتماعيُّ؛ حيث إنّ الصحفيّين يعملون بشروطِ عملٍ سيئةٍ، ويفضّلون يُسْرَ تغطية الصالات المُهَيَّأة عوضًا عن أزقّة الفقر ودهاليزه الخانقة.

كما أنّ الصالات تكفلُ ارتباطَ الصحفيّ والصحيفة بالنُّخبة وكلِّ إيجابياتها الاجتماعية؛ على نحوٍ عبَّر عنه الصحفيُّ الأمريكي بريت هيوم بقوله: "يَعتبر بعضُ الصحفيين أنفسَهم منفصلين عن الأشخاص الذين يزعمون أنهم يخدمونهم، بل ويتعالَون عليهم إلى حدٍّ ما".

هذا التوجُّهُ تبنَّتْه الصِّحافةُ الأوروبيةُ مطلعَ القرن العشرين، عندما كان ملح طعامها "النخبة" في كل الأحوال؛ وفق ما يقرّره الصحفيُّ والكاتب البريطاني روبيرت بلاك حين قال: "في الأنظمة الديكتاتورية، تخضعُ وسائلُ الإعلام لسيطرة الدولة. وفي الديمقراطيات، يتم التحكُّمُ بوسائل الإعلام من قِبل أثرياء لهم انتماءاتٌ سياسية، وإنّ الإعلامَ الموضوعيّ والصحفيين غير موجودين في التيّار العام".

والسِّجالُ النُّخبويُّ ذاتُه يبدو أكثرَ إغراءً لكُتّاب الأعمدة اليومية الذين جَرَفَهم تيارُ النّخبة الفاعلة عنوةً، وبعضُهم قد يكون مُنحازًا -ابتداءً- إلى الصَّفوة؛ بفرضية انتمائه لأيٍّ من معسكري المحافظين أو الليبراليين الذين يتقاسمون "إضاءة القاعات"، لا بُؤْسَ الأزقّة الفقيرة.

وحتى القِلّةُ من الصحفيّين الذين ما زالوا يعملون في الصحف؛ فإنّ كثيرًا منهم يعاني من ضعف الخبرات وقلّة فرص التدريب العملي الداخلي والخارجي. وفيما أحالت تكنولوجيا الاتصالات ووسائل التواصل المواطنَ العادي إلى ناقلٍ للخبر الخام، مع إبراز صورٍ قاصرةٍ عن المواصفات الفنية للصحف، لجأت بعض الصحف للاستفادة من التدفق التلقائي عبر وسائل التواصل دون التنقيح المهني الصارم لهذا الوارد.

من جانبٍ آخر، قد أدّى تناقُصُ الصحفيين وعددُ صفَحات الصحف إلى تغييب بعض المعالَجات التي تَمَسُّ المجتمعَ؛ مثل: الصحافة الاستقصائية، والتغطيات الحية للأزمات التي يعاني منها الناس، والتعامل المهني الفَطِن لمَسِيرات رفْض واقع الفقر والجوع في العاصمة وفي حضر السودان وأريافها. لقد استَلَفَت الصِّحافةُ مبدأَ "ما خَفَّ وزنُه، وغلا ثمنُه"؛ بحيث تَقْنَعُ بنقلِ الأخبار من داخل الصالات المغلَقة أو بتصريحاتِ الفاعلين كمهمة يسيرة. 

وتنهض آفةُ القصور عن إدراك الموازنة في التناول بين: (حاجات الناس) و(سجال النخبة) كنموذجٍ لأزمات الصحافة السودانية؛ لاسيّما الجانب الاقتصادي.

وهنا يمكن اعتبارُ نمط مِلْكِيّةِ الصحف أكبرَ عقبةٍ في طريق الاستقرار الاقتصادي للصحف؛ حيث إنّ غالبيتها مملوكةٌ لأفرادٍ من الصحفيين الذين لا يملكون أعمالًا أخرى تمكِّنُهم من سَدِّ العجز حالَ تراجُعِ المردودِ الماليّ للصحيفة. وعلى ما يبدو، تلك علةٌ ينطوي عليها قانونُ الصحافة الذي مَنَحَ الحقَّ بقيام صحافة الأفراد.

