إشكالية المصطلحات.. إعلام أم اتصال؟

لا تخلو العلوم الإنسانية مِن الجدل القائم بين دارسي تلك العلوم ومنظريها، وهذا ما يميزها عن غيرها من العلوم، فهي علوم تتسم بالمرونة والتطور، وتحتمل الكثير من التأويلات والقراءات المتعددة، بغض النظر عن عدم إمكانية ضبطها بالمقارنة مع العلوم الطبيعية، ولكن ذلك الجدل القائم بين المختصين، يصبُّ دون شك في مصلحة تقدم العلوم وتطورها ومجاراتها لروح العصر.

هذا الطرح يشمل أيضاً "علوم الاتصال"، وقد نشب خلافٌ بين المهتمين بهذا الحقل منذ القرن التاسع عشر، ارتكز في الأساس على عنصرين مهمين من عناصر العملية الاتصالية، هما المرسل والمستقبل، إضافة إلى طبيعة العلاقة القائمة بينهما. وكانت كل نظرية تفسِّر علاقة المرسل بالمستقبل أو العكس، تتواءم والحقبة الزمنية والظروف السياسية التي خرجت فيها.

في تلك الحقبة -أي في القرن التاسع عشر- خرجت بعض النظريات ومنها "النظرية الخطية" التي تؤمن بأن الرسالة -أحد عناصر العملية الاتصالية- تنتقل من المرسل -أي القائم بالاتصال- إلى المستقبل بخطٍ مستقيم، أي أن المرسل يفرض ويُملي ما يُريده على المستقبل، وفي نفس الوقت يُقصي كلّ الآراء والأفكار والتوجهات التي ربما تمثل فئات عدة من المجتمع، إلا أنها لا تتناسب مع مصالحه لكونه يُرسل مِن موقع السلطة، وهذا ما أسمته الباحثة اللبنانية حياة الحويك عطية "دكتاتورية المرسل".

هل يمارس المرسل، في العملية الاتصالية، سلطة إجبارِ تمثل وجهات نظر السلطة السياسية؛ على المتلقي الذي لا يستطيع أن يعبر عن وجهات نظرهِ؟ - رويترز.
هل يمارس المرسل، في العملية الاتصالية، سلطة إجبارِ تمثل وجهات نظر السلطة السياسية؛ على المتلقي الذي لا يستطيع أن يعبر عن وجهات نظرهِ؟ - رويترز.

ومنها أيضا نظرية "الإبرة المخدرة"، وجوهر هذه النظرية يقوم على أن وسائل الإعلام والاتصال تعرف ما تبثه من معلومات وآراء وأفكار وتوجهات، ولكن الرأي العام لا يعرف. ونلاحظ هنا أن مثل هذه النظريات تتناسب بطريقةٍ أو بأخرى مع مساحة الحرية التي كانت متاحة في القرن التاسع عشر ومع وعي الرأي العام وانفتاحه آنذاك. 

هذه المعطيات أفرزت بعض الإشكاليات بين المختصين، منها: هل العلاقة بين المرسل والمستقبل قائمة على الإكراه والإجبار والتسلط، أيْ ممارسة سلطة المرسل لكونه يمثل وجهات نظر السلطة السياسية؛ على المتلقي لكونه لا يستطيع أن يعبر عن وجهات نظرهِ بسبب احتكار عملية "الإعلام" من قبل المرسل، أم أنها قائمة على النقاش وتبادل الآراء والتعددية وقبول مختلف مكونات المجتمع، أي قائمة على "الاتصال والتواصل"؟

تكمن هذه الإشكالية في الاختلافين العلمي والعملي بين مصطلحي "الإعلام" و"الاتصال"، فالمصطلح الأول أقدم من الثاني، و"الإعلام" مصطلحٌ كان يتناسب مع الحقبة الزمنية التي ذكرناها ومع النظريات التي خرجت في ذلك الوقت، أما مصطلح "الاتصال" فقد أسست له مدرسة "Culture studies"التي ركّزت على دور ومركزية المتلقي ضمن العملية الاتصالية، وألغت احتكارالمرسل للرسالة، إضافةً إلى أن مفهوم الاتصال تزامن مع بزوغ نور الثورة الرقمية التي أضافت بدورها مزيداً من الأدوات التفاعلية التي تمكِّن المستقبِل من إبداء رأيه والتأثير في الرسالة التي يبثها المرسل.

