أزمة كورونا.. الصحافة تنسى أدوارها

لعل أهم الأدوار المنوطة بالإعلام هو الدور الرقابي، أو ما يصطلح عليه باسم "كلب الحراسة" أو "ووتش دوغ". فإلى جانب الدور الإخباري الذي يعد من أولويات الإعلام باعتباره صوت المواطن، فإن الدور الرقابي هو ما يجعل منه سلطة رابعة تراقب عمل السلطات الأخرى.

بيد أن متابعة المشهد الإعلامي في المنطقة العربية وطريقة تعامله مع جائحة كورونا، تظهر بجلاء تخلي معظم التغطيات الإعلامية عن استخدام مفهوم الصحافة في شقه الرقابي كآلية لتعزيز المساءلة لصالح إعلام تتلخص مهمته في نقل أعداد المصابين وتصريحات أصحاب القرار، مع غياب لأي نقاش أو تقييم علمي.

 

وعلى الرغم من شعبية مفهوم الصحافة الرقابية كآلية لتعزيز المساءلة، كما دعا إلى ذلك المنظرون الليبراليون، فإن تساؤلات تحيط بهذه الادعاءات المثالية، منها على سبيل المثال: ما الدليل على أن الصحفيين في المنطقة العربية يشتركون في هذه الرؤية المعيارية لدورهم؟ هل وسائل الإعلام الإخبارية من خلال تغطيتها للشؤون العامة، تعمل في الواقع كحارس للمصلحة العامة؟ أم أن الظروف الاستثنائية تحتم على الصحفيين التماهي مع إجراءات الأنظمة حفاظا على "الصالح العام"؟

 

سنرصد كيفية تغطية الإعلام لجائحة كورونا في ثلاث دول هي المغرب ومصر والأردن. اعتمدنا في اختيار العينة على محرك البحث غوغل وجرد كلمتي كورونا واسم الدولة خلال شهر أبريل/نيسان الماضي.

تلتقي الدول الثلاث في عدة نقاط منها: التواجد في أدنى سلم مؤشر حرية الصحافة وفقا لمنظمة "صحفيون بلا حدود" في تقريرها الأخير لعام 2020، إذ ذكرت فيه أن "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال هي المنطقة الأصعب والأخطر على سلامة الصحفيين"، ووصفت مصر (المرتبة 165) بأنها من أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحفيين، "حيث تتوالى حملات الاعتقالات والمتابعات على نحو مستمر، علماً بأن بعض الصحفيين يقضون سنوات في الحبس الاحتياطي دون أي تهمة أو حتى المثول أمام محكمة"، تقول المنظمة. وتصل الأحكام على الصحفيين لمدد طويلة أو إلى المؤبد في إطار "محاكمات جائرة"، حسب نفس المنظمة.

وبحسب التقرير نفسه، يحتل المغرب المرتبة 133 إذ" تتواصل موجة الضغوط القضائية ضد الصحفيين". وبالإضافة إلى استعمال القضاء وسلاح الإعلانات ضد الفاعلين الإعلاميين، تستمر المحاكمات لسنوات تنتهي بإصدار أحكام مشددة.

ويأتي الأردن في المرتبة 128 إذ ترسم السلطة الخطوط الحمراء -استنادا إلى تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود"- وتفرض على الصحفيين الخضوع لها عن طريق أجهزة المخابرات. و"استغلت الدولة قانون الجرائم الإلكترونية المعتمد منذ العام 2015 لاعتقال صحفيين ومواطنين بسبب منشوراتهم على شبكات التواصل الاجتماعي بتعليلات أمنية واستنادا إلى قانون مكافحة الإرهاب".

باختصار، الحصول على المعلومات في هذه الدول أصبح أمرا صعبا، ومن يغرد خارج الإجماع يواجه صعوبات كبيرة تصل حد السجن.

 

الصحافة الرقابية

يمكن قياس دور الصحافة الرقابية عبر كيفية الكتابة حول القضايا والأحداث التي تقع في المجتمع من خلال عدة طرق أهمها:

أولا- تصحيح الأخبار المضللة، بحيث يقوم الصحفي بالتحري والتدقيق في المعطيات والأرقام المقدمة من طرف السلطة.

ثانيا- إجراء مقابلات نوعية مع المسؤولين لا تعتمد فقط على نقل تصريحات رسمية يلعب فيها الصحفي دور الناقل فقط، بل تنقل هواجس المواطن وتواجه المسؤول بنتائج خياراته.

ثالثا- إجراء تقارير متخصصة من طرف صحفيين يتميزون بخبرة في المجال العلمي، أو ما يصطلح عليه بالصحافة العلمية.

