منصة "قصّة".. عامان في الرحلة

في قطار الأنفاق بعد ظهيرة يوم مزدحم، عامل يسند رأسه إلى عمود الوقوف، عيناه مغلقتان على تعب.. في آخر الرصيف، أب يلاعب ابنه بملاكمة وهمية.. على الركن كشك صحف صغير يحسب صاحبه رزق يومه بتعداد المارّة، وهناك أمّ تسحب أطفالها الثلاثة بعصبية إلى خارج محل للحلويات، وشاب تشي الدهشة في عينيه أنّه جديد في هذا المكان.. صور يوم عادي لأناس عاديين، يمكن أن تجد المئات منها في شارع واحد فقط كل يوم!

من هنا كانت "قصة" منصّة لسرد المغيّب عن الصحافة.. نلتقي بأناس من حول العالم.. نلمس في وجوههم "العادية" قصصا تستحق التوثيق.. نلخص تجربة كل منهم بصورة فوتوغرافية واحدة مرفقة بنصّ يسرد بإيجاز مشاعرهم وتجاربهم.

منصّة "قصة" موضوعها الإنسان والأماكن المتوارية عن أضواء الصحافة، أبطالها ليسوا خبراء أو أصحاب قضايا كبيرة، لكنّ قصصهم انعكاس غير مباشر للأحداث الكبرى. الوطن، والحب، والخوف، والقلق الشخصي، والفرح العارم.. كلها تضيع في زخم الخبر العاجل، فأرخناها بصورة ونصّ لتصبح "قصة".

في زمن الفيديو والمحتوى الرقمي السريع، هل يمكن للقصة الفوتوغرافية أن تنافس؟ أن تسرد قصة؟ عامان من الاختبار.. لكنها واعدة.

 

مغامرة السرديات الجديدة

كم مرة حضرت فيها حفلة موسيقية أو فعالية اجتماعية، ووجدت الناس يهتمون بتصويرها أكثر من عيش التجربة نفسها؟ ثمة هوس حقيقي لدى الإنسان بأن يشارك قصته، وثمة دائما "متابعون" ينتظرون بلهفة للاطلاع على هذه التجارب والتفاعل معها.

في كتابها "الحياة الرقمية على إنستغرام.. التواصل الاجتماعي الجديد للصور"، تشرح الباحثة في جامعة "شيفيلد" إليسا سيرافينيلي الطرق التي غيرت بها منصة إنستغرام الأساليب الاجتماعية عبر التجارب المرئية.

ومع بروز المنصات الخاصة بنشر الصور -منصة إنستغرام بشكل رئيسي- أصبح الناس يميلون إلى توثيق تجاربهم والاهتمام بنقلها إلى الناس بشكل أكبر من السابق، وفي الوقت ذاته، تولّد لديهم اهتمام أقرب إلى الهوس، بمعرفة التجارب التي عاشها الآخرون ونشروها عبر صفحاتهم الشخصية.

من هنا، كان لا بد من استغلال هذا الاهتمام المتزايد لدى الجمهور، وتحويله إلى قصص قدّرنا أنها أكثر أهمية من صورة قطة صديقك، أو صورة فنجان قهوة على إحدى الشرفات المطلة على البحر، وهي قصص الناس وتجاربهم الشخصية الإنسانية، فأخذنا الجمهور معنا في رحلة شيقة، يجوبون فيها شوارع العالم ويتعرفون على حياة الناس: طقوسهم، وفرحهم، ومعاناتهم، وتجاربهم الشخصية الفريدة.

وبينما تصارع الصحافة للانتقال إلى "العالم الجديد"، حاملة معداتها الثقيلة وخبرها اليومي المباشر إلى منصات "يتنزه" فيها الناس بخفة بين صور القطط والنكت اليومية، صار أمامها اليوم خياران لا ثالث لهما: إما الخضوع لإغراء "المليون نقرة" وما فوق، أو قرار فرض مكانة جديدة لها وسط هذه الحداثة، وهو ليس خيارا سهلا لأنه يؤسس لمغامرة ابتكار سرديات جديدة واختبارها.

منصة "قصّة" انعكاس للخيار الأخير، خيار الصحافة الرصينة التي تبحث عن موطئ قدم في منصات صممت للترفيه قبل الإعلام. 

 

1

من الناس إلى الناس 

منصّة "قصة" تهرب -حرفيا- من الآني والعاجل والسياسي.. حدود القصص فيها لا تحصرها الجغرافيا أو الزمن، إذ يمكن للمتصفح أن يطلع على قصص المنصّة اليوم، ويمكنه أن يعود إليها بعد عقدين أو أكثر، وسيجد قيمتها ثابتة كما هي. والسر كله يكمن في اختيار الزاوية.. الإنسان.

