نبض الصحافة في الميدان

 يفقد قطاع الإعلام في العالم العربي يوما بعد يوم، الكثيرَ من وهجه ورونقه وتأثيره في محيطه، لأنه لم يعد يحترم إلى حد كبير المتلقي الفردي والجماعي، ويستسهل عملية إعداد المواد الإخبارية ويقدّمها بعيداً عن القالب الميداني المهني والموضوعي الجذاب، الذي يلبي شغف المتلقّي وحقه في أن يُعلم.

من حيث المبدأ، ترفد الصحافة الميدانية غرف الأخبار بالجزء الأوفر من المواد الحديثة لمؤسسات الشبكات الإعلامية الكبرى، ويشكل المراسلون عصبها الأساسي، ومصدرها الأكثر مصداقية للمشاهد، فعين المراسل هي التي ترصد الحدث وحيثياته وخلفياته وأبعاده، والأهم من ذلك أثره على الإنسان.

إيهاب العقدي خلال إعداده أحد التقارير الخاصة بشبكة الجزيرة.
إيهاب العقدي خلال إعداده أحد التقارير الخاصة بشبكة الجزيرة.

غير أن ما يجري على الأرض، أي الميدان بلغة الصحفيين، مغاير تماماً لما يفترض أن يكون عليه الحال، فمعظمهم يجلسون وراء مكاتبهم -على قاعدة "البيروقراطية" القاتلة حكماً لهذه المهنة- "يرصدون" وسط ملل ورتابة، ما يقوله الناطقون الرسميون باسم أجهزة الدولة والمنظمات على اختلاف تسمياتها.

أما واقع الأمر فيفترض عكس ذلك تماماً، فمثلا عند تغطية ميدانية لتظاهرة ما، لا تكون الأولوية لمن تحدث عنها سلبا أو إيجاباً، أو من يؤيدها أو يعارضها، إنما المهم الإشارة إلى عدد المتظاهرين وشعاراتهم في قضية معيشية، لأن ملامسة المراسل لحقيقة القضية لا تكون بملازمة غرفة الأخبار وانتظار تصريحات المعنيين ورأي الحكومة ليبني تقريرا يقول فيه "تظاهر المئات مطالبين بكذا وردت الحكومة بالموقف كذا".

من الطبيعي أن تأتي مقدمة الخبر روتينية بمعنى أنها تستوفي الأجوبة عن الأسئلة البديهية، بأن تظاهر المئات أو الآلاف للمطالبة برفع الأجور، لكن الأهم ابتعاد التقرير الميداني عن التعميم الدائم وانتقاله إلى التخصيص. فرواية قصة متظاهر فقد منزله ومدرسة أبنائه بسبب تراجع قيمة راتبه، هو جوهر القضية الإنسانية لتراجع قيمة الأجور، وهذه الزاوية لا يمكن قياسها بالمراقبة من بعيد، فنبض القصة يُنقل بمدى الاقتراب منها.

لا يكتفي التقرير الميداني بذكر عدد المتظاهرين وأسباب احتجاجهم، بل ينتقل من التعميم للتخصيص ويروي قصة متظاهر فقد بيته بسبب رفع الأجور. الصورة من تظاهرة في بيروت عام 2010. تصوير: شريف كريم – رويترز.
لا يكتفي التقرير الميداني بذكر عدد المتظاهرين وأسباب احتجاجهم، بل ينتقل من التعميم للتخصيص ويروي قصة متظاهر فقد بيته بسبب رفع الأجور. الصورة من تظاهرة في بيروت عام 2010. تصوير: شريف كريم – رويترز.

يقول أستاذ الإعلام في الجامعة اللبنانية راغب جابر الذي اختبر العمل الصحفي خلال عقود، إن "الصحفي المكتبي لا يستطيع أن يصنع حكاية من الحدث، بينما المراسل الميداني يمكنه فعل ذلك". ويرى أن مستقبل التغطيات الميدانية هو "للكتابة الانطباعية وحركة الكاميرا التي يجب ألا تصور تصويرا جافا"، لافتا إلى أن التغطية التقليدية "لم تعد جاذبة للمشاهد، وبالتالي أصبح دور الصحفي أكبر، وهو ما يستوجب تدريبا مستمرا"، وكذلك وجود "سقف حرية مرتفع على المؤسسات توفيره لصحفييها الميدانيين".