رابعا- إنتاج صحافة استقصائية تحاول كشف الأشياء التي يخفيها رجل السلطة عن المواطنين.

 

الأخبار المضللة

 تعرف الأخبار المضللة اختصارا بأنها معلومات خاطئة أو مضللة تهدف إلى خداع المتلقي وتدفعه للاعتقاد بأنها معلومات موثوقة وصحيحة. وهنا لعب الإعلام -في هذه الدول بصفة عامة- دورا إيجابيا ومحوريا في نقل المعلومات الرسمية. ويمكن التعميم بالقول إن أغلب المحتوى حول جائحة كورونا كان مرتبطا برصد عدد الحالات وفق التصريحات الرسمية من وزارة الصحة أو جهات حكومية.

وحاول الإعلام محاربة الأخبار الزائفة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تجمع بين الشعوذة والتهويل في غالب الأحيان عبر منح مساحة للخبراء والمتخصصين، غير أن تحري الدقة غاب في الدول الثلاث في التصريحات التي تصنفها على أنها من أكثر الدول نجاعة في مواجهة الجائحة في المنطقة. فقد تداولت الصحافة المغربية تصنيفا يقول إن المغرب احتل المرتبة الأولى في النجاعة الصحية، أو أنه يحتل المرتبة الرابعة عالمياً في التبرع ضد كورونا. هنا أحجمت الصحافة عن طرح الأسئلة حول مدى مصداقية المصادر، ومدى مطابقة الدراسة للمناهج العلمية. 

كما أن خبر احتلال الأردن للمرتبة الأولى عالميا في تقرير التباعد الاجتماعي، يفتقر إلى المصادر العلمية. فقد اعتمدت الصحافة الأردنية على تقرير بثته قناة "الجزيرة مباشر"، وتم التعاطي مع الخبر على نطاق واسع دون التوقف عند منهجية التقرير أو الجهة العلمية التي تقف وراءه.  مثل هذه التقارير ترفع حجم الأدرينالين الوطني، وقد تجعل الصحفي يلجأ إلى رقابة ذاتية.

في مصر لم تطرح الصحافة الأسئلة الحرجة عن الخبر الذي تداولته العديد من الصحف، وهو أن مصر تسجل أعلى نسب الشفاء من فيروس كورونا على مستوى العالم. كل المواقع التي أوردت الخبر اكتفت بترديده بدل مقارنة النسبة المتداولة بالأرقام العالمية واعتماد منهج علمي. 

 

المقابلات.. منصات للمسؤولين

أجرى إعلام الدول الثلاث العديد من المقابلات مع المسؤولين، وخاصة من وزارة الصحة. لا أحد ينفي أهمية الإخبار كإحدى وظائف الصحافة، وقد نقل الصحفيون للمواطنين مستجدات حالة الوباء بطرق عدة. 

لكن تظل هذه الحوارات مقصّرة لكونها لم تقدم كل الأجوبة عن الأسئلة الخمسة، إذ يبقى سؤال "كيف" و"لماذا" غائبين في الحوارات. أغلبية الأسئلة تتمحور حول عدد حالات المصابين والمتعافين والموتى، وهي أجوبة يحصل عليها المواطن مباشرة من الجهات الرسمية. الأسئلة التي يجب أن تطرح هي تلك التي تحرج المسؤول. 

شهدت جل المقابلات تماهيا مع القصة المسرودة من طرف المسؤولين، وتم الاعتماد كذلك على ضيوف من طينة "الأحمق المفيد"، وهو شخص يُستخدم كدعاية لقضية -دون الفهم الكامل لأهدافها- تُستخدم لتلميع قرارات الدولة.

من الناحية الموضوعاتية، غاب موضوع الاقتصاد. من يتحمّل عبء الانكماش الاقتصادي؟ لماذا اختارت الدولة استعمال القروض مثلما هو الحال في المغرب؟ لماذا سمح لبعض الشركات الموجهة للتصدير بالعمل ومُنعت الأخرى؟ المقابلات الصحفية شكلت منصة يترافع فيها السياسي ويقدم وجهة نظره الوحيدة بدون مواجهته بالأسئلة الحارقة، أو تقديم قراءات أخرى للأرقام والمعطيات المقدمة.

 

الصحافة العلمية

يمكن تعريف الصحافة العلمية بأنها الصحافة المتخصصة في العلوم والتكنولوجيا، والتي تسمح للقارئ العادي بفهم الإشكالات العلمية. وتهدف هذه الصحافة إلى إخراج العلماء من أبراجهم، وربطهم بالمجتمع عن طريق سرد القصص. 

