معاناة اللاجئين من عناوين الأخبار في السودان

معاناة اللاجئين من عناوين الأخبار في السودان

يعاني اللاجئون في العالم من عناوين الأخبار مثلما يعانون من مشاكل ومهددات كثيرة. يهاجر اللاجئون من أوطان لا تُحتَمل فيها الحياة، إلا أنهم يواجِهون في أماكن لجوئهم أوطاناً أخرى مصنوعة من عناوين الأخبار، أوطانا رمزيّة لا ترحّب بهم، ولا تريد لهم البقاء فيها طويلا ولا قليلا.

لا ينجو اللاجئون في السودان من معاناة مواجهة الأخبار السلبيّة التي تتصدر عناوين الأخبار في كبريات الصحف المحلية اليومية، مثلهم مثل كثير من اللاجئين في العالم.

فقد بدأ السودان يصبح ملتقى كبيرا وجاذبا للاجئين القادمين من دول الجوار الأفريقي مثل إثيوبيا وإرتيريا والصومال وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، ومن بعض الدول العربية كاليمن وسوريا، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السودان منذ انفصال جنوبه عن شماله في يوليو/تموز 2011.

مع أن السودان دولة جاذبة للاجئين، فإن أوضاعه الاقتصادية وأوضاع اللاجئين نفسها ليست على ما يرام، إذ تصف ممثلة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان نوريكو يوشيدا أوضاع اللاجئين في السودان بشأنها "مقلقة"، وتقول إن احتياجاتهم مختلفة ومتعددة بحسب المعسكرات التي يقطنون فيها، ولهذا تقول إن ذلك التنوع يحتّم على الحكومات والمنظمات التنويع في الحلول لتحسين الخدمات.

لاجئون ومواطنون

كمثال على حسن ضيافة السودان -حكومة ومجتمعا- للاجئين، يُعامل اللاجئون السوريون فيه معاملة المواطنين مثلما كان لاجئو جنوب السودان يُعاملون كمواطنين أيضا، قبل أن ترفع الحكومة السودانية عنهم هذه الميزة التفضيلية.

نجح كثير من هؤلاء اللاجئين في الاندماج مع المجتمع المحلي السوداني، حيث استوعبهم سوق العمل السوداني، واستطاع بعضهم تأسيس أعمال تجارية خاصة في مجالات المطاعم والأثاث وصيانة السيارات، بينما تعثّر كثيرون بسوء أحوالهم الاقتصادية وتدني المستوى المعيشي والغلاء في السودان، واضطر البعض لممارسة التسول في شوارع العديد من المدن السودانية الرئيسية كالخرطوم ومدني.

ارتفاع عدد اللاجئين في السودان بات يزيد من الضغوط على الحكومة المحلية في تحسين خدماتها لمواطنيها ويضاعف في نفس الوقت من مسؤوليتها تجاه اللاجئين.

إن واقع وجود اللاجئين بعدد ضخم في السودان يخلق تحديا كبيرا على الحكومة والسكان المحليين على حد سواء، لاسيما في العاصمة الخرطوم التي تعد المدينة السودانية الأكثر جذبا للسكان المحليين للإقامة فيها بدافع الاستفادة من الخدمات التي تشح في بقية مدن البلاد، وهذا نفسه السبب الجاذب الذي يدفع الكثير من اللاجئين إلى تفضيل الإقامة في الخرطوم.

هذا الواقع الجديد خلق إحساسا بالقلق لدى الحكومة والسكان المحليين، وحاولت السلطات معالجته بإخراج معسكرات اللاجئين المتمركزة حول الخرطوم إلى مدن أخرى، ومنع دخول أي لاجئين جدد إلى العاصمة أو تخومها. كما حاولت الاستفادة من برامج الأمم المتحدة التي تستهدف دعم المجتمعات المضيفة للاجئين، من أجل خلق توازن اجتماعي واقتصادي في المناطق التي يتواجد فيها اللاجئون بكثرة.

المفوض السامي لشؤون اللاجئين في المفوضية فيليبو غراندي، يلتقي مدنيين ينتقلون لمخيم جديد في بينتيو جنوب السودان، 18 يونيو/حزيران 2017. تصوير: دافيد لوويس – رويترز.
المفوض السامي لشؤون اللاجئين في المفوضية فيليبو غراندي، يلتقي مدنيين ينتقلون لمخيم جديد في بينتيو جنوب السودان، 18 يونيو/حزيران 2017. تصوير: دافيد لوويس – رويترز.

