الصحافة والسترات الصفراء في فرنسا.. سوء الفهم الكبير

الصحافة والسترات الصفراء في فرنسا.. سوء الفهم الكبير

إذا كنت صحفيا تغطي احتجاجات "السترات الصفراء" في شارع الشانزليزيه في باريس، فستواجه سؤالا متكررا من قبل عدد من المحتجين: لصالح أية وسيلة إعلامية تعمل؟ عليك ألا تتسرع في الإجابة، فجوابك سيكون محددا لسلوك المحتجين فيما بعد بين الترحيب أو العداء. وأسوأ جواب يمكن أن تقدمه هو أنك تعمل لصالح قناة "بي إف إم" BFM الإخبارية الفرنسية، فبمجرد ذكر اسمها ستواجه على الأرجح سيلا من الاتهامات وربما الشتائم، وقد يصل الأمر حد الاعتداء الجسدي. وهذا الأمر ليس من باب الافتراضات بل حدث بالفعل مرات كثيرة.

لا يتعلق الأمر بحالات معزولة، بل بوضع عام دفع بعض المؤسسات الإعلامية إلى الاستعانة في تغطية الأحداث بطاقم حراسة مكتمل لحماية صحفييها من الاعتداءات التي قد تطالهم، فالمحتجون غاضبون جدا من الأداء الإعلامي الفرنسي خاصة منه التلفزيوني تجاه حراكهم، وهو غضب يتردد صداه بكل قوة في صفحات التواصل الاجتماعي القريبة من الحراك حيث تُنعت وسائل الإعلام بكل النعوت القدحية، فهي "كاذبة ومضللة وخاضعة للسلطة ولأصحاب النفوذ، ومرتبطة عضويا ب "الطبقة المهيمنة" سياسيا واقتصاديا، وتنزع الشرعية عن مطالب المحتجين، وتصورهم بطريقة كاريكاتورية، أما الصحفيون، فهم مجرد "كلاب حراسة" لمن يدفع أكثر، وولاؤهم لمشغليهم أكثر من ولائهم للحقيقة، والمهمة التي أوكلت إليهم هي تشويه هذا الحراك والنيل من مناضليه".

إن هذه الصورة المرسومة للصحفيين في أوساط داعمي الحراك، ليست مجرد موقف عابر، بل تمثل جزءا من "العقيدة الاحتجاجية" لهذا الحراك القائم على خطاب المظلومية والإقصاء، رغم الخلافات الفكرية التي تعتمل داخله، وهي صورة تحظى برعاية وتأييد زعامات سياسية داعمة للحراك، كما هو الحال بالنسبة لجان لوك ميلونشون، زعيم حزب "فرنسا غير الخاضعة" من أقصى اليسار الذي صرح بأن "العدو الأول لحرية التعبير هي الصحافة". وهو رأي يجد سنده في موقف شعبي عام لا يثق بوسائل الإعلام وفقا لاستطلاعات الرأي المتنوعة، (آخرها أعلن أن نصف الفرنسيين فقط يمنحون ثقتهم للإعلام).

وإذا كانت هذه المواقف من الصحافة ليست طارئة، بدليل الموقف الجماعي من الصحفي الذي يتسم بغياب الثقة، فإن لحظات التوتر والغضب الاجتماعي التي تستعيد فيها الحشود " La foule" الكلمة، تمثل أيضا لحظة لـ"تحرير الكلام" واحتلال الفضاء العام بمفهوم هابرماس، سواء منه المادي المتمثل في الشارع، أو الافتراضي المتمثل بوسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذه اللحظات لا تكتفي "الجماهير" أو "الحشود" بترديد هذه الأحكام في الفضاء الخاص، أو جزئيا في الفضاء العام، بل تسعى إلى تحويلها إلى حكم جماعي ملزم يتم يُنفَّذُ في الشارع (منع الصحفيين من التصوير أو الاعتداء عليهم) والترويج له بشكل مكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل بديلا افتراضيا للفضاء العام المادي.  

