تحليل الأرقام والبحث عن الحقيقة

يعود تاريخ الصحافة الاستقصائية إلى عام 1690، مع صدور أول صحيفة في الولايات المتحدة وهي "Publick Occurrences" لمحررها بنيامين هاريس، وهو من الناشرين المثيرين للجدل في تلك الحقبة، إذ كشف عبر التحقيقات الواردة في الأعداد الأولى من الصحيفة عدة قضايا تتعلق بالفساد، واعتمدت التحقيقات على الوثائق التي تؤكد النتائج التي وصل إليها الصحفيون، وهذا أساس بناء أي تحقيق استقصائي.

في مطلع القرن العشرين، برز عدة صحفيين قادوا حملات صحفية مهمة على نطاق واسع ضد الفساد، ووصفهم الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت بالصحفيين المنقبين عن الفساد.

وبُنيت معظم التحقيقات التي نشروها بعد جمع البيانات على وثائق رسمية مدققة من قبل خبراء، فكان لهم الفضل في تحقيق إصلاحات ديمقراطية في أميركا.

ومن أكثر التحقيقات الاستقصائية المشهورة، تحقيق الصحفية أيد تاربيل التي كشفت من خلاله احتكار شركة "استاندارد" للبترول، الأمر الذي دعا الكونغرس إلى إصدار قانون شيرمان المختص بمحاربة أكثر الاحتكارات إثارة للخوف على مستوى الولايات المتحدة.

واعتمدت عدة تحقيقات استقصائية على صحافة البيانات أثناء البحث، لكن لم تُخصَّص ذاك الوقت ضمن مسمى معين، إذ لم يكن آنذاك مصطلح خاص بهذا النوع من الصحافة.

يقول مدير شبكة الصحافة الاستقصائية العالمية ديفد كابلن، أحد المخضرمين في الاستقصاء: "إن استلام ملف من مصدر رسمي ذي نفوذ وكتابته ونشره في اليوم ذاته لا يقع في خانة الصحافة الاستقصائية".

ويعتبر كابلن أن الصحافة الاستقصائية تتطلب المزيد من عمليات البحث بعمق والتركيز على استخدام التقنيات الاستقصائية المرفقة بالبيانات. وهذا لا يوجد في صحافة البيانات، إذ إن الأخيرة تتطلب أرقاماً مبعثرة تعالج موضوعاً معيناً، ويتم التأكد من صحتها لتأتي المرحلة الثانية وهي التحليل، ومن بعدها النشر عبر صورة تجمع معلومات تخص الموضوع.

تاريخ صحافة البيانات

مع عصر الثورة الرقمية التي حصلت في أنحاء العالم، وانتشار الإنترنت، إضافة إلى كمية البيانات الهائلة المرفوعة على محركات البحث، بدأت صحافة البيانات تأخذ طابعاً مستقلاً.

الصحفي الأردني المتخصص بالصحافة الاستقصائية حمود حسين يعتبر أن "البيانات المفتوحة مصدر قليل الاستخدام من قبل الصحفيين، فنسبة 90% من البيانات المفتوحة حول العالم غير مستخدمة، وفق رأي الصحفي الاستقصائي مارك هنتر".

يؤكد حسين أن تلك المشكلة شائعة في الدول العربية، حيث يعتقد معظم الصحفيين في المنطقة أن ثمة الكثير من المعلومات والبيانات مخفية ولا يمكن الحصول عليها إلا برشوة موظف أو الانتظار لمدة طويلة أمام روتين الوزارات والمؤسسات الرسمية.

ويضيف "في الوقت الذي ينتظر فيه الصحفي أمام أبواب حراس البوابات الإعلامية في الوزارات أملا في الحصول على معلومات، فإن تلك المعلومات أو الأرقام المتوفرة على الإنترنت في موقع ما من مواقع الوزارات أو المؤسسات أو مراكز الإحصاء الرسمية، أو هي متوفرة كنسخ ورقية منشورة فيما يعرف بالجريدة الرسمية أو المكتبات الحكومية العامة أو الأبحاث العلمية في الجامعات".

بات في مقدور الصحفي الاستقصائي اليوم بناء تحقيقات استقصائية لا يمكن توقعها من بيانات مفتوحة حتى في الدول التي يعتقد أنها تتكتم على المعلومات، حسب حسين.

