يعاني اللاجئون في العالم من عناوين الأخبار مثلما يعانون من مشاكل ومهددات كثيرة. يهاجر اللاجئون من أوطان لا تُحتَمل فيها الحياة، إلا أنهم يواجِهون في أماكن لجوئهم أوطاناً أخرى مصنوعة من عناوين الأخبار، أوطانا رمزيّة لا ترحّب بهم، ولا تريد لهم البقاء فيها طويلا ولا قليلا.
لا ينجو اللاجئون في السودان من معاناة مواجهة الأخبار السلبيّة التي تتصدر عناوين الأخبار في كبريات الصحف المحلية اليومية، مثلهم مثل كثير من اللاجئين في العالم.
فقد بدأ السودان يصبح ملتقى كبيرا وجاذبا للاجئين القادمين من دول الجوار الأفريقي مثل إثيوبيا وإرتيريا والصومال وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، ومن بعض الدول العربية كاليمن وسوريا، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السودان منذ انفصال جنوبه عن شماله في يوليو/تموز 2011.
مع أن السودان دولة جاذبة للاجئين، فإن أوضاعه الاقتصادية وأوضاع اللاجئين نفسها ليست على ما يرام، إذ تصف ممثلة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان نوريكو يوشيدا أوضاع اللاجئين في السودان بشأنها "مقلقة"، وتقول إن احتياجاتهم مختلفة ومتعددة بحسب المعسكرات التي يقطنون فيها، ولهذا تقول إن ذلك التنوع يحتّم على الحكومات والمنظمات التنويع في الحلول لتحسين الخدمات.
لاجئون ومواطنون
كمثال على حسن ضيافة السودان -حكومة ومجتمعا- للاجئين، يُعامل اللاجئون السوريون فيه معاملة المواطنين مثلما كان لاجئو جنوب السودان يُعاملون كمواطنين أيضا، قبل أن ترفع الحكومة السودانية عنهم هذه الميزة التفضيلية.
نجح كثير من هؤلاء اللاجئين في الاندماج مع المجتمع المحلي السوداني، حيث استوعبهم سوق العمل السوداني، واستطاع بعضهم تأسيس أعمال تجارية خاصة في مجالات المطاعم والأثاث وصيانة السيارات، بينما تعثّر كثيرون بسوء أحوالهم الاقتصادية وتدني المستوى المعيشي والغلاء في السودان، واضطر البعض لممارسة التسول في شوارع العديد من المدن السودانية الرئيسية كالخرطوم ومدني.
ارتفاع عدد اللاجئين في السودان بات يزيد من الضغوط على الحكومة المحلية في تحسين خدماتها لمواطنيها ويضاعف في نفس الوقت من مسؤوليتها تجاه اللاجئين.
إن واقع وجود اللاجئين بعدد ضخم في السودان يخلق تحديا كبيرا على الحكومة والسكان المحليين على حد سواء، لاسيما في العاصمة الخرطوم التي تعد المدينة السودانية الأكثر جذبا للسكان المحليين للإقامة فيها بدافع الاستفادة من الخدمات التي تشح في بقية مدن البلاد، وهذا نفسه السبب الجاذب الذي يدفع الكثير من اللاجئين إلى تفضيل الإقامة في الخرطوم.
هذا الواقع الجديد خلق إحساسا بالقلق لدى الحكومة والسكان المحليين، وحاولت السلطات معالجته بإخراج معسكرات اللاجئين المتمركزة حول الخرطوم إلى مدن أخرى، ومنع دخول أي لاجئين جدد إلى العاصمة أو تخومها. كما حاولت الاستفادة من برامج الأمم المتحدة التي تستهدف دعم المجتمعات المضيفة للاجئين، من أجل خلق توازن اجتماعي واقتصادي في المناطق التي يتواجد فيها اللاجئون بكثرة.
الإعلام الجديد وبيئة خطابات الكراهية
أما ردود فعل المجتمع المحلي من الوجود المتكاثر للاجئين وسطهم، خصوصا في المجتمع الحضري الذي تمثله العاصمة الخرطوم، فيمكن ملاحظة جانب منه في التداول الإخباري على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث بالإمكان رصد ردود أفعال رافضة للوجود الأجنبي الذي يمثل اللاجئون أبرز مظاهره. وتتشكّل هذه الرود السلبية في موجة شائعات، وأخبار مزيفة، وخطابات كراهية وعنصرية.
