اللغة العربية في أيدي الصحافة

اللغة العربية في أيدي الصحافة

تراه يمشي بخطى خفيفة سريعة، رغم أنه جاوز الستين من العمر.. تراقبه فتظن أنه أضاع شيئا ينهب الأرض بحثا عنه، وحين تُحاوره يفرش ملاءة مليئة بالنقد فتقول في نفسك: يا له من مشاكس!

أدركت خلال حديثنا أن تلك الهرولة ما هي إلا انعكاس رغبة حقيقية تتطلَّع إلى التغيير: التغيير في مناهج الإعلام ومناهج التعليم، ومنظور أبناء الأمة العربية للغتهم.. تسترسل في حديثك معه، فتعرف أنه لم يفقد شيئا، بل على وعي بما يمتلك، لكنه يجتهد ما استطاع لإعادة الوعي اللغوي إلى الألسنة العربية.

مشاكس؟ نعم، خصوصا حينما أجابني على سؤالي المتعلق بتأخر صدور كتابه "اللغة العالية" الذي صدر عام 2014.. نظر إليّ حينها شزْرًا وأجابني بابتسامة معاتبة: "ما زلتُ شابا".

هو عارف حجاوي مدير المعايير التحريرية ضمن قطاع الجودة في قناة الجزيرة، وصاحب القاموس الصحفي "اللغة العالية"، و"حياتي في الإعلام"، و"خلاصة علم النحو للإعلاميين".

عارف حجاوي
عارف حجاوي

اللغة العالية

في اللقاء الذي أجريته معه، تحدثنا عن كتاب "اللغة العالية"، والاسم مذيل بعنوان فرعي يقول "العربية الصحيحة للمذيع والمراسل ولكل صحفي". مع هذا، فإننا لا نجد مفردات عربية فقط، بل سنفتح أعيننا دهشة -أفترض ذلك- حين نراه يعرِّف سارْتْرْ، الفيلسوف الفرنسي الذي لم أنطق اسمه يوما –وكثيرون مثلي- إلا سارْتَرْ (بفتح التاء)، مفسرا ذلك برفض النطق العربي التقاء ساكنيْن.

سنفتح أعيننا كثيرا، دهشة وحماسة حين نصادف كلماتٍ مثل درابزين، أو هاشتاغ، أو جَعْجَعَ، وغيرها.

حسنًا، فالقاموس لا يحصر نفسه في المفردات ذات الطابع الإخباري، بل يغطي معظم المفردات التي يستخدمها أي صحفي في أي مجال من المجالات، ويصلح للاستخدام غير الصحفي على حد سواء.

لا يَعني حجاوي باللغة العالية أنها عصية على الوصول، فهي تنحني بسلاسة أمام من يمد يده إليها، لكنها لغة عالية القدر. والعالية -كما قال في مقدمته- اسم لمكانين في الجزيرة العربية، ولدت فيهما الفصاحة العربية. كما أن الكتاب ليس من كتب الخطأ والصواب، بل تخلى فيه حجاوي عن لغة القاموس لأن "الصحفي قد يجد خيارات كثيرة أمامه، أحدها أعلى من الآخر".

أنجز حجاوي كتابه الذي وصفه بالمسلِّي -لِما عرفه وتعلَّمه أثناء كتابته- في أربعة أشهر ونصف، وكانت أجزاء "تاج العروس" الأربعون أحد أهم المراجع التي استخدمها، لكنه يؤكد أن المرجع الأهم هو "ما أخطأتُ فيه وما أخطأ فيه زملائي".

كليات إعلام خائبة

لا بدَّ لمن يقرأ لحجاوي ويتابعه أن يلمح نفسا دفاعيا عن اللغة العربية، يقول عنه إنه نتيجة ما يراه من تقصير الجامعات وخيبتها اللذين يقودان للتوجه إلى الإنجليزية.. "لأن جامعاتنا منحطة وتفرّخ جميع القصور بقولها إن اللغة العربية ليست صالحة". مع هذا، فهو يؤكد أنه ليس ضد استخدام مصطلحات بالإنجليزية، على أن يبقى السياق عربيا. ويضيف أن هناك إحساسا بالدونية عند متحدثي اللغة العربية، كما أن هناك من يصر على تعقيد هذه اللغة وتصعيب استخدامها.

