تُعد صورة "الضحية التي لا حول لها ولا قوة" من أكثر الصور الإعلامية النمطية المروّج لها لذوي الاحتياجات الخاصة (تصوير: محمد سالم - رويترز).

ذوي الاحتياجات الخاصة.. "الغائب الكبير" في غرف التحرير 

بعد أحداث عالمية أثيرت من جديد قضية الأعراق والأقليّات مدفوعة بحراك على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد الشرطة الأمريكية. أفضت هذه الحادثة إلى ازدياد وعي مؤسسات الإعلام بالأهمية الاستراتيجيّة لتمثيل الفئات المضطهدة ضمن خطابها الإعلاميّ حرصاً على ضمان التنوع.  وبذلك، فتحت غرف التحرير الأمريكية وحتى العالمية أبوابها لتوظيف طواقم عمل أكثر تنوعا من الناحية العرقية. 

وبالرغم من هذا التطور الحاصل في توسيع شريحة التمثيل الإعلامي، إلا أن فئة أساسية ظلت حتى اليوم مهمشة إعلاميا؛ إني أتحدث هنا عن  ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لم تشملهم تغيرات سياسات التحرير، وظلت حتى اليوم غرف التحرير مفتقرة لصحفيين ومسؤولين ينتمون إلى هذه الفئة. وأمام هذا الغياب لفئة تشكل حوالي 15 بالمئة من سكان العالم، غاب صوتهم في مراكز صناعة القرار الإعلامي مما أفسح المجال لنحت صور نمطية عنهم.

 

الصور الإعلامية النمطية في العالم العربي

"الإعلام مدّعٍ"، هكذا تخبرنا سيلفانا لقيس رئيسة "الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيا" و"المنتدى العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة" عند مراجعتها لشعارات ترفعها أغلب المؤسسات الإعلامية؛ مثل: "نحن صوت كل الناس". برأيها "هي شعارات مزيفة ما دام الإعلام لا يؤدي دوره الطبيعي في السعي لإيصال صوت كافة شرائح المجتمع للرأي العام؛ فما زال الإعلام العربي عامةً تنميطيا إلى حد بعيد، وإقصائيا فيما يتعلق بتغطية ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعدون بمثابة "أكبر أقلية" في العالم العربي". تقول سيلفانا، في السياق نفسه أيضا، بأن إشكالية الصحافة العربية في تعاملها مع هذه الفئة هي في إهمالها الخطاب "الحقوقي" الناقد للسياسات، واعتمادها على قصص وتقارير دراماتيكية تحبس ذوي الاحتياجات ضمن قالبين سائدين: "الضحية" و"البطل". تُعد صورة "الضحية التي لا حول لها ولا قوة" من أكثر الصور الإعلامية النمطية المروّج لها لذوي الاحتياجات الخاصة تحت شعار العمل الخيري؛ هكذا يظهر الفرد في نشرات الأخبار والبرامج في حالة استجداء لمساعدة الغير، لاستثارة عاطفة الشفقة لدى المشاهد، فتُكرَّس عنده صورة أن هذه الفئة مجرد مواطنين عاجزين اتكاليين ومعتمدين دائما على مساعدة الغير، لا على أنهم أشخاص متساوون مع غيرهم، يجب احترامهم ودمجهم في مختلف القطاعات.

 وفي قالب آخر، يُقدَّم ذوو الاحتياجات الخاصة ببرامج وتقارير إعلاميّة تظهرهم "أبطالا" خارقين صنعوا المعجزات، وكأنهم فعلا بحاجة لصنع المعجزات حتى يتم قبولهم اجتماعيا! وفي كلتا الحالتين، ترى سيلفانا أن ثمة تكريسا لمنطق تقليدي "انفصالي" بحق ذوي الاحتياجات الخاصة يضعهم في خانة منفصلة عن سواهم من أفراد المجتمع، وكأنهم "جنس ثالث" من البشر، فيزيد من عزلتهم الاجتماعية بدلا من أن يسهم في إحقاق الدمج.

يضاف إلى ذلك عدم التزام الإعلام بتغطية منتظِمة وممنهجة لقضايا ذوي الاحتياجات، فتغيب هذه الفئة عن معظم التقارير والمواد الإعلامية، وتطل فقط بإطار "الإنسانيات" التنميطي، لا سيما خلال الأعياد والمناسبات الدينية.

 

1
تُعد صورة "الضحية التي لا حول لها ولا قوة" من أكثر الصور الإعلامية النمطية المروّج لها لذوي الاحتياجات الخاصة (تصوير: محمد سالم - رويترز). 