ندرة المصادر

تعتمد صحافة البيانات على التصميم وعلوم الحاسوب والإحصاء، فهي مجموعة متداخلة من الكفاءات في مجالات مختلفة. وتغطي صحافة البيانات اليوم عدة أنواع من الكتابة الصحفية، حيث تُعتمد في التقارير والتحقيقات ويستفيد منها الصحفيون، خاصة أنها تعتبر قاعدة بيانات منظمة تحمل في مضمونها أرقاماً مهمة تصلح لأن تكون أخباراً.

ومن أولى الصحف التي بدأت العمل ضمن مجال "صحافة البيانات"، كانت صحيفة الغارديان التي أطلقت عام 2009 مشروعاً خاصاً بصحافة البيانات حمل اسم "Datablog".

من أولى الصحف التي بدأت العمل ضمن مجال "صحافة البيانات" كانت صحيفة الغارديان، حيث أطلقت عام 2009 مشروعاً خاصاً بصحافة البيانات حمل اسم "Datablog" – غيتي.
من أولى الصحف التي بدأت العمل ضمن مجال "صحافة البيانات" كانت صحيفة الغارديان، حيث أطلقت عام 2009 مشروعاً خاصاً بصحافة البيانات حمل اسم "Datablog" – غيتي.

لكن يبدو أن قلة استخدام الصحفيين الاستقصائيين لموارد مبنية على أساس صحافة البيانات يعود سببه إلى ندرة المصادر أحياناً في المنطقة العربية.

يقول الصحفي حسين حول ذلك "حسب تجربتي، نحتاج في كثير من الحالات إلى تسجيل معين أو تقديم طلب ما أو القيام بمقارنات، وغيرها من الحواجز التي تضعها السلطات بشكل مقصود أو غير مقصود، أو عدم قدرة الصحفيين على قراءة البيانات واستنتاج قصص استقصائية منها، وهذه من أسباب ندرة المصادر".

ولحسين تجارب استقصائية معتمدة على البيانات منها كشف شركات سرية لشخصيات سياسية أو كشف شركات تحصل على عطاءات حكومية وهي ضمناً مملوكة لمسؤول أو لقريبه.

كما ساهم في إنجاز تحقيق استقصائي بالتعاون مع سبعة صحفيين أوروبيين تتبع فيه بالبيانات المفتوحة أسماء 17 باخرة تساهم في نقل اللاجئين غير الشرعيين إلى أوروبا، وفي الوقت ذاته تساهم في تهريب المخدرات والأسلحة، وقد كانت بيانات الشركات والشخصيات التي تملك هذه السفن مفتوحة، لكنها تحتاج إلى معرفة كيفية الوصول إليها في دول أفريقية.

وكانت مسارات السفن معروفة عبر بيانات مفتوحة من مراكز تتبع حركة السفن حول العالم، ومع تتبع الشحنات والسفن تم القبض عليها والكشف في هذا التحقيق عمن يقف وراءها والدول التي سهلت مرورها أو لم تكشف ذلك.

كشف تحقيق استقصائي عبر تتبع حركة السفن من خلال بيانات مفتوحة، تورط 17 باخرة في تهريب السلاح والمخدرات ولاجئين غير شرعيين. تصوير: كارل كورت – غيتي.
كشف تحقيق استقصائي عبر تتبع حركة السفن من خلال بيانات مفتوحة، تورط 17 باخرة في تهريب السلاح والمخدرات ولاجئين غير شرعيين. تصوير: كارل كورت – غيتي.

أهمية صحافة البيانات

استخدمت صحافة البيانات في بعض التحقيقات بشكل رئيسي، خاصة إن تضمن التحقيق وثائق كثيرة تحتوي على أرقام تحتاج لمقاطعة من أجل الوصول إلى نتائج جديدة مثل "وثائق بنما".

وتعتبر "وثائق بنما" من أكبر التحقيقات التي ضجت على مستوى العالم، سيما أنها تضمنت 11.5 مليون وثيقة مفصلة تكشف عن عمليات غسل أموال تقدر حجمها بالمليارات.. تسربت الوثائق عن طريق شركة محاماة ووصلت إلى الاتحاد الدولي للصحفيين المحققين، وعملت على تحليلها 107 وسيلة إعلامية دولية متنوعة.

واعتمد تحليل الوثائق على صحافة البيانات، خصوصا أنها كانت تتضمن أرقاماً تعود لـ210 ألف شركة ظلت تتخفى في 21 بلداً وولاية حول العالم، من أجل تحقيق التهرب الضريبي.

وفي النهاية تكلل جهد الصحفيين الذين عملوا على إنجاز مشروع "وثائق بنما" بالفوز بجائزة "تحقيق العام" عام 2016، ضمن سلسلة جوائز صحافة البيانات "Data Journalism Awards" في فيينا.