الإعلام الجديد وبيئة خطابات الكراهية

أما ردود فعل المجتمع المحلي من الوجود المتكاثر للاجئين وسطهم، خصوصا في المجتمع الحضري الذي تمثله العاصمة الخرطوم، فيمكن ملاحظة جانب منه في التداول الإخباري على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث بالإمكان رصد ردود أفعال رافضة للوجود الأجنبي الذي يمثل اللاجئون أبرز مظاهره. وتتشكّل هذه الرود السلبية في موجة شائعات، وأخبار مزيفة، وخطابات كراهية وعنصرية.

ورغم أن ردود الفعل السلبية هذه حاولت التخلّق عبر شكل حملة إعلامية عبر وسائط التواصل الاجتماعي، فإنها فشلت في التحول إلى رأي عام يعبّر عن مجمل المجتمع السوداني. لقد حوصرت ردود الفعل السلبية منذ بدايتها بالسماحة والضيافة التي اشتهر بها المجتمع السوداني والتي سبق أن أشارت إليها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كما حوصرت أيضا بحملات تطوعية قام بها العديد من اللاجئين كان هدفها دعم المجتمعات المحلية على سبيل الامتنان والشكر على الضيافة. ومن هذه الجهود التطوعية قيام لاجئين سوريين بحملات تنظيف وتجميل للعاصمة الخرطوم لاقت استحسان الكثير من المواطنين السودانيين.

حاولت ردود الأفعال السلبية الاستفادة من مناخ الكراهية ضد اللاجئين بالتركيز على التصرفات الفردية السالبة من بعض اللاجئين، سواء أكانت تصرفات سلوكية، أو جرائم تزوير أو مخدرات، أو انتشار للتسوّل، ليتم تضخيمها بشائعات وأخبار مزيفة تدّعي انتهاك اللاجئين لقيم وعادات المجتمعات المحلية، أو أنهم يضايقون السكان المحليين في مصادر كسب العيش، أو أنهم ينتهكون السيادة الوطنية للدولة بحصولهم السهل على الجنسية السودانية، وغيرها من الاتهامات.

لقد زادت فعلا وتيرة ردود الأفعال السلبية تجاه اللاجئين في السودان بشكل غير مسبوق بعد أن سمحت الحكومة بتسهيل إجراءات منح الجنسية لمواطني بعض الدول كسوريا والعراق وفلسطين واليمن وبورما، مما دفع بعض المواطنين الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي إلى إطلاق حملات إعلامية تطالب بتقييد حركة اللاجئين والمهاجرين الذين يحتضنهم السودان كضيوف ومواطنين.

أطفال لاجئون من جنوب السودان، يلعبون في مخيم للاجئين بالخرطومحيث يقيمون منذ أربع سنوات. 11 مايو/أيار 2014. تصوير: نور الدين عبد الله – رويترز.
أطفال لاجئون من جنوب السودان، يلعبون في مخيم للاجئين بالخرطومحيث يقيمون منذ أربع سنوات. 11 مايو/أيار 2014. تصوير: نور الدين عبد الله – رويترز.

اللاجئون في أجندة الصحافة

رغم فشل حملات الكراهية ضد اللاجئين في السودان وانحصارها في نطاق ضيق على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الخطاب الخبري للصحافة السودانية في السنوات الأخيرة لا يساعد كثيرا في تضييق انتشار نطاق الصورة السلبية التي يحاول البعض دمغها باللاجئين.

وحسب الدراسة التي أقوم بها لمعرفة تمثيل الخطاب الخبري للاجئين في السودان، يمكن القول إن قضية الأجانب عموما واللاجئين خصوصا أصبحت موضوعا مطروقا بكثرة في الصحافة السودانية، بل وأصبحت تتصدر عناوين الأخبار في الصحافة المكتوبة، مما يدل على الحضور القوي لموضوع اللجوء في أجندة الصحافة والسياسة والرأي العام بالسودان.

وحسب النتائج الأولية للدراسة فإن التحليل النقدي للخطاب الخبري للصحافة السودانية تجاه قضايا الأجانب واللاجئين في الفترة التي تركّزت عليها الدراسة بين يونيو/حزيران 2016 إلى يونيو/حزيران 2017، يكشف أن الأخبار السالبة تكاد تسيطر على مجمل الأخبار الواردة عن الأجانب عموما واللاجئين خصوصا.

