نضال الصحفي ”غير الأبيض“ لتغيير ثقافة غرفة الأخبار الأميركية

ترجم هذا المقال بالتعاون مع نيمان ريبورتس - جامعة هارفارد

 

في ربيع عام 2015، وبعد ستة أعوام قضيتُها في العمل منتجة ومراسلة، تركت العمل في محطة الإذاعة العامة في ديترويت. كنت بذلك أقفز من بر الوظيفة الآمن إلى عالم العمل الحر المتقلب.. كنت خائفة جدا في الحقيقة، إلا أن ثقل كوني الصحفية الملونة الوحيدة في غرفة الأخبار جعلني أشعر بحالة من الإرهاق الجسدي والنفسي.

خلال عملي مراسلة صحفية، كانت تروق لي زيارة الأحياء التي تقطنها مجتمعات من منابت عرقية مختلفة لكتابة قصص صحفية جيدة.. كنت أجد الكثير منها، وكان يزعجني أنه لا يمكنني الكتابة عنها كلها، لذلك حفظت الكثير مما جمعته عن الأحياء التي يقطنها أميركيون من أصول عربية وهندية ومكسيكية، وكلما احتاج أحد زملائي للحديث مع أحد المصادر في تلك المجتمعات جاءني وطلبه مني.

لم يكن لذلك أثر في نفسي في البداية، بل في الحقيقة كنت فخورة لأني أملك هذه القائمة الطويلة من الأسماء التي يمكنني الرجوع إليها في أي وقت. وذات مرة، حين قررت أخذ إجازة كنت في أمس الحاجة إليها، جاءني المدير العام آنذاك وطلب مني أن أعد قائمة بأسماء مصادر من أميركيين من أصول عربية وأن أرسلها إلى زملائي في الفريق قبل أن أبرح المكان.

لم يتحول ذلك الاستياء المسكوت عنه في داخلي إلى غضب إلا لمّا بدأت العمل الحر، حينها فقط بدأت أدرك أني كنت أُستغلّ بطريقة أو بأخرى، فأنا أزوّد الزملاء بمصادر، أترجم من الإسبانية وإليها، وأفتح الطريق أمام مجتمعات لطالما استُثنِيَت من عالم الراديو العام.. لماذا كنت أنا الوحيدة التي يتوجب عليها إعداد مصادر الاتصال هذه؟

أردت أن أعرف هل كانت هذه تجربتي أنا وحدي أم أن هناك آخرين مثلي يشعرون بأنهم يقومون بأكثر مما عليهم القيام به في وظائفهم التي لا تحدد لهم فيها المهام المطلوبة منهم أصلا. طرحت هذا السؤال على صحفيين ينتمون لجماعات عرقية مختلفة يعملون في الولايات المتحدة، وفعلت ذلك عبر رسالة على مجموعة مغلقة على الفيسبوك.. كان الجواب صاعقًا،وكان ذلك كافيا ليجعلني أرغب في الكتابة عن المسألة.

علق العديد من الصحفيين على سؤالي الذي طرحته في الفيسبوك، كما تكلمت بشكل مباشر مع كثيرين غيرهم من الصحفيين والصحفيات وأخبروني عن تجاربهم.. بيتينا تشانغ كانت واحدة منهم.

بيتينا شانغ، المؤسسة الشريكة ومديرة التحرير في مؤسسة "سيتي بيرو"، تدير فعالية يعمل فيها المراسلون مع "سيتي بيرو" بتقديم أعمالهم إلى أفراد في المجتمع - المصدر: سيتي بيرو.
بيتينا شانغ، المؤسسة الشريكة ومديرة التحرير في مؤسسة "سيتي بيرو"، تدير فعالية يعمل فيها المراسلون مع "سيتي بيرو" بتقديم أعمالهم إلى أفراد في المجتمع - المصدر: سيتي بيرو.

وانطلاقًا من طبيعة عملها كمحررة رقمية تنفيذية في إحدى المجلات، تحدثت تشانغ عن استيائها من عملها كأنها مسؤولة -بشكل غير رسمي- عن البحث عن كتّاب مقالات رأي رئيسية،وقالت: "أتذكر أسئلة سخيفة كانت توجه إلي، مثل: هل تعرفين كاتبة سوداء يفوق عمرها الستين يمكنها كتابة مقال رأي طويل؟".

