تجارب صحافي محلي مستقل في اليمن

بعد سوريا، أصبح اليمن أحد أخطر البلدان للصحافيين. فبعد احتجاجات العام 2011 وإسقاط الرئيس علي عبد الله صالح، سيطر متمرّدو الحوثي على مدينة صنعاء في 21 أيلول/سبتمبر 2014، وأصبح الخطر المحدق بالصحافيين والإعلام أكبر من أي وقت مضى. واستهدفت المجموعة المتمرّدة واعتقلت معظم الصحافيين الذين عارضوها. وأصبحت التهديدات بالقتل والهجمات الجسدية والاعتقالات والخطف، إضافة إلى القيود على الحرية، أموراً شائعة . كذلك تعرضت العديد من قنوات التلفزة المحلية والدولية للمداهمة. ونتيجة لكل ذلك بالكاد تجد في اليمن في الوقت الراهن أي صحافي دولي.

قصتي لا تختلف عن قصص الكثير من الصحافيين المحليين سواء كانوا يمنيين أم سوريين أم عراقيين. جميعنا نتشارك المهنة نفسها في بلدان تمزّقها الحروب. كصحافي ومصوّر محلي مستقل، أغطّي الحرب اليمنية المستمرة في صنعاء ومأرب وتعز والحديدة لصالح العديد من القنوات التلفزيونية مثل "بي بي سي" والجزيرة. وغالباً ما أركّز في عملي على الأخبار لا سيّما من زاوية إنسانية. وعلى الرغم من التحديات المستمرة، لعبت عوامل شديدة الخطورة ولا تزال دوراً مركزياً في طريقة ممارستي للصحافة لا بل أعادت تشكيلها.   

ولعلّ أحد أصعب المواقف التي نواجهها في اليمن هو الانتقال من محافظة إلى أخرى. وللوصول إلى قصتك الصحافية، غالباً ما تضطر لتعريض نفسك للخطر. فصحيح أن اضطرارك لعبور الحواجز يمنحك وضوحاً في الرؤية ولكنّه يهدد سلامتك في النهاية بأكثر من معنى. ففي اليمن أنشأت الميليشيات معظم الحواجز وتسيطر عليها. وتعتقل تلك المجموعات المسلحة بشكل منهجي الصحافيين الذين يعارضون أفكارها، كوسيلة لفرض رقابة عليهم.   

توجهت إلى صنعاء في صباح أحد الأيام لتغطية الظروف الحياتية للناس الذين يعاني معظمهم من مطالب الاحتلال. قبل منتصف النهار كنت متّجهاً مشياً نحو البيت حاملاً معدّاتي، ومررت بمجموعة مسلّحين تابعين للحوثي. فأوقفوني وبدأوا إرهاقي بالأسئلة وتخلل ذلك صراخ بين الحين والآخر من أحد الرجال. "ماذا تصوّر؟ أرنا آخر صورة التقطتها! أطفئ الكاميرا ولا تلمسها!" فعلت كل ما طلبوه منّي. 

في لحظة معيّنة، أمروني بأن أصعد في سيارة قائلين إنّهم سيأخذونني إلى مركز الشرطة. استمرّت العدوانية بلا هوادة: "أنت خائن! أنت تعمل لصالح الجزيرة أو العربية. من الأفضل لك أن تعترف بذلك!". فالعمل مع وسائل إعلام كهذه يعتبر عملياً جريمة بالنسبة للحوثيين والمجموعات المتمردة التي تدعمهم. ويعود ذلك إلى أن هذه الوسائل تغطّي حرب اليمن بشكل نقدي لا سيّما ما يتعلّق بالحوثيين. لذلك فإنهم بطبيعة الحال سوف يتّهمون وسائل الإعلام هذه بأنها مؤيدة للسعودية نظراً إلى أنها جزء من التحالف الذي يقاتل في اليمن بقيادة المملكة. وبالطبع نفيت أي علاقة بهاتين القناتين أو أن أكون صوّرت أي شيء بشكل غير قانوني. ولكن غني عن القول إن كل جهودي لردعهم عن الإمساك بي باءت بالفشل.    