إذا ألقينا الضوء على سبيل التلخيص على حادثتين على علاقة بالأجانب واللاجئين، سنعرف كيف مثَّلت الصحافة السودانية اللاجئين عبر خطابها الخبري، وسنركز فقط على العناوين الرئيسية للصحف المحلية استنادا إلى أهمية وتأثير عناوين الأخبار الواردة في الصفحات الأولى، بحسبانها تقدم الملخص والأحداث الرئيسية والمهمة للوقائع.

تمثيل اللاجئين في عناوين الأخبار المحليّة

الحادثة الأولى كانت اضطرابات وأحداث عنف وقعت في مخيم خور الورل بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد يوم 3 أغسطس/آب 2017 وأسفرت عن حرق المنطقة الإدارية للمخيم ونهب المستودعات وغيرها من أعمال العنف. يستضيف المخيم -حسب توضيحات مفوضية اللاجئين- أكثر من 50 ألفا من لاجئي جنوب السودان، وأوضح البيان الذي أصدرته المفوضية في السودان أن الاضطرابات بدأت بشائعات أفادت بمصرع لاجئ لدى احتجازه لدى الشرطة السودانية.

في اليوم التالي خرجت الصحف المحلية بأخبارها حول الحادثة، نختار منها هنا بعض العناوين التي أوردتها كبريات الصحف المحلية في اليوم الأول لتغطيتها أخبار مخيّم اللاجئين من دولة جنوب السودان: "لاجئون جنوبيون يغتصبون 4 معلمات سودانيات بالنيل الأبيض.. لاجئون جنوبيون يغتصبون 4 معلمات ويحرقون مستودعات للأغذية بالنيل الأبيض.. أحداث شغب وتخريب في معسكر لاجئين جنوبيين بالنيل الأبيض.. لاجئون جنوبيون يعتدون على معلمات ويحرقون مكاتب بالنيل الأبيض".

في اليوم الثاني للتداول الخبري لأحداث المخيم، اختفت من الأخبار الإشارة إلى مفردة "الاغتصاب" التي أوردتها كثير من الصحف، وركزت العناوين أكثر على التفاصيل وردود الفعل الرسمي: "بدء التحقيق مع 78 من اللاجئين المتورطين في أحداث معسكر خور الورل.. تفاصيل جديدة عن اعتداءات الجنوبيين بالنيل الأبيض.. بدء التحقيق مع 78 متهماً في أحداث معسكر خور الورل.. الداخلية تؤكد استقرار الأوضاع في معسكر خور الورل بالنيل الأبيض.. الوالي يحذر اللاجئين الجنوبيين من المساس بأمن المواطنين".

في اليوم الثالث للتغطية الصحفية، مالت التغطية الإخبارية أكثر إلى الكشف عن الفاعلين السياسيين: "الأمم المتحدة تدين اعتداء جنوبيين على معلمات بالنيل الأبيض.. الحكومة: ضباط بالجيش الشعبي شاركوا في أحداث معسكر خور الورل.. تفاقم أزمة معسكر ورل وجوبا تطالب بحماية اللاجئين.. 1000 فار من الجيش الشعبي يتسببون في أحداث المعسكر".

في اليوم الرابع للتغطية الإخبارية، ركزت الأخبار على هوية المتّهمين المحتملين في التسبب بالحادثة، كما أشارت إلى القرارات الرسمية التي اتخذت من قبل الحكومة لمنع تكرار اضطرابات مشابهة: "الخرطوم تتهم جوبا رسمياً بالوقوف وراء الأحداث بمخيم خور الورل.. ضبط الجناة في أحداث خور الورل، وإبعاد لاجئين جنوبيين إلى بلادهم.. الداخلية: زيادة قوات الشرطة لحماية معسكرات اللاجئين الجنوبيين.. وزارة الداخلية: توزيع معسكر خور الورل لثلاثة مواقع جديدة".

في اليوم الخامس اختفت أخبار الحادثة وأخبار اللاجئين الجنوبيين تماما من أخبار الصحف الصادرة في ذلك اليوم.