يمكن تتبع تاريخ الصحافة العلمية في بريطانيا منذ أواخر القرن التاسع عشر. وفي العام 1924 حصل كروثر جيرالد جيمس على وظيفة كممثل للصحافة بجامعة أكسفورد متخصص في المنشورات العلمية. وفي العام 1928، كتب إلى محرر صحيفة "مانشستر غارديان، عارضا عليه المقترح التالي "يجب مساعدة الجمهور على إدراك عظمة العلم وأهميته بالنسبة للمجتمع والعقل"، وسرعان ما تم اعتبار كروثر "المراسل العلمي الرسمي".

تعج المواقع العربية بأقسام سياسية واقتصادية ودينية واجتماعية وفنية ورياضية وصحية. وتطغى على الأخبار الصحية موضوعات التغذية واعتماد الحمية وكيفية تبييض لون البشرة، بينما يختفي القسم العلمي ومعه صحفيون متخصصون في العلوم. أعادت جائحة كورونا الاعتبار لهذا التخصص القائم بذاته، فإذا كان العلماء يبتكرون حلولا متنوعة لمشكلات المجتمع، فمهمة الصحافة العلمية هي الكشف عن هذه الحلول وتبسيطها للمجتمع وسردها في قصص مؤثرة.

أغلب المقالات المنشورة في الدول الثلاث كانت تستضيف متخصصين أو تنشر بيانات صادرة عن هيئات علمية، لكن كان هناك تقصير في تحويل هذه البيانات الجافة والمعقدة إلى قصص ممتعة تشد انتباه القارئ البسيط، فتم قصف القارئ بكميات هائلة من الأبحاث المتضاربة.

في خضم هذه الفوضى امتدت ظاهرة ما يسمى "pseudoscience"، وهي أبحاث تدعي العلمية، أو في أفضل الأحوال تفتقد الدقة. 

الصحفي العلمي له دور تربوي وتثقيفي، فإذا كان العلم يقدّر التفاصيل والدقة، والموضوعية والحقائق المبرهن عليها والأرقام، فإن الصحافة تميل إلى الإيجاز والتبسيط والتقريب والشخصنة واستعمال القصص العاطفية. هذان المنهجان يتعارضان بدون شك، لكن الصحفي العلمي هو من يجمع بين فن التحرير والسرد والإيضاح دون إضاعة قيمة البحث العلمي.

 

الدور الاستقصائي

عندما يتعلق الأمر بالدور الذي يمكن لوسائل الإعلام أن تلعبه خلال الكوارث كجائحة كورونا، فالأولوية طبعا هي توجيه المواطن إلى مكامن الخطر وكيفية الوقاية. لكن تظل مهمة الصحفي أيضا هي توخي اليقظة وإظهار الأشياء التي يخفيها صاحب السلطة، وكذلك فضح تجار الكوارث المستفيدين من الجائحة.

قد تستغل جهات في الدولة انشغال الناس والصحافة بتغطية مستجدات وتداعيات المرض لتمرير الصفقات والقوانين، إذ مع الحاجة الملحة للإسراع بتقديم خدمات طبية كتوفير الكمامات في الأسواق، تلجا كثير من الدول إلى اختيار مؤسسات تجارية بعينها دون المرور بقانون الصفقات على سبيل المثال. وهنا يجب ألا يكتفي الصحفي بسؤال المسؤول عن شروط الاختيار، لكن يجب الغوص والبحث: من المستفيد؟ هل هناك علاقة بين القرار وصاحب القرار؟ لماذا وقع الاختيار على هذه الشركة دون أخرى؟ هل كل ما يصرح به المسؤولون عن توفر المعدات حقيقي؟ يجب أيضا على الصحفي البحث عن تجار الكوارث الذين حولوا الجائحة إلى سبيل للإثراء غير المشروع عن طريق الاحتكار أو المضاربة.

بدون الصحافة الاستقصائية تظل قضايا كثيرة مهمة للمواطنين بلا تغطية حقيقية. لذا، فبدلا من الإبلاغ عن الاحتيال وإساءة استخدام السلطة والتبذير، سيتم التعامل مع الموضوعات غير المفيدة كما لو كانت هي المشكلة الوحيدة التي يواجهها المجتمع.

يحتاج المواطنون الآن إلى الدور الرقابي للصحافة أكثر من أي وقت مضى. والصحفي مطالب أيضا باقتراح وتقديم حلول تعود بالمنفعة على المواطن. الصحافة لا تكتفي بنقل جاف للأحداث، ولكن تتعداه إلى خدمة الصالح العام. وهذا النوع من العمل الصحفي هو الذي يؤدي إلى خلق جمهور واع، لا مجرد مستهلك سلبي لمحتوى تنتجه السلطة.

 

 

المزيد من المقالات

الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024