في العام 2001 وبعد أشهر قليلة من أحداث 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية، قال وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد في مؤتمر الدفاع الآسيوي إنه "لو أردنا أن نشاهد الجزيرة يوما بعد يوم، وحتى لو كنا أمريكيين، سنصدق أن الولايات المتحدة الأميركية سيئة (1).
لم يكن يعلم رامسفيلد أن تصريحه هذا، وإن كان هدفه انتقاد القناة، إلا أنه أشبه "بالنبوءة السياسية" التي سيتحقق جزء منها في العام 2024؛ فشريحة واسعة من الشعب الأمريكي، ولا سيّما الطلاب والشباب، يفترشون اليوم الساحات والجامعات للتظاهر احتجاجا على تواطؤ إدارتهم وجامعات بلادهم في دعم إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق غزة وسكانها.
لا يمكن القول إن هذه الدينامية حدثت بفعل الأخبار المضللة التي تبنّتها القنوات والصحف الأمريكية على اختلاف توجّهاتها، والتي بنت عليها روايتها الإعلامية، بل بفعل ما نقله الناشطون الفلسطينيون على وسائل التواصل الاجتماعي، وبفعل الدور الكبير والأساسي الذي لعبته قناة الجزيرة في كشف حقيقة حرب الإبادة في غزة للرأي العام العالميّ. "فتأثير الجزيرة(2)" الذي بدأ الغرب بالكتابة عنه منذ العام 1999، أي بعد ثلاث سنوات من إطلاقها، يحل من جديد خلال الحرب الحالية على غزة بفاعلية وتأثير كبيرين، لينتقل من وسيلة لمتابعة حروب المنطقة العربية وصراعاتها إلى وسيلة لنشر الرواية الفلسطينية وإعادة تشكيل الرأي العام العالمي بشأن فلسطين، ومن ثَم كسر سطوة الدعاية الإسرائيلية لعقود في الغرب.
لحظات الجزيرة الأولى
منذ تأسيسها في العاصمة القطرية الدوحة في العام 1996، وجد الغرب في قناة الجزيرة بإعلامه وسياسييه ما عدّوه فرصة لنقلة نوعية في العالم العربي بتبنيها حيزا من حرية التعبير ومن المعارضة التي يندر وجودها في المنطقة. وفي سنوات قليلة، بدأت الصحافة الغربية بالكتابة عنها، ليس فقط عن كونها نموذجا عربيا متقدّما في المحتوى والعمل الصحفيّ، بل عن فرادتها -كما سمّوا ذلك- في تغطياتها ونجاحها في كسر أحادية الإعلام الغربي وسطوته في العالم. هنا، يفتح النقاش عن نقطة مهمّة يجب التوقّف عندها، وهي نجاح القناة في بضع سنوات قليلة من انطلاقها من دولة عربية وهي قطر، في "كسر أحادية الإعلام الغربي" في العالم وليس فقط في التأثير في المنطقة. فما الأدوات التي استخدمتها الجزيرة؟ وكيف تبدلت مكانتها في العالم الغربي؟
لنعد بالذاكرة إلى العام 1998، وتحديدا إلى ١٦ ديسمبر/ كانون الأول عندما أطلقت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عملية "ثعلب الصحراء" مستهدفة معسكرات ومواقع حكومية عراقية بتهمة امتلاك العراق، آنذاك، أسلحة دمار شامل. حينئذ، كانت الجزيرة هي القناة الوحيدة التي تعمل مباشرة من الميدان؛ إذ نقلت عدساتها مباشرة الغارات الأمريكية على العراق، وكانت في الوقت نفسه تقدّم في أستديوهاتها عرضا تفصيليا بالبيانات والصور والأرقام لهذه الحرب للمرة الأولى، ما أسهم بشكل كبير ليس فقط في صعود أسهم القناة جماهيريا في المنطقة العربية، بل أيضا في تحريك شعوبها للاحتجاج على أمريكا. هنا، وُصفت تغطية القناة بأنها "زمن الجزيرة" أو "لحظة الجزيرة الأولى" لتشكل بذلك المراحل الأولى لتبدل الصورة والنظرة عن القناة في الغرب.