لاحظت الدراسة أن الخطاب الخبري للصحف مال نحو التعميم، وشابَه النقص في عرض المعلومات والوقائع، واتجه إلى تأكيد أخبار مظنونة كما لو أنها مؤكدة مثل خبر "اغتصاب معلمات سودانيات بالمخيّم". وكان الخطاب في الجملة سلبيا تجاه اللاجئين، وكانت أغلب مصادر الأخبار مستقاة من أطراف رسمية حكومية، ولم تتح لأطراف تمثل اللاجئين الإدلاء بأصواتهم في الأخبار، ولم تتم الإشارة إلى أسباب الاضطرابات، وإنما ركّزت الأخبار أكثر على المتسبّب.

اتجهت معظم الأخبار إلى تمثيل اللاجئين عن طريق أفعال مبنيّة للمعلوم، ليتم إظهارهم كفاعلين مؤثرين حال قيامهم بأدوار سلبية "اعتداء جنوبيين، لاجئون يغتصبون، لاجئون يعتدون، يحرقون"، وقد اختار الخطاب الخبري مفردات سلبية لتوصيف اللاجئين مثل "المتورطين، الجناة، إبعاد، تحذير، أمن المواطنين، شغب، تخريب".

أسلحة وتفجير وأخبار ليوم واحد فقط

الواقعة الثانية التي اختارتها الدراسة كان مسرحها العاصمة الخرطوم، حيث وقع تفجير في شقة يقيم بها أجانب -بينهم سوري وصومالي- يوم 12 فبراير/شباط 2017، وظهرت أخبارها في صحف اليوم التالي ثم اختفت بعدها أي إشارة إلى الخبر أو الحادثة، بعكس حادثة مخيّم اللاجئين في خور الورل التي كانت الصحف تتناولها لمدة خمسة أيام في صدر صفحاتها الأولى. لم تتم الإشارة إلى حادثة تفجير شقة الأجانب مرة أخرى إلا بعد نحو شهرين؛ بالإشارة إلى إحالة الأجانب المتهمين في القضية إلى النيابة. وكان عنوان الصحيفة الوحيدة التي صدّرته على صفحتها الأولى كالتالي "إحالة 11 من متهمي انفجار شقة أركويت للنيابة".

عكست أخبار الصحف الحادثة على النحو التالي: "انفجار قنبلة بالخرطوم والقبض على أجانب في شقة مكدسة بالأسلحة.. انفجار قنبلة في شقة أجانب بالعاصمة.. انفجار شقة في الخرطوم يقود إلى أجانب يصنعون المتفجرات.. التفاصيل الكاملة لمتفجرات شقة أركويت وجوازات السفر الأجنبية.. ضبط متفجرات بحوزة أجانب بالخرطوم".

وهكذا يربط الاختيار التحريري للمفردات في العناوين بين الأجانب وتهديد الأمن.. "أجانب يصنعون المتفجرات، متفجرات بحوزة أجانب، شقة مكدسة بالأسلحة"، إلى جانب الإشارات السلبية للأفعال الواردة في السياق الخبري "ضبط، القبض".

الإشارات الإيجابية في خطاب اللاجئين

بالإضافة إلى هاتين الواقعتين، التفتت الدراسة إلى الخطاب السلبي العام المرتبط بالأجانب واللاجئين في كثير من الأخبار التي وردت في الفترة التي ركزت عليها الدراسة. من هذه العناوين السلبية نقرأ الآتي: "أجنبي يسرق 200 ألف جنيه ومصوغات ذهبية من متسولة أجنبية بالخرطوم.. المباحث تلقي القبض على شبكة أجنبية خطيرة بحوزتها 70000 دولار مزيف.. ضبط أجنبي يدير مصنعاً لتزييف العملات بالخرطوم.. القبض على محتال أجنبي يجري عمليات تجميل للفتيات بالخرطوم.. الصحة: 181 عاملاً أجنبياً بالكافيتريات مصاباً بالإيدز والكبد.. ضبط خلية أجنبية بحوزتها أسلحة.. دجال أجنبي يستبيح عرض أسرة كاملة عن طريق الشعوذة.. ضبط خلية أجنبية تستدرج ضحاياها من الأثرياء بالدولار الأسود.. تدفقات اللاجئين الجنوبيين تتوالى على جنوب كردفان.. القبض على سوريين أساؤوا للسودان في فيسبوك.. الداخلية: 300 أجنبي بالسجون بغرض الإبعاد.. الداخلية: توقيف أجانب أساؤوا للسودان.. وزارة الداخلية: مليون و500 ألف مهاجر غير شرعي بالبلاد"، وغيرها من العناوين الرئيسية التي تكرس لخطابات سلبية عن الأجانب والمهاجرين واللاجئين وتهمل الإشارات الإيجابية عنهم.

