”دير شبيغل“.. أيقونة صحافة التحقق والتأني

”دير شبيغل“.. أيقونة صحافة التحقق والتأني

"الحياة قصيرة جداً لتعلّم اللغة الألمانية"، هي مقولة لأوسكار وايلد، يستحضرها كل الراغبين في تعلّم لغة نيتشه. وربما من سوء حظ الألمان، أن صعوبة لغتهم أثرت سلباً على انتشارها في العالم، خاصة وأن هناك أربعة بلدان فقط في العالم (ألمانيا والنمسا وسويسرا وليشتينشتاين) هي التي تتحدث غالبية سكانها الألمانية كلغة أولى. هذا الحظ السيء، رغم قدم حضارة ألمانيا وقوة اقتصادها (الأول في أوروبا)، أثر كذلك على انتشار الصحافة الناطقة بالألمانية، فالكثير منا سمع بمجلة "دير شبيغل"، لكن قلة قليلة بيننا من أسعفها تعلمها للغة الألمان حتى تقتني هذه المجلة وتستمع بمواضيعها.

ويمكنك أن تتخيل، أنه حتى مع صعوبة اللغة الألمانية ومحدودية انتشارها في أوروبا مقارنة بالإنجليزية مثلا، فـ"دير شبيغل" تعدّ المجلة الأسبوعية الأكثر توزيعاً في القارة العجوز. إذ تجاوزت في أكثر من مرة حاجز بيع المليون نسخة، ووصلت في عددها 38 عام 2011 حول الهجمات الإرهابية في العالم إلى ما يقارب مليون ونصف المليون نسخة، علماً أن عدد المتحدثين باللغة الألمانية في أوروبا كلغة أولى لا يتجاوز في أبعد الحالات مئة مليون. أرقام تفتخر بها "دير شبيغل" التي صارت إحدى أكثر مجلات العالم تأثيراً في المجال السياسي.

يعود الفضل في وصول "دير شبيغل" لهذه الشهرة إلى صحفي بسيط لم يعرف له مسار مهني قبل تأسيسها، هو رودولف أوغستين الذي اختاره الصحفيون الألمان ذات مرة، صحفي القرن في بلدهم. صحيح أن بدايات المجلة تعود إلى صحفي بريطاني، هو جون سيمون شالونير، الذي أسس في عام 1946، غداة تقسيم ألمانيا بين المعسكرين الشرقي والغربي، مجلة تحمل اسم "هذا الأسبوع"، كجزء من مهمته إعادة بناء الإعلام الألماني في الجزء الغربي بعد سقوط النازية، لكن شالونير، وبسبب ضغوطات كثيرة على المجلة من الإدارة البريطانية نظراَ لطابعها النقدي، نقل إدارتها بالكامل إلى أوغستين، الذي قام عاما بعد ذلك، بإعادة تأسيس المجلة وترؤس تحريرها، مغيراً اسمها إلى "دير شبيغل"، أو بالعربية، المرآة.

مجلة تُقيل وزير الدفاع

كثيراً ما اقتصر ذكر أمثلة قوة صحافة التحقيق عند "فضيحة ووترغيت"، لكن قليلاً من يعطي المثال كذلك بقضية أثارتها "دير شبيغل" عام 1962، عندما كانت المجلة من بين العوامل الرئيسية التي دفعت بفرانس جوزيف شتراوس، أحد أشهر وزراء الدفاع في تاريخ ألمانيا الغربية، بالاستقالة. بدأت القضية عندما كشفت المجلة أن قدرات الجيش الألماني الغربي ليست في مستوى التطلعات لحماية البلد من خطر حلف وارسو. اعتقل الأمن الألماني أوغستين وعدداً من الصحفيين بينهم صاحب التقرير الذي كان في عطلة آنذاك بإسبانيا، كما توقفت المجلة عن الصدور بعد احتلال الأمن لمقرها.