القصص التي تحركها التناقضات النفسية الذاتية، أو التجارب الشخصية، ليس بالضرورة أن يكون المشاهد قد عايشها، لكن قيمتها تكمن في القدرة على الارتباط معها عاطفيا.

عرفنا منذ البداية أن على الصحفي أن يتقمص أدوارا جديدة في هذه التجربة. مراسل منصة "قصة" لا يبحث عن القصص في الصحف أو المجلات أو بإجراء اتصالات "خاصة"، أي المصادر التقليدية للبحث الصحفي.. بل على العكس تماما، فالقصة هي التي تجد طريقها إلى الصحفي.. تصله وهو يتجول في سفر ما، أو يمشي في زقاق حيّه عائدا من المخبزة. بمعنى آخر، قصص "قصة" وجدت طريقها إلى المنصّة لأن جاذبية أبطالها فرضوا أنفسهم، سواءً بوجوههم أو لباسهم الفريد المعبّر، أو بالتجارب التي تميزهم وتبدو جلية على محياهم. لذا نردد في غرفة التحرير دائما: منصّة "قصة" من الناس إلى الناس.

ولأن الناس لا يملكون -غالبا- الخبرة التقنية أو الحدس الصحفي لنقل القصص التي تحيط بهم، لعبنا دور الوسيط.. كانت رغبتنا أن يشعر متابع منصة "قصة" أنه يزور صفحة شخص آخر، شخص جديد كل مرة، ليستمع لقصص جديدة، ليجلس على مقربة منه وينصت له أو يحاوره.

كلّ ذلك بصورة واحدة، ونصّ مقتضب لا يتجاوز 150 كلمة، أي ما نسبته عُشر حجم النصّ التقليدي في الصحف.

 

2

خلاصات غير نهائية

باستمرار، يشعر فريق عمل منصة "قصة" بمتعة خالصة في ممارسة هذا النوع من الإنتاج. لكن الجهد الذي لا مفر منه، هو مرحلة ما بعد الإنتاج: تقييم مستمر لأداء المنصّة، نتائج، ثم قواعد جديدة للعمل. هكذا يوميا، منذ سنتين وحتى اليوم.

 

ما هي خلاصتنا إذا؟

ما لم نعرفه في البداية حين كنا في طور إطلاق المنصة -وهذه قصة أخرى تستحق أن تروى- هي الشروط البصرية لنجاح الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي. ما القيمة التقنية للصورة؟ كيف نحكي قصة في صورة واحدة؟ وماذا عن النص: هل نعتمد أحادية في الموضوع، أم نقدم ملخصا شاملا عن القصة التي نعالجها؟

أسئلة كثيرة كانت دائما تحت محك الاختبار والتجربة.. نصيب ونخطئ لكننا نتعلم.

عندما انطلقت "قصة" كانت النتائج مرضية.. تفاعل ورسائل من الناس فيها الكثير من الثناء.. مرّ الوقت، وبدأنا نلاحظ أن هناك تباينا في التفاعل بين القصة والأخرى.. حينها حللنا المحتوى وتفاعل الجمهور للإجابة على سؤال: ما هي معايير القصة الصحفية المصورة الناجحة على وسائل التواصل الاجتماعي؟

بصريا، يميل الناس إلى صور الإنسان الآخر.. حتى عندما تتناول قصة بلدة أو قرية، تحظى الصورة التي تتضمن عنصرا بشريا جاذبية أعلى.

نوع اللقطة (قريبة أو بعيدة أو متوسطة) لا تحدد مدى جاذبية الصورة، لكن اقتران الموضوع بنوع اللقطة مهم جدا. بمعنى آخر، حين تكون القصة خاصة وشخصية جدا، على الصورة أن تأخذ خطوات إضافية نحو الشخصية. وعندما يرتبط موضوع القصة بالحالة العامة للإنسان: ظروف حياته أو طبيعة عمله وعائلته، نأخذ خطوات إلى الخلف، ونضع الشخصية في إطارها الأوسع الذي يربط التفاصيل ويوضحها أكثر للقارئ، فالصورة لا تتحول إلى قصة إلا بشرط واحد: أن تحمل الموضوع في تفاصيلها.

قصة "مَغاور الأمازيغ" مثلا، لم تكن لتقدم نفسها دون السيدة، بطلة القصة، التي تقف بلباسها الأمازيغي التقليدي، تنظر إلى العدسة بقوة تعبّر عن المنعطفات القاسية لقريتها، كما وصفها النص المرفق.