أضافت الثورة الرقمية مزيداً من الأدوات التفاعلية التي تمكِّن المستقبِل من إبداء رأيه والتأثير في الرسالة التي يبثها المرسل – رويترز.
أضافت الثورة الرقمية مزيداً من الأدوات التفاعلية التي تمكِّن المستقبِل من إبداء رأيه والتأثير في الرسالة التي يبثها المرسل – رويترز.

على مستوى الوطن العربي، لا تزال هذه الإشكالية موجودة، سواء على المستوى الأكاديمي أو العملي، فالكثير من الجامعات والكليات والمعاهد والفضائيات العربية تعتمد مصطلح "الإعلام" وفلسفته، والخلط حاصل بين هذين المصطلحين، سواء بين المختصين أو الدارسين أو بين المشتغلين في الميدان.

لمعالجة هذه الإشكالية، التقيتُ بعض المختصين في مجال علوم الاتصال، وطرحت عليهم السؤال التالي: ثمة إشكالية تكتنف مصطلحي "الإعلام" و"الاتصال"، هل لكَ/لكِ أن تطلعنا/تطلعينا على هذه الإشكالية؟ وهل هي برأيكَ/برأيكِ مرتبطة بالاستراتيجية الإعلامية المتبعة في المنطقة العربية، وبسقف الحرية المتاح؟

يقول أستاذ الصحافة والإعلام تيسير أبو عرجة: معلوم أن وسائل الإعلام عندما ظهرت أخذت هذه التسمية، وكان يعني بشكلٍ أو بآخر "الأخبار"، ولكن بمرور الوقت تبيّن أن الجمهور الذي تُوجّه له الرسائل الإعلامية هو أيضاً عنصرٌ فاعل، وقد يؤثر في الرسالة من خلال ردود الفعل (Feed back)، وكأننا أمام فعل تواصلي، أخذٌ وعطاء، إعلامٌ وردُ فعل.. الأمر الذي فرض وأكد أن مصطلح الاتصال أكثر شمولاً. ولكن في الوطن العربي هناك ترابط وقرب واضح بين المصطلحين، وكأنه يُقصدُ بهما شيء واحد.

يعتقد أبو عرجة أن استخدام مصطلح "الاتصال" أدق من الناحية الأكاديمية رغم أن الألسنة درجت على اعتماد مصطلح الإعلام بسبب قِدمه، ومع هذا فهو لا يجد أي خطورة في اعتمادنا على مصطلح الإعلام أو الاتصال. 

فيما يتعلق بارتباط هذه الإشكالية بسقف الحرية المتاح في المنطقة، يقول أبو عرجة: لا أعتقد أن لهذه الإشكالية علاقة بهامش الحرية، بقدر أن مصطلح الاتصال فرضه التطور التقني.. وفيما يخص الحرية، هي قرار وجهد وكفاح وتعتمد على البيئة المتاحة والنظام السياسي القائم؛ هل هو نظام ديمقراطي أم شمولي؟ ولكن أقول إن الاتصال كمعنى هو من الفعل التواصلي الذي يؤمن بأن الإعلام أخذ وعطاء.. فعلٌ وردّ فعل.

أما الأستاذ المتخصص بالصحافة عبد الرزاق الدليمي فقد فرّق بين مصطلحي الإعلام والاتصال بقوله إن الاتصال كمنظومة فكرية وعلمية أوسع من الإعلام، وهذا الأخير يدخل كجزء من مكونات العملية الاتصالية، وإذا تحدثنا عن الإعلام ضمن المنظومة الاتصالية فهذا يعني إيصال معلومات "إيجابية" ليطلع الجمهورعلى مختلف الآراء والأفكار، ويساعدهم في تشكيل آرائهم وتوجهاتهم إزاء القضايا والموضوعات والأحداث التي يطرحها الإعلام. أما الاتصال فيشمل الإعلام والدعاية والإعلان، ويدخل ضمن عمل العلاقات العامة.