التهمة حسب وزير الدفاع والمستشار الألماني كونراد أديناور، كانت الخيانة، لكن هذه الاعتقالات أثارت غضباً واسعاً في الرأي العام واستقال على إثرها خمسة وزراء من الحزب الديمقراطي الحر، الذي كان أحد أطراف الحكومة، احتجاجا على الاعتقالات. لم يجد وزير الدفاع بداً من ترك منصبه، خاصة بعد اعترافه أنه قام بعمل خارج اختصاصه، عندما كلّف وحدات ألمانية في مدريد بإلقاء القبض على كاتب المقال.

خرج الأمن من مقر المجلة بعد شهر كامل، وشكل أديناور حكومة جديدة، وبدأ تزامنا مع ذلك إطلاق سراح الصحفيين تباعاً، قبل أن يأتي الحكم الشهير من المحكمة الفيدرالية عام 1965 بكون وزير الدفاع السابق قد حرم أشخاصا من حريتهم دون أيّ داعٍ قانوني.

خرجت مجلة "دير شبيغل" قوية من امتحان قوي اختبر ديمقراطية ألمانيا الجديدة ومدى قدرة القضاء على ضمان حق حرية الصحافة والتعبير. كما اكتسب أوغتسين نفوذاً قوياً بعد هذه القضية، ليس بالمعنى السلبي، بل بالمعنى الذي يطمح له الصحفيون المستقلون، إذ تحوّل إلى حارس للأخلاق السياسية بامتياز، وكتبت عنه DW ذات مرة أنه لم يكن يفرّق بين صديق أو عدو عندما يتعلّق الأمر بالاختلالات، أي أنه كان يفضح كل ما يستحق الفضح، فصارت "دير شبيغل" سيفاً مسلّطا على سمعة السياسيين، كلّ حركة خاطئة ستؤدي بالمجلة إلى جلد السياسي بنقد حاد، دون أن تتجاوز المجلة هذا النقد إلى التشهير أو تصفية الحسابات.

ويرى كيرستين كنيب، وهو صحفي ألماني يعمل بالقسم السياسي لموقع DW، أن "دير شبيغل" ساهمت في إعادة ألمانيا إلى ثقافة الديمقراطية وفي طيّ مرحلة هتلر التي عُرفت بقمع شديد للحريات، كما ساهمت المجلة في خلق مناخ من الحوار إلى البلد حول قضايا متعددة كانت تصنّف ضمن قائمة التابوهات. هكذا تحوّلت "دير شبيغل"، حسب حديث كريستين كنيب لمجلة الصحافة، إلى ماركة إعلامية لا تعترف بالخوف، سلاحها في ذلك هيئة تحرير تعمل بجهد كبير.

التحقق والتأني

في الوقت الذي لا تهتم فيه الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية بالتحقق من الأخبار، خاصة مع الإنتاج اليومي المستمر للأخبار لأجل النشر المتجدد على مواقع التواصل الاجتماعي، توظف مؤسسة "دير شبيغل" 80 عاملاً لأجل التثبت من هذه الأخبار عبر مصلحة تسميها "التوثيق". سبق لمدرسة كولومبيا للصحافة أن قالت إن "دير شبيغل" هي أكبر مؤسسة للتحري حول مصداقية المواد الصحفية قبل نشرها، إذ جاء في حوار على موقع المدرسة مع اثنين من طاقم مجلة "دير شبيغل"، أن عدد المدققين في مصداقية مواد المجلة قد يصل باحتساب "الفريلانس" إلى مئة شخص، كل واحد يتخصص في مجال معين.

سياسة التحقق قبل النشر مكّنت المؤسسة من بناء أرشيف قوي يتمتع بمصداقية قوية تتيح للمؤرخين والباحثين والصحفيين العودة إلى وثائق الأرشيف كلما دعت الحاجة لذلك، فالمؤسسة تتوفر على أزيد من 50 مليون منشور "نص" و5 آلاف صورة و300 عدد من المجلة مترجم إلى 15 لغة. كل هذا الأرشيف جرى نقله إلى الحاسوب المركزي حتى تسهل عملية البحث عنه والاستفادة منه.