لكن ما الذي حدث حتى ساءت العلاقة إلى هذا الحد بين المحتجين ووسائل الإعلام؟

تجدر الإشارة بدءا إلى حدثين اثنين كثيرا ما يُستشهدُ بهما في أوساط المحتجين، للتدليل على عدم صدقية وسائل الإعلام في التعامل مع حراكهم: أصدرتمنظمة العفو الدولية يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 2018 بيانا تدعو فيه إلى "وضع حد للاستعمال المفرط للقوة ضد التلاميذ والمحتجين" على خلفية تظاهرات السترات الصفراء. لكن هذا البيان لم يجد صدى كبيرا في قاعات التحرير، إذ لم يُنشر في وسائل الإعلام على نطاق واسع، أو على الأقل هذا ما اقتنع به محتجو السترات الصفراء، وعبروا عنه في صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ورأوا فيه دليلا على وقوف وسائل الإعلام وخاصة منها التلفزيونية مع الأطروحة الحكومية.

الحدث الثاني كان فاضحا لا يحتمل أي تأويل: وكالة الأنباء الفرنسية التقطت صورة لمتظاهر يحمل لافتة كتب عليها: "ماكرون ارحل"، اللافتة ستظهر على نشرة قناة فرنسا 3 وقد كتب عليها " ماكرون" فقط. أما كلمة "ارحل" فقد تكفلت بها "مقص الرقيب". وهذا الحادث تحول في فرنسا إلى فضيحة استدعت تدخل مجلس الأعلى للسمعي البصري، فاعتذرت القناة وعزت ما حدث إلى "خطأ بشري" دون تفاصيل إضافية.

هذان الحدثان ربما يمثلان الجزء الظاهر من جبل الجليد في التوتر الذي يسم العلاقة بين المحتجين والإعلام. لكن لتحليل أدق وجبت العودة إلى بداية هذا الحراك والمواكبة الإعلامية التي رافقته. وهنا سيكون بإمكاننا التمييز بين ثلاث مراحل ميزت الخطاب الإعلامي الفرنسي في تعامله مع الاحتجاجات: مرحلة "التعالي"، ثم "التخويف" ثم مرحلة الاعتراف والبحث عن حل.

خطاب إعلامي "متعال".. سوء تقدير قوة الحراك

وُلدت الحركة على صفحات الفيسبوك في الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني مع دعوات مطالبة بالخروج إلى الشارع للتظاهر احتجاجا على الضريبة التي تعتزم الحكومة فرضها على المحروقات، بما سيؤدي بشكل تلقائي الى رفع أسعارها. واختيار السترات الصفراء شعارا للاحتجاج جاء إشارة إلى السترة التي يجب على السائق أن يلبسها في حال وقوع عطب في سيارته في الطريق.

لم تأخذ السلطة هذه الدعوات على محمل الجد، ولم يولها الإعلام أي اهتمام. فكل التوقعات كانت تشير إلى أنها دعوة محكوم عليها بالفشل مادام الأمر يتعلق بأشخاص مجهولين لا انتماء سياسي معروف لهم ولا سندا شعبي ولا مالي يقف وراءهم. لكن المفاجأة كانت في السابع عشر من نوفمبر/تشرين الأول، مع تنفيذ الحركة لأولى التحركات الميدانية: لقد تبين أن الأمر جد لا هزل. يومها نزل المحتجون في مدن فرنسية كثيرة، وأغلقوا عددا من الطرق، وأوقفوا حركة السير في كثير من المدارات، وبدا أن الحركة التي ولدت على صفحات التواصل الاجتماعي تتجه لتأخذ زخما أكبر خاصة مع استطلاعات الرأي التي صدرت مؤكدة أن أكثر من ثلاثة أرباع الفرنسيين يؤيدون مطالب هذه الحركة.