وصلنا إلى مركز الشرطة حيث صادر مسؤول من المجموعة نفسها معداتي وبطاقتي الصحافية. وهناك استأنفوا تهديدي. وأدركت سريعاً أن المسألة المطروحة هي ما إذا كنت خائناً أم لا. ومن أجل بتّ المسألة، عليهم التحقق من الكاميرا للاطلّاع على الصور ومقاطع الفيديو و"عرضها على خبير لمراجعتها" بحسب تعبيرهم.  

وسط تكتيكات الترهيب والاتهامات، سمحوا لي بالمغادرة ولكنّهم حجزوا معدّاتي. ومرت ثلاثة أيام من دون أن أتمكّن من استعادتها ومن دون أن تصلني أية أخبار عن عملية المراجعة المزعومة. وأخيراً، اتصلوا بي وأعادوا لي الكاميرا بحجة أني لم أرتكب أي خطأ، طبعاً وفقاً لمعاييرهم التقديرية. ولكن الحقيقة أنهم لم يستطيعوا تشغيل الكاميرا للتحقق من محتواها لأنّهم ببساطة لا يعرفون استخدام الكاميرات. كان ذلك من حسن حظي وهو أمر للأسف لا ينطبق على الكثير من الصحافيين الذين يقبعون في السجون ومصيرهم لا يزال مجهولاً.

لا تنتهي قصص الحرب التي يمكن روايتها والتي تعكس الثمن الذي يدفعه الصحافي في اليمن اليوم. ومن هذه القصص مثلاً حين كان التحالف العربي يصف المقر الرئاسي حيث كان الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ذهبت مع مجموعة صحافيين ومصوّرين لتغطية الحدث. حصل ذلك في المراحل الأولى من عملية التحالف. سمح لجميع الصحافيين بالدخول إلى المنزل بعد تفتيش دقيق ومصادرة بطاقاتهم الصحافية ومعداتهم وهواتفهم الخلوية. يومها تركوا لنا فقط كاميراتنا وبطاقة ذاكرة واحدة لكل منها.

غطّينا الحدث وجلنا حول المقر المستهدف للرئيس المخلوع. التقطت جميع الصور التي احتجت إليها ولكنّ مشاعر الخوف والقلق من أن يستأنف القصف لم تبارحني قطّ. وبدأت أتحدث إلى زملائي محاولاً إقناعهم بخطورة البقاء وقتاً إضافياً في ذلك المكان ولكنّي لم أفلح. فقررت المغادرة بصحبة أحد أصدقائي بينما بقي العديد من الصحافيين والمصورين في الداخل. ولم تمر سوى لحظات حتى بدأت الطائرات تحوم فوق القصر قبل أن تقصفه. وبالنتيجة أصيب العديد من زملائي الصحافيين.

الحرب لا تترك أحداً من شرّها ومع ذلك، كصحافي يمكنك أن تقوم بخطوات لتكون في أوضاع أقل خطورة لا سيما إذا كنت صحافياً مستقلاً إذ إنك ستواجه تحديات أكثر من زملائك الذين يعملون بدوام كامل في مؤسسات إعلامية كبيرة.

غالباً ما لا يحصل الصحافيون العاملون لحسابهم الخاص على التدريب على كيفية تغطية الظروف الخطرة. وعادة لا تتوفّر لديهم الوسائل للحصول على معدات حماية مثل السترة الواقية من الرصاص وخوذة الرأس، كما أنه ليس لديهم تأمين صحّي. وعادة لا يمكنهم الاعتماد على أي شبكة دعم على عكس الصحافيين المدعومين من وسيلة إعلامية. ومن تداعيات ذلك مثلاً عدم وجود فريق قانوني يساعدهم في حال تعرّضوا للتوقيف أو الاعتقال وغياب طاقم عمل داعم في حال الحاجة إلى رد مباشر على وضع خطير.