 

التقصير الإعلامي 

في إشارة إلى مدى تقصير الإعلام في تغطية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، تشرح سيلفانا كيف أنه عندما تنجز وسائل الإعلام تقارير صحفية عن عودة الطلاب إلى المدارس، لا يلتفت المعدون إلى الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويفوتهم الإضاءة عليهم بصفتهم شريحة طلابية معنية بالموضوع. والشيء نفسه ينسحب على إعداد تقارير عن البطالة في الدول العربية؛ إذ يتجاهل الإعلام تناول معاناة هذه الفئة "المعطلة" عن العمل، لا سيما في أوضاع صعبة كالانهيار الاقتصادي الذي يمرّ به لبنان. فما بين جائحة كورونا والأزمات الاقتصادية، تصف سيلفانا ما يعانيه ذوو الاحتياجات الخاصة اليوم بـ "الموت البطيء" نتيجة تراكم العزل والتهميش في ظل غياب سياسات "الدمج" عن معظم الدول العربية، وغياب ذوي الاحتياجات الخاصة عن الأجندات الحكومية. بناء على ذلك، فإن غياب الإعلام عن نقل معاناتهم من زاوية حقوقية سيجعلهم أكثر هشاشة وعرضة للمخاطر.

تشير سيلفانا، في معرض حديثها عن انتهاك المعايير الأخلاقية بسبب غياب تمثيلية ذوي الاحتياجات الخاصة في غرف التحرير، إلى سوء تعامل الإعلام في كثير من الأحيان مع الخطابات السياسية التي تستخدم كلمة "إعاقة" أو "معاق" في معرض توصيف كل ما هو معطل أو في سياق أقرب إلى "الشتيمة". وعليه، يكثر استخدام مثل هذه المصطلحات في فترة الانتخابات، خاصة في خطب المرشحين. وفي ظل غياب المساءلة الإعلامية، فإن من شأن ذلك إحداث ضرر نفسي واجتماعي كبير عند فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

 

3
الصور النمطية عن ذوي الاحتياجات الخاصة لن تختفي ما لم يكن ثمة قرار تحريري بالاهتمام بهذه الفئة خارج قالب البطل أو الضحية (سيلفانا لقيس - فيسبوك).  

 

صور نمطية 

في دراسة إعلامية أجراها الباحث كولن بارنز سنة 1992(1)، كشف عن أبرز الصور النمطية التي لطالما روّجت لها السينما والدراما عن ذوي الاحتياجات الخاصة بدافع تمييزي، وهي نفسها التي تروجها وسائل الإعلام، وهي على النحو التالي:

صورة "الشر المطلق" أوالخير المطلق". 

صورة "المسكين المحتاج".

صورة الإنسان "اللاجنسي": أي تجريد ذوي الاحتياجات الخاصة من أي كينونة جنسية وتأطيرهم بصفتهم أفرادا "لا جنسيين" أو أفرادا انتهت حياتهم الجنسية بالكامل على عكس غيرهم من الناس.

صورة أصحاب الطاقات الخارقة: أي إظهار أن طاقة خارقة نبتت لدى شخصية من ذوي الاحتياجات الخاصة بصفتها نوعا من التعويض.

الصورة الأحاديّة المسطحة: حيث يُختزل دور ذوي الاحتياجات الخاصة بالإعاقة، وتصبح الإعاقة هي محور كل الأحداث والحوارات المتعلقة بالشخصية؛ فتبدو الشخصية أحادية ومسطحة وخالية من الأبعاد، وكأن لا أفكار وآراء ومشاعر لها خارج فلك الإعاقة.

صورة المهرج.

 

4
يجب أن يتعامل الإعلام مع ذوي الاحتياجات الخاصة كأشخاص يتوفرون على حقوق المواطنة الكاملة دون مركب نقص (لوكاس يوبيل - غيتي)

 

الصور النمطية والإعلام والأنظمة

قد تبدو مسألة التنميط الإعلامي عبثية ليس لها أبعاد سياسية، لكن في الواقع، توجد بين الصورة الإعلامية والمنظومة الحاكمة علاقة عضوية. الإنتاج الإعلامي والدرامي عادة ما يعكس ويكرس أيديولوجيات وتوجهات الأنظمة الحاكمة، لا سيما في تعاطيها مع الفئات المهمشة والمستضعفة اجتماعيا.

الأنظمة التي تتعاطى مع ذوي الاحتياجات الخاصة على أنهم يشكلون عبئا اقتصاديا إضافيا لا شريحة منتجة اقتصاديا واجتماعيا، يميل إعلامها الرسميّ والخاص إلى استبعادهم من التمثيل الإعلامي أو اختزالهم بصور نمطية تبريرا للسياسات الإقصائية تجاههم، والمكرَّسة في العقول والنصوص معا. باختصار، إن الاستبعاد أو الاختزال الإعلامي المتكرر في المشهدية يعني إقصاء سياسيا-اقتصاديا-اجتماعيا في الخلفية.

 وفي بلادنا العربية، حيث تكثُر إصابات الحروب والأزمات، يصبح من الضروري بل من الواجب الأخلاقي إيلاء موضوع تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة في الإعلام أهمية خاصة.  