يتحدث الصحفي كريستين كنيب عن أن "دير شبيغل"، وبعد أن استطاعت الوصول إلى سوق قراء كبير أتاح لها أرباحا مالية كبيرة، ركزت على صحافة التأني، وأضحت تقضي وقتاً كبيراً في البحث والتدقيق في المعلومة، مهما كانت التكلفة المادية لهذه العملية. لذلك كثيراً ما يجد القارئ قصة اشتغل عليها صحفي بالمجلة عدة أسابيع أو أشهر. ورافق هذا التأني، تَمسكت "دير شبيغل" بقواعد العمل الصحفي، بشكل أثر في الكثير من وسائل الإعلام التي حاولت الاقتداء بخط "دير شبيغل".

ثوب جديد

بقي أوغستين يكتب في المجلة، رغم ابتعاده من الناحية العملية عن إدارتها منذ عام 1994 لأسباب صحية، حتى وفاته عام 2002. ولأن سُنة الحياة التطوّر، فقد غيرت المجلة في طابعها منذ نهاية عهد أوغستين.

لكن إرث الرجل باقٍ في المؤسسة، فمعالم تسييره لم تظهر فقط في الجانب التحريري، بل كذلك في الجانب التنظيمي، إذ أتاح للصحفيين الذين يتجاوز مقامهم في المجلة مدة من الزمن أن يتحوّلوا إلى مستثمرين فيها بدل مجرّد أُجراء، في خطوة قوية تؤكد نظرة الرجل للصحفي على أنه شريك في المؤسسة وليس عامل كل همه أجرة في نهاية الشهر، كما خلق أوغتسين مؤسسة تحمل اسمه غرضها العمل الخيري وتدريب الصحفيين، مكّنها من حوالي نصف ثروته.

يوجد مقرّ المجلة حالياً في مدينة هامبورغ، بعدما كانت في مدينة هانوفر، وهي اليوم ليست مجرّد إصدار مطبوع، فهي تملك موقعاً إلكترونياً غنياً بالمواد الصحفية، أطلقته عام 2004، بفريق عمل مستقل تماماً عن المجلة المطبوعة. ويعدّ هذا الموقع من أوائل المواقع الصحفية في ألمانيا التي كان لها إنتاج صحفي مستقل بعيداً عن مواقع الجرائد المطبوعة التي كانت تنشر نفس المواد المنشورة على الورق. كما تملك المؤسسة قناة خاصة تحمل اسمها، انفتحت من خلالها على تجارب تلفزيونية جديدة.

تحدي الإنترنت

دفعت المجلة ضريبة هجرة المعلنين إلى الشاشات الرقمية بسبب استقطاب التكنولوجيا الحديثة لجمهور الصحافة المطبوعة، وهكذا انخفض رقم مبيعاتها خلال السنوات الأخيرة إلى ما تحت 850 ألف (لم تتجاوز كثيراً 600 ألف). كما أضحت تعاني من منافسة شرسة بين وسائل الإعلام الألمانية التي ركزت هي الأخرى على التحقيقات وفضائح السياسيين، لدرجة أن مقالاً نشره معهد "غوته" الألماني حول المجلة تحدث عن أنها "لم تعد اليوم، سوى صوتٍ مهمٍ بين آخرين". ويشير كاتب المقال أن سمعة المجلة لم تحضر بالقوة ذاتها في موقعها الإلكتروني وقناتها الخاصة، إذ تأثرت نوعاً ما بالأخبار الشائعة في صحافة التبلويد، أي الصحافة شديدة الاختصار التي تصل أحيانا حدّ الإخلال بالمهنية.