ومن الواضح أن هذه الظروف تضع الصحافيين المستقلّين في أوضاع غير مواتية فيما يتعلق بسلامتهم. ولكنها أيضاً تهدد عملية توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في مناطق النزاع. هذا ما حصل في اليمن وسوريا حيث هناك نقاط في مناطق الحرب لا يخبر العالم عمّا يحصل فيها سوى الصحافيين المحليّين أو الناشطين الإعلاميين المحليين المعروفين أيضاً بالمواطنين الصحافيين. وجميع هؤلاء يعملون لحسابهم الخاص. فكيف سيعرف العالم إذا قتلوا أو تمّ إسكاتهم؟

للأسف ثمة ممارسة سائدة بين بعض الشبكات الإعلامية تقوم على توظيف صحافيين مستقلين محلّيين خلال النزاعات ومن ثمّ التخلّي عنهم بعد أن تحصل الشبكة على المعلومات التي تحتاجها. قبل سنوات، انضممت إلى مجموعة تُعنى بالدفاع عن حقوق الصحافيين هي "مؤسسة الحرية" Freedom Foundation. تهدف المؤسسة إلى وقف هذه الأنواع من الممارسات الاستغلالية بحق الصحافيين ودعوة المؤسسات الإعلامية إلى حماية حقوق الصحافيين المستقلّين. من بين الأمور التي قمنا بها كان توثيق حالات انتهاكات حقوق الإنسان بحق الصحافيين اليمنيين. وفي الواقع كنّا ننشر سنوياً تقريراً يستعرض هذه الانتهاكات أملاً منّا بتوجيه رسالة إلى العالم بأن يتحرّك في هذا الاتجاه. كنّا أيضاً نساعد الصحافيين في العثور على محامين (للحصول على مساعدة قانونية) ونتابع قضايا فرديّة ونجري تدريبات على المهارات الإعلامية التقليدية. كما كنّا ننظم، حين يتاح لنا ذلك، ورش عمل للصحافيين لمساعدتهم على تطوير وعيهم حيال سلامتهم. وبالفعل بدأ عملنا يحقق تقدّماً ولكنّه توقف حين سيطر الحوثيون على صنعاء.

 

كصحافي مستقل، ثمة إجراءات يجب اتخاذها لتحسين شروط سلامتك أثناء تغطية نزاع ما. إليك بعض النصائح التي أستوحيها من تجربتي الخاصة في تغطية الحرب الأهلية اليمنية:

  1. سلامتك الشخصية أهم من أي خبر أو صورة.

  2. حين تسيطر مجموعة مسلحة على مدينة تتواجد فيها، خبّئ معدات التصوير دائماً.

  3. تفاد الذهاب إلى مناطق مستهدفة وانتظر ساعتين على الأقل بعد توقف القصف قبل التوجّه إلى الموقع لتغطية التداعيات.  

  4. حين تسمع هدير طائرات، غادر على الفور وراقب ما الذي يحصل عن بعد.

  5. إذا كان القصف قريباً من موقعك، غادر المكان في أسرع وقت ممكن. فكّر في أن أي طائرة أطلقت للتوّ صواريخ لن تتمكّن من إعادة الكرّة على الفور فهي تحتاج إلى عشر دقائق على الأقل لتستأنف القصف. لذلك يكون لديك بعض الهامش للفرار.

  6. إذا كان القصف يستهدف موقعك، لا تركض. تمدد على الأرض واحتمِ.

  7. إذا تعرّضت للاعتقال على يد مجموعة مسلّحة، استسلم دائماً وافعل ما يطلبونه منك. حاول أن تهدئ الأمور.

  8. بالإضافة إلى التدريب على العمل في مناطق النزاع، تدرّب على الإسعافات الأولية قبل التوجّه إلى الميدان.

  9. دائماً ارتد ملابس واقية للصدر واعتمر خوذة أثناء تصوير اشتباكات مسلّحة.

  10. القاعدة الذهبية هي أن تحرص على البقاء بعيداً عن المواجهات المسلحة المباشرة.

مصادر ومراجع: 

  1. قتل منذ العام 2010 في اليمن، 19 صحافياً (تم التأكّد من دوافع مقتل 17 منهم) و3 من العاملين في الحقل الإعلامي. وفي الأعوام 2011 و2015 و2016 و2017، ظهر اسم اليمن على لائحة لجنة حماية الصحافيين للدول الأخطر على حياة الصحافيين. الرابط من لجنة حماية الصحافيين" تم الاطّلاع عليه في 11 تموز/يوليو 2017: https://www.cpj.org/killed/mideast/yemen

  2. تقرير من نقابة الصحافيين اليمنيين وثّق أكثر من 100 هجوم على صحافيين ومؤسسات إعلامية في النصف الأول من العام 2016. "اليمن: نقابة الصحافيين ترصد أكثر من 100 انتهاك لحرية الصحافة" Yemen: YJS reports more than 100 press freedom violations، الاتحاد الدولي للصحافيين، 2016. تمّ الاطلاع على الرابط في 11 تموز/يوليو 2017: http://www.ifj.org/nc/news-single-view/backpid/1/article/yemeni-journalists-syndicate-launches-its-6months-report-and-observed-100-cases-of-violation-in-the/