أغلب التراكيب اللغوية تعبر عن خطابات سلبية عمومية "سرقة، احتيال، تسول، خطر، إساءة، توقيف، ضبط، القبض، غير شرعي، سجون، تدفقات، أيدز وكبد وبائي، خلايا، دجل وشعوذة، استباحة أعراض، استدراج، أسلحة، تزييف".

دور الخطاب الخبري في تجفيف منابع الكراهية

إن التعميم في الخطاب الخبري وتعمية جنسية الأجنبي حتى وإن كان سياسة تحريرية يقصد بها رفع الحرج، فإنها على المستوى البعيد تدخل "جميع" الأجانب في حرج ارتكاب "بعضهم" لجرائم. إن مثل هذه السياسات التحريرية تضع البريء والمتهم في كفة واحدة، وتعرّض جميع الأجانب للإدانة المحتملة من المجتمع.

إن أهمية دراسة الخطاب الخبري للصحافة تجاه قضايا اللاجئين تكمن في أنها تسلط الضوء على المعالجات الصحفية التي تضعها غرف الأخبار وإدارات التحرير في وسائل الإعلام وتستخدمها في تحديد أطر التناول الخبري لقضايا اللاجئين، حيث يساعد هذا التتبع للخطاب الخبري على تجفيف المنابع التي يستمد منها خطاب الكراهية ضد اللاجئين مبررات وجوده وقوته واستمراره، فهو خطاب يعتمد في الغالب على الإشاعات والأخبار المفبركة وغير المؤكدة.

إذا اعتبرنا أن خطاب الكراهية يزدهر في أوساط وسائل التواصل الاجتماعي بما توفره من حرية وبعد عن الرقابة، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تعيد -بشكل أو بآخر- إنتاج وتداول خطاب الصحافة المكتوبة سواء بالتعليق أو التحليل، ولهذا فإن التحليل النقدي المستمر لخطاب الصحافة تجاه قضايا اللاجئين يقلل من اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي على الاتجاهات السالبة في تمثيل الصحافة للاجئين والأجانب.

أصبح من المألوف أن نقرأ في عناوين الأخبار كيف يعاني اللاجئون في العالم، لكن حان الوقت لنلتفت أيضا إلى كيف يعاني اللاجئون من عناوين الأخبار؟

اللاجئون في عناوين الأخبار في الصحف السودانية.
اللاجئون في عناوين الأخبار في الصحف السودانية.

 

More Articles

Reporting Under Fire: The Struggle of African Journalists Facing Intimidation

African journalists who expose corruption and power now face a brutal mix of arrests, torture, digital surveillance, and lawsuits meant to drain their resources and silence them. From Ethiopia, Nigeria, Malawi, Benin, Sudan, Uganda, and Kenya to exile in Canada, reporting the truth has become an act of personal survival as much as public service.

Nigerian freelance Journalist John Chukwu
John Chukwu Published on: 4 Dec, 2025
Shipwrecked Narratives: How to Keep Migration Stories Afloat

Migration stories don’t become real until you meet people in the journey: the carpenter carrying photos of his fantasy coffins, or the Libyan city worker burying the forgotten dead, or the Tatar woman watching her livelihood collapse at a militarised border. Following these surprising human threads is the only way journalism can cut through collective exhaustion and make readers confront a crisis they’ve been trained to ignore.

Karlos Zurutuza, a freelance journalist and a media trainer. His work has been published in The Guardian, Al Jazeera English, POLITICO, The Middle East Eye and The Independent, among others.
Karlos Zurutuza Published on: 30 Nov, 2025
What It Means to Be an Investigative Journalist Today

A few weeks ago, Carla Bruni, wife of former French president Nicolas Sarkozy, was seen removing the Mediapart logo from view. The moment became a symbol of a major victory for investigative journalism, after the platform exposed Gaddafi’s financing of Sarkozy’s election campaign, leading to his prison conviction. In this article, Edwy Plenel, founder of Mediapart and one of the most prominent figures in global investigative journalism, reflects on a central question: what does it mean to be an investigative journalist today?