يحيل حجاوي تراجع العلاقة بين اللغة العربية والصحافة إلى كليات الإعلام التي لا يؤمن بأسلوبها التعليمي ويعتبرها "طنجرة"، بينما العلم الحقيقي هو أي تخصص، بل إنه كان يستبعد طلاب الإعلام عند مقابلته أشخاصا للتوظيف الإعلامي، علما بأنه درس الإعلام ودرَّسه لثماني سنوات في جامعة بير زيت مدلِّلاً على ذلك بقوله إنه عمل في شبكة "البي.بي.سي" 15 عاما والتقى صحفيين لامعين لم يدرسوا الإعلام، "فكليات الإعلام تُعطِّل الطالب أربع سنوات عن دراسة شيء مهم، وتدرِّسه ما هو تافه وممكن أن يدرسه في ثلاثة أيام.. خريجو كليات الإعلام مساكين".

ويشير إلى أن تأخر تطور اللغة العربية ناتج عن تأخرها في الاختراع، وبسبب نظرة الفرد العربي لها إذ يعاملها كما يعامل المرأة بالتضييق والخناق. مع هذا، ومع وجود الإنترنت، زاد عدد الكتاب في المواقع الإلكترونية.. "في الماضي كان البلد الكبير يبرز فيه هيكل أو هيكلان (فاهمة قصدي؟) ويستوليان على الكلمة ويحبسانها.. الآن الكلّ يكتب، يبرز الغثاء، لكن أيضا يبرز معه الثمر الطيب". يقول إن "الصحافة تؤثر في اللغة، والناس أيضا يؤثرون، أما الشباب فيصنعون اللغة بالتدريج، ونحن نستمسك باللغة القديمة فيأتي شاب يقول لك ممنوع أن تقول: نستمسك بل نتمسّك.. الشباب يأتون بصيغ جديدة.. الأجيال تحضر كلماتها وتفصِّحها".

ولأن اللغة العربية في المجتمع وفي الإعلام بشكل خاص أداة لتفاهم الناس، فإنه يتعامل معها من منطلق ليبرالي، منتقدا دور محرر المواد الإخبارية التقليدي الذي يمسك عصا الإرهاب ويركز على المشاكل التحريرية في اللغة، وينسى المشاكل التحريرية في المعنى. وفي معرض نقده يقول "المدققون اللغويون متخلفون عن الركب الحديث ويؤثرون القديم، والصحفيون يجارونهم ويقتبسون من القديم، بينما يُفضَّل أن يكون الصحفي معاصرا، فلا تضييق، بل نفتح الأسلوب قليلا كي لا تصبح الشخصية معلَّبة، فحينما نضع كلمات ثم نمنع الخروج عنها تماما (بصيروا يُشبهوا بعض)، وهذا يشبه البنات والمكياج الموحَّد، فدعوا المذيعين يستخدمون الكلمات بأريحية".

وعند حديثنا عن التحرير عرّجنا على استخدام مفردات يستخدمها المشرقيون أكثر من المغاربة وتفضيلها في الإعلام العربي، فقال دون تردد "نعم، هناك تمييز ضد اللهجة المغاربية في الإعلام العربي عموما"، وأضاف أن الفضائيات مشرقية التأسيس، لكن المغاربة أدخلوا فيما بعد بعض التعبيرات مثل "يتحصل على"، وقد بدأنا نسمعها من مذيعين مغاربة وقُبلت في المشرق العربي وهذا أمر جيد، فالمغرب العربي الكبير يحسّ بالغبن لقلة تداول أخباره، والسبب الأساسي أن الاضطراب السياسي في المشرق أكثر.. "فليحمد الناس في غرب العالم العربي ربهم".