ويمكن القول إن القناة بدأت أولى خطواتها في اتخاذ مكانة لها في الإعلام العالمي أو في إحداث اختراق عربي أولي في المنظومة الإعلامية العالمية خلال تغطية أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001. في ذلك الوقت، اجتاح التصوير المسجل لزعيم القاعدة أسامة بن لادن شاشات التلفزيون حول العالم نقلا عن قناة الجزيرة التي انفردت ببثه.
وقتئذ، بدأت فصول شيطنة القناة. أما التهمة، فكانت "نشر الكراهية لدى العرب والمسلمين تجاه الولايات المتحدة الأمريكية"، وكانت الجزيرة محط اهتمام الإعلام الغربي أيضا وليس فقط الدوائر السياسية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يشير مقال في صحيفة "ذا نيويورك تايمز" أنها "ذكرت الجزيرة في ١٦٦ مقالا خلال ثمانية أشهر بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، في حين ذكرتها 20 مرة في السنوات الخمس التي سبقت هذا التاريخ ومنذ تأسيسها"(3).
وفي العراق مرة ثانية وفي سنة 2003، كانت القناة مجددا محط أنظار العالم بقدرتها على نقل الأخبار مباشرة من الميدان وبأسلوبها الخاص في التغطية الذي لا يكتفي فقط بعرض الخبر، بل بتحليله وتفصيله مع اختصاصيين عبر البيانات من صور وأرقام، وهو ما لم يألفه الإعلام بشكل عام آنذاك. هذه المرة، تبنّت الصحف الغربية لغة الغضب الأمريكي تجاه القناة عبر اتهامها "بإثارة مشاعر الكراهية عند العرب تجاه الولايات المتحدة" من خلال سياستها التحريرية التي هي في الحقيقة نقلت الواقع كما هو؛ أي الإشارة بوضوح إلى أن العراق يتعرض لعملية احتلال خلافا للقانون الدولي.
إلا أن المثير للاهتمام الذي يجب التوقف عنده، هو هذا التشابه أو التطابق في السياسة التي اعتمدها الإعلام والإدارة بشأن القناة بين اجتياح العراق في العام 2003 وسياسة الاحتلال الإسرائيلي مع القناة اليوم، وهو ما يشير مرة أخرى إلى ازدواجية المعايير الغربية؛ فبعد اجتياح العراق، انتقدت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" في مقال لأحد كتابها تغطية القناة للحرب واتهمتها بإغفال ما رأت أنها "الأسباب التي أدت إلى الهجوم الأمريكي على العراق (4). تشير الصحيفة إلى أهمية السياق في نقل الخبر، وهي نفسها الذي بترته ونزعته في الحرب الحالية على غزة كشأن معظم وسائل الإعلام الغربية حتى كتابة هذه السطور في تغطيتها لعملية السابع من أكتوبر وما تلاها من دعم وتبرير لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وعدم اعترافها بقتل المدنيين إلا في وقت متأخر بسبب الضغوط الشعبية وسقوط مصداقيتها المدوّي، لكنها لا تخلو من التبرير ومن اتهام المقاومة الفلسطينية.
تشير التايمز إلى أهمية السياق في نقل الخبر، وهي نفسها الذي بترته ونزعته في الحرب الحالية على غزة كشأن معظم وسائل الإعلام الغربية.