Edwy Plenel
Edwy Plenel Published on: 27 Nov, 2025
A Sudanese Journalist in the Grip of the Rapid Support Forces

She was arrested, tortured, nearly raped, threatened with death, and subjected to degrading abuse. Her brother was brutally mistreated in an effort to locate her. In the end, her family had to pay a ransom to secure her release. She sought refuge abroad, but eventually returned to Sudan to continue documenting the war’s toll, particularly in El Fasher, a city now under siege. This is the harrowing account of a Sudanese journalist detained and tortured by the Rapid Support Forces.

Empty screen
Sudanese Female Journalist Published on: 3 Nov, 2025
Zapatismo and Citizen Journalism in Chiapas, Mexico

In Chiapas, independent journalists risk their lives to document resistance, preserve Indigenous memory, and challenge state and cartel violence. From Zapatista films to grassroots radio, media becomes a weapon for dignity, truth, and survival.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 26 Oct, 2025
Journalists Under Occupation; Palestinian Journalists in the West Bank

Palestinian journalists in the West Bank face extreme physical danger, psychological trauma, and systemic targeting under Israeli occupation, yet continue to report with resilience, amplifying the voices of their people despite global indifference and media bias.

Synne Furnes Bjerkestrand
Synne Bjerkestrand Published on: 13 Oct, 2025
The Silent Death of Urdu Newspapers in India

With a 200-year history, Urdu newspapers in India are now facing a silent death—trapped in a cycle of decline where circulation has fallen by nearly 25%, advertising is absent, and government support is scarce. What vanishes is more than print: it is the erosion of a cultural and political lifeline that once bound Hindus, Muslims, and Sikhs in common debates and carried the voices of the marginalised into India’s public sphere.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Majid Alam Published on: 1 Oct, 2025
Why Are Young Journalists in Kashmir Quitting Before They Begin?

In Kashmir, mounting censorship, political pressure, and shrinking job prospects are forcing a generation of aspiring journalists to abandon the profession, many before they even get the chance to begin, leaving behind a media landscape stripped of dissent, debate, and independent voices.

Abrar Fayaz, Muqeet Mohammed Shah Published on: 23 Sep, 2025
Sudan’s Journalists Are Being Silenced: By Bullets, Exile, and Fear

The collapse of the media industry in Sudan has subjected journalists to physical threats, legal and professional challenges, with no functioning legal system to investigate crimes committed against the press.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 17 Sep, 2025
Nepali Journalists Trapped Between “GenZ” Protest and State Crackdowns

Nepali journalists are under attack on two fronts: facing violence from protesters in the streets while also being targeted by government crackdowns, restrictive laws, and political interference that threaten press freedom.

Sumaiya Ali
Sumaiya Ali Published on: 12 Sep, 2025
I Don’t Want You to Be a Journalist, Mama”. Do Gaza’s Journalists Have the Luxury of Absence?

Does the Palestinian journalist in Gaza have the freedom to simply “step away”? How do they navigate the balance between their professional responsibilities and their family life? And to what extent does the duty to report justify the personal cost of being separated from one’s loved ones? Journalist Jenin Al-Wadiya sheds light on the deeply human details that rarely make it to the screen.

Jenin Al-Wadiya
Jenin Al-Wadiya Published on: 31 Aug, 2025
Intersections of Journalism and Social Sciences in the Field

The field is where journalism and the social sciences meet at their most dynamic edge. As the world grows more complex, journalists increasingly take on the role of sociologists, without abandoning their core mission to question power and expose uncomfortable truths. By drawing on the methods and insights of social science, journalism deepens its coverage, grounds stories in real-world contexts, and resists the temptation of surface-level narratives.

Mohammed Ahddad
Ahdad Mohamed Published on: 23 Aug, 2025
New Media Reforms in Bangladesh Introduced to Replace Hasina-Era Journalism

Bangladesh’s interim government, led by Muhammad Yunus, has launched ambitious media reforms to undo the legacy of Sheikh Hasina’s 15-year rule, which was marked by censorship, media monopolies, and the notorious Digital Security Act. However, despite promises of greater freedom, journalists remain wary, as self-censorship, restrictive laws, and public scepticism continue to cast doubt on genuine change.