ورغم أن ردود الفعل السلبية هذه حاولت التخلّق عبر شكل حملة إعلامية عبر وسائط التواصل الاجتماعي، فإنها فشلت في التحول إلى رأي عام يعبّر عن مجمل المجتمع السوداني. لقد حوصرت ردود الفعل السلبية منذ بدايتها بالسماحة والضيافة التي اشتهر بها المجتمع السوداني والتي سبق أن أشارت إليها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كما حوصرت أيضا بحملات تطوعية قام بها العديد من اللاجئين كان هدفها دعم المجتمعات المحلية على سبيل الامتنان والشكر على الضيافة. ومن هذه الجهود التطوعية قيام لاجئين سوريين بحملات تنظيف وتجميل للعاصمة الخرطوم لاقت استحسان الكثير من المواطنين السودانيين.
حاولت ردود الأفعال السلبية الاستفادة من مناخ الكراهية ضد اللاجئين بالتركيز على التصرفات الفردية السالبة من بعض اللاجئين، سواء أكانت تصرفات سلوكية، أو جرائم تزوير أو مخدرات، أو انتشار للتسوّل، ليتم تضخيمها بشائعات وأخبار مزيفة تدّعي انتهاك اللاجئين لقيم وعادات المجتمعات المحلية، أو أنهم يضايقون السكان المحليين في مصادر كسب العيش، أو أنهم ينتهكون السيادة الوطنية للدولة بحصولهم السهل على الجنسية السودانية، وغيرها من الاتهامات.
لقد زادت فعلا وتيرة ردود الأفعال السلبية تجاه اللاجئين في السودان بشكل غير مسبوق بعد أن سمحت الحكومة بتسهيل إجراءات منح الجنسية لمواطني بعض الدول كسوريا والعراق وفلسطين واليمن وبورما، مما دفع بعض المواطنين الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي إلى إطلاق حملات إعلامية تطالب بتقييد حركة اللاجئين والمهاجرين الذين يحتضنهم السودان كضيوف ومواطنين.
اللاجئون في أجندة الصحافة
رغم فشل حملات الكراهية ضد اللاجئين في السودان وانحصارها في نطاق ضيق على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الخطاب الخبري للصحافة السودانية في السنوات الأخيرة لا يساعد كثيرا في تضييق انتشار نطاق الصورة السلبية التي يحاول البعض دمغها باللاجئين.
وحسب الدراسة التي أقوم بها لمعرفة تمثيل الخطاب الخبري للاجئين في السودان، يمكن القول إن قضية الأجانب عموما واللاجئين خصوصا أصبحت موضوعا مطروقا بكثرة في الصحافة السودانية، بل وأصبحت تتصدر عناوين الأخبار في الصحافة المكتوبة، مما يدل على الحضور القوي لموضوع اللجوء في أجندة الصحافة والسياسة والرأي العام بالسودان.
وحسب النتائج الأولية للدراسة فإن التحليل النقدي للخطاب الخبري للصحافة السودانية تجاه قضايا الأجانب واللاجئين في الفترة التي تركّزت عليها الدراسة بين يونيو/حزيران 2016 إلى يونيو/حزيران 2017، يكشف أن الأخبار السالبة تكاد تسيطر على مجمل الأخبار الواردة عن الأجانب عموما واللاجئين خصوصا.
إذا ألقينا الضوء على سبيل التلخيص على حادثتين على علاقة بالأجانب واللاجئين، سنعرف كيف مثَّلت الصحافة السودانية اللاجئين عبر خطابها الخبري، وسنركز فقط على العناوين الرئيسية للصحف المحلية استنادا إلى أهمية وتأثير عناوين الأخبار الواردة في الصفحات الأولى، بحسبانها تقدم الملخص والأحداث الرئيسية والمهمة للوقائع.
تمثيل اللاجئين في عناوين الأخبار المحليّة
الحادثة الأولى كانت اضطرابات وأحداث عنف وقعت في مخيم خور الورل بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد يوم 3 أغسطس/آب 2017 وأسفرت عن حرق المنطقة الإدارية للمخيم ونهب المستودعات وغيرها من أعمال العنف. يستضيف المخيم -حسب توضيحات مفوضية اللاجئين- أكثر من 50 ألفا من لاجئي جنوب السودان، وأوضح البيان الذي أصدرته المفوضية في السودان أن الاضطرابات بدأت بشائعات أفادت بمصرع لاجئ لدى احتجازه لدى الشرطة السودانية.
في اليوم التالي خرجت الصحف المحلية بأخبارها حول الحادثة، نختار منها هنا بعض العناوين التي أوردتها كبريات الصحف المحلية في اليوم الأول لتغطيتها أخبار مخيّم اللاجئين من دولة جنوب السودان: "لاجئون جنوبيون يغتصبون 4 معلمات سودانيات بالنيل الأبيض.. لاجئون جنوبيون يغتصبون 4 معلمات ويحرقون مستودعات للأغذية بالنيل الأبيض.. أحداث شغب وتخريب في معسكر لاجئين جنوبيين بالنيل الأبيض.. لاجئون جنوبيون يعتدون على معلمات ويحرقون مكاتب بالنيل الأبيض".