خطأ شائع خير من صواب مهجور

وعن المجازات والتشبيه في اللغة الصحفية يقول: "المجاز والتشبيه يمثلان الطريق الأقصر أحيانا. مثلا، نقول: انفجر الوضع، وهو مجاز عندما تحدث اضطرابات كثيرة نشببها بانفجار القنبلة، لكن هذا المجاز يختصر علينا ثلاثة أو أربعة أسطر". ويضيف: "لغة الإعلام مملة لأن الإعلاميين مملّون، وليس السبب في اللغة نفسها بل في القوالب أو الكليشيهات"، وبهذا المعنى ينتقد التقارير القادمة من فلسطين ويطالب المراسلين بإعطاء معلومات لا بيانات سياسية. ويتابع أن الجانب الإنساني مغيّب في كثير من الأحيان عن لغة الإعلام، لأن الجانب الإنساني به فرح وحزن وليس مقتصرا على الحزن، في حين تقدم القنوات لطميات على فلسطين التي بها فرح أيضا.

أجبرنا الحديث عن المجازات المستخدمة في الصحافة على التطرق إلى تاريخ الصحفيين الأوائل الذين كتبوا بلغة عربية منمقة. وعن هذا يقول حجاوي: "الصحافة في العالم العربي مرتبطة بالأدب.. كانت قصائد شوقي تنشر في الصفحة الأولى بجريدة الأهرام.. الآن تغيّر الوضع وأصبحت الجرائد للسياسة وتطرد الأدب إلى صفحات الملاحق، وهذا طبيعي لأن السياسة تؤثر على رغيف الناس، فلو كان هناك تصريح برفع الأسعار كسعر الدقيق مثلا، فهذا أهم للقراء من آخر قصيدة لشاعر". ويتابع "في الماضي، كان الأغنياء وطبقة اجتماعية معينة يقرؤون الصحف، ثم نشأت طبقة من الموظفين والمعلمين والمهتمين بما يؤثر عليهم، لذلك فقد تنوعت الاهتمامات وسيطر عليها الوضعان الاقتصادي والاجتماعي، أما الصحافة الأدبية المعاصرة فلم تؤثر.. قديما أثّرت حيث تسلم أدباء إدارة الجرائد، أما الآن فلا.. راحت الجريدة وجاء الإنترنت".

وعن الجمود الذي تحمله اللغة الإعلامية أشار إلى أن من واجب الصحفي أن يوسع مفرداته.. "أريد أن يثري معجمه وأن يوسع مساحة لسانه، لا أن يستعمل كلمات جديدة، فالشيء الذي يزيد عن حده ينقلب ضده، كأن يستخدم المذيع كلمات غريبة، كالجوسسة، والتبيؤ، والتبيئة، والمؤلّلة (أي الفرق العسكرية التي تستخدم آلات)، أو السَّوق -بفتح السين- في "الاعتبارات السَّوقية"، أي الاستراتيجية. أنا مع إثراء اللغة دون تعقيد، ومع مقولة "خطأ شائع خير من صواب مهجور". ويرى حجاوي أن 95% من المآخذ ضد الصحفيين أنهم يتجهون إلى الرواسم (الكليشيهات).. نحن نكتب قوالب مستوردة من الماضي، وأريدنا أن نكتب ما نفكر فيه".

وعن نحت المفردات في الصحافة يعلق حجاوي ألا قاعدة معينة تقيد النحت، فمثلا هناك بعض التعبيرات التي تقبَّلنا نحتها مثل "القروسطية" نسبة للقرون الوسطى، لكننا رفضنا "الأفروآسيوية" وفضلنا "الإفريقية الآسيوية".