لقد كانت تشانغ حريصة على التنوع في قائمة كتّاب المجلة، وكانت غالبًا تتنازل وتساعد في العثور على ما يبحث عنه زملاؤها، لكن ما كان يسبب لها الامتعاض هو أن بقية المحررين لم يكونوا يبذلون أي جهد في بناء قائمة بالكتاب من خلفيات وهويات شتى.

تجاوزت الضغوطات على تشانغ قضية البحث عن الكتّاب، وتقول: "كأنها مسؤوليتي أنا، إذا ما كان الموضوع يخص القضايا المتعلقة بالأشخاص من أصول لاتينية أو أفريقية، لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بقضايا الهجرة أو حوادث إطلاق النار، سواء كانت تمسّهم بشكل شخصي أو لا".

ومثلي تماما، تركت تشانغ العمل في الإعلام التقليدي، فبعد سنوات من العمل في المجلات سئمتْ من الشعور بأنها "ناطور" يلجأ إليه بقية المراسلين كلما احتاجوا إلى مصدر. كانت تشانغ على يقين بأن هناك طريقة أفضل للعمل، لذا عزمت هي وثلاثة من زملائها على تأسيس غرفة الأخبار المثالية في نظرهم.

انطلقت مؤسسة "سيتي بيرو" (City Bureau) عام 2015 وفق رؤية تنص على ما يلي: "الجمع بين الصحفيين وأفراد المجتمع من أجل تغطية إعلامية عادلة ومساءلة السلطات وذوي النفوذ". بالنسبة لتشانغ -الشريكة المؤسِّسة ومديرة التحرير في المؤسسة- كان ذلك يعني واقعا مغايرا، فبدل أن يتحمل صحفي واحد أو اثنان عبء البحث عن المصادر في المجتمعات الملونة أو في مجتمعات المهاجرين، صار ذلك أمرا يشترك في مسؤوليته جميع الزملاء.

يمضي الصحفيون في "سيتي بيرو" أسابيع في العمل على كتابة قصة واحدة، إذ يُرسلون إلى المجتمعات المختلفة لتكوين العلاقات وتقوية روابط الاتصال مع أفراد لهم نشاطات في تلك الأحياء. تقول تشانغ: "يدرك الصحفيون عندما يدخلون إلى غرفة الأخبار أن مهمتهم هي فهم السياق الكامل للقصة التي يبحثون فيها"، وتتابع: "حتى لو كان ذلك يعني عقد عشرة اجتماعات دون كتابة كلمة واحدة".

لا تعتقد تشانغ ولا زملاؤها أن على الصحفي العيش في المجتمع الذي يكتب عنه، ولكنها تؤمن بأن عليه أن يكون على دراية وافية بأحوال الناس الذين يعيشون فيه. فالهدف في نظرها هو العملية ذاتها، لا المنتجُ النهائي بالضرورة. هذا المنهج يتيح للصحفيين الدخول وفهم التاريخ الخاص بذلك المجتمع ليتعرفوا على القوى الفاعلة فيه، وليفهموا طبيعة تعاطي السلطات مع أفراده والعلاقات التي تحكم الناس فيه.

وتضيف تشانغ: "بعبارة أخرى، إن لم يسبق لك الذهاب إلى مجتمع ما لتقدم له شيئًا، فمن الأفضل ألا تكتب عنه".

خلال سنوات عملي في محطة الراديو، كنت أتصل بمشرفي جون رودلف -المحرر التنفيذي في مؤسسة"فيت إن تو وورلدز" (Feet in 2 Worlds)- للحصول على نصيحته حول كيفية الوصول إلى غرف الأخبار التي تتألف من أشخاص بيض بشكل حصري. أدرك رودلف منذ وقت طويل أنه لا يتم تقدير القدرات المتعلقة بالتواصل الثقافي كما يلزم. فكما يقول، ما زال المحررون لا يدركون أن التحدث بلغة ثانية، والقدرة على الولوج في مجتمعات المهاجرين وفهمهم والتحدث إليهم، هي مهارات خاصة لا يستهان بها. ويضيف: "لعقود طوال تحدثت المؤسسات الإخبارية عن أهمية الاختلاف، إلا أنها حتى الآن لم تستطع الوصول إلى طريقة تمكن من الاستفادة منه".