وإذا كانَتْ ظروفُ الطَّفْرةِ النفطية مطلعَ الألفية الجديدة قد أتاحَت لبعض الصحفيين الربحَ المالي والاجتماعي عبر استثمار العديد من التشوهات في مفاهيم النظام البائد وسلوكه؛ فإنّه من الأصلح للصحف السودانية -في المرحلة الحالية- أن تتجه إلى عمليّات الاندماج فيما بينها؛ لتأسيس شركاتٍ إعلاميةٍ شاملةٍ بمقدورها تبنّي مختلف الوسائط والفروع التي تكفل الاستقرار المالي والإداري للصحف.

وفي هذا الإطار، من الممكن طرحُ أسهمِ الصحف؛ كشركاتٍ مساهمةٍ عامةٍ، ولكلٍّ منها مجلسُ إدارةٍ يملك الأهليّةَ والرؤية اللازمة للاستدامة والتطوير. ويلزم تلك النقلةَ غطاءٌ قانونيٌّ؛ عبر تعديل قانون الصحافة، مع منْحِ مجلس الصحافة هامشًا من المرونة؛ ليُسهِمَ في تعزيز هذا الهدف؛ بتدرُّجٍ يُتيح للصحف القائمة توفيقَ أوضاعها، مع الإسهام بالدّعم الفنيّ المطلوب.

ورغم أنّ غالبيّةَ الصحفيين ينتمون إلى الطبقة العامة التي تكتوي بالظروف الاجتماعية، إلّا أنّ الواقع يجعلهم يتقرّبون إلى "النخبة" على حساب حاجات العامة. وهذا ما عبَّرَت عنه الصحفيةُ الأمريكية هيثر براينت -مديرة منظمة الواجهة "Facet"- بقولها: "بشكل عامّ، تميل التغطيةُ الإخبارية إلى استبعاد الذين يعانون من الضوائق الاقتصادية؛ كما لو أنهم لا يشاركون في نفس النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كأيّ شخص آخر".

في الغالب، يُضطَّرُ الصحفيون إلى ترديد ما تُقَرِّرُه الأجهزةُ الرسمية من مُسوِّغاتٍ؛ بمعزلٍ عن فحص المعطيات -وفقَ ما تُملِيه أعرافُ المهنة-، مع النزعة إلى استخدام لغةٍ فخمةٍ تتجاوزُ الواقعَ، بالمصطلحات وفنون الخطابة. وهو ما نبّهتْ إليه الصحفيةُ دينيس أوردوا: "يجب أن يكون لدى الصحفي فهمٌ قويّ للقضايا التي يغطّيها؛ من أجل الكتابة عنها بطريقة مباشرة، ولا يكفي أن يُكرِّرَ -بببغائيةٍ- التفسيراتِ التي يقدِّمُها المسؤولون الحكوميون والأكاديميون. وعندما يعتمد الصحفيون على المصطلحات والكلمات الكبيرة، أو يقدّمون مراجعَ تاريخيةً وأدبية غامضة، فإنهم يعسِّرون مهمةَ أنْ يفهمَهم الجميعُ".

ونذكر هنا أنّ الصحفيتين هيثر براينت، ودينيس أوردواي -القادمتين من خلفيات فقيرة- نشرتا في موقع (Journalist’s Resource JR)، الذي يحرره مركز شورنشتاين للإعلام والسياسة بكلية كينيدي بجامعة هارفارد، مطلع سبتمبر 2018، نشرتا مقالًا مشترَكًا تناول نصائح جمّةً للصحفيين حول تغطية الفقر والضوائق الاقتصادية؛ تحت عنوان: "تغطيةُ الفقر: ما يجب تجنُّبُه وكيفيّةُ تصحيحه".

وإذا سلَّمْنا -جدلًا- بأنّ الأزَماتِ التي تعاني منها الصحفُ السودانيةُ هي وراءَ القصورِ في التناول المستحَقّ للضوائق وحاجات المجتمع الضرورية؛ فإنّ الرُّكون لذلك الواقع -دون تشريحٍ للتحديات بغيةَ تجاوُزها- يُضاعِفُ مأساةَ الفقراء في هذا البلد، ويُضحّي بحقِّهم في أنْ يكونوا جُزءًا من القصة الإعلامية.

 

المزيد من المقالات

طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024