صحافة الاستقصاء.. نبش في الغرف المغلقة

مع بداية ظهور المطبعة في أوروبا عام 1448، لاحت فكرة الصحافة في الأفق. كانت الفكرة فيالأساس تعتمدعلى نشر الأخبار وتداولها، بالاعتماد على الموضوعية كمعيار رئيسي في المهنة، أُضيف إليها بعد ذلك الرأي، لمزيد من الموضوعية. غير أن الأيام برهنت على أن "الخبر" لا يعتمد على الموضوعية وحدها، وأن الأهواء تشكّل جزءا في كتابته. كما أثبتت أن "الرأي" صالح ليكون بوقا للدعاية. ولأن الصحافة يجب أن تقوم على الخبر والرأي، كان ضروريا إضافة مكونات أخرى. من هنا جاءت فكرة الصحافة الاستقصائية.

كل صحافة بحاجة إلى تقصٍّ

ظلَّ الاستقصاء ركنا من  أركان الصحافة دون أن يكتسب لمعانا كبيرا، ودون أن يكون تخصصا حتى يوم 17 يونيو/حزيران 1972، ففي هذا التاريخ أدَّى استقصاء صحفي في قضية "ووترغيت" إلى استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون. من هنا انتبهت الصحف الغربية إلى قوة الأداة التي كانوا يمتلكونها ولم يفعلوها من قبل. أداة كان من أوائل مؤسسيها بعد تدشينها كفرع مستقل، الأميركيان إدوارد بوكي ومارك سوليفان اللذان استقصيا في الأدوية التي تحتوي على مواد مخدرة وتباع دون استشارة الطبيب في نيويورك عام 1904.

مع ذلك، علّق الروائي والصحفي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز على هذا التخصص بأن "الاستقصاء ليس فرعا من الصحافة، بل إن كل صحافة يجب أن تكون استقصائية بالتعريف". تعريف ماركيز الملفت والبليغ يتجذر في جوهر الصحافة، إلا أن الصحافة الاستقصائية بالفعل صارت فرعا وتخصصا يختلف عن الأنواع الأخرى. فكل صحافة بالفعل تحتاج إلى تقصٍّ، غير أن الاستقصاء يختلف في تقنياته وأهدافه وموضوعاته عن الخبر والمقال والحوار، وإن كان ينطلق منها وبناء عليها.

تنوعت تعريفات هذا النوع من الصحافة وإن تشابه الجوهر، فالصحافة الاستقصائية هي المادة الصحفية القائمة على أسس منهجية يستخدمها الصحفي للحصول على المعلومات. كما أنها العلاقات المحددة بين الصحفي والمصدر، وأيضا البحث عن أهداف محددة تتصل بالنقد الاجتماعي، إذ إن أحد أدوار الصحافة الأساسية في الدول الديمقراطية هي كشف العوار المجتمعي ومراقبة السلطة، ويتحقق ذلك كلما تمتعت وسيلة الإعلام بقدر كبير من الحرية.

التحدي الحقيقي الذي يواجه الصحفي الاستقصائي أن المصادر تتعمد في كثير من الأحيان إخفاء العوار ليبدو كل شيء على ما يرام. من هنا، كان نجاح الاستقصاء يتكئ على تنوع المصادر وفرزها، بالإضافة إلى الاعتماد على الملاحظة، خاصة في استقصاء الشارع أو المجتمعات المهمشة.

الاستقصاء في العالم الهسباني

حالات نجاح أو إخفاق، وربما اختفاء الاستقصاء تتوقف على مدى حرية الصحافة الممنوحة من السلطة، كما تتوقف على المجتمع مسرح الحدث، ثم على مهارة الصحفي في التقاط الأزمة التي يجب الاستقصاء حولها، حتى وإن بدت للعيان جزءا من مفردات الحياة. ولعل مثال الصحافة الاستقصائية في العالم الهسباني (الدول الناطقة بالإسبانية) خير مثال على تطور الصحافة الاستقصائية، إذ انتقلت تلك الدول من الخضوع لحكومات مستبدة إلى الخضوع لأخرى ديمقراطية، الأمر الذي ساهم في انتعاش الصحافة الاستقصائية فيها.

لقد أُجهضت الكثير من الاستقصاءات ولم يُكتب لها أن ترى النور إلا بعد سنوات بسبب طبيعة الحرية الممنوحة في المجتمع الهسباني، ومنها حالة الأرجنتين. فالدولة اللاتينية التي عاشت تحت الدكتاتورية بين عامي 1976 و1983 تبنَّت فيها الصحف -كرها أو طوعا- خطاب السلطة، وهو ما يعني أن أي نقد -وهو العمود الفقري للاستقصاء- سيكون خارج السياق. تقول دافني غارسيا لوسيرو في مقالها المنشور بمجلة "لاتينا" عام 2000 "إن الصحافة الاستقصائية عملت بأثر رجعي عقب إزاحة الدكتاتورية، وكان ذلك بهدف مراجعة تاريخ البلد ومعرفة ما حدث وإقامة البراهين عليه" (1).