ويجزم جابر بأن هناك صحفيين أو مراسلين لا يملكون متطلبات الحد الأدنى المطلوب للقيام بتغطيات ميدانية، وأن أخبارهم تؤشر على "سياسات تحرير مقررة سلفا، تطبع عملهم إرضاءً لمؤسساتهم فيفقدون جزءا من حريتهم"، وهذه سمة عامة للصحافة أو للإعلام العربي، يضاف إليها أزمة بنيوية مالية في الإعلام العربي فرضت على المؤسسات الإعلامية "الابتعاد عن توظيف الكفاءات المهنية والاكتفاء بتوظيف مراسلين غير متمرسين برواتب قليلة".

مخاطر الميدان

يُجمع كثير من الصحفيين، بغض النظر عن سقف الحرية الممنوح لهم أو الراتب الذي يتقاضاه، بأن الخطر الأول على حرية الكلمة ينبع من ميدان العمل، حيث الحروب والاضطرابات خصوصا في المنطقة العربية التي تواجه منذ سنوات أزمات مفتوحة، وصنفتها منظمة "مراسلون بلا حدود" بأنها الأكثر صعوبة وخطورة لممارسة مهنة الصحافة، وفيها -مثل بقية العالم- تصاعد للكراهية تجاه الصحفيين.

وفي مثل هذه الظروف ينبغي أن يكون المراسل صاحب كفاءة وتمرّس في الميدان، ولذلك متطلباتٌ تبدأ بتدريبه على العمل في بيئات مختلفة، بها نسبة مخاطر مرتفعة كتغطية المعارك والاضطرابات الشعبية، وإحاطة تامة بجوانب المهمة المكلف بها من ناحية المعلومات المرتبطة بالحدث أو القصة، ومعرفة طبيعة الأرض والسكان ومن هم المؤثرون فيهم.

وفرضت طبيعة الأحداث على الصحفيين التغطية من جانب واحد، بحكم أن بعض الأطراف في مختلف الدول العربية وضعت قيودا على الصحفيين للعمل على أرضها، ثم رفضت القوى المناوئة لها وجود صحفيين تعتقد أنهم سيقدمون وجهات نظر لا تخدم أجندتهم، مما فرض تحديات على غرف الأخبار للإبقاء على توازن التغطية وفق المتاح أمامها من مصادر.

وأدى ذلك إلى اختلال في توازن التغطية للمراسل الميداني، فمثلا كان غير مسموح لمن غطَّى أخبارا في مناطق المعارضة السورية أن يدخل مناطق النظام، والعكس صحيح، فكان على المراسل تقديم قصته من وجهة نظر واحدة، كما تقول مراسلة الجزيرة الإنجليزية زينة خضر التي تعمل في الميدان منذ عام 1995، لكن على المشاهدين معرفة ذلك من المراسل نفسه الذي عليه "أن يقول ذلك صراحة خلال تغطيته الميدانية وبطريقة لا تثير من يسيطر على الأرض من القوى المتحاربة، لأنه من واجبنا المهني والأخلاقي إبلاغ المشاهدين بذلك".

وتوضح المراسلة زينة ذلك من خلال تجربة لها في سوريا، إذ وجدت نفسها محاطة بمسلحين طلبوا منها تسجيل رسالتها أمام الكاميرا أثناء حضورهم، وفي هذا رقابة واضحة، فقالت "إنني أقدم وجهة نظر هذه الجهة". وفيما اعتبرته أسلوبا مهنيا وذكيا، روت في تفاصيل تقريرها مشاهداتها، وهو تماما ما يجب أن يحصل عند انتداب مؤسسة مراسلا لها للعمل ميدانيا مع أحد الجيوش في معركة ما، وعندها يكون الصحفي محاطا بالمعلومات التي تبثها هذه الجهة فقط، إذ عليه -تقول زينة- أن يعلن ذلك "صراحة لا تورية" بأن الخبر مصدره هذه الجهة فقط، وهو ناقل لروايتها.