  3. "يأس في شوارع اليمن وسط الحرب والفقر" Desperation on Yemen's streets amid war and poverty، "بي بي سي"، 27 حزيران/يونيو 2015. تمّ الاطلاع على الرابط في 11 تموز/يوليو 2017:http://www.bbc.com/news/av/world-middle-east-33297659/desperation-on-yemen-s-streets-amid-war-and-poverty

  4. "التحالف العربي" يشير إلى التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي ينفذ هجمات في اليمن ضد المتمردين الحوثيين ودعماً للحكومة اليمنية. وتضمّ الدول الداعمة البحرين والكويت وقطر (خرجت لاحقا) والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن والمغرب والسودان. والدول الأخرى التي اعتبر تقرير للأمم المتحدة أنها على ارتباط بالتحالف هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وماليزيا. أنظر: http://www.reuters.com/article/us-yemen-security-un-idUSKBN15D0SB

  5. قصفت طائرات من التحالف بقيادة السعودية منزل علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء غير أن الرئيس السابق نجا. ويتّهم صالح الذي تنحّى في العام 2012 بعد عام من التظاهرات الدموية التي عمّت البلاد ضد حكمه الذي دام ثلاثة عقود بالوقوف إلى جانب الحوثيين الذين أسقطوا الرئيس عبد ربه منصور هادي في العام 2015. "التحالف يقصف منزل الرئيس اليمني السابق صالح" Coalition bombs ex-Yemen president Saleh's residence، الجزيرة، 10 أيار/مايو 2015. تمّ الاطلاع على الرابط في 11 تموز/يوليو 2017: http://www.aljazeera.com/news/2015/05/cloneofstrikes-yemen-saada-breach-international--150510035539400.html  

  6. "مؤسسة الحرية"، فيسبوك. تمّ الاطلاع على الرابط في 11 تموز/يوليو 2017: https://www.facebook.com/FreedomFoundationYemen/

  7. فخري العرشي، "مؤسسة الحرية تعرب عن القلق على سلامة الصحافيين اليمنيين بعد مقتل سومرز" Freedom Foundation Expresses Its Concern on the Safety of Yemeni Journalists after Somers Killing، "ناشونال يمن" National Yemen. تمّ الاطلاع على الرابط في 11 تموز/يوليو 2017: https://nationalyemen.com/2014/12/07/freedom-foundation-expresses-its-concern-on-the-safety-of-yemeni-journalists-after-somers-killing/

  8. "مؤسسة الحرية تعلن تقريرها الأول والثاني (المرصد الإعلامي) حول الانتهاكات المرتكبة في اليمن خلال سبتمبر وأكتوبر 2014 Freedom Foundation Announces First and Second (Media Observatory) Reports of Violations Committed by Yemen During September and October 2014، "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان". تمّ الاطلاع على الرابط في 11 تموز/يوليو 2017: http://anhri.net/?p=137548&lang=en

  9. "اليمن"، "فريدوم هاوس"، 2014، تمّ الاطلاع على الرابط في 11 تموز/يوليو 2017 https://freedomhouse.org/report/freedom-press/2014/yemen

"كيف سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء" How Yemen's capital Sanaa was seized by Houthi rebels، "بي بي سي"، 27 أيلول/سبتمبر 2014. تمّ الاطلاع على الرابط في 11 تموز/يوليو 2017: http://www.bbc.com/news/world-29380668

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 18 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021
الصحفي وامتحان "الوثائقي"

ما لم تحفز الأفلام الوثائقية المشاهد على "عمل شيء، أو توسيع مدارك المعرفة والفهم الإنسانية"، فإنه لا يضيف أي قيمة للممارسة الصحفية. البعض يعتقد أن صناعة الفيلم الوثائقي ليست مهمة، لذلك يسقطون في أخطاء، يحاول هذا المقال أن يرصد أبرزها خاصة التي تفتقر للحد الأدنى من لغة الوثائقي.

بشار حمدان نشرت في: 16 مارس, 2021