حاز تحقيق "وثائق بنما" الذي اعتمد على تحليل 11.5 مليون وثيقة، عدة جوائز صحفية، منها جائزة نانن الألمانية، 27 أبريل/نيسان. تصوير أليكساندر كورنير – غيتي.
حاز تحقيق "وثائق بنما" الذي اعتمد على تحليل 11.5 مليون وثيقة، عدة جوائز صحفية، منها جائزة نانن الألمانية، 27 أبريل/نيسان. تصوير أليكساندر كورنير – غيتي.

من جهة أخرى، استعانت عدة تحقيقات استقصائية نشرت على موقع "أريج" المختص بإعداد التحقيقات الاستقصائية؛ بصحافة البيانات، حيث حلل الصحفيون الأرقام التي تمكنوا من الحصول عليها ضمن المواضيع التي تتناولها تحقيقاتهم الاستقصائية.

ولعل من أبرز الأمثلة التي يمكن أن نجد فيها استخداماً لصحافة البيانات، تحقيق "الطريق السالكة إلى تونس لغسل الأموال المشبوهة"، وتحقيق "مؤسسات مقيمة في الإمارات العربية المتحدة تتورط بالمغسلة الروسية"، وتحقيقات عديدة أخرى.

الفساد وصحافة البيانات

لعل أكثر الميادين التي تدخل فيها صحافة البيانات، هي القضايا الاقتصادية التي تتضمن أرقاماً كثيرة مبعثرة تحتاج إلى تنظيم وتحليل. وتبرز أهمية الاستعانة بصحافة البيانات أثناء تناول مثل هذه القضايا في النتائج التي سيتم الوصول إليها، كحجم الأموال المسروقة أو عدد الوثائق المخفية أو عدد الشخصيات المتأثرة.. إلخ.

وحول مدى صعوبة الوصول إلى مصادر البيانات بالنسبة للصحفيين الاستقصائيين، يجيب الصحفي الخبير بمجال صحافة البيانات عمرو العراقي لمجلة "الصحافة": "لا يوجد شيء اسمه مستحيل أو صعب فيما يخص البحث للوصول إلى البيانات، حيث يمكن للصحفي أن ينشئ قاعدة بيانات خاصة به من خلال مشاهداته وملاحظاته، فإما أن يذهب الصحفي إلى المصادر الحكومية ويطلب الحصول على البيانات، أو يعتمد في ذلك على الأخبار".

ويتابع "تتميز القصص الصحفية المدفوعة بصحافة البيانات أنه يمكن بناؤها دون الاستعانة بمصدر، فيمكن مثلا رصد مخالفات مالية للمسؤولين دون أن أذهب إليهم وأطلب الحصول على بيانات متعلقة بالموضوع".

ومن وجهة نظر العراقي فإن دور صحافة البيانات مرتبط بمجال الصحافة الاستقصائية ويعتمد على طبيعة الموضوع المتناول.. "فالصحفي دائماً يسأل لماذا حصل ذلك، ويبدأ ببناء تقاريره على أساس عدة أسئلة، بينما في صحافة البيانات يعتمد العمل على جمع البيانات وتدقيقها ومن ثم تحليلها، فهي مجموعة أدوات ومهارات يمكن للصحفي تعلمها".

ويوضح "فيما يخص العلاقة بين الاختصاصيْن، لا يتطلَّب العمل الصحفي أن يكون هناك اختصاصات، فالصحفي الشامل لا بد أن يتعلم جميع المهارات، كضوابط العمل ومهاراته وإيجاد فرضية والتحقق منها، والتعامل مع الأرقام والبيانات المتوفرة، وأنا لا أميل إلى التمييز بين التخصصين".

يمكننا القول اليوم بأن صحافة البيانات تتناول مواضيع أكثر من الصحافة الاستقصائية، فليست كل قضية تدخل في مضمار الصحافة الاستقصائية حتى وإن كانت ملفات صادرة من جهات رسمية وتمت إعادة كتابتها ونشرها.

ورغم ارتباط هذين النوعين من الصحافة ببعضهما البعض وأهمية تحويل الأرقام والبيانات الصادرة عن التحقيق الاستقصائي إلى صور رقمية ورسومات بيانية، تبقى صحافة البيانات أشمل وأوسع من الصحافة الاستقصائية التي تحتاج إلى فرضية وإثباتها، فالبيانات موجودة بين أيدينا وما علينا إلا البحث المعمّق عنها للوصول إليها وتحويلها إلى طريقة عرض بصرية متميزة.

 

المزيد من المقالات

جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024