وسائل الإعلام الفرنسية وخاصة منها التلفزية، وفي مقدمتها القناة الأشهرBFM ، لم يكن حالها أفضل من السياسيين، إذ تعاملت طيلة الأسبوع الأول مع هذا الحراك دونما اهتمام كبير، بل إن الوجوه المعروفة في هذا الحراك طالما اتهمت وسائل الإعلام باعتماد معالجة إعلامية "متعالية" يتم فيها الحديث عن الحراك في هذه المرحلة باعتباره مجهول الهوية، ضعيف الأثر ومحدود المدى في الزمان والمكان، بالإضافة إلى التصوير الكاريكاتوري للحراك، فـ "وجوهه غير معروفة ومطالبه خيالية غير قابلة للتحقيق ووسائل احتجاجه غير قانونية".

خطاب التخويف

لكن جاء الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني. وكانت الدعوة للنزول إلى باريس، وتحديدا إلى قصر الإليزيه لإجبار الرئيس الذي لم يكن قد تحدث بعد على إعلان موقفه. وشهدت باريس أعمال عنف غير مسبوقة، وتحول شارع الشانزليزيه إلى ساحة كر وفر بين المحتجين وعناصر الشرطة، وبدا أن الجميع أساء تقدير قوة الحراك وتجذر مطالبه في الشارع وقدرته على فرض إيقاعه. وهنا وقع التحول، سياسيا وإعلاميا. سياسيا، تم الاعتراف بأن أزمة خانقة تعصف بالبلد. وإعلاميا، تغير الخطاب إلى وصف الحراك باعتباره حراكا "فوضويا، لا تأطير سياسي له"، إلى الحديث عن مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة. أي حدث التحول من خطاب "التعالي" إلى خطاب التخويف. لقد تأكد بأن الحراك ليس مجرد غضب عابر، ولكنه تعبير عن غضب يعتمل لدى الفرنسيين منذ عقود، كما اعترف بذلك الرئيس الفرنسي نفسه في الخطاب الذي سيلقيه بعد ذلك.

خطاب التخويف اعتمد أمنيا على مشاهد المواجهات غير المسبوقة في الشوارع والسيارات المحترقة والمتاجر المنهوبة، واقتصاديا على مشاهد أبواب المحلات المغلقة وشكاوى التجار في وقت يشهد ذروة التسوق في فرنسا، وسياسيا على التحذير من ركوب أقصى اليمين وأقصى اليسار على هذه الأحداث بغية تغيير شكل الدولة.

لكن خطاب التخويف رافقه هذه المرة استماع لآراء أصحاب السترات الصفراء، الذين غدوا حاضرين في كل الاستوديوهات، وأصبحت تصريحاتهم يستشهد بها وتؤخذ على محمل الجد: لقد تمكنوا من انتزاع مكانهم في الفضاء العام، في الميدان وعلى الشاشات. خطاب التخويف هذا الذي استمر لأسبوع كامل ما بين الأول من ديسمبر/كانون الأول إلى السابع منه، سيصل ذروته ليلة السبت الثامن من ديسمبر/كانون الأول؛ فقد حذر الإليزيه من عنف شديد يحيق بالبلد، ونشرت وزارة الداخلية نحو تسعين ألفا من عناصر الأمن في كل أنحاء فرنسا، 8000 منهم في باريس، وأعلن عن نزول المدرعات لأول مرة إلى الشوارع منذ أحداث الضواحي عام 2005. والتغطية الإعلامية كانت مفتوحة على مدار الساعة بموضوع واحد: كيف ستقضي فرنسا عامة وباريس خاصة سبتها ذاك؟ العناوين سواء في الصحافة المكتوبة أو التلفزيونية أو الإذاعية كانت تدور حول فكرة واحدة وإن بصيغ مختلفة: سبت مفتوح على كل المخاطر.