أين تقف شخصية البطل في الصورة؟ تحدق في العدسة أم أنها ببساطة تمارس ما يفعله يوميا، مثل قصة "استخراج الذهب" أو قصة "صياد الضفادع".

الأمر مجددا يتوقف على الموضوع.. وضعية أبطالنا في الصورة تختلف باختلاف القصة. حين يحدثنا الشخص عن نفسه، نجده ينظر إلى العدسة كأنه يحاورنا بعينيه، وحين تدور قصته حول عمله، نتركه لروتينه، لنستخرج صورة تعبر عن صنعته.

القصة إذا هي المحدد الأول للصورة. أما حجم الصورة، ونوع الكاميرا، فهذه كلها معايير تتحرك في خلفية العمل.. القصة في القصة، ثم الآلة.

 

رحلة..

ما حاولنا فعله في "قصّة"، إضافة إلى تغيير نظرة الصحفيين للواقع، هو تغيير تجربتهم أيضا. سعينا لدفع الصحفيين إلى التوسل بمفهوم "الرحلة"، وتجربتها أثناء بحثهم عن القصص.. أن تمشي في شارع ربما زرته كثيرا، لكن هذه المرة عليك أن تعطي المجال لانطباعاتك كي تصل إلى الناس، فيشاركوك جزءا يسيرا من التجربة.. الروائح، والأصوات، وملمس الأشياء وحضورها؛ كلها تجارب لا يمكن للصورة أن تنقلها بقدر ما يمكنها أن تثير الفضول حولها، وهنا جاءت قيمة إضافة هذه التفاصيل إلى السرد، لكي تجعله أكثر حيوية وقادرا على إشراك القارئ في تلك "الرحلة".

كما أننا تجنبنا الإغراق في التفاصيل كي لا تتحول القصة إلى نص مغرق في الأدب، دون أي قيمة معرفية. ولذلك كان ضروريا إفراد جانب منها للمعلومات التي فضّلنا أن تأتي على لسان شخوص القصّة، أيّا كانت قيمتها بعيدا عن معايير الجدارة الإخبارية (Newsworthy) التي كانت السبب في إقصاء هذه القصص من الإعلام في المقام الأول.

فقصّة "مصلّح الأحذية الكوبي" الذي وجد في هذه المهنة ملاذا من مواعيد العمل المقيِّدة ووسيلة جيدة للتواصل مع الناس بشكل دائم، تمنح الجمهور مقاربة جديدة عن المهنة، بعيدا عن الصور النمطية التي ارتبطت بها، وحياة البؤس التي تخيلها البعض لمن يمتهنونها.

وفي الوقت ذاته، لم نسعَ لتجميل البؤس، فهناك مهن وظروف قاسية يمر بها كثيرون حول العالم، وصياغتنا للقصص في قالب تجميلي تجعلنا نشارك في قمع صوتهم وإضفاء لمسة "تجميلية" متعسفة على المعاناة التي يتجرعونها يوميا، فلا يمكن تجميل البؤس في قصة عمال المحاجر في جنوبي الأردن، وما يعانونه من انتهاكات لأبسط حقوقهم العمالية، لتصير الصورة ناقلة لمأساتهم وحجم الأذى الجسدي والنفسي الذي يتعرضون له، فكان سرد القصة على لسان أحدهم كفيلا بنقل جزء من واقعه. 

كذلك، كان مهمّا أن نلقي نظرة على طبيعة القصص الإنسانية التي تنشر على منصات التواصل الاجتماعي، والتي وجدنا أن نسبة كبيرة منها تميل إلى صبغ القصص بطابع البؤس والمعاناة المستجدية لعواطف الجمهور، وتمنعهم من الشعور بالقصّة أكثر من مجرد شعورهم بالعجز.

 

الرحلة في المسير لا الوجهة

ما خلصنا إليه في هذه الرحلة الفريدة التي مررنا بها عبر أكثر من 70 دولة حول العالم، أن قصص الناس لا تنتهي من إبهارنا، ففي كل ركن من أركان هذا العالم، توجد آلاف القصص التي تستحق أن تروى، تحتاج فقط أن يتحرر الصحفيون من القوالب التقليدية التي تُبقي أصوات الناس في العتمة، وتبدأ في رحلة جديدة تمنحها حصتها العادلة؛ أن تمنحهم اسما لا رقما في الأخبار العاجلة.

وما زلنا نجوب الشوارع والمدن لأن الرحلة في المسير لا في الوجهة.

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025