تقدّم مؤسسة "فيت إن تو وورلدز" برنامجا تدريبيا مرموقا للمراسلين المهاجرين في نيويورك. وفي كل عام، تختار أربعة مراسلين للمشاركة في البرنامج (وقد شاركت فيه عام 2008)، إذ يعملون مع مشرف يساعدهم على تطوير مهاراتهم الإذاعية، ويوفر لهم مساحة تتيح لهم تعلم أشياء جديدة، وارتكاب الأخطاء دون أن يتم الحكم عليهم.

تخرَّج عدد كبير من المراسلين من برنامج التدريب هذا منذ تأسيسه وحققوا نجاحات باهرة، ولكن رودلف يقول إن أربعة مراسلين في العام الواحد عدد غير كاف. ويواصل: لا بد من تكوين نظام إشراف للصحفيين من المهاجرين يساعدهم على الانخراط في غرف الأخبار، وهي بيئات فيها الكثير من التنازع والصدام بطبيعة الحال. لا بد أن تكون هناك هيكلية معينة لمساندة الأشخاص الذين استُثنوا تقليديا من هذه الأماكن.

إن الرسالة التي يحملها برنامج "فيت إن تو وورلدز"هي شيء أؤمن به حقا، ولذلك بدأت في منتصف العام 2017 العمل مع المؤسسة لإطلاق البرنامج في ولايات أخرى. وفي هذا الخريف ستفتتح المؤسسة بالتعاون مع إذاعة "دبليو ديت" (WDET) أول مكتب في ديترويت، حيث سيدرِّب أربعة صحفيين مخضرمين من المهاجرين أربعة صحفيين من أصول عرقية مختلفة، والهدف من ذلك إيجاد مجموعات من الصحفيين الأكفاء للعمل في وسائل الإعلام المكتوب والمسموع في ديترويت.

على مدى القرن الماضي، خضعت إدارة المؤسسات الإعلامية "لمقياس موحد" وضعه رجال بيض. يمكن القول بأن المهنة تطورت نوعا ما، لكن ثقافة غرفة الأخبار لا تزال على ما هي عليه، وما هذا الكفاح من أجل نقل القصصعن المجتمعات الملونةإلا أثر من ذلك النموذج القديم.

أما بالنسبة لبارب أنغويانو -وهي مراسلة في وسط غرب الولايات المتحدة- فإن مصدر الإحباط الذي تعيشه هو أنه دائما ما تُستبعد عن إعداد القصص الصحفية المتعلقة بقضايا ذوي الأصول اللاتينية. تقول بارب "يقولون إنه لا أحد يستمع إلى الإذاعة في مجتمع من أصول لاتينية، لكنهم لا يعلمون أن الطريقة الوحيدة للحصول على المستمعين هو أن تمنحهم صوتًا". وتضيف: "مَن بربّك تعتقدين أنه أقدرُ على فهم هذا المجتمع من ابنة مهاجرين مثلي؟". لقد أحست بارب بأن أفكارها لا تلقى ترحيبا أبدا، مما جعلها تسأل نفسها لماذا اختارت العمل في محطة إذاعة عامّة من الأساس. أما الآن فبدلا من انتظار التطور على سلم الوظيفة، فإن بارب تفكر في ترك غرفة الأخبار.. "لا أشعر بأني أقدم أقصى ما أستطيع.. أشعر بأن لدي شيئا مهما يسعني تقديمه، وأن عزيمتي هذه قد تذوي هنا.. أتساءل: هل العمل الصحفي الحر إلى جانب وظيفة في متجر ما هو الحل الأفضل؟".