 دور "مستشار الأمير" أو "صحافة الحلول"

مر السبت، وكان عنيفا لكن بدرجة أقل مما توقع الجميع. وتبين أن التخويف الإعلامي كان مبالغا فيه، لينتقل الخطاب الإعلامي الفرنسي إلى مرحلة جديدة يمكن وصفها بدور " مستشار الأمير" أو "تقديم الحلول". في كل البرامج والتحليلات، كان السؤال الذي يتردد في كل وسائل الإعلام كيف السبيل إلى الخروج من هذه الأزمة؟ واستدعي "الخبراء" و"المحللون" لتقديم مواقفهم، وجلهم كانوا يقدمون وصفات لحل الأزمة، كل حسب منطلقاته الفكرية والسياسية والإيديولوجية. لكن ما ميز هذه المرحلة هو اعتراف إعلامي وسياسي لا مواربة فيه بأن البلد يعيش أزمة سياسية كبيرة، وأن هذه الأزمة تحتاج إلى حل جذري، وأن الخطوة الأولى تتمثل في الحوار. هذه المرحلة التي يمكن وصفها بـ"صحافة الحلول" أصبحت وسائل الإعلام تقوم بما يمكن وصفه بدور "منظم الحوار الاجتماعي" من خلال البرامج الحوارية التي تجمع ممثلي السترات الصفراء وممثلي الحكومة، وهي على هذا المستوى بدأت تعوض غياب الأحزاب السياسية والنقابات التي بدت عاجزة عن القيام بأي دور في المرحلة الراهنة بسبب تراجع منسوب الثقة فيها.

وهنا بدأنا نلاحظ على مستوى الشكل وجوها لم تكن تؤثث الفضاء الإعلامي، ولا تظهر عادة في البلاتوهات: وجوه من هامش المجتمع الفرنسي، ممن لم يكن يؤبه لهم في وسائل الإعلام ولا يستدعون للتعليق على الأحداث الكبرى، ما جعل الكاتب الفرنسي إدوارد لوي يقول إن "الذين يسبون هذه الحركة إنما يسبون أبي". معترفا بنشأته في وسط اجتماعي شبيه بالذي تمثله حركة السترات الصفراء.

 ارتفاع في نسب المشاهدة وانخفاض في منسوب الثقة

الآن وقد فرضت حركة السترات الصفراء نفسها في المشهد الإعلامي، فهذا لا يعني أن الثقة قد عادت، بل إن "الطلاق" الذي حدث بين الفريقين يتعمق أكثر فأكثر، وهو أمر لا يبدو نشازا في تاريخ الحركات الاحتجاجية الفرنسية، بل تكررت في مختلف الأزمات السياسية التي عاشتها فرنسا في تاريخها الحديث. نتذكر هنا الأزمة السياسية التي وسمت عام 1995 خلال الإصلاحات التي قام بها رئيس الوزراء آنذاك آلان جوبي، إذ في الوقت الذي استقبلت فيه الافتتاحيات هذه الإصلاحات بارتياح كان الشارع يغلي، وحدث قبل ذلك في أحداث الضواحي 2005 حيث كان المحتجون القادمون من مدن الهامش في فرنسا يتعاملون مع الصحفيين على أنهم يمثلون "البرانية الاجتماعية" أي أنهم ينتمون إلى أوساط اجتماعية مختلفة قريبة من الأوساط المحظوظة والمتواطئة مع السلطة.

الواضح أن التوتر وسوء الفهم هذا ليس جديدا ـإذ أن العلاقة بين الفرنسيين ووسائل إعلامهم تشبه إلى حد كبير علاقتهم بسياسييهم: لا يستغنون عنهم ولا يثقون بهم. ولعل هذا الأمر تشير إليه استطلاعات الرأي التي تؤكد أن القنوات الإخبارية الفرنسية وخاصة منها BFM حققت خلال حراك السترات الصفراء ارتفاعا كبيرا في نسب المشاهدة، إذ أنها لأول مرة ستنافس قناة فرنسا 3، وهي قناة منوعة لكن ارتفاع نسب المشاهدة رافقه انخفاض في منسوب الثقة.