في اليوم الثاني للتداول الخبري لأحداث المخيم، اختفت من الأخبار الإشارة إلى مفردة "الاغتصاب" التي أوردتها كثير من الصحف، وركزت العناوين أكثر على التفاصيل وردود الفعل الرسمي: "بدء التحقيق مع 78 من اللاجئين المتورطين في أحداث معسكر خور الورل.. تفاصيل جديدة عن اعتداءات الجنوبيين بالنيل الأبيض.. بدء التحقيق مع 78 متهماً في أحداث معسكر خور الورل.. الداخلية تؤكد استقرار الأوضاع في معسكر خور الورل بالنيل الأبيض.. الوالي يحذر اللاجئين الجنوبيين من المساس بأمن المواطنين".
في اليوم الثالث للتغطية الصحفية، مالت التغطية الإخبارية أكثر إلى الكشف عن الفاعلين السياسيين: "الأمم المتحدة تدين اعتداء جنوبيين على معلمات بالنيل الأبيض.. الحكومة: ضباط بالجيش الشعبي شاركوا في أحداث معسكر خور الورل.. تفاقم أزمة معسكر ورل وجوبا تطالب بحماية اللاجئين.. 1000 فار من الجيش الشعبي يتسببون في أحداث المعسكر".
في اليوم الرابع للتغطية الإخبارية، ركزت الأخبار على هوية المتّهمين المحتملين في التسبب بالحادثة، كما أشارت إلى القرارات الرسمية التي اتخذت من قبل الحكومة لمنع تكرار اضطرابات مشابهة: "الخرطوم تتهم جوبا رسمياً بالوقوف وراء الأحداث بمخيم خور الورل.. ضبط الجناة في أحداث خور الورل، وإبعاد لاجئين جنوبيين إلى بلادهم.. الداخلية: زيادة قوات الشرطة لحماية معسكرات اللاجئين الجنوبيين.. وزارة الداخلية: توزيع معسكر خور الورل لثلاثة مواقع جديدة".
في اليوم الخامس اختفت أخبار الحادثة وأخبار اللاجئين الجنوبيين تماما من أخبار الصحف الصادرة في ذلك اليوم.
لاحظت الدراسة أن الخطاب الخبري للصحف مال نحو التعميم، وشابَه النقص في عرض المعلومات والوقائع، واتجه إلى تأكيد أخبار مظنونة كما لو أنها مؤكدة مثل خبر "اغتصاب معلمات سودانيات بالمخيّم". وكان الخطاب في الجملة سلبيا تجاه اللاجئين، وكانت أغلب مصادر الأخبار مستقاة من أطراف رسمية حكومية، ولم تتح لأطراف تمثل اللاجئين الإدلاء بأصواتهم في الأخبار، ولم تتم الإشارة إلى أسباب الاضطرابات، وإنما ركّزت الأخبار أكثر على المتسبّب.
اتجهت معظم الأخبار إلى تمثيل اللاجئين عن طريق أفعال مبنيّة للمعلوم، ليتم إظهارهم كفاعلين مؤثرين حال قيامهم بأدوار سلبية "اعتداء جنوبيين، لاجئون يغتصبون، لاجئون يعتدون، يحرقون"، وقد اختار الخطاب الخبري مفردات سلبية لتوصيف اللاجئين مثل "المتورطين، الجناة، إبعاد، تحذير، أمن المواطنين، شغب، تخريب".
أسلحة وتفجير وأخبار ليوم واحد فقط
الواقعة الثانية التي اختارتها الدراسة كان مسرحها العاصمة الخرطوم، حيث وقع تفجير في شقة يقيم بها أجانب -بينهم سوري وصومالي- يوم 12 فبراير/شباط 2017، وظهرت أخبارها في صحف اليوم التالي ثم اختفت بعدها أي إشارة إلى الخبر أو الحادثة، بعكس حادثة مخيّم اللاجئين في خور الورل التي كانت الصحف تتناولها لمدة خمسة أيام في صدر صفحاتها الأولى. لم تتم الإشارة إلى حادثة تفجير شقة الأجانب مرة أخرى إلا بعد نحو شهرين؛ بالإشارة إلى إحالة الأجانب المتهمين في القضية إلى النيابة. وكان عنوان الصحيفة الوحيدة التي صدّرته على صفحتها الأولى كالتالي "إحالة 11 من متهمي انفجار شقة أركويت للنيابة".