هكذا يظهر الاختلاف بيناً بين المجلة المطبوعة والموقع في مؤسسة "دير شبيغل"، خاصة مع الاستقلالية الإدارية لكل منهما، رغم أن المؤسسة حاولت بداية الأمر الحفاظ على هويتها في موقعها الإلكتروني. يتحدث كريستين كنيب عن أن الموقع ركز على أخبار الترفيه وفضائح السياسيين وافتقد للجدية التي عُرفت بها المجلة المطبوعة، لذلك لم يستطع الموقع أن يصل إلى سمعة المجلة، رغم كونه واحداً من أنجح الجرائد الإلكترونية في ألمانيا. وليس فقط الخط التحريري للموقع الذي أثر سلباً على صورة "دير شبيغل"، فقد لاحقتها اتهامات بالانحياز السياسي، وبأنها صوت للمواقف السياسية لليسار، يتابع كنيب.

لكن ختاماً، لا يشكّك المتتبعون للمشهدين الإعلاميين، الألماني والأوروبي، أن "دير شبيغل" شكّلت محطة قاصمة في حرية الصحافة بالقارة العجوز. كما أن انتقالها إلى الفضاء الإلكتروني، لم يكن سلبياً تماماً، بل يعدّ الموقع واحداً من أغنى المواقع الإلكترونية الإخبارية، حيث يتوفر على مواد متنوعة من شتى المجالات، ويحرص على تمكين القارئ من قصص قوية تعتمد تقنية الوسائط المتعددة في عرضها، كما يعدّ أحد مصادر الخبر الأساسية للكثير من وسائل الإعلام الأخرى.

لذلك يمكن القول إن تجربة رودولف أوغستين قد لا تتكرر في موقع المجلة، لكن في الوقت ذاته، يجب الإقرار أن لكل زمن خصوصيته، فـ"دير شبيغل" تؤمن أن المنافسة في الأون لاين، تحتّم بعض التنازلات، خاصة وأن القارئ الذي كان يقتني المجلة في السبعينيات، ليس هو القارئ نفسه الذي يزور الموقع في 2018.

 

هوامش:

  • سبعون عاماً على تأسيس مجلة دير شبيغل الألمانية الشهيرة –موقع dw

http://p.dw.com/p/2VFz1

More Articles

Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Journalist Mothers in Gaza: Living the Ordeal Twice

Being a journalist, particularly a female journalist covering the genocide in Palestine without any form of protection, makes practicing journalism nearly impossible. When the journalist is also a mother haunted by the fear of losing her children, working in the field becomes an immense sacrifice.

Amani Shninu
Amani Shninu Published on: 15 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Cameroonian Journalists at the Center of Fighting Illegal Fishing

While the EU’s red card to Cameroon has undeniably tarnished its image, it has paradoxically unlocked the potential of Cameroonian journalists and ignited a movement poised to reshape the future. Through this shared struggle, journalists, scientists, conservationists, storytellers, and government officials have united, paving the way for a new era of ocean advocacy.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 21 Aug, 2024
The Gaza Journalist and the "Heart and Mind" Struggle

Inside the heart of a Palestinian journalist living in Gaza, there are two personas: one is a human who wants to protect his own life and that of his family, and the other is a journalist committed to safeguarding the lives of the people by holding on to the truth and staying in the field. Between these two extremes, or what journalist Maram Hamid describes as the struggle between the heart and the mind, the Palestinian journalist continues to share a narrative that the occupation intended to keep "away from the camera."

Maram
Maram Humaid Published on: 18 Aug, 2024
Journalists Recount the Final Moments of Ismail Al-Ghoul

Journalists remembering the slain reporter of Al Jazeera in Northern Gaza, Ismail Al Ghoul. "He insisted on continuing his coverage from the northern part of the Gaza Strip, despite the challenges and obstacles he faced. He was arrested and interrogated by the Israeli army, his brother was killed in an Israeli airstrike, and his father passed away during treatment abroad."

