القصة الصحفية.. عينٌ على مسار المال والتنمية

على مدار عشر سنوات جمع رامي البريم الذي يلقبه أصدقائه بـ "أبو حرير"، -كأن أصابعه من حرير- بذور الزهور والنباتات المحسنة من مناطق مختلفة حول العالم ليزرعها في مشتله في شرق مدينة خانيونس بقطاع غزة.. ارتفعت أعمدة المشتل، وصارت المياه تمر على البذور، وقبل أن تلتقط البذور أنفاسها، دمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مشروعه، وبدا محبطاً يقف على ركام مشتله يفكر هل من الممكن أن تمر التنمية في هذه البلاد؟ وهل من الممكن أن يعيد المال القادم للإعمار البذور التي هرستها دبابات وصواريخ الاحتلال؟

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، دار تساؤل مهم في أوساط الصحفيين الفلسطينيين ناتج عن مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2014 في القاهرة، بحجم تعهدات بلغ 5.4 مليار دولار من الدول المانحة، فهل تلتزم هذه الدول بتعهداتها من خلال ما يثبته الميدان؟

مع أن الأرقام بشكلها الحالي توحي بالتفاؤل، إلا أننا إذا تناولنا توزيعاتها الرقمية للقارئ والمراقب والمتخصص فسنجد أنها غير واضحة المعالم على أرض الواقع، دون مراقبة القصة الصحفية لبذور رامي في مشتله المدمر، هل تنمو من جديد بفعل أموال المانحين أم لا؟

أطلق فريق صحفي متخصص في غزة مبادرة لمراقبة أموال التنمية، كنت من بين الفريق، وأطلقنا على المبادرة اسم "متابعة لدعم الدولي" (1). تابع المبادرة فريق اقتصادي وشارك فيها عدد من الخبراء في فلسطين وخارجها، أهمهم مدير البرامج في شبكة السياسات الفلسطينية علاء الترتير، والخبيرة في المساعدات الدولية المقدمة للفلسطينيين هديل القزاز، وطَرْحُنا كصحفيين كان تناول مخرجات الدعم الدولي من خلال القصة الصحفية، التي كان رامي أحد أبطالها (2).

تقول حنين السماك مديرة فريقنا الصحفي في المبادرة: "لم يكن هناك جهة فلسطينية تتابع التمويل، وأغلب التقارير التي تصدر هي تقارير من جهات أجنبية فقط، وكل المعلومات شحيحة يتم الحديث عنها بأرقام، لذلك كان لا بد أن نتناول الدعم الدولي والتنمية من خلال الحديث عن الحياة اليومية للنازحين لإيصال صوتهم ومشاكلهم لصناع القرار في الداخل والخارج".

لا يتعلق الأمر بقضايا سياسية وبالأحزاب والتكتلات، بل بقضايا اجتماعية، إذ أن هناك عائلات لا تعرف شيئا عن التمويل.. فمن هو المسؤول؟ وكم حجم المبالغ من إعادة الإعمار؟ كان يهمّنا في المبادرة تعريف الناس بمقدار الدعم الذي يجب أن يصل لهم.

تَابَعْتُ مسار التنمية والمال من خلال القصة الصحفية حتى عثرت على كتاب الخبيرة في الدعم الدولي الكينية "وانغاري ماثاي" (3) التي عملت على مدى ثلاثين عاما في أفريقيا لكسر الجدار الذي يفصل الشعوب الأفريقية عن العدالة والثراء والسلام والاحترام بعيداً عن الفقر، وقد قادت ماثاي حركة الحزام الأخضر "Green Belt Movement"،  ورَصَدَت الدعم الدولي المقدم للشعوب الأفريقية في مناطق مختلفة من خلال القصة الصحفية، وتناولَت الموضوع في كتابها "أفريقيا والتحدي" (4) الصادر عام 2009 من زاوية مهمة "مرض الملاريا"، ، ودَارَت في الكتاب منذ الصفحة الأولى حتى النهايات حول دور الناموسيات في القضاء على الملاريا.

شدَّني الكتاب لإكمال قراءته في يوم واحد فقط، نتيجة استخدامها للسرد القصصي في متابعة الدعم الدولي، وهي تتنقل في سطوره بين بيوت الناس وشوارعهم، وشباك صيدهم، وطرق نومهم، ولون المياه، والتربة والفواكه والخضروات، وكذلك ضعف الوعي المجتمعي، والتبعية الاقتصادية، وفساد المانحين والمتلقيين بالأمثلة.

لقد كان المتلقون الرسميون للمساعدات يعدون الخطط حول أزمة الملاريا والأمراض العابرة كالإيدز كلما زار مسؤول أممي دولهم في غينيا، ونيجيريا، وتوغو، وكينيا، وزيمبابوي، وإثيوبيا. وبعدما يغادر المسؤول الأممي بلادهم، تبقى المؤشرات والأرقام حول عدد الوفيات التي يتجاوز المليون في القارة السوداء في ارتفاع مستمر، كأن أحداً لم يزر هذه البلدان من قبل بدافع التنمية.