وفيما يتعلق بالاختصارات "اللغة العربية تتهيب من استخدام الاختصارات، لكنه أحيانا مهم، مثل (مُتَف) عن منظمة التحرير الفلسطينية، لأنه "بديش (لا أريد أن) أعد أسنان".

ومن بعض المفردات التي اجترحها حجاوي للاستخدام الصحفي مستغنيا عن أصلها الأجنبي، استخدام مفردة "الرافد" عوضا عن "Aston"، وهو الشريط الذي يظهر به اسم الضيف على الشاشة، و"الملقان" عوضا عن "Ear Piece"، وهي سماعة صغيرة جدا يلقّن المخرج بواسطتها المعلومات للمذيع.

هذه التقنية ليست جديدة، وهي محاكاة لما فعله أشخاص أسسوا للصحافة العربية كاللبناني أحمد فارس الشدياق الذي غير مفردة "الجورنال" التي كانت تطلق على الصحف قديما إلى "جريدة"، لأن العرب كانوا يكتبون على جريد النخل، يقول حجاوي. وكذلك الصحفي الذي سمع كلمة "أوتوموبيل" فاستخدم "سيارة" المذكورة في القرآن الكريم.

وعن تجربة شبكة الجزيرة في هذا المضمار، ألمح إلى أنها "حافظت على اللغة العربية وقصّرت في الابتداع، فالكلمة التي سيَّرتها الجزيرة في العالم العربي هي كلمة (عاجل) عوضا عن (Breaking News) أو أخبار طارئة، ووُفِّقت في ذلك. ومع هذا، لم يكن للجزيرة أثر لغوي كبير، بل أثر سياسي وإعلامي هائل بل زلزال، لكن لغويا أقلّ من ذلك".

قليل التصفيق

أبديت لحجاوي ملاحظتي التي خلصت إليها من حديثنا الذي امتدَّ لجلستين، سألته بلهجتي: "ليش مش عاجبك العجب؟"

ولم ينكر الرجل ذلك، بل هزَّ رأسه وابتسم كأنني أمتدحه قائلا: "بالإيجابي اسمه العقل النقدي، وسلبا مش عاجبه العجب ولا الصيام في رجب.. الصحفي يعتبر الخبر السيئ هو الخبر.. خذي مثالا: إذا بنيت عمارة فهذا ليس خبرا، وإذا انهارت على رؤوس ساكنيها فهذا خبر.. معيشتي في أكثر من بلد جعلتني أتسقط العيوب في كل مكان، ولحسن الحظ أو سوئه أنسى الحسنات".

يعترف حجاوي أنه حين يصفق فإنه يصفق لطلابه لأن "على المعلم أن يكون مشجعا ومحفزا، ولكنني قبل التصفيق أقلع عيونهم وأنا أطلِّع أخطاءهم.. أصفق لمن يعجبني حقا. لا تبهرني شهرة كاتب أو شاعر أو رسام، وإذا رأت عيناي في اللوحة (خرابيش) فأنا أقول ذلك ولا يهمني نقاد العصر الحديث".

تحرُّر عميق

وعن التحرّر في لغة الصحفي قال: "أنا مع المحرر العميق، بمعنى أن رسامي أميركا اللاتينية بلوحاتهم الضخمة وجدارياتهم تحرروا من الأساليب الأوروبية ووضعوا لأنفسهم فنا له هويته، مثل الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو التي أصفق لها كثيرا.. الصحفي ابن صنعة، والصنعة صارت قواعدها معروفة، لا بروباغندا، ولا إخفاء للحقائق، ولا ثرثرة، فمن كان ابن صنعة فهذه هي حريته".

وعن الفرق بين لغة الصحفيين الأوائل والمعاصرين قال: "كانت لغة القدماء سهلة وصحفية، أما الجدد فكثير منهم يكتب مقامات بديع الزمان الهمذاني، ويحشرون التشبيهات العتيقة تفاصحا وتنطعا وكأن اللغة هي الهدف لا الأداة.. أقول لهم: قولوا ما عندكم بالفصحى البسيطة".