يقول الدليمي إن أصل الإشكالية ناتج عن عدم تخصص البعض في دراسة علوم الاتصال، والبعض لا يميز بين الأصل والفرع، فالأصل هو الاتصال، والفرع هو الإعلام، والدعاية والإعلان، والعلاقات العامة. ولا يرى الدليمي أن الإشكالية مرتبطة بمسألة الحرية، فهي تتعلق -حسب رأيه- بالاتصال كمنظومة وتفرعاتها الأخرى، فالاتصال إذا كان إيجابيّاً ويخدم المجتمع يمكن أن نقول عنه "إعلاما"، وإذا كان يستهدف التضليل ويخاطب الغرائز فهو دعاية، وإذا كان يحث على اتباع سلوك شرائي معين فهو إعلان.

وأخيراً، يعتقد الدليمي أن ما يجري في المنطقة هو دعاية وليس إعلاماً.

بالانتقال إلى الباحثة حياة الحويك عطية، سنلاحظ أن ثمة اختلافا في وجهات النظر التي تتبناها بالمقارنة مع أبو عرجة والدليمي، إذ تعتقد أن الإشكالية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحرية والعملية الديمقراطية.

ابتداءً، تجيب الحويك على السؤال الذي طرحته بالقول: نحن أمام أربعة مصطلحات مهمة، وهي: الإعلام والاتصال والاستراتيجية والحرية.. ولا يوجد شك في أن الاتصال هو المظلة التي تجتمع تحتها الكثير من العناوين.

"لكن ما يهمنا نحن، هو ما يسميه العرب "إعلاما" وترجمته "Information" من "To inform"، والجدل بين المصطلحات قام منذ نشأة هذه العلوم، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بين المرسل والمستقبل، وكان سابقاً ينظر إلى أن المرسل حر والمستقبِل مكرَه كما كان يقول بعض العلماء المؤسسين الذين أكدوا أن الاتصال يسير بشكل خطيّ بين طرفي العملية الاتصالية، أي بين المرسل والمستقبل، ولكن جاءت مدرسة "Culture studies" في بريطانيا ونقضت كل النظريات القديمة، علما بأن النقض لم يكنمفاجئاً، بل حصل هناك تطور مستمر من الاتصال الخطي، إلى التغذية المرتدة، إلى الاتصال الدائري.

وتعني نظرية الاتصال الخطي التي اكتشفها "شانون" أن الاتصال يسير بخطٍ مستقيم من المرسل إلى المستقبل، وأكد شانون أن المرسل "حر" أما المستقبل فهو "مكره"، لأنه لا يمتلك أية خياراتٍ أخرى، فالمرسل يحتكر عملية الاتصال ويملي ما يُريد على المستقبل.

أما نظرية التغذية المرتدة لمؤسسها مالفين دي فلور، فقد جاءت بعد النظرية الخطية، وتُعدُّ نقلةً نوعية في علوم الاتصال، فلأول مرة يتم منح المستقبِل الأهمية، فقد أكد دي فلور أن المستقبل يؤثر على الرسالة ويمنح المرسل تغذيةً راجعة، معتمداً في نظريتهِ على المبدأ العظيم في الفيزياء، وهو أن لكلِّ فعلٍ ردّ فعل. الجدير بالذكر أن هذه النظرية تزامنت مع تطور تكنولوجيا "التلفزيون الكبلي"، مما أثر في عملية الإنتاج والتوزيع.

ثم جاءت بعد ذلك ما سميت بنظرية "باولو آلتو" نسبة إلى المدينة الصغيرة في ضواحي سان فرانسيسكو، أو "نظرية الاتصال الدائري". وأقرت هذه النظرية بأن العملية الاتصالية عملية متعددة الوظائف والمهام، والمشاركون فيها ليسوا فقط المرسل والمستقبل، ففي الصحف على سبيل المثال، هناك -إلى جانب المرسل والمستقبل- التحرير والتدقيق والمطبعة والتوزيع.. أي أن كل وسيط يؤثر في العملية الاتصالية.