وزعت ماثاي الناموسيات على مئات التجمعات القروية في أفريقيا، وآلاف البشر، حتى لا تصيبهم لسعة البعوض فوق الجبال وبين الوديان، وشرحت للضحايا هناك ضرورة النوم تحت هذه الناموسيات، لكن الفقر والجهل جعل المتلقين للناموسيات يستبدلونها من وسائل للحماية، لوسيلة لصيد السمك في الأنهر، فقد صنعوا منها شباكاً، وناموا يواجهون الناموس بأجسادهم.  أسوء من ذلك، ألقى الناس أكياس المساعدات الفارغة في الأنهر، وتحولت الأكياس فيما بعد لحاضنات تفقص فيها بيوض البعوض ومساكن موقتة له، في الوقت الذي صرفت فيه ملايين الدولارات لتدخل الناموسيات كل بيت.

هنا استطاعت القصة الصحفية أن تتبع مسار التمويل والدعم الخارجي للتنمية، وكشفت عن إشكاليات كبيرة في الدعم، وقلة التوعية. أما التغذية الراجعة فقد لفتت الانتباه للمشاكل التي تستحدثها المساعدات، فكيف تحولت أكياس المساعدات لحاضنات تتكاثر فيها البعوض؟

أنتقل من غابات أفريقيا إلى المدينة الغائبة خلف أسلاك الحصار، غزة.  لم يزل رامي يربي ما تبقى من شتلاته لكي تنمو، فقد حصل على ربع المبلغ المفترض تسلمه لإعادة مشتله، ولكنه زرع ما تبقى من الشتل في الأرض حول البيت دون عناية فائقة، ريثما تتوافد أموال المساعدات، هذه الفكرة عرضتها عليه حين زرته في بيته شرق خانيونس، حتى لا تفقد الأشتال والأبصال والجذور أنفاسها، ولا يزال ينتظر المرحلة الثالثة من الدعم بعد استجلاب النايلون المخصص لترميم المشتل، وتأخر الدعم بشكل كبير.

وفي بحثي المتعمق حول دور الإعلام في موضوعات التنمية ركزت في الفترة الأخيرة على إصدارات مجلة تمويل التنمية (5) الصادرة عن صندوق النقد الدولي، والتي تختار بعناية كتّاباً متخصصين كبار، واعتمدت الأرقام والإحصائيات في قالبها، وأحياناً القصة الصحفية الجميلة، والتي جذبتي في انتقاء المصطلحات والألفاظ من بيئتها أكانت جبلية أم ساحلية.. بدوية أم حضرية.. كذلك الألقاب والصفات. انظر/ي مثلاً عدد يونيو/حزيران 2017 بعنوان جيل الألفية ومستقبل العمل (6) تناولت الكاتبة نادية صابر موضوعا اقتصاديا جافا بأسلوب قصصي جميل، ففي مقالها المعنون "البيزو في ثوب قشيب" نقرأ.. "لا، لست ثرياً، إنما فقير لديه نقود، وهو شيء آخر"، كانت تلك إجابة الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الحاصل على جائزة نوبل للآداب عندما سئل عن ثروته الأدبية، والراحل غارسيا ماركيز، الذي كان يطيب لمحبيه أن يسموه "غابو،" أصبحت صورته مطبوعة على فئة العملة الكولومبية الثانية في القيمة –وهي عملة الخمسين ألف بيزو- كجزء من مجموعة العملات الورقية التي أصدرها البنك المركزي في عام 2016.

في نهاية المطاف تقدم القصة الصحفية المتميزة اختصاراً وجاذبية ووضوحاً، وقلة من الصحفيين قادرون على نسج القصة الصحفية بقالبها الجذاب ومحتواها العميق، خصوصاً إن استطاعوا شرح أهمية الموضوع من خلال لمسة إنسانية، وفيما يتعلق بمراقبة الدعم الدولي، لتبيان تناقضات التعهدات بالتنمية والتمويل وإعادة الإعمار مع ما ينعكس على حياة الناس واقعاً ملموساً، فكم من أموال ضاعت نفقات تشغيلية على الشركات المتعهدة بالتمويل، وما وصل إلا الفتات منها إلى مستحقيها، رصدتها القصة الصحفية بوجهها الحكواتي الجميل، ولا يزال الدعم الدولي متعطشاً للقصص التي تكشف حقيقته وتأثيراته.

 

هوامش

 

(1) http://www.aidwatch.ps/ar

(2) http://www.aidwatch.ps/ar/news/على-هذه-الأرض-ما-يستحق-الحياة

(3)  http://www.aljazeera.net/news/miscellaneous/2004/12/16/الكينية-وانجاري-ماثاي-تتسلم-جائزة-نوبل-للسلام

(4) http://www.aljazeera.net/knowledgegate/books/2014/7/7/أفريقيا-والتحدي

(5)  http://www.imf.org/external/arabic/pubs/ft/fandd/fda.htm

http://www.imf.org/external/arabic/pubs/ft/fandd/2017/06/index.htm

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 26 مارس, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021