جميع من تكلمت معهم من الصحفيين تقريبا، إما قد تركوا مؤسساتهم الإعلامية أو أنهم يخططون لذلك. إن عدم تواجد الصحفيين الملونين في غرف الأخبار أمر خطير، ليس لأن عددهم قد يقل واحدا، بل للخسارة التي يحدثها ذلك في تطبيقنا للديمقراطية التمثيلية.

تقول المذيعة الزائرةفي الإذاعة الوطنية العامة "أن.بي.آر" (NPR)ومؤلفة كتاب بعنوان "العقلية المسموعة" (HeardMentality) سيليست هيدلي:رأيت ذلك يحصل بأم عيني.. تضمّ صحفيا ملونا إلى الفريق، وفي الأسابيع الأولى للعمل يشرع بطرح أفكار جديدة ومثيرة، ولكن البقية ممن "قرؤوا على شيخ واحد" ويتشاركون الأولويات ذاتها ويحملون الأفكار نفسها حول ما هو صواب وضروري، يجدون أن أفكار هذا الصحفي الجديد سخيفة وغير جديرة بالاهتمام، بل ويجعلونها محلّ استهزاء في بعض الأحيان.

تقول هيدلي إن الكارثة التي تحصل عندما يترك أمثال أنغويانو غرف الأخبار، تكمن في استمرار التفكير الجماعي النمطي الذي يحدث نتيجة توظيف أفراد تلقوا التعليم ذاته، وينتمون إلى خلفية اجتماعية واحدة، ويبدؤون تلقائيا بتكريس نفس الأفكار والقصص.

وخلال مهنتها كمقدمة للبرامج الإذاعية، عملت هيدلي في شبكة "أن.بي.آر" (NPR) وفي العديد من المؤسسات الإعلامية المحلية والوطنية العريقة، وكمقدمة سابقة لبرنامج "أون سكاند ثاوت" (On Second Thought) الذي كان يذاع على أثير راديو ولاية جورجيا، صممت على أن تدير هي بنفسها طريقة سير برنامجها، حيث أرادت خلق بيئة معاكسة لما يسمى التفكير الجماعي النمطي.. بيئة تشجع العاملين على الاختلاف والنقاش والخروج بأفكار جديدة.

أطلقت مؤسسة "سيتي بيرو" العديد من المبادرات وكان منها تنظيم ندوة مجتمعية من أجل مناقشة عمليات إعادة التطوير في المنطقة الصناعية في الجانب الغربي من شيكاغو - المصدر: سيتي بيرو.
أطلقت مؤسسة "سيتي بيرو" العديد من المبادرات وكان منها تنظيم ندوة مجتمعية من أجل مناقشة عمليات إعادة التطوير في المنطقة الصناعية في الجانب الغربي من شيكاغو - المصدر: سيتي بيرو.

واحدة من تلك الأفكار كانت تغطية أخبار موسيقى الهيب هوب والفانك على أنها فنّ رفيع، تمامًا كما يُنظر إلى أوركسترا أتلانتا.. تقول هيدلي: "كنا أول برنامج إذاعي يخصص فقرة كاملة عن مغني الراب من أصول أفريقية جوتشي ماني".

قد لا يبدو الأمر على قدر كبير من الأهمية، ولكن إذا نجح ذلك في تغيير سلوك الناس تجاه الأميركيين الشباب من أصول أفريقية الذين يعزفون الهيب هوب الصاخب، وأن يبدؤوا باعتبار ذلك فنا موسيقيا آخر لأنهم سمعوه على الراديو، فإن الفكرة قد تستحق كل ذلك العناء.

نقوم -نحن البشر- بالأعمال الموكلة إلينا على أكمل وجه حين نحاط بالاختلاف الفكري، ولكن في محاولة التوصل إلى إجماع واتفاق دائميْن، نقتل تفكيرنا الخلاق والإبداعي.إن الإصرار على أهمية الاختلاف يتجاوز التحلّي باللطف وحسب مع من تختلف معهم، فهذه ليست قضية أخلاقية.. السبب الحقيقي الذي يجعلنا بحاجة إلى الاختلاف هو أنه يجعلنا جميعا أشخاصا أفضل.

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 6 أبريل, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024