صحفي جزائري يحرر صحيفة الأخبار الأسبوعية الصادرة بالجزائر. وحسب نظرية "باولو آلتو" فإن كل وسيط يؤثر في العملية الاتصالية – رويترز.
صحفي جزائري يحرر صحيفة الأخبار الأسبوعية الصادرة بالجزائر. وحسب نظرية "باولو آلتو" فإن كل وسيط يؤثر في العملية الاتصالية – رويترز.

 تطرح الحويك سؤالاً: هل المرسل -سواء كان فرداً أو جماعة مثل المؤسسات الصحفية أو الإعلامية أو وزارة الإعلام- يُعلِم، أي أنا -بوصفي المرسل- "أُعلمك"، أم أن المرسل يتواصل (To communicate)، أي أنا أتواصل معك ولا أفرض وجهة نظرٍ معينة، بل المستقبِل يتحكم بالرسالة أيضا؟

تؤكد في هذا الصدد بالقول: من هنا يتحقق الارتباط الوثيق مع فكرة الحرية والديمقراطية، وفكرة قبول رأي الجمهور واحترام أفكاره وتوجهاته، وهذا يُعيدنا أيضاً إلى الآراء التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر، خاصةً النظرة التي تنص على أن الجمهور عبارة عن حشود، عبر ثنائية غوستاف لوبون "محرِّكون ومحرَّكون – ومنوِّمون ومنوَّمون".. إذن –أكرر مرة أخرى- هناك رابط بين الحرية المتاحة في المنطقة وبين تمسكنا بمصطلح واستراتيجية الإعلام.

وتعتقد الحويك أن هناك فرقاً بين مصطلحي الاتصال والاتصال الجماهيري.. فثمة أمر مهم يحتاج إلى المزيد من العمق، وهو الفرق بين "الاتصال" و"الاتصال الجماهيري"، لأن شرط الاتصال الجماهيري (Mass communication)، هو "Mas"، وهذا ما يميزها عن وسائل الاتصال الأخرى، فالاتصال الجماهيري عبارة عن وجود مرسل وجمهور كبير، وهو النمط الذي تعتمده معظم الجامعات الغربية ومراكز البحوث الأنغلوسكسونية، ابتداءً من بريطانيا ومن مدرسة "Culture studies" التي وضعت تمييزاً واضحاً بين الفعلين "To inform" و"To communicate".

توافق الحويك على الطرح القائل بارتباط الإشكالية بالاستراتيجية الإعلامية التي تتبعها الدول العربية، فهي استراتيجية مركزية حالت دون خروج دولنا العربية من فلسفة مصطلح الإعلام. وتبررُ رأيها هذا بالقول: في كلّ أقطارنا العربية هناك وزارة إعلام تضع استراتيجية إعلامية محددة، تُسيّر بها وسائل الإعلام الجماهيرية الموجودة، وتسمح بما تريده هي، وتقمع ما لا تريده. وتضيف: مَنْ يتمسك بمصطلح الإعلام يتمسك بدكتاتورية المرسل، ويعتبر ما يرسله المرسل هو الصواب، حتى لو لم يعبّر عن مختلف الآراء والأفكار والتوجهات، وبذلك أنا لا أترك مجالاً لمبدأ الحوار، لكن عندما ننطلق من النقاش العام (Public debate) ومنها إلى الفضاء العام (Public sphere) وأخيراً إلى الرأي العام (Public opinion)، فهنا نحن نمارس عملية الاتصال الجماهيري (Mass communication) وليس الإعلام (Information).

سألتُ الحويك عن سبب وجود هذه السياسية "الإعلامية" حتى بعد ثورة الفضائيات العربية التي حدثت في تسعينيات القرن العشرين، فأجابت: لأن الفضائيات التي تم تأسيسها لم تخرج عن إطار ملكيات السلطة، ولكنها خرجت في الظاهر عن طريق أسماء خُيّل للناس أنها لا تتبع السلطة، وتفاؤلنا بإمكانية خروجنا من إعلام السلطة وإعلام الرأي الواحد ومن دكتاتورية المرسل لم يكن في محله للأسف، وهذا الرأي أقوله بعد دراسة معمقة لهذه الإشكالية.