Sumaiya Ali
Sumaiya Ali Published on: 17 Aug, 2025
Canadian Journalists for Justice in Palestine: A Call to Name the Killer, Not Just the Crime

How many journalists have to be killed before we name the killer? What does press freedom mean if it excludes Palestinians? In its latest strike, Israel killed an entire Al Jazeera news crew in Gaza—part of a systematic campaign to silence the last witnesses to its crimes. Canadian Journalists for Justice in Palestine (CJJP) condemns this massacre and calls on the Canadian government to end its complicity, uphold international law, and demand full accountability. This is not collateral damage. This is the targeted erasure of truth.

Samira Mohyeddin
Samira Mohyeddin Published on: 14 Aug, 2025
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 11 Aug, 2025
Anas Al Sharif; Killed by Israel, but His Final Words Will Echo far Beyond His Death

For over a year and a half, Anas Jamal al-Sharif refused to leave northern Gaza, documenting the destruction and loss that others tried to hide. Tonight, Israel silenced his voice, but his final words, written on April 6, will echo far beyond his death.

Al Jazeera Journalism Review
Al Jazeera Journalism Review Published on: 11 Aug, 2025
The Human Story in Gaza: The Deadly Dilemma of “Who Do We Tell About?”

In the accelerating context of genocide, is the “pace” of death in Gaza outstripping journalists’ ability to capture human stories? How can they be expected to take their time crafting narratives amid hunger, displacement, and death? And to what extent can postwar documentation hold journalistic value in preserving collective memory and pursuing accountability for the perpetrators?

Mirvat Ouf
Mirvat Ouf Published on: 3 Aug, 2025
The Battle to Keep Journalists Alive in Gaza

Hungry journalists covering the story of starvation in Gaza, surviving on salt to stay alive, selling their work equipment to secure a “sack of flour” for their children, shedding the “shame” of publicly asking for food, and enduring the harshest media environment just to maintain “continuous coverage”.

Mona Khodor
Mona Khodor Published on: 26 Jul, 2025
Balancing Productivity and Privacy: How Female Journalists Use AI Chatbots

Female journalists in Jordan are harnessing AI chatbots to boost productivity, enhance digital safety, and find emotional support, but their growing reliance also raises critical concerns about privacy, ethics, and the responsible use of emerging technologies in journalism. This article explores how these tools are reshaping their workflows while navigating the challenges of trust and accountability.

Afnan Abu Yahia
Afnan Abu Yahia Published on: 20 Jul, 2025
In the War on Gaza: How Do You Tell a Human Story?

After nine months of genocidal war on Palestine, how can journalists tell human stories? Which stories should they focus on? And does the daily, continuous coverage of the war’s developments lead to a “normalisation of death”?

Yousef Fares
Yousef Fares Published on: 8 Jul, 2025
How Much AI is Too Much AI for Ethical Journalism

As artificial intelligence transforms newsrooms across South Asia, journalists grapple with the fine line between enhancement and dependency

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 1 Jul, 2025
How to Tell the Stories of Gaza’s Children

Where does compassion end and journalism begin? How can one engage with children ethically, and is it even morally acceptable to conduct interviews with them? Palestinian journalist Reem Al-Qatawy offers a profoundly different approach to human-interest reporting. At the Hope Institute in Gaza, she met children enduring the harrowing aftermath of losing their families. Her experience was marked by intense professional and ethical challenges.

Rima Al-Qatawi
Rima Al-Qatawi Published on: 26 Jun, 2025
How Is Western Media Framing the Famine Catastrophe in the Gaza Strip?

Can the media subject the issue of famine in Palestine to so-called professional balance even after UN agencies and the International Court of Justice have acknowledged it? Why have many Western media outlets avoided precise legal and ethical terms such as “famine” or “starvation,” opting instead for vague expressions like “food shortage” or “nutrition crisis”? Doesn’t this practice reflect a clear bias in favor of the Israeli narrative and serve to justify the policy of “systematic starvation”?

Fidaa Al-Qudra
Fidaa Al-Qudra Published on: 23 Jun, 2025
Newspapers: An Industry Adapting to Survive Through Digital Transformation

As digital transformation reshapes the media landscape, newspapers in Cameroon are navigating unprecedented challenges and opportunities. This evolution compels them to adapt their strategies to engage a new generation of readers amidst fierce online competition, decreasing government subsidies, and a decline in print sales.

Akem
Akem Nkwain Published on: 16 Jun, 2025