الجزيرة والصراع العربي الإسرائيلي
شكلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2002 ما عُدّ آنذاك النقلة النوعية للقناة، التي بسبب تغطيتها باتت الرقم الذي يصعب كسره في العالم العربي. وقتئذ، صعد نجم المراسلين في القناة في مكتب فلسطين من الرعيل الأوّل، وكان أبرزهم الشهيدة شيرين أبو عاقلة (الغائبة الحاضرة التي حل تاريخ اغتيالها من قبل قناص في قوات الاحتلال الإسرائيلي للسنة الثانية في 11 مايو/ أيار)، وجيڤارا البديري، ومدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري. كان هؤلاء المراسلون وفريق عملهم من المصوّرين والمنتجين يتنقّلون بين الناس وينقلون معاناتهم وصوتهم من خلال تغطياتهم المباشرة، فباتت وجوههم كما أصواتهم المنحازة إلى معاناتهم بمهنية مألوفة لكل بيت فلسطيني وعربي، وسرعان ما احتلت القناة صدارتها في تغطية الصراع العربي الإسرائيلي ليس فقط في العالم العربي بل أيضا الغربي، وعززت مكانة القناة في الحياة السياسية العربية.
إعادة تعريف الإعلام
أعادت عملية "طوفان الأقصى" (كما سمّتها حماس) في السابع من أكتوبر عام 2023 تصدّر القناة المشهد ودورها في الذاكرة المجتمعية العربية من جديد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية خصوصا وبالصراع العربي الإسرائيلي عموما. كذلك ثبتت دورها ومكانتها وتأثيرها في العالم الغربي على المستوى الجماهيري وحتى الإعلامي.
تُجمع النظريات الإعلامية الحديثة، ولا سيما تلك التي تناقش طبيعة الإعلام ودوره بعد العولمة ومع دخولنا عصر الإعلام الرقمي، على أن الإعلام هو من يسهم بالقسط الأكبر في صناعة الرأي العام العالمي، ولا سيما في النزاعات والحروب.
يرى عدد من الباحثين أن "صحافة الحرب" في عصرنا الحالي تعتمد بشكل كبير على ما يعرف بالإثارة في كتابة الخبر أو نقله (المصطلح في اللغة الإنجليزية: sensationalism)، إن كان عبر الشيطنة أو عبر التعظيم بهدف اللعب على عواطف الناس، ومن ثم التأثير على خياراتهم وقراراتهم وآرائهم، من خلال عرض الصور والمشاهد التي تبثّ على مدار الساعة على شاشات التلفزيون كما في الفضاء الرقمي في سياق تاريخيّ وسياسي معين، كلّ حسب "البروباغندا" التي تخدم الأجندة الإعلامية التي تعمل من خلالها القناة (5).
لم تكن الجزيرة بحاجة إلى كل ذلك في تغطيتها الحرب الحالية على غزة، ولكي نكون منصفين أكثر، فهي كسرت هذا "العرف" الخاطئ السائد في الإعلام الذي وقعت فيه معظم الوسائل الإعلامية الغربية وأغلبية الوسائل الإعلامية العربية. عرفت القناة كيف تستقطب كل الفئات لإيصال الرواية الفلسطينية والحقيقة إلى العالم بشأن ما يحدث في غزة، وهو مسار بدأته منذ عام 2005 حينما أطلقت "الجزيرة مباشر" في العام 2005، ثم قناتها الناطقة باللغة الإنجليزية عام 2006، فمنصاتها الرقمية باللغات المختلفة تباعا.
ففي تغطيتها، اعتمدت الجزيرة على ما تفردت به منذ سنوات عدة في أحداث وحروب كثيرة، مثل أحداث حي الشيخ جراح والحرب على غزة في العام 2021؛ إذ كانت التغطية مباشرة من الميدان على مدار الساعة، وهو ما يسقط أي اتهام بالانحياز أو التلاعب بالمعلومة. أما شرح التغطية المباشرة وتدعيمها بالبيانات، أي بالأرقام والصور بقالب يلفت الانتباه ويشد المشاهد، فهو الميزة الثانية التي يجب الوقوف عندها في تحليل عمل القناة، وهو يلعب دورا مهما في استقطاب الجمهور من خلفيات سياسية وثقافية مختلفة ومتناقضة.