ما تعرضت له الأرجنتين كنموذج، عاشته إسبانيا أيضا خلال فترة حكم فرانكو التي امتدت لأكثر من أربعين عاما، فلم يكن هناك صحافة استقصائية ولم تكن السلطة لتتقبل النقد. حينها، كان الاصطفاف الوطني واجبَ كل مواطن، وكان على الصحافة أن تصطف أيضا. ثم جاء الدور القوي للاستقصاء الذي كشف تاريخا ظل مجهولا لما يقرب من نصف قرن، وانتقل الاستقصاء من الصحافة إلى الكتب، مستخدما نفس التقنية الصحفية.

 

بدأت الصحافة الاستقصائية في النبش في قضايا الاختفاء القسري التي سادت خلال فترة حكم الرئيس الأرجنتيني خورخي فيديلا (1925-2013). وحوكم على جرائمه لاحقا.
بدأت الصحافة الاستقصائية في النبش في قضايا الاختفاء القسري التي سادت خلال فترة حكم الرئيس الأرجنتيني خورخي فيديلا (1925-2013). وحوكم على جرائمه لاحقا.

 

إظهار المخفي

من ناحية أخرى، قسّمت الأستاذة بجامعة برشلونة الوطنية مونتسرات كيسادا صحافة الاستقصاء إلى ثلاثة أنواع: استقصاء في أحداث تاريخية لا علاقة لها بالحاضر، وآخر عن الأحداث الراهنة، وثالث عن أحداث تاريخية لا تزال تلقي بظلالها على الحاضر. بهذه الطريقة يمكن تعريف الاستقصاء بأنه "التفتيش في الغرف المغلقة". وبذلك، يلتقي هذا النوع من الصحافة مع التاريخ في مسألة النبش في الماضي، كما يلتقي مع العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجيا في دراسة الظواهر، ويتقاطع مع العلوم السياسية إن اتفقنا أن كل ما يخص الشعوب جزء لا يتجزأ من السياسة، خاصًة ما يخص الحكومات.

تؤدي بنا هذه الاستخلاصات إلى الاعتراف بتأثير صحافة الاستقصاء سواء بشكل مباشر أو غير مباشر على العلوم الإنسانية، ومن بينها الأدب. كأنَّ الاستقصاء بانفتاحه على تاريخ الإنسان يفتح قنوات مع كل العلوم التي ترتبط به، وينهل منها كما يصب فيها.

ولأن الصحافة ابنة الحداثة الملتصقة بالبحث عن الحقيقة والموضوعية واستهداف معرفة العالم، كان لا بد أن يكون الاستقصاء أحد أهم فروعها، إن لم يكن الفرع الأهم فيها. هذا أيضا يتفق مع رأي رئيس التحرير السابق لجريدة "آي.بي.سي"الإسبانية لويس ماريا أنسون الذي يعتقد أن "صحافة الاستقصاء تقوم بمهمة صعبة وحساسة بالدفاع عن الشفافية الديمقراطية وإظهار المخفي وغير المرئي". وهذه المهمة تحديدا هي ما يجعل الاستقصاء يضم الخبر الذي يقوم عليه التحقيق، ويعتبر بطريقة أو بأخرى حاميًا للشفافية التي تطمح إليها المجتمعات المأزومة، مثل مجتمعات اليوم على تنوعاتها والفروقات بينها.

لكن، هل الصحافة مستقبلا بحاجة إلى الاستقصاء؟ يقول أنطونيو روبيو إن "الصحافة الاستقصائية والمرئية هي مستقبل هذه المهنة" (2). يبدو هذا التوقع مصيبا بشكل كبير، بعد أن استنفدت الصحافة الكثير من وسائلها، وبعد أن تطورت المجتمعات فأصبحت بحاجة أكبر إلى مصادر المعلومات، بل أيضا إلى طريقة جديدة في الكتابة تفارق بها الصحافة أسلوبها القديم. روبيو يتحدث من منطقة يعرفها جيدا، إذ لاقت استقصاءاته نجاحا كبيرا على مدى تاريخه المهني، ولعل أشهر هذه الاستقصاءات كشف بعض أكبر الفضائح السياسية في تاريخ إسبانيا الحديث، مثل هروب لويس رولدان أحد الساسة السابقين بالحزب الشيوعي العمالي الإسباني والمدير العام لشرطة الحرس المدني الذي اضطر لتقديم استقالته عام 1993 عقب كشف فساده. وكشف روبيو أيضا  الفساد الحكومي في مدينة ماربيا التي تستقبل ملايين السياح وينفق فيها ملايين الدولارات.      