قلت له إن التنطع والتفاصح مما يطلبه الجمهور الآن وما يغض المسؤولون الطرف عنه، فكان ردُّه أن "عالمنا العربي -مع حالة التضعضع والهجمة التي يواجهها- أصبح يبحث عن الخلاص بتمجيد ماضيه والتمسك بما هو عتيق. وفي اللغة، الجمهور يطرب للعبارات الرنانة، ومسؤولو التحرير يتساهلون في الأمر". واستطرد "بالمناسبة عملت 11 سنة في البي.بي.سي بلندن، وكنا نتفاصح، ولكن كانت هناك الصرامة الإخبارية والخطة التحريرية لتلك المؤسسة، فهذا قلل من مخاطر التفاصح".

وفي محاولة مني للدفاع عن صحفيِّي اليوم، قلت له بحماسة "إذاً، من الذي خدع الجمهور وقال إن الطائرات تتساقط بالعشرات كالشجر؟ في إشارة إلى المذيع أحمد سعيد في "صوت العرب" عام 1968، فكانت إجابته: "هذا الشيء سمعته بأذني التي سيأكلها التراب.. التفاصح والكذب الإعلامي قديم عند أحمد سعيد.. كان إعلام الإثارة وبروباغندا النظام، غش لا مهنية. أما اللغة فهي معاصرة وهدفها التضليل والشحن. والآن بعض الصحفيين لديهم مهنية جيدة، ولكنهم يحشرون المفردات والعبارات العتيقة استعراضا للعضلات".

وعن الأخبار التي يُسمح -أخلاقيا- للصحفي بإخفائها قال: "في المحكمة يحلف الشاهد على أن يقول الحق، كل الحق، ولا شيء غير الحق. والصحفي في مهنته يحلف على قول الحق ولا شيء غير الحق. فأين ضاعت (وكل الحق)؟. هذه نعفي منها الصحفي، بمعنى نقول له: لا تكذب، وقد تضطر إلى إهمال بعض الأشياء إما بدواع قانونية وإما لأسباب سياسية".

سؤالي الأخير: هل تغرِّد خارج السرب؟

أجاب: نعم.

More Articles

Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Journalist Mothers in Gaza: Living the Ordeal Twice

Being a journalist, particularly a female journalist covering the genocide in Palestine without any form of protection, makes practicing journalism nearly impossible. When the journalist is also a mother haunted by the fear of losing her children, working in the field becomes an immense sacrifice.

Amani Shninu
Amani Shninu Published on: 15 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Cameroonian Journalists at the Center of Fighting Illegal Fishing

While the EU’s red card to Cameroon has undeniably tarnished its image, it has paradoxically unlocked the potential of Cameroonian journalists and ignited a movement poised to reshape the future. Through this shared struggle, journalists, scientists, conservationists, storytellers, and government officials have united, paving the way for a new era of ocean advocacy.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 21 Aug, 2024
The Gaza Journalist and the "Heart and Mind" Struggle

Inside the heart of a Palestinian journalist living in Gaza, there are two personas: one is a human who wants to protect his own life and that of his family, and the other is a journalist committed to safeguarding the lives of the people by holding on to the truth and staying in the field. Between these two extremes, or what journalist Maram Hamid describes as the struggle between the heart and the mind, the Palestinian journalist continues to share a narrative that the occupation intended to keep "away from the camera."

Maram
Maram Humaid Published on: 18 Aug, 2024
Journalists Recount the Final Moments of Ismail Al-Ghoul

Journalists remembering the slain reporter of Al Jazeera in Northern Gaza, Ismail Al Ghoul. "He insisted on continuing his coverage from the northern part of the Gaza Strip, despite the challenges and obstacles he faced. He was arrested and interrogated by the Israeli army, his brother was killed in an Israeli airstrike, and his father passed away during treatment abroad."