اعتمدت الجزيرة على ما تفردت به منذ سنوات عدة في أحداث وحروب كثيرة، إذ كانت التغطية مباشرة من الميدان على مدار الساعة، وهو ما يسقط أي اتهام بالانحياز أو التلاعب بالمعلومة.
وكان لافتا أيضا اعتماد القناة بشكل واضح على عدد معين من المحللين السياسيين المختصين بالشأن الإسرائيلي، وإن كانت ليست المرة الأولى، إلا أن ظهور بعضهم المتكرر على مدار التغطية المفتوحة، واعتماد بعضهم مثل إيهاب جبارين على سبيل المثال لا الحصر، على شرح العقلية الإسرائيلية وتحليلها وتفكيكها؛ أي كيف يفكر الإسرائيلي بمستوطنيه وقياداته العسكرية والسياسية، بلغة مبسّطة تنقل الواقع كما هو من دون تدخل مباشر لرأي المتحدث، يلعب دورا مهما أيضا في التميز في التغطية وفي مواجهة الرواية الإسرائيلية عبر فهمها وتفكيكها.
تثبت القناة أنها تحترف التقاط اللحظة في الحدث والخبر والوسيلة. ولأنها تعلم جيدا أن العصر والكلمة اليوم للشباب، فهي عمدت في التغطية الحالية إلى فتح المجال لوجوه شبابية كثيرة وجديدة لم نعهدها من قبل على الشاشة، التقليدية والرقمية، إن كان في التغطية المباشرة من الميدان أو في إجراء المقابلات وفي تقديم المحتوى عن القضية الفلسطينية بقالب شبابي ورشيق على المنصات الرقمية بلغات مختلفة. أيضا، لم تغفل القناة الأهمية، أو اللحظة التاريخية للتحركات الطلابية في الولايات المتحدة الأميركية وفي أوروبا. من هنا، يلاحظ المراقب تخصيص القناة مؤخرا فقراتٍ أو حيزا واسعا ومهما لتلك الحراكات، ليس عبر عرضها أخبارا في النشرة، بل من خلال تخصيص فقرات يومية للمقابلات والتقارير الصحفية مع الطلاب والأساتذة من الميدان، إضافة إلى الرسائل المباشرة لمراسليها في مختلف الدول الأوروبية وأمريكا.
عمدت الجزيرة في التغطية الحالية إلى فتح المجال لوجوه شبابية كثيرة وجديدة لم نعهدها من قبل على الشاشة التقليدية والرقمية، في التغطيات المباشرة أو على المنصات الرقمية.
تأثير الجزيرة
في العام 2003، هاجم دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق القناة متهما إياها بأنها "تعتمد على البروباغندا مرارا ومرارا". ويضيف: "ما يفعلونه (أي الجزيرة) هو أنه عندما تسقط قذيفة أو يُطلق صاروخ، يجمعون عددا من الأطفال والنساء ويدعون أن هذه القذيفة أو الصاروخ أصاب النساء والأطفال. نحن نتعامل مع أناس مستعدين بشكل كامل للكذب أمام العالم كله وذلك من أجل خدمة أهدافهم وقضيتهم. وبقدر ما يكذب الناس، في نهاية المطاف يجري القبض عليهم وهم يكذبون، فيخسرون مصداقيتهم"(6). للمفارقة، يتطابق هذا التصريح مع الهستيريا التي تصيب الاحتلال والتواطؤ الأميركي نفسه في الحرب الحالية على غزة والاتهامات التي تفبركها للقناة، ما يجعل القارئ يعي أكثر التناغم القائم بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحقيقة زيف "القلق الأمريكي" الإعلامي من جرائم إسرائيل، الذي هو في حقيقة الأمر ليس إلا توزيع أدوار لذهنية واحدة ومشروع واحد.