وأحيانا يمكن للمراسلين العاملين في بلدان تتيح حرية التحرك، الوصول إلى مواقع الحدث الخطيرة، لكن عليهم مجابهة جمهور أو فئات غاضبة يصنفون المؤسسة التي يعمل بها المراسل في خانة "الجهات غير الصديقة". يقول بسام أبو زيد رئيس نادي الصحافة اللبناني والمراسل الذي عمل لعقود في الميدان، إن الكثير من الزملاء "واجهوا ذلك أثناء تغطيتهم بعض التفجيرات الانتحارية التي وقعت في مناطق مختلفة من لبنان، وهوجموا وطردوا من مكان التغطية، لكن الخطر يكمن في الصيغة التي يُقدم بها الخبر مراعاة لخاطر غاضبين يقفون في محيط المراسل أثناء التغطية المباشرة".

الدخلاء على الميدان

وإذ يشير رئيس نادي الصحافة اللبناني إلى مخاطر مشاركة صحفيين من ذوي الخبرة المحدودة في تغطيات مماثلة، يحذر من إشراك صحفيي المكاتب فيها، فليس "كل من يخرج من المكتب مراسل ميداني، فالمحترفون يدركون أسلوب التحرك وطبيعة الناس والمصادر، أما الصحفي المكتبي فيعتقد أنه سيُستقبل بالتصفيق، والمعلومات في الميدان بعكس الواقع، فقد اعتاد العمل بمادة جاهزة بكل معاييرها تصله إلى مكتبه".

يفاخر زميل يعمل في إحدى وكالات الأنباء الدولية بأن "هاتفه الذكي هو مكتبه الجوال"، ولا حاجة له إلى التواجد في مكتبه الذي قد يكون منزله أو سيارته أو حتى مقهى على قارعة طريق، ففيه كل ما يحتاجه من أرقام اتصال وعناوين بريد إلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، حتى إن حقيبة صغيرة تحتوي على بعض الثياب موجودة في صندوق سيارته، وجواز سفره ممهور بسمات دخول إلى عدد من الدول المجاورة، وهو أمر بالتأكيد "لا يمكن لصحفي مكتبي أن يملكه في منطقة ملتهبة تستوجب التحرك الدائم".

يروي صحفي آخر اختبر العمل في مؤسسات محلية وعربية، أن مراسلي معظم وسائل الإعلام العربية "لا يحترمون الحد الأدنى من معايير السلامة التي يفرضها العمل الميداني"، ويعود ذلك إلى "تحول صحفيين من المكاتب إلى مراسلين ميدانيين، أو الاستعانة بمراسلين غير أكْفاء، مما يعرض هؤلاء للخطر".

ويشير هذا الصحفي إلى حوادث كثيرة حصلت حول العالم، لكنه لفت إلى أمر وقع في منطقة القاع شمال شرق لبنان حين هاجمت مجموعة من الانتحاريين البلدة، ثم أعقبتها موجة ثانية، فاندفع الصحفيون إلى التغطية المباشرة دون حد أدنى من معايير السلامة.

ويقول إنه كان يشاهد مراسلة ترتدي السترة الواقية للرصاص والشظايا فقط عند حضورها أمام الكاميرا ودون الخوذة، وعندما اشتبهت القوى الأمنية في وجود انتحاري مختبئ اندفعت وراءهم. ويضيف مستغربا أنه عندما سألها عن نوع الدرع وقدرته على حمايتها، لم تعرف، بل تبين له أنه فارغ من الدرع الفولاذي، بمعنى آخر أنها ليست سوى أداة للتأثير في المشاهد.

 

المزيد من المقالات

عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 11 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023