عكست أخبار الصحف الحادثة على النحو التالي: "انفجار قنبلة بالخرطوم والقبض على أجانب في شقة مكدسة بالأسلحة.. انفجار قنبلة في شقة أجانب بالعاصمة.. انفجار شقة في الخرطوم يقود إلى أجانب يصنعون المتفجرات.. التفاصيل الكاملة لمتفجرات شقة أركويت وجوازات السفر الأجنبية.. ضبط متفجرات بحوزة أجانب بالخرطوم".
وهكذا يربط الاختيار التحريري للمفردات في العناوين بين الأجانب وتهديد الأمن.. "أجانب يصنعون المتفجرات، متفجرات بحوزة أجانب، شقة مكدسة بالأسلحة"، إلى جانب الإشارات السلبية للأفعال الواردة في السياق الخبري "ضبط، القبض".
الإشارات الإيجابية في خطاب اللاجئين
بالإضافة إلى هاتين الواقعتين، التفتت الدراسة إلى الخطاب السلبي العام المرتبط بالأجانب واللاجئين في كثير من الأخبار التي وردت في الفترة التي ركزت عليها الدراسة. من هذه العناوين السلبية نقرأ الآتي: "أجنبي يسرق 200 ألف جنيه ومصوغات ذهبية من متسولة أجنبية بالخرطوم.. المباحث تلقي القبض على شبكة أجنبية خطيرة بحوزتها 70000 دولار مزيف.. ضبط أجنبي يدير مصنعاً لتزييف العملات بالخرطوم.. القبض على محتال أجنبي يجري عمليات تجميل للفتيات بالخرطوم.. الصحة: 181 عاملاً أجنبياً بالكافيتريات مصاباً بالإيدز والكبد.. ضبط خلية أجنبية بحوزتها أسلحة.. دجال أجنبي يستبيح عرض أسرة كاملة عن طريق الشعوذة.. ضبط خلية أجنبية تستدرج ضحاياها من الأثرياء بالدولار الأسود.. تدفقات اللاجئين الجنوبيين تتوالى على جنوب كردفان.. القبض على سوريين أساؤوا للسودان في فيسبوك.. الداخلية: 300 أجنبي بالسجون بغرض الإبعاد.. الداخلية: توقيف أجانب أساؤوا للسودان.. وزارة الداخلية: مليون و500 ألف مهاجر غير شرعي بالبلاد"، وغيرها من العناوين الرئيسية التي تكرس لخطابات سلبية عن الأجانب والمهاجرين واللاجئين وتهمل الإشارات الإيجابية عنهم.
أغلب التراكيب اللغوية تعبر عن خطابات سلبية عمومية "سرقة، احتيال، تسول، خطر، إساءة، توقيف، ضبط، القبض، غير شرعي، سجون، تدفقات، أيدز وكبد وبائي، خلايا، دجل وشعوذة، استباحة أعراض، استدراج، أسلحة، تزييف".
دور الخطاب الخبري في تجفيف منابع الكراهية
إن التعميم في الخطاب الخبري وتعمية جنسية الأجنبي حتى وإن كان سياسة تحريرية يقصد بها رفع الحرج، فإنها على المستوى البعيد تدخل "جميع" الأجانب في حرج ارتكاب "بعضهم" لجرائم. إن مثل هذه السياسات التحريرية تضع البريء والمتهم في كفة واحدة، وتعرّض جميع الأجانب للإدانة المحتملة من المجتمع.
إن أهمية دراسة الخطاب الخبري للصحافة تجاه قضايا اللاجئين تكمن في أنها تسلط الضوء على المعالجات الصحفية التي تضعها غرف الأخبار وإدارات التحرير في وسائل الإعلام وتستخدمها في تحديد أطر التناول الخبري لقضايا اللاجئين، حيث يساعد هذا التتبع للخطاب الخبري على تجفيف المنابع التي يستمد منها خطاب الكراهية ضد اللاجئين مبررات وجوده وقوته واستمراره، فهو خطاب يعتمد في الغالب على الإشاعات والأخبار المفبركة وغير المؤكدة.
إذا اعتبرنا أن خطاب الكراهية يزدهر في أوساط وسائل التواصل الاجتماعي بما توفره من حرية وبعد عن الرقابة، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تعيد -بشكل أو بآخر- إنتاج وتداول خطاب الصحافة المكتوبة سواء بالتعليق أو التحليل، ولهذا فإن التحليل النقدي المستمر لخطاب الصحافة تجاه قضايا اللاجئين يقلل من اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي على الاتجاهات السالبة في تمثيل الصحافة للاجئين والأجانب.
أصبح من المألوف أن نقرأ في عناوين الأخبار كيف يعاني اللاجئون في العالم، لكن حان الوقت لنلتفت أيضا إلى كيف يعاني اللاجئون من عناوين الأخبار؟