Mohammad Abu Don
Mohammad Abu Don Published on: 11 Aug, 2024
Analysis: Media Disinformation and UK Far-Right Riots

Analysis on the impact of media disinformation on public opinion, particularly during UK riots incited by far-right groups. A look at how sensationalist media can directly influence audience behavior, as per the Hypodermic Needle Theory, leading to normalized discrimination and violence. The need for responsible journalism is emphasized to prevent such harmful effects.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Aug, 2024
Challenges for Female Journalists in Crisis Zones of Cameroon

Testimonies of what female journalists in Cameroon are facing and how they are challenging these difficulties.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jul, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
Daughters of Data: African Female Journalists Using Data to Reveal Hidden Truths

A growing network of African women journalists, data scientists, and tech experts is amplifying female voices and highlighting underreported stories across the continent by producing data-driven projects and leveraging digital technologies in storytelling.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 23 Jul, 2024
Are Podcasts the Future of African Broadcasting?

The surge of podcasts across Africa is a burgeoning trend, encompassing a wide array of themes and subjects, and swiftly expanding across various nations.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 11 Jul, 2024
Video Volunteers: How India’s Marginalised Groups Tell Their Own Stories

Video creators like Rohini Pawar and Shabnam Begum have transcended societal challenges by producing influential videos with Video Volunteers, highlighting social issues within marginalized communities. Their work exemplifies the transformative power of storytelling in fostering grassroots change and empowerment across India.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Jul, 2024
Climate Journalism in Vietnam's Censored Landscape

In Vietnam, climate journalists face challenges due to censorship and restrictions on press freedom, making it difficult to report environmental issues accurately. Despite these obstacles, there are still journalists working to cover climate stories creatively and effectively, highlighting the importance of climate journalism in addressing environmental concerns.

AJR Contributor Published on: 26 Jun, 2024
Challenges of Investigating Subculture Stories in Japan as a Foreign Correspondent

Japan's vibrant subcultures and feminist activists challenge the reductive narratives often portrayed in Western media. To understand this dynamic society authentically, journalists must approach their reporting with patience, commitment, and empathy, shedding preconceptions and engaging deeply with the nuances of Japanese culture.

Johann Fleuri
Johann Fleuri Published on: 24 Jun, 2024
Covering the War on Gaza: As a Journalist, Mother, and Displaced Person

What takes precedence: feeding a hungry child or providing professional coverage of a genocidal war? Journalist Marah Al Wadiya shares her story of balancing motherhood, displacement, psychological turmoil, and the relentless struggle to find safety in an unsafe region.

Marah Al Wadiya
Marah Al Wadiya Published on: 29 May, 2024
Fighting Misinformation and Disinformation to Foster Social Governance in Africa

Experts in Africa are using various digital media tools to raise awareness and combat the increasing usage of misinformation and disinformation to manipulate social governance.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 22 May, 2024
"I Am Still Alive!": The Resilient Voices of Gaza's Journalists

The Israeli occupation has escalated from targeting journalists to intimidating and killing their families. Hisham Zaqqout, Al Jazeera's correspondent in Gaza talks about his experience covering the war and the delicate balance between family obligations and professional duty.

Hisham Zakkout Published on: 15 May, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Elections and Misinformation – India Case Study

Realities are hidden behind memes and political satire in the battle for truth in the digital age. Explore how misinformation is influencing political decisions and impacting first-time voters, especially in India's 2024 elections, and how journalists fact-check and address fake news, revealing the true impact of misinformation and AI-generated content.

Safina
Safina Nabi Published on: 30 Apr, 2024
Amid Increasing Pressure, Journalists in India Practice More Self-Censorship

In a country where nearly 970 million people are participating in a crucial general election, the state of journalism in India is under scrutiny. Journalists face harassment, self-censorship, and attacks, especially under the current Modi-led government. Mainstream media also practices self-censorship to avoid repercussions. The future of journalism in India appears uncertain, but hope lies in the resilience of independent media outlets.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 25 Apr, 2024