 الفيسبوك وبقية وسائل التواصل الاجتماعي: البديل الإعلامي

من المعلوم أن هذه الحركة، مثلها مثل بقية الحركات الاحتجاجية التي عرفها العالم خلال العقد الأخير ولدت على صفحات الفيسبوك، بل إن استمرارها وتطورها لم يتم خارج الشبكة الإلكترونية، فقد تم إحصاء أكثر من 1500 صفحة تابعة للحراك دون الحديث عن الحسابات التي يديرها الأفراد الذين يشاركون في الاحتجاجات. ولعل هذا الأمر مكن أنصار الحركة من تجاوز نموذج الإعلام التقليدي "العمودي" وإرساء نموذجهم الإعلامي الخاص بهم القائم على التفاعل والتقاسم "الأفقي"، وهذا الأمر جعل من وسائل التواصل الاجتماعي تتحول إلى حاضنة "للسلطة الشعبية" التي يدافع عنها الحراك، حيث الجميع سواسية أمام تلقي المعلومة ونشرها في مقابل "السلطة التمثيلية" التي يمثلها الإعلام التقليدي الذي يملك فيه الصحفيون الحق في انتقاء المعلومات التي يمكن نشرها. وهذا الأمر كان من نتائجه صناعة ما يمكن وصفها بـ" الحقائق البديلة" خارج النسق الإعلامي التقليدي، وهي قائمة على التعبئة والدعوة إلى الاحتجاج وتغيير سقف المطالب من "تخفيض الضرائب" إلى "تعديل الدستور وإقرار ديمقراطية شعبية عوضا عن الديمقراطية التمثيلية".

لكن في طيات هذا "الحراك الافتراضي" الذي يوازي ويدفع بالحراك الميداني على الأرض، طرحت أسئلة كثيرة حول سيرورة التفاعلات وما إذا كانت بالفعل تتم بشكل عفوي تلقائي أم أن ثمة جهات تحركها، وهنا كانت أصابع الاتهام، من قبل السلطة والمحللين، توجه إلى طرفين: أقصى اليمين في الداخل وروسيا من الخارج. وإذا كان من غير الممكن وفق المعطيات الحالية الجزم بتدخل إعلامي خارجي، فإن وسائل الإعلام الفرنسية عجت بالإحصاءات التي تتحدث عن حوالي 600 حساب على تويتر يروج لإشاعات وأخبار مختلقة مصدره روسيا وجمهورياتها. وهو اتهام ليس جديدا بل طالما وُجِّه لروسيا في كل الاستحقاقات السياسية التي شهدتها أوروبا والولايات المتحدة خلال الأعوام الأخيرة.

 لكن بعض النظر عن حدود هذا التدخل وأثره، فالمؤكد أن الحراك الذي أوجد جذورَه إحساس عميق بالتهميش والفوارق الاجتماعية، وجد في وسائل التواصل الاجتماعي أداته لإعلاء صوته وفرض إيقاعه في الإعلام وفي الميدان.

 

More Articles

Are Podcasts the Future of African Broadcasting?

The surge of podcasts across Africa is a burgeoning trend, encompassing a wide array of themes and subjects, and swiftly expanding across various nations.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 11 Jul, 2024
Video Volunteers: How India’s Marginalised Groups Tell Their Own Stories

Video creators like Rohini Pawar and Shabnam Begum have transcended societal challenges by producing influential videos with Video Volunteers, highlighting social issues within marginalized communities. Their work exemplifies the transformative power of storytelling in fostering grassroots change and empowerment across India.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Jul, 2024
Climate Journalism in Vietnam's Censored Landscape

In Vietnam, climate journalists face challenges due to censorship and restrictions on press freedom, making it difficult to report environmental issues accurately. Despite these obstacles, there are still journalists working to cover climate stories creatively and effectively, highlighting the importance of climate journalism in addressing environmental concerns.