Mohammad Abu Don
Mohammad Abu Don Published on: 11 Aug, 2024
Analysis: Media Disinformation and UK Far-Right Riots

Analysis on the impact of media disinformation on public opinion, particularly during UK riots incited by far-right groups. A look at how sensationalist media can directly influence audience behavior, as per the Hypodermic Needle Theory, leading to normalized discrimination and violence. The need for responsible journalism is emphasized to prevent such harmful effects.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Aug, 2024
Challenges for Female Journalists in Crisis Zones of Cameroon

Testimonies of what female journalists in Cameroon are facing and how they are challenging these difficulties.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jul, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
Daughters of Data: African Female Journalists Using Data to Reveal Hidden Truths

A growing network of African women journalists, data scientists, and tech experts is amplifying female voices and highlighting underreported stories across the continent by producing data-driven projects and leveraging digital technologies in storytelling.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 23 Jul, 2024
Are Podcasts the Future of African Broadcasting?

The surge of podcasts across Africa is a burgeoning trend, encompassing a wide array of themes and subjects, and swiftly expanding across various nations.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 11 Jul, 2024
Video Volunteers: How India’s Marginalised Groups Tell Their Own Stories

Video creators like Rohini Pawar and Shabnam Begum have transcended societal challenges by producing influential videos with Video Volunteers, highlighting social issues within marginalized communities. Their work exemplifies the transformative power of storytelling in fostering grassroots change and empowerment across India.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Jul, 2024
Climate Journalism in Vietnam's Censored Landscape

In Vietnam, climate journalists face challenges due to censorship and restrictions on press freedom, making it difficult to report environmental issues accurately. Despite these obstacles, there are still journalists working to cover climate stories creatively and effectively, highlighting the importance of climate journalism in addressing environmental concerns.

AJR Contributor Published on: 26 Jun, 2024
Challenges of Investigating Subculture Stories in Japan as a Foreign Correspondent

Japan's vibrant subcultures and feminist activists challenge the reductive narratives often portrayed in Western media. To understand this dynamic society authentically, journalists must approach their reporting with patience, commitment, and empathy, shedding preconceptions and engaging deeply with the nuances of Japanese culture.

Johann Fleuri
Johann Fleuri Published on: 24 Jun, 2024
Covering the War on Gaza: As a Journalist, Mother, and Displaced Person

What takes precedence: feeding a hungry child or providing professional coverage of a genocidal war? Journalist Marah Al Wadiya shares her story of balancing motherhood, displacement, psychological turmoil, and the relentless struggle to find safety in an unsafe region.

Marah Al Wadiya
Marah Al Wadiya Published on: 29 May, 2024
Fighting Misinformation and Disinformation to Foster Social Governance in Africa

Experts in Africa are using various digital media tools to raise awareness and combat the increasing usage of misinformation and disinformation to manipulate social governance.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 22 May, 2024
"I Am Still Alive!": The Resilient Voices of Gaza's Journalists

The Israeli occupation has escalated from targeting journalists to intimidating and killing their families. Hisham Zaqqout, Al Jazeera's correspondent in Gaza talks about his experience covering the war and the delicate balance between family obligations and professional duty.

Hisham Zakkout Published on: 15 May, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Elections and Misinformation – India Case Study

Realities are hidden behind memes and political satire in the battle for truth in the digital age. Explore how misinformation is influencing political decisions and impacting first-time voters, especially in India's 2024 elections, and how journalists fact-check and address fake news, revealing the true impact of misinformation and AI-generated content.

Safina
Safina Nabi Published on: 30 Apr, 2024
Amid Increasing Pressure, Journalists in India Practice More Self-Censorship

In a country where nearly 970 million people are participating in a crucial general election, the state of journalism in India is under scrutiny. Journalists face harassment, self-censorship, and attacks, especially under the current Modi-led government. Mainstream media also practices self-censorship to avoid repercussions. The future of journalism in India appears uncertain, but hope lies in the resilience of independent media outlets.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 25 Apr, 2024