ورغم أهمية الاستقصاء السياسي، فإن البعد الاجتماعي الذي يمس الناس وحيواتهم وأزماتهم وطريقة معيشتهم، يمثل بعدا أكثر فائدة. من هنا يبدأ نجاح الاستقصاء في بعض الأحيان، من أحاديث الناس اليومية العابرة.. أحاديث قد تتحول إلى مادة خام لعمل أكثر توسعا. والحقيقة المعروفة بين صحفيي الاستقصاء أن الصحفي لا يمتلك وصفة سحرية لنوعية الموضوعات الضرورية، إذ إن الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك ستكون الخبرة اليومية المتراكمة والإنصات جيدا لصوت الشارع. بذلك، تصبح درجة ثقافة الصحفي وحساسيته ومنهجيته العلمية شروطا يتوقف عليها نجاح عمله الذي هو –بالتأكيد- تقديم معلومات صحيحة تماما عن حالة غير معروفة للجمهور.

في نفس السياق يرى غوستافو مارتينيز باندياني (3) أن العثور على موضوع يستلزم  ثلاثة أشياء رئيسية:

1) التركيز في كل المنتوجات المكتوبة والمرئية والمسموعة.

2) عمل قائمة بالأحداث المتوقعة المترتبة على أحداث معروفة.

3) التحدث باستمرار مع موظفين بالدولة والناس في الشارع، بالإضافة إلى المبادرة والقدرة على الاقتحام.

تطور الاستقصاء

رغم أن الاستقصاء انطلق من قضايا سياسية خاصة بفساد أنظمة الحكم وعلى رأسها الرؤساء، وانتقل إلى النقد الاجتماعي لكشف عوار المجتمع ومحاولة رأبه، ثم إلى التاريخ فاتحاً أرشيفه أو مؤسِّسا لأرشيف جديد، فإنه انتقل بعد ذلك إلى فروع أوسع ليشمل:

1) مسائل قضائية: كما فعل استقصاء نُشر بجريدة "كامبيو 16" عام 1983، كشف تورط قضاة في تلقي رشوة من محامين في قضية شهيرة ملتصقة بالمافيا الإيطالية.

2) مسائل فنية: استقصاء نشر في "تييمبو" عام 1984 عن وجود سوق كبيرة وهائلة تدير المتاجرة في اللوحات المزيفة. على رأس هذه السوق شخصيات شهيرة في عالم الفن، مثل خوليو برادو وكولون دي كارابخال.

3) مسائل بيئية: لا تزال في تطور، لكن هناك استقصاءات هامة عن تلوث البيئة مثل استقصاء الصحفي رفائيل ثيد عن تلوث المياه في حديقة دونيان.

4) مسائل اقتصادية: مثل استقصاء جريدة "إنترفيو" عن تورط عمدة سابق في جرائم تزوير العملة بالمشاركة من إحدى الشخصيات البارزة في بنك برشلونة المركزي.

5) مسائل التجسس: في نوفمبر/تشرين الثاني 1984 وفي السفارة الأميركية بمدريد، اعترف إسماعيل آلن أثيبيدو بانتمائه إلى الشرطة التشيلية وأنه أحد الأفراد الذين اغتالوا وزير الخارجية التشيلي السابق أولارندو لِتِلير عام 1976، إذ عمل لتلير في حكومة سلفادور الليندي التي واجهت انقلابا عسكريا. اعترف أثيبيدو كذلك بأن عمله كان يتلخص في السيطرة على حركات المعارضة من تشيلي إلى إسبانيا، ومراقبة المظاهرة ضد حلف الناتو الأطلسي.

بالإضافة إلى الاستقصاء "الطائفي والإرهابي"، وهي استقصاءات حديثة نسبيا تسعى للتعرف إلى أفكار وطموحات الطوائف المختلفة داخل بلد ما، كما أن بعضها يسعى للتعرف إلى أفكار "الإرهاب" وأسانيده.

وأخيرا، وكما يقول داريو كلين (4)، فإن صحافة الاستقصاء هي التي تساعد المواطنين على المشاركة في القرارات التي تؤثر على حيواتهم، وتكشف لهم الواقع الذي يحيط بهم، لكنه أيضا يمثل جرس إنذار لمخاطر قد تؤدي إلى سقوط دول وانهيار اقتصادات، سواء بأيدي المواطنين أنفسهم، أو بأياد أخرى مخربة.

 

هوامش

(1) دافني غارسيا لوسيرو (1968)، أستاذة في جامعة قرطبة بالأرجنتين.

(2) أنطونيو روبيو (مليلية، 1951)، أحد أبرز صحفيي الاستقصاء في إسبانيا، نشرت تحقيقاته الاستقصائية في عدد من الصحف الإسبانية منها: صحف كتالونيا، إنترفيو، كامبيو 16، وإلموندو، وهو مدرس بجامعة الملك خوان كارلوس.

(3) غوستافو مارتينيز باندياني: (الأرجنتين، 1966) صحفي ومؤلف كتاب "الصحافة الاستقصائية".

(4) داريو كلين (منتفديو، 1969) صحفي استقصائي من أورغواي، حاصل على دكتوراه في الصحافة الاستقصائية ومخرج أفلام وثائقية.

 

المزيد من المقالات

الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

Shaarawy Mohammed
شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024