AJR Contributor Published on: 26 Jun, 2024
Challenges of Investigating Subculture Stories in Japan as a Foreign Correspondent

Japan's vibrant subcultures and feminist activists challenge the reductive narratives often portrayed in Western media. To understand this dynamic society authentically, journalists must approach their reporting with patience, commitment, and empathy, shedding preconceptions and engaging deeply with the nuances of Japanese culture.

Johann Fleuri
Johann Fleuri Published on: 24 Jun, 2024
Covering the War on Gaza: As a Journalist, Mother, and Displaced Person

What takes precedence: feeding a hungry child or providing professional coverage of a genocidal war? Journalist Marah Al Wadiya shares her story of balancing motherhood, displacement, psychological turmoil, and the relentless struggle to find safety in an unsafe region.

Marah Al Wadiya
Marah Al Wadiya Published on: 29 May, 2024
Fighting Misinformation and Disinformation to Foster Social Governance in Africa

Experts in Africa are using various digital media tools to raise awareness and combat the increasing usage of misinformation and disinformation to manipulate social governance.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 22 May, 2024
"I Am Still Alive!": The Resilient Voices of Gaza's Journalists

The Israeli occupation has escalated from targeting journalists to intimidating and killing their families. Hisham Zaqqout, Al Jazeera's correspondent in Gaza talks about his experience covering the war and the delicate balance between family obligations and professional duty.

Hisham Zakkout Published on: 15 May, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Elections and Misinformation – India Case Study

Realities are hidden behind memes and political satire in the battle for truth in the digital age. Explore how misinformation is influencing political decisions and impacting first-time voters, especially in India's 2024 elections, and how journalists fact-check and address fake news, revealing the true impact of misinformation and AI-generated content.

Safina
Safina Nabi Published on: 30 Apr, 2024
Amid Increasing Pressure, Journalists in India Practice More Self-Censorship

In a country where nearly 970 million people are participating in a crucial general election, the state of journalism in India is under scrutiny. Journalists face harassment, self-censorship, and attacks, especially under the current Modi-led government. Mainstream media also practices self-censorship to avoid repercussions. The future of journalism in India appears uncertain, but hope lies in the resilience of independent media outlets.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 25 Apr, 2024
The Privilege and Burden of Conflict Reporting in Nigeria: Navigating the Emotional Toll

The internal struggle and moral dilemmas faced by a conflict reporter, as they grapple with the overwhelming nature of the tragedies they witness and the sense of helplessness in the face of such immense suffering. It ultimately underscores the vital role of conflict journalism in preserving historical memory and giving a voice to the voiceless.

Hauwa Shaffii Nuhu
Hauwa Shaffii Nuhu Published on: 17 Apr, 2024
Journalism in chains in Cameroon

Investigative journalists in Cameroon sometimes use treacherous means to navigate the numerous challenges that hamper the practice of their profession: the absence of the Freedom of Information Act, the criminalisation of press offenses, and the scare of the overly-broad anti-terrorism law.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 12 Apr, 2024
The Perils of Journalism and the Rise of Citizen Media in Southeast Asia

Southeast Asia's media landscape is grim, with low rankings for internet and press freedom across the region. While citizen journalism has risen to fill the gaps, journalists - both professional and citizen - face significant risks due to government crackdowns and the collusion between tech companies and authorities to enable censorship and surveillance.

AJR Contributor Published on: 6 Apr, 2024
Silenced Voices: The Battle for Free Expression Amid India’s Farmer’s Protest

The Indian government's use of legal mechanisms to suppress dissenting voices and news reports raises questions about transparency and freedom of expression. The challenges faced by independent media in India indicate a broader narrative of controlling the narrative and stifling dissenting voices.