ثمة رأي يقول إن إشكالية المصطلحات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحرية والعملية الديمقراطية – رويترز.
ثمة رأي يقول إن إشكالية المصطلحات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحرية والعملية الديمقراطية – رويترز.

 

المزيد من المقالات

عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

إيليا توبر نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021
الصحفي وامتحان "الوثائقي"

ما لم تحفز الأفلام الوثائقية المشاهد على "عمل شيء، أو توسيع مدارك المعرفة والفهم الإنسانية"، فإنه لا يضيف أي قيمة للممارسة الصحفية. البعض يعتقد أن صناعة الفيلم الوثائقي ليست مهمة، لذلك يسقطون في أخطاء، يحاول هذا المقال أن يرصد أبرزها خاصة التي تفتقر للحد الأدنى من لغة الوثائقي.

بشار حمدان نشرت في: 16 مارس, 2021
الصحفي.. والضريبة النفسية المنسية

في مرحلة ما، تتشابه مهام الصحفي والأخصائي النفسي الذي يستمع لمختلف القصص ويكون أول من يحلل أحداثها لكن عليه أن يحافظ على مسافة منها وألا ينسلخ عن إنسانيته في ذات الوقت. في هذا المقال، تقدم الزميلة أميرة زهرة إيمولودان مجموعة من القراءات والتوصيات الموجهة للصحفيين للاعتناء بصحتهم النفسي.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 14 مارس, 2021
فيسبوك بلا أخبار في أستراليا.. عن حرب العائدات التي اشتعلت

استيقظ مستخدمو فيسبوك في أستراليا، صباح اليوم الأربعاء، على "فيسبوك دون أخبار"؛ حيث قررت شركة فيسبوك منع مستخدميها في أستراليا من مشاهدة أو نشر الأخبار على منصته.

محمد خمايسة نشرت في: 18 فبراير, 2021
العمل الصحفي الحرّ في الأردن.. مقاومة لإثبات الوجود

أظهرت نتائج الرصد تحيزًا كبيرا إلى الرواية الرسميّة الحكوميّة في تلقي المعلومات وبثها، حتى تحوّلت الحكومة من خلال الناطق الإعلامي والوزراء المعنيين وكبار الموظفين في الوزارات ذات الاختصاص، إلى مصادر محددة للمعلومات التي تتولى وسائل الإعلام تلقيها وبثها.

هدى أبو هاشم نشرت في: 29 ديسمبر, 2020
المبلّغون عن المخالفات.. الحبر السري لمهنة الصحافة

أدى ظهور ما يسمى "المبلغون عن الفساد" إلى إحداث تغيير جوهري في الممارسة الصحافية، فطرحت قضايا جديدة مثل أخلاقيات المهنة وحماية المصادر وتدقيق المعطيات التي يقدمها عادة موظفون في دوائر حكومية.

كوثر الخولي نشرت في: 14 ديسمبر, 2020
صحفيات على خطوط النار

لم يُسأل الصحفيون الرجال يوما وهم يستعدون لتغطية مناطق النزاع: يجب أن تفكر قبل الذهاب.. لديك أطفال، لكنهم يسألون النساء بثوب الناصحين، رغم أن جدارتهن في المناطق المشتعلة لا تحتاج إلى دليل.

نزار الفراوي نشرت في: 2 ديسمبر, 2020
التمويل الأجنبي للصحافة العربية.. مداخل للفهم

التمويل الأجنبي للمؤسسات الإعلامية العربي ليس شرا كله وليس خيرا كله. بعيدا عن التوجه المؤامراتي الذي يواجه به نظرا لأنه أصبح خارج سيطرة السلطة لابد أن يطرح السؤال الكبير: هل تفرض الجهات الممولة أجندات قد تؤثر على التوجهات التحريرية وتضرب في العمق بمصداقية وموضوعية العمل الصحفي؟

مجلة الصحافة نشرت في: 30 نوفمبر, 2020
"هذا ليس فيلمًا".. عن قصة روبرت فيسك

"يجب أن تبحث عن الحقيقة في الميدان"، هذه كانت وصية روبرت فيسك الأخيرة التي خلدها "هذا ليس فيلما" للمخرج بونغ تشانغ. يروي فيسك قصته مع الراغبين في إخفاء الحقيقة وتبني رواية واحدة هي رواية الغرب دون تمحيص ودون مساءلة السلطات.