تتهم إسرائيل الجزيرة بأنها تنشر معلومات مضللة ومركبة بشأن الحرب على غزة للرأي العام العالمي، وبأنها تسهم في تأجيج الصراع وتخدم أجندة الجناح العسكري لحركة حماس والجهاد الإسلامي، وبأنها تفبرك المشاهد التي تتحدث عن الجرائم الإسرائيلية. وللمفارقة أيضا، الإعلام الغربي ذاته الذي اعتذر يوما عن سقوط مهنيته في الترويج لحرب العراق، يتهمها بأنها السبب الرئيسي لانتشار مشاهد المجازر الإسرائيلية في العالم وصور الآباء وهم يحملون أطفالهم الذين قتلتهم إسرائيل.
وكما أعطت الإدارة الأميركية نفسها نتيجة هذه الاتهامات وهذه الشيطنة ذريعة لاستهداف مكتب الجزيرة في عام 2003 ببغداد حيث قتل الصحفيّ طارق أيوب وأصيب آخرون، ها هو المنطق نفسه يتكرر مع إسرائيل بغطاء أمريكي؛ إذ تستهدف مكاتب الجزيرة بفلسطين في غزة والضفة والقدس، وتضيق على الصحفيين وتعتدي عليهم كما حدث سابقا مع جيڤارا البديري ومؤخرا مع مراسلة القناة في القدس نجوان سمري، وتقتلهم وتقتل عائلاتهم كما فعلوا مع شيرين أبو عاقلة وسامر أبو دقة وحمزة الدحدوح.
في الأشهر الأولى من الحرب، واجهت مواطنة أمريكية سياسيا أمريكيا خلال جولة انتخابية في إحدى الولايات بالقول: "أنتم تكذبون، فأنا شاهدت الجزيرة". هذه الجملة لم تكن الوحيدة، بل كبر حضور القناة وتأثيرها ككرة الثلج، ما دفع مرة جديدة، صحيفة "ذا نيويورك تايمز"، بعد قرار الاحتلال إقفال مكتب الجزيرة في فلسطين المحتلة، إلى أن تقول إن الجزيرة "تضخّم قصص قتل الفلسطينيين ومعاناتهم في غزة، الأمر الذي يسهم في ازدياد وتيرة الغضب العالمي المتصاعد إزاء إسرائيل" (7). قبل ذلك بأشهر عدة، كتب أحد الصحفيين بعد أسبوعين من عملية طوفان الأقصى: "متى سنرى صحوة مفيدة في الغرب وأوروبا للتأثير المدمر لقناة الجزيرة ومرشدها القطري في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟ (8).
المراجع
1) Lynch, M. (2005). “Watching Al Jazeera”, The Wilson Quarterly (1976-), Vol. 29, No. 3 (Summer), pp. 36-45.
2) التعبير هو عنوان لكتاب: Seib, P. (2008). The Al Jazeera Effect: How the New Global Media are Reshaping World Politics, Potomac Books, 240 pp.
3) Salmon, J. (2002). Television Review. Al Jazeera Looking like CNN on the Surface Only”.
4) Salmon, J. (2002). Television Review. Al Jazeera Looking like CNN on the Surface Only”.
5) El-Nawawy, M.& Powers, S. (2009). “Al-Jazeera English and global news networks: clash of civilizations or cross-cultural dialogue?”, Media, War& Conflict, Sage Publications, Vol. 2, No. 3 (December), pp. 263-284.
6) Kristof, N. D. (2004). “Al Jazeera: Out-Foxing Fox”, The New York Times, July 3.
7) Bubola, E.& Stavk, L.& Yee, V. (2024). “Israel’s shutdown of Al Jazeera Highlights Long-Running Tensions”, The New York Times.
8) Allouche, N. (2023). “Al-Jazeera’s Harmful Influence on the Israeli- Palestinian Conflict”, MENA Research and Study Centre, Oct. 23.