 

مقترحات إعلاميّة لمواجهة التمييز 

بناءً على كل ما سبق، كيف يمكن للمنتجين والصحفيين وصانعي المحتوى المساهمة في كسر الصور النمطية والمقاربة الإعلامية التمييزية بحق ذوي الاحتياجات الخاصة؟ هنا بعض المقترحات العملية:

  • ضرورة وضع ميثاق إعلامي يرتكز على "شرعة حقوق الإنسان" وعلى "الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة" وأن توقع عليه المؤسسات الإعلامية، وتكون مبادئ الميثاق هي المساواة بين كل الأشخاص على مستوى التوظيف الإعلامي والتغطية الإعلامية. برأي سيلفانا، إن هذه الخطوة من شأنها التأسيس لخطاب إعلامي حقوقي يستبدل إطار "الإنسانيات" التنميطي السائد بالـ "الحقوقيات".
  • توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات الإعلامية، على الشاشة وخلفها. تؤكد سيلفانا أن الدول العربية ملتزمة بحجز وظائف لذوي الاحتياجات الخاصة في القطاعين العام والخاص بـ كوتا (حصة) نسبتها 3%. لكن لغاية اليوم لا نرى في المؤسسات الإعلامية في عالمنا العربي تطبيقا لذلك برغم وفرة أشخاص من هذه الفئة متخصصين بالإعلام على أنواعه. إنّ وجود ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن فريق صناعة المحتوى الإعلامي من شأنه ضمان التمثيل الإعلامي للفئات المهمشة.
  • إدخال العامل "الحركي" في تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة في الإعلام. مثلاً، على صعيد اللوغو، عمد المصممان Sara Hendren وBrian Glenney مؤخرا إلى إعادة تصميم لوغو الأشخاص المقعدين وتحويله من رسمة جامدة إلى رسمة نرى فيها الشخص المقعد في حالة حركية ونشاط. الأمر نفسه ينسحب على تمثيل ذوي الاحتياجات في البرامج التلفزيونية؛ فبناء مثلا على تجربة شخصيّة، عندما استضفتُ شابا كفيفا في مقابلة تلفزيونية، ووجدته شابا ساخرا يهوى النكات، اتفقنا أن يخبرنا مآخذه على الواقع التمييزي ضد ذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان بأسلوب الـ "ستاند أب" كوميدي. وفعلا، كان الشاب أكثر إقبالا وعفوية بالتعبير، وكان الجمهور أكثر تفاعلا مع قضيته.
  • تدريب العاملين بالقطاع الإعلامي على كيفية منهجة حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن الخطاب والتغطية الإعلامية، بدءا من المصطلحات المستخدمة وأساليب التأطير، وصولا إلى كيفية التعامل مع هذه الفئة حتى خلف الكواليس عند تقديمهم مثلا لطلب توظيف في المؤسسات الإعلامية.
  • تطوير أبحاث ودراسات أكاديمية لإدخال مادة "الإعلام الحقوقي" ضمن التخصص الإعلامي.
  • تفادي إظهار ذوي الاحتياجات الخاصة بقالب "المحتاج واليائس" ووضعهم بجانب آخرين يؤطَّرون بقالب "المخلّص". ينصح بارنز بأهمية إظهار ذوي الاحتياجات الخاصة بقالب من "يمنح" الغير وليس فقط من "يأخذ" المساعدة منهم وفقا للصورة الإعلامية المهيمنة.

التواصل الإعلامي المباشر مع أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة بدلا من التواصل مع مؤسسات ريعية تقدم خدمات لهم.

تجنب طرح ذوي الاحتياجات الخاصة بأدوار تربط بين الإعاقة والشر أو الإعاقة والكوميديا أو الإعاقة واللاجنسانيّة.

تشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة على فتح قنوات على اليوتيوب وإنتاج مواد إعلامية وفيديوهات عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي؛ لطرح قضاياهم وخلق فسحة تخصهم لا نجدها في الإعلام التقليدي. من الأمثلة الجيدة على ذلك   فيلم In My Language لـ Amelia Baggs، وهو محتوى صنعته الشابة على اليوتيوب لتشارك المشاهدين تجربتها مع التوحد من منظارها الخاص قائلة: "لا أفهم لم علي أنا أن أتعلم لغتكم كأنها اللغة الوحيدة للتواصل، فيما أنتم لا تحاولون تعلم لغتي أيضا للتواصل معي؟". 

إن مثل هذه التغييرات في الصورة الإعلامية، مع ضمان تمثيل أكبر لذوي الاحتياجات الخاصة في غرف التحرير، قادرة على تغيير العقلية المهيمنة في المجتمع، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيير السياسات التمييزية السائدة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

مراجع: 

  1. كولن بارنز (1992). الصور المعطلة والإعلام. المجلس البريطاني لمنظمات ذوي الإحتياجات الخاصة. رابط الدراسة:

http://www.media-diversity.org/en/index.php?option=com_content&view=article&id=601

 

 

المزيد من المقالات

كيف تغطي الألعاب الأولمبية؟

تمنح تغطية الألعاب الأولمبية للإعلامي الشغوف فرصة لا تُضاهى كي يستعمل كل الأجناس/ الأنماط الصحفية التي درسها، ولا سيما الأجناس الكبرى منها، من ربورتاج، وحوار، و

يونس الخراشي نشرت في: 26 يوليو, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024