شفيق طبارة نشرت في: 29 نوفمبر, 2020
الانتخابات الأميركية واستطلاعات الرأي.. النبوءة القاصرة

مع بداية ظهور أرقام التصويت في الانتخابات الأميركية، كانت صورة النتائج النهائية تزداد غموضاً، وبدا أن استطلاعات الرأي التي ركنت إليها الحملات الانتخابية والمؤسسات الإعلامية محل تساؤل وجدل. فأين أصابت وأين أخفقت؟

أيوب الريمي نشرت في: 8 نوفمبر, 2020
ذاكرة الزلزال.. الكتابة عن الكارثة

في العام 2004 ضرب زلزال عنيف مدينة الحسيمة شمالي المغرب.. زار كاتب المقال المدينة المنكوبة ليؤمّن تغطية صحفية، باحثا عن قصص إنسانية متفرّدة.

نزار الفراوي نشرت في: 6 أغسطس, 2020
صحافة الهجرة التي ولدت من رحم كورونا

في مواجهة سردية اليمين المتطرف، كان لابد من صوت إعلامي مختلف ينتشل المهاجرين العرب من الأخبار المزيفة وشح المعلومات حول انتشار فيروس كورونا رغم الدعم المالي المعدوم.

أحمد أبو حمد نشرت في: 23 أبريل, 2020
أفلام ومسلسلات يجب على الصحفيين مشاهدتها في Netflix

في هذه المادة نجمع لكم عددا من الأفلام والمسلسلات الصادرة مؤخرا، والتي تعالج أحداثا سياسية وتاريخية بمقاربة تفيد الصحفيين حول العالم، والموجودة عبر خدمة Netflix. هذه الأفلام والمسلسلات لا يتحدث معظمها عن الصحافة بشكل مباشر، إنما تستعرض أحداثا وقضايا تهم الصحفيين حول العالم، كما تثير لديهم العديد من التساؤلات حول تحديات الصحافة في العصر الحالي، وكذلك تؤمن لهم مخزونا جيدا من الأفكار التي يمكنهم تطويرها في قصص صحفية. 

محمد خمايسة نشرت في: 26 مارس, 2020
الصحافة في الصومال.. "موسم الهجرة" إلى وسائل التواصل الاجتماعي

من تمجيد العسكر والمليشيات إلى التحوّل إلى سلطة حقيقية، عاشت الصحافة الصومالية تغيرات جوهرية انتهت بانتصار الإعلام الرقمي الذي يواجه اليوم معركة التضليل والإشاعة، والاستقلالية عن أمراء الحرب والسياسة.

الشافعي أبتدون نشرت في: 23 فبراير, 2020
هل طبّع "الصحفيون المواطنون" مع الموت؟

الموت كان يداهم الناس، لكن المصورين كانوا مهووسين بالتوثيق بدل الإنقاذ. لقد أعاد مشهد احتراق طفلة في شقتها أمام عدسات المصورين دون أن يبادر أحد إلى إنقاذ حياتها، نقاش أدوار" المواطن الصحفي" إلى الواجهة: هل يقتصر دورهم على التوثيق ونقل الوقائع للرأي العام، أم ينخرطون في إنقاذ أرواح تقترب من الموت؟

محمد أكينو نشرت في: 2 فبراير, 2020
يوميات صحفي رياضي في كابل (1)

الطريق إلى كابل ولو في مهمة رياضية، ليست مفروشة بالنوايا الحسنة. صحفي سابق لدى قناة "بي إن سبورتس" الرياضية، زار أفغانستان لتغطية مباراة دولية في كرة القدم، لكنه وجد نفسه في دوامة من الأحداث السياسية.. من المطار إلى الفندق إلى شوارع كابل وأزقتها، التقى قناصي الجيش الأميركي، وكتب هذه المشاهدات التي تختصر قصة بلد مزقته الحرب.

سمير بلفاطمي نشرت في: 26 يناير, 2020