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 17 Mar, 2024
Targeting Truth: Assault on Female Journalists in Gaza

For female journalists in Palestine, celebrating international women's rights this year must take a backseat, as they continue facing the harsh realities of conflict. March 8th will carry little celebration for them, as they grapple with the severe risks of violence, mass displacement, and the vulnerability of abandonment amidst an ongoing humanitarian crisis. Their focus remains on bearing witness to human suffering and sharing stories of resilience from the frontlines, despite the personal dangers involved in their work.

Fatima Bashir
Fatima Bashir Published on: 14 Mar, 2024
A Woman's Journey Reporting on Pakistan's Thrilling Cholistan Desert Jeep Rally

A Woman's Voice in the Desert: Navigating the Spotlight

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Mar, 2024
Breaking Barriers: The Rise of Citizen Journalists in India's Fight for Media Inclusion

Grassroots journalists from marginalized communities in India, including Dalits and Muslims, are challenging mainstream media narratives and bringing attention to underreported issues through digital outlets like The Mooknayak.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Mar, 2024
Why Journalists are Speaking out Against Western Media Bias in Reporting on Israel-Palestine

Over 1500 journalists from various US news organizations have signed an open letter criticizing the Western media's coverage of Israel's actions against Palestinians. They accuse newsrooms of dehumanizing rhetoric, bias, and the use of inflammatory language that reinforces stereotypes, lack of context, misinformation, biased language, and the focus on certain perspectives while diminishing others. They call for more accurate and critical coverage, the use of well-defined terms like "apartheid" and "ethnic cleansing," and the inclusion of Palestinian voices in reporting.

Belle de Jong journalist
Belle de Jong Published on: 26 Feb, 2024
Silenced Voices and Digital Resilience: The Case of Quds Network

Unrecognized journalists in conflict zones face serious risks to their safety and lack of support. The Quds Network, a Palestinian media outlet, has been targeted and censored, but they continue to report on the ground in Gaza. Recognition and support for independent journalists are crucial.

Yousef Abu Watfe يوسف أبو وطفة
Yousef Abu Watfeh Published on: 21 Feb, 2024
Artificial Intelligence's Potentials and Challenges in the African Media Landscape

How has the proliferation of Artificial Intelligence impacted newsroom operations, job security and regulation in the African media landscape? And how are journalists in Africa adapting to these changes?

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 18 Feb, 2024
Media Blackout on Imran Khan and PTI: Analysing Pakistan's Election Press Restrictions

Implications and response to media censorship and the deliberate absence of coverage for the popular former Prime Minister, Imran Khan, and his party, Pakistan Tehreek-e-Insaf (PTI), in the media during the 2024 elections in Pakistan.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 14 Feb, 2024
Digital Battlegrounds: The New Broadcasting Bill and Independent Journalism in India

New legislation in India threatens the freedom of independent journalism. The draft Broadcasting Services (Regulation) Bill, 2023 grants the government extensive power to regulate and censor content, potentially suppressing news critical of government policies.

Safina
Safina Nabi Published on: 11 Feb, 2024
Pegasus Spyware: A Grave Threat to Journalists in Southeast Asia

The widespread deployment of spyware such as Pegasus in Southeast Asia, used by governments to target opposition leaders, activists, and journalists, presents significant challenges in countering digital surveillance. This is due to its clandestine operations and the political intricacies involved. The situation underscores the urgent need for international cooperation and heightened public awareness to address these human rights infringements.

AJR Contributor Published on: 5 Feb, 2024
Media Monopoly in Brazil: How Dominant Media Houses Control the Narrative and Stifle Criticism of Israel

An in-depth analysis exploring the concentration of media ownership in Brazil by large companies, and how this shapes public and political narratives, particularly by suppressing criticism of Israel.

Al Jazeera Logo
Rita Freire & Ahmad Al Zobi